فهرس المحتويات
الافتتاحيَّة
منتدى الاستشراق المعاصر
بحوث ودراسات
ـ شبهات “أوري روبين” حول مصدر القرآن الكريم ونقدها
آثار استشراقيَّة
ـ دليل بلاكويل إلى القرآن
شخصيَّات استشراقيَّة
ـ المستشرق الإسبانيّ خوان فرنيت
مراكز بحثيّة
ـ الجمعيَّة الدوليَّة للدراسات القرآنيَّة
مرصد الاستشراق المعاصر
مؤتمرات وندوات
ـ الملتقى الثقافيّ: “אסלאם עכשיו الإسلام الآن"
ـ صورة إبراهيم في القرآن والتراث الإسلاميّ
ـ ندوة معهد الدراسات الشرقيَّة للآباء الدومينيكان حول لغة القرآن وإعرابه
ـ الدراسات القرآنيَّة في تركيا وألمانيا
إصدرات
ـ المقاطع القرآنيَّة المحفوظة على ورق البرديّ: من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلاديّ
ـ قرآن المؤرِّخين
ـ القرآن الأدبيّ: سرديَّات أخلاقيَّة من المغرب
ـ القرآن... كلام الصوت الإلهيّ إلى محمَّد الرسول(صل الله عليه وآله وسلم)
ـ الدينيّ والسرديّ والأدبيّ -القرآن وتفسيره في تاريخ الأدب العربيّ-
ـ بين القدس ومكَّة...قداستها وخلاصها الدينيّ في القرآن والتراث الإسلاميّ
بحوث ودراسات
ـ نهاية العالم في القرآن: دراسةٌ مُقارنة مع الخطاب القرآنيّ
ـ مجلَّة دراسات قرآنيَّة المجلَّد 21- العدد 3
ـ محمَّد سمح بالأشكال المختلفة للوحي
أخبار
ـ سلسلة مؤتمرات بحثيَّة في الدراسات القرآنيَّة والإسلامولوجيا لعام 2019-2020 م
ـ إطلاق موقع قرآنيّ إلكترونيّ بعنوان: «ترجمات القرآن في أوروبا بين القرن الثاني عشر والقرن الحادي والعشرين»
ـ المؤتمر الدوليّ لعلوم القرآن ومناهج تفسيره ودراسته بين الأصالة والتجديد
ـ المؤتمر الدوليّ حول إعادة ترجمة الكتاب المقدَّس والقرآن
ـ دراسة تاريخيَّة للتعرُّف على الإسلام من خلال: المخطوطات، النسخ القرآنيَّة، وانتقالها
ـ المؤتمر الدوليّ حول هرمنيوطيقا تبدُّل المعياريَّة القرآنيَّة
ـ القراءة في القرون الثلاثة الأولى من الإسلام -النصوص، السياقات، والتحدِّيات
بوصلة الاستشراق المعاصر
افتتاحية العدد
اتّفقت كلمة المستشرقين؛ قديمًا وحديثًا، على نفي وحيانيّة القرآن الكريم، ولكنْ تعدّدت آراؤهم في المصادر التي استقاه منها النبي(صل الله عليه وآله وسلم)، بين مَنْ يزعم أنّه من تأثير بيئته الجاهليّة الوثنيّة؛ للتشابه الحاصل بين بعض أشعار الجاهليّة وبعض آيات القرآن، ومَن يدّعي أخذ النبي(صل الله عليه وآله وسلم) له من الحنيفيّة السائدة قبل بعثته؛ لتوافق تعاليم القرآن مع التعاليم التي كان يدين بها الحنفاء؛ من الوحدانيّة، ورفض عبادة الأصنام، والوعد بالجنّة والنعيم، والوعيد بالنار والعذاب، والبعث والنشور...، ومَن يذهب إلى أخذه له من تعاليم الصابئة؛ لتشابه ما ورد في القرآن من عقائد وعبادات ومناسك، مع ما كانت عليه عند الصابئة؛ من صلاة، وصوم، وحجّ وأعياد وتقديم قرابين، ... ومَن يُرجع تعاليم القرآن إلى الزرادشتيّة والهنديّة القديمة، أو إلى تعاليم اليهوديّة والنصرانيّة، لموافقة بعض تعاليم القرآن مع تعاليم الديانات السابقة، ولاسيما على مستوى القصص والقضايا العقديّة والتشريعيّة والقيميّة... ومَنْ يستسيغ خلطة مزجيّة لجميع هذه المشارب أو بعضها؛ بتبريرات واهية ودوافع غير خافية!
وقد كان للاستشراق اليهوديّ سابقًا والإسرائيليّ لاحقًا نصيب من هذه الافتراءات، ولاسيّما في ما يتعلّق بإرجاع تعاليم القرآن إلى تعاليم المقرائيّة (العهد القديم) وأدب التلمود، مدفوعًا بروح العنصريّة والشعور بالتفوّق والتميّز المُؤَدْلَج بوهم فكرة شعب الله المختار التي تخوّله النظر باستعلاء وازدراء إلى الآخر المختلف، وإرجاع ما يجده عند غيره من مظاهر الحضارة والرقيّ والجمال... إلى نفسه!
ومن المحاولات الاستشراقيّة الإسرائيليّة المعاصرة التي تدور في هذا الفلك: ما قام به المستشرق الإسرائيلي المعاصر أوري روبين (Uri Rubin) في هوامش ترجمته العبريّة للقرآن الكريم. تلك الترجمة التي صدرت طبعتها الأولى عن جامعة تل أبيب في عام 2005م، وأُعيد طباعتها في طبعة ثانية مزيدة ومنقَّحة عام 2016م، حيث تعرّض روبين لفرية استقاء القرآن من مصادر يهوديّة على الأعم الأغلب؛ بردّ قصص القرآن إلى قصص يهوديّة؛ كقصّة آدم (عليه السلام) وزوجه، وقصّة إبراهيم... وردّ عقائد القرآن وتشريعاته وألفاظه إلى مصادر يهوديّة؛ كالقضاء والقدر، وتحريم أكل الدم، واستعمال لفظ حطّة... مع إشارته إلى أخذ القرآن من النصرانيّة والوثنيّة على مستوى القصص والتشريع والألفاظ؛ كما في قصّة مريم والخضر، وكما في تشريع الزكاة واستعمال لفظ الجبت...
وقد ارتأت المجلة أن تقف بالتفصيل عند نقد هذه المحاولة ضمن عددها الحالي، في مستهلّ منتداها، الذي تضمّن، مضافًا إلى نقد دراسة روبين لمصادر القرآن، ترجماتٍ لمداخل ومقالات في لغة القرآن ضمن موسوعة القرآن (ليدن)، ودراسة تحليليّة للمستشرق الإسبانيّ خوان فرنيت، وتقريرًا عن الجمعيَّة الدوليَّة للدراسات القرآنيَّة (International Qur’anic Studies Association) (IQSA).
وأمّا في مرصدها، فقد رصدت المجلّة أبرز المؤتمرات والندوات والإصدارات والأنشطة البحثيّة التي قام بها المستشرقون حديثًا، والتي أفرزت مجموعة من الرؤى والتساؤلات حول القرآن الكريم وعلومه وتفسيره وفهمه...، أبرزها الآتية:
هل من الممكن إعادة ترتيب مراحل وضع النصِّ القرآنيّ وتناقله في القرن الأوَّل للإسلام؟ ما الذي تقوله المصادر العربيَّة في هذا الصدد؟ كيف يمكن تقويم مدى وثاقة هذه المصادر، مع كثرتها وكثرة تناقضاتها وتبايناتها؟ كيف يمكن معالجة وتفسير معضلة كثرة تنوُّع النصوص في أقدم مخطوطات القرآن؟
كيف يمكن للنصوص الكتابيَّة وغير الكتابيَّة أن تعيننا على فهم المسار التأليفيّ والصياغيّ لوضع القرآن؟
المخطوطات القرآنيّة القديمة -السياق والتكوين والحجّيّة والدور في تقديم تحليل أدبيٍّ لنصّ القرآن الكريم-.
ما الذي تقدِّمه مصادر علم النقوش عن حالة اللغة العربيَّة واللغة القرآنيَّة على مدى القرن الأوَّل للإسلام؟
هل تنوّع بيان اللغة العربيّة هو تنوُّعٌ لغويٌّ داخل لغةٍ واحدة أم يؤشِّر إلى مراحل تاريخيَّة متتالية من التطوّرات التي مرّت بها اللغة العربيّة، وإلى موقعها الزمنيّ التفصيليّ من بقيَّة اللغات الساميّة؟
مطلب فهم القرآن في وسطه الأصليّ وفي سياقه التاريخيّ والجغرافيّ وإمكانات إعادة البناء التاريخيّ للوحي القرآنيّ!
كيف أثَّرت العلاقات القائمة بين القرآن والعهدين في صورة حياة مؤلِّف القرآن أو مؤلِّفيه، وبالخصوص في طريقة التأليف؟
ماذا عن البيئات الثقافيَّة التي من الممكن أنَّها ساهمت في بلورة الكتاب المؤسِّس للإسلام؟!
هل اللجوء إلى مناهج مستمَدَّة من علوم اللغة والتواصل والأدب (التحليل البلاغيّ، التحليل البيانيّ، والتحليل الإيقاعيّ والشعريّ)، يُساعد على الإحاطة أكثر بديناميكيَّة الخطاب القرآنيّ واستراتيجيَّته؟ وهل تُمكِّن هذه المناهج من الإحاطة بتسلسل أحداث محتمل لمراحل تأليف القرآن؟
ما هي طبيعة العلاقة بين المعايير (الإبستمولوجيَّة، المفهوميَّة، أو الاجتماعيَّة-السياسيَّة مثلاً) المتصوَّرة سابقًا وبين تفسير القرآن؟ وكيف يؤثِّر أحدهما في الآخر؟
ما هي الاستراتيجيَّات الهرمنيوطيقيَّة التي يجري توظيفها؟
كيف تجري مُناقشة التوتُّرات الحاصلة بين الصفة التاريخيَّة والصحَّة في الآيات القرآنيَّة؟ وما هي الأفكار التي يُمكن استخراجها من ذلك، بحيث ترتبطُ باللاهوت الإسلاميّ عمومًا وبالتفسير القرآنيّ المعاصر خصوصًا؟
القراءة في القرون الثلاثة الأُولى من الإسلام -النصوص، السياقات، والتحدِّيات-، بوصفها نقطة انطلاقٍ للبحث في الأنواع الأدبيَّة للنصوص المقروءة، وطرق القراءة، والقرَّاء، والسياقات الاقتصاديَّة والسياسيَّة المرتبطة بظاهرة القراءة!
ما هي طبيعة العلاقة بين السرد الدينيّ والنثر في الأدب العربيّ؛ من خلال دراسة تقنيَّات سرد بعض الآيات القرآنيَّة ولاسيَّما القصصيَّة منها، ومن ثمّ دراسة الآيات نفسها في التراث التفسيريّ العربيّ؟
هل استمدّ القرآن قصصه من مراحل تاريخيّة ودينيّة سابقة؛ كالمقرائيَّة (العهد القديم) وأدب التلمود وكتب آباء الكنيسة (ولاسيما الكنيسة السوريّة)، بحيث ساهمت في تشكّلها على ما هي عليه، كما في قصّة إبراهيم(عليه السلام) التي هدف القرآن من خلالها إلى إعادة ترميم التراث الدينيّ والحضاريّ العربي ومنحه قوَّة إلهيَّة ودينيَّة، وإلى تأسيس دين الإسلام الجديد وشقِّ طريقه الدعويّ؟!
هل ثمّة قرآن ليبراليّ؟ وما هي انعكاساته على حركات «التنوير العربيّ» المعاصرة في ظلّ إسكات الأنظمة الحاكمة في الدول العربيَّة لهذه التوجُّهات الليبراليَّة؟ وما هي أسباب فشل التيار الليبراليّ العربيّ في تقديم أنموذجٍ حداثيٍّ قرآنيّ؟
كيف سيبدو الأنموذج القرآنيّ فيما لو أخذنا بعين الاعتبار القول الأدبيّ المأثور: «الرواية تعكسُ عالمـًا قد هجره الله»؟ وكيف يُشرِّعُ القرآن تطبيقات القراءات النقديَّة ويستقبلها؟
كيف ظهر الإله للنبيّ محمَّد وبأيّ طريقة تحدَّث إليه؟ وكيف قام بتوجيهه لتوسيع شريحة المؤمنين به؟ وكيف يواجه معارضيه؟ وكيف يصف طائفة المؤمنين؟ وما هي الأسس الإيمانيَّة والأخلاقيَّة التي ينسبها إليهم؟ وما هي صورة الإله؟ وما هو دين الإسلام المطلوب من الأشخاص الإيمان به؟ وما هي الطرق العمليَّة للتعبير عن الإيمان بالإله؟ وكيف كان الجدل مع اليهود والنصارى وعبدة الأصنام؟ وما هي الديانة الإبراهيميَّة التي من الواجب على الناس اتِّباعها لكي يكونوا مسلمين حقيقيِّين؟
تغيير القبلة من القدس إلى مكَّة ومشكلة الصلاة!
مطلب إعادة علم الآخرة القرآنيّ إلى دائرة الضوء، عبر دراسته في سياقه التاريخيّ (أي العصور القديمة المتأخِّرة) مضافًا إلى سياقه الأدبيّ (مُدوّنات دينيَّة من تراث «الكتاب المقدَّس»).
ما هي طبيعة العلاقة بين الدين والعلم في أعمال التفسير في العصر الحديث؟
هل للأركيولوجيا والعلم الجيني دور في تأسيس تفسير جديد وقراءة تطوّريّة للقرآن؟
تأويل المعجزة القرآنيَّة بين نظريَّة النشوء والتطوُّر وعلم البلاغة.
كيف تؤثِّر قضايا من قبيل: تقدُّم الزمن، بيئة التلقِّي المتغيِّرة، وإعادة التفسير؛ في عمليَّات الترجمة الجديدة للكتاب المقدَّس والقرآن وغيرها من النصوص المقدّسة؟ وإلى أيِّ مدى تقوم عمليَّة إعادة ترجمة النصوص المقدَّسة بترسيخ نظريَّة إعادة الترجمة -التي ذكرناها آنفًا- أو هدمها؟
كيف تؤثِّر الطبيعة الرسميَّة لنصٍ مُحدَّدٍ (أصليّ أو مُترجم) في استراتيجيَّات إعادة الترجمة التي تمَّ اعتمادها؟ وكيف تؤثِّر الطبيعة الرسميَّة لترجمةٍ موجودة في استراتيجيَّات إعادة الترجمة؟ وما هي استراتيجيات إعادة الترجمة الفعليَّة التي يتبنَّاها مُترجمو الكتاب المقدَّس والقرآن وغيرها من النصوص المقدَّسة؟ وما هي الخيارات النصِّيَّة الصغيرة (النحو، القاموس اللغويّ، المصطلحات) والنصِّيَّة الكبيرة التي يتمُّ اتّخاذها؟ وكيف يستطيع مُترجمو الكتاب المقدَّس والقرآن التعامل -نظريًا وتطبيقيًا- مع الإشكاليَّات الآتية: الحساسيَّة، الترجمة الداخليَّة، التحديث في مقابل اللغة القديمة، المعنى الصريح في مقابل الضمنيَّة، الدلالة الحرفيَّة في مقابل الإشارة، اللغة الفائضة مقابل التكافؤ الوظيفيّ، وغيرها من الإشكاليَّات؟
كيف يُمكن تقييم نجاح ترجمةٍ جديدة للكتاب المقدَّس أو القرآن أو غيرها من النصوص المقدَّسة؟ وما الذي يجعلُ بعضَ الترجمات الجديدة أكثر نجاحًا من غيرها؟ وما هو الدور الذي يلعبه فاعلون مُتعدِّدون في عمليَّة إضفاء الطابع الرسميّ على بعض الترجمات الجديدة للنصوص المقدَّسة؟ وما هي الوظائف التي تؤدِّيها الترجمات الجديدة الداخليَّة والخارجيَّة أو النصوص المقدَّسة في بيئات التلقِّي المختلفة؟ كيف يُمكن شرح وتحدِّي النقص المفتَرَض في الترجمات المعتَمدة للقرآن؟ وكيف يُمكن مُنافسة ترجمات الكتاب المقدَّس والقرآن؟ كيف يُمكن تفسير التلقِّي غير الناجح لبعض الترجمات الجديدة؟ وما هي استراتيجيَّات الهيئة البصريَّة للكتاب، وغيرها من الاستراتيجيَّات التي تُستخدم لنشر الترجمة الجديدة في السوق.
هذه، فضلًا عن غيرها من الرؤى والتساؤلات المُستنتَجة من أقوال المستشرقين المعاصرين ومقولاتهم، وضعناها ضمن مادَّة علميَّة ترصد الواقع البحثيّ الاستشراقيّ المعاصر في مجال الدراسات القرآنيّة، وتوصِّفه كما هو؛ ليتمكَّن الباحثون من الحوزويِّين والجامعيِّين والمؤسَّسات البحثيَّة والعلميَّة؛ من التصدِّي والنقد ورفع الشبهات والمغالطات الكثيرة التي أُثيرت حول القرآن الكريم من قِبَل المستشرقين الغربيِّين ومن سار في ركبهم من المستغربين.
وختامًا، نؤكِّد ترحيبنا واستعدادنا التامّ لتلقِّي الأفكار والمشاريع والأبحاث والدراسات والتقارير والأخبار التي ترتبط بالاستشراق المعاصر حول القرآن الكريم، لنشرها في هذه المجلَّة.
والله الموفِّق
المركز الإسلاميّ للدراسات الاستراتيجيَّة/ فرع بيروت - لبنان