تأليف :
مسعود فياضي
تعريب :
حيدر نجف
فهرس المحتويات :
المقدمة والمفاهيم العامة :
1. المسألة بشكلها الأوّليّ
2. مديات الدراسة وحدودها
3. ضرورة الدراسة
4. منهج البحث
5. سؤال أصلي وأسئلة فرعية
6. السوابق
7. بنية الدراسة
8. مصطلحات مفتاحية:
أ. علم أصول الفقه
ب. الفهم
ج. التفسير
د. المعنى
هـ. الركائز والقبليات
و. النظرية
ز. «نظرية فهم النص» أو «نظرية فهم مراد الشارع» من المصادر النصية في علم الأصول
ح. الهرمنيوطيقا، والهرمنيوطيقا المنهجية، والهرمنيوطيقا المناهجية، والهرمنيوطيقا الفلسفية
الفصل الأول: الإطار الفكري للهرمنيوطيقا الفلسفية
المقال الأول: أفكار هايدغر أسسًا للهرمنيوطيقا الفلسفية
المبحث الأول: المسألة الأساسية عند هايدغر في تطوراته الفكرية
المبحث الثاني: الظاهريات.. منهج علم الوجود الأساسي
المبحث الثالث: علم الوجود الأساسي
المبحث الرابع: نقد الظاهريات
المقال الثاني: الهرمنيوطيقا الفلسفية وتفسير النص عند غادامير
المبحث الأول: مسألة غادامير الأصلية في الهرمنيوطيقا الفلسفية
المبحث الثاني: أركان الهرمنيوطيقا الفلسفية عند غادامير
المقال الثالث: امتدادات الهرمنيوطيقا الفلسفية في العالم الإسلامي
المبحث الأول: الاعوجاج الهرمنيوطيقي للمفكرين المسلمين «المختلفين»
المبحث الثاني: ركائز علمي الفقه والأصول في تصورات المفكرين المسلمين المختلفين
الخلاصة والمحصلة
الفصل الثاني: الركائز والقبليات الأنثروبولوجية
المقال الأول: الركائز الأنثروبولوجية في علم الأصول
1. معنائية الإنسان
2. الإنسان ذو بعد متعال على الزمان والتاريخ
3. للإنسان عالمه الحقيقي وبعده عن المثالية
المقال الثاني: نقد الركائز الأنثروبولوجية في الهرمنيوطيقا الفلسفية
1. الإنسان (الدازاين) وأزمة المعنائية (التوفر على معنى)
2. تجاهل البُعد اللازماني واللاتاريخي في الدازاين
3. انحصار الدازاين في عالمه وخطر المثالية
الخلاصة والمحصلة
الفصل الثالث: الركائز المعنائية (السيمانطيقية) لنظرية الفهم
المقال الأول: ماهية المعنى وصنوفه لدى علماء الأصول
المبحث الأول: تعريف المعنى في ظل مبحث دلالات الألفاظ
المبحث الثاني: أقسام المعنى وصنوفه
المبحث الثالث: منشأ الصلة بين اللفظ والمعنى في الدلالات التصورية والتصديقية
المبحث الرابع: قصدية المعنى
المبحث الخامس: حقيقة المعنى عند علماء الأصول
المبحث السادس: المعاني الطوليّة (تعددية المعنى رغم تعيّنه)
المقال الثاني: نقد علم المعنى في الهرمنيوطيقا الفلسفية
1. المعنى وعدم التعين
2. المعنى التاريخانية والاستعمالية (التطبيقية)
3. المعنى والبعد عن الواقع
4. المعنى والنسبية
الخلاصة والمحصِّلة
الفصل الرابع: الركائز المعرفية لنظرية الفهم
المقال الأول: الركائز المعرفية لنظرية الفهم في علم الأصول
المبحث الأول: إمكان فهم مراد الشارع رغم الفاصل الزمني
1. تقرير السؤال عن إمكان فهم مراد الشارع رغم الفاصل الزمني الطويل
2. الرد على إشكال تعذّر فهم مراد الشارع مع وجود فاصل زمني طويل
المبحث الثاني: طريقة فهم مراد الشارع عند علماء الأصول
1. موقع التفسير عند علماء الأصول
2. الأمارات العقلائية لفهم المعاني التصورية
3. الأمارات العقلائية لفهم المعاني التصديقية
المقال الثاني: نقد الركائز المعرفية لنظرية الفهم في الهرمنيوطيقا الفلسفية
المبحث الأول: نقد قبلية تاريخانية الفهم
المبحث الثاني: الفهم والنسبية
1. صنوف النزعة النسبية
2. تسرُّبُ النزعة النسبية إلى هرمنيوطيقا غادامير
المبحث الثالث: الفهم والأحكام المسبقة
1. الخلط بين الفهم المسبق الضروري والحكم المسبق الخاطئ
2. تجاهل مكانة العقل في عملية الإدراك
3. لاتاريخانيةُ الذاتِ الإنسانية وتجرُّدُها
4. الخلط بين المعنى اللفظي للنص ومعناه الاستعمالي
5. عدم كلية «سؤالية - جوابية» الفهم
الخلاصة والمحصلة
الفصل الخامس: الركائز المصادرية للفقه والأصول
القرآن الكريم فعلًا إلهيًا
علم الله وقدرته وحكمته والنص الإلهي
الخلاصة والمحصلة
نتيجة واقتراح
مقدمة المركز
من بين سائر مباحث الفلسفة أخذت نظريّة المعرفة حيّزًا كبيرًا من اهتمام الباحثين؛ وذلك لتعلّق موضوعها بتخصّصاتٍ عديدةٍ، وتناولها لجميع اتجاهات المعرفة الإنسانيّة بوصفها فلسفةً للعلوم. ومن جهة فهي تشكّل المرتكز الذي حدا بالفلسفة لأنْ تتنوّع إلى مدارس ومذاهب واتّجاهاتٍ ونزعاتٍ ومناهج تبعًا لـمصادر استقائها التي يُعوّل عليها فـي تـحديد نوعها.
تهدف نظريّة المعرفة إلى الكشف عن حقيقة المعرفة الإنسانيّة وطبيعتها، وحدودها، ومصادرها، ومناهجها، وقيمتها، وموانعها، وصدقها وخطئها، والشروط الموضوعيّة لتشكّلها، ووسائل إنتاجها، وسبل نموّها بوصفها مدخلًا ضروريًّا تُؤسَّس عليه كثيرٌ من المعارف الرامية لإنتاج اليقين. وتُعنى نظريّة المعرفة أيضًا بنقد العلوم وتقويمها، وتحديد الأُسس التي ترتكز عليها؛ فهي ذات شأنٍ فـي فرز الأصيل عن الدخيل من مناهج المعرفة وأبحاثها المعاصرة. لتؤمّن الوصول إلى المعرفة السليمة.
ولا تقف نظريّة المعرفة في علاقتها بالعلوم على إطارها الموضوعيّ فحسب؛ وإنّمـا تـمارس دورًا منهجيًّا تنطلق منه لمعالجة العلاقة بين الذات والموضوع، وضبط طبيعتها؛ لتحصين سلامة الآليات والأدوات الـمعرفيّة بينهمـا وتوليد نتائج معرفيّةٍ أمينة.
وما زالت مهمّة نظريّة المعرفة هي البحث حول المعارف الصحيحة التي يمكن اعتمادها وطرح الحقائق في ضوئها، ومحاكمة الحقائق والقضايا الأخرى التي تنتج صورةً خاطئةً عن الواقع؛ فهي إذًا تحمل مهمّة إنتاج اليقين أو بيان طريقه؛ فتؤسّس للوصول إلى اليقين الكاشف عن الواقع؛ بشكل يتجاوز الجزم العلميّ والفلسفيّ إلى الجزم بمطابقة الواقع والكشف عنه.
ويمثّل تأسيس (سلسلة دراسات إبستمولوجيّة) من قبل (المركز الإسلاميّ للدراسات الاستراتيجيّة) استجابةً واعيةً لمتطلباّتٍ معرفيّةٍ حاضرةٍ فـي واقع الفكر المعاصر، يسعى بوساطتها المركز إلى اتّخاذ موقفٍ معرفيّ حاسمٍ في المسائل الأساسيّة لنظريّة الـمعرفة، من شأنها الإسهام فـي إيضاح ومعالجة قضاياها المركزيّة، ومآلاتها الفكريّة.
في الفكر الإسلامي يمكن عَدُّ علم الأصول الأكثر تقدّمًا على سائر مناهج العلوم في مهمّة فهم النصوص وتفسيرها، وقد تأسّست نظريّاته في مباحث الألفاظ على هيئة قواعد تفسيريّة لفهم معاني النصّ الديني. وأمّا في الفكر الغربي، فتمثّلو الهرمنيوطيقا الفلسفيّة أهمّ المدارس الغربيّة المعنيّة بفهم معاني النصوص؛ لذلك عقد هذا الكتاب مهمته على دراسة ومقارنة أفكار الهرمنيوطيقا الفلسفيّة وأصولها – لا سيّما الأفكار الفلسفيّة لهايدغر والأفكار الهرمنيوطيقيّة لغادامير وامتدادهما في العالم الإسلامي- بوصفها النسخة الأكثر انحيازًا نحو مركزيّة الذات في الفهم، بالأسس المناظرة لها في علم أصول الفقه الشيعي ومرتكزاته وقبلياته في فهم مراد النصّ الديني، والقيام بتحليلها ونقدها.
وجملة هذه الأسس تنتمي إلى أنطولوجيا الفهم المشتملة على ماهية الفهم وإمكانه، وإبستمولوجيا الفهم المشتملة على مناهجه وشروطه وآليات حصوله وتأريخيته من عدمها، وتستند هذه جميعًا على ركائز الأنثروبولوجيا وأسسها، إلى جوار علم السيمانطيقي (الدلالية)[1]؛ لذلك ناقش الكتاب قبل عقد تلك المقارنة الجدلَ في جود معنى سابقٍ للنصّ قبل الفهم، أو أنّ المعنى لاحقٌ للفهم متولّدٌ منه، ممّا تطرّق له العلمان؛ فيقع البحث في النصّ لدى فلسفة أصول الفقه والهرمنيوطيقا الفلسفيّة في مدارين هما: المعنى والفهم.
نأمل أنْ يـحقّق هذا الكتاب إضافةً علميّةً تنضمّ إلى ما كتب فـي هذا الـمجال، وبذلك يشارك الـمركز الإسلاميّ فـي رفد الفكر بمـا يتطلّب من مواكباتٍ عصريّةٍ مهمّةٍ فـي الـمعرفة والـمنهج.
والـحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصلّى اللهُ على رسولهِ الأمين محمّدٍ وعلى أهلِ بـيتـهِ الطـيبـينَ الطاهرين.
------------------------
[1]. تعتمد الهرمنيوطيقا الفلسفية أساسًا على منهج الفينومينولوجيا الظاهريّة في موضوع الفهم بكلّ ما يشتمل من تفريعات، وهي نزعةٌ لم تكن في نفسها منهجيّةً كاشفةً عن الواقع، وإنّما على العكس تحصر الإنسان في عالمه الذهني لأنّها فلسفيّةٌ محضة. وليس كذلك أسس أصول الفقه الذي ينطلق من الواقع مثل سيرة العقلاء في الفهم والمبادئ الكلاميّة والمنطقيّة .