مركز فكر أمريكي تأسس في العام 1985 في واشنطن ويركز على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. يهدف المعهد إلى السعي من أجل تطوير الفهم المتوازن والواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وتعزيز السياسات التي تؤمن تلك المصالح.
مجموعة من المواطنين الأمريكان أسست معهد واشنطن لتقديم مقاربة متوازنة وواقعية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تُرسم من خبرة وأبحاث أكاديميين ومسؤولين حكوميين سابقين رفيعي المستوى. يركز المعهد على البحث الخلاق في القضايا الإقليمية التي لم تُعالج بشكل شامل من قبل المنظمات الموجودة.
وكان مارتن إندكس المدير التنفيذي الأول للمعهد. وقد انتقل ليستلم مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية من بينها السفير الأمريكي في إسرائيل والمبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية والمساعد الخاص للرئيس كلينتون والمدير الأعلى لشؤون الشرق الأدنى وجنوبي آسيا في مجلس الأمن القومي ومساعد وزير الخارجية في شؤون الشرق الأدنى. ويشغل إندكس حالياً منصب نائب الرئيس ومدير برنامج السياسة الخارجية في مؤسسة بروكينغز.
بتوجيه من إندكس كُتبت النشرات الأولى للمعهد من قبل الباحث في السياسة الخارجية والمسؤول الحكومي السابق دنيس روس. وأحد الباحثين الأوائل في المعهد كان روبرت ساتلوف، متخصص في الشؤون العربية- الإسرائيلية والذي خلف إندكس كمدير تنفيذي في العام 1993. ويكتب ساتلوف بشكل واسع عن الشؤون شرق الأوسطية.
يُعتبر المعهد كمركز فكر بارز مع تركيز إقليمي. ويقوم بمساهمات أساسية في البحث عن حلول سلمية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. والأبحاث في المعهد موازية في التوقيت ومرتبطة بالسياسة وتوصياته تُعتمد من قبل صناع السياسة. له جدول أعمال يلائم الحزبين والخارج.
منذ تأسيسه، ركز المعهد على العلاقات العربية- الإسرائيلية والقضايا السياسية والأمنية والسياسة الأمريكية العامة في الشرق الأوسط. في التسعينيات، إثر انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج والتغيرات في الإستراتيجيا الإقليمية، وسّع المعهد جدول أبحاثه ليغطي مروحة أوسع من المواضيع شرق الأوسطية من بينها تركيز خاص على تركيا وصعود السياسة الإسلامية.
وفقاً لنيويورك تايمز، للمعهد سمعة حسنة في البحث المتين والالتزام بعملية السلام ودعم إسرائيل، علاقة تعتقد بأنها تساعد في تقدم المصالح الأمنية الأمريكية. إضافة إلى البحث المستمر، يجهد المعهد لتقديم تحليل معمق عن نقاط الإنقلاب الأساسية في السياسة شرق الأوسطية مثل الوثيقة التي قُدمت لإدارة جورج أتش.دبليو. بوش حول عملية السلام في الشرق الأوسط.
وبعد سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في العراق في العام 2014، أوردت نيويورك تايمز أن الباحث في المعهد مايكل نايتس حذر مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في أوائل العام 2012 بالمستوى المتصاعد للتمرد بين الأغلبية السنية في العراق. لكن البيت الأبيض شكك في آرائه ولم يقم بأي تصرف.
البرامج
يدعم المعهد حالياً ثمانية برامج بحثية هي:
- برنامج حول السياسات العربية: يركز على التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم العربي.
- مشروع بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط: ملتزم بتزويد صناع القرار السياسي الأمريكي بتحليلات ملائمة حول قضايا هامة عن إسرائيل وجيرانها العرب.
- مشروع الخليج وسياسة الطاقة: يركز على الدول الخليجية العربية المحافظة والدور الأساسي الذي تلعبه تلك الدول بشك جماعي كمصدر أساسي للنفط والغاز الطبيعي في العالم.
- المبادرة الأمنية الإيرانية: تهدف إلى تقديم تحليل هام وحوار خاص ونقاش عام وتوصيات عملانية لمعالجة التحديات التي تفرضها إيران.
- مشروع الدراسات العسكرية والأمنية: يُعلم صناع القرار السياسي والرأي العام بمروحة من القضايا التي تؤثر على نحو كبير بالمصالح الأمنية الحيوية للولايات المتحدة.
- برنامج ستين حول مكافحة الإرهاب والتجسس: مركز ريادي من أجل تحليل الجماعات الإرهابية والرعاة الرسميين وشبكات الدعم اللوجسيتة والمالية وسياسة مكافحة الإرهاب.
- منتدى فكرة: مجتمع على الخط يسعى إلى محاكاة نقاش عابر للحدود واللغات بهدف تقديم الأفكار التي من شأنها تؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقاً للديمقراطيات العربية.
- برنامج الأبحاث التركية: يخوض على نحو نشط مع صناع القرار السياسي بنقاشات تتعلق بالبيئة السياسية والدبلوماسية والإستراتيجية لتركيا.
فيما يستضيف المعهد على نحو متكرر مؤتمرات عالية المستوى وبارزة مع صناع القرار السياسي والباحثين، فإن منتداه السياسي عبارة عن مناسبات عامة تشهد نقاشات وتحليلات يحضرها مسؤولون وصحافيون وتُبث بشكل حي. كما يُنظم المعهد مؤتمراً سياسياً سنوياً يجمع صناع السياسة البارزين إلى جانب صحافيين ودبلوماسيين وخبراء في واشنطن للقيام بنقاش معمق حول القضايا الأساسية التي تواجه أميركا في الشرق الأوسط المضطرب.
من أجل التأكيد على التزامه بصون السياسة الأمريكية، يتقبل المعهد الهبات والتبرعات فقط من المواطنين الأمريكيين والشركات والمؤسسات والمنظمات الأمريكية.
المدح والانتقاد
كثيرون هم المسؤولون والباحثون الذين مدحوا معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى من بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس ووزير الدفاع تشاك هاغل الذي قال: "لما يُقارب الـ30 عاماً، يساعد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حكومة الولايات المتحدة بفهم ورد أفضل على التحديات السياسية الكبيرة المُركزة في الشرق الأوسط".
كما تعرض المعهد مراراً وتكراراً للانتقاد. على سبيل المثال، في العام 2003 وجه البروفسور الفلسطيني الأمريكي ومدير معهد الشرق الأوسط في جامعة كلومبيا، رشيد خالدي، وجه انتقاداً حاداً للمعهد قائلاً إنه "ألد الأعداء للعرب والمسلمين" واصفاً إياه "بأداة الداعية الصهيونية الأكثر أهمية في الولايات المتحدة". كما أن جون مرشايمر بروفسور في العلوم السياسية في جامعة شيكاغو وستيفن وولت العميد الأكاديمي في جامعة هارفرد يصفان المعهد بأنه جزء من لب اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.