أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مهارات الحياة

مهارات الحياة

تأليف : 

السيد مهدي الخطيب 

ترجمة : 

المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية 

 

فهرس المحتويات :

مهارات التواصل بين الأفراد

مهارة اتخاذ القرار

مهارة الاستفادة من مرحلة الشباب

مهارة السعادة

مهارة ضبط الرغبة الجنسيّة

مهارة مواجهة الغضب

مهارة التعامل مع الخلافات الزوجيّة

مهارة مواجهة الفشل

مهارة التعامل مع المصاب

مهارة مواجهة الهلع من الموت

مهارة الدعاء

 

مقدّمة المركز

لقد كثرت الدراسات والبرامج التي تُعنى بتربية الإنسان على اكتساب مجموعة من القيم والمهارات الحياتيّة التي تساهم في صناعة البنية الإيجابيّة للشخصيّة من النواحي النفسيّة والاجتماعيّة، بهدف إيجاد القدرة على اتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ وإيجابيّة في مواجهة التحدّيات العامّة، والتعامل بفعالية مع متطلّبات الحياة اليوميّة، والتواصل الإيجابي بفعاليّة مع الآخرين، وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطةِ، وتشمل هذه المهارات حلّ المشكلات، والتواصل، واتخاذ القرارات، والتفكير النقدي، والإبداع، والتعاون، والمسؤوليّة الشخصيّة والاجتماعيّة.

ويختلف تصنيف المهارات اعتمادًا على المعايير الاجتماعيّة وتوقّعات المجتمع والصفات الشخصيّة للمتعلّمين من حيث العمر والجنس ومستوى التعليم والمهارات التي يتقنها الفرد عن غيره، ومستوى الاستيعاب لكلّ منهم.

وتكمن أهميّة وجود المهارات الحياتيّة في حياة الفرد في قدرته على التكيّف مع كافّة الظروف، والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها، ومُنطلق ذلك من الدين الحنيف الذي بيّن أنّ الغاية من خلق الإنسان هي إعمار الأرض وخلافتها، وقد حثّ النبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) على إتقان العمل والقيام به على أفضل صورة؛ إلّا أنّ نقص المهارات الحياتيّة لدى الأجيال الحالية يُعتبر من أهمّ المشكلات التي يجب البحث عن حلول سريعة لها، ذلك أنّ مخرجات المؤسّسات التربويّة تفتقر إلى المهارات الحياتيّة، وبالتالي يفشل الكثير في حياتهم الوظيفيّة والشخصيّة؛ بسبب غياب هذه المهارات لديهم.

هذا الكتاب «مهارات الحياة» نشر بعنوان (مهارت ‌هاي زندگي) باللغة الفارسيّة من قبل دار الحديث في مدينة قم المقدّسة، وتمّت ترجمته من قبل فريق المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجيّة.

وهو  يسلّط الضوء على مفهوم مهارات الحياة وأساليبها والغاية منها، وهي تنمية القدرات النفسيّة والاجتماعيّة، بما يسهم في الوقاية من السلوكيّات الضارّة بالصحّة النفسيّة وتعزيز مستوى الرفاه النفسي لدى الأفراد.

وقد عالج الكتاب العديد من المهارات، منها مهارات التواصل بين الأفراد، مهارات اتّخاذ القرار، مهارة الاستفادة من مرحلة الشباب، مهارة السعادة، مهارة مواجهة الفشل والغضب، مهارة التعامل مع المصاب،...

ختامًا نشكر كل من ساهم في إخراج هذا الكتاب إلى اللغة العربية، ولا سيّما فريق الترجمة، والمحرّر والمدّقق والمخرج.

 

مقدّمة المؤلّف

لقد بات من الواضح أنّ ظروف العيش وشؤون الحياة ومتطلّباتها أصبحت أكثر يسرًا وسهولةً في ظل التقدّم العلمي والتكنولوجي والاتّساع المتسارع في تدفّق المعلومات ووسائل الاتّصال، ولكن رغم هذه التطوّرات الشاملة، لا يزال العديد من الأفراد يفتقرون إلى المهارات الأساسيّة والقدرات اللازمة لمواجهة تحدّيات الحياة، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثّر بالصعوبات والمشكلات اليوميّة. وهو ما يهدّد الصحّة النفسيّة للإنسان.

لذلك، يحتاج الإنسان إلى آليات فعّالة تمكّنه من التكيّف مع القلق والصراعات الحياتيّة بطريقة بنّاءة، بحيث تعزّز قدرته على مواجهة التحديات بمرونة. وتُعدّ هذه الآليات أساسيّة وجوهريّة، إذ تتشكّل عبر مسار النمو والتطوّر، وتشمل عمليات معرفيّة وانفعاليّة وسلوكيّة تتجسّد في بنيات مثل تقدير الذات، الكفاءة الذاتيّة، القدرة على حلّ المشكلات، أساليب المواجهة، إدراك الذات، المهارات الاجتماعيّة، وأنماط الإسناد.

هذه البُنى، التي تُدرَّس اليوم تحت مسمّى «مهارات الحياة»، هي «مزيج من المعارف والسلوكيّات والمواقف والقيم التي تُستخدم لاكتساب مهارات معيّنة أو تطبيق المعرفة عمليًّا لتحقيق الأهداف». وبعبارة أخرى، تُعرَّف مهارات الحياة بأنها «القدرة على تبنّي سلوك متكيّف وإيجابي، بما يمكّن الأفراد من التعامل بفعالية مع تحديات الحياة اليومية ومتطلباتها».

ووفقًا لتصنيف منظمة الصحّة العالميّة، تشمل مهارات الحياة مجموعة من المهارات الأساسيّة والرئيسيّة، من بينها: اتّخاذ القرار، حلّ المشكلات، التفكير الإبداعي، التفكير النقدي، التواصل الفعّال، بناء العلاقات الاجتماعيّة، الوعي الذاتي، التعاطف، التعامل مع الانفعالات، والتكيّف مع الضغوط.

وقد جرى التأكيد على أهميّة استثمار القدرات والفرص المتاحة بأفضل شكل ممكن في التعاليم الدينيّة، بحيث يتمكّن الإنسان من تحويلها إلى مهارات تساعده على تمهيد الطريق نحو تحقيق أهدافه. فامتلاك المهارات في جوهره يمثّل وسيلة للتزوّد بمعرفة أعمق للذات واكتشافها، ممّا يدفع الإنسان للسير نحو الغايات السامية التي تحظى بمكانة محوريّة في التعاليم الدينيّة. ومن الضروري أن يحافظ الفرد، بعزيمته الجسدية والنفسيّة، على ما منحه الله تعالى من إمكانات كامنة وواقعيّة، وأن يسعى باستمرار إلى تنميتها والارتقاء بها.

كما يوضّح النموذج أدناه، تعمل مهارات الحياة كحلقة وصل بين العوامل الدافعة، مثل المعارف، والمواقف، والقيم، وبين السلوك الإيجابي والصحي (انظر: الرسم البياني أدناه). في هذا السياق، تسهم مهارات الحياة، جنبًا إلى جنب مع العوامل الدافعة وتعزيز أو تعديل السلوك، في تكوين سلوك إيجابي وصحّي، ممّا يساعد على الوقاية من المشكلات النفسيّة.

تمكّن مهارات الحياة الأفراد من تحويل المعارف والمواقف والقيم إلى قدرات فعلية، أي أنها تساعدهم على معرفة ما يجب فعله وكيفيّة القيام به. فهي مهارات تتيح للفرد، عند توفر الرغبة والحرية والفرصة، التصرف بطريقة صحية وسليمة[6]. وقد أظهرت الأبحاث أن تعليم مهارات الحياة يسهم في تعزيز كلٍّ من الصحة الجسدية والنفسيّة، من خلال تحسين الثقة بالنفس، وتنمية القدرة على مواجهة الضغوط البيئيّة والنفسيّة، والحدّ من القلق والاكتئاب والأفكار الانتحاريّة، وتقليل التراجع الأكاديمي، وتعزيز العلاقات الاجتماعيّة والسلوكيات الإيجابيّة والمفيدة، إضافةً إلى تقليل تعاطي المواد المخدرة والوقاية من المشكلات النفسيّة والسلوكيّة والاجتماعيّة.

من ناحية أخرى، فإن مواجهة المشكلات النفسيّة والاجتماعيّة تتخذ أبعادًا متعدّدة، ويُعدّ البعد الديني اليوم أحد أهم هذه الأبعاد. فالمواجهة الدينيّة هي عمليّة مستمرّة ومعقّدة تتيح للأفراد التكيّف مع الضغوط النفسيّة والتغلب عليها[8]. ويمكن تصنيف أساليب المواجهة الدينيّة ضمن فئتين رئيسيتين: المواجهة الدينيّة الإيجابيّة والمواجهة الدينيّة السلبيّة.

المواجهة الدينيّة الإيجابيّة تعكس علاقة آمنة مع الله وشعورًا بالترابط الروحي مع الآخرين. وتشمل استراتيجيّاتها التوجّه الروحي، وإعادة التقييم الإيجابي من منظور ديني، والمواجهة الدينيّة المشتركة، وطلب الدعم الروحي، والاستعانة برجل دين أوالمؤسسات الدينيّة. وترتبط هذه الاستراتيجيات بنتائج إيجابيّة مثل النموالناتج عن التوتر، والتطوّر الروحي، وارتفاع مستوى الرضا عن الحياة، في حين أنّ علاقتها بالاكتئاب، والقلق، والاضطراب، واليأس، والشعور بالذنب تكون سلبيّة. في المقابل، تعكس المواجهة الدينيّة السلبيّة علاقة غير مستقرة مع الله وتوترًا بين أعضاء الجماعة الدينيّة. وتشمل استراتيجيّاتها الاستياء الروحي، وإعادة تقييم الله ككيان معاقِب، وإعادة النظر في قدرته، ورؤيته كإله قاسٍ، إضافةً إلى النزاعات الدينيّة بين الأفراد. وترتبط هذه الاستراتيجيات بنتائج سلبيّة مثل الاكتئاب، والقلق، واللامبالاة العاطفيّة، وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة والتأثيرات النفسيّة المترتّبة عليها.

إضافةً إلى هذا التصنيف العام، يمكن أن تشمل أساليب المواجهة استراتيجياتٍ فعّالة، وسلبيّة، وتفاعلية، كما يمكن أن تتبع نهجًا انفعاليًّا أو حلّ المشكلات، وتندرج ضمن مجالات رفية، وسلوكية، واجتماعيّة، وروحيّة. إن تبنّي أساليب المواجهة الدينيّة الإيجابيّة يمكن أن يساعدنا في التغلّب على التحديات والمشكلات اليوميّة بفعاليّة.

يهدف هذا الكتاب إلى تعليم مهارات الحياة من منظور التعاليم الدينيّة بأسلوب عملي وبطرح جديد، موجَّه لمن يسعون إلى إحداث تغيير حقيقي في حياتهم.

يساعد هذا الكتاب أيضًا المدربين والمستشارين على فهم وجهة نظر الدين فيما يتعلق بالحلول للتغلّب على مشكلات الحياة، وكيفيّة تطبيقها عمليًّا في ممارساتهم.

تم تدوين هذا الكتاب في أحد عشر فصلًا، حيث يتناول كل فصل مهارة من مهارات الحياة. في الفصل الأوّل، يتم التركيز على مهارات التواصل بين الأفراد. أما الفصل الثاني، فيتناول مهارة اتخاذ القرار. الفصل الثالث يختص بتعليم مهارة الاستفادة من مرحلة الشباب. تتناول الفصول الرابع والخامس والسادس مهارات السعادة، وضبط النفس في ما يتعلق بالجنس، وكيفيّة التعامل مع الغضب. أمّا الفصول من السابع إلى الحادي عشر، فتتناول مهارات التعامل مع الخلافات الزوجيّة، وكيفيّة التعامل مع الفشل، ومهارات التأقلم مع الفقدان والحزن، والتغلّب على الخوف من الموت، وأخيرًا مهارة الصلاة.

هناك العديد من الأشخاص الذين ساهموا في إنجاز هذا العمل، وأجد من واجبي أن أعرب عن امتناني لمساعدتهم وتعاونهم، خاصةً للسيِّد حجّة الإسلام الدكتور عباس پسنديده، رئيس مركز البحث في الأخلاق وعلم النفس الإسلامي في معهد القرآن والحديث، الذي كان له إشراف دقيق على هذا العمل.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف