في اطار ندواته الهادفة عقد المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ندوة بتاريخ الاربعاء الواقع في 19/12/2018 بعنوان : المفاهيم الأسرية في المناهج التربوية في لبنان واثرها على توجهات الشباب ،نحو حياتهم الأسرية المستقبلية ...
قدّم للندوة وادارها الدكتور نبيل سرور، وحاضر فيها كل من الباحثة التربوية والمستشارة الاسرية الأستاذة اميرة برغل ، والناشطة في مجال الحوار الإسلامي- المسيحي والتربية على ثقافة القيم الدكتورة عُلا صقر، وقد حضر الندوة نخبةٌ من الجامعيين والتربويين، ولفيف من المهتمين بالشأنين التربويين والاجتماعي..
تحدثت الاستاذة برغل عن المناهج التربوية في لبنان، من خلال العودة الى التوجهات، التي ارساها المركز التربوي للبحوث والانماء. وبيّنت المحاضِرة ، من خلال استعراض وشروحات دقيقة ، كيف صيغت بعض المناهج في النظام التربوي او التعليمي في لبنان ،بشكل يتناسب مع طبيعة النظام اللبناني القائم على تسويات .
هذه التسويات التي طالت مناهجنا التربوية والدراسية ، وقد لا تصبّ دوما لصالح البُعد القيمي او الاخلاقي في عملية البناء الأسري .
وسلطت المحاضِرة مستعينة بشواهد وامثلة، عدة ثغرات ،تشوب المناهج الدراسية ،المعدة من خلال المركز التربوي للبحوث والانماء ، لاسيما لجهة التنميط او الترميز المريب في العملية التربوية ببعدها الاخلاقي، القائم على دس افكار نمطية او قوالب للاسرة او للشباب او عن المرأة ، مستوردة من الغرب او من الخارج .. هذا الخارج الذي قد نتقاطع معه في مشتركات . وقد لا يشبهنا بالكثير من المعايير او الافكار او الاسس المرتبطة بثقافتنا او عاداتنا وقيمنا ، سواء لمفهوم الزواج والاسرة ، وعدد الاولاد ، والعلاقات بين الافراد...من هنا توقفت عند بعض المفارقات في،المناهج التي قد يكتنفها الكثير من التشويه.
وهذا ما قد نشهده ، نتيجة الاسقاطات الخاطئة للتربية المستوردة .والبناء التعليمي في مناهجنا التربوية والتعليمية على مفاهيم وقيم، قد لا تصب في خانة بناء الاسرة الصالحة ، مما قد ينتج ضعفا بنيويا وقيميا في عملية البناء..
وقد طرحت الاستاذة برغل جملة مقترحات عملية في لمعالجة الخلل الواقع في هذا المجال .
ثم تحدثت الناشطة في مجال الحوار الاسلامي المسيحي والتربية على ثقافة القيم الدكتورة علا صقر ..
فعرّفت مفهوم ثقافة القيم ، واهمية ان تكون التربية بمنطلقات قيمية واخلاقية تؤكد فهما للاخر وانفتاحا عليه مع احترام لحق الاختلاف ومراعاة الخصوصيات ..
ودعت الى الحوار والتلاقي بين كل مكونات المجتمع اللبناني،حيث للتربية دورها الهام والفاعل في،هذا المجال ..
وفي ختام المداخلتين، فُتح المجال امام النقاش ، فطرح الحضور جملة اسئلة حول التربية ودورها ،ونقاط الضعف في المناهج التربوية اللبنانية ، واثر ذلك على الأسرة والافراد والمجتمع عامة ،لاسيما فئة الشباب في مراحلهم العمرية الحساسة.
كما نوقش تأثير التربية المتوازنة في بناء القيم الانسانية ، والحاجة الملحة الى مواطنة واعية، تنطلق من ثقافة الوعي بالواقع بكل متطلباته وظروفه الموضوعية، وتؤكد قيم الحق والخير والعدل والانفتاح البناء الايجابي على الاخر المختلف في الوطن الواحد ،واحترام خصوصيات الاديان على اختلافها...