تـاليف
فهرس المحتويات
الإهداء 5
المقدّمة 7
الفصل الأول
موقع نولدكه في الدراسات الاستشراقية والقرآنية
1- مدخل تاريخي لحركة الاستشراق 15
أ ـ الاستشراق لغة واصطلاحاً 16
ب ـ نشأة الاستشراق وتاريخه 18
ج ـ أهداف الاستشراق وغاياته 26
2- المدارس الاستشراقية 33
الاستشراق الإيطالي 42
الاستشراق الفاتيكاني 45
الاستشراق الهولندي 46
الاستشراق الفرنسي 48
الاستشراق الأمريكي 52
الاستشراق البريطاني 55
الاستشراق الإسباني 56
الاستشراق الروسي 63
الاستشراق الألماني 68
3- مناهج المستشرقين في دراسة الإسلام والقرآن الكريم 78
4- المستشرقون والأعمال القرآنية 87
طباعة القرآن وترجمته في أوربا 88
ـ الترجمة اللاتينية الأولى 92
ـ الترجمة الإيطالية الأولى 93
ـ الترجمة الألمانية الأولى 93
ـ الترجمة الهولندية الأولى 93
ـ الترجمة الفرنسية الأولى 93
ـ الترجمة الإنجليزية 94
ـ الترجمة الألمانية 95
5- (ثيودور نولدكه) في سطور 97
أ ـ أعماله وآثاره 101
ب ـ نولدكه والنص القرآني 105
ج ـ مدرسة نولدكه وتلاميذه 111
الفصل الثاني
ظاهرة الوحي عند نولدكه
1- مفهوم الوحي 121
أ- الوحي لغة واصطلاحاً 121
ب- استعمالات الوحي في القرآن الكريم 122
ج- الفرق بين الوحي النبوي وغيره 125
2- الحاجة إلى الوحي 127
3- تطور الوحي في المفهوم الغربي 131
4- الوحي الذي تلقاه النبي الأكرم (ص) 136
5- الأسباب الداعية إلى إنكار الوحي 144
- كيف آمن (نولدكه) بنبوّة محمد (ص) 146
- الطريقة التي تميّز النبيّ من المتنبّئ (المعجزة) 149
6- مذهب (نولدكه) في الإعجاز القرآني 152
أ ـ شهادة رؤوس المشركين بإعجاز القرآن 156
ب ـ محاولات فاشلة في معارضة القرآن 159
ـ محاولة مسيلمة الكذّاب 161
ـ محاولة علي محمد الشيرازي (مؤسس البابية) 163
ـ واحدٌ وعشرون وجهاً بلاغياً في آية واحدة 165
ـ دور الفواصل الشعرية في القرآن عند نولدكه 169
7- وجوه أخرى من الإعجاز القرآني 172
ـ الإعجاز العلمي 172
ـ الإعجاز الغيبي 179
ـ الإعجاز العددي 181
8- مصادر تعليم النبي الأكرم (ص) 191
اتهام (نولدكه) للنبي بالتأثر باليهودية والمسيحية 191
بشارة الكتب المقدسة بالنبي محمد (ص) 197
ـ بشارة التوراة بالنبي الأكرم (ص) 198
ـ بشارة الإنجيل بالنبي الأكرم (ص) 201
ـ (الفرقان) كلمة عربية أم آرامية 204
ـ (لا إله إلاّ الله) كلمة الإسلام 208
ـ هل للبسملة أصل إنجيلي؟ 209
ـ موازنة بين القرآن والأناجيل 211
ـ موازنة بين القرآن والتوراة 212
نسبة الأخطاء التأريخية للقرآن الكريم 217
هامان وسفر أستير في مواجهة التحدّيات التاريخية 223
تأثر النبي بالوثنية مصدراً ثالثاً للقرآن على زعم (نولدكه) 238
بحث في معنى الجن 239
9- ملاحظات بشأن متفرقات تفوّه بها نولدكه 243
أ- اتهام النبي الأكرم (ص) بالميكافيلية 243
ب- اتهام النبي الأكرم (ص) بضعف العزيمة 247
الفصل الثالث
نظرية نولدكه في الترتيب الزمني لنزول القرآن
1- نزول القرآن 253
2- نماذج من الأحكام التدريجية في الإسلام 263
3- ترتيب السور في القرآن الموجود بين أيدينا 275
4- الأقوال في ظاهرة المكي والمدني 279
5- الأقوال في أوّل وآخر ما نزل من القرآن الكريم 298
6- الفائدة في معرفة ترتيب النزول 301
7- ترتيب السور والآيات بحسب النزول الزمني 305
8- آراء المسلمين في بيان ترتيب النزول 305
9- آراء المستشرقين في بيان ترتيب النزول 309
ـ محاولة جوستاف فايل 310
ـ محاولة ثيودور نولدكه 311
ـ محاولة هـ جريمه 314
ـ محاولة وليم مويير 314
ـ محاولة ريجيس بلاشير 315
ـ محاولة ريتشارد بيل 316
10- عودة إلى منهج (نولدكه) في بيان ترتيب القرآن 317
11- بيان خصائص السور عند نولدكه 354
12- طريقة المهندس مهدي بازركان في بيان ترتيب النزول 356
13- الأرشيف الذي قدّمه النبيّ (ص) لترتيب سور القرآن الكريم 370
ـ الموقف الحكومي من هذا القرآن المؤرشف 377
ـ مآل مصحف الإمام علي (ع) 378
الخاتمة 383
المصادر 389
الفهرس 395
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كتاب (تاريخ القرآن) لشيخ المستشرقين الألمان (ثيودور نولدكه)، قد مرّ بعدّة منعطفات، فقد كان في بدايته عبارة عن أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، كتبها باللغة اللاتينية عام 1856م في جزء واحد، وقد تناول فيه آنذاك ظاهرة الوحي وشخصية النبيّ الأكرم (ص)، وترتيب نزول القرآن من الناحية الزمنية، ثمّ نقله بعد أربع سنوات إلى اللغة الألمانية، وقام بنشره بعد أن أدخل فيه بعض التعديلات الجوهرية، وذلك في عام 1860م.
ولكنه سرعان ما حكم عليه فيما بعد بأنه عملٌ غير ناضج، وأنه أنجزه بشكل متسرّع. وقد فضّل أن يتركه طيّ النسيان، حتى فوجئ بعد ذلك بنصف قرن تقريباً، أي في عام 1898م بالتحديد، من قبل الناشر يسأله عمّا إذا كان يرغب في إخراج طبعة ثانية له، ولما لم يكن في وسعه ـ لأسبابٍ عديدة ـ أن يمنح العمل الشكل الذي يُرضيه، فقد فضل أن يعهد بهذه المهمة إلى تلميذه وصديقه الأستاذ (فريدريش شفاللي)، فقام هذا بإتقان عمله بحدود الإمكان، ومع ذلك لم يرض (نولدكه) عن هذه الطبعة الثانية كلّ الرضا، معتبراً أنّ مسؤوليتها يتقاسمها اثنان. وهكذا كانت الطبعة الثانية للجزء الأول عملاً مشتركاً بين علمين من أعلام الاستشراق هما: (نولدكه)، و(شفاللي). وقد أردفه شفاللي بجزءٍ ثانٍ. وبعد وفاة شفاللي المبكرة، تصدى (برجشترسير)، و(بريتسل) لإصدار الكتاب كاملاً بعد إضافتهما الجزء الثالث. وعلى هذا النحو خرج الكتاب بشكله النهائي عام 1935م، بثلاثة أجزاء. وذلك بعد خمس سنوات على وفاة (ثيودور نولدكه). وهكذا ندرك أن كتاب (تاريخ القرآن) لم يكن عملاً لرجل واحد، بل هو عملٌ تعهدته مؤسسة استشراقية تنتمي إلى مدرسة (نولدكه)، وقد تعاقبت على إنجازه ثلاثة أجيال.
تجدر بنا الإشارة هنا إلى أننا اعتمدنا في نقدنا لهذا الكتاب على الطبعة العربية الأولى، وهي من تعريب الأستاذ (جورج تامر)، المدعومة من مؤسسة (كونراد ـ أدناور) الألمانية.
وإذ اخترنا لدراستنا النقدية هذه عنوان: (قراءة نقدية في تاريخ القرآن للمستشرق ثيودور نولدكه)، فقد عقدنا العزم على أن لا تتجاوز الدراسة أكثر من عنوانين من العناوين المبحوثة في جميع الأجزاء الثلاثة من هذا الكتاب، وهما: خصوص مفهوم الوحي، وترتيب النزول.
ولذلك سوف نتناول في هذه الدراسة (ظاهرة الوحي)، و(ترتيب نزول السور القرآنية) عند المستشرق (ثيودور نولدكه)، في فصلين مستقلين عن بعضهما. ولما كان الأستاذ ثيودور نولدكه يعتبر من أقطاب المستشرقين، بل شيخ المستشرقين الألمان على الإطلاق، كان لزاماً علينا إضافة فصل آخر نأخذ فيه مفهوم الاستشراق وتاريخه ومدارسه وغاياته، مع بيان موقع (نولدكه) فيه، ليكون بمنزلة المدخل لدراستنا. من هنا سيكون منهجنا في هذا النقد جامعاً بين التوجه التاريخي والكلامي.
إنّ البحث في ظاهرة الوحي قديم جدّاً، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى بيان ترتيب نزول سور القرآن الكريم.
إلا أن التطرّق إلى حقيقة الوحي من زاوية الاستشراق العلماني والمادي لم يحدث إلا بعد عصر النهضة والنزعة المادية التي سادت الغرب، وكان ذلك من أسباب ونتائج التمرّد على الكنيسة نفسها، بسبب ممارساتها التعسفية السابقة بحقّ العلم والعلماء. إلا أن هذا النهج العلماني والمادي سرعان ما تخلى عن ردود فعله المبالغ فيها، لما وقفت عليه المؤسسات العلمية الغربية وحتى التجريبية منها على حقيقة الوحي ووجود قوى وراء العناصر المادية وما نشعره بحواسنا الظاهرية الخمسة.
أما فيما يتعلق بترتيب نزول السور القرآنية ترتيباً زمنياً فهو عند المسلمين يعود إلى الصدر الإسلامي الأول، كما نجد ذلك في مصحف الإمام علي (ع)، والترتيب المنسوب لابن عباس.
أما محاولات المستشرقين في هذا الاتجاه فتعود إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر للميلاد، وهي في معظمها تعتمد الأسلوب العقلي والاجتهادي، وفي هذا السياق تصبّ المحاولة التي قام بها (ثيودور نولدكه)، معتمداً في ذلك على إشارات ومحاولات إسلامية واستشراقية سابقة.
لقد كانت ظاهرة الوحي من المسائل التي شغلت ذهن الإنسانية منذ القدم، من هنا فقد كثرت فيها الآراء وتعدّدت الاتجاهات، وقد اتخذت عبر الزمن أشكالاً وصيغاً مختلفة، حتى انتهت في القرون الأخيرة إلى صيغتها الأخيرة ـ وخاصة فيما يتعلق بالوحي الذي نزل على خاتم الأنبياء محمد (ص) ـ على ألسنة المستشرقين والمتأثرين بهم من المثقفين المسلمين. ولما كانت هذه المحاولات من الذكاء والتستر وراء حجاب الحيادية بحيث تؤثر حتى على الأجيال المسلمة، فإن أهمية هذا البحث لا يمكن إغفالها بحال من الأحوال.
كما أن لمعرفة ترتيب النزول فوائد جمة لا يمكن أن تحصى، سواء على الصعيد التاريخي والكلامي والفقهي، فإننا إذا توصلنا إلى معرفة أن هذه السورة قد نزلت في هذه الفترة المحددة، وقبل أو بعد تلك السورة، سندرك الكثير من الحقائق التي لا يسعنا إدراكها لولا معرفة التاريخ واليوم والساعة التي نزلت فيها تلك السورة. وهذه مسألة لا تخفى أهميتها وتعقيدها على من خبر مثل هذا البحث.
ستكون هيكلية بحوث هذا الكتاب مؤلفة من ثلاثة فصول وخاتمة، على النحو الآتي:
الفصل الأول: في الاستشراق، تحت عنوان: (موقع نولدكه في الدراسات الاستشراقة والقرآنية). وسوف نفتتحه بدراسة حركة الاستشراق تاريخياً، ونتعرض فيه لغاياته، وأهدافه، ومدارسه. مع ذكر مناهج المستشرقين، وأهم ما قام به المستشرقون من الأعمال القرآنية، وصولاً إلى (ثيودور نولدكه).
الفصل الثاني: في ظاهرة الوحي، تحت عنوان: (ظاهرة الوحي عند نولدكه)، ونتعرض فيه لمفهوم الوحي، وتطوره عند الغرب، وصولاً إلى نظرية (ثيودور نولدكه) في الوحي بشكل عام. وكيف تعامل مع الوحي النازل على نبيّنا الأكرم (ص) بشكل خاص.
الفصل الثالث: في الترتيب الزمني لنزول القرآن، تحت عنوان: (نظرية نولدكه في الترتيب الزمني لنزول القرآن)، وسوف نتناول فيه أهم النظريات الإسلامية والاستشراقية في بيان ترتيب نزول القرآن، وصولاً إلى نظرية (نولدكه)، ومقارنتها بنظرية المهندس (مهدي بازركان)، في ترتيبه لسور القرآن، من حيث الحياديّة والسلامة من التأثر بالرواية التاريخية. لننتهي بعدها إلى خاتمة مفادها عدم نجاح أي واحدة من هذه المحاولات.
وفي الختام أودّ التنويه إلى أنني على الرغم من الجهد الذي بذلته، واضطراري إلى السهر أحياناً حتى مطلع الفجر، لا أدعي العصمة من الخطأ. وتمام معوّلي في ذلك على سعة صدر القارئ، بأن يوفر لي حسناتي إن كانت هناك من حسنات، ليمحو بها ما سيعثر عليه من الهفوات. وإنني إن أخطأت فمن عندي، وإن أصبت فبرحمةٍ من ربّي.
ولا يفوتني أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى جميع إخوتي الكرام على ما أغدقوه عليّ من عطفهم وملاحظاتهم القيّمة، والله أسأل أن يأخذ بأيديهم ويديّ إلى حيث الهداية والسعادة والنعيم، إنه كريم مجيب.
حسن علي حسن مطر الهاشمي