البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

May / 16 / 2017  |  807باكستان أزمة خارج التغطية

جايمس ستافريدس - James Stavridis فورِن بولِسي - foreignpolicy.com 24 كانون الثاني 2017 - January 24, 2017
باكستان أزمة خارج التغطية

التحرير: في غمرة الإهتمام ببرنامج عمل الإدارة الأميركية الجديدة، تبدو باكستان على أهميتها، وما فيها من إرهاب منظم غير مدرجة على سلم الأولويات. الكاتب يحاول تسليط الضوء على البلد الكبير قبل فوات الأوان.


مجموعة التحديات المندفعة نحو إدارة ترامب في السياسة الخارجية كقطار الشحن واضحة: داعش والمأساة المترافقة؛ كوريا الشمالية التي تغلي بقيادة دكتاتور لا يمكن التنبؤ بما يفعل بحفنة من الأسلحة النووية؛ والصين الغاضبة بحساسية مفرطة تجاه تايوان وبحر الصين الجنوبي؛ ونشاط على الإنترنت يُعكِّر مياه السياسة المحلية إلى جانب الاحتلال المستمر للقرم وتدمير سوريا. ولكن المشكلة الخطيرة التي تبقى خارج التغطية ولا تلقى اهتماماً: هي باكستان.

بما أنها سادس أكثر بلد ازدحاماً بالسكان في العالم (قبل نيجيريا وبعد البرازيل)، تُعْتَبَر باكستان موطناً لأكثر من 200 مليون مواطن، وبحسب بعض الروايات تُعتبر كراتشي ثاني أكبر مدينة في العالم. وعندما انتُخِب رئيس الوزراء نوَّاز شريف في شهر أيّار من عام 2013، دلَّت البلاد على انتقالها الديمقراطي الأول بين الأحزاب السياسية منذ التقسيم في عام 1947. مؤخّراً أصبحت قوة الديمقراطية الناشئة للبلاد موضع شكٍ، في الوقت الذي يواجه شريف المظاهرات رداً على «أوراق بنما»، التي كشفت أنّ عائلته قد خبَّأت ثروةً في حسابات ما وراء البحار لكي تتجنب دفع الضرائب. مما يلقي ضوءاً على تحدي الفساد (تضع منظمة الشفافية الدولية البلد في المرتبة 117 من أصل 168 على مؤشِّرها لملاحظات الفساد) الذي يهدِّد استقرار باكستان الديمقراطي وإمكانية نموها في المدى البعيد. الأمة تواجه كذلك مرض الإرهاب من طالبان باكستان، التي قتلت عشرات الألوف من المدنيين والعسكريين على مدى السنين الخمس الماضية حتى الآن. منذ عام 2006، قتل أكثر من 60.000 باكستاني في حوادث إرهاب ـ واقعاً ما يعادل إثنين من مأساة 11 أيلول كل عام في بلدٍ تعداد سكانه أقل بكثير من الولايات المتحدة. ما يُهدِّد الوضع برمته تلك القضايا المرتبطة بعلاقة باكستان غير المستقرة بالهند منذ أمد طويل. ارتفع منسوب التوتر بين الهند وباكستان منذ شهر أيلول عندما هاجم إرهابيون قاعدة للجيش الهندي في كشمير مخلِّفين وراءهم   19 قتيلاً من الجنود؛ والبلدان يتبادلان النيران عبر الحدود يومياً مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح من العسكريين والمدنيين على كلا الجانبين. ولربما تحتوي ترسانة باكستان النووية على أكثر من 100 رأس حربي مقابل ترسانة هندية مشابهة... في حين يعتبر أمنها العسكري دون المستوى المعقول حالياً، مما يجعل أسلحتها النووية الأقل استقرارا في العلم إذا اسثنينا كوريا الشمالية.

على ضوء هذا المشهد من عدم الاستقرار السياسي والإرهاب والأسلحة النووية، ينبغي للولايات المتحدة التفكير بجدية بكيفية المساعدة على خلق موقفٍ مستقرٍ في باكستان، الشعب الباكستاني صديق وشريك، ولكن لطالما كان لنا معه خلافات جوهرية على مدى العقود الماضية.

أولاً، ينبغي لإدارة ترامب أن تُدرك أنّ رافعاتنا لممارسة النفوذ على باكستان محدودة،  ولكنها ليست عاجزة تماماً. في الوقت الذي يمكننا وينبغي لنا العمل على تقوية الروابط الوطنية مع الهند، فيجب أن نقوم بذلك بطريقة لا تكون تهديداً لباكستان.

بالنتيجة، الخيار الأفضل للمساعدة في إنجاز الاستقرار في جنوب آسيا هو أن نعمل ما بوسعنا لتشيع الهند على حل الخلافات مع جارتها. إنّ دور واشنطن يمكن أن يشمل زيارات كبار المسؤولين إلى كلا العاصمتين؛ وتقديم «مسار رقم 2» غير رسمي لبرامج المفاوضات؛ وجعل السلام والاستقرار في جنوب آسيا مصلحة أميركية استراتيجية يجري تحديدها في وثائق تخطيطنا القومي الإستراتيجي.

ثانياً، ينبغي لإدارة ترامب زيادة المساعدة العسكرية لباكستان في مكافحة الإرهاب على الحدود الأفغانية الباكستانية. لقد كان الدعم الباكستاني للطالبان الأفغان، مصدراً لخيبة الأمل منذ أمد طويل لدى المخططين العسكريين الأميركيين ـ بما فيها الفترة التي كنت فيها القائد الأعلى لقوات حلف الشمال الأطلسي، ومسؤولاً عن عمليات القتال في أفغانستان.

القيام بتطوير حزمة من المحفزات لباكستان لمكافحة الإرهاب، قد يكون مفتاحاً يؤدي إلى تخفيض ومن ثم التخلي نهائياً عن دعم المتمردين داخل أفغانستان. ومحفزات كهذه يمكن أن تشمل المشاركة بالاستخبارات بشكلٍ أقوى؛ وتكنولوجيا عالية الدقة وتجسُّسٍ أفضل إضافة لعمليات مشتركة. أقل ما يقال هو أن جهود واشنطن لبيع الأسلحة، والتنصت، وأنظمة الاستخبارات لإسلام آباد كانت وما زالت غير منتظمة.  وسيكون من المجدي إقامة خط  متماسك للمساعدة والمبيعات العسكرية يعتمد عليه.

 ثالثاً: زيادة الدعم للقوة الناعمة في باكستان. عندما قادت الولايات المتحدة والناتو جهود الإغاثة في أعقاب الزلزال الهائل في باكستان عام 2005، كان هناك تأثير رائع وإيجابي لصورة أميركا في البلد. كما يمكن أن يكون لتوفير المساعدة المالية للتعليم والطب والمشاريع الإنسانية أثر مفيد. ففي هذه المنطقة الكثير من الشك حول البرامج الطبية التي يُنْظر لها على أنها مرتبطة بجمْع المعلومات الاستخبارية. إنّنا نحتاج إلى تواصل استراتيجي فعال يترافق مع المساعدة لكي نتعافى.

والسؤال الذي يترتب على استخدام القوة الناعمة هو ما إذا كان يجب شروط على باكستان مقابل المساعدة التي تتلقاها؟ في حين أن الكونغرس كان يدفع باتجاه استعمال المساعدة  كتكتيك ضغط على باكستان، ليس من الواضح كيف ستقارب الإدارة الجديدة هذا الموضوع.

عموماً، سيكون من الحكمة ان نأخذ بعين الاعتبار أولوياتنا القريبة والبعيدة المدى في المنطقة:

في غالب الأمر، التركيز في استئصال الإرهاب اليوم، يفشل في مخاطبة الظروف التي تدفع بالناس للتطرف في المقام الأول. إن استعمال المساعدة لتمتين الاستقرار الديمقراطي، وخلق فرص للمواطنين، وزيادة الاستثمارات لتنمية الإقتصاد، سوف تُترجم إلى فوائد بعيدة المدى. والتي يمكن أن تساعد في تخفيف مُحرِّضات التحوُّل إلى التطرف.

رابعاً وأخيراً، سيكون ذا معنى أن نعولم جهودنا. بالعمل مع الدول الأخرى ـ بريطانيا أو ألمانيا على سبيل المثال ـ يمكن أن ترفع من تأثير جهودنا. كذلك هناك منظمات دولية مثل المفوضية العليا للإغاثة التابعة للأمم المتحدة التي تمارس تأثيراً كبيراً في باكستان. كذلك يمكن للتشارك الإستراتيجي مع شركاء دوليين أن يكون نافعاً. إن المجموعة الأولى من التحديات ستأتي سريعة ومسعورة كما أن ردود الأفعال ستكون تكتيكية. إن المجموعة الأولى من التحديات ستُقْبِل على إدارة ترامب سريعة ومسعورة وستكون ردود الأفعال تكتية. سيكون تقويض غير متوقع للاستقرار في باكستان معقولا ومفهوماً إذا حدث بشكل مفاجيء، كما أن استثمار الوقت والجهد باكراً مع هذه الدولة الكبيرة والمهمة، في الوقت الذي يجري فيه تسوية الأمور مع الهند بشكل موازٍ يمكن أن يكون له عوائد هامة في الاستقرار العالمي خلال السنوات القليلة التالية. 

-----------------------------

الفورن بولسي : مجلة أميركية تُعنى بالشؤون المحلية والدولية أُسِّست عام 1970 وهي تصدر كل شهرين.  

جايمس ستافريدس : أميرال متقاعد من البحرية الأميركية وهو الآن عميد لمدرسة القانون والدبلوماسية في جامعة تافتس له العديد من الكتب والمقالات

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف