تأليف :
عبَّاس پسنديده
ترجمة :
المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية
فهرس المحتويات :
الفصل الأوَّل
ما هي مسألة هذا الكتاب؟
الفصل الثاني
نماذج التعامل مع السرَّاء والضرَّاء
المبحث الأوَّل: نمط التعامل الإيجابيّ
1. ردّ الفعل تجاه المواقف السارّة
2. ردُّ الفعل تجاه المواقف غير السارَّة
المبحث الثاني: نمط التعامل السلبيّ
1. نمط «الفَرَح - اليأس»
2. نمط «الفَرِح - الكُفران»
3. نمط «الفَرَح والفخر - اليأس والكُفران»
4. نمط «الدعاء - الإعراض»
5. نمط «الجزع - المنع»
الفصل الثالث
التوازن في السرَّاء والضرَّاء
الزهد في الدنيا
التوقُّعات غير الواقعيَّة
توافق التوقُّعات مع الواقع
أوَّلًا: صعوبة الدنيا
ثانيًا: كون الدنيا ممرًّا
ثالثًا: تَفاهة الدنيا
رابعًا: زوال الدنيا
الفصل الرابع
أُسلوب التعامل مع المواقف الإيجابيَّة
1. تصحيح قائمة النِّعَم
2. معرفة النِّعَم
3. تنظيم الأماني
4. تصحيح مقياس النِّعَم
الفصل الخامس
أُسلوب التعامل مع المواقف غير السارَّة
1. تصحيح الشعور بالحرمان
أوَّلًا: مصطلح «الحرمان»
ثانيًا: مصطلح «الخُسران»
ثالثًا: مصطلح «الغبن»
رابعًا: مصطلح «المصيبة»
خامسًا: مصطلح «الشرّ»
2. تصحيح نمط التوقُّع من الدنيا
3. تصحيح نمط المواجهة الأُولىٰ
4. تنظيم الصورة عن المستقبل
5. تصحيح نموذج تقييم اللحظة الحاليَّة
أوَّلًا: التجارب الإيجابيَّة السابقة
ثانيًا: الموجودات الإيجابيَّة في الحاضر
ثالثًا: الجانب الإيجابيّ لتخفيف المسؤوليَّة
6. تصحيح تفسير البلاء
أوَّلًا: البلاء ومقام الإنسان عند الله
ثانيًا: البلاء وتفسير الإنسان له
ثالثًا: البلاءات والإيمان بالعدالة
رابعًا: الموت وتفسير الإنسان له
خامسًا: الفشل وتفسير الإنسان له
7. تصحيح ميزان البلاء
أوَّلًا: المقارنة التصاعديَّة في الظروف غير المواتية
ثانيًا: التشبيه بالحالة العاديَّة
ثالثًا: قياس الدنيا بميزانها الحقيقيّ
8. تصحيح تقويم موقع الآخرين
9. تنظيم الضغط النفسيّ
10. التوسُّل وطلب المدد
11. تخفيف الحزن عن المحزون
مقدمة المركز
يشير نمط الحياة إلى مجموعةٍ كبيرةٍ وواسعةٍ من السلوكيَّات الإنسانيَّة التي لا يمكن حصرها بسهولة، فهي تتضمَّن أشكال السلوك كافَّة بدءً من علاقة الشخص بربِّه وعلاقته مع نفسه وعلاقته بالأفراد المحيطين به، ثم علاقته بالموجودات الأخرى التي يعيش معها. وتتجلَّى أهمِّيَّة نمط الحياة في دورانه مدار القيم والأفكار والتعاليم التي يعتقد بها الفرد وتؤثِّر على مسار المجتمع؛ فهو الترجمة العمليَّة للمعتقدات والقيم... على أرض الواقع. وإذا كنَّا لا نجد شخصًا أو جماعةً من دون معتقدٍ ومن دون خلفيَّاتٍ فكريَّةٍ وإيديولوجيَّةٍ فهذا يعني أنَّنا لن نجد شخصًا أو جماعةً -أيضًا- لا تمتلك نمطَ حياةٍ معيَّن. وإذا كان وجود نمط الحياة ضروريًّا فقد تشترك مجموعاتٌ عديدةٌ في بعض تفاصيل أنماط الحياة وتختلف في بعضها الآخر انطلاقًا من الاختلاف الإيديولوجيّ بينها.
إنَّ نمط الحياة عبارةٌ عن مجموعةٍ منظَّمةٍ من السلوكيَّات الداخليَّة والخارجيَّة، وكذلك الوضعيَّات الاجتماعيَّة والأشياء التي يختارها الشخص أو المجموعة على أساس مجموعةٍ من الميول والترجيحات أثناء التعامل مع الظروف المحيطة. وبعبارةٍ مختصرةٍ: نمط الحياة عبارة عن النموذج أو المجموعة المنظَّمة من الأفعال المرجّحة
ثمّ إنَّ السلوك الاجتماعيّ ونمط الحياة تابعٌ لفهمِنا للحياة؛ فعندما نفهم الهدف من الحياة عند ذلك يجب أن نختار نمط الحياة الذي يقرِّبنا من ذاك الهدف أو الأهداف، وهذا يتوقَّف على الإيمان بالهدف؛ فالإيمان بالهدف هو الذي يجعل الشخص مقتنعًا بضرورة الوصول إليه، وهذا لا يتمّ إلَّا من خلال اختيار أسلوبٍ معيَّنٍ للحياة.
ومن الواضح أنَّ الفرح والحزن من القضايا التي تؤثّر على السلوك والحياة الفرديَّة والاجتماعَّية إيجابًا وسلبًا. وهو ما يتطلَّب تعميق البحث في هذين المفهومين وبيان الرؤية الإسلاميَّة للمفهومين، مضافًا إلى كيفيَّة التعامل مع الآثار المترتِّبة على كلٍّ منهما في السلوك الاجتماعيّ العامّ... وقد أجاد المؤلِّف -مشكورًا- في معالجة هذه القضايا، وتمكّن من تقديم رؤيةٍ متكاملةٍ في الموضوع. نسأل الله أن تكون مفيدةً ونافعة.
مقدّمة المؤلِّف
السعادة من المواضيع المهمَّة في الحياة التي تثير اهتمام جميع الناس. وقد تناولتها مدارس علم النفس المختلفة من وجهات نظرٍ متعدِّدة.
يعالج هذ الكتاب -وهو خلاصة كتاب «النموذج الإسلاميّ للسعادة»- كيفيَّة التعامل مع الفترات السارَّة وغير السارَّة في الحياة؛ فإنَّ للحياة جانبين: السارّ وغير السارِّ، يمكن أنْ تكون الحياة جيِّدةً إذا استطاع الفرد السيطرة علىٰ الضغوط النفسيَّة التي تفرضها المواقف غير السارَّة، وتمكَّن من رؤية الجوانب الإيجابيَّة في المواقف السارَّة. وإنَّ رؤية الجوانب الإيجابيَّة في الحياة تساعد الفرد علىٰ إدراك جمال حياته، مَا يمنحه شعورًا إيجابيًّا ورضًا. وفي المقابل، فإنَّ السيطرة علىٰ الضغوط النفسيَّة تُقلِّل من الانفعالات السلبيَّة، ما يُهيِّئ الظروف لحياةٍ جيِّدة. يهدف هذا العمل إلىٰ تقديم تعاليم الإسلام المتعلِّقة بالتعامل الإيجابيّ مع كلتا الفترتين السارَّة وغير السارَّة بنظامٍ جديدٍ وأُسلوبٍ مبتكر.
تنقسم التعاليم الدِّينيَّة في هذا الموضوع إلىٰ فئات ثلاث:
الأُولى: تتناول العوامل المشتركة بين الفترتين السارَّة وغير السارَّة.
الثانية: تتعلَّق بالعوامل الخاصَّة بالفترة السارَّة.
والثالثة تتناول العوامل الخاصَّة بالفترة غير السارَّة.
بناءً علىٰ ذلك، يتناول الفصل الأوَّل مسألة الكتاب، والفصل الثاني يعرض النماذج الإيجابيَّة والسلبيَّة للتعامل مع هاتين الفترتين، أمَّا الفصل الثالث بعنوان: «التوازن بين الفترتين السارَّة وغير السارَّة» فيتناول العوامل المشتركة، والفصل الرابع بعنوان: «أُسلوب التعامل الإيجابيّ مع المواقف السارَّة» يتناول العوامل الخاصَّة بالفترة السارَّة، والفصل الخامس بعنوان: «أُسلوب التعامل الإيجابيّ مع المواقف غير السارَّة» يتناول العوامل الخاصَّة بالفترة غير السارَّة.
ختامًا، أرىٰ من واجبي أنْ أذكر المرحوم آية الله الشيخ محمَّد محمَّدي الري شهري الذي له فضلٌ كبيرٌ عليَّ، وأسأل الله تعالىٰ أنْ يرفع درجاته. كما أشكر جميع زملائي في معهد القرآن والحديث الذين ساهموا في إعداد هذا العمل ونشره. وأخصُّ بالشكر زوجتي العزيزة وأطفالي الأحبَّاء، سائلًا الله تعالىٰ أنْ يمنحهم خير الدنيا والآخرة.