ندوة بحثية حول فكر المستشرق الصهيوني برنارد لويس في المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية
ضمن سلسلة ندواته الفكرية الهادفة . نظم المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية بتاريخ الأربعاء الواقع في 28/3/2018 حلقة نقاش بحثية بعنوان : ( مشروع برنارد لويس صهينة الغرب وتتريك العالم الاسلامي )
قدم لحلقة النقاش وادارها د. نبيل سرور ،
وحاضرَ فيها الباحث جهاد سعد رئيس قسم الإستشراق في المركز ، وحضرها لفيفٌ من الأكاديميين والمهتمين ..
تناول الباحث سعد في مداخلته دور لويس في صناعة السياسات الاميركية. وقد ظهر ذلك جليا ًبعد حادثة 11سبتمبر والحملة الاميركية التي تلت الحادثة ، حيث نفذت اميركا تقريبا الكثير مما نظّر له لويس. وفي سياق الحديث عن صعود نجم المستشرق الصهيوني، اشار الباحث سعد الى ذكائه الواضح في اختيار المكان .فما إن ترهلت بريطانيا ،حتى انتقل منها الى الولايات المتحدة، مواكبا صعود نجمها بعد الحرب العالمية الثانية ليشارك في صناعة قرارات الأمن القومي الاميركي كمساعد لبريجنسكي في ادارة الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر.
ثم تطرق الى طريقة لويس التي تتلخص بإستغلال واضح لجهل الغربيين بالإسلام والعرب ، لتقديم الصورة الصهيونية عنهم بوصفها الصورة الحقيقية .وهو ينقّض
بعدوانية لمن يخالفه الرأي او يشكك بمصداقية مصادره . ويستنتج الباحث سعد ان لويس لا يريد من التاريخ، الا ما يمكن توظيفه في السياسة المعاصرة ،بهدف ابقاء الصراع قائما بين الغرب والعالم الاسلامي لحماية اسرائيل .
وتحت عنوان صهينة الغرب تطرق الباحث الى عمل لويس على تبني غربي شامل للمقولات الصهيونية عن العرب والمسلمين بوصغهم شعوبا عدوانية على انها حقيقتهم الفعلية .. من هنا ينبغي العمل على تفكيكهم ، وتقسيم الشعوب وجعلها تتقاتل فيما بينها خدمة للغرب والكيان الصهيوني ..
واشار الباحث الى ان لويس يتزلف للغرب من خلال نسبة كل ما هو حضاري اليه ، ونزع اي كلام عن مساهمة ايجابية للعرب والمسلمين في بناء منظومة قِيم او حقوق ..
ويختم سعد هذا الفصل من البحث ، ان لويس لا يكتفي بنفي فضل الاسلام في تأسيس الحقوق الانسانية وحسب، بل يُحمّل المجتمع الإسلامي آفات الغرب من التمييز الطبقي والعنصري ، وينسِبْ أي رقيّ في فهم حقوق الانسان الى التأثير الاستعماري ..
وتحت عنوان تتريك العالم الاسلامي يعالج الباحث سعد موضوع تبنّي التجربة التركية التي يطر حها لويس بعد الذئب الاغبر (اتاتورك ) . حيث يلاحظ الباحث "هوَسا" من قبل لويس بتركيا ونموذجها الذي تمثّل بنقل تر كيا العثمانية الاسلامية الى تركيا العلمانية .وهي تُجسّد النموذج الناجح للديمقراطية العلمانية .وأفضل مثال لها هو الجمهورية التركية التي اسسها اتاتورك .
ويورد لويس في ارائه السياسية خلاصة مفادها ان على العالم الاسلامي ان يتبع الخيار التركي العلماني ، والا فانه سيشهد مزيدا من التدهور والتمزق ، مما سيُغري الغرب بالعودة الى استعمار المنطقة مباشرة ...وهو لا يكف عن دعوة اميركا للعودة المسلحة بقوة الى الشرق .
وبالخلاصة :تتمثل نظرية برنارد لويس بربط الاسلام بالعنف ، مما يخلع عن المسلمين اية صورة حضارية . وبضرورة الحضور العسكري الامريكي لملء الفراغ . وان في الشرق الاوسط ديمقراطيتين فقط تتمثلان باسرائيل وتركيا ، وهي محاطة بطوق من الدول الاستبدادية التي ينبغي تطويقها وتطويعها ..
****
وفي ختام محاضرة الباحث سعد . انفتح النقاش مع الحضور. وكانت مجموعة اسئلة ونقاشات عن فكر لويس وارتباطها بمجريات الأحداث في المنطقة ، وأبعاد طروحاته ونظرياته الفكرية والسياسية ...