اللاهوت المعاصر، دراسات نقدية (الدين والعلوم المعرفية)

اللاهوت المعاصر، دراسات نقدية (الدين والعلوم المعرفية)

تأليف : 

مجموعة مؤلفين

محتويات هذا العدد : 

علم الدِّين المعرفي (التعريف والغاية) ...........  جاستين ل. بارت

دور العلوم المعرفيَّة في دراسة الدِّين ...........  محمّد صادق زاهدي وروح الله حق شناس

علم الدِّين المعرفي وتبرير المعتقدات الدِّينيَّة ...........  شهاب الدِّين مهدوي

علم الدِّين المعرفي (ما هي انعكاساته علىٰ الإيمان بالله) ...........  ديفيد ليتش وآكو فيسالا

لا شيء سوىٰ حزمة من الخلايا العصبيَّة ........... ستيوارت ج. جادج

«تجربة ليبيت» وآثارها المترتِّبة علىٰ الإرادة الواعية ...........  بيتر ج. هـ. كلارك

نظريَّة جون هيك حول التجربة الدِّينيَّة وعلم الأعصاب ...........  سيامك عبد اللهي ومنصور نصيري

لاهوت علم الأعصاب والتجربة الدِّينيَّة (التحدّيات) ...........  محمّد صادق أحمدي وعليّ شهبازي

الدِّين والذكاء الاصطناعي ........... عليّ رضا قائمي نيا

مدخل فلسفي تأسيسي في الذكاء الاصطناعي ...........  محمّد رضا طهماسبي

دماغي وأنا ...........  روجر سكروتون

دليلٌ إلى فلسفة العقل ...........  جون ر. سيرل

المقدمة المركز

يتمُّ تدوين ونشر سلسلة اللَّاهوت المعاصر، بهدف تحليل ونقد أبحاث اللَّاهوت المعاصر في الغرب، ودراسة تأثيرها في العالم الإسلامي. وقد اختصَّ المجلَّد الأوَّل من هذه السلسلة - وعنوانه «التعاريف والكلّيَّات» - ببعض المبادئ التصوُّريَّة للاهوت المعاصر من قبيل: المفاهيم، والمصطلحات، والتعاريف. والعناوين التالية من هذه السلسلة - والتي تضمُّ ثلاثة مجلَّدات - تتناول موضوع العلم والدِّين ضمن ثلاثة محاور، وهي: نقد نظريَّة تعارض العلم والدِّين، والدِّين والعلوم التجريبيَّة، والعلم الدِّيني. وحاليًّا نعمل علىٰ إصدار المجلَّد الخامس من هذه السلسلة، وهو يختصُّ بموضوع «الدِّين والعلوم المعرفيَّة».

إنَّ علوم المعرفة الدِّينيَّة([1])، تُمثِّل اتِّجاهاً تجريبيًّا إلىٰ دراسة الدِّين والتي تستفيد من أساليب ونظريَّات العلوم المعرفيَّة، من قبيل: علم النفس، وعلم الأعصاب، من أجل تجزئة وتحليل علل الوقائع والأحداث المذهبيَّة، الأعمّ من المعتقدات، والأساليب، والتجارب الدِّينيَّة بين الشعوب والمجتمعات. يعمل المروِّجون للإلحاد حاليًّا علىٰ تحويل العلوم المعرفيَّة إلىٰ أدوات جدليَّة بين العلم والدِّين والهجوم علىٰ المتديِّنين. في حين أنَّ العلوم المعرفيَّة من خلال الاستناد إلىٰ الشواهد العلميَّة المتقنة يمكن الاستفادة منها في الدفاع عن الدِّين علىٰ أفضل وجه.

وعلىٰ الرغم من أنَّ السنوات الأخيرة شهدت اهتماماً أكبر بمسألة العلوم المعرفيَّة والدِّين، بيد أنَّ العلوم المعرفيَّة بشكلٍ عامٍّ، واحدة من العلوم البينيَّة التي شاعت في الحقول الخاصَّة بعلم النفس قبل اللَّاهوت. وفي المرحلة المعاصرة كلَّما تقدَّم بنا الزمن، شهدنا اهتماماً أكبر بالعلوم المعرفيَّة في المجالات أدناه:

1 - الإدراكات، والذاكرة، والتعلُّم، والإبداع، وتحسين أساليب الاستفادة من المخِّ، ممَّا يتمُّ الاهتمام به في التربية والتعليم.

2 - تغيير أذهاننا أو أذهان الآخرين، وهو ما يتمُّ الاهتمام به في الإعلام، ويمارسة الناشطين في الحقل الاجتماعي والسياسيِّين، ومختلف التيَّارات الفكريَّة وما إلىٰ ذلك.

3 - معالجة الاختلالات العصبيَّة والجينيَّة، وزراعة وترميم الخلايا العصبيَّة، ممَّا يتمُّ الاهتمام به في علم الطبِّ.

4 - التدخُّلات العصبيَّة في مسائل من قبيل: السيطرة علىٰ الكذب، وضبط العنف، والسيطرة علىٰ السلوكيَّات الأخلاقيَّة المختلفة، ممَّا يتمُّ الاهتمام به في الأخلاق والعلوم الاجتماعية أيضاً.

5 - مساعدة المعاقين، من قبيل الاستفادة من الأمواج الذهنيَّة؛ لتحويل الخواطر الذهنيَّة للفرد إلىٰ نصٍّ مكتوبٍ أو كلامٍ منطوقٍ، أو إنتاج الأطراف من قبيل الأذرع والأرجل الصناعيَّة الذكيَّة، ممَّا يتمُّ الاهتمام به في حقل الذكاء الصناعي.

وفي جميع هذه الموارد نجد العلوم المعرفيَّة كما ترتبط بعلم النفس، والتربيَّة، والتعليم، والإعلام، والطبِّ، والأخلاق، والذكاء الصناعي، ترتبط كذلك بشكل وآخر بالدِّين أيضاً. وفيما يلي نشير علىٰ سبيل المثال إلىٰ بعض الأسئلة التي يتمُّ طرحها فيما يخصُّ العلاقة بين العلوم المعرفيَّة والدِّين، وذلك علىٰ النحو الآتي: في بحث الرؤيا، والوحي، والمكاشفة، والإلهامات التي تحصل للأولياء، هل هناك من تفسير إلهي يقوم علىٰ العلوم المعرفيَّة؟ وإذا كان هناك مثل هذه العلاقة، فما هو وجه التمايز القائم بين الوحي والإلهامات الناشئة من الاختلالات والاضطرابات النفسيَّة، من قبيل الشيزوفرينيا؟ وفي هذا المجال يسعى الملحدون إلىٰ إضفاء صورة مادّيَّة بالكامل علىٰ مسألة الإلهام والرؤيا والوحي، وعملوا من خلال الاستقراء الناقص علىٰ إنكار جميع التعاليم السماويَّة؛ ليستنتجوا من ذلك العلاقة المنفصلة بين العلوم المعرفيَّة والدِّين. وفي المقابل يعمل العلماء المؤمنون بالله علىٰ إثبات وجه التعاضد والتناغم بين العلوم المعرفيَّة والدِّين، ويتحدَّثون عن التقريرات الصادرة عن مختلف الاختبارات في هذا الشأن.

وفي مثال آخر يمكن البحث في مسألة الأخلاق والعلوم المعرفيَّة، وفي الأخلاق العقلانيَّة والفلسفيَّة - الأعمّ من الأخلاق ذات التأصيل الذاتي لإيمانوئيل كانط أو الأخلاق الشهوديَّة لديفد راسي - تكون للمفاهيم الذهنيَّة محوريَّة بالنسبة إلىٰ الفعل. وأمَّا في علم النفس الأخلاقي، فإنَّ المحوريَّة تكون لمشاهدة الفعل الأخلاقي بالقياس إلىٰ القضايا الذهنيَّة. وفي علم النفس المتعارف للأخلاق، يكون الفعل والمشاهدات التجريبيَّة([2]) هي الأساس في التحليل. وفي المرحلة الأعلىٰ، يُعَدُّ علم النفس المعرفي للأخلاق([3]) من الحقول الجديدة في علم النفس الأخلاقي، حيث شهد إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وفي هذا الحقل من علم النفس تكون المحوريَّة للتجربة والمشاهدة أيضاً. وإذا ما استثنينا أقلّيَّة من المؤمنين فإنَّ أكثر العلماء التجريبيِّين في علم النفس المعرفي للأخلاق، يتماهون مع تيَّار الإلحاد، وينشطون في الجبهة المقابلة للمتديِّنين والمؤمنين. إنَّ المواجهة مع هذا التيَّار تقتضي توسيع دائرة البحث والتحقيق في حقل علم النفس المعرفي للأخلاق، لصالح المتديِّنين.

وفيما يتعلَّق بالذكاء الصناعي - بوصفه واحداً من فروع العلوم المعرفيَّة - هناك قراءات مختلفة. وفي القراءة المتطرِّفة يذهب الاعتقاد إلىٰ أنَّ الذكاء الصناعي مثل ذكاء الإنسان يحتوي علىٰ خصائص، من قبيل: الإحساس، والوعي، والإرادة. إنَّ الذكاء الصناعي بهذه الصفات، لم يُكتَب له التحقُّق حتَّىٰ الآن علىٰ المستوى الفيزيقي، ولكنَّه يُشكِّل أساساً للكثير من الفلسفات الحديثة في العلوم المعرفيَّة.

يتمُّ طرح هذه الموضوعات والمسائل بوصفها نماذج لبعض الهواجس الماثلة في موضوع العلوم المعرفيَّة. وقد سعينا في هذه المجموعة الراهنة إلىٰ تقديم باقة مختارة من الأبحاث والدراسات حول بعض أهمّ المسائل المعرفيَّة واللَّاهوتية للعلوم المعرفيَّة في الدفاع عن العلاقة التعاضديَّة بين العلوم المعرفيَّة لصالح الدِّين.

وإنَّ بعض الأبحاث الواردة في مقالات هذه المجموعة، عبارة عن:

- الاطِّلاع علىٰ العلوم المعرفيَّة واستعمالاتها في الإلهيَّات.

- دور العلوم المعرفيَّة في إعادة القراءات والدراسات الدِّينيَّة الجديدة.

- العلوم المعرفيَّة والهرمنيوطيقا.

- العلوم المعرفيَّة والإيمان بالله.

- إلهيَّات الأعصاب والعلوم المعرفيَّة.

- الذكاء الصناعي و...

يتضمَّن هذا الجزء مجموعة من مختلف الآثار والنظريَّات لعدد من المفكِّرين الذين يتبنَّون مشارب فكريَّة متنوِّعة، حيث تمحورت مساعيهم البحثيَّة حول بسط شتَّىٰ المسائل المرتبطة بالعلوم المعرفيَّة.

وكما هو معهود فالمركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجيَّة ضمن التزامه بمبادئ الأمانة العلميَّة، قام المعنيُّون بالشأن فيه بجمع المقالات التي وقع عليها الاختيار واستعرضها بين يدي القُرَّاء الكرام دون تغييرٍ وتصرُّفٍ.

نتقدَّم بالشكر الجزيل لكُتَّاب المقالات التي وقع عليها الاختيار في هذه السلسلة، ونرجو من القُرَّاء والباحثين الكرام إتحافنا بانتقاداتهم وآرائهم القيِّمة.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام علىٰ رسوله الأمين وآله الميامين.

----------------------------------

[1] CSR: Cognitive science of religion.

[2] Observation

[3] Cognitive Moral Psychology.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف