البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

August / 9 / 2020  |  1802تحولات الحركة السلفية ومستقبلها في الاتحاد الروسي

عمرو الديب المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية شتاء 2020 م / 1441 هـ
تحولات الحركة السلفية ومستقبلها في الاتحاد الروسي

التحدّي الأيديولوجيّ الأكثر خطورة على نقاء الإسلام الروسيّ، يتمثّل في الإسلام الراديكاليّ، الذي يسمّيه المستشرقون و الباحثون الروس «السلفيّة»  أو «الوهّابيّة»، فلا فرق عندهم بين هذين المفهومين سواء على المستوى الأكاديميّ أو المستوى الأمنيّ. ووفقًا لدراسة أجراها «أنطون شيكوف» -باحث في دائرة السجون الروسية- في عام 2016م، فإنّ 95٪ من موظّفي الوحدات التشغيليّة لنظام تنفيذ القانون في روسيا لا يستطيعون التفرقة بين مفهوم «السلفيّة» ومفهوم «الوهّابيّة»، فالمفهومان مرادفان لمصطلح «الإسلام الراديكاليّ»[1].

الحركة السلفيّة في روسيا الاتحاديّة تمثّل تحدٍّ كبير لأجهزة الأمن الروسيّة و للمجتمع الروسيّ ككل، فبصعود الحركة السلفيّة في روسيا في العشرة الأخيرة من القرن العشرين بعيد  تفكّك الاتحاد السوفيتيّ، كان على القيادة الروسيّة العمل بشكل جدّيّ مع صعود هذه الحركة التي كانت تنتمي لها العديد من الحركات الانفصاليّة في الشيشان وشمال القوقاز لمنع تأثير الحركة السلفيّة على الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة الروسيّة. و بعد بدء الحرب السوريّة في عام 2011م وصعود الجماعات الإرهابيّة فيها وفي ليبيا -أيضًا-، أصبح التحدّي أصعب ممّا كان عليه فى  تسعينيّات القرن الماضي والعشرة الأولى من القرن الحاليّ، خصوصًا وأنّ أعدادًا كبيرة من الشباب الروسيّ فى مناطق شمال القوقاز، داغستان، الشيشان وحتّى فى موسكو ذاتها  ينضمّون للحركة السلفيّة بسبب ظروف اقتصاديّة و اجتماعيّة صعبة. فتسعى هذه الورقة البحثيّة إلى:

1 -  رصد مراحل تشكيل الحركة السلفيّة في الاتحاد الروسيّ.

2 - البحث عن أسباب جذب الحركة السلفيّة للعديد من الشباب الروسيّ المسلم.

3 - التطرّق لسبل مكافحة الحركة السلفيّة ومستقبلها داخل الاتحاد الروسيّ.

مراحل تشكيل الحركة السلفيّة في روسيا الاتحاديّة

بدء تغلغل الحركة السلفيّة على الأراضي الروسيّة يعود إلى نهايات الحقبة السوفيتيّة، عندما ظهرت بعض الجماعات التابعة لها في شمال القوقاز. ففي الفترة ما بين 1982-1984م قامت السلطات السوفيتيّة وعلى رأسها جهاز «الكي جي بي»  و»وزارة الداخليّة» بقمع هذه الجماعات، إلا أنّ ذلك كان بشكل مؤقّت. فبنهاية ثمانينيّات القرن الماضي تغيّر الوضع داخل الاتحاد السوفيتيّ بشكل كبير، عندما أضعفت البيريسترويكا الحدود الخارجيّة للبلاد وأضعفت أيضًا الحالة الأمنيّة الداخليّة للبلاد، فتسلّل أوّل أمراء السلفيّة- الوهّابيّة من خلال أفغانستان الذين أسّسوا خلاياهم في طاجيكستان ووادي فرغانة.[2]

ولم تعد لجنة أمن الدولة (الكي جي بي) قادرة في السنوات الخمس الأخيرة من عمر الاتحاد السوفيتيّ على إكمال حركة القمع تجاه هذه الجماعات، ممّا أعطى الفرصة لظهور السلفيّة- الوهّابيّة في شمال القوقاز. ومن حينها انتشرت تعاليم «السلفيّة- الوهّابيّة» بسرعة كبيرة.

ومن الجدير بالذكر، أنّ جهود المملكة العربيّة السعوديّة في نشر السلفيّة في الاتحاد الروسيّ ليست موضع شكّ. فأعطت المملكة اهتمامًا خاصًّا بالبرامج التعليميّة المصممّة لرفع مستوى الأئمّة السلفييّن وتشكيل جيل جديد من القادة الروحيّين بينهم. ومنذ عام 1989م، ذهب شباب مسلمون من جمهوريّات شمال القوقاز ومن  مناطق روسيّة أخرى، إلى مئات المدارس العربيّة  لتعزيز إحياء الإسلام الروسيّ؛ إذ كان معظم أولئك الشباب يعودون وقد اعتنقوا تعاليم النسخة «السلفيّة» من الإسلام. وارتبط التزايد الواضح في عدد السلفيّين خلال منتصف التسعينات بعودة المجموعات الأولى من أولئك الطلاب الذين كانوا يدرسون في الخارج، ممّا شكّل العمود الفقريّ للحركة السلفيّة فى روسيا.

‎ ففي عام 1990م أسّست عدّة حركات متطرّفة «حزب النهضة الإسلاميّة لعموم الاتحاد السوفيتيّ» الذي انقسم فيما بعد الى عدّة أحزاب لعبت دورًا في بعض النزاعات التي دارت أو ما زالت تدور في دول الاتحاد السوفيتيّ السابق[3].

و حتّى عام 1994م كانت آسيا الوسطى، المنطقة ذات الأولويّة في برنامج «تصدير الوهّابيّة» السعوديّ. و لكن في نفس الفترة تمّ تحقيق نتائج ملموسة من خلال أنشطة هذا البرنامج على الأراضي الروسيّة. ففي عام 1991م عرضت المؤسّسات الخيريّة السعوديّة تقديم مساعدات ماليّة على «الإدارة الروحيّة المركزيّة لمسلمي روسيا»، إلا أنّ طلعت تاج الدين مفتي روسيا الاتحاديّة رفض التعاون مع هذه المؤسّسات.

في عام 1992م حدث انقسام داخل الإدارة الروحيّة للمسلمين فى داغستان، فانفرد كلّ مفتي بمجموعة من مسلمي هذه الجمهوريّة، الأمر الذى أدّى إلى ضعف المجتمع الإسلاميّ التقليديّ، ممّا أعطى الفرصة للتيّار السلفيّ لنشر العقيدة السلفيّة دون أي عقبات. إلا أنّ الأساليب السلفيّة المشهورة في فرض أحكامهم و التى تبدأ برفض العادات والتقاليد الخاصّة بالمجتمع، دفعت الأمور إلى مواجهات مسلّحة بينهم وبين باقي المجتمع الإسلامي الداغستانيّ. واستمرّت هذه المواجهات في الفترة ما بين 1992 و1995م في مناطق «كيزيليورت»، «كازبك» و»محج قلعة». وكانت أهمّ عقبة في توسّع الحركة السلفيّة في داغستان هو ظهور الحركة الصوفيّة، التي تمثّلت في الطريقة الشاذليّة، الطريقة النقشبنديّة والطريقة القادريّة.

المناطق السكّانيّة في «كرماخي»، «شعبانماخي» و»قادار»  في إقليم «بويناكسكي» كانت ساحة معارك كبيرة بين التيّار السلفيّ والتيّار الصوفيّ، ففي خريف 1998م أتمّ السلفيّون إجراءات الاستيلاء على هذه المناطق وتمّ تطبيق أحكام الشريعة الإسلاميّة، من خلال دعم مادّيّ «سعوديّ» ومن خلال دعم المقاتلين الشيشانيّين الذين ساعدوا بالسلاح.

حاولت السلطات في داغستان ـ التي شعرت بقلق بالغ إزاء تطوّر الوضع ـ التفاوض مع القرى المتمرّدة، لكنّها لم تنجح. الحكومة الفيدراليّة في موسكو كانت في موقف لا تحسد عليه، بسبب إعلان انفصال القرى الثلاث عن الفيدراليّة الروسيّة، لكنّها لم تقدم على أيّ خطوة انتقاميّة، إلا بعد يوم 21 أغسطس 1998م الذى أغتيل فيه رئيس الإدارة الروحيّة في داغستان «محمد سعيد أبو بكر» والذي كان يعارض التيّار السلفيّ- الوهّابيّ في الجمهوريّة. منذ تلك اللحظة، أطلقت الحكومة الفيدراليّة بالتعاون مع السلطات في داغستان والقادة الروحانيّين المسلمين حملة واسعة النطاق للقضاء على التيّار السلفيّ في الجمهوريّة.[4] باعتبارها ممثّل الإسلام الرسميّ بادرت الإدارة الدينيّة المحلّيّة للمسلمين في داغستان بطلب للبرلمان الداغستانيّ لحظر السلفيّة- الوهّابيّة، وهو ما استجاب له البرلمان في ١٦ سبتمبر 1999م، إلا أنّ ذلك لم يعني انتهاء المدّ السلفيّ في داغستان. فالحرب بين المسلمين التقليديّين والصوفيّين من جانب مع السلفيّة من جانب آخر مستمرّة حتّى الآن. واغتيال الزعيم الدينيّ الصوفيّ الشهير في داغستان الشيخ «سعيد أفندي» في 2012م شاهد على استمراريّة هذه الحرب[5].

أمّا في الجمهوريّة الشيشانيّة المجاورة لداغستان، ظهر التيّار السلفيّ- الوهّابيّ بفضل رئيسها «جوهر دوداييف»، الذي راهن على المنظّمات الإسلاميّة الدوليّة في إحياء الإسلام. و شركاؤه هم المنظّمات الإسلاميّة المتطرّفة «الإخوان المسلمون» و«الجماعة الإسلاميّة» و»الشباب الإسلاميّ» وغيرها من المنظّمات.

تسارعت وتيرة عمليّة التطرّف بشكل كبير أيّام الحرب الشيشانيّة الأولى، و التي سارع دوداييف إلى إعلانها كجهاد ضدّ الحكومة الفيدراليّة بمساعدة المئات من المرتزقة من أفغانستان وبلدان الشرق الأوسط. و كان من بين هؤلاء، الأمير «سيف الإسلام خطاب»[6]. وفي غضون سنتين أو ثلاث -بجهود خطاب وأنصاره- أصبح معظم القادة الشيشان من أتباع السلفيّة- الوهّابيّة. عرض السلفيّون على أتباعهم المحتملين ليس فقط أيديولوجية جديدة، بل كمّيّات كبيرة من المال حسب المعايير المحلّيّة. دخل المئات من الشبّان الشيشان عن طيب خاطر إلى المعسكرات الوهّابيّة للتدريب الشامل، بعد إضفاء الشرعيّة عليها بعد توقيع اتفاقات خاسافيورت التي أنهت الحرب الشيشانيّة الأولى. ومن أشهر هذه المخيّمات، مخيّم «القوقاز» في منطقة سيرزين ـ يورت.

الرئيس الثاني للشيشان «أصلان مسخادوف» ومفتي الجمهوريّة «أحمد قاديروف»، راقب بقلق شديد تسارع وتيرة نشر السلفيّة ـ الوهّابيّة. وعلى الرغم من موقعهم الرفيع بشكل رسميّ، إلا أنّهم لم يكن لديهم القوّة الكافية لوقف هذا المدّ بطريقة أو بأخرى. في 15 يوليو 1998م، هاجم مقاتلو القائد الميدانيّ «آرباي باراييف»، أحد أتباع «السلفيّة- الوهّابيّة»، ثكنات كتيبة «مسخادوف» التابعة للحرس الوطنيّ الشيشانيّ. كان هذا العمل بمثابة بداية مرحلة مسلّحة في المواجهة بين الوهّابيّين والطرق الصوفيّة في الشيشان. وقامت الحرب الشيشانيّة الثانية  ـ في نهاية المطاف ـ بتقسيم المجتمع الشيشانيّ إلى مسلمين تقليديّين (من بينهم الحركة الصوفيّة)  كانوا قد انحازوا إلى الحكومة الفيدراليّة وإلى السلفيّين ـ الوهّابيّين. والكفاح ضدّ هذا التيّار المتطرّف ما زال مستمرًّا، لكّنه لا يحمل أيّ ثمار إيجابيّة ملحوظة. وكان ضحايا الصراع مع السلفيّة ـ الوهّابيّة الآلاف من الشيشان، بما في ذلك العشرات من الأئمّة ومفتي الشيشان السابق نفسه، أحمد قديروف.

حتّى وقتنا هذا تظلّ الخلايا النائمة التابعة للحركة السلفيّة في منطقة القوقاز، عاملًا رئيسيًّا لزعزعة الاستقرار، ليس فقط بسبب الأيدلوجيّة التى يعتنقها هؤلاء، لكن بسبب الوضع الاقتصاديّ والسياسيّ الصعب. هذه الخلايا غير مقتصرة على داغستان أو الشيشان ولكنّها تمتدّ إلى إنغوشيا وقبردينو بلقاريا.  وفي هذه المناطق يرتكب السلفيّون بشكل متقطّع «أعمال تخويف»، ويقتلون المسؤولين، فضلًا عن شخصيّات دينيّة إسلاميّة، موالية للسلطات الفيدراليّة الروسيّة. كما أنّهم يقومون بأنشطة تخريب عسكريّة، ويهاجمون مراكز الشرطة، ونقاط تفتيش تابعة للجيش، وما إلى ذلك.  بالإضافة إلى العمليّات الانتحاريّة، التي نقلت مسارحها إلى وسط روسيا، ممّا يعرض موسكو لهجمات انتحاريّة. الأمثلة هنا كثيرة: تفجيرات الشقق في موسكو عام 1999م، وأخذ الرهائن أثناء عرض مسرحي «نورد أوست» في 2002م، تفجيرات مترو موسكو في عام 2010م، انفجارات المطار الدوليّ «دوموديدوفو» في عام 2011م. من الواضح تمامًا أنّ جميع الهجمات المذكورة أعلاه سعت إلى تحقيق الهدف السياسيّ المتمثّل في إظهار ضعف العاصمة «موسكو» وضعف السلطة الروسيّة أمام التيّار السلفيّ- الوهّابيّ.[7]

أمّا في مناطق محيط نهر الفولجا، انتشرت السلفيّة بشكل فعّال في الفترة ما بين 1990م وحتّى مطلع الألفيّة الجديدة. فتعرّضت جمهوريّة «تتارستان» للعديد من الهجمات الإرهابيّة الفترة من 2004م  وحتّى الآن عن طريق أعضاء الجماعات السلفيّة. على سبيل المثال: 19 نوفمبر 2004م انفجار أنبوب غاز بمنطقة كيروف؛ 30 يناير 2005م انفجار أنبوب غاز في منطقة أوليانوفسك، وصولًا إلى محاولة اغتيال مفتي جمهوريّة تتارستان في عام 2012م.[8]

إنّ الحديث عن أعداد السلفيّين في روسيا أو غيرها أمر صعب، حيث لا توجد آليّات معترف بها لتحديد العدد الحقيقيّ المنتمي للتيّار السلفيّ في روسيا. في الأساس نجد صعوبة في تحديد أعداد المسلمين في روسيا بشكل دقيق، لذلك أيّ أرقام عن أعداد السلفيّين سواء في بعض الكتب أو في بعض المقالات العلميّة، لا أساس لها. كي نصل إلى حجم توغّل التيّار السلفيّ داخل المجتمع الروسيّ، كان علينا دراسة أعداد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابيّة المسجّلة في مكتب النائب العام في روسيا الاتحاديّة. فإذا نظرنا للجدول التالي، سنجد أنّ جمهوريّة الشيشان، في عام 2009م وصل عدد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابيّة إلى 437 جريمة مسجّلة. إلا أنّ عدد الجرائم في هذه الجمهوريّة بدأ فى الهبوط حتّى وصل إلى 93 جريمة فقط  فى 2018م. ومؤشّر الهبوط هذا و الذي يعكس انحسار التيّار السلفيّ في المجتمع الشيشانيّ، السبب الوحيد فيه هو الإجراءات الأمنيّة الشديدة التى يتّبعها الرئيس الشيشانيّ «رمضان قديروف» في مواجهة التيّار السلفيّ، بالإضافة إلى تحسّن الوضع المعيشيّ في هذه الجمهوريّة.

وعلى العكس، نجد أنّ جمهوريّة داغستان، كان عدد الجرائم فيها لا يتعدّى 44 جريمة فقط في عام 2009م. إلا أنّ هناك مؤشّر صعود خطير في هذه الجمهوريّة من حيث عدد الجرائم، فنجد أنّ عدد الجرائم وصل إلى 966 جريمة في عام 2016م و إلى 531 جريمة في 2017م، حتّى وصل في الفترة ما بين يناير إلى يونيو 2018م إلى 262 جريمة. بهذا المؤشّر التصاعديّ من حيث عدد الجرائم ذات الطبيعة الإرهابيّة فى داغستان، نرى أنّ توغّل التيّار السلفيّ فيها أخذ في الازدياد، وأنّ المداهمات الأمنيّة المستمرّة لا تجدي نفعًا.

أمّا بالنسبة لمدينتي موسكو وسانت بطرسبرج، نرى أنّ عدد الجرائم يزداد عامًا بعد عام. وذلك يعكس دورًا وإن كان غير خطير للتيّار السلفيّ في هاتين المدينتين حتّى الآن. لكن عندما يكون عدد الجرائم  قد وصل إلى 120 جريمة في 2017م وإلى 80 جريمة في عام 2018م، فذلك يعكس خطورة تنامي التيّار السلفيّ في العاصمة السياسيّة والعاصمة الروحيّة لروسيا الاتحاديّة.

عوامل انتشار التيّار السلفيّ في روسيا الاتحاديّة

لدراسة العوامل التي أثّرت بشكل كبير في انتشار السلفيّة في روسيا الاتحاديّة، نجد أنّ هناك عوامل خارجيّة وأخرى داخليّة. بالفعل كان هناك دور ملموس للتأثير الخارجيّ، خصوصًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتيّ. في روسيا الاتحاديّة بعيد تفككّ الاتحاد السوفيتيّ، حدث فراغ أيديولوجيّ كبير، بعد إلغاء الأيديولوجيّة الشيوعيّة. حتّى الإسلام التقليديّ لم يستطع سدّ هذا الفراغ في المناطق السكّانيّة الإسلاميّة في شمال القوقاز ومحيط نهر الفولجا؛ لأنّ الإسلام التقليديّ كان عبارة عن خليط من الشعائر الإسلاميّة  الرئيسيّة والتقاليد والعادات الشعبيّة، ففي هذه الفترة لم يكن على الساحة الإسلاميّة الروسيّة أيّ مركز روحيّ فعّال قادر على صدّ التأثيرات السلبيّة القادمة من الخارج.

العوامل الخارجيّة التي أثّرت في انتشار العقيدة السلفيّة في روسيا، تمثّلت في نشاط هياكل تنظيميّة أجنبيّة على الأراضي الروسيّة وأيضا في نشاط المفتين القادمين من الخارج من برامج تعليميّة وتدريبيّة سعوديّة.

 في السنوات الأولى من التجربة الديموقراطيّة الروسيّة في بدايات التسعينيّات، تمّ افتتاح العديد من المكاتب التمثيليّة والفروع لمختلف الصناديق الإسلاميّة والمراكز والمنظّمات الخيريّة على أراضي روسيا الاتحاديّة. ومن خلال هذه الصناديق والمنظّمات تمّ تقديم دعم مادّيّ لا محدود لرجال الدين في هذه الفترة، ممّا أدّى إلى ظهور فساد ماليّ بين هؤلاء، من ناحية، وإلى ظهور عوامل ضغط خارجيّ على أولئك الذين يتلقّون هذا الدعم، من ناحية أخرى.

أمّا بالنسبة لنشاط المفتين، الذين تلقّوا تعليمًا أو تدريبًا في المدارس والمعاهد الإسلاميّة في المملكة السعوديّة، مصر، وسوريا. فنجد أنّ هؤلاء، كان لهم دور كبير في نشر الأيدلوجيّة السلفيّة بين الشباب الروسيّ المسلم، بعد عودتهم. ففي روسيا حوالى 2000 إمام في المساجد، تلقّوا تعليمًا أو تدريبًا في الخارج. ففي عام 2011م، كان هناك أكثر من 3000 طالب روسي في جامعات ومعاهد إسلاميّة في بعض الدول العربيّة، إلا أنّ الأهمّ هنا أنّ الجزء الأكبر من هؤلاء الطلاب، تتراوح أعمارهم بين 20-25 عامًا.[10]

ومع ذلك، ليس من الصواب تمامًا أن نحصر أسباب انتشار السلفيّة في روسيا الاتحاديّة في العوامل الخارجيّة. ممّا لا شكّ فيه أنّ هناك عوامل داخليّة خلقت أرضيّة «خصبة» لانتشارها.

في رأينا، هناك عدد من العوامل الداخليّة التي أثّرت -بشكل واضح- على انتشار الفكر السلفيّ داخل المجتمعات الإسلامية في روسيا الاتحاديّة. ومن هذه العوامل، 1) انخفاض مستوى التنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة -بشكل عامّ- في روسيا، وبشكل خاص في مناطق شمال القوقاز، ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من سكّان هذه المناطق تحت خطّ الفقر. لذلك انتشرت السلفيّة، كقاعدة عامّة، بين الشرائح المحرومة ماليًّا واجتماعيًّا من السكّان في شمال القوقاز ومنطقة الفولغا؛ 2) ارتفاع مستوى أمّيّة سكّان شمال القوقاز؛ 3) انخفاض تأثير دور الدين التقليديّ في حياة المجتمع، فليس أمام الشباب الروسيّ المسلم سوى طريقين، الأوّل: الصوفية، والثاني: السلفيّة. وبما أنّ الطرق الصوفيّة، مقرّبة جدًّا للسلطة الفيدراليّة في موسكو، فلا يجد الشباب المسلم سوى السلفيّة كملاذ، نظرًا لعدم ثقة الشباب في السلطة السياسيّة المحلّيّة والفيدراليّة، ونظرًا لبساطة الفكر السلفيّ وسهولة تداركه؛ 4) جهل اللغة العربيّة، لغة القرآن والأحاديث النبويّة. ممّا يولّد عدم فهم كامل لمعاني الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة؛ 5) مستوى عال من السخط على السلطة في أوساط المجتمعات المسلمة في شمال القوقاز، بسبب الاضطهاد الاجتماعيّ والسياسيّ؛ 6) ضعف هياكل الدولة، لا سيّما وكالات إنفاذ القانون والأجهزة المخابراتيّة في مناطق شمال القوقاز؛ 7) وجود نسبة كبير من سكّان هذه المناطق دون سنّ الثلاثين؛ 8) بسبب الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة في مناطق شمال القوقاز، تزداد نسب الهجرة الداخليّة من هذه المناطق إلى المدن الكبرى (موسكو، سانت بطرسبرج وقازان)، ممّا يجعل انتشار السلفيّة في عموم الاتحاد الروسيّ غير صعب.

في بدايات 2010م أصبحت الهجرة من آسيا الوسطى عاملًا مهمًّا يؤثّر على مسألة انتشار الأفكار السلفيّة في روسيا الاتحاديّة. فوفقًا لمصادر مختلفة تتراوح أعداد المهاجرين الأوزبكستانيّين من 800 ألف مهاجر إلى 1.2 مليون. أمّا المهاجرون الطاجيك تصل أعدادهم إلى مليون مهاجر، في حين يصل أعداد المهاجرين القرقيزين إلى حوالي 500 ألف مهاجر. ويستقرّ هؤلاء المهاجرون في محيط نهر الفولغا، في جبال الأورال، وكذلك في شمال البلاد وحتّى في الشرق الأقصى[11].

ولا تتوقّف الأمور على حدّ الأعداد الكبيرة لمهاجري آسيا الصغرى، لكن تشهد نسب المواليد داخل هذه الأسر ارتفاعًا غير طبيعيّ بالمقارنة إلى السكّان الروس. فمثلًا في تتارستان فقط، وفقًا للبيانات الرسميّة، كلّ عام يولد حوالي 1000 طفل في الأسر المهاجرة[12].

أيضًا هناك عامل مهمّ في زيادة تأثير الأفكار السلفيّة في مناطق شمال القوقاز. وهو عامل هجرة السكّان الروس من هذه المناطق، ففي الفترة ما بين 1989 و 2002م انخفض عدد السكّان الروس بنسبة تصل إلى 27%، هناك تقديرات أخرى تقرّ بهجرة حوالي 420 ألف روسيّ من من هذه المناطق، لتتحوّل المجتمعات في شمال القوقاز إلى مجتمعات إسلاميّة خالصة، لتكون تربة خصبة لزيادة تأثير التيّار السلفيّ[13].

مكافحة الحركة السلفيّة ومستقبلها داخل الاتحاد الروسيّ

الإسلام المسموح به داخل حدود روسيا الاتحاديّة، هو الإسلام الوسطيّ، البعيد كلّ البعد عن أيّ فكر متطرّف أو أيّ فكر انفصاليّ  يهدّد الاتحاد الروسيّ. فالنشاط الدينيّ والسياسيّ للحركة السلفيّة في روسيا يهدف إلى تأسيس نموذج حكم إسلاميّ على أراضي الاتحاد الروسيّ، مستخدمة في ذلك أساليب التخويف، فهي بالفعل تشنّ حربًا حقيقيّة ضدّ الحكومة الفيدراليّة في كلٍّ من داغستان وأنغوشيا، في حين تتمتّع بحضور طاغي في كلٍّ من قباردينو- بلقاريا. بالإضافة لذلك تعزّزت مواقفهم بشكل واضح في كلٍّ من تتارستان و بشكيريا، أمّا في الآونة الأخيرة، تمتلك هذه الحركة بالفعل وجود في موسكو. لذلك السلطات الروسيّة تعمل على مكافحة الفكر المتطرّف الإسلاميّ الذي تمثّله الحركة السلفيّة، ليس على مستوى التشريعات القانونيّة المعمول بها داخل الاتحاد الروسيّ أو على مستوى الأجهزة الأمنيّة فقط، بل على المستوى الأيدلوجيّ أيضًا.

ـ فوفقًا للمادّة 13 من الدستور الروسيّ «يُحظر إنشاء الجمعيّات العامّة ذات الأهداف والأنشطة الموجّهة نحو التغيير القسريّ لأساس النظام الدستوريّ وانتهاك سلامة الاتحاد الروسيّ، أو تقويض أمنه، أو إنشاء وحدات مسلّحة، أو التحريض على الفتنة الاجتماعيّة أو العرقيّة أو القوميّة أو الدينيّة، وكذلك تُحظر أنشطتها». أمّا الفقرة الثانية من المادّة 29 من الدستور «الدعاية أو التحريض اللذان يثيران الكراهية والعداء الاجتماعيّ أو العرقيّ أو القوميّ أو الدينيّ محظوران. والدعاية للتفوّق الاجتماعيّ أو العرقيّ أو الوطنيّ أو الدينيّ أو اللغويّ محظورة أيضًا».[14] أمّا القانون الفيدراليّ رقم 125 الصادر في 26 سبتمبر 1997م» قانون  حرّيّة الضمير والجمعيّات الدينيّة» فينصّ في المادّة الرابعة على «الاتحاد الروسيّ دولة علمانيّة. لا يمكن تأسيس أيّ دين للدولة أو دين إجباريّ. يتمّ فصل الجمعيّات الدينيّة عن الدولة وتكون متساوية أمام القانون». وفي الفقرة الخامسة من نفس المادّة «يحظر على الجمعيّات الدينيّة أن تؤدّي وظائف السلطات العامّة والهيئات الحكوميّة الأخرى ومؤسّسات الدولة وهيئات الحكم الذاتيّ المحلّيّة؛ لا تشارك في الانتخابات للسلطات العامّة وهيئات الحكم الذاتيّ المحلّيّة ؛ لا تشارك في أنشطة الأحزاب السياسيّة والحركات السياسيّة ولا تقدّم لها مساعدات مادّيّة أو غيرها»[15].

وبالنسبة للقانون الفيدراليّ رقم 25 الصادر في 11 يوليو 2001م «قانون الأحزاب السياسيّة» فيحظر في مادّته التاسعة تأسيس الأحزاب على أساس دينيّ.[16] ينصّ أيضًا قانون العقوبات الروسيّ في مادّته «63» على أنّ أيّ جريمة جنائيّة ترتكب بدافع الكراهية الدينيّة، تعامل كظرف مشدّد للعقوبة.

هناك أيضًا بعض القوانين المحلّيّة في جمهوريّات الاتحاد الروسيّ التي سنّت لمكافحة التطرّف الدينيّ (قانون جمهوريّة داغستان المتعلّق بحظر الوهّابيّة  الصادر في 22 سبتمبر 1999م، قانون  قبردينو- بلقاريا الصادر في 1 يونيه عام 2001م بشأن حظر الأنشطة الدينيّة المتطرّفة).

وبتحليل هذه التشريعات نجد أنّها تركّز فقط على مكافحة الأنشطة وليس مكافحة الأيدلوجيّة، لذلك نجد برغم صدور قانون حظر الوهّابيّة في داغستان في عام 1999م، إلا أنّ التغلغل السلفيّ-الوهّابيّ يتزايد بشكل مخيف في هذه الجمهوريّة. أيضًا نجد غياب حظر نشاط التيّار السلفيّ-الوهّابيّ على المستوى التشريعيّ الفيدراليّ،  فالسلطات الروسيّة تهاب القدوم على هذه الخطوة خوفًا من أن يؤثّر ذلك على العلاقات الروسيّة ـ السعوديّة.

ـ أمّا على مستوى الأجهزة الأمنيّة، فمنذ عام 1999م، بدأت وكالات إنفاذ القانون الروسيّة حملة واسعة ضدّ الإسلام الراديكاليّ، في سياقها تمّ إغلاق الفرع الروسيّ لمنظّمة «الحرمين» و»طيبة»، وتمّ إغلاق شبكة من المؤسّسات التعليميّة التركيّة التابعة لمؤسّسة «سلميانديجار» و»نوردجولار».  تمّ وقف نشاط أكثر من دور نشر كانت تطبع كتبًا متطرّفة، بالإضافة لعمليّات اعتقال جماعيّة لأتباع حزب التحرير.

وفي 14 فبراير 2003م في جلسة مغلقة في المحكمة العليا للاتحاد الروسيّ، بناءً على طلب من المدّعي العام للاتحاد الروسيّ، تمّ حظر نشاط العديد من المنظّمات الإرهابيّة. أمّا في 2 أبريل 2004م  محكمة «سافيلوفسكي» اعترفت بتطرّف «كتاب التوحيد» لمحمّد بن عبد الوهّاب، صدر في 21 مايو 2007م في محكمة «كوبتيفسكي» حكم مماثل ضدّ كتب الكردي «سعيد النورسي» التي تسمّى «رسائل النور»[17].

 و منذ عام 1999م وحتّى الآن وأجهزة الأمن الروسيّة تقوم بعمليّات عسكريّة متواصلة من أجل استئصال الخطر الإرهابيّ في مناطق شمال القوقاز. وكانت آخر هذه العمليّات في أبريل 2018م في خمس أقاليم روسيّة (داغستان، ستفاربول، أومسك، أوليانوفسك، وتترستان) ضدّ أعضاء منظّمة «جبهة التحرير»[18].

إلا أنّ أساليب العمليّات القتاليّة لحلّ مشكلة الوهّابيّة والسلفيّة، تعطي نتائج مرضية على المدى القصير، لكن تكون في نفس الوقت سببًا من أسباب انتشار هذا التيّار.  فيجب التحوّل إلى تقنيّات أكثر استجابة، مثل: التركيز على النشاط الاستخباريّ، إعادة هيكلة أسس تطبيق الأساليب العسكريّة في البلاد ودراسة الإنجازات الحديثة للعلوم وخبرات الخدمات الخاصّة في العالم، التي تشهد على إمكانيّة استخدام أساليب أخرى سلميّة وتعطي نفس النتائج.

ـ هناك مستوى آخر تكافح به الحكومة الروسيّة انتشار الفكر السلفيّ على أراضيها. وذلك من خلال دعم أفكار الإسلام الوسطيّ ودعم الحركة الصوفيّة في شمال القوقاز، لتمثّل أيدلوجيّة مناوئة للأفكار السلفيّة. و يقوم بهذا الدور شيوخ الإسلام الروسيّ وأئمّته. فنرى مفتي جمهوريّة الشيشان «صالح مجييف»، يقول: «الأمّة المسلمة الروسيّة تعيش أوقاتًا صعبة؛ لأنّ الوهّابيّة تنتشر، ووصف مفتي الشيشان التهديد الذي يواجه مسلمي روسيا في مؤتمر صحفيّ. «إنّهم يطلقون على أنفسهم اسم السلفيّين، لكنّنا نسمّيهم «السلفيّين الزائفين» ويضيف «نحن نقول وسنقول إنّ كلّ المسلمين في روسيا يجب أن يتّحدوا، يجب على جميع المفتين والعلماء أن يتّحدوا لمحاربة السلفيّين»[19].

نجد  أيضًا أنّ مفتي جمهوريّة تتارستان «كامل سميع الله» طالب بضرورة منع نشاط الحركة السلفيّة على المستوى الفيدراليّ خلال جلسات مجلس الأديان الروسيّ في مارس 2018م، الذي وصّى بحظر نشاط السلفيّين في روسيا. إلا أنّ مجلس شورى المفتين في روسيا عارض هذه التوصية بشدّة.[20] أيضًا في البيان الختاميّ لمؤتمر «أهل السنّة و الجماعة» الذي عقد في العاصمة الشيشانيّة «جروزني» 25 أغسطس 2016م، الذي حضره شيخ الأزهر وعدد كبير من العلماء المسلمين، برعاية رئيس جمهوريّة الشيشان «رمضان قاديروف»، تمّ استبعاد السلفيّين من أهل السنّة والجماعة. حيث أكّد البيان أنّ أهل السنّة والجماعة هم «الأشاعرة والماتريديّة في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوّف الصافي علمًا وأخلاقًًا وتزكيةً»[21].

إلا أنّ كلّ هذه السبل التي تقوم بها الحكومة الروسيّة من خلال تشريعات فيدراليّة ومحلّيّة، من خلال عمليّات عسكريّة ومداهمات أمنيّة أو من خلال أصوات رجال الدين المسلمين المحسوبين على الحكومة الفيدراليّة لم تستطع الحدّ من انتشار التيّار السلفيّ- الوهّابيّ في روسيا، فمواجهة الفكر السلفيّ في روسيا أو غيرها من بلاد العالم، يجب أن تكون من خلال وجود سياسة اجتماعيّة واقتصاديّة مدروسة تحقّق للشباب الذات على المستوى الاجتماعيّ والمادّي والروحانيّ. من الضروري، رفع المستوى التعليميّ للأئمّة المحلّيّين، «تنظيف» صفوفهم من العناصر السلفيّة- الوهّابيّة الصريحة. يجب على الحكومة الفيدراليّة دعم مجلس المفتين في روسيا وغيرها من الهياكل التي تدعو إلى الإسلام التقليديّ لتعميم أنشطتهم وجهودهم. بالإضافة إلى ذلك، فمن الضروري الحدّ من إرسال الطلاب في المراكز التعليميّة في الخارج. أيضًا ينبغي إعطاء المزيد من الاهتمام بالعمل مع وسائل الإعلام، التي لديها الفرصة لتعميم المعتقدات الدينيّة التقليديّة.

ولا يعني انتشار التيّار السلفيّ في روسيا أن يكون له دور في الحياة السياسيّة الروسيّة، بل مقابل هذا الانتشار يتولّد تحدٍّ أكبر من جانب الأجهزة الأمنيّة في القضاء عليه. وهكذا منذ أن ظهر التيّار السلفيّ في الاتحاد الروسيّ، فكلّ هياكل السلطة الفيدراليّة والمحلّيّة تقاوم هذا الوجود بكلّ السبل، سواء تشريعيّة أو أمنيّة أو أيدلوجيّة. فهناك رفض واضح لهذا التيّار. وهذا الرفض مستمرّ ما دامت الديانة المسيحيّة  الأرثوذكسيّة الروسيّة تمثّل أكثر من 80%  من الشعب الروسيّ. فروسيا لا تحارب السلفيّة- الوهّابيّة فقط على الأراضي الروسيّة، لكن تحاربها أيضًا في سوريا، فأهمّ أسباب التدخّل العسكريّ الروسيّ في سوريا القضاء على الجماعات الإرهابيّة.

 وينتظر في المستقبل القريب، أن يكون هناك سبل أكثر وحشيّة في تعامل السلطات الروسيّة مع هذه الحركة، خصوصًا بعد السياسة الجديدة التي يتّبعها وليّ العهد السعودي «محمّد بن سلمان» في مواجهة التيّار السلفيّ- الوهّابيّ في المملكة السعوديّة، ممّا سيرفع الحرج عن الكرملين في مواجهته مع السلفيّين الروس. لذلك سيكون على الجماعات السلفيّة- الوهّابيّة الروسيّة أن تستمرّ بدون دعم سياسيّ وماليّ سعوديّ.

قائمة المصادر والمراجع

المصادر التشريعيّة:

1 -  دستور الاتحاد الروسيّ الصادر عام 1994م شامل تعديلاته حتى عام 2014م.

2 - القانون الفيدراليّ رقم 125 الصادر  بشأن «حرّيّة الضمير والجمعيّات الدينيّة» في 26 سبتمبر 1997م.

3 -  القانون الفيدراليّ رقم 25 الصادر بشأن «الأحزاب السياسيّة» في 11 يوليو 2001م.

الكتب:

4 - فاجابوف، ميخائيل فاجابوفيتش. الوهّابيّة: التاريخ والحاضر، الطبعة الأولى، دار نشر داغستان الحكوميّة، محج قلعة داغستان. 2000م.

5 - سيلانتييف، رومان، التاريخ الحديث للإسلام في روسيا، الطبعة الأولى، دار نشر: ألجورتم. موسكو، 2007م.

6 - شولتز، فلاديمير، الإرهاب في العالم الحديث، الطبعة الثانية، دار نشر: مركز أبحاث المشكلات الأمنيّة، أكاديميّة العلوم الروسية، موسكو، 2011م.

7 - مخمتزيانوف، أيرات، البعد الاجتماعيّ الثقافيّ للأنشطة المجتمعيّة في منطقة الأورال، الطبعة الأولى، الناشر: جامعة قازان الحكومية، قازان، 2013م.

8 -  فايزولينا، ألبينا، مشاكل التكيّف العرقيّ للمهاجرين، الطبعة الأولى، الناشر: جامعة قازان الحكوميّة،  2013م، قازان.

 9 - تيشكوف، فاليري، القوقاز الروسيّ، الطبعة الأولى، الناشر: روسينفورماروتيخ، موسكو، 2007م.

الدوريات:

10 - أنتون، شيكوف، «المسائل المختارة المتعلّقة بتعاون النتائج التشغيليّة للنظام التنفيذيّ الجنائيّ على المنظّمات الدينيّة الراديكاليّة»، دوريّة جامعة نيجني نوفغورود الحكوميّة، رقم العدد 2 لعام 2016م.

11 - أرتيوم، أندرييف، «ازدهار واندثار أحزاب الصحوة الإسلاميّة في طاجيكستان»، دوريّة جامعة سانت بطرسبرج للعلوم السياسيّة، العدد رقم 6 لعام 2017م.

12 - رومان، سيلانتييف، «انتشار الوهّابيّة في روسيا الحديثة»، دوريّة جامعة ولاية تشيليابينسك، العدد رقم 16 لعام 2009م.

مصادر الكترونيّة:

13 - داغستان.. نحو احتقان طائفيّ؟، روسيا اليوم باللغة العربيّة، تاريخ النشر:13.09.2012، العنوان الالكترونيّ:

https://arabic.rt.com/prg/telecast/657632- داغستان.._نحو_احتقان_طائفيّ؟/#

14 -  الأمن الفيدراليّ يصل إلى خطاب، جازيتا البرلمان، تاريخ النشر 22 أكتوبر 1999م، العنوان الالكترونيّ:

https://www.neweurasia.info/archive/1999/extrem/10_22_pg22.10.htm

15 - أليكسي مالاشينكو، «التحدّيات الإسلاميّة لروسيا: من القوقاز إلى الفولجا والأورال»، مجلس السياسة الخارجيّة والدفاع الروسيّ، تاريخ النشر: 15-03-2016م، العنوان الالكترونيّ:

http://svop.ru/main/19318/

16 - موقع «بوّابة الإحصاءات القانونيّة لمكتب المدّعي العام للاتحاد الروسيّ»، العنوان الاليكترونيّ:

http://crimestat.ru/offenses_chart

17 - اعتراف المحكمة بتطرّف كتب التركيّ سعيد النورسيّ، وكالة أنباء ريا نوفستي، تاريخ النشر: 23 يوليو 2007م، العنوان الالكترونيّ:

https://ria.ru/society/20070523/65959691.html

18 -  في عدّة مناطق تمّت عمليّات لمكافحة الإرهاب، موقع تي في سينتر الروسي، تاريخ النشر: 27 أبريل 2018م، العنوان الالكترونيّ:

http://www.tvc.ru/news/show/id/136777

19 -  دعا مفتي الشيشان المسلمين إلى التوحّد ضدّ الوهّابيّة، موقع لايف الروسي، تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2016م. العنوان الالكترونيّ:

https://life.ru/t/922944/muftii_chiechni_prizval_musulman_obiedinitsia_protiv_vakhkhabizma

  20 - مجلس شورى المفتين الروسيّ يعارض حظر الوهّابيّة، وكالة أنباء إنترفاكس الروسيّة، تاريخ النشر: 2 أبريل 2018م، العنوان الالكترونيّ:

 https://www.interfax.ru/russia/606486

21 - مؤتمر لتعريف السنّة بالشيشان يستثني السلفيّين ويثير الغضب بالسعوديّة، سي أن أن بالعربيّة، تاريخ النشر: 30 أغسطس 2016م، العنوان الالكترونيّ:

 https://arabic.cnn.com/middleeast/2016/08/30/grozny-conference-islam

--------------------------------------


[1]ـ أنتون شيكوف، «المسائل المختارة المتعلّقة بتعاون النتائج التشغيليّة للنظام التنفيذيّ الجنائيّ على المنظّمات الدينيّة الراديكاليّة»، دوريّة جامعة نيجني نوفغورود الحكوميّة، رقم العدد 2 لعام 2016م، الصفحات 181-187.

[2]ـ فاجابوف  ميخائيل فاجابوفيتش، الوهّابية: التاريخ و الحاضر، الطبعة الأولى،  دار نشر: داغستان الحكوميّة محج قلعة  داغستان، 2000م، صفحة 34.

[3]ـ أرتيوم أندرييف، «ازدهار و اندثار أحزاب الصحوة الإسلاميّة في طاجيكستان»، دوريّة جامعة سانت بطرسبرج للعلوم السياسيّة، العدد رقم 6 لعام 2017م، صفحة 134-138.

[4]ـ رومان سيلانتييف، «انتشار الوهّابيّة في روسيا الحديثة»، دوريّة جامعة ولاية تشيليابينسك، العدد رقم 16 لعام 2009م، صفحة 165-171.

[5]ـ داغستان.. نحو احتقان طائفيّ؟، روسيا اليوم باللغة العربيّة، تاريخ النشر:13.09.2012، العنوان الالكترونيّ:   https://arabic.rt.com/prg/telecast/657632 -داغستان.._نحو_احتقان_طائفيّ؟/#

[6]ـ الأمن الفيدراليّ يصل إلى خطاب، جازيتا البرلمان، تاريخ النشر: 22 أكتوبر 1999، العنوان الالكترونيّ:

 https://www.neweurasia.info/archive/1999/extrem/10_22_pg22.10.htm

[7]ـ سيلانتييف  رومان، التاريخ الحديث للإسلام في روسيا، الطبعة الأولى، دار نشر: ألجورتم، موسكو، 2007م، صفحة 424.

[8]ـ أليكسي مالاشينكو، «التحدّيات الإسلاميّة لروسيا: من القوقاز إلى الفولجا والأورال»، مجلس السياسة الخارجيّة والدفاع الروسيّ، تاريخ النشر: 15-03-2016م، العنوان الالكترونيّ: http://svop.ru/main/19318/

[9]ـ مصادر المعلومات تمّ جمعها من على موقع «بوّابة الإحصاءات القانونيّة لمكتب المدّعي العام للاتحاد الروسيّ»، العنوان الالكترونيّ: http://crimestat.ru/offenses_chart

[10]ـ شولتز  فلاديمير، الإرهاب في العالم الحديث، الطبعة الثانية، دار نشر: مركز أبحاث المشكلات الأمنيّة، أكاديميّة العلوم الروسيّة، موسكو، 2011م، صفحة رقم 389.

[11]ـ مخمتزيانوف  أيرات، البعد الاجتماعيّ الثقافيّ للأنشطة المجتمعيّة في منطقة الأورال، الطبعة الأولى، الناشر: جامعة قازان الحكوميّة، قازان، 2013م، صفحة 299.

[12]ـ فايزولينا  ألبينا، مشاكل التكيّف العرقيّ للمهاجرين، الطبعة الأولى، الناشر: جامعة قازان الحكوميّة، 2013م، قازان، صفحة 161.

[13]ـ تيشكوف  فاليري، القوقاز الروسيّ، الطبعة الأولى، الناشر: روسينفورماروتيخ، موسكو، 2007م، صفحة 174 - 176.

[14]ـ  دستور الاتحاد الروسيّ الصادر عام 1994م شامل تعديلاته حتّى عام 2014م.

[15]ـ القانون الفيدراليّ رقم 125 الصادر  بشأن «حرّيّة الضمير والجمعيّات الدينيّة» في 26 سبتمبر 1997م.

[16]ـ القانون الفيدراليّ رقم 25 الصادر بشأن «الأحزاب السياسيّة» في 11 يوليو 2001م.

[17]- اعتراف المحكمة بتطرّف كتب التركيّ سعيد النورسيّ، وكالة أنباء ريا نوفستي، تاريخ النشر: 23 يوليو 2007م، العنوان الالكترونيّ: https://ria.ru/society/20070523/65959691.html

[18]ـ في عدّة مناطق تمّت عمليّات لمكافحة الإرهاب، موقع تي في سينتر الروسيّ، تاريخ النشر: 27 أبريل 2018م، العنوان الالكترونيّ: http://www.tvc.ru/news/show/id/136777

[19]ـ دعا مفتي الشيشان المسلمين إلى التوحّد ضدّ الوهّابيّة، موقع لايف الروسي، تاريخ النشر: 27 أكتوبر 2016م، العنوان الالكترونيّ:

 https://life.ru/t//922944/muftii_chiechni_prizval_musulman_obiedinitsia_protiv_vakhkhabizma

[20]ـ مجلس شورى المفتين الروسيّ يعارض حظر الوهّابيّة، وكالة أنباء إنترفاكس الروسيّة، تاريخ النشر: 2 أبريل 2018م، العنوان الالكترونيّ: https://www.interfax.ru/russia/606486

[21]ـ مؤتمر لتعريف السنّة بالشيشان يستثني السلفيّين ويثير الغضب بالسعوديّة، سي أن أن بالعربيّة، تاريخ النشر: 30 أغسطس 2016م، العنوان الالكترونيّ:

https://arabic.cnn.com/middleeast/2016/08/30/grozny-conference-islam

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف