تأليف:
عبد الله عمّار الحموي
فهرس المحتويات :
الصلاة وصيّة الله ورسله
عمود دين الله (عز وجل)
أين فُرضت الصلاة
الصلاة أحبّ الأعمال إلى الله
خير الأعمال وأفضلها
الصلاة أوّل ما نُسئل عنه يوم القيامة
الصلاة خير موضوع
الصلاة من أبرز مصاديق الإيمان
حكمة الصلاة وفلسفتها
من وجوه حكمة تشريع الصلاة
الصلاة تنزيهًا لكم من الكِبْرِ
معرفة السراج المنير وبقاء ذِكرِه
وجه هذا الدين والمِلّة
من أهداف الصلاة
مصداق العبوديّة لله تعالى
من الأهداف الإصلاحيّة للصلاة
اقتران الصلاة بالقول الحسن
الصلاة والهداية إلى الصلاح
نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر
من آثار الصلاة
من الآثار الروحية والتربوية للصلاة
قوّة الصِلة بالله تعالى
أثر الصلاة في طهارة النفس وتزكيتها
الصلاة درع المسلم
الصلاة تزيل الغفلة من حياة الفرد
الصلاة تقمع التكبّر والغرور
الصلاة مفتاح لكلّ خير
الصلاة مغفرة ورحمة
في رحاب مقدّمات الصلاة
المحافظة على أوقات الصلاة
استبقوا الخيرات
النيّة والإخلاص
فوائد جعفريّة في صدق النيّة
القيام في الصلاة
الركوع في الصلاة
الراكع الخاشع
السجود لله منتهى العبادة
هيئة السجود وحالته
التشهّد
سجدة الشكر
صلاة الجماعة
صلاة الجماعة في القرآن الكريم
من أحكام صلاة الجماعة
حكمة تشريع صلاة الجماعة
مكانة صلاة الجماعة
من فضائل صلاة الجماعة
من فوائد صلاة الجماعة
العزوف عن صلاة الجماعة
الأول: ضعف الاهتمام الديني
الثاني: ضعف التشجيع
الثالث: الخلود إلى الكسل
فضل المشي إلى صلاة الجماعة
المشّائين في الظُّلَم إلى المساجد
أيّ الصفوف أفضل؟
صلاة الجماعة من علائم الخير
بصلاة الجماعة تُقضَى حاجتك
لا تترك الجماعة من غير عذر
عظمة صلاة الجماعة
حضور القلب في الصلاة
لماذا حضور القلب؟
إمامة القلب للجوارح
أقبل بقلبك على الله عزّ وجلّ
العلم والعقائد الحقّة
الإعراض عن اللغو مثالًا
ذكر الله والانتباه
العمل على تفريغ القلب من الشواغل
أكثر القلوب على نحوين:
من طرائق تحصيل الخشوع
الأفكار أئمّة القلوب
الفكر ينير اللب
من أحوال المعصومين في الصلاة
الأسوة الحسنة
كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
عبادة أمير المؤمنين علي(عليه السلام)
حاله عند حضور وقت الصلاة
في محراب علي(عليه السلام)
خليفة الماضين
حاله بين يدي الله تعالى
مقدّمة المركز
الحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين(عليهم السلام)، وبعد...
الحياة الطيِّبة هي الوضعية المنشودة لحياة البشر؛ في الأبعاد الإيمانيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والجهاديّة، والجسميّة، والبيئيّة، والجماليّة، والعلميّة، والإداريّة. ووفقًا لرؤيتنا الإسلاميّة لا مجال لفصل الحياة الطيِّبة بأبعادها ومراتبها كافة عن الإيمان والعمل الصالح الوارد في عدّة آيات في القرآن الكريم على نحو التلازم، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: 97). فالإحياء هنا بمعنى إلقاء الحياة في الشيء وإفاضتها عليه، وفيها دلالة على أنّ الله سبحانه يكرّم المؤمن الذي يعمل صالحًا بحياة جديدة غير ما يشاركه سائر الناس من الحياة العامّة، وما في الآية من طيب الحياة يلازم طيب أثرها وهو القدرة والشعور المتفرّع عليهما الأعمال الصالحة.
إذًا «الحياة الطيِّبة» في هذه الدنيا هي النتاج الطبيعي للعمل الصالح النابع من الإِيمان، أيْ أنّ المجتمع البشري سيعيش حينها حياةً هادئةً مطمئنةً ملؤها الرفاه والسلم والمحبّة والتعاون، وفي أمان من الآلام الناتجة عن الإِستكبار والظلم والطغيان وعبادة الأهواء والأنانية التي تملأ الدنيا ظلاماً وظلامات.
وتتأكّد أهمية التربية على نمط الحياة الإسلاميّة بسعة التشريعات والقيم الإسلاميّة، لهذا فهي إضافةّ للتربية على البعد الإيماني التربوي، حيث العمل على تربية شخصيّة الإنسان وبناؤه في الجوانب العقائديّة والإيمانيّة والعباديّة والروحيّة، تبرز الأهميّة للتربية في البعدين السلوكي الفردي والاجتماعي، حيث التربية على الحياة الأسريّة والاجتماعيّة الإسلاميّة، ويتحمّل المسؤوليّة المجتمعيّة في ضوئها. وفي التربية على ثقافة التدبير المعيشي، واتقان العمل، والسعي للكسب الحلال...، وأصول وقيم التعامل مع سائر النعم والمخلوقات. بل والتصرّف في الأرض وخيراتها وفق إرادة الله تعالى، باعتبارها أمانة إلهيّة لخدمة الإنسان ورقيّه ورفاهيّته وتحقيق كماله على ضوء الإرادة الإلهيّة.
ختامًا لا شك بأنّ التزام الإنسان نمط الحياة الإسلاميّة، ومراعاته لقواعد وأصول الحياة الطيِّبة يكفلان له أعلى درجات السعادة والإطمئنان في حياته الدنيوية، والفوز برضا الله وجزاءه الحسن في حياته الأخروية.
هذا الكتاب «الصلاة عبادة وتربية» يسلّط الضوء على عظمة الصلاة ورفعة مكانتها، وبعض أهدافها وآثارها في الإسلام، وقد اعتُمدَ في تأليفه وكتابة مضامينه على الآيات القرآنيّة الكريمة، والأحاديث النبويّة الشريفة، وروايات أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)؛ ليكون منهلاً أصيلاً في توجيه المؤمنين للالتزام بنمط الحياة الطيبة في العلاقة مع الله والخلق، وبهذا تتحقّق السعادة والاطمئنان في الدنيا والآخرة.
مقدِّمة المؤلِّف
الحمد لله ربّ العالمين، بارئ الخلائق أجمعين، له الحمد، والحمد حقّه كما يستحقه، وصلّى الله على من لا نبيّ بعده، سيّدنا ومولانا رسول الله محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وبعد...
المعروف من سيّر أنبياء الله ورسله الكرام وأوصيائهم(عليهم السلام) أنّ الله سبحانه جعلهم سادة الدّاعين إليه، وأنّ أولى مهامهم كانت دعوة الخلق لمعرفة بارئهم وتوحيده وخلع الأنداد، والمعروف من سيرتهم أيضًا أنّ أهمّ ما يُعتنى بالدعوة إليه، وحثّ الناس عليه، وحضّهم على فعله هو الصلاة بعد التوحيد، فهي غرّة الطاعات وآكد الفرائض والواجبات، وقد ذكرها الله تعالى في عشرات الآيات القرآنيّة الكريمة، وجاءت الأحاديث الشريفة مؤكّدة وجوبها وأهمّيتها، وتحثّ عليها وتُحذّر أشدّ التحذير من تركها أو التهاون بها أو التكاسل عنها لأنّ ذلك من صفات المنافقين كما جاءت محكمات الفرقان العظيم والأحاديث النبويّة مبيّنة أنّ الصلاة أوّل ما يجب تعلّمه من الفرائض، وهي الفارق بين المسلم وغير المسلم، وأنَّ الحرص على إقامتها من صفات المؤمنين المتّقين، وهي قرّة عين المسلم، إليها يُفزع إذا ضاق الصدر، وادلهمّت الخطوب كما كان يفعل
خَاتَم النَّبِيِّينَ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد يسأل السائل لم أولت الشريعة الإسلاميّة السمحاء كلّ هذه الأهمّية للصلاة؟ وما الميزة التي توجد في الصلاة دون سائر العبادات التي فرضها الله جلّ شأنه؟
إنّ وجوه أهمّية الصلاة كثيرة جدًّا ويصعب استقصاؤها، ومن هذه الوجوه ما قد عرفناه، ومنها ما لم نعرفه، والحقيقة أنّه لا يعرف قيمتها تمام المعرفة إلّا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) والهداة المهديين من أهل بيته(عليهم السلام)، وأما نحن فيُمكننا الاستفادة في التعرّف على صور من صور مكانتها ووجوبها، وأهدافها، وفضائلها التي وردت في كتاب الله تعالى والروايات الشريفة المروية عن النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة(عليهم السلام)، فهلمّوا بنا كي نتعرّف على بعض الصور التي تُبَيّن لنا شيئًا من مكانتها العظيمة، ولنعلم من أين استمدّت وحَصَلت منزلتها الرفيعة، سائلين العلي القدير أن ينفعنا به في الدنيا والآخرة.