حياته وسيرته :
ولد جون فيليب نيومان من أب الماني الأصل وأم فرنسية في نيويورك عام 1826 وتقبل المذهب الميثودي وفق رواية قال انه رأى شخصا غريبا قال له ان الله يريد منك قلبك ثم اختفى ليراه بعد أشهر ويدس في يده ورقة مكتوب عليها إن الله يريد منك قلبك..فرأى في ذلك إشارة لأعتناق المذهب البروتستاني الميثودي الذي اسسه البريطاني جون ويزلي والذي انتشر في اميركا على وقت جون فيليب نيومان..ودخل جون العمل الكنسي عام 1848 ..ولم يكن مرتبه في السنة الأولى يتجاوز 100 دولار وكان يوفر جزءا من مرتبه بهدف بناء كنيسة أوميتم أوجامعة..وفي عامي 1857 و1858 لفتت مواعظه انتباه الناس فنقل الى نيويورك ..وكان جون فيليب نيومان مولعا بالسفر الى الخارج وبممارسة نشاط تبشيري خارج موطنه فأبحر الى اوربا عام 1860 وقام بجولة واسعة في بلدانها زار بعدها الشرق ليمضي سنة في مصر وجزيرة العرب وفلسطين وتمخضت زيارته تلك عن كتاب عنوانه [من دان الى بيرشيبا] و(دان هو الأبن الخامس ليعقوب واسم لقبيلة من قبائل اليهود اما بيرشيبا فهي التسمية اليهودية للمدينة الفلسطينية المحتلة "بئرالسبع" ..ويبدو من عنوان الكتاب ان جون فيليب نيومان أراد اختيار عنوان ديني توراتي لزيارته الشرق الأدنى الأولى بحكم دافعه الديني القوي وتأكيدا لزيارته الأراضي المقدسة التي يطلق عليها اسم اراضي الأنجيل إشارة الى مكان ميلاد السيد المسيح (ع) ومهد النبوات في الشرق الأدنى...
وعندما عاد من رحلته عين في نيويورك التي بقى فيها سنتين أرسله بعدها القس آميس عام 1864 لتأسيس كنيسة ميثودية في لويزيانيا في تكساس والمسيسيبي وكانت الكنيسة الميثودية فرع الشمال قد الغيت بعد الإنشقاق الأكليروسي عام 1844 مما دفع الميثوديين الى تنظيم الكنيسة الميثودية الأيبسكوبية [الأسقفية] فرع الجنوب فانطلق جون فيليب نيومان لبناء كنيسة في نيواوليانز بكلفة 50 ألف دولار الحق بها معهدا وملجأ للأيتام بمبان كاملة و[نثرية] مالية وافية..وتفرع عن هذه الكنيسة وملحقاتها اربعة مؤتمرات كنسية ميثودية في السنة الواحدة.. وفي عام 1869 عين نيومان راعيا للكنيسة الميثودية في واشنطن ولكنه تقاعد من هذا المنبر عام 1872 ليعود اليه عام 1875 وفي تلك الأثناء كان نيومان قسيسا اقدم ) كاهنا( لمجلس شيوخ الولايات المتحدة للفترة من 1869 وحتى 1874..وفي عام 1873 عينه الرئيس يوليسيس كرانت مفتشا عاما لسفارات الولايات المتحدة في آسيا ..فقام بعبور المحيط الهادي الى الصين واليابان وانتقل منهما الى بحر العرب فعمان فالخليج العربي وصولا الى البصرة ومنها الى الحلة فبابل فبغداد فالموصل...ـ
وكان جون فيليب نيومان يمارس عمله بإخلاص وحرص شديدين وقد تميز بدقة الملاحظة والوصف التفصيلي لكل مايراه فبلغت تقاريره الى الخارجية آنذاك أكثر من 200 صفحة مرفقة بأقتراحات حول العمل الدبلوماسي وضرورة تكييفه مع البيئات والحضارات المختلفة..وأنفق على مدى سنة ونصف من عمله مفتشا للسفارات الفين وثلاثمائة دولار..وكانت الصحف تكتب عن رحلته بانها ( رحلة للمتعة] مما استجلب استدعاءه عند عودته للرد على اسألة لجنة من الكونجرس أذهل اعضاؤها بالمعلومات التي لديه عن العالم ..وقد تمخضت رحلته الأخيرة تلك عن كتاب عنوانه (عروش نينوى وبابل وقصورهما ) .
وطويت صفحة هذا الرحالة والدبلوماسي ورجل الدين في السنة الأخيرة من القرن التاسع عشر عام 1899 .. ولم يكن جون فيليب نيومان ليتمكن من انجاز مآثره وقطع المحيطات والمسافات الشاسعة وصولا الى الموصل لولا صداقته للرئيس يوليسيس كرانت الذي حارب العنصرية وكان ميثوديا بالولادة ..ويعد كتاب جون فيليب نيومان الأخير بما يوفره من صور نادرة عن العراق ووصف لمدنه واحواله عام 1875 مصدرا مهما للمعلومات عن تلك الفترة المتأخرة بعض الشيء من القرن التاسع عشر .
----------------------------------
((مقتبس ))
من موقع بيت الموصل
رابط الموقع :
http://www.baytalmosul.com/1575160415711587157815751584-1589160415751581-1587160416101605-159316041610/category/a027cde244
وللاطلاع على تفاصيل اخرى راجع موقع ويكيبيديا على الرابط التالي :
https://en.wikipedia.org/wiki/John_Philip_Newman