الندوة السادسة من سلسلة الندوات في الفكر الإسلامي المعاصر تحت عنوان( دراسة ونقد النظرة الثقافية المعاصرة إلى المعرفة) ألقاها الدكتور حميد بارسانيا.
ضمن سلسلة الندوات حول الفكر الإسلامي المعاصر التي تقام من قبل المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجيّة، التابع للعتية العبّاسيّة، أقام ندوته السادسة بعنوان: دراسة ونقد النظرة الثقافية المعاصرة إلى المعرفة ، في يوم الخميس 22 فبراير (شباط) في الساعة الثالثة عصراً في منزل المرحوم أية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي.
حجة الإسلام حميد بارسانيا العضو في الهيئة العلميّة في كليّة العلوم الإجتماعيّة في جامعة طهران، أشار إلى موضوع غاية في الدقة والحسّاسيّة وهو موضوع إشكاليّة الثقافة، وأشار إلى العلاقة بين الثقافة والمعرفة في العصر الحاضر.
وقال بأنّ جذور هذه الظاهرة الثقافيّة تعود إلى طروحات الفيلسوف الفرنسي رينه ديكارت الذي اتّخذ الذاتانيّة محوراً لإبحاثه، والذي قال قولته الشهيرة" أنا أفكّر، إذن أنا موجود" وهي تشير إلى أنّ ظاهرة التنوير تبدأ من المعرفة. ومن بعده جاء الفيلسوف الأسكتلندي ديفيد هيوم الذي سار على نفس الطريق، وكذلك الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط. ومن ثمّ جاء الفيلسوف الألماني هيجل وفلاسفة آخرون والكانطيون الجدد الذين أضفوا بعداً تاريخيّاً للمعرفة
فتطرّق الدكتور بارسانيا إلى موضوع المعرفة(الإبستمولوجيا) في العصر الراهن ضمن تيّار البنيويّة وما بعد البنيويّة الذي تأثّر بموضوع الذات والذاتانيّة التي اتّخذت محوراً وأساساً من قبل بعض المدارس المعرفيّة.
أشار الأستاذ في جامعة طهران أنّ في مدرسة العلوم الإنسانيّة الحدیثه لا يوجد أي إستقلاليّة بالنسبة إلى الذات ما عدى الداخل في شبكة العلاقات الثقافيّة. وما جائت به لنا الثقافة والمدرسة الغربيّتان لم يكن إلاّ موت الذات والمعرفة في العصر الحديث.
كذلك نقد الدكتور حميد بارسانيا الإتجاه الغربي للتعريف العلاقه بین الثقافة و المعرفه حيث ينتج عنها نفي المعرفة ونفي الذات، بل هذه الأمور تتنافى مع الإعتقاد بمحوريّة النص في العلوم الإسلاميّة، وعدم إمكانيّة إيجاد علاقة بين الثقافات، بل حتّى عدم إيجاد العلاقة فيما بينهما.