ضمن سلسلة ندواته الهادفة ، عقد المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية بتاريخ الثلاثاء الواقع في 23/4/2019، ندوة فكرية حوارية ، حضرها حشدٌ من الجامعيين والطلاب ، ولفيفٌ من النُخب والمهتمين ....
وكانت الندوة بعنوان : (مرتكزات في مواجهة القوة الناعمة ،قراءة في التجربة)
حاضَرَ في الندوة الحوارية ، الباحث الدكتور حُسام مطر ،
وبعد ترحيب الدكتور نبيل سرور بالحضور بإسم المركز ، وتقديم موجز وتعريف بالمُحاضِر ...
تحدث د. مطر عن مفهوم القوة الناعمة، ومُميِزا بينها وبين الحرب الناعمة من حيث الوسائل والادوات(....)، مشيرا الى بدايات استخدام مفهوم القوة الناعمة( الذي اطلقه جوزيف ناي في كتابه : القوة الناعمة : وسائل النجاح في السياسة الدولية سنة 2004) .
وبحسب مطر ،فإن مصطلح (القوة الناعمة) لم يُصبح متداولا بشكل واسع ، الا في ظل الاخفاقات والتحديات الحرِجة، التي عانت منها السياسة الخارجية الاميركية ، بعد هجمات الحادي عشر من ايلول سبتمبر ...
واعتبر المحاضِر د. مطر في حديثه ، أن أحد ابرز اهداف الحرب الناعمة ، هو عزل الناس عن القوى المقاوِمة للهيمنة وتعميق الفجوة معها ..مستطرِدا الى ان (انكار المستهدَف) ، كان احد العيوب الجوهرية لمفهوم ناي ...
ثم طرح المحاضِر سؤالا اساسيا هو : كقوى وشعوب مستهدفَة ، لماذا نحتاج ان نواجه في هذا الميدان..؟؟
وقدّم د. مطر جملة مبررات جوابا على هذا التساؤل اعلاه عن ، سبب وحتمية والحاح المواجهة مع القوة الناعمة، التي تمثلها اميركا وحلفاؤها ، اهمها :
اولا- لأن حيازة القوة الناعمة ، هي جزء من الاستراتيجيات الأساسية للاعبين، من قوى ودول فاعلة ومؤثرة على الساحة الدولية ..
ثانيا- لأنه مجال تفوق القوى الكبرى، لما عندها من نماذح وموارد وتكنولوجيا ...
ثالثا- لأن القوة الناعمة للأعداء هي جزء داعم ومتمم لقوته الصلبة .
رابعا- دور الرأي العام المتصاعد في السياسة عموما ( ثورة المعلومات، المجتمع الأهلي ، مستويات التعليم ، انماط المشاركة السياسية ، التوقعات...)
خامسا- اعتبر د. مطر ان حيازة التكنولوجيا الذكية، هي احد اهم ادوات كسب الصراع مع الآخر على الاطلاق ؛ لاسيما من خلال وسائل الاتصال والميديا والبرامج التلفزيونية ، وغيرها من المؤثرات السمعية والبصرية ..هذه التقنيات التي تصنع الوعي ،وتوجه الفكر والقرار والثقافة والاخلاق والقيم لدى مجتمعاتنا واجيالنا..وقد اصبحت وسائط الاتصال والبرمجيات الذكية، احد اهم وسائل التأثير وصناعة العقول، والتحكم بها في زماننا الراهن ..
- وفي اساليب مواجهة القوة الناعمة وتفكيكها ، حدد مطر مجموعات مرتكزات اهمها :
1- الاشتباك مع الرسائل الموجهة من الخارج ، وجمع المعلومات عنها ، وتفكيكها، واثارة الوعي الجماعي بمواجهتها ..
2- رسم الحدود بين الحرب الناعمة، ومسؤولياتنا حيال رسائل وخطط الاعداء ..
3- الانفتاح على النُخب ، ومنحها فرص التعبير والمشاركة، وخلق اطر رحبة للنقاش ..
4- توعية المجتمع وتسييسه وجذبه للمبادرة والنضال في سبيل قضاياه ....وهنا اهمية التركيز على النُخب وجذبها وتسييسها، واشراكها في مشروع المواجهة ..كما لا بد من الالتفات بقوة الى عنصر الشباب، الذين لديهم القدرة على مواكبة التكنولوحيا المتطورة ، والقدرة على التأقلم ، واخذ المبادرة النشِطة في عملية التغيير .
5- خوض هذا الميدان بالشراكة مع الناس. ذلك ان هذه المعركة ليست معركة احزاب او حركات او انظمة ، بل مجتمعات..
6- تقديم نماذج في المسائل التي تلامس احتياجات الناس ومصالحها ( العدالة الاجتماعية ، البيئة ، التعليم ، التنمية ...)
7- تعزيز الهويات الجامعة والمشتركة.
8- تأمين بدائل مرتبطة بالمنُتح الثقافي والجمالي ، لاسيما تلك المرتبطة بالثقافة الشعبية والتراثية، وتمنية المخزون الاخلاقي..
9- تقدير فجوة الموارد ، وتقدير الأولويات والخطوات الدفاعية والهجومية ...
10- الانخراط المرن مع المنتج الثقافي المستورد، بحيث اننا لا نصبح اسرى لعملية الاستهلاك ، ولكل ما يرِدُنا من منتجات سلعية، وافكار من وسائل الاعلام والاتصال...
وفي ختام مداخلة الباحث مطر ، انفتح النقاش على جملة اسئلة ومُداخلات من الحضور ، حول موضوع الندوة، وابرز ما ورد فيها من مضامين ومعطيات ..