البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

March / 19 / 2016  |  1305الأزمة العراقية : كيف ساعدت السعودية «داعشاً» في السيطرة على شمال البلاد؟

باتريك كوكبيرن - Patrick Cockburn الأندبندنت - The Independent كانون الأول 2015 - 6 December 2015
الأزمة العراقية : كيف ساعدت السعودية «داعشاً»  في السيطرة على شمال البلاد؟

التحرير: كمن يقدّم أوراق اعتماد إلى سيده، قدّم بندر بن سلطان قبيل 11 أيلول سنة 2001 وعداً لرئيس الاستخبارات البريطانية بشنّ حرب سنيّة ضد الشيعة، تعالج المقالة نتائج المخطط وإخفاقاته.


إلى أيِّ مدى تتواطأ السعودية في سيطرة داعش على أغلبية منطقة شمال العراق، وهل تقوم بتأجيج صراع سنّي _ شيعي على مدى العالم الإسلامي؟. قبيل 11 أيلول، أجرى الأمير بندر بن سلطان الذي كان يومًا ما السفير السعودي القوي لدى واشنطن ورئيس الاستخبارات السعودية حتى قبيل أشهر قليلة، حديثًا مفضيًا ومشؤومًا مع رئيس الاستخبارات السرية البريطانية، القسم 6، السير ريتشارد ديرلوف. أخبره الأمير بندر: «بعد وقتٍ ليس بالطويل سيحل في الشرق الأوسط، يا ريتشارد، حقبة. كان اللّه في عون الشيعة. فأكثر من مليار سُنّي قد ضاقوا ذرعًا بهم».

ربما تكون اللحظة التي تنبأ بها الأمير بندر قد حانت بالنسبة إلى العديد من الشيعة، حيث تلعب السعودية دورًا رئيسيًا في مساندة هذه الحقبة من خلال دعم الجهاد ضد الشيعة في العراق وسوريا. منذ ألقت الدولة الإسلامية في العراق والشام بقبضتها على الموصل بتاريخ 10 حزيران، تم قتل النساء والأطفال الشيعة في القرى جنوب كركوك في حين أُردي طلاب الكلية الجوية الشيعة بالأسلحة الحربية ودُفنوا في مقابر جماعية قرب تكريت.

في الموصل، تم تفجير المقامات والمساجد الشيعية، أما في مدينة تلعفر التركمانية الشيعية القريبة فقد سيطر مقاتلو داعش على 4000 منزل باعتبارها «غنائم حرب». في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون السُّنة في العراق وسوريا اليوم بات تعريف الإنسان على كونه شيعيًا أو منتميًا إلى مذهب ٍ متصل ٍ بالشيعة كالمذهب العلوي يضاهي بخطورته تعريف الإنسان على كونه يهوديًّا في المناطق الأوروبية التي كان يسيطر عليها النازيون في الأربعينيات.

لا شكّ في دقة الحديث المنقول عن الأمير بندر، الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي منذ 2005 ورئيس المخابرات بين عامي 2012 و2014، وهي الفترة الحرجة التي سيطر في خلالها الجهاديون من إخوان القاعدة على المعارضة المسلحة السُّنية في العراق وسوريا. شدّد ديرلوف الذي ترأس القسم 6 بين عامي 1999 و2004 في حديثٍ أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة الأسبوع المنصرم، على أهمية كلمات الأمير بندر بن سلطان، قائلا بأنها شكّلت «تعليقًا حاميًا أتذكره جيدًا جدًا بالتأكيد».

وهو لا يشكّك بوجود تمويل أساسي ومستدام، من قبل ممولين مستقلين في السعودية وقطر غضت السلطات الطرف عنهم، قد لعب دورًا محوريًا في نشوء داعش في المناطق العراقية السنية. وقد أشار إلى أن «مثل هذه الأمور لا تحدث تلقائيًا». يبدو قوله هذا واقعيًا بما أن أصحاب الأموال من سعوديين وخليجيين يسيطرون على القيادة القبلية والمجتمعية في المحافظات العراقية ذات الغالبية السنية ، ومن غير الممكن أن تتعاون هذه السلطات مع داعش من دون موافقة هذه القيادة.

اللافت للنظر هو أن تصريحات ديرلوف الصاعقة حول تنبؤ بندر بن سلطان باليوم العصيب على الشيعة إلى جانب رؤية رئيس القسم 6 السابق بأن السعودية متورطة مع المتمردين السنّة بقيادة داعش، قد جذبت القليل من الاهتمام. عوضًا عن ذلك، ركزت تغطية خطاب ديرلوف على فكرته الأساسية القائلة بأن تهديد داعش على الغرب مبالغ فيه لأن هذه الأخيرة وعلى عكس القاعدة في ظل ابن لادن منخرطة في صراع جديد يتمحور مبدئيًا حول «المسلمين ضد المسلمين». لسوء الحظ، يجد المسيحيون في المناطق التي تسيطر عليها داعش أن هذا الكلام غير صحيح، حيث يتم تدنيس كنائسهم ويجدون أنفسهم مجبرين على الرحيل. الفرق بين القاعدة وداعش هو أن هذه الأخيرة أكثر تنظيمًا؛ وفي حال هاجمت الأهداف الغربية فمن المرجح أن تكون النتائج مدمرة.

سوف يُقنع تنبؤ بندر ابن سلطان الذي كان في صلب قواة الأمن السعودية لأكثر من ثلاثة عقود القائل بأن المئة مليون شيعي في الشرق الأوسط يواجهون الكوارث على يد الأغلبية السنية، العديد من الشيعة بأنهم ضحية حملة تقودها السعودية للقضاء عليهم. يقول أحد المراقبين العراقيين الذي رفض الكشف عن اسمه: «بات الشيعة بشكل عام يشعرون بالخوف بعد الأحداث التي جرت في شمال العراق». يرى الشيعة أن الخطر ليس بالعسكري فقط، إنما أيضًا يتأتى من النفوذ المتزايد على إسلام الأمر الواقع السنّي الوهابي، أي النسخة الإسلامية التطهيرية وغير المتسامحة التي تتبناها السعودية التي ترى الشيعة وغيرهم من المذاهب الإسلامية على أنهم غير مسلمين بل مرتدين ومشركين.

يقول ديرلوف بأن لا معلومات داخلية مطلعة لديه منذ تقاعده من منصب رئيس القسم 6 منذ عشر سنوات وتوليه منصب عميد بومبروك كولادج في كامبريدج. ولكن بالاستناد إلى الخبرة السابقة، يقول: إن نمط التفكير السعودي مبني على ركيزتين أساسيتين معتقد أو سلوك. أولا ً، هم مقتنعون باستحالة وجود «تحدٍّ شرعي أو مسوّغ لوصاية الوهابية على الأماكن المقدسة الإسلامية». ولكن ربما الأكثر أهمية هو تعمّق الخلاف السني الشيعي، فالسعوديون يرون أن لهم الحصرية في حقيقة الإسلام والتي تجعلهم «منجذبين صوب أي عملية عسكرية يمكن لها أن تتحدّى بنجاح ٍ المذهب الشيعي».

تاريخيًا، كانت الحكومات الغربية تقلّل من أهمية الصلة ما بين السعودية وإيمانها الوهابي، من جهة والجهاد، سواء مع القاعدة التي أسسها ابن لادن أو داعش التي أسسها أبو بكر البغدادي. لا شيء تآمري أو سري في هذا الصدد : 15 من أصل 19 من منفذي هجمات 11 أيلول كانوا سعوديين، تمامًا كما ابن لادن وغالبية مُمولي العملية.

من الممكن أن تتم المبالغة في تقدير الفرق ما بين القاعدة وداعش: عندما قتلت القوات الأميركية ابن لادن في العام 2011، أصدر البغدادي بيانًا يمتدح فيه الأول، وتوعدت داعش بإطلاق 100 هجوم انتقامي لموته.

ولكن كان ثمّة موضوع ثان ٍ دائم ٍ للسياسة السعودية تجاه الجهاديين من نوع تنظيم القاعدة ، وهو ما يتناقض مع نهج الأمير بندر بن سلطان حيث يعتبر الجهاديين تهديدًا قاتلاً للمملكة. يوضح ديرلوف هذا الموقف عن طريق ربط كيف أنه وبعد وقت قصير من 11 أيلول، زار العاصمة السعودية الرياض مع توني بلير.

يتذكر كيف أن رئيس الاستخبارات السعودية في حينه صرخ فعليًا عليّ قائلاً لي عبر مكتبه : «11 أيلول مجرد وخزة إبرة للغرب. في المدى المتوسط ليست أكثر من مجرد سلسلة من المآسي الفردية. ما يريده هؤلاء الإرهابيون هو تدمير آل سعود وإعادة تشكيل الشرق الأوسط». في هذا الصدد، تبنّت المملكة العربية السعودية هاتين السياستين، من خلال تشجيع الجهاديين كأداة سعودية فاعلة لخلق نفوذ خارجي بمواجهة الشيعة ولكن في الوقت عينه من خلال تقييدهم في ديارها باعتبارهم يشكلون تهديدًا لقوى الأمر الواقع. وفي السنة الماضية تداعت أركان هذه السياسة على بعضها.

يبرز التعاطف السعودي مع الحركات العسكرية المناهضة للشيعة في تسريبات المستندات الرسمية الأميركية. كتبت وزيرة الخارجية الأمريكية في حينه هيلاري كلينتون بتاريخ كانون الأول 2009 في برقية تم تسريبها عبر ويكيليكس: «تظل المملكة العربية السعودية قاعدة دعم مالي حرجٍ بالنسبة إلى القاعدة وطالبان وعسكر طيبة في باكستان وغيرها من التنظيمات الإرهابية». قالت بأن السعودية تتحرك بمواجهة القاعدة بصفتها تهديداً على الأمن المحلي وليس بسبب نشاطاتها في الخارج. ربما تكون هذه السياسة قد تغيّرت الآن مع إقالة بندر ابن سلطان من منصب رئيس الاستخبارات هذا العام. ولكن التغيير حديث جدًا ومتضارب وربما يكون بعد فوات الأوان: الأسبوع الماضي فقط أعلن أمير سعودي بأنه سيوقف تمويله لقناة تلفزيونية معروفة لمعاداتها للشيعة ومقرها مصر.

المشكلة بالنسبة إلى السعوديين هي فشل محاولتهم منذ أن فقد بندر بن سلطان منصبه أن يخلقوا دائرة سنيّة مناهضة للمالكي والأسد تكون في الوقت نفسه مناهضةً للقاعدة ومثيلاتها.

من خلال محاولة إضعاف المالكي والأسد لمصلحة كتلة سنيّة معتدلة، فعليًا تضع السعودية وحلفاؤها أنفسهم في خطر داعش التي تسيطر سريعًا على المعارضة السُّنيّة في سوريا والعراق. في الموصل، كما حدث في عاصمتها السورية الرقة، يتم سحب سلاح كل من يحاول انتقادها أو معارضتها ومن ثم يُجبرون على قَسَم الولاية للخلافة الجديدة وفي حال المقاومة يتم قتلهم.

ربما على الغرب أن يدفع ثمن تحالفه مع السعودية وممالك الخليج، الذين كانوا يرون دائمًا أن الجهاد السُّني أفضل من الديموقراطية. المثال الأوضح على ثنائية المعايير التي تنتهجها قوى الغرب هو إخماد المظاهرات السلمية التي قادتها الأغلبية الشيعية في البحرين والذي كان بمساندة سعودية في آذار 2011. حينئذٍ تم إرسال ما يقارب 1500 جندي سعودي عَبْرَ الجسر الاسمنتي الذي يصل ما بين المملكتين، حيث تم إنهاء المظاهرات بصورة وحشية وتم تدمير المزارات والمساجد الشيعية.

الحجّة التي تذرعت بها الولايات المتحدة وبريطانيا هي أن آل خليفة العائلة المالكة السُّنية في البحرين تسعى للحوار والإصلاحات. ولكن هذه الحجّة بدت ضعيفةً الأسبوع المنصرم عندما فصلت البحرين دبلوماسيّاً أميركيّاً كبيراً، وهو توم مالينوسكي، مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان على خلفية لقائه قادةً من حركة الوفاق المعارضة الشيعية. غرّد السيد مالينوسكي بالقول: إن تصرف حكومة البحرين جاء «ليس بسببي إنما بسبب التقليل من أهمية الحوار».

تخطت القوى الغربية وحلفاؤها الإقليميون الانتقادات بصورة كبيرة بسبب دورهم في إعادة إشعال الحرب في العراق. ألقوا باللائمة في السرِّ وفي العلن على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن اضطهاد وتهميش الأقلية السنيّة، مما تسبّب بحثِّهم على مساندة التمرد الذي قادته داعش. ثمّة بعض الحقيقة التي تكمُن في هذه الفرضية، ولكنها لا تشكّل أبدًا القصة الكاملة. قام المالكي بما يكفي ليُثير غضب السُّنة، بصورة ما لأنه أراد إخافة الناخبين الشيعة ليدعموه في انتخابات 30 نيسان من خلال الادعاء أنه حامي المجتمع الشيعي في مواجهة الثورة السنية المضادة.

ولكن وعلى الرغم من جميع أخطائه الجسيمة، فإن إخفاقات المالكي ليست السبب في تفتّت الدولة العراقية. السبب الحقيقي وراء انعدام الاستقرار في العراق من العام 2011 حتى الآن هو حراك السُّنة في سوريا وسيطرة الجهاديين على هذا التحرك والذين كانوا في الغالب تحت رعاية الممولين السعوديين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة. مرارًا وتكرارًا حذّر المسؤولون العراقيون بأنه مع عدم السعي إلى إنهاء الحرب الأهلية في سوريا فإن القادة الغربيين لا يتركون مجالا ً آخر سوى تجدّد الصراع في العراق. قال أحد القادة العراقيين في بغداد الأسبوع الماضي: «أظن بأنهم لم يصدقونا بل صبّوا كامل تركيزهم على كيفية التخلّص من [الرئيس بشار] الأسد».

لا شكّ بأن المسؤولين والديبلوماسيين الأميركيين والبريطانيين ما كانوا إلّا ليحاجوا بأنهم ليسوا في مركز ٍ يمكّنهم من وضع حدٍّ للصراع القائم في سوريا. ولكن هذه الحجّة مضللة. وقد حرصت كلٌّ من الولايات المتحدة وبريطانيا على استمرار فتيل الحرب من خلال الإصرار على أن مفاوضات السلام يجب أن تدور في فلك رحيل الأسد من السلطة، وهو الأمر الذي ما كان ليحدث بسبب سيطرة الأسد على أغلب المدن في البلاد وحيث كانت قواته في تقدّمٍ متئد.

المستفيد الأساسي هي داعش إذ كانت في غضون الأسبوعين المنصرمين تقضي نهائيًا على آخر معارضة لحُكمها في شرق سوريا. بدأ الكرد في الشمال والممثل الرسمي لتنظيم القاعدة، أي جبهة النصرة، في التذبذب تحت تأثير قوات داعش ذات المعنويات العالية والتي تستخدم الدبابات والمدفعيات التي استولت عليها من الجيش العراقي. والتي كذلك، ومن دون أن يأخذ باقي العالم علمًا بذلك، تسعى للسيطرة على العديد من آبار النفط السورية التي لم تضعها تحت تصرفها بعد.

لقد صنعت المملكة العربية السعودية وحشًا كبيرا ً بدأت شيئًا فشيئًا تفقد سيطرتها عليه. الأمر عينه ينطبق على حلفائها من أمثال تركيا التي لم تتهاون في لعب دور القاعدة المساندة الحيوية لداعش وجبهة النصرة من خلال الإبقاء على خطِّ الحدود ما بين تركيا وسوريا والممتد على طول 510 أميال مفتوحًا. وفي الوقت الذي سقطت الحدود التي يسيطر عليها الأكراد بيد داعش ستجد تركيا بأن لديها جاراً شديد العنف وهذا الجار هو نفسه غير ممتنٍ لما فعلته به الاستخبارات التركية في السابق.

أما بالنسبة إلى السعودية، فإنها قد تندم على مساندتها للمتمردين السُّنة في سوريا والعراق حيث بدأ الجهاديون بالحديث عَبْرَ وسائل التواصل الاجتماعي عن أن آل سعود هم هدفهم القادم. وبالتالي فإن تحليل رئيس المخابرات السعودية الذي اقتبس ديرلوف كلامه من دون الإفصاح عن هويته بعد 11 أيلول هو من سيكون محقًّا بشأن التهديد المحتمل على السعودية وليس بندر بن سلطان، وهو الأمر الذي من المرجّح أن يسوّغ استبعاد هذا الأخير في مطلع هذا العام.

وهذه ليست النقطة الوحيدة التي أخطأ الأمير بندر بن سلطان بشأنها بصورة فادحة، فإن كانت نهضة داعش خبرًا سيئًا بالنسبة إلى الشيعة في العراق فإنها تظل خبرًا أسوأ بالنسبة إلى السُّنة الذين تحولت قيادتهم إلى حركة غير متسامحة كشّرت عن أنيابها تعطشًا للدم، وهو ما يمثّل نسخة إسلامية عن الخمير الحُمر الذين لا هدف لهم سوى الحرب من دون نهاية.

تفرض الخلافة السُّنية سيطرتها على طول منطقة كبيرة وفقيرة ومنعزلة يسعى سكانها للخروج منها. عددٌ كبيرٌ من ملايين السُّنة في بغداد ومحيطها يقعون عرضةً للهجوم، حيث تم قتل ما يقارب 255 سجيناً سنيّاً. على المدى الطويل، لا يمكن لداعش أن تفوز ولكن المزيج الذي تنتهجه من التطرّف المطلق وحسن التنظيم يجعل من الصعب إقصاؤها.

«كان اللّه في عون الشيعة»، قالها بندر بن سلطان، ولكن بفضله نوعًا ما، قد تحتاج المجتمعات السنيّة المتشرذمة في العراق وسوريا إلى العون الإلهي أكثر من الشيعة.

----------------------------------------

باتريك كوكبيرن : صحفي كان مراسلاً في الشرق الأوسط منذ العام 1979 للفايننشال تايمز.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف