فيلسوف إيطالي معاصر يعدّ الممثل الرئيس للفلسفة الوجودية في إيطالية التي يرى أنها الفلسفة العقلية للممكن.

بدأ حياته الفلسفية مناهضاً الفلسفة الهيغليّة عند كلٍ من كروتشه Croce، وجنتايل Gentile ومتأثراً بفلسفة  هوسّرُل  Husserl، الظواهريّة  وفلسفة الوجودية لكيركغارد Kierkegqrd، لكنه ما لبث أن أظهر استقلاله الفلسفي في كتابه الأول عن بنية الوجود La Struttura Dell Esistenza (تورين،1939) الذي ابتعد فيه مخالفاً هايدغر وياسبرز. وأكَّد استقلاله في كتاباته اللاحقة التي تناول فيها بالنقد الفلاسفة سارتر Sartre، ومارسيل Marcel، ولافيل Lavelle، ولو سين Le Senne، فعدّ الأول، مثيل كيركغارد، تابعاً لدائرة الوجودية الألمانية، ووضع الآخرين في دائرة سمّاها «الوجودية اللاهوتية أو الأنطولوجيّة»، وهو يرى أن كل أشكال الفلسفة الوجودية، منذ كيركغارد، متهافتة Self defeating لأن فحصها يكشف أن ما هو أساسي لتفسير الوجود الإنساني منفيٌ فيها ألا وهو «أوّلية الممكن» the primary of possibility  فاليساريّون، ومنهم هايدغر وياسبرز وسارتر، نفوا الوجود بوصفه إمكاناً، عندما اختزلوه إلى مستحيلات impossibilities بزعمهم أن كل ما يفعله الإنسان محتوم الإخفاق سلفاً. واليمينيون نفوا الوجود بتحويله إلى وجود بالقوة potentialities معدّ للنجاح في النهاية. كذلك رفض أبنيانو مبدأ «استحالة الممكن» عند الأولين ومبدأ «ضرورة الممكن» عند الآخرين لأنهما، في النهاية، يشتركان بأرضيّة واحدة ألا وهي جعلهما الممكن غير موجود بأي طريقة، واعتقد أن المبدأ الوحيد الصحيح البديل هو مبدأ «إمكان الممكن» the possibility of the possible وعنى بذلك الإمكان المفتوح غير المغلق. فالإنسان، عندما يختار، أو يحقق اختياره، فإن وجوده يظل وجوداً ممكناً مفتوحاً لاختيارات أخرى وتحقيقات أخرى.

واهتمَّ، خلافاً لكثير من الفلاسفة الوجوديين خارج إيطالية، بمشكلة القيم، ورأى استناداً إلى منطق الممكن، أن «مبدأ ما يجب أن يكون» what ought to be هو المكافئ الأخلاقي لمبدأ «ما يمكن أن يكون» what maybe، ويبدو هذا الجمع بين الممكن والحرية واضحاً في مولَّفه المهم «الإمكان والحرية» possibilità e libertà.

أما أهم مؤلفات أبنيانو بالإضافة إلى ما ذُكر فهي: «الوجودية الإيجابية» Esistenzialismo positivo و:الفلسفة والدين والعلم» Filosofia, Religione, Scienza.

----------------

-"الموسوعة العربية"