تأليف :
مجموعة مؤلفين
إعداد :
محمد حسين كياني
فهرس المحتويات
الفصل الأول: دراسات تأصيلية حول الإنسان
إمكان وأهمية معرفة الإنسان ..... المرجع الديني الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.
الأنثروبولوجيا الدينية في تفسير الميزان ..... د. السيد حسين الحسيني .
الإنسان الكامل؛ الإنسان من منظور الإسلام ..... د. أحمد واعظي.
الفطرة بوصفها نظرية أنثروبولوجية منافسة للعلوم الإنسانية الحديثة ..... د. حسين سوزنجي.
الأمر والنهي بوصفهما نظامًا أخلاقيًا إلهيًا ..... الشيخ سامر توفيق عجمي.
أنثروبولوجيا الإسلام: مدخل لتفكيك خطوط التفكير في المركزية الغربية ..... د. جعفر نجم نصر.
الفصل الثاني: دراسات نقدية حول الانسان
الإنسان في التيارات الفلسفية اليونانية ..... أ. د. منذر حسن شباني.
مفهوم الإنسان ما بين أفلاطون وأرسطو (قراءة نقدية) ..... د. هناء أحمد عمّار.
حقوق الإنسان في بلاد الإغريق ..... د. محمد مرتضى.
دراسة اجمالية في بعض الآراء الإنسانوية ..... المرجع الديني الشيخ عبد الله الجوادي الآملي.
ملاحظات نقدية على الاتجاهات الإنسوية الغربية ..... د. محمد هادي طلعتي.
مناقشة نقدية في تأثير نظرية التطوّر ..... د. حميد إماميفر، د. علي مصباح.
المقدمة
إن هذا الأثر يشتمل على مجموعة من المقالات، لعدد من الكتّاب في موضوع الإنسان من زاوية مدخلين؛ المدخل الأول: «الاتجاه الإسلامي» بمعنى بيان النظريات الإسلامية المختلفة حول الإنسان. والمدخل الثاني: «الاتجاه الغربي» بهدف بيان التحليل الانتقادي للأفكار الغربية حول الإنسان. إن الإنسان على الرغم من اشتماله على صورة شاملة ومصاديق أكثر شمولية، يعدّ مفهومًا معدًّا وفي متناول الجميع، إلا أنه في الوقت نفسه يقع موضوعًا للكثير من الأبحاث والتحقيقات المتنوّعة بوصفه من أكثر الكائنات تعقيدًا. كما تمّ استعمال الكثير من الأساليب المتنوّعة في تجزئة وتحليل ماهية الإنسان ورغباته ومطالبه وآرائه وأفعاله وسلوكياته، وتمّ النظر فيها إلى الإنسان، على الدوام، بوصفه مسألة جديدة. إن كل حقيقة واقعية وحقيقية في العالم الخارجي، وكل نظرية اجتماعية وتجريبية بل وحتى الرياضية منها، يمكنها أن تنتهي، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى تقديم تفسير مختلف عن الانسان، ومن هنا ربما كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يتحوّل على الدوام في كل حقل من العلوم إلى مسألة جديدة.
وعلى الرغم من تحوّل «الإنسان» ـ بتأثير من حقول العلوم الإسلامية، ولا سيّما في الفقه والفلسفة والكلام والعرفان وما إلى ذلك ـ إلى محل للنظريات المتنوّعة، بل وموضع لتضارب الآراء؛ إلا أن هناك حوله الكثير من الأفكار المشتركة والتفسيرات المتفق عليها. إن هذه الأفهام المشتركة تعود جذورها في الغالب إلى الأوصاف التي تمّ بيانها في النصوص الدينية بشكل صريح؛ من قبيل أن جوهر الإنسان أمر واحد، وإن الاختلافات الجنسية والقومية والتربوية والاجتماعية بأجمعها أمور عارضة على ذلك الجوهر. وأن الإنسان يمتلك فطرة توحيدية وإلهية، وإن هذه الخصيصة هي التي تهديه إلى الكمالات وفعل الخيرات والحسنات وما إلى ذلك. ومن ناحية أخرى فإن تفسير الإنسان وتحليل المسائل الإنسانية عند المفكرين الغربيين مشتتة ومتباينة بل ومضطربة أحيانًا. من ذلك، على سبيل المثال، يمكن مشاهدة هذه الاضطرابات بشكل واضح في تقريرات الفلاسفة الغربيين في مختلف المراحل.
إن التأمل حول الإنسان في ضوء التقرير الإسلامي والغربي، يشير إلى أن التفكير الغربي في هذا الشأن يواجه بعض التحديات؛ بالإضافة إلى اشتمال التفسير الغربي للإنسان على تناقضات هامّة أيضًا. ومن هذه الناحية ومن الزاوية الإسلامية، يمكن العمل على تحليل ونقد الكثير من الآراء الغربية بشأن المسائل المتعلقة بالإنسان. وإن هذه الإمكانية تفتح مساحة واسعة من الموضوعات التحقيقية بالنسبة إلى المحققين المسلمين؛ ابتداء من المسائل الأولية والبسيطة وصولًا إلى المسائل الغائية والمعقدة، وهي موضوعات من قبيل: ماهية الإنسان، والهوية الأنثروبولوجية، ومنهج فهم الإنسان، والاتجاهات الإنسانية المتعددة ـ الأعم من الدينية والمعنوية والفلسفية والتجريبية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وما إلى ذلك ـ وخصائص الإنسان المادي، وظرفيات وقابليات الإنسان، والغايات والأهداف الإنسانية، ومعاني الحياة، وماهية السعادة، والكرامة الإنسانية، وطرق الوصول إلى السعادة، والأبعاد المختلفة من الإنسان، واختيار وقدرة الإنسان، ومنشأ الطلب والإرادة، والميول والرغبات النفسانية، والموت ومسألة المصير، والتكامل والتطوّر، وعناصر ازدهار الإنسان، ومنشأ القوانين الإنسانية، وارتباط الإنسان بالله، وخلافة الإنسان في الأرض، والمسؤولية الإنسانية، وتقابل العقل والإحساس والكثير من المسائل الأخرى.
ومن هنا فإن هذا الكتاب يسعى، من خلال اشتماله على مجموعة من المقالات المتنوّعة، إلى فهم أبعاد الإنسان، ونسبة الإنسان إلى الدين، وبحث بعض الأفكار والآراء الغربية حول الإنسان. إن الموضوعات والمسائل المتنوّعة لهذا الأثر في القسم الأول من الكتاب، تشتمل على ضرورة وإمكان الأنثروبولوجيا الإسلامية، وموقع الإنسان في الأنطولوجيا الإسلامية، وتحليل الإنسان الكامل في المنظومة الإسلامية، والأنثروبولوجيا عند صدر المتألهين، والعلامة الطباطبائي، ونظائر ذلك. والقسم الثاني منه يشتمل بدوره على نقد مباني وأساليب الأنثروبولوجيا الغربية، ونقد الاتجاه الإنساني في الغرب، ونقد تقرير بعض المفكرين والمذاهب الغربية حول الإنسان، والتحليل النقدي للأنثروبولوجيا الغربية القائمة على نظرية التطوّر، والقائمة على الفطرة، والناظرة إلى أسلوب الحياة، وحقوق الإنسان وما إلى ذلك. ومن هنا يمكن لهذا التحقيق أن يشكل خطوة تمهيدية في إطار التأمّل في هذا الشأن، وأن يكون نافعًا للأساتذة والباحثين والطلاب والجامعيين من الراغبين في فهم هذا الموضوع.
وفي الختام يجدر بنا أن نتقدّم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إبداع هذا الأثر، ونخص منهم بالذكر كتّاب المقالات. كما نرفع أسمى آيات التكريم لرئاسة المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم الميلاني، على ما قدّمه من المساعدات والتسهيلات الكثيرة والقيّمة في إطار إنجاز هذا المشروع، بالإضافة إلى ما قدّمه من المقترحات والاراء النافعة في هذا الشأن. كما نتقدم بالشكر لسماحة حجة الإسلام الدكتور السيد محسن الموسوي على ما تقبله من عناء الإشراف والإرشاد النافع والعلمي، ولا يفوتنا أيضًا أن نتقدم بالشكر إلى الدكتور أحمد قطبي على مقترحاته وإنجازه لبعض المراحل العملية والتنفيذية من هذا المشروع.
محمد حسين كياني