ضمن سلسلة انشطته الفكرية وندواته الحوارية المتخصصة حول مواضيع تتصل بقضايا الفكر الاسلامي المعاصر وسُبل واليات مواجهة التحديات .... وعلى ابواب ذكرى عاشوراء مدرسة الكرامة والاباء ..
عقد المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية بتاريخ الاثنين الواقع في 10/9/2018 حلقة حوار مفتوح تناولت : (التحديات التي تواجه الاسرة المسلمة في الغرب... و تجربة الاسلاميين في الخارج ، والتحديات التي تواجه المجتمع المسلم في ظل تطور وسائل الاتصال والاعلام ..)
حاضر في الحلقة الحوارية ،الباحث في الفكر الاسلامي المعاصر الدكتور حسن الحكيم .وشاركه الجلوس حول الطاولة المستديرة ،مجموعة نخبوية من الباحثين والمختصين التربويين، والمهتمين بالشأنين التربوي والديني..
تجدر الاشارة الى ان الدكتور الحكيم ، هو استاذ جامعي ومفكر اسلامي، مقيم في اوروبا، ويشغل موقع ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في فرنسا .
حضر الندوة ، مجموعةٌ من الباحثين والمهتمين بالشأنين التربوي والفكري ، ولفيفٌ من اصدقاء المركز ..
وقد قدم الضيف وادار اللقاء الاستاذ الجامعي الدكتور نبيل سرور .
في البداية شكر الدكتور الحكيم المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية والعاملين فيه على الاستضافة وعلى انشطته وندواته الهادفة، ونوّه باصدارات المركز القيّمة ، التي تخدم الفكر الأصيل .
ثم تحدث عن الأسرة كنواة من اركان البِناء الاسلامي ..
وبيّن كيف ان الزواج هو السياق الطبيعي لتكاثر الافراد، ولإستمرارية العنصر البشري
الذي اوكلت اليه مهمة عمارة الحياة واعلاء كلمة الله في الأرض..
الاسرة هي نواة المجتمع ، واذا صلحت المداميك الاساسية لبنائها ولعلاقات افرادها فيما بينهم بالمودة والرحمة ، صلُح المجتمع وتطور نحو التقدم والعطاء الانساني اللامحدود والعكس صحيح ..
وعرض الدكتور الحكيم لواقع الانحراف والشذوذ ، الذي تعيشه المجتمعات الغربية .وقد دمرت هذه الممارسات الاسرة وخلقت حالات شاذة بعيدة كل البعد عن القيم الاخلاقية السامية
ووصف الدكتور الحكيم ، كيف يراد لهذه الحالات ان تنتقل الى مجتمعاتنا عبر العلاقات ، وعبر سائل الاتصال وغيرها من اساليب التأثير بهدف تشويه القيم والعادات الاسلامية في اداب العلاقات وفقه الزواج والانجاب والحفاظ على قيم الاسرة... والتأثير على شبابنا وفتياتنا للابتعاد عن القيم الدينية والاخلاقية والاسرية ، التي يرسم اطرها الدين الحنيف ..
ثم تحدث المحاضِر عن ابرز التحديات التي تعترض المجتمع الاسلامي سواء من يقيم منهم في الغرب او من هم في اوطانهم.
واشار المحاضر الى ان هذا المجتمع الملتزم الذي عاش الرساليون فيه اقسى محطات الثبات على المبدأ ، بات يواجه اليوم، اقسى حملات التشويه من خلال الثقافات المستوردة، والافكار المشوهة، التي تهدف الى حرف الانسان المسلم عن دينه ومعتقداته الايمانية والاخلاقية . ..
وفي ختام المحاضرة ، تطرق المحاضِر، الى دور وسائط الاتصال والاعلام والافلام ، التي تعمل على صياغة ثقافة مشوهه تفترض عدم الطاعة للأهل، وتسوّق للعلاقات المنحرفة، وترمي فيما تستهدفه، الى تفكيك البناء الأسري، الذي هو عماد المجتمع واساسه ..
ثم دار حوار مفتوح دور المؤسسات الدينية في حماية وتفعيل الاطر التشريعية التي تحمي القيم الدينية والفكرية للافراد وللاسرة.
كما تطرق الحوار الى دور التربية الدينية في المدارس والجامعات وفي كل المنتديات، ودور القدوة الصالحة فيما تمثل او تجسد من رمزية في السلوك والنهج وفي التفاعل والحركة مع المحيط ، كمفتاح اساس لبلورة الشخصية الملتزمة وحماية اجيالنا مما يتهددها حاضرا ومستقبلا..
وتطرق الحوار الى العلاقات بين الزوجين التي يجب ان يحكمها (المودة والرحمة ) والا فان الابناء سيتأثرون بالعناصر السلبية التي قد تحكم العلاقات الاسرية .. .
ومن ثم قدم بعض الحضور مجموعة افكار عملية، لحماية اجيالنا، وصيانة التراث الديني والقيمي، الذي ارساه فقهنا ومؤسساتُنا الدينية المباركة ..هذه المؤسسات التي حمت ومطلوب منها ان تستمر بثبات في صيانة والمدافعة عن هذا التراث القيّم ،الذي يمثل عصارة فكر ونهج اهل بيت النبوة عليهم السلام ..