البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 28 / 2022  |  1094سمة التعاون العلميّ بين المستشرقين في نشر الدراسات التاريخيّة (تاريخ المغرب والأندلس نموذجًا)

محمد جمعة عبد الهادي موسى المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية خريف 2021 م / 1442 هـ
سمة التعاون العلميّ بين المستشرقين في نشر الدراسات التاريخيّة (تاريخ المغرب والأندلس نموذجًا)

ملخّص

تكثر نماذج التعاون البحثي والمشاريع العلميّة المشتركة بين المستشرقين في بحث ودراسة التراث والتاريخ العربي والإسلامي عمومًا، وهذه طريقة ناجحة وفاعلة في الأعمال العلميّة والدراسات والأبحاث، بغضّ النظر عن الخلفيّات والأهداف والمنهجيّات المعتمدة.

ونظرًا للمعرفة المسبقة بنوايا وخلفيّات المستشرقين تبرز أهميّة دراسة قضيّة التعاون بينهم، والبحث في جوانبه المتعدّدة، نظرًا لأهميّته وما يترتّب عليه فيما يخصّ الجانب العلمي. ويؤخذ على هذا التعاون أنّه، وإن كان سمة إيجابيّة للحياة العلميّة في الغرب، إلّا أنّه جعل للتواصل بينهم تأثيرًا سلبيًّا تجلّى في نواياهم وأعراضهم المبيّتة ما يؤدّي إلى خلل وضعف بنيوي في مثل هذه الأعمال، وإن أعطيت طابعًا علميًّا جماعيًّا.

يحاول الباحث في هذا  البحث استكشاف أبعاد التعاون العلمي عند المستشرقين في نشر الدراسات التاريخيّة فيما يخصّ تاريخ المغرب والأندلس-كنموذج، وهو أحد مهمّات التعرّف على مناهج المستشرقين الفكريّة والعلميّة، من خلال دراسة مقوّمات هذا التعاون وسمته وخصائصه، مع الوقوف على المدارس الاستشراقيّة التي تكاتفت لأجل إنجاز مشروعات علميّة كبيرة من التراث العربي والإسلامي وبحث أغراضها من ذلك التعاون.

المحرِّر


كلمات مفتاحيّة

التعاون في البحث العملي، الاستشراق، المستشرقون، التراث العربي والإسلامي، تاريخ المغرب والأندلس، المدارس الاستشراقيّة، اللغة العربيّة.


المقدّمة

مثّل التعاون[2] العلمي بين العديد من المستشرقين الأوروبيّين الركيزة الأساسيّة ضمن مجموعة عوامل ظهور إنتاجهم العلمي الغزير عن التاريخ العربي والإسلامي، بل كانت هذه السمة هي الصفة الغالبة في كثير من الأحيان، وأبرز مؤثّر نحو إخراج أعمالهم المحقّقة والمترجمة ودراساتهم المتنوّعة. فالتعاون العلمي والثقافي كان أبرز أدوات الروح العلميّة الصحيحة[3] لدى العديد من المستشرقين على اختلاف مدارسهم الاستشراقيّة.

ونماذج التعاون البحثي بين المستشرقين كثيرة حول هذا الإطار في بحث ودراسة التاريخ العربي والإسلامي عمومًا، وتاريخ المغرب والأندلس خصوصًا؛ حيث كانت الثقافة العربيّة أحد الروافد الرئيسة للحضارة الإسبانيّة؛ إذ امتزجت هاتان الحضارتان في الماضي وتفاعلتا طيلة ثمانية قرون، لينتج عن ذلك حضارة خاصّة؛ فموقع إسبانيا الجغرافي جعلها صلة وصل بين أوروبا والعالم العربي، وقد قامت إسبانيا برسالة حضاريّة بنّاءة في هذا الصدد. ونلحظ ذلك فيما قام به المعهد الإسباني العربي بمدريد الذي كان يرأسه «خيسوس ديو ساليدو» بنشاطات ملحوظة وأعمال كبيرة، هدفها إحياء التراث العربي الإسباني، كإصدار الكتب والمؤلّفات وإلقاء المحاضرات وطبع المخطوطات وإقامة الندوات؛ هذا بالإضافة إلى المراكز الثقافيّة الإسبانيّة المنتشرة في معظم العواصم العربيّة[4].

وقد تعاون المستشرقون مع بعضهم البعض من مختلف المدارس الاستشراقيّة في نشر الدراسات الأندلسيّة، وعلى رأس القمّة نجد النموذج الثري في تعاون المدرستين الفرنسيّة[5] والإسبانيّة، ممثّلة في كلّ من المستشرق الإسباني «أميليو جارثيا جوميث» (Garcia Goez) والمستشرق الفرنسي “ليفي بروفنسال” (Levi-Provencal) (1894-1956م). والاثنان من أكثر المستشرقين غزارة في نشر البحوث والدراسات الأندلسيّة. كما ظهرت صور التعاون جليّة بين مستشرقين بارزين من المدرسة الألمانيّة أمثال: مرقص يوسف موللر، والمدرسة الهولنديّة، أمثال دي خويه.

علمًا بأنّ “الدراسات الاستشراقيّة لم تكن في بداية عهدها خاضعة لنظام معيّن أو منبثقة عن قرارات هيئة رسميّة، أو مؤسّسة علميّة، ولذلك لم يتحدّد تاريخ ظهورها، وربّما كانت في البداية عبارة عن زيارات عاديّة قام بها بعض الأوروبيّين إلى المشرق العربي والإسلامي”[6]؛ بهدف «التعرُّف على المُسلمين؛ من حيث ثقافتهم ومعتقداتهم وآدابهم وقيمهم وجغرافيّة أراضيهم؛ ليتمّ بعد ذلك إيجاد الطرق الكفيلة بتسخيره والتأثير عليه»[7].

كما «استُغلّ الاستشراق -أيضًا- لخدمة أغراض سياسيّة، فانتقل من معناه الأكاديمي المحض كنظام للمعرفة الأوروبيّة أو الغربيّة حول الشرق، إلى أن أصبح مرادفًا للهيمنة الأوروبيّة على الشرق، كما أنتج وجهة نظر عدائيّة حول الشرقيّين والمسلمين العرب؛ فالإسلام كان لأوروبا صدمة دائمة»[8].

وتمثّلت أهداف جملة كبيرة من المستشرقين في تنحية الدين الإسلامي؛ باعتباره «دينًا قديمًا»، في محاولة للقفز عليه وتجاهله، ووصفه بالبلى والتآكل، والبحث عن جديد يحلّ محلّه، جاعلين «التطوّر» سنّة الكون التي تطال كلّ «قديم» تعلّلًا بقدمه، دونما أن يجعلوا لهذا التطوّر حدودًا يقف عندها، أو ثوابت تحكم اندفاعه؛ فهو يمثّل لهم «التمدّن»، و«الحداثة»، و «التنوير»، و«العصرانيّة»، و «الإصلاح»، و «التجديد»، و«التغريب»[9].

أوّلًا: أهم المدارس الاستشراقيّة المحقّقة للتعاون العلمي

المدرسة الفرنسيّة

اهتمَّت المدرسة الفرنسيّة باللغة العربيّة، ولهجتها العاميّة؛ كما عَمِلتْ على الدعوة إلى تمجيدِ العاميّة، ومحاولة إحلالها بديلًا للفصحى؛ لذا ترسّخت أقدام الاستشراق الفرنسي بعد إنشاء كراسي اللغات الشرقيّة فيها خصوصًا في: جامعة السوربون التي أسّسها الأب (روبر دي سوربون) كاهن القديس لويس عام (1257م) ثم جدّد الكاردينال (ريشيليو) بناءها عام (1626م) وضمّها نابليون إلى جامعة باريس عام (1808م). عني معهد الآداب فيها بتاريخ وحضارة وفن الشعوب الإسلاميّة. معهد تعليم اللغات الشرقيّة الذي أنشأه البابا (هونوريوس الرابع) عام (1285م). جامعة (تولوز) التي أنشأها رجال الدين الفرنسيّون عام (1217م). جامعة (بوردو) التي تحتوي على معهد الآداب للغة العربيّة والتمدين الإسلامي، وقد أنشأت عام (1441م) كرسي دراسة العربيّة في (ريمس)، الذي أنشأه الملك (فرانسو الأوّل) عام (1519م). معهد فرنسا للدراسات الشرقيّة، أنشأه (فرانسو الأول) عام (1530م).

كما أنتجت المدرسة الاستشراقيّة الفرنسيّة العديد من المجلّات الخاصّة بالاستشراق أو الوثيقة الصلة به، والتي أخذت تصدر في باريس، والشرق الأدنى، وشمالي أفريقيا، منذ عهد بعيد عن الجمعيّات والمعاهد والكلّيّات والهيئات الخاصّة والرهبنات وجمعيّات المستشرقين الفرنسيّة. وتعنى جميعها بالعرب وتاريخهم وأديانهم وأنسابهم وأخلاقهم وجغرافيّتهم وثقافتهم وحضارتهم،.. وكان من شأنها أن أطلعت الغرب على أصالة الشرق وخصائصه وتطوّره، وألّفت بمجموعها مكتبة موسوعيّة شاملة لجهود وأعمال المستشرقين الفرنسيين[10]. لتضاف للمكتبة الموسوعيّة الأولى التي قدّمها الاستشراق الفرنسي بعنوان (ببليوتيك أورينتال) أي المكتبة الشرقيّة التي ألّفها (هربلو 1625- 1695م)[11] الذي جمع فيها بين التاريخ والجغرافيا والأديان والحضارة وثقافات الشعوب منذ بدء الخليقة حتّى عصره، وبقيت -رغم أخطائها وتجنّيانها العديدة وتأثّرها بالفكر الأسطوري- المرجع المعتمد في أوروبا حتّى أوائل القرن التاسع عشر[12].

المدرسة البريطانيّة

غلب على هذه المدرسة أيضًا الاهتمام باللغة العربيّة. وبدأت الدراسات الاستشراقيّة في بريطانيا منذ وقت مبكّر، فكان هناك عدد كبير من علماء القرون الوسطى الذين اهتمّوا بدراسة اللغة العربيّة وآدابها[13]. واتّجه طلبة العلم من الإنكليز إلى إسبانيا وصقلية؛ لينهلوا من مناهل العلوم العربيّة، ولينشروا ما جمعوه من معلومات، ممّا ساعد على تطوّر الدراسات العربيّة، وأدّى ذلك إلى ظهور من نسمّيهم بالمستشرقين الذين اهتمّوا بالدراسات العربيّة، ممّا أسهم في زيادة استيعابهم بالنشاط الفكري العربي الإسلامي، ومن ثَمَّ أصبحت هناك جدّية بتلك الدراسات التي أثمرت فيما بعد في حقل الاستشراق، من جمع وتحقيق وتأليف في المجالات المختلفة[14]. ولقد تميّزت الدراسات الاستشراقيّة الأولى بحقدها وعدم علميّتها؛ إذ كانت تهتمّ بالتبشير بالدرجة الأولى لذلك أساءت إلى تاريخ العرب والمسلمين وحضارتهم[15]، فظهر التاريخ الإسلامي في كتابات المستشرقين في تلك الحقبة الزمنيّة مشوّهًا، بعد أن فسّره المستشرقون تفسيرًا خاطئًا.

وقد ازداد اهتمام المدرسة الفرنسيّة بالتراث العربي الإسلامي، مع ازدياد أطماع بريطانيا في الشرق العربي؛ حتّى ربط بعضهم بين الاستشراق والاستعمار، فاعتبروا الاستشراق البريطاني أداة كبيرة للاستعمار، وأنّه أسهم في نشر الفرقة بين العرب من خلال تركيزه على نشر الدراسات الطائفيّة وتشويه تاريخ العرب المسلمين، وفي الحقيقة أنّ جزءًا كبيرًا من الاستشراق البريطاني في تلك الحقبة كان كذلك رغم وجود بعض الدراسات الجيّدة والمنصفة من قبل بعض المستشرقين البريطانيّين[16].

ثمَّ بدأت حركة الاستشراق في بريطانيا تأخذ صورًا عمليّة ملموسة في القرن السابع عشر الميلادي، إذ استحدث منصب للأستاذيّة في اللغة العربيّة في الجامعتين المعروفتين كمبردج وأكسفورد؛ فقام أساتذة إنكليز بتدريس اللغة العربيّة لعدد كبير من الطلبة الذين أقبلوا على دراستها بلهفة ورغبة، وطبعت الكتب العربيّة في إنكلترا لأوّل مرة. وأصبحت بين أيدي الطلبة الذين اهتمّوا بدراسة الآداب والعلوم العربيّة الإسلاميّة، ساعدهم في ذلك معرفتهم باللغة العربيّة[17].

وكان من نتائج اهتمام البريطانيّين باللغة العربيّة أن بدأوا التعامل مع التاريخ الإسلامي بشيء من الواقعيّة والإنصاف؛ ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين بدأت تظهر على كتابات المستشرقين البريطانيّين سمات مختلفة نسبيًّا عن القرون السابقة، فحدث تطوّر لدى هؤلاء المستشرقين، إذ بدأوا بالتعامل مع التاريخ الإسلامي بشيء من الواقعيّة والإنصاف لدى عدد كبير منهم، وتجاوزوا التهجّم والتشويه المتعمّد للتاريخ الإسلامي[18]. لهذا أُلّفت أعداد كبيرة من المؤلّفات البريطانيّة التي درست التاريخ الإسلامي بشكل مقبول ومنصف، لا سيّما في مجال دراسة السيرة النبويّة التي تعرّضت للتشويه في الدراسات السابقة.

ويبدو أنّ ذلك التعامل المنصف مع التاريخ الإسلامي من قبل المستشرقين البريطانيّين كان جزاءً من النهضة الاستشراقيّة الأوروبيّة التي حدثت في تلك الحقبة[19]؛ والتي أثمرت إنشاء العديد من المراكز والمدارس المتخصّصة بالدراسات الإسلاميّة في العديد من العواصم الأوروبيّة في البلدان العربيّة، التي وقعت تحت الاستعمار الأوروبي في تلك الحقبة[20].

ومع ذلك لم تخل كتابات المستشرقين البريطانيّين من التعرّض السيّئ للتاريخ الإسلامي، وإن تغيّر أسلوب البعض منهم، من التهجّم الواضح إلى الدسّ والتّشكيك والتخيّل البعيد عن الواقع عند تحدّثهم عن التاريخ الإسلامي[21].

الألمانيّة

وتمثّلت الخطوات الأولى للاستشراق الألماني بتخصيص كراسٍ لتدريس اللغات الساميّة في جامعات ألمانيا وجمع المخطوطات الشرقيّة، إلّا أنّ قيام الإصلاح الديني[22] على يد مارتن لوثر (928هـ/ 1521م) كان له أثرٌ في تغيير تلك التوجّهات، التي تحدّدت بتركها العالم الديني والثقافي للكاثوليكيّة، وإزالتها ظواهر الطابع الثقافي المتّصل بالتوراة وبقراءته وبترجمته وبتفسيره في تشريعها الديني الخاصّ[23]؛ ممّا يعني تحرّر المنظومة العلميّة في ألمانيا نوعًا ما من توجيهات الكنيسة والحكّام في وقت مبكّر.

ويعتبر الباحثون المدرسة الألمانيّة أكثر نزاهة في التوجّه العلمي وجدّية في فهم التراث والتاريخ الإسلامي؛ إذ انفرد الاستشراق الألماني بميزات قد لا تتوافر لدى الاستشراق في البلدان الغربيّة؛ فالمستشرقون الألمان على الأغلب لم تسيطر عليهم مآرب سياسيّة ولم تستمر معهم أهداف التبشير طوال مسيرتهم في دراسة الشرق، ولم يتّصفوا بروح عدائيّة ضدّ الإسلام والحضارة الإسلاميّة العربيّة، بل اتّصفوا بحماسهم وحبهم للّغة العربيّة، وتعلّق قسم منهم بالأدب العربي والتراث الوسيط كقصص ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة[24] .

وعدّ بعض المتابعين ركون الاستشراق الألماني إلى إرث مناهج التحليل اللغوي الفيلولوجي Philologie))، وعقلانيّة التفسير والتأويل إلى جعل خطابه أقلّ تطرّفًا مقارنة بخطابات استشراقيّة أوروبيّة أخرى، وخصوصًا فيما يتعلّق بقضايا التراث والفكر العربي الإسلامي، وانعكس ذلك على علاقة الغرب بالإسلام، والتي يطرحها ويتداول شأنها بعض علماء المشرقيّات الألمان والمتخصّصين بقضايا العرب والإسلام طرحًا مختلفًا متجاوزين نسبيًّا الرؤية المركزيّة في الاستشراق المتطرّف (المسيّس)[25].

ثانيًا: أهمّ مقوّمات التعاون في المدارس الاستشراقيّة (إتقان اللغة العربيّة):

كانت محاولات المستشرقين لإتقان اللغة العربيّة أثره الواضح في التعاون فيما بينهم، وما أثمره من اطّلاع على التراث العربي والإسلامي، ومن ثمّ تحقيقه ونشره، وهذه مسألة لم تكن سهلة؛ إذ احتاجت إلى جهود كثير منهم لنشر المعاجم والقواميس ورصد الدراسات اللغويّة بالجامعات والمعاهد؛ لتتحقّق سبل هذا التعاون وتثمر خططه.

أدرك المستشرقون أهمّية اللغة العربيّة ووقفوا على أثرها في وحدة الأُمَّة الإسلاميَّة، وانطلاقًا من هذه الحقيقة توافد الكثير من المستشرقين على تعلّم العربيّة ودراستها ودراسة علاقتها بالإسلام، وكلّ ما يتّصل بها من قريب أو بعيد، فبحثوا في فقهها، وأصواتها، ولهجاتها، ونحوها، وصرفها، وأصولها، ومعاجمها، وأطوارها، وغزارتها، ومادّتها، وفلسفتها، وعلاقاتها باللغات الأخرى، وخاصّة اللغات الساميَّة، ومميّزاتها وعناصرها، وتاريخها، ونقوشها، وكلّ ما أنتجته هذه اللغة[26].

واعترف بعض المستشرقين بما بلغته اللغة العربيّة من مكانة سامقة؛ إذ يقول المستشرق والمؤرّخ والكاتب الفرنسي «إرنست رينان» (1823/ 1892م): «من أغرب المدهشات أن تثبت تلك اللغة.. وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أُمَّة من الرُّحَّل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقّة معانيها وحسن نظام مبانيها.. ولم يعرف لها في كلّ أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة، ولا نكاد نعلم من شأنها إلّا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى، ولا نعرف شبيهًا بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرّج وبقيت حافظة لكيانها من كلّ شائبة»[27]. بينما لم يفقه أنّ اللغة العربيّة لا تقتصر على كونها وسيلة تعبير كما تذهب إليه البحوث النظريّة في الغرب التي لا تفرّق بين لغة وأخرى؛ لأنّها كلّها وسائل تعبير وتواصل وتفاهم[28]. وإنَّما تتميَّز اللغة العربيّة بأنّها ذات مضامين علميَّة ومنهجيَّة وموضوعيَّة وحضاريَّة، وتميَّزت في ذلك كلّه بالبيان والسهولة والوضوح على الرغم مِمَّا قد يبدو من صعوبة تعلّمها في بادئ الأمر[29].

إذ كان من الطبيعي أن يلفت المستشرقون أنظارهم إلى دراسة اللغة العربيّة؛ ليدرسوا نشأتها وتطوّرها، ولا شك في أنّ كثيرًا منهم كانت تستهويه المقارنة بين المدارس اللغويّة؛ فذهب يبحث في العلاقة بين هذه المدارس، وعلاقة كلّ منها بالآخر، على نحو ما عمل المستشرق «هيتركس» وغيره. وأهمّ من ذلك أنّ الدراسات اللغويّة عند الغرب أخذت قيمة كبيرة، فهي حلقة مهمّة في سلسلة العلوم الإسلاميّة، وقد عدّها المستشرق قايس Weiss)) على درجة من الأهميّة لمن أراد أن يقوّم الحضارة الإسلاميّة، بل ذهب هذا المستشرق إلى أبعد من ذلك؛ فنوّه بأهميّتها التي تتجاوز دورها الكبير في تاريخ الدرس اللغوي بعامّة إلى مكانتها في دراسة تاريخ الفكر الإنساني على الإطلاق[30].

إنّ دراسة اللغة العربيّة هي الأساس الأوّل لدراسة الحضارة العربيّة والتعمّق في فهم العالم العربي والإسلامي؛ لذا انصّبت عناية الاستشراق على التراث الشرقي كلّه، قديمه وحديثه بوجه عام، وانكبّ المستشرقون بكلّ قواهم المادّيّة والمعنويّة على دراسة تراث الإسلام بأسره بوجه خاصّ؛ إذ هو الطريق الوحيد إلى فهم طبيعة روح الشرق وعقله الوثّاب، وعكف على البحث في تراث العرب بوجه عام[31].

والجدير بالملاحظة هو حرص المستشرقين وعنايتهم باللغة العربيّة، وهم ليسوا من أبنائها ولا يمتّون إليها بصلة، وقد يكون للبعض منهم مآرب استعماريّة، ولكن لم يكن هذا هو الغرض الأساسي فهنالك طائفة منهم خدموا اللغة العربيّة عن صدق وإخلاص بنشر آلاف الكتب بالعربيّة، وأفنى البعض منهم زهرة حياته في درسها[32]. وذلك من تلقاء نفسه دونما الاستعانة بخبراء اللغة العربيّة من المشارقة المتخصّصين في ذلك.

ويعدّ الدارسون الرائد الألماني الأوّل الذي أوقف نفسه على الدراسات العربيّة والإسلاميّة هو “يوهان ريسكة” (ت: 1774م)، لقد تعلّم اللغة العربيّة دون معونة من أحد، واشترى كلّ المؤلّفات العربيّة التي وصلت إليها يده بالرغم من فقره المدقع، وبدأ نشاطه العلمي بنشر المقامة السادسة والعشرين من مقامات الحريري (ت: 516هـ) بعد أن ترجمها إلى اللاتينيّة، ويعتبر هذا المستشرق المؤسّس الحقيقي لدراسة اللغة العربيّة في ألمانيا وأوروبا حتّى أطلق على نفسه “شهيد الأدب العربي”[33].

وازدهرت الدراسات الاستشراقيّة في ألمانيا بعد ريسكة بفضل إنشاء كراسٍ عديدة لتعلّم اللغة العربيّة في ألمانيا وازدياد المكتبات الشرقيّة التي اكتظّت بالآلاف من المخطوطات والمؤلّفات العربيّة النادرة، وإنشاء المطابع وتأسيس الجمعيّات[34].

وكان المستشرق “أوجست فيشر” (1865-1940م) شديد الاهتمام باللهجات العربيّة الحيّة، فأضاف بذلك إضافات مهمّة إلى الدراسات العربيّة، وقد صرف سنوات طوال من عمره لإنتاج معجمه العربي “المعجم التاريخي اللغوي” الذي لم يكتب له أن يرى النور[35].

ولقد كان النحو العربي في صورته التي وصلت إلينا عن النحاة القدامى الوسيلة المهيّأة لدرس اللّغة العربيّة لدى المستشرقين، وفي هذا يقول المستشرق “ألبرت ديتريس”: “وكانت عدّة المستشرق في تعلّم اللغة مجموعة من الكتب التي أخذت عن العرب طريقتهم وخضعت في الوقت نفسه لمنهج الغرب في دراسة اللغة، ولذا ورد المستشرقون حوضه وساروا على منهجه في تعلّم العربيّة وتعليمها، ويأتي في مقدّمة هذه الكتب كتاب “سوتسين” الذي استفاد فائدة كبرى من ألفيّة ابن مالك وشرحها لابن عقيل”.

وقد ترجموا إلى لغاتهم بعض كتب النحو، وحقّقوها ونشروها، فقد ترجم المستشرق الألماني “يان” (كتاب سيبويه) عام (1895م)، وترجم الألماني “ترومب” (شرح الأجروميّة) وقرّبه إلى القارئ الألماني ببعض الشروح الإضافيّة ونشره بعنوان: “مدخل إلى دراسة النحاة العرب”، ونشر “ديرنبورغ” كتاب سيبويه عام (1881م). وممّن ألّفوا كتبًا في النحو واللغة متأثرين تأثّرًا واضحًا بالنحاة العرب كلّ من “هاول”، و“راين”، وغيرهما.

بينما لم يعتمد المستشرقون على النحو العربي في تعلّم العربيّة؛ فلهم مدارسهم الخاصّة ومناهجهم المتميّزة في وصف العربيّة وتعلّمها، وهم يسيرون على خطا النحو العربي بغرض تعلّم العربيّة، ولعلّ من أبرز طرائفهم في تناول العربيّة ودراستها في ضوء مناهجهم في درس لغاتهم، وهم يستخدمون لهذا الغرض الأساليب الإحصائيّة في الوقوف على أظهر مفردات اللغة وأشهر تراكيبها النحويّة مع مقارنة ظواهرها بظواهر غيرها من اللغات، وبخاصّة اللغات السامية من حيث الأصوات وبناء الأفعال والأسماء وأصولها اللفظيّة والتركيبيّة، ولا شكّ في أنّ كثيرًا من جوانب هذه الدراسات الاستشراقيّة قد عادت على اللغة العربيّة بالنفع[36].

وألّف في اللغة العربيّة المستشرق الهولندي “رينهارت دوزي” الذي صنّف ما أسماه “تكملة المعاجم العربيّة”، ونقل بعضه إلى العربيّة عن الفرنسيّة محمّد سليم النعيمي، وقد حاول دوزي في هذا المعجم أن يعقّب على المعاجم العربيّة بذكر الكلمات التي لم ترد في المعجمات القديمة، وقد نشر معجمه عام (1881م)، ويعود الفضل لهذا المعجم في الكشف عن معاني مفردات لا نجدها في معجم معياريّ، كلسان العرب وغيره، ولا يعيب هذا المعجم أن كرّر ما قد نجده في المعجمات المعياريّة، وحسبه أن أصّل كثيرًا من المفردات بردّها إلى اللغات التي أخذت منها، وبيّن التحويرات اللفظيّة والمعنويّة التي طرأت عليها. ومن الجهود التي بذلت في ميدان المعجم العربي ما عكف عليه فريق من المستشرقين الألمان، ومن بينهم “أنطون سبينالر”، و ”ديتريش فيشر”، و ”منفريد أولمان”، و ”هملون جيتيه”، لإصدار معجم اللغة العربيّة الفصحى سنة (1970م)، وقد سعى هذا المنهج إلى توضيح معاني الألفاظ من خلال سياقاتها في الجمل[37].

ومن المستشرقين أيضًا “إدوارد لين” صاحب المعجم الكبير المنسوب إليه لشرح المواد العربيّة باللغة الإنجليزيّة شرحًا موسّعًا يعتمد عليه ويستفيد منه الكثير من علماء اللغة العربيّة والنحو، وقد طبعت ثلاثة أجزاء من أجزائه التسعة بعد وفاته[38].

وقام الاستشراق بإدخال تدريس لهجات العرب المختلفة في مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم، وأسند تدريبها في أوّل الأمر إلى أبناء الغرب أنفسهم أمثال “ميخائيل الصبّاغ” ثم أخذ علماؤه في دراسة لهجات العربي المتعدّدة وإخراج مؤلّفاتهم فيها[39].

وقد ظهر مع الاهتمام باللهجات ما عرف باسم الجغرافيا اللغويّة أو اللغويّات الجغرافيّة، فقد نشر أوّل أطلس لغوي ألّفه “جليرون وأدموند” اسمه (الأطلس اللغوي لفرنسا)، عام (1902 – 1920م) (Atlas linguistique de la france)، وقد جاءت الدراسة الجغرافيّة للهجات في بلاد الشام مزامنة لذلك الأطلس الفرنسي، فقد نشر المستشرق الألماني بحثه “الأطلس اللغوي لسوريا وفلسطين” عام (1915م) بعنوان:

“Sprachatlas von syrien and palastina, ZDPV 23, (1915)”.

أمّا الدراسات الصرفيّة الاستشراقيّة فقد جاءت في كثير من الأحيان مصحوبة بالمقارنة بين بنية الكلمة العربيّة وما يناظرها في اللغات الساميّة الأخرى، وبحثوا ذلك في دراسات جزئيّة، أو ضمن كتب شاملة، تكون الأبواب الأولى فيها للأصوات ثمّ للكلمات ثمّ للجمل، وفي مبحث الكلمات يتحدّثون عن الصيغ الصرفيّة والأوزان الفعليّة والاسميّة والمصادر وما سوى ذلك من مباحث صرفيّة.

ومن المستشرقين الذين لهم كتب تحدّثت عن اللغة العربيّة وعن اللغات الساميّة، ذلك السفر الجليل الذي صنعه “كارل بروكلمان” وقد أفاض في المجلّد الأول منه في مسائل الصرف، وقد أسماه: “الأساس في النحو المقارنة للغات الساميّة”[40]. ويذكر بروكلمان: “هنالك فوائد كثيرة تعود على الدرس اللغوي من معرفة الدارس باللغات الساميّة، فإنّه فضلًا عمّا تفيده هذه المعرفة في الإلمام بتاريخ الشعوب الساميّة وحضارتها وديانتها وعاداتها وتقاليدها، تؤدّي مقارنة هذه اللغات باللغة العربيّة إلى استنتاج أحكام لغويّة، لم نكن نصل إليها، لو اقتصرت دراستنا على العربيّة فحسب، ونفسّر بهذا الأمر سرّ تقدّم المستشرقين في دراساتهم للّغة العربيّة ووصولهم فيها إلى أحكام لم يسبقوا إليها، لأنّهم لا يدرسون العربيّة في داخل العربيّة وحدها، بل يدرسونها في إطار اللغات الساميّة على المنهج المقارن”[41].

ومن المهتمّين بالدراسات اللغويَّة العربيّة المستشرق “ويهان فاك”، وكتابه (العربيّة دراسات في اللغة واللهجات والأساليب)؛ وفيه اهتمّ بدراسة العلاقة بين الإسلام واللغة العربيّة، ودرس خصائصها وارتباطها بالقرآن الكريم، وتطوّرها بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، وحياتها في العهد الأموي، وأطوارها في العهد العباسي، وسيطرتها على العالم الأدبي والعلمي والفكري، ولهجاتها وفصاحتها”. والمستشرق “إسرائيل ولفنسون”، وكتابه (تاريخ اللغات الساميّة) وقد بحث فيه عن اللغة العربيّة ومنزلتها بين اللغات الساميّة الأخرى، ثُمَّ في اللهجات العربيّة البائدة واللهجات العربيّة الباقية، مشيرًا إلى المنهج العلمي لعلماء الاستشراق في دراستهم للغة العربيّة وما يتعلّق بها. و ”هنري فليش”، وكتابه (العربيّة الفصحى)، وفيه درس اللغة العربيّة بإسهاب، من جوانبها الصوتيَّة والصرفيَّة والاشتقاقيَّة. والمستشرق “يوسف جبرا”، وكتابه تاريخ دراسة اللغة العربيّة بأوروبا، بحث في تاريخ دراسة العربيّة بأوروبا قديمًا وحديثًا، واهتمام علماء الاستشراق بها ومتعلّقاتها[42].

وتوافر المستشرقون على “المعجم العربي كشفًا وتحقيقًا ونشرًا، ودراسة”، من مختلف الجنسيّات الإنجليزيّة والأوروبيّة والأمريكيّة والروسيّة، وبذلوا جهودًا كبيرة في خدمة المعجم العربي في مجال التحقيق والترجمة والنشر. ومنهم: “ماثيو لمسدن”: نشر (القاموس المحيط، لمجد الدين الفيروز آبادي، ت: 817هـ). و ”إدوارد وليام لين”، له (مدّ القاموس، معجم عربي إنجليزي)، وقد ضمن مقدّمته وصفًا لعدد غير قليل من المعاجم العربيّة القديمة جاء في الإيجاز والإفادة. والمستشرق “وليام رايت”، له (جرزة الحاطب وتحفة الطالب)، وهو اسم مجموعة تحتوي على: (صفة السرج واللجام)، (وصفة السحاب والغيث، لابن دريد ت321هـ)، و (تلقيب القوافي لابن كيسان ت229هـ). والمستشرق “فريتس كرانكو”، له (بواكير المعاجم العربيّة حتّى عصر الجوهري)، ونشر (المأثور فيما اتفق لفظه واختلف معناه). والمستشرق “آرثر ج. أربري”، نشر (تمام الفصيح، لابن فارس ت395هـ)[43].

ومن المسشرقين من شارك في المجمعات اللغويّة العربيّة في كلّ من مصر ودمشق وبغداد وغيرها، كما سيأتي ذكره على نحو خاصّ، وأسهم بجهوده في خدمة تلك المجامع[44]، وتسلَّلَ بعض المستشرقين في هذه المجمعات لنفث سمومه وقوادحه في اللغة العربيّة من خلال دراساته وآرائه التي يسهم بها في أعمال تلك المجمعات.

وبعد هذا العرض المطوّل لإنجازات المستشرقين في حقل اللغة العربيّة والعلوم المتّصلة بها، إلّا أنّ هنالك سؤالًا جوهريًّا مهمًّا: هل كان لدى المستشرقين فقه للّغة العربيّة، ساهم في فهم النصوص العربيّة بكلّ موضوعاتها؟!.

إذ إنَّ الاعتراف بأنّهم كانوا على معرفة بذلك معرفة تامّة أحد أهمّ الدلالات على صحّة ما نشروه من آراء حول التاريخ والتراث العربي والإسلامي، ودلالة على صحّة دراساتهم وأفكارهم أيضًا[45]. خاصة أنَّ أغلب المادّة التي نقلها الباحثون العرب عن المستشرقين منقولة تباعًا عن بعضهم بعضًا من المراجع التي ترجمت للمستشرقين وأعمالهم، وما ذكر عنهم تعلّم اللغة العربيّة، وإتقانهم لها أمر منقول أيضًا غير صحيح ثبوته من باحثين وقفوا على أصول الترجمات التي قاموا بنشرها للنصوص العربيّة، ولعلّ تساؤلًا مهمًّا موجّهًا قد يطرح نفسه ابتداءً على أحد المستشرقين: ما الذي فهمته من هذا النصّ، وما هو مدى فقهك له وعلمك بتفسيراته الصحيحة؟. وحتّى إذا فرض أنّك قد اطّلعت على الدراسات التفاسير والشروح العربيّة لهذه النصوص فكيف السبيل لك لفهمها، حتّى تدلف آراءك ونظريّاتك؟!. حقًّا إنّها مسألة شائكة وشاقّة، تحتاج إلى تمعّن فيما وقف عليه المستشرقون لفقه اللغة لديهم، هل هو صحيح أم غير ذلك؟.

لقد اعتنى المستشرقون باللغة العربيّة وأتقنوها، ومنهم من تولّى تدريسها في الجامعات الأوروبيّة، وهذا هو الوارد في تراجمهم، ولكنّ إتقان فهمها، هذه مسألة تحتاج إلى بحث ودراسة وجهد ووقت كبيرين؛ للوقوف على الحقيقة الحقّة في هذا الموضوع، دونما إنكار لجهودهم في الترجمة للتراث العربي المخطوط ونشره، فضلًا عن التأليف والبحث فيه. فالمقصد بحث مسألة محدّدة حول فهم المستشرقين للنصوص، وخاصّة القران الكريم والسيرة النبويّة، وهما أكثر الحقول التي اتّهم فيها كثير من المستشرقين من المشارقة والعكس، إذ تناوبوا على ذكر الأخطاء والافتراءات، وإن كان ذلك صحيحًا أيضًا، فإنّ واقع الأمر مرجعه إلى عدم فقه المستشرقين للغة العربيّة، ومكابرتهم الدائمة على فهمها، وهو ما ليس بصحيح.

كما أنّ التقارير المنشورة عن المستشرقين بشأن كتاباتهم عن الدين الإسلامي بأنّها الترجمة الكتابيّة لما يحملون في قلوبهم من كره وحقد على الإسلام، وتحميل كلّ ذلك من خلال كتاباتهم عن الإسلام بأنّها مملوءة بالدسّ والتحريف والزيف والافتراءات الملفّقة على الرسول عليه الصلاة والسلام والتاريخ الإسلامي، هو أمر في غاية الغرابة؛ إذ كيف يكون لدى المستشرق فهم لنصوص السيرة النبويّة؟ بل وكيف يفقه نصوص القرآن الكريم وآياته الكريمة؟، وإذا كان أصحاب اللغة أنفسهم قد يحتاجون إلى تفسير لغوي وشرح للألفاظ والمعاني، فما بال من هم ليسوا أصحاب اللغة في الأساس.

إنّني أعتقد أنّ مرجع المسألة برمّتها إلى التقرير بأنّ المستشرقين لم يكونوا على فقه باللغة العربيّة رغم دراستهم لها وإصدارهم العديد من المؤلّفات والمعاجم والبحوث حولها، وما أشيع بأنّهم كانوا على غير ذلك، كان من الدعاية التي تبنّتها مدارس الاستشراق؛ للتدليل على صحّة ما يعتقدونه من مسائل تجاه التاريخ الإسلامي وتراثه. ويتأكّد ذلك فيما يستخلصه البروفيسور محمّد بركات البيلي في بحثه القيّم عن: “الخلفيّة التاريخيّة للاستشراق ومنهجه في كتابة التاريخ الاسلامي، الذي يقرّر فيه: أنّ “تاريخ الاستشراق هو نفسه تاريخ المسألة الإسلاميّة لدى الأوروبيّين، والتي تعني كيفيّة تصدّيهم للتيّار الإسلامي”[46].

ولم يكن في وسع المستشرقين سوى الترويج أنّهم أوسع فهمًا وأكثر دقّة من أصحاب اللغة العربيّة أنفسهم؛ حتّى بدأوا في نقد اللغة العربيّة، وتحميلها دون قصد منهم إشكاليّات، هي تمثّل بالنسبة للمشارقة شبهات على اللغة العربيّة، وتمثّل لدى المستشرقين إشكاليّات لا يستطيعوا -معها- التعامل مع اللغة العربيّة.

ومن أهمّ هذه الإشكاليّات من وجهة نظرهم -وشبهات من وجهة النظر الباحثين في اللغة العربيّة من المشارقة- قول المستشرقين بـ:

ـ قصور اللغة العربيّة عن التطوّر الحضاري وعجزها العلمي.

ـ صعوبة نطقها وصعوبة كتابتها.

ـ ارتفاع مستواها عن فهم الناس.

ـ التفاوت فيها بين طريقة النطق وطريقة الكتابة[47].

وهذه اعترافات أكيدة منهم بعدم فقههم للغة العربيّة، وقد عبّرت من ناحية أخرى عمّا كانوا يروّجون له، وهو ما جعل فريقين من المستشرقين: الأوّل: يمدح بعضه بعضًا بفقههم للغة العربيّة ودقّتهم فيها ودراستهم لها، وبعض المشارقة ينقل ذلك عنهم دونما وعيّ للمقاصد الحقيقيّة لحملة الترويج هذه. والثاني: يعاني من كلّ ذلك. فكلا الطرفين من المستشرقين يفضح عوار كلّ منهما الآخر.

وابتداء فإنّ الردّ على رمي المستشرقين للّغة العربيّة بتهمة القصور وعدم الكفاية العلميَّة يحسبها المشارقة تهمة لا تتّفق مع حقيقة اللغة العربيّة؛ إذ “إنَّها لغة حيَّة عمليَّة لها طاقة هائلة على استيعاب المعاني الغزيرة في الكلمات القليلة”[48]. وهو مما لا يستطيع المستشرقون معرفته أو فقهه. وكيف ذلك “ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلّمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرُ نبيٍّ، كما ذكر الإمام الشافعي[49].

وزاد من وضوح الأمر أنّ بعض المستشرقين القائلين بهذه الإشكاليّات، بذلوا جهودًا واسعة لأجل أن تكون هذه من المسلّمات -أو هذه الشبهات من وجهة نظر المشارقة-، ولذلك انتقلوا من مناقشتها في أساسها والبحث العلمي فيها إلى طرح أساليب ووسائل أخرى للخروج بالعربيّة من تلك الأزمات التي اختلقوها وفق اعتقادهم، ومجمل تلك الوسائل والأساليب: كتابة اللغة العربيّة أو العاميَّة بالحرف اللّاتيني، الدعوة إلى العاميَّة، وتقعيدها، إهمال الإعراب، الدعوة إلى تطوير اللغة والتصرّف فيها.

وعلى الرغم من جدّية الدراسات والبحوث والأعمال التي تصدّى لها أعداد كبيرة من المستشرقين -التي تمّت الإشارة إليها-، ومهما يكن لها من إيجابيّات، فإنَّهم في محاولة لتأكيد فهمهم للّغة العربيّة أشاعوا عدداً من الشبهات التي حاولت أن تحيق باللّغة العربيّة، وكادت أن تقتلها بتضافر تلك الدراسات الاستشراقيّة مع الخطط الاستعماريّة والتنصيريَّة والتغريبيَّة[50]، والتي جنّدت أفرادًا من المستشرقين لإشاعة تلك الشبهات على أنَّها مِمَّا يعوق تطوّر اللغة العربيّة، وبالتالي فإنَّها عوائق في مسيرة العرب الحضاريَّة. ومن ذلك ما قاله المستشرق “لورد دوفرين” (أوفريدريك هاملتون) في تقرير وضعه عام (1882م): “إنَّ أمل التقدّم ضعيف في مصر طالما أنّ العامَّة تتعلّم الفصحى العربيّة[51].

ولتحقيق تلك السياسات الرامية “لزعزعة مكانة اللغة العربيّة ومكانة موروثها الذي يحتفظ بمقوّمات المجد الأصيل، ويدّخر للأجيال صورًا مشرقة من تاريخهم، التي يطمع الغربيّون في طمسها، وكان من المستحيل التفكير في إحلال أيّ لغة أجنبيَّة أو تشجيعها، ولكنّه من المعقول في رأيهم التفكير في اللغات العاميَّة العربيّة وإعطاؤها فرصة للظهور على مسرح الحياة الثقافيّة والفكريّة، ومن هذا الأمل في نفوسهم بدأت انطلاقة العاميَّة الأولى، لذلك فُتحَتْ المدارس المتخصّصة المتشعّبة عن الدراسات الاستشراقيّة في أكثر من بلد غربي لدراسة العاميّات الدارجة في شعوب العالم الإسلامي بعامّة والبلاد العربيّة بخاصّة، وركّزوا برامج تلك المدارس على التفقّه في العاميّات خاصّة، واستمرّوا على هذا الحال حتَّى أصّلوا دراستها في نفوس عدد كبير من العرب الذين أخذوا مبدأ الاهتمام بالعاميّات على أنَّه ثقافات إقليميّة، وبدأوا بنشرها في بلادهم على الطريقة والمنهج الذي سارت عليه مدارس الاستشراق سواء بسواء[52].

أمَّا اعتراف المستشرقين بأنّ اللغة العربيّة حافظت على تراث الإنسان وعملت على نشره، فإنَّ ذلك جزءٌ من الحقيقة، وجزؤها الآخر هو ما أسهمت به اللغة العربيّة من صنع الحضارة الحديثة في مختلف مجالاتها، وما أضافت من ابتكارات علميَّة ومنهجيَّة، إضافة لتلك الوحدة السلميَّة الفذَّة بين شعوب المعمورة التي عبَّرَت عنها المستشرقة الألمانيّة “زيغريد هونكة” بقولها: “إنَّ كلّ الشعوب التي حكمها العرب اتّحدت بفضل اللغة العربيّة والدين الإسلامي، بتأثير قوّة الشخصية العربيّة من ناحية، وتأثير الروح الإسلاميَّة الفذَّة من ناحية أخرى، في وحدة ثقافيّة ذات تماسك عظيم”[53]. وهذا كلام عام ليس فيه إشكال.

وقد ساهمت عضويّة المستشرقين بالمجامع العلميّة واللغويّة في تقريبهم إلى المتعلّمين والدارسين من أبناء الأمّة الإسلاميّة، كما ساهمت في تيسير اتصالهم بالعلماء المسلمين والتعرّف على الفكر الإسلامي عن قرب.

وتكمن خطورة العضويّة المجمعيّة للمستشرقين في إمكانيّة أن يعدّها بعض الباحثين دلالة على صحّة دراساتهم وأفكارهم.

والتساؤل الذي يفرض نفسه علينا هنا هو كيف تمكّن المستشرقون من اكتساب تلك العضويّة المجمعيّة؟ ألم يتنبّه مفكّرو العصر إلى أنّ تلك العضويّة منفذ سهل من خلاله تسرّب الفكر الاستشراقي إلى أبناء الأمّة الإسلاميّة؟!.

ولبعض الباحثين آراء حول هذا التساؤل، ترى الدراسة ضرورة عرضها لما فيها من نظرة صائبة منها: الرأي الأوّل يرجع السبب في تلك العضويّة المجمعيّة للمستشرقين إلى كونها نتيجة لاتجاه النهضة الحديثة في العالم العربي، ممّا دفع القيادة الفكريّة في العالم العربي والإسلامي إلى تطعيم مؤسّساتها الفكريّة العربيّة بعناصر استشراقيّة، ورفدها بأفكار ومناهج ودراسات أجنبيّة، بزعم أنّها تواكب التطوّر المنهجي والتقدّم العلمي الحديث، ويمكن أن نسمّيها عقدة الدول المتحضّرة لدى الدول النامية، وكانت هذه الرغبة قد صادفت رغبات قويّة لدى العالم الغربي بابتعاث خبرات فكريّة إلى الشرق العربي والإسلامي بدوافع الاستعمار، تحت شعار تبادل المعرفة وإشاعتها لمصلحة الإنسان في أيّ مكان[54].

بينما أرجع الباحث الثاني الإجابة الصحيحة إلى المسؤولين عن هذه المؤسّسات الذين سمحوا للمستشرقين بالدخول واكتساب شرف العضويّة[55].

وترى الدراسة أنّ وجود المستشرقين في المجامع العضويّة يعود إلى الدور الذي لعبه أتباع الاستعمار الذين يعملون دائمًا على تجميل دور الغرب في التقدّم العلمي.

ويبلغ عدد المستشرقين الأعضاء في مجمع دمشق حوالي ستين عضوًّا، وفي مجمع القاهرة ثلثهم، وقريبًا من ذلك في مجمع بغداد[56].

ومن المستشرقين الذين اكتسبوا العضويّة المجمعيّة “أربري، ونيكلسون”، في المجمع اللغوي بالقاهرة[57]، بينما نال “مرجليوث” و”هاملتون جب” عضويّة المجمع اللغوي المصري والمجمع العلمي العربي بدمشق في آن[58]، وكذا “ألفرد جيوم” نال عضويّة المجمعين: المجمع العلمي بدمشق، والمجمع العلمي في بغداد[59].

ثالثًا: التعاون العلمي على تحقيق ونشر المكتبة التراثيّة الأندلسيّة:

ونشر المستشرقون من المكتبة العربيّة الأندلسيّة؛ تحقيقات وترجمات، وبحوثًا ودراسات؛ لأوّل مرة على أيديهم؛ ومثال ذلك كتاب “البيان المغرب في أخبار الأندلس المغرب لابن عذاري”[60]، نشره لأوّل مرة المستشرق الهولندي رينهارت دوزي[61] REINHART DOZY)) (1820-1883م)، في جزأين، وصدّره بمقدّمة فرنسيّة، وذيّله بمعجم، وحقّقه على مخطوط بالأسكوريال، (ليدن، 1848م)[62]. وترجمه إلى الإسبانيّة المستشرق الإسباني فرانشيسكو فرناندث إي جونثالث (ولد، 1833م)، (غرناطة، 1862م)[63]. ونقله إلى الفرنسيّة واستدرك عليه المستشرق الفرنسي فانيان ( (Fagnan(1846-1931م)، (جزأين، الجزائر، 1901م)، ثم صحّحه ليفي برفنسال وكولين، ونشر ليفي بروفنسال الجزء الثالث منه، (باريس، 1932م، ليدن، 1934م)[64]. وترجم الأجزاء: الأوّل والثاني والرابع منه إلى الإسبانيّة المستشرق الإسباني أمبروسيو أويثي (Ambrosio Huici)، (تطوان، المغرب، 1952م)[65].

ونُشر لأوّل مرة كتاب “فتوح شمال أفريقيا والأندلس، لابن عبد الحكم (ت: 257هـ)”، نشره المستشرق جاتو (1902-1949م)، Gateau، مع مصادره العربيّة، متنًا وترجمة فرنسيّة، (كرّاسات تونس، 1931–1939م)، ثمّ أعاد طبعه بعد تحقيق النصّ العربي على مخطوط مكتبة المتحف البريطاني، وتنقيح الترجمة ودراسته دراسة نقديّة، وتعليق الحواشي عليه، في (باريس، 1948م)[66].

لقد أثمر التعاون بينهم على اختلاف انتماءاتهم وأجناسهم، في نشر العديد من الدراسات الأندلسيّة ما بين بحوث وتحقيق للتراث؛ فتعاونوا على نشر عيون التراث العربي والإسلامي بالأندلس، مثل: “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للمقري”، وكتاب “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للأدريسي”، وكتاب “رايات المبرّزين وشارات المميّزين، لابن سعيد المغربي”. هذا فضلًا عن تعاونهم على نشر الدراسات التاريخيّة والأدبيّة، مثل: “تاريخ العرب السياسي والأدبي في الأندلس”، و“وقعة الزلاقة”، و “النصارى تحت حكم المسلمين”، وغيرها. هذا بالإضافة إلى التعاون على نشر الدراسات اللغويّة، مثل: “اللهجة العربيّة الإسبانيّة والمغربيّة”.

ويمثّل ليفي بروفنسال (Levi-Provencal) أبرز المستشرقين الفرنسيّين الذين تعاون معه عدد لا بأس به من المستشرقين على اختلاف مدارسهم الاستشراقيّة: الألمانيّة، والإنجليزيّة، والهولنديّة.

ومن صور هذا التعاون يبرز تعاون ثلاثي: فرنسي ألماني إنجليزي في نشر التراث العربي والإسلامي بالأندلس. فبمعاونة المستشرق الفرنسي “جوستاف ديجا” (دوجا) GUSTAVE DUGAT)) (1824-1894م)[67]، والمستشرق الألماني “إيمون كريل”، والمستشرق الإنجليزي “وليم رايت”، نشر ليفي بروفنسال Levi-Provencal)) كتابًا من أقدم الكتب الأندلسيّة، وموسوعة تاريخيّة مهمّة في دراسة التاريخ والأدب والجغرافيا الخاصّة بالأندلس، هو كتاب: “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، للمقري[68]، المتوفّى 758هـ/ 1357م”، الجزأين، الأوّل والثاني، “1876 صفحة”، ليدن 1855م، بمقدّمة فرنسيّة ضافية في ترجمة المؤلّف وقيمة كتابه[69]. وقد تحدّث الجزء الأوّل: عن الأندلس والمدن الأندلسيّة وسكّانها، ووصف مناخها وتوضيح مساحتها وتحديد أراضيها وأوّل من سكنها، ووصف سكان الأندلس وحبّهم للعلم والأدب وسلوكيّاتهم وخصوصيّاتهم الاجتماعيّة، والشأو البعيد الذي بلغوه في مجال العلوم والآداب. والجزء الآخر عن أخبار الوزير ابن الخطيب. وقد اعتمد المقري في كتابه على مصادر لم يصلنا منها سوى القليل كالمغرب لابن سعيد، ومطمح الأنفس لابن خاقان.

كما تجلّى التعاون في تحقيق التراث الأندلسي ونشره بين ليفي بروفنسال (Levi-Provencal) والمستشرق الهولندي دي خويه[70] (MICHAEL JAN DE GOEJE)، في نشر كتاب: “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للأدريسي[71] المتوفّى 405هـ/ 1015م”، صاحب أشهر كتاب في الجغرافيا، (طبع في ليدن، 1866م)[72]. ويعتبر هذا الكتاب موسوعة جغرافيّة للعالم في القرن الثاني عشر، ألَفه للملك روجر الثاني (Roger) بناء على طلبه، عندما كان نازلًا عليه بصقلية بعد خروج صقلية من إمارة مالقة[73]. وقد رصد المستشرقون جهدهم في إخراج هذا السفر العظيم في بابه لما ضمّنه الإدريسي من كلّ ما عرفه الأقدمون من معلومات سليمة، وأضاف إليها ما اكتسبه هو، وما رآه ورصده في رحلاتهِ واختباراتهِ؛ فلم يكن الإدريسي جغرافيًّا، خرائطيًّا -فقط- وإنّما كان مع ذلك عالمًا متعدّد المعارف والمهارات، تذكر له مشاركة في كثير من فروع العلم الأخرى، كالصيدلة، والطب، والنباتات، كما كان أديبًا جيّد الأدب، شاعرًا، وقد ظلّ كتابه مرجعًا مهمًّا لعلماء أوروبا[74].

وتميّز في هذا المجال التعاون بين بروفنسال والمستشرقين الإسبان بشكل خاصّ، وأهمّ أوجه ذلك التعاون كان مع المستشرق الإسباني أميليو جارثيا جوميث؛ الذي نشر بمعاونته: “رسالة لابن عبدون: إشبيلية في القرن الثاني عشر”. (مدريد، 1948م)[75].

وبمعاونة جوميث أيضًا نشر بروفنسال: “نصوص غير منشورة من المقتبس لابن حيّان[76] المتوفّى (469هـ/ 1076م)”، (مجلّة الأندلس، العدد: 19، 1954م)[77].

وكان تعاون المستشرقين مع بعضهم البعض في نشر عيون التراث العربي والإسلامي تعاونًا مثمرًا مشتركًا، فكما نشر بروفنسال العديد من دراساته بمعاونة غيره من المستشرقين، فنجده يتعاون أيضًا في نشر أعمالهم، ومن ذلك التناوب في معاونة إميليو جارثيا جوميث (Garcia Goez)، الذي نشر بمعاونة ليفي بروفنسال: “رايات المبرّزين وشارات المميّزين، لابن سعيد المغربي”، (مدريد، 1942م)[78]. وأيضًا: “عبد الرحمن الناصر، لمؤلّف مجهول”، (مدريد، 1950م)[79].

كما كان هنالك تعاون بين أبناء المدرسة الاستشراقيّة الواحدة، وقد تجلّى ذلك في تعاون ليفي بروفنسال (Levi-Provencal) مع المستشرق الفرنسي جورج كولين[80] Georges Séraphin Colin))، ولد (1893م)؛ نشر بروفنسال بمعاونته: “البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري المراكشي[81]، المتوفّى (نحو 695هـ/ 1295م)”، (طبعة جديدة، ليدن، 1948 – 1951م)[82].

على أنّ أهمّ تعاون كان بين المستشرقين الإسبان في نشر المكتبة التراثيّة الأندلسيّة؛ فقد تجلّى ذلك بين كلّ من فرانشيسكو كوديرا أي ثيدين والمستشرق ريبيرا إي طراجو؛ اللذين تعاونا على نشر: “المكتبة العربيّة الإسبانيّة”، في عشرة أجزاء، (مدريد – سرقسطة، 1883- 1895م)[83].

رابعًا: نشر التاريخ السياسي والأدبي للأندلس

أمّا التاريخ السياسي والأدبي للأندلس فقد تجلّت صور التعاون على نشره بين المدرسة الهولنديّة والمدرسة الألمانيّة؛ فيما تعاون عليه المستشرق الألماني مرقس يوسف موللر (Muller, M.J.) مع المستشرق الهولندي دوزي، الذي عاونه في نشر “تاريخ العرب السياسي والأدبي في الأندلس”، (ميونيخ، 1865م)[84].

ووجد المستشرقون التعاون أمرًا مهمًّا وضروريًّا في مزيد من نشر دراسات عن تاريخ العرب السياسي والأدبي بالأندلس. كما نجد حرصًا شديدًا على تحقيق ذلك الهدف بين المستشرقين مبكّرًا على التعاون فيما يخصّ ذلك، فنشر بروفنسال بمعاونة المسشترق الألماني مرقص يوسف موللر: “التاريخ السياسي والأدبى في الأندلس”، (ميونيخ، 1866م)[85].

كما نشر جونثالث بالنثيه (Gonzalez Palencia) بمعاونة أورتادو: “تاريخ الأدب الإسباني”، (طـ5، مدريد، 1943م)[86].

وفيما يتعلّق بتاريخ الخلفاء الأمويين بالأندلس، تعاون المستشرق الإسباني أميليو جارثيا جوميث مع بروفنسال، الذي اضطلع بنشر تاريخ لأحد خلفاء الأمويّين بالأندلس، تحت عنوان: “تاريخ غُفل لعبد الرحمن الثالث الناصر[87] المتوفّى (355هـ/ 961م)”، (منشورات معهد ميجل آسين بلاثيوس، مدريد، غرناطة، 1950م)[88].

واهتمّ المستشرقون بالتدقيق في نشر المعارك الحربيّة الكبرى للمسلمين، فانضمّ إلى قائمة المتعاونين في ذلك مع المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال (Levi-Provencal) من المستشرقين الإسبان، كلّ من: الأراكون (1880-1932م)[89] (alarcun y . Santon)، بالإضافة إلى معاونة أميليو جارثيا جوميث، فنشر هذا الثلاثي دراسة بعنوان:”وقعة الزلّاقة”[90]، (مجلّة الأندلس[91]، العدد: 15، 1950م)[92].

 وتجلّى الاهتمام والعناية بنشر الدراسات الخاصّة بالمغرب الإسلامي فيما يخصّ الحياة الفكريّة، فنشر المستشرق جورج كولين (Georges Séraphin Colin) بمعاونة ليفي - بروفنسال: (حياة المغرب الفكريّة، دائرة المعارف الإسلاميّة 1930م)[93].

وتعاون المستشرقون على نشر أعمال تاريخيّة موسّعة، ومن صور ذلك التعاون بين المستشرقين الإسبان كان حول دراسة موضوع حكم المسلمين لمن كان تحت أيديهم من النصارى، وفيه نشر المستشرقون الإسبان؛ المستشرق جونثالث بالنثيه (Gonzalez Palencia) والمستشرق الأراكون (1880-1932م) (alarcun y. Santon)، الذي نشر بمعاونته، كتابًا كبيرًا، في أربعة مجلّدات، تحت عنوان: “النصارى تحت حكم المسلمين”، (مدريد، 1926 – 1930م)[94].

سابعًا: التعاون في نشر الدراسات اللغويّة الأندلسيّة

وفي مجال الدراسات اللغويّة تجلّت صور التعاون بين المستشرقين فيما يتعلّق باللهجات العربيّة الإسبانيّة والغربيّة في تعاون بروفنسال Levi-Provencal)) مع المستشرق جورج سافن كولين (Colin, G.S) في نشر دراساته، ومنها: “اللهجة العربيّة الإسبانيّة والمغربيّة”، (مجلّة هسبيريس، 1930م)[95].

وفي مجال اللغة العربيّة كان التعاون بين المستشرقين الآباء، ومن صور ذلك ما نشره الأب فرانشيسكو سيمونت (1829-1897م)، بمعاونة لرخندي: “منتخبات عربيّة إسبانيّة، مع قواعد العربيّة الفصحى”، (غرناطة، 1882م)[96].

خامسًا: موضوعات الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة

وفي موضوعات الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة تعاون بروفنسال (Levi-Provencal) مع المستشرق جورج سافن كولين (Colin, G.S) في نشر كتاب “آداب الحسبة، لابن عبد الله السقطي المالقي”[97]، (مطبعة إرنست لورو، باريس، 1931م)، وطبعته مطبوعات معهد العلوم العليا المغربيّة، (الجزء 21)، ثمّ (دار الحديث، 1407هـ، بتحقيق ومراجعة: د. حسن الزين[98].

 

خاتمة

إنّ موضوع التعاون بين المستشرقين يستحقّ الدراسة والبحث في جوانبه المتعدّدة؛ نظرًا لأهميّته فيما يخصّ الجانب العلمي والبحثي، وما ينتج عنه من تحقيقات ودراسات ذات قيمة علميّة وفكريّة، بغضّ النظر عن خلفيّاتها وأهدافها.

إنّ نماذج تعاون المستشرقين مع بعضهم البعض في تحقيق وترجمة ونشر المكتبة الأندلسيّة وموضوعاتها أو نشر بحوث ودراسات حولها كثيرة، فيما أبانه هذا البحث يمكن أن تكون في إطارها العام موضوعًا يصلح كرسالة ماجستير أو دكتوراه، إذ تحتاج إلى جهود كبيرة في إخراجها، مع دقّة تحديد صور هذا التعاون، الذي تباين بينهم في المراجعة، والتحقيق، والترجمة، والنشر.

لقد تفهّمت الأوساط العلميّة مقاصد هذا التعاون فيما بين المستشرقين، الذي كان له أهداف مبطّنة حول توحيد المفاهيم والمقاصد في التدليس والتزييف، الذي أحدثوه على التراث الإسلامي.

إنّ المستشرقين، وإن كان لهم سبق إخراج العديد من المؤلّفات ونشرت بأسمائهم كمحقّقين لها، إلّا أنهم كانوا أحزابًا، ظهرت سمة التعاون كمعبر صحيح في البحث العلمي في الظاهر، بينما كان ذلك لتغليف نواياهم السيّئة في كثير من الأحيان.

 إنّ هذه الأعمال التي تصدّت لها مجموعات أو فرق من الباحثين كانت جزءًا من محاولات “تغريب الفكر الإسلامي”، و “يقصد بذلك تغريب العلوم الإسلاميّة من: “فلسفة”، و “منطق”، و “طب”، وغيرها لصالح الحضارة الغربيّة؛ بمعنى اقتناء هذه العلوم وترجمتها والاستفادة منها ومراجعتها والإضافة إليها، بل وسرقتها؛ وهو ما عني به الاستشراق في مرحلة متقدّمة من مراحل تاريخه”([99])؛ في محاولة إلى «خلق عقليّة جديدة تعتمد على تصوّرات الفكر الغربي ومقاييسه، ثمّ تحاكم الفكر الإسلامي من خلال هذه التصوّرات وتلك المقاييس؛ بهدف تسييد الحضارة الغربيّة على غيرها»([100])؛ لا سيّما الحضارة الإسلاميّة؛ وإظهار تفوّق الفكر الغربي على الفكر الإسلامي.

  من الأهداف الخبيثة للمستشرقين في هذا الصدد “حمل المسلمين على قراءة تاريخهم وفكرهم من خلال مناهج الغرب ومقاييسه، ومحاولة خلق دائرة فكر تهدف إلى تحطيم المُسلَّمّات والبديهيّات التي يؤمن بها المسلمون، وانتقاص الفكر الإسلامي وإشاعة الشبهات والطعون حوله، والتقليل من أهمّية التراث”[101].

لائحة المصادر والمراجع

المصادر العربيّة

ابن الخطيب، محمّد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي (ت776هـ): الإحاطة في أخبار غرناطة، دار الكتب العلمية، بيروت، 1424هـ.

ابن المنجم، إسحاق بن الحسين المنجّم: آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كلّ مكان، عالم الكتب، بيروت، طـ1، 1408هـ.

ابن خلكان، أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خَلِّكان البرمكي الإربلي ت608هـ/ 1282م: وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1994م.

ابن منظور، محمّد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي ت711هـ: لسان العرب، دار صادر، بيروت، طـ3، 1414هـ.

الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ت748هـ: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحقّقين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسّسة الرسالة، 1405هـ/ 1985م.

الرازي، محمّد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت666هـ): مختار الصحاح، تحقيق: يوسف الشيخ محمّد، المكتبة العصريّة، بيروت، 1420هـ/ 1999م.

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (ت764هـ): الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، 1420هـ/ 2000م.

المراجع العربيّة والمعرّبة

إبراهيم عبد المجيد اللبّان: المستشرقون والإسلام، مجمع البحوث الإسلاميّة، 1970م.

أحمد شرقاوي: معجم المعاجم: تعريف بنحو ألف ونصف ألف من المعاجم العربيّة التراثيّة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، طـ2، 1993م.

إدوارد سعيد: الاستشراق.

إسماعيل أحمد عمايرة: بحوث في الاستشراق واللغة، دار وائل للنشر، عمّان، الأردن، طـ2، 2003م.

أنور الجندي: الإسلام في وجه التغريب مخطّطات التبشير والاستشراق، دار الاعتصام، القاهرة، (د.ت).

أنور الجندي: شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي، المكتب الإسلامي، دمشق، 1398هـ/ 1978م.

جميل عيسى الملائكة: اللغة العربيّة ومكانتها في الثقافة العربيّة الإسلاميَّة (من قضايا اللغة العربيّة).

رمضان عبدالتوّاب: بحوث ومقالات في اللغة، طـ2، 1408هـ/ 1988م، مكتبة الخانجي، القاهرة.

الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، طـ15، 2002م.

ساسي الحاج: الظاهرة الاستشراقيّة وأثرها على الدراسات الإسلاميّة، مركز دراسات العالم الإسلامي، 1993م.

سعدون محمود الساموك: مناهج المستشرقين، جامعة بغداد، 1989م.

الشافعي: الرسالة، تحقيق: أحمد محمّد شاكر، مكتبة الحلبي، مصر، 1358هـ/ 1940م.

شكري فيصل: قضايا اللغة العربيّة المعاصرة، (بحث منشور ضمن كتاب: قضايا اللغة العربيّة المعاصرة).

صلاح الدين المنجّد: المستشرقون الألمان تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربيّة، دار الكتاب الجديد، بيروت، طـ1، 1978م.

عادل الألّوسي: التراث العربي والمستشرقون، دراسة عن ظهور الكتاب العربي ونفائس الكتب العربيّة التي طبعت في الغرب، دار الفكر العربي، طـ1، 1422هـ/ 2001م.

عبد الجبار ناجي: تطوّر الاستشراق في دراسة التراث العربي، دار الجاحظ، بغداد، 1981م.

عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، صدرت الطبعة الثالثة منها في عام 1993م.

عبد القدّوس الأنصاري (ت1906م) «مؤسّس مجلّة المنهل»: الاستشراق والمستشرقون، 1355هـ.

عجال لعرج: الاستشراق والدراسات المعجميّة العربيّة: تأثير متبادل وجهود تتكامل.

علي الحسين الندوي: مقالات وبحوث حول الاستشراق والمستشرقين، بيروت، دار ابن كثير، طـ1، 1432هـ/ 2002م.

فاروق عمر فوزي: الاستشراق، والتاريخ الإسلامي، القرون الإسلاميّة الأولى، جامعة آل البيت الأهليّة، طـ1، 1998م.

كارل بروكلمان: فقه اللغات الساميّة، ترجمة: رمضان عبد التوّاب، جامعة عين شمس، 1377هـ/ 1977م.

محمّد رسول: الغرب والإسلام، قراءات في رؤى ما بعد الاستشراق، المؤسّسة العربيّة للدراسة والنشر، بيروت، طـ1، 2001م.

محمّد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق، مطبعة الجبلاوي، 1980م.

محمّد فتح الله الزيادي: انتشار الإسلام، دار قتيبة، لبنان، بيروت، طـ1، 1411هـ/ 1990م.

محمود محمّد شاكر: أباطيل وأسمار، القاهرة، طـ2، 1972م.

مرزوق تنباك: الفصحى ونظريّة الفكري العامّي، الرياض، مطابع الفرزدق، 1407هـ/ 1986م.

المستشرقون ونظريّاتهم في نشأة الدراسات اللغويّة، دار حنين للنشر والتوزيع، 1992م.

مسعود الخوند: الموسوعة التاريخيّة الجغرافيّة، دار رواد النهضة، بيروت، (د. ت).

نائف معروف: خصائص العربيّة وطرائق تدريسها، دار النفائس، 2007م.

نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، موسوعة في تراث العرب، مع تراجم المستشرقين ودراساتهم عنه، منذ ألف عام، دار المعارف، صدرت الطبعة الثالثة منها في عام 1964م.

نذير حمدان: مستشرقون، سياسيّون، جامعيّون، مجمعيّون، مكتبة الصديق، الطائف، طـ1، 1408هـ/ 1988م.

نفّوسة زكريا سعيد: تاريخ الدعوة إلى العاميَّة، دار المعارف، القاهرة، طـ1، 1964م.

الدوريّات

أحمد حسن عبد السلام: تاريخ الاستشراق الألماني، مجلّة الفكر العربي، معهد الإنماء العربي، بيروت، العدد: 31، السنة: 5، 1983م.

أنور محمود زناتي: “تاريخ طـباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين”، مجلّة دراسات استشراقيّة “محكّمة”، السنة: الخامسة، 1439هـ/2018م.

أيمن أحمد: “الاستشراق وتجديد الدين”، مجلّة القراءة والمعرفة “محكّمة”، مصر، سبتمبر، 2011م، العدد: 119.

جواد علي: “مجادلات في الفكر والتاريخ والعلوم الإنسانيّة”، “حوار”: مجلّة آفاق عربيّة، بغداد، العدد: 10، السنة التاسعة، 1984م.

خنّوس نور الدين: “الاستشراق قراءة في المصطلح: من العلم إلى الإيديولوجيا”، مجلّة الدراسات التاريخيّة والاجتماعيّة “محكّمة”، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، جامعة نواكشوط، موريتانيا، 2016م، العدد: 12.

راشد كيلاني: التعاون الثقافي الإسباني العربي، مجلّة التراث العربي، سوريا، العدد: 32، الأول من يوليو، 1988م، ص96.

سعيد قاشا: المستشرقون الإنكليز، مجلّة الاستشراق، بغداد، العدد: 2، 1987م.

سمير أحمد: الاستشراق والمستشرقون، مجلّة رسالة المعلّم، الأردن، 1996م، مج37، العدد:4.

صالح أحمد العلي: “مشاكل تتطلّب الحلّ في إعادة كتابة التاريخ العربي”، مجلّة الباحث، بيروت، السنة الثالثة، العدد الثالث، يناير- فبراير، 1981م.

عبد الله محمّد حسين الزيّات: “من أهداف الاستشراق: تغريب الفكر الإسلامي”، مجلّة البيّنة (محكّمة)، قسم اللغة العربيّة، كليّة اللغات، جامعة طرابلس، ليبيا، 2015م، العدد: 2.

عبد الرحمن عبد الله محجم: التعاون بين الأفراد ضروري لرقيّ الأمم، مجلّة البعثة، الكويت، العدد:7، الأول من سبتمبر، 1952م.

عبد الله المشنوق: التعاون الثقافي، مجلّة الأديب، لبنان، العدد: 2، الأول من فبراير، 1945م.

عصام فخري: الرسول الكريم في كتابات المستشرقين - الاستشراق البريطاني أنموذجًا، مجلّة دراسات استشراقيّة، العدد: 5، 1437هـ/ 2015م.

فؤاد كاظم المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين، مجلّة رسالة الثقلين، العدد: 15، 1996م.

محمّد بركات البيلي: “الخلفيّة التاريخيّة للاستشراق ومنهجه في كتابة التاريخ الاسلامي”، مجلّة المنهل: مجلّة شهريّة للآداب والعلوم والثقافة، السنة:55، العدد:471، رمضان وشوال 1409هـ، أبريل ومايو 1989م.

محمّد ياسين عريبي: “الدوافع الدينيّة للاستشراق في نشأته”، مجلّة رسالة الجهاد، جمعيّة الدعوة الإسلاميّة، طرابلس، ذو القعدة، 1398هـ/ 1989م، السنة: 8.

ميشال جحا: الدراسات العربيّة والإسلاميّة في أوروبا، مراجعة يحيى حمّود، مجلّة الفكر العربي، العدد: 32، السنة: 5، 1983م.

هلال الحجري: أدب الرحلات والاستشراق: البحث عن المنهج، المجلّة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، الكويت، مج26، العدد:102، 2008م.

الرسائل العلميّة

أمل عوض عبيد: “السيرة النبويّة في كتابات المستشرقين البريطانيين- دراسة نقديّة مقارنة”، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كليّة الشريعة والدراسات الإسلاميّة، 1424هـ.

مشتاق بشير حمود الغزالي: تطوّر الاستشراق البريطاني في كتابة السير النبويّة الشريفة، رسالة ماجستير، كليّة التربية، جامعة بغداد،2001 م.

---------------------------

[1]- باحث دكتوراه في التاريخ الإسلامي – كليّة الآداب – جامعة القاهرة.

[2]- التعاون لغة من «العون: الظَّهير على الأمر، وأعانه على الشَّيء: ساعده، واستعان فلانٌ فلانًا وبه: طلب منه العون. وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا». ابن منظور (ت: 711هـ): لسان العرب، دار صادر، بيروت، طـ3، 1414هـ، 13/ 298، الرازي (ت: 666هـ): مختار الصحاح، تحقيق: يوسف الشيخ محمّد، المكتبة العصريّة، بيروت، 1420هـ - 1999م، ص222.

[3]- عبد الله المشنوق: التعاون الثقافي، مجلّة الأديب، لبنان، العدد: 2، الأول من فبراير، 1945م، ص3.

[4]- راشد كيلاني: التعاون الثقافي الإسباني العربي، مجلّة التراث العربي، سوريا، العدد: 32، الأول من يوليو، 1988م، ص96.

[5]- تعدّ فرنسا رائدة الاستشراق الأوروبي، فأوّل عمل استشراقي فرنسي الجنسيّة، وأوّل ترجمة للقرآن الكريم في فرنسا، وأوّل مؤتمر عالمي للمستشرقين كان في فرنسا عام 1783م، وأوّل جمعيّة استشراقيّة في فرنسا باسم جمعيّة باريس الآسيوية وذلك عام 1821م، وأصدرت دوريّتها تحت اسم المجلّة الآسيوية منذ عام 1822م. نذير حمدان: مستشرقون، سياسيّون، جامعيّون، مجمعيّون، مكتبة الصديق، الطائف، طـ1، 1408هـ-1988م، ج3، ص1101. فؤاد كاظم المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين، رسالة الثقلين، العدد: 15، 1996م، ص86.

[6]- د. عجال لعرج: الاستشراق والدراسات المعجميّة العربيّة: تأثير متبادل وجهود تتكامل، ص5

[7]- سمير أحمد: الاستشراق والمستشرقون، مجلّة رسالة المعلم، الأردن، 1996م، مج37، العدد:4، ص86.

[8]- هلال الحجري: أدب الرحلات والاستشراق: البحث عن المنهج، المجلّة العربيّة للعلوم الإنسانيّة، الكويت، مج26، العدد:102، 2008م، ص14.

[9]- أيمن أحمد: «الاستشراق وتجديد الدين»، مجلّة القراءة والمعرفة «محكّمة»، مصر، سبتمبر، 2011م، العدد: 119، ص139.

[10]- العقيقي: المستشرقون، ج1، ص161- 164.

[11]- العقيقي، ج1، ص173.

[12]- إدوارد سعيد: الاستشراق، ص132.

[13]- سعدون محمود الساموك: مناهج المستشرقين، جامعة بغداد، 1989م، ص29 .

[14]- سعيد قاشا: المستشرقون الإنكليز، مجلّة الاستشراق، بغداد، العدد: 2، 1987م، ص17.

[15]- المرجع السابق، ص 29.

[16]- نفس المرجع والصفحة.

[17]- نفس المرجع، 17.

[18]- إبراهيم عبد المجيد اللبّان: المستشرقون والإسلام، مجمع البحوث الإسلاميّة، 1970م، ص10.

[19]- مشتاق بشير حمود الغزالي: تطوّر الاستشراق البريطاني في كتابة السير النبويّة الشريفة، رسالة ماجستير غير منشورة، كلّية التربية، جامعة بغداد،2001 م، ص63 – 65.

[20]- إدوارد سعيد: الاستشراق، ص 73.

[21]- عصام فخري: الرسول الكريم في كتابات المستشرقين - الاستشراق البريطاني أنموذجًا، مجلّة دراسات استشراقيّة، العدد: 5، 1437هـ/ 2015م، ص43.

[22]- من ألمانيا بدأت البروتستانتيّة، أو حركة الإصلاح الديني، وتحديدًا من ويتنبرغ في مقاطعة ساكس، وعلى يد الراهب مارتن لوثر (888 - 953هـ/ 1483 - 1546م) عندما أقدم على تعليق مبادئه الـ 95 على باب الكنيسة، ثمّ أخذ يتبعها بعدّة مؤلفات ينتقد فيها الكنيسة الكاثوليكيّة وممارسات أساقفتها، فاندلعت حروب الإصلاح الديني في ألمانيا وخارجها. مسعود الخوند: الموسوعة التاريخيّة الجغرافيّة، دار روّاد النهضة، بيروت، (د. ت)، ج3، ص18.

[23]- أحمد حسن عبد السلام: تاريخ الاستشراق الألماني، مجلّة الفكر العربي، معهد الإنماء العربي، بيروت، العدد: 31، السنة: 5، 1983م، ص190.

[24]- صلاح الدين المنجد: المستشرقون الألمان تراجمهم وما أسهموا به في الدراسات العربيّة، دار الكتاب الجديد، بيروت، طـ1، 1978م، ج1، ص7، ميشال جحا: الدراسات العربيّة والإسلاميّة في أوروبا، مراجعة: يحيى حمود، مجلّة الفكر العربي، العدد: 32، السنة: 5، 1983م، ص186.

[25]- محمّد رسول: الغرب والإسلام، قراءات في رؤى ما بعد الاستشراق، المؤسّسة العربيّة للدراسة والنشر، بيروت، طـ1، 2001م، ص58.

[26]- أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق، ص184.

[27]- محمّد مصطفى بن الحاج عالميَّة اللغة العربيّة، ص274، نائف معروف: خصائص العربيَّة وطرائق تدريسها، دار النفائس، 2007م، ص40.

[28]- ابن فارس: الصاحبي في فقه اللغة، ص77–81، شكري فيصل: قضايا اللغة العربيّة المعاصرة، بحث منشور ضمن كتاب: قضايا اللغة العربيّة المعاصرة، ص 32.

[29]- جميل عيسى الملائكة: اللغة العربيَّة ومكانتها في الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة، ص129، محمّد سعيد رسلان: فضل العربيّة، ص40 – 44.

[30]- المستشرقون ونظريّاتهم في نشأة الدراسات اللغويّة، دار حنين للنشر والتوزيع، 1992م، ص13.

[31]- أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق، ص166.

[32]- أحمد سمايلوفتش: المرجع نفسه، ص167.

[33]- نقد الخطاب الاستشراقي، ص130.

[34]- المرجع نفسه، ص130.

[35]- التراث العربي والمستشرقون، ص37.

[36]- إسماعيل أحمد: المستشرقون ونظريّاتهم في نشأة الدراسات اللغويّة، ص15.

[37]- إسماعيل أحمد: المستشرقون ونظريّاتهم في نشأة الدراسات اللغويّة، ص31.

[38]- علي الحسين الندوي: مقالات وبحوث حول الاستشراق والمستشرقين، بيروت، دار ابن كثير، طـ1، 1432هـ/ 2002م، ص29.

[39]- أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق، ص669.

[40]- المستشرقون والمناهج اللغوية، ص119.

[41]- كارل بروكلمان: فقه اللغات الساميّة، ترجمة: رمضان عبد التواب، جامعة عين شمس، (1377هـ/ 1977م)، ص5.

[42]- أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق، ص184.

[43]- أحمد شرقاوي: معجم المعاجم: تعريف بنحو ألف ونصف ألف من المعاجم العربيّة التراثيّة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، طـ2، 1993م، ص أ.

[44]- نذير حمدان: اللغة العربيّة، ص98 – 134، مستشرقون (سياسيّون، جامعيّون، مجمعيّون)، مكتبة الصديق، الطائف، طـ1، (1408هـ/ 1988م)، ص137-231.

[45]- أمل عوض عبيد: «السيرة النبويّة في كتابات المستشرقين البريطانيين- دراسة نقديّة مقارنة»، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كليّة الشريعة والدراسات الإسلاميّة، 1424هـ، ص71.

[46]- د. محمّد بركات البيلي: «الخلفيّة التاريخيّة للاستشراق ومنهجه في كتابة التاريخ الاسلامي»، مجلّة المنهل: مجلّة شهريّة للآداب والعلوم والثقافة، السنة:55، العدد:471، رمضان وشوال 1409هـ، أبريل ومايو 1989م، ص133.

[47]- رمضان عبدالتوّاب: بحوث ومقالات في اللغة، طـ2، 1408هـ/ 1988م، مكتبة الخانجي، القاهرة، ص166-187، أنور الجندي: الإسلام في وجه التغريب (مخطّطات التبشير والاستشراق)، دار الاعتصام، القاهرة، (د.ت)، ص355، نذير حمدان: اللغة العربيّة (بحوث في الغزو الفكري، المجالات والمواقف)، ص39-55، جميل عيسى الملائكة: اللغة العربيّة ومكانتها في الثقافة العربيّة الإسلاميَّة (من قضايا اللغة العربيّة)، ص129، محمّد خليفة الدناع: العربيّة الفصحـــى رباط قومــــي (من قضايا اللغة العربيّة)، ص168.

[48]- نايف معروف: خصائص العربيّة، ص74.

[49]- الشافعي: الرسالة، تحقيق: أحمد محمّد شاكر، مكتبة الحلبي، مصر، 1358هـ/ 1940م، ص42.

[50]- محمود محمّد شاكر: أباطيل وأسمار، القاهرة، طـ2، 1972م، ص147، كارم السيّد غنيم: اللغة العربيّة والصحوة الحديثة، ص25، نفّوسة زكريا سعيد: تاريخ الدعوة إلى العاميَّة، دار المعارف، القاهرة، طـ1، 1964م، ص55- 77.

[51]- مجموعة باحثين: من قضايا اللغة العربيّة المعاصرة، ص 29، 21، 217، 238، 240، 261، 264. وفيها ما أكّد الرباط الوثيق بين أعمال المستشرقين في مسار حركتهم العامَّة تجاه اللغة العربيّة والإسلام وبين التنصير والاستعمار والتغريب.

[52]- مرزوق تنباك: الفصحى ونظريّة الفكري العامّي، الرياض، مطابع الفرزدق، 1407هـ/ 1986م، ص30 -31.

[53]- شمس العرب تسطع على الغرب، تعريب: إبراهيم بيضون، ص13، 14.

[54]- نذير حمدان: مستشرقون جامعيّون مجمعيّون، ص139.

[55]- محمّد فتح الله الزيادي: الاستشراق، أهدافه ووسائله، ص57.

[56]- نذير حمدان: مستشرقون جامعيّون مجمعيّون، ص180.

[57]- محمّد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق، مطبعة الجبلاوي، 1980م، ص28 – 29، نذير حمدان: مستشرقون جامعيّون مجمعيّون، ص163 – 164 - 165.

[58]- نذير حمدان: مستشرقون جامعيّون مجمعيّون، ص164.

[59]- ساسي الحاج: الظاهرة الاستشراقيّة وأثرها على الدراسات الإسلاميّة، مركز دراسات العالم الإسلامي، 1993م، مج2، ص142. محمّد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق، ص29.

[60]- حقّقه ونشره د. بشار عواد معروف، وابنه محمود، دار الغرب الإسلامي، 1434هـ/ 2013م، (4 أجزاء).

[61]- مستشرق هولندي عظيم، اشتهر خصوصًا بأبحاثه في تاريخ العرب في إسبانيا وبمعجمه: «تكملة المعاجم العربيّة». ولد في 21 فبراير 1820م في مدينة ليدن. وينحدر من أسرة أصلها من فالنسيين في فرنسا وتصاهرت مع أسرة اسخولتنس التي منها المستشرق الكبير ألبرت اسخولتنس وجان جاك اسخولتنس. ومنذ صباه الباكر أولع رينهرت دوزي باللغات. ودخل جامعة ليدن في (1837م)، فأبدى تفوّقًا ظاهرًا على أقرانه في اللغات والآداب الحديثة. فأتقن الفرنسيّة والإنجليزيّة والألمانيّة والإيطاليّة. وأكبَّ على دراسة اللغة الألمانيّة في العصر الوسيط. وأخذ في دراسة اللغة العربيّة على يدي ناظر إحدى المدارس الثانويّة، قبل دخوله الجامعة. فلمّا دخل جامعة ليدن واصل دراسة العربيّة على يدي الأستاذ فايرز (Weijers)، كذلك درس عليه العبريّة والكلدانيّة والسريانيّة. وكان فايرز في الوقت نفسه مديرًا لقسم المخطوطات العربيّة في مكتبة ليدن. نجيب العقيقي: موسوعة “المستشرقون”، 2/ 658.

[62]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 659.

[63]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 583.

[64]- ولد بالجزائر، ونال الليسانس من كلية الآداب فيها عام 1913م. نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 277.

[65]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 604.

[66]- من أساتذة معهد الدراسات في الرباط. نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 266.

[67]- ولد في أورانج (Orange) في 1824، ودخل مدرسة اللغات الشرقيّة في باريس. وسافر في بعثة إلى الجزائر في 1845. وترجم له العقيقي تحت اسم: المستشرق بسكوال دي جاينجوس (Pascual de Gayangos) (1809-1897م)، نشر قسمًا كبيرًا من “نفح الطيب، للمقري”، متنًا وترجمة إنجليزيّة، مجلّدان، لندن- مدريد، 1840-1843م. 1/ 584.

[68]- محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي بكر، أبو عبد الله القرشي التلمساني، الشهير بالمقري: باحث، من الفقهاء الأدباء المتصوّفين. من علماء المالكيّة. ابن الخطيب (ت776هـ): الإحاطة في أخبار غرناطة، دار الكتب العلميّة، بيروت، (1424هـ)، 2/ 136.

[69]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 660.

[70]- ولد في 9 أغسطس، 1836م في قرية دروريب في مقاطعة فريسلند شمالي هولندة. ودخل جامعة ليدن في (1854م)، وتخصّص في الدراسات الشرقيّة على أيدي رينهرت دوزي. حصل على الدكتوراه في (1860م) برسالة بعنوان: «نموذج من الكتابات الشرقيّة في وصف المغرب مأخوذ من كتاب البلدان لليعقوبي. وتوفّي في 17 مايو 1909 في مدينة ليدن. د. عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، 1992م.

[71]- عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد بن عبد الله بن إدريس الأستراباذي السمرقندي، أبو سعد: مؤرّخ، كان محدّث سمرقند. وتوفّي بها. نسبته إلى جدّه إدريس. الذهبي (ت: 748هـ): سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحقّقين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسّسة الرسالة، 1405هـ/ 1985م، 17/ 226، الصفدي (ت764هـ): الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث، بيروت، 1420هـ/ 2000م، 18/ 152.

[72]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 278.

[73]- ابن المنجّم، إسحاق بن الحسين المنجّم: آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كلّ مكان، عالم الكتب، بيروت، طـ1، 1408هـ، ص8.

[74]- مقدّمة تحقيق دار عالم الكتب، بيروت، 1409هـ، ص2.

[75]- نجيب العقيقي: نفس المرجع، 1/ 278

[76]- هو حيّان بن خلف بن حسين بن حيّان الأموي بالولاء، أبو مروان: مؤرّخ، بحّاث، من أهل قرطبة. كان صاحب لواء التاريخ في الأندلس، أفصح الناس بالتكلم فيه، وأحسنهم تنسيقًا له. الذهبي (ت748هـ): سير أعلام النبلاء، 18/ 370، الصفدي (ت764هـ): الوافي بالوفيات، 13/ 136.

[77]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 610.

[78]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 610.

[79]- م.ن، 1/ 278.

[80]- أقام في شمالي أفريقيا، ووقف نشاطه على دراساتها تاريخًا وعادات ولغات واتصالات. من آثاره: اللهجات العربيّة (نشره المعهد الفرنسي بالقاهرة 1921 - 22). وعربيّة غرناطة في القرن الخامس عشر (منوّعات هنري باسه 1928). عبد الحميد صالح حمدان: كتاب طبقات المستشرقين، ص183.

[81]- أبو عبد الله، المعروف بابن عذاري: مؤرّخ. أندلسي الأصل، من أهل مراكش. بقي من تآليفه (البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب - ط) ثلاثة أجزاء، وهو من أعظم المراجع وأوثقها في موضوعه. الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، طـ15، 2002م، 7/ 95.

[82]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 278.

[83]- م.ن، 2/ 588.

[84]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 702.

[85]- م.ن، 1/ 278.

[86]- م.ن، 2/ 598.

[87]- أمير المؤمنين أبو المُطرّف عبد الرحمن الناصر لدين الله، ثامن حكام الدولة الأمويّة بالأندلس. الذهبي (ت748هـ): سير أعلام النبلاء، 8/ 265.

[88]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 278.

[89]- ولد في قرية من أعمال السبتي. وتخرجّ في جامعة مدريد (1930) وتضلّع في العربيّة على الأب آسين بلاثيوس ، وكان قد عيّن أستاذًا للعربيّة العاميّة في مدرسة التجارة بمالقة (1911) وفي مدرسة التجارة ببرشلونة (1912) فعيّن أستاذًا لها في جامعة مدريد (1922) وفي جامعة صلمنكة (1923) وأستاذًا للعبريّة في جامعة برشلونة (1927) وفي جامعة مدريد (1932). نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 591.

[90]- واقعة الزلّاقة أو معركة سهل الزلّاقة (رجب 479هـ/ أكتوبر، 1086م). هي أوّل معركة كبيرة شهدتها شبه الجزيرة الإيبيريّة في العصور الوسطى. وإحدى أبرز المعارك الكبرى في التاريخ الإسلامي. كان لمعركة الزلّاقة تأثير كبير في تاريخ الأندلس الإسلامي، إذ أوقفت زحف الممالك المسيحيّة في شمال شبه الجزيرة الأيبيريّة المطّرد على أراضي الأندلس. راجع: ابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، (1994م)، 5/ 29، 7/ 116 -117.

[91]- تأسّست هذه المجلّة علي أيدي المستشرقين الإسبان، منهم: ميجيل أسين بلاثيوس والمستشرق إميليو جارثيا جوميث (Garcia Goez) وفيرناندو دي لا جرانخا. وكانت “مجلّة الأندلس” إحدى أهمّ المجلّات الرائدة في هذا التخصّص وإحدى المنصّات العلميّة التي اعتنى المستشرقون بالنشر فيها للتراث الأندلسي وبحوثه ودراساته. وقد أعاد أ.د. أيمن ميدان، (كليّة دار العلوم، جامعة القاهرة). إعادة طبعها ونشرها في ثوب جديد، لتكون مجلّة علميّة دوليّة محكّمة، تصدر بثلاث لغات: بالعربيّة والإسبانيّة والإنجليزيّة. يصدرها بالتعاون مع مخبر نظريّة اللغة الوظيفيّة بجامعة الشلف “الجزائر”. ويدير تحريرها أد. محمّد محمّد عليوة “مصر” ود. طاطه قرماز”الجزائر”. وتعدّ هذه المجلّة وريثًا لمجلّة الأندلس القديمة التي كان يصدرها أساطين الاستعراب الإسباني ميجيل أسين بلاثيوس وإميليو غارثيا غومث وفيرناندو دي لا جرانخا، وهي المجلّة التي توقّفت عن الصدور قبل نهايات القرن الماضي في كلّ من غرناطة ومدريد. وهكذا عادت مجلّة الأندلس الجديدة التي أسّسها الأستاذ الدكتور أيمن ميدان للصدور من القاهرة مستأنفة الدور الحضاري الذي اضطلعت به مجلّة الأندلس القديمة.

[92]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 610.

[93]- عبد الحميد صالح حمدان: كتاب طبقات المستشرقين، ص183.

[94]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 2/ 598.

[95]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»،  1/ 307.

[96]- نفسه، 2/ 584.

[97]- فقيه أندلسي.

[98]- نجيب العقيقي: موسوعة «المستشرقون»، 1/ 307.

[99]- د. محمّد ياسين عريبي: «الدوافع الدينيّة للاستشراق في نشأته»، مجلّة رسالة الجهاد، جمعيّة الدعوة الإسلاميّة، طرابلس، ذو القعدة، 1398هـ/ 1989م، السنة: 8، ص 66.

[100]- أنور الجندي: شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي، المكتب الإسلامي، دمشق، 1398هـ/ 1978م، ص13.

[101]- عبد الله محمّد حسين الزيّات: «من أهداف الاستشراق: تغريب الفكر الإسلامي»، مجلّة البيّنة (محكّمة)، قسم اللغة العربيّة، كليّة اللغات، جامعة طرابلس، ليبيا، 2015م، العدد: 2، ص117- 124.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف