تأسس معهد تشاتام هاوس والمعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية عام 1920. حصل المركز في عام 1923 على مقره المتميز في جيميس سكوير وسط لندن، وكان مقراً لسكن ثلاثة من رؤساء وزراء بريطانيا. ولأهمية هذا المبنى الذي اتخذ منه المركز مقراً له والمعروف بـ"تشاتام هاوس" بدأت تغلب تسميته على تسمية المركز الرسمية.
يقدم المعهد نفسه بوصفه عبارة عن منظمة غير حكومية مُحايدة مهمتها الأساسية هي تحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها وتقديم حقائق عنها لكل المهتمين مما قد يساهم إيجاباً في تعميق فهم الرأي العام لما يجري من أحداث وتطورات. ويصف المعهد نفسه بأنه عبارة عن تشكيلة نادرة من الباحثين ومنظمات المجتمع المدني والدبلوماسيين والصحافيين والمنظمات غير الحكومية من أجل الخروج بنتائج تساعد في فهم التطورات والأحداث الجارية في أصقاع المعمورة. ويحتل المركز بحكم سلطته المعرفية وتاريخه العريق، موقعاً هاماً في الوسط الأكاديمي العالمي والبريطاني على وجه الخصوص. ويفتخر المركز، حسب ما يورد على صفحته الالكترونية، بأنه دائماً ما يُستخدم كمصدر من أهم مصادر المعلومات من طرف الأفراد والحكومات الباحثة عن المعلومات المجردة المتعلقة بالقضايا الدولية. احتل المركز المرتبة الثانية من حيث التصنيف في التقرير الذي تجريه جامعة بنسلفانيا حول مراكز الأبحاث كل عام وحلّ كذلك في العام 2013.
يُعتبر المركز واحداً من أهم المراكز البحثية المهتمة بالقضايا السياسية في العالم وتغطي اهتماماته معظم أصقاع العالم. وتنقسم الأبحاث في المركز إلى أربعة: الطاقة والبيئة والموارد؛ الاقتصاديات الدولية؛ الأمن الدولي؛ وأبحاث مناطقية والقانون الدولي والذي يتألف من برامج إقليمية حول أفريقيا والأمريكتين وآسيا والشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وروسيا. كما أن قسم الأمن الدولي يحتوي أيضاً على مركز أمن الصحة العالمية.
من البرامج التابعة له والأكثر حساسية وأهمية هو برنامج دراسات الشرق الأوسط. تنجز أبحاث هذا البرنامج عن طريق التعاون والتنسيق مع كل المهتمين بقضايا الشرق الأوسط ابتداءً بالصحافيين المتابعين وانتهاءً بالسياسيين الممارسين. يُنتج البرنامج الدراسات المعمقة عن الوضع المتأزم في الشرق الأوسط كما يُنظم المؤتمرات واللقاءات بهذا الخصوص.
وتنبثق أهمية برنامج أبحاث الشرق الأوسط وحيويته من الطبيعة المتأزمة للمنطقة، فالعلاقات العربية- الإسرائيلية حبلى بالأحداث كما أن التطورات في الخليج بقيت متجددة خلال العقدين الماضيين. وتتمثل أهم نشاطات هذا البرنامج بالنقاط التالية:
- نشر البحوث المعمقة والمقالات
- تنظيم الملتقيات الدولية للبحث وكان آخرها في في رام الله وبيروت ودمشق
- عقد المؤتمرات والطاولات المستديرة مع الباحثين الزائرين
- استشارة المعنيين بقضايا الشرق الأوسط عبر اللقاء المباشر أو عن طريق إعداد توصيات أو دراسات خاصة
- عقد المؤتمرات الصحافية لتسليط الضوء على موضوع معين
- إجراء حوارات مع السياسيين والباحثين الزائرين
أهم الباحثين في المركز:
ريم علاف: متخصصة في الصراع العربي الإسرائيلي وسوريا والإسلام والغرب، من آخر دراساتها "المرأة في الأردن: الإسلام والعمل ومراجعة القوانين" و"أسلحة الدمار الشامل الحقيقية".
جرد نونمان: متخصص في الخريطة السياسية في الخليج والتطور السياسي داخل الأسر الخليجية الحاكمة والعلاقات الأوروبية شرق الأوسطية.
علي أنصاري: متخصص في التاريخ السياسي لإيران وسياسة إيران الخارجية وخاصة بالغرب، من آخر دراساته: "التصدي لإيران: نموذج فشل السياسة الخارجية الأمريكية".
مهى عزام: متخصصة في ظاهرة الإسلام السياسي والإسلام والعولمة، من آخر دارساتها: "الأبعاد المحلية والعالمية للتطرف الإسلامي في أوروبا".
يوسي مكلبرغ: متخصص في تاريخ إسرائيل وسياساتها الخارجية والتنمية والعلاقات الدولية، من آخر دراساته: "إيران وإسرائيل: من حرب الكلام إلى كلام الحرب".
المنشورات
- مجلة الشؤون الدولية "إنترناشونال أفيرز": تصدر المجلة 6 مرات في السنة وتُعتبر أهم مجلة تعنى بالعلاقات الدولية في أوروبا. وتتضمن مقالات وأبحاثاً لأشهر الكتاب والمتعاونين مع المركز وتتطرق إلى القضايا المطروحة عالمياً.
- مجلة العالم اليوم: تصدر بشكل شهري وتابعت القضايا الساخنة عالمياً منذ 60 عاماً وتُعتبر واحدة من أكثر المجلات الدراسية حضوراً على المستوى الأكاديمي العالمي.