الدين والأزمات الاجتماعيّة

الدين والأزمات الاجتماعيّة

تأليف :

مجموعة مؤلفين

إعداد :

محمد حسين كياني

 

فهرس المحتويات :

منطق تبويب الآفات الاجتماعيّة في القرآن والروايات ....... نصر الله آقا جاني

إدمان الأنترنت وآفاته الأخلاقيّة ....... علي رضا آل بويه، علي أكبر شاملي

ملاكات تشخيص وتبويب الآفات الاجتماعيّة ....... إبراهيم عباس بور

سُبُل مواجهة الفساد الإداريّ على أساس القيَم الإسلاميّة ....... علي حسني، عبد الحميد شمس

القضاءُ على الفقر: التحدّياتُ المحدِقة والإستراتيجيّاتُ الإسلاميّة ....... إسماعيل سيراغلدين

إستراتيجيّات الأئمّة في مواجهة الآفات الاجتماعيّة ....... علي رضا واسعي

علم الأمراض النفسيّة والسلوكيّات غير الاعتياديّة ....... محمد صادق شجاعي

المتغيّرات الاجتماعيّة من زاوية القرآن الكريم ....... محمّد يعقوب بشوي

مستوى الحياة والانحرافات الاجتماعيّة ....... السيد حسين فخر زارع

طرق السيطرة على الانحرافات الاجتماعيّة  ....... علي رضا محسني تبريزي، حفيظ الله فولادي

تأثير المعتقدات الدينيّة في التقليل من الآفات الاجتماعيّة ....... إسماعيل چراغي كوتياني، علي أكبر بياري

دور الأسرة في مكافحة الانحرافات الاجتماعيّة ....... شمس الله مريجي

الآفات الثقافيّة للاستهلاك ....... مسلم طاهري كلّ كشوندي

القضايا الفقهيّة الناظرة إلى العناصر المهدّدة للأمن الاقتصاديّ ....... محمد إسماعيل نباتيان



مقدمة المركز

إن الأزمات الاجتماعية تشكل انعكاسًا للاضطراب وانعدام النظم الذي يفرض تحديًا متزايدًا أمام القيّم المحورية في المجتمع. وبعبارة أخرى: إن الأزمات الاجتماعية تعني السلوك الإنساني الذي ينطوي على تبعات وتداعيات اجتماعية لا تندرج ضمن أطر الأصول الأخلاقية والحقوقية أو القواعد العرفية والاجتماعية؛ ونتيجة لذلك فإن هذا النوع من الأنشطة والسلوكيات يواجه منعًا وحظرًا قانونيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا. ومن ناحية أخرى فإن «معرفة الأزمات الاجتماعية» مفردة مقتبسة من العلوم الأحيائية وناشئة عن التشابه الأسلوبي المعتمد بين العلماء البايولوجيين وعلماء الاجتماع. إن معرفة الآفات في علم الطب تطلق على مسار تتبع جذور الأمراض في إطار التعرّف على أسباب انعدام النظم في وظائف الجسم؛ إن الكثير من علماء الاجتماع يذهبون ـ بسبب التشابه الموجود بين الإنسان والمجتمع ـ إلى الاعتقاد بأن معرفة الآفات والأزمات الاجتماعية بمثابة السعي في إطار تتبع جذور الاضطراب وعدم النظم الاجتماعي. ومن هنا كان هذا النوع من معرفة الآفات والأزمات يشغل حيّزًا كبيرًا من اهتمام علماء الاجتماع والساسة، ويمثل جانبًا مهمًّا من هواجسهم.

إن للأزمات والآفات الاجتماعية أنواعًا ومصاديق متنوّعة. كما أن بعض نماذجها ومصاديقها من قبيل: الجرائم والجنايات، وعدم العدل والإنصاف، والفساد المالي، والفقر، والبطالة، والتسوّل، والأزمات البيئية، والإجهاض، وعدم العفاف، والاعتداء الجنسي، والفحشاء، والبغاء، والخيانة، والطلاق، والأزمة السكانية، والعنصرية، والأزمات التربوية والتعليمية، والعنف والعراك، والقتل والانتحار، والإدمان على المخدرات والمسكرات، والقمار وما إلى ذلك من الجرائم الأخرى. وبعبارة أخرى: إن «الأسرة» عرضة لبعض الآفات، من قبيل: الخيانة والطلاق، وما يُعرف بـ «الزواج الأبيض»، وتبعات عدم الانسجام بين الوالدين، والأساليب الخاطئة والآثار المدمّرة لتربية الوالدين، والبطالة، والإدمان والمخدرات، والآثار المدمّرة لأنماط الحياة الغربية، والنزعة الاستهلاكية وما إلى ذلك. كما تواجه «النساء» بعض الآفات من قبيل: المعتقدات النسوية، وبعض التداعيات الفردية والأسرية لتوظيف النساء ودفعهن إلى العمل، ومسألة الحجاب وعدم العفاف، والإجهاض وما إلى ذلك، أو «التكنولوجيا» التي من شأنها أن تشكّل أرضية خصبة لظهور بعض الأزمات الناجمة عن النموّ الصناعي والتقني، وظهور الأنترنت والأقمار الصناعية وشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية ولا سيّما منها تلك الناظرة إلى إثارة العنف والغرائز والعلاقات الجنسية، والعقائد الخاطئة التي يتمّ التسويق لها في بعض الأفلام وما إلى ذلك. كما أن «المؤسسات والمنظمات الحكومية» هي الأخرى عرضة لبعض الأزمات، من قبيل: الجريمة، والمحاباة الاجتماعية، والظلم الاقتصادي، واستغلال الوظائف والمسؤوليات والمحسوبيات، والعنصرية، واتساع رقعة الأزمات البيئية، والترويج للمفاهيم الغربية، أو عدم جدوائية التعليم في تحسين ظروف الحياة، وعدم المساواة في التعليم، وهروب الأدمغة وما إلى ذلك.

ومن هنا فإن مواجهة الآفات والأزمات الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية، ومن قبل المتصدّين للشأن الثقافي -  الديني، تقترن بحساسية أكبر. إن هذه الهواجس التي تعود إلى أسباب متعددة؛ إنما تقوم على أساس القول بأن الكثير من الآيات والروايات تتخذ موقفًا واضحًا بشأن بعض الأزمات الاجتماعية، وفي الأساس هناك علاقة مفهومة بين «الوقاية من الآفات الاجتماعية أو تقليلها أو القضاء عليها» وبين «تحقق أسلوب الحياة الإسلامية». ومن هنا يمكن العمل على دراسة ماهية وأسباب ودوافع الآفات من خلال الاتجاه الديني، والتحقيق بشأن الوقاية منها وعلاجها.

ومن هنا كان هذا الأثر مشتملًا على مجموعة من كتابات عدد من المؤلفين، حول نسبة «الدين و الأزمات الاجتماعية»، والمسائل المتنوّعة الأخرى. وهي أمور من قبيل: معيار التشخيص ومنطق تبويب الأزمات الاجتماعية في القرآن الكريم والروايات، ومعرفة الآفات والأزمات النفسية والسلوكيات غير المعيارية، وموقف الأئمة الأطهار(عليهم السلام) من الأزمات الاجتماعية، وشرائط وموانع التغييرات الاجتماعية من وجهة نظر القرآن، وعلاقة مستوى الحياة والانحرافات الاجتماعية في الآيات والروايات الإسلامية، وآلية تأثير المعتقدات الدينية في التقليل من الأزمات الاجتماعية، وبحث دور الأسرة في انحسار الأزمات الاجتماعية، وكذلك الحلول الإسلامية من أجل القضاء على ظاهرة الفقر، وتوفير الأمن الاقتصادي، والإدمان على الإنترنت، والفساد الإداري، وما إلى ذلك. ومن هنا فإن هذه الدراسة تُعدّ مقدمة للتأمّل في هذا الشأن أيضًا، وعليه فإنها تنفع الأساتذة والباحثين والطلاب الذين يرغبون في الاطلاع على هذا الموضوع أيضًا.

وفي الختام نتقدم بخالص الشكر إلى جميع الكتاب، وكذلك الزملاء الكرام الذين ساهموا في تدوين ونشر هذه المجموعة، ونخصّ منهم بالذكر فضيلة الدكتور محمد حسين كياني إذ تولى أمر المتابعة والتدقيق العلمي الكفوء في تدوين هذه المجموعة من المقالات، وسماحة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد هاشم الميلاني رئيس المركز، حيث كنا ولا نزال نحظى بدعمه وإرشاداته العلمية المؤثرة. وأشكر كذلك فضيلة الدكتور أحمد قطبي، والسيد محمد رضا الطباطبائي، على ما قدّماه من المقترحات والقيام بالمراحل التنفيذية لهذه الدراسة. على أمل إحياء قلوب المؤمنين والمجتمع البشري بمعين رحمة المعارف الإلهية والأعمال الصالحة، وإعداد الأرضية الخصبة لإقامة المجتمع المثالي والفاضل الذي ينعم بالحياة الطيّبة بحق محمد وآله الأطهار(عليهم السلام).

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف