الدين والمعنوية

تأليف : 

مجموعة مؤلفين 

إعداد : 

محمد حسين كياني 

فهرس المحتويات 

نظرية الروحانية في القرآن الكريم .....  محمد مسعود سعیدی

أسباب وموانع انتشار الروحانية .....  عبدالحسين خسروپناه

النسبة المفهومية بين «الروحانية» و«الدين» .....  بهزاد حميدية

صلاح أو طلاح «المعنوية العلمانية» .....  بهزاد حميدية

الدلالات الخطابية للروحانية المستحدثة .....  أحمد شاكر نجاد

ماهية التنصل عن الهوية في الروحانية المستحدثة .....  أحمد شاكر نجاد

أسس الأخلاق الاجتماعية في الروحانية المستحدثة .....  أحمد شاكر نجاد

تداعيات الحداثة على الروحانية .....  وحيد سهرابي فر  وباقر طالبي دارابي

المعنوية بما هي استعلاء وجودي .....  محمدحسين كياني

المقدمة 

يشتمل هذا الكتاب تحت عنوان «الدين والمعنوية» على مجموعة من المقالات بأقلام عدد من الكتاب حول نسبة الدين والمعنوية في ضوء التركيز على المعنوية الجديدة. إن المعنوية الجديدة في شرح مبسّط عبارة عن: إشارة إلى القراءات المعنوية المطروحة في العصر الراهن من قبل عدد من الأشخاص بوصفهم من المنظرين في حقل المعنوية الجديدة. فالمعنوية الجديدة شاملة لطيف واسع من الأفكار التي يتمّ بحثها عبر آليات متنوّعة في إطار تحسين الوضع الروحي والنفسي، وتحسين العلاقات الفردية، وإيجاد الشعور بالرضا عن النفس والحصول على الهدوء والطمأنينة وما إلى ذلك. إن أغلب هذه الآليات والحلول تأتي بتأثير من الأفكار المادية، والانحراف عن التعاليم الدينية، مع التركيز على الأفهام السطحية للنظريات السايكولوجية وما إلى ذلك.

ويمكن القول برؤية أعمق: إن المعنوية الجديدة مسألة وجودية تظهر في ضوء الالتفات إلى الذات، ولغرض الوصول إلى الاستعلاء الداخلي. وكذلك يتم العمل في الغالب ـ في إطار هذا المجهود ولغرض الوصول إلى الهدف المذكور ـ على اقتراح القراءات الجديدة والأحكام المتمايزة، ولهذا السبب فقد أدّى تعدّد القراءات والأفكار والمصادر بشأن نسبة الدين والمعنوية، ولا سيّما المعنوية الجديدة منها، إلى اتخاذ مواقف متنوّعة، بل ومتناقضة في بعض الأحيان. وبشكل أكثر إثارة للتحدّي والجدل فإن المعنوية الجديدة بالنظر إلى بعض العناصر والتعاليم والتداعيات غير المألوفة، تفاقم من النزاعات الفكرية وحتى الاجتماعية، وتؤدّي إلى اتخاذ مواقف مختلفة من قبل الموافقين والمخالفين.

وفي الحقيقة والواقع فإن المسائل المتنوّعة في المعنوية الجديدة تستوجب تبلور العديد من الانتقادات من وجهة نظر الدين و الإلهيات، وهي عبارة عن: نفي القيَم التقليدية، سلوك وحواشي القادة المعنويين، والتبعية العمياء من قبل الأنصار، وإنكار المعاد والاستناد إلى التناسخ، والتركيز على الحب الجسماني والميول النفسانية، ونفي الربوبية التشريعية، والتأكيد على النزعة الإنسانية، والإصرار على قانون الجذب، والتركيز على التجارب المعنوية بوصفها مصدرًا ومعيارًا للحقيقة، والترويج لأشكال متنوّعة من الطبّ البديل، والحلولية، والنسبية والتعددية، والترويج إلى الإلهيات الالتقاطية، والنزعة التأملية، وبعض تقنيات تحقيق الذات، والسحر والخرافة، ومذهب اللذة والمتعة، والاهتمام البحت بالإمكانات الداخلية للتعالي، والإصرار على الهدوء والسكينة النفسية بوصفها غاية الكينونة المعنوية وما إلى ذلك.

إن الكتاب الراهن في إطار مجموعة من المقالات المتنوّعة، يسعى إلى فهم الأبعاد المعنوية ولا سيّما منها المعنوية الجديدة. ومن هنا يمكن لهذه الدراسة أن تكون بمنزلة المقدمة للتأمّل في هذا الشأن، وتكون في مطالعتها فائدة بالنسبة إلى الأساتذة والباحثين والطلاب والجامعيين من الراغبين في فهم واستيعاب هذا الموضوع.

وفي الختام يجدر بنا أن نتقدّم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إبداع هذا الأثر، ونخص منهم بالذكر كتّاب المقالات. كما نرفع أسمى آيات التكريم لرئاسة المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم الميلاني، على ما قدّمه من المساعدات والتسهيلات الكثيرة والقيّمة في إطار إنجاز هذا المشروع، بالإضافة إلى ما قدّمه من المقترحات والاراء النافعة في هذا الشأن. كما نتقدم بالشكر لسماحة حجة الإسلام الدكتور السيد محسن الموسوي على ما تقبله من عناء الإشراف والإرشاد النافع والعلمي، ولا يفوتنا أيضًا أن نتقدم بالشكر إلى الدكتور أحمد قطبي على مقترحاته وإنجازه لبعض المراحل العملية والتنفيذية من هذا المشروع.

محمدحسين كياني