مؤسسة بحثية وتعليمية، مركز أبحاث، تأسست في العام 1973 في واشنطن وهدفها صوغ السياسات العامة المحافظة وتعزيزها بالاستناد على مبادئ الشراكة الحرة والحكم المحدود والحرية الفردية والأمن الوطني القوي. كان للمؤسسة دور ريادي في الحركة المحافظة خلال فترة رئاسة رونالد ريغن، الذي اعتمدت سياساته على الدراسة السياسية للمؤسسة بعنوان "انتداب القيادة". ومنذ ذلك الحين، أصبح للمؤسسة تأثير بارز في صنع السياسة العامة الأمريكية واعتُبرت واحدة من منظمات البحث المحافظة الأكثر تأثيراً في الولايات المتحدة.
تقوم المؤسسة بإجراء الأبحاث الدقيقة بشأن القضايا السياسية الأساسية والتسويق الفعال لنتائج تلك الأبحاث على مجموعة من الأفراد، من بينهم أعضاء الكونغرس وصناع القرار في الهيئات التنفيذية ووسائل الإعلام والأكاديميون ومن لهم علاقة بالسياسة.
أصدرت المؤسسة أبحاثاً ومنشورات ذات علاقة بكل سياسات رؤساء الولايات المتحدة واستضافت منذ تأسيسها قادة سياسيين بارزين أجانب ومحليين من ضمنهم أعضاء في الكونغرس ورؤساء دول ورؤساء الولايات المتحدة.
إبان إدارة ريغن: في العام 1981 نشرت هيريتيج دراسة "انتداب القيادة" وتُعد تقريراً محافظاً يهدف إلى تقليص حجم الحكومة الفدرالية ويحتوي على أكثر من 2000 اقتراح خاص لدفع الحكومة الفدرالية إلى التوجه المحافظ. تقريباً 60% من اقتراحات التقرير طُبق أو بُشر به مع نهاية العام الأول للريغن في مكتب الرئاسة. كما دعمت المؤسسة تطوير نظام الدفاع الصاروخي البالستي الجديد للولايات المتحدة، واعتمد ريغن تلك الرؤية وجعلها على رأس أولوياته في العام 1983 وسماها "مبادرة الدفاع الإستراتيجي".
إبان إدارة بوش: بقيت هيريتيج صوتاً مؤثراً في القضايا السياسية الخارجية والمحلية خلال إدارة جورج بوش. وكانت مكوناً بارزاً في عملية عاصفة الصحراء ضد العراق وشكلت دراساتها نواة تفكير إدارة بوش بشأن السياسة الخارجية ما بعد الاتحاد السوفييتي.
التأثير السياسي
استضافت مؤسسة هيريتيج كثيراً من القادة السياسيين الأجانب والمحليين البارزين منذ تأسيسها، من ضمنهم أعضاء في الكونغرس ورؤساء دول أجانب ورؤساء الولايات المتحدة. في 1 تشرين الثاني 2007، زار الرئيس جورج دبليو. بوش المؤسسة للدفاع عن تعيينه مايكل موكاسي خلفاً لألبرتو غونزالس كمدع عام للولايات المتحدة. كما أن قانون الضمان الصحي المعروف بأوباماكار هو عبارة عن فكرة طرحها ستوارت باتلر في العام 1989 من مؤسسة هيريتيج. وفي تشرين الثاني 2011، قامت مؤسسة هيريتيج ومعهد إنتربرايز الأمريكي على نحو مشترك باستضافة نقاش لمرشحي الرئاسة عن الحزب الجمهوري حول السياسة الخارجية والدفاع القومي.
والعديد من أعضاء مؤسسة هيريتيج إما خدموا أو انتقلوا إلى مناصب رفيعة المستوى في الحكومات الأمريكية أمثال: ريتشارد آلن وبول برمر وإليان شاو ولورناس دي ريتا ومايكل جونز وجون ليمان وإدوين ميز وستيف ريتشي وغيرهم.
المنشورات والنشاطات
بقيت مؤسسة هيريتيج تصدر مجلة بوليسي ريفيو لغاية العام 2011، إذ انتقلت ملكيتها لمؤسسة هوفر. في العام 2005، نشرت المؤسسة "دليل هيريتيج للدستور" وهو تحليل مفصل عن الدستور الأمريكي. وفي كل عام، تصدر المؤسسة كتاب جدول الموازنة الذي يحتوي على صور وجداول تظهر نمو البرامج الفدرالية المتعلقة بالإنفاق والعائدات والديون والعجز والتكاليف. في العام 2009، أصدرت المؤسسة فيلما وثائقاً لمدة ساعة حول تحديات السياسة الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة. وتضمن الفيلم مقابلات مع عدد من الخبراء في السياسة الخارجية أمثال المساعد السابق في وزارة الخارجية كيم هولمز وعالم الأسلحة كن أليباك وكبير موظفي البيت الأبيض إدوين ميز والرئيسة السابقة لمجلس الوزراء البريطاني مارغرت تاتشر.
التمويل
تُعد المؤسسة منظمة خاصة معفية من الضرائب وفقاً لقانون الضرائب الأمريكي وهي تتلقى التمويل من القطاع الخاص عن طريق الأفراد والمؤسسات والشركات والجمعيات الخيرية. وفقاً لتقرير صدر في العام 2010، أوردت هيريتيج أن لديها 710000 داعم. ووفقاً للسنة المالية المنتهية في 31 كانون الأول 2011، بلغ الدخل العام للمؤسسة حوالى 72 مليون دولار وبلغت قيمة الإنفاق 80 مليون دولار.