تأليف :
د. عباس پسنديده
تعريب :
حسن علي مطر
فهرس المحتويات :
الفصل الأوّل
ـ مفهوم السلامة الاجتماعيّة ومفاهيمها الإسلاميّة
ما هي السلامة الاجتماعيّة؟
المفاهيم الإسلاميّة للسلامة الاجتماعيّة
الفصل الثاني
ـ تحليل المفاهيم الإسلاميّة للسلامة الاجتماعيّة
1. العزّة والمنزلة الاجتماعيّة
2. الألفة والمودّة الاجتماعيّة
3- خطر العداوة
4. الأسرة الاجتماعيّة
5. الأخوّة الاجتماعيّة
6. المواساة الاجتماعيّة
7. التراحم الاجتماعيّ
8. الرفق والمداراة الاجتماعيّة
9. الأخلاق الارتباطية/ حُسن الأخلاق
10. الإنصاف الاجتماعيّ
11. الإيثار الاجتماعيّ
12. الشكر الاجتماعيّ
13. الصبر والحِلم الاجتماعيّ
14. الصفح الاجتماعيّ
15. التواضع الاجتماعيّ
16. إرادة الخير الاجتماعيّ
17. الإصلاح الاجتماعيّ
18. الدفع والردع الاجتماعيّ
19. رعاية الأمانة
20. الصدق الاجتماعيّ
21. الوفاء الاجتماعيّ
22. السرور الاجتماعيّ
23. الآداب الاجتماعيّة
الفصل الثالث
ـ النموذج الإسلاميّ للسلامة الاجتماعيّة
أوّلًا: نموذج الموقع المحوريّ للسلامة الاجتماعيّة
1 . الموقعيّات الناظرة إلى الآخرين
2. الموقعيّات الناظرة إلى الذات
3. الحالات الناظرة إلى طرفي العلاقة
ثانيًا: النموذج التراتبيّ في السلامة الاجتماعيّة
ثالثًا: النموذج الأبعاديّ للسلامة الاجتماعيّة
الفصل الرابع
ـ التبويب والنموذج العامّ
بيان النماذج العامّة
نتائج التحقيق
قائمة المصادر والمراجع
مقدّمة المركز
إنَّ المنهج الاِسلامي الذي يمكن تحديد معالمه وقواعده بالاستناد إلى القرآن الكريم، والسُنّة النبويّة المطهّرة وما أُثر عن الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) يهدف إلى تحقيق تربيةٍ متّزنة ومتكاملة للمجتمع الإنساني بشكل عامّ، والمجتمع الإسلامي بشكل خاصّ، وللمنهج المتبنّى في التربية تأثير مباشر على الثقافة والسلوك؛ فهو الذي يجعل الإيمان والشعور الباطني به حركةً سلوكيّة في الواقع ويحوّل هذه الحركة إلى عادة ثابتة، فتبقى فيه الحركة السلوكيّة متفاعلة مع ما يُحدّد لها من تعاليم وبرامج.
وهنا تبرز حاجة الإنسان إلى منظومة البرامح والقيم التي تتقوّم بها هذه العملية، ومن أبرزها وأهمها عناصر حماية المجتمع من الآفات الاجتماعية والتربوية التي تبدأ بالظهور والتبلّور عند التخلّف عن المعايير والقيم المقبولة، ما يولّد مجموعةً من الاضطرابات والآفَات السلوكيّة لأفراد المجتمع، سواء أكان على المستوى الفرديّ أم الجماعيّ. علمًا بأنّ الآفة الاجتماعيّة تطلق على كلّ سلوك فرديّ أو جماعيّ يتجاوز الأصول الأخلاقيّة وقواعد العمل الجماعيّ العام أو غير الرسميّ للمجتمع، ونتيجة لذلك تلحقه وصمة القبح الأخلاقيّ والاجتماعيّ.
وهذا ما يفرض التوجّه نحو وضح الحلول العلاجيّة المناسبة تبيين مفهوم السلامة الاجتماعيّة وتأصيله، وتحديد عناصره ومقوّماته؛ لأنّ السلامة الاجتماعيّة لها صبغة إيجابيّة وبنّاءة من جهة، ولها آثار إيجابيّة على جميع الموارد البشريّة وغيرها، وتشكّلّ واحدةً من أركان ومعايير السلامة في كلّ بلد.
هذا الكتاب «النموذج الإسلاميّ للسلامة الاجتماعيّة» عبارة عن جهد بحثي تخصّصي وهادف، قد بذله المؤلّف وفق منهج علمي ورؤية واضحة، والميزة الأهمّ أنّه تتبّع الأدلّة في المصادر الإسلاميّة، دون أن يُغفل فهم الواقع وقراءة النظريات والأفكار المعاصرة، ويستفيد منها حيث يمكن.
ولهذه الغاية نتقدّم بخالص الثناء والشكر والتقدير لمؤلّفه الدكتور عباس پسنديده، ولكلّ من ساعد وساهم في إنجاز هذا العمل القيم.
مقدّمة المؤلِّف
منذ عام 2017م تمّت دعوتي إلى مجموعة السلامة الاجتماعيّة في كلّيّة العلوم الطبّيّة للشؤون الثقافيّة. وشيئًا فشيئًا وجدت موقعي في مسار الخطط والمشاريع والتوجّهات الخاصّة بالمجموعة، وتعرّفت على وجهات نظر أعضاء المجموعة الكرام. ولدى المجموعة ثلاثة توجّهات تقوم على أساس التحقيقات العلميّة، والتحقيقات الإسلاميّة، وأوضاع المجتمع. وبعد تعرّفي على المجموعة بشكل نسبيّ، اتّضح لي أنّ من بين الأمور التي تفتقر إليها المجموعة، فقدان المبنى النظريّ المحدّد في حقل السلامة الاجتماعيّة. ومن هنا فقد تمّ تكليفي بمقترح من قبل هذه المجموعة كي أتولّى القيام بمشروع السلامة الاجتماعيّة في المصادر الإسلاميّة. فعملت من فوري على إعداد دراسات أوّليّة. وحيث يمكن بيان السلامة الاجتماعيّة ضمن قسمين، وهما: «الفرديّ أو (ما بين الأفراد)» و«الاجتماعيّ/ المجتمعيّ»، فقد تقرّر العمل على هذا المشروع -بالنظر إلى محدوديّة المجموعة والكلّيّة الثقافيّة- ضمن مرحلتين؛ المرحلة الأولى: تمّ التخطيط لها لغرض بحث نموذج السلامة الاجتماعيّة في العلاقات القائمة بين الأفراد، وتمّ إعلام المجموعة بذلك، قد تقرّر العمل -بسب المحدوديّات مرّة أخرى- على تحديد وبيان مفاهيم السلامة الاجتماعيّة في الخطوة الأولى، واستخراج نموذج السلامة الاجتماعيّة في مشروع آخر. وهكذا بدأنا العمل على هذه المهمّة الملقاة على عاتقنا ضمن هذا الإطار.
لقد استفدنا في هذه الدراسة من الأسلوب التركيبيّ. وفي دراسة المصادر الدينيّة تمّت الاستفادة من المنهج التوصيفيّ/ التحليليّ التقليديّ في البحث الدينيّ، حيث يقوم على تحليل المحتوى والمضمون الكيفيّ لنصوص القرآن والمصادر الروائيّة والحديثيّة. وفي الخطوة اللاحقة تمّت الاستفادة في تعيين اعتبار المعطيات والنتائج من أسلوب هيئة الخبراء. في ضوء المنهج المذكور، تكون المراحل التي تمّ اجتيازها في هذه الدراسة على النحو الآتي:
المرحلة الأولى: تعريف موضوع الدراسة وأبعادها.
المرحلة الثانية: جمع المعلومات.
المرحلة الثالثة: تحليل المعطيات والنتائج.
المرحلة الرابعة: تقويم اعتبار المعطيات والنتائج.
لا سيّما تحليل المعلومات في هذا القسم، حيث يتمّ من خلال اتجاه السلامة الاجتماعيّة، والمراد من ذلك هو العمل على استنطاق المعلومات الدينيّة من زاوية السلامة الاجتماعيّة، وفي هذه المرحلة تمّ توظيف ثلاثة مستويات من التحليل تنطلق في حركتها من البسيط إلى العميق، وهذه المستويات الثلاثة عبارة عن:
1. تحليل المستوى الأوّل من المعطيات والنتائج من أجل الوصول إلى عناصر السلامة الاجتماعيّة أو المفاهيم القابلة للتعريف في السلامة الاجتماعيّة. إنّ منطق التحليل في هذا القسم، هو العثور على دور العناوين الإسلاميّة ومعطياتها ونتائجها في السلامة الاجتماعيّة والعثور على الروابط الأوّليّة فيما بينها.
2. السطح الأعمق من التحليل عبارة عن دراسة هذه العناصر بشكل جماعيّ من أجل اكتشاف العلاقات والروابط القائمة فيما بينها. إنّ نتيجة هذا التحليل يمكن أن توصلنا إلى عناصر أشمل ومعطيات أحدث وأكثر عمقًا. وبطبيعة الحال فإنّ تحليل المستوى الثاني يتضمّن عدّة مستويات؛ المستوى الأوّل هو التحليل الموضعيّ، وكذلك التحليل البُعديّ للسلامة الاجتماعيّة الذي يقوم على أساس تحليل المستوى الأوّل (معرفة العناصر)؛ والمستوى الآخر التحليل التراتبيّ للسلامة الاجتماعيّة الذي يقوم على أساس معرفة العناصر ومعرفة الأبعاد.
لقد حقّق هذا المشروع ما هو أبعد من المستوى المنشود من الناحية العمليّة، وذلك من خلال دخوله إلى استعراض النموذج. وبعد ذلك تمّ العمل على تكميل هذا المشروع في كلّيّة الأخلاق وعلم النفس، وبعد إضافة ما يقرب من 160 صفحة تحوّل هذا المشروع إلى هذا الكتاب الذي نضعه بين يديك، على أمل أن ينتقع به الراغبون. والمهمّ في البيْن هو أن تصل هذه التحقيقات إلى مرحلة التطبيق، وأن تقع موردًا للاستفادة في مسار التخطيط من أجل تحقيق السلامة الاجتماعيّة.
إنّ إنجاز هذا البحث والوصول به إلى خواتيمه يتوقف على العمل المشترك وتضافر الجهود والعمل الجماعيّ؛ ومن هنا فإنّني أتقدّم بجزيل الشكر إلى جميع الأخوة الأعزّاء والكرام الذين قدّموا لي يد العون من أجل إنجاز هذا المشروع، وأخصّ منهم بالذكر كلًّا من:
- السادة الدكتور إمامي رضوي، والراحل الدكتور دماري، اللذين أثريا هذه المشروع من خلال تقديم الاستشارات البنّاءة.
- السيِّدة الدكتورة تبريزجي وصف آرا التي تكفّلت بمهمّة الإشراف على هذا المشروع وتقويمه.
- السادة الأعضاء المحترمون في مجموعة السلامة الاجتماعيّة في الكلّيّة الثقافيّة، ولا سيّما منهم الأساتذة الكرام الذين كان لهم نشاط فاعل في اللجنة المشاركة، وهم كلّ من: السيِّدة الدكتورة كديور، والسيّدة الدكتورة تبريزجي، والسادة الدكتور إمامي، والدكتور ياسمي، والدكتور وثوق، والدكتور نصرتي نجاد، والدكتور قريشي، والدكتور بور رضا، والدكتور صفارنيا، والدكتور جوادي.
- الباحثون والمحقّقون الكرام في كلّيّة القرآن والحديث الذين كانت لهم مشاركة فاعلة في لجنة المشروع، وهم كلّ من: السادة حجج الإسلام عبد الهادي مسعودي، والسيّد كاظم الطباطبائيّ، والدكتور رحمتي، والدكتور عباسي، والدكتور خطيب، والدكتور رفيعي هنر، والدكتور صادقي سرشت.
- الأستاذة السيِّدة حسيني الخبيرة المحترمة في المجموعة، حيث كان لها دور فاعل في القيام بالتشريفات الإدرايّة ولجنة خبراء المجموعة.
- كلّيّة العلوم والمعارف الإسلاميّة للأبحاث التي وفّرت لنا المصادر اللازمة للقيام بهذا المشروع.
- السيّد حسن بهزادي الذي كان له دور في عقد اللجنة وجمع آراء الخبراء الكرام وتبويبها.
- زوجتي وأولادي الأعزّاء الذين وفّروا لي الأرضيّة وشجّعوني على القيام بهذه الدراسة والتحقيق.