البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 23 / 2020  |  3081الاستشراق الفرنسي و الإرث الثقافي الكولونيالي

الأستاذة: مارية جوهري المركز الاسلامي للدرسات الاستراتيجية شتاء 2020 م / 1441 هـ
الاستشراق الفرنسي و الإرث الثقافي الكولونيالي

الكلمات المفتاحية:

الاستشراق- الشرق- الاستعراب - الكولونيالية – السوسويولوجيا الكولونيالية-

ملخص

يعتبر الاستشراق ذاك التيار الفكري المتمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي والتي شملت حضاراته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته. وقد أسهم الاستشراق الفرنسي بدورٍ رياديٍّ في صياغة التصورات الغربية عن المشرق والمغرب الإسلاميين بصورةٍ خاصةٍ، إذ منذ العصور الوسطى إلى العصر الحديث شهدت فرنسا دورًا متناميًا في التأسيس لحركة الاستشراق باعتبارها نقطة ارتكازٍ رئيسةٍ في العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب. و كانت هذه العلاقات متعددةً، متنوعةً، متعاقبةً، اختلط فيها الحرب والسلم والتجارة والثقافة جميعًا. غير أن العلاقة التصادمية مثّلت دائمًا الخلفية التاريخية والقاعدة الثقافية في الذاكرة الجماعية الفرنسية، وهي خلفيةٌ عدائيةٌ حملها الاستشراق الفرنسي في أولياته، واتخذها سلاحًا استراتيجيًّا لتنفيذ سياسة فرنسا الخارجية تجاه شمال إفريقيا والشرق عمومًا.

مقدمة:

يعتبر الاستشراق تيارًا فكريًّا تمثّل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي والتي شملت حضاراته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته، وقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق الإسلامي بصورةٍ خاصةٍ، معبّرًا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما[2]» .

وتعني كلمة الاستشراق في اللغة، وهي مصدرٌ من الفعل السداسي: استشرق، وأصله: (شَ رَ قَ)، والألف والسين والتاء إذا سبقت الفعل الثلاثي أفادت الطلب، وعليه كلمة استشرق تعني» طلب علوم الشرق ولغاتهم»[3]، والشرق، يعني أيضا الشمس، أو الجهة التي تشرق منها[4]. أما في اللغات الأوروبية[5]، فتعنى كلمة Orienter وجّه أو هدى أو أرشد[6]، وهناك من ربط مدلول كلمة الاستشراق بالمدلول المعنوي لشروق الشمس التي هي مصدر العلم[7].

 أما اصطلاحًا، فيعني مفهوم الاستشراق orientalism: «علم الشرق أو علم العالم الشرقي»[8]  وهذا ما ورد في المعاجم الغربية كقاموس أكسفورد، حيث كان أول استخدامٍ للكلمة سنة 1630م على يد أحد أعضاء الكنيسة الشرقية. وظهرت مفاهيم أخرى كفروعٍ لـ «الاستشراق»، مثل «الاستعراب» «الاستغراب» و«الاستمصار» و«الاستفراس» و«الاستتراك».. إلخ. وعلى هذا الأساس ترجمت كلمة  «Orientalism» إلى «استشراق» من قبل المفكرين العرب وشاعت هي ومشتقاتها في الأوساط العلمية بين الشرق والغرب.[9] وقد أكد إدوارد سعيد على أن «المستشرق» هو كل من يقوم بتدريس الشرق أو الكتابة عنه أو البحث فيه، سواءً أكان المرء مختصًّا بعلم الإنسان أو بعلم الاجتماع أم كان مؤرخًا أو فقيهَ لغةٍ... إلخ، فهو مستشرقٌ وما يقوم به هو استشراقٌ[10].

اختلف المؤرخون حول جذور الاستشراق، حيث أُرجّح بداية تشكّله بدوافعَ علميةٍ على أيدي طلاب العلم الذين جاؤوا إلى الأندلس لطلب العلم منذ القرن الثامن الميلادي. ومنهم من ربطها بدوافعَ استعماريةٍ جاءت وليدة الحروب الصليبية، أو بدافعٍ دينيٍّ نتيجةً للبعثات التبشيرية.[11] وعليه فقد تنافست الدول الأوروبية في هذا المجال، ورصدت له ميزانياتٍ ضخمةً، واعتنت بروّاده، ومؤسساته، وما المدرسة الفرنسية سوى نموذجٍ من أهم نماذج الاستشراق الأوروبي .

أهمية الموضوع : منذ  العصور الوسطى إلى  العصر الحديث شهدت فرنسا دورًا متناميًا في العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب، وقد ظلت محورًا منذ أن صحت على هدير زحف الشرق العربي على أوروبا،[12] فتمثلت خلفيةٌ تاريخيةٌ وقاعدةٌ ثقافيةٌ في الذاكرة الجماعية الفرنسية، وهي خلفيةٌ عدائيةٌ حملها الاستشراق الفرنسي في أولياته، واتخذها سلاحًا استراتيجيًّا لتنفيذ سياسة فرنسا الخارجية تجاه البلاد العربية أو الشرق المسلم عمومًا. ولذلك ستعالج هذه المقالة أسس المدرسة الفرنسية وتاريخها، باعتبارها من أخطر وأقوى أنواع الاستشراق الأوروبي، تاريخًا وثقافةً فضلًا عن آثاره القديمة والجديدة في الوقت نفسه.

  الإشكالية المركزية للموضوع:

 ما مدى مساهمة الاستشراق الفرنسي كظاهرةٍ حضاريةٍ ومعرفيةٍ في رسم علاقتنا بالغرب في ثنائية الأنا والآخر؟

الأسئلة الفرعية:

1. ما هي البدايات الأولى لمعرفة الأخر لدى الغرب؟

2.ما هي الأهداف التي يسعى الاستشراق الفرنسي لتحقيقها في دراسته للشرق؟

3. ما هي مظاهر نشاط الاستشراق الفرنسي؟ وما هي خصائصه؟

4.ما هي صور المغرب في الاسشتراق الفرنسي الحديث؟

الفرضيات:

1.تقلّب أساليب ومناهج الاستشراق الفرنسي عبر مراحله التاريخية مع تقلّب النظرة الأوروبية للحضارة الإسلامية.

2.الاستشراق الفرنسي سعى لخدمة الإدارة الاستعمارية الفرنسية لبسط نفوذها على المنطقة العربية والإسلامية وشمال إفريقيا.

3. الاستشراق الفرنسي هو جزءٌ من مشروعٍ واسعٍ شاملٍ يستهدف إعادة تشكيل الشرق الإسلامي ليصبح شرقًا غربيًّا .

ولتأكيد الفرضيات أو تفنيدها سنعتمد التصميم التالي:

المبحث الأول:  التأسيس لمدرسة الاستشراق الفرنسي

المطلب الأول: تاريخ حركة الاستشراق الفرنسي

الفقرة الأولى:  البدايات الأولى لمعرفة الآخر لدى الغرب.

الفقرة الثانية: نشأة الاستشراق الفرنسي في المغرب

المطلب الثاني: تطور نشاط الاستشراق الفرنسي

الفقرة الأولى: مظاهر نشاط الاستشراق الفرنسي

الفقرة الثانية: مناطق نفوذ الاستشراق الفرنسي

المبحث الثاني: خصائص ومناهج الاستشراق في المدرسة الفرنسية

المطلب الأول: خصائص الاستشراق الفرنسي

الفقرة الأولى: تعدد مهام وأبعاد الاستشراق الفرنسي

الفقرة الثانية: الاستشراق السياسي الكولونيالي، نموذج سلفستر دي ساسي

المطلب الثاني: صور الاستشراق الفرنسي في المغرب

الفقرة الأولى:  السوسيولوجيا الكولونيالية، نموذج ميشو بلير

الفقرة الثانية: نموذج جاك بيرك ونقد الاستشراق التقليدي/ الكولونيالي

استنتاجات

المبحث الأول:  التأسيس لمدرسة الاستشراق الفرنسي

  ارتبطت حركة الاستشراق الفرنسي بخصائص ومقومات الشخصية القومية لفرنسا، ويأتي في مقدمتها،  الدين المسيحي الذي يقوم  على المذهب الكاثوليكي[13]. وهي حضاريًّا تمثّل أوروبا بجوهر حضارتها المتمثل بتراكم خلاصة التراث الإغريقي والروماني والمسيحي، ولذلك كانت هي النواة التي انطلقت منها الحروب الصليبية. و قد أثرت اللقاءات الصدامية الأولى على إثر محاولات توغّل الفتوحات الإسلامية إلى قلب أوربا،[14] في ميلاد حركة الاستشراق بشقيه الأوروبي والفرنسي. فكيف نشأت حركة الاستشراق الفرنسي (المطلب الأول)، وما هي مظاهر تطوره؟ (المطلب الثاني).

المطلب الأول:  تاريخ الاستشراق الفرنسي

لا شك في أن تاريخ الدراسات الاستشراقية قديمٌ، غير أن آراء العلماء والباحثين تتباين بشأن تحديد البدايات التاريخية لتلك الدراسات، وتتجه أكثر الآراء إلى تحديد فترةٍ زمنيةٍ، لا إلى تحديد سنةٍ بعينها لبداية الاستشراق[15] (الفقرة الأولى)، ليشكّل القرنان 18 و19 بداية تحوّلٍ في مسار الاستشراق الفرنسي، نحو الاستشراق الاستعماري، وبداية توغله في مناطق المغرب العربي (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: البدايات الأولى لمعرفة الآخر لدى الغرب.

بدأت بوادر ظهور حركة الاستشراق الفرنسي بشكلٍ انفراديٍّ وتدريجيٍّ من طرف أفرادٍ أوروبيين، هم رهبانٌ ومغامرون استهوتهم الدراسات الشرقية، وحب الكشف والمغامرة، بحيث لم يكن الاستشراق في مراحله الأولى منظّمًا ورسميًّا كما أصبح الحال عليه لاحقًا، وهذا ما يصعّب حقيقة من التأْريخ بدقةٍ له. إلا أن التحديد الزمني لبداية الاستشراق يطرح قضية الالتقاء بين الشرق والغرب، وهي تعود إلى زمن الإسكندر الأكبر وزحفه على الشرق (مصر والعراق وفارس والهند)[16] وتغلّبه على نظرائه الفرس واستيلاءه على الجزيرة العربية، فنشأت بعد ذلك الإمبراطورية الرومانية التي انتشرت دولتها في معظم أنحاء أوروبا وفي شمال أفريقيا وفي آسيا الصغرى والشام ومصر، ما جعل البحر الأبيض المتوسط بحيرةً رومانيةً خالصةً لمدةٍ زمنيةٍ [17].

ومنذ بداية العقد الثاني ]الصحيح: العقد الثالث[ من القرن السابع الميلادي، بدأت بالظهور على مسرح التاريخ في جزيرة العرب دولةٌ عربيةٌ واحدةٌ تدين بالإسلام، ولم يمضٍ ربع قرنٍ على ظهور الإسلام حتى كانت جيوش الفتح الإسلامي تطرق أبواب العراق والشام ومصر، بل أبواب أوروبا من الشرق بمحاولته فتح القسطنطينية ومن الجنوب بفتحه لصقلية وجنوب إيطاليا، ومن الغرب بفتح الأندلس[18] بعد فتحه لشمال أفريقيا، والتوغل في بلاد الغال (فرنسا اليوم) حتى مدينة بواتييه التي جرت على مشارفها واقعة بلاط الشهداء سنة 732 م بقيادة عبد الرحمن الغافقي[19]، إذ أوقفت هذه  المعركة المد الإسلامي في أوروبا، إلى أن خرج العرب نهائيّا من الأندلس في سنة 1492[20].

وبما أن الوجود العربي الإسلامي قد فرض نفسه على الجميع، فكان لزامًا أن يحدث تقاربٌ بين فرنسا والغرب من جهةٍ والمشرق الإسلامي من جهةٍ ثانيةٍ. فقد سعى الطرف الغربي الفرنسي باعتباره بوابةً لباقي أوروبا، إلى استكشاف حقيقة هذا العدو، فقصد بعض الرهبان الأندلس[21] إبان عظمتها ومجدها، وتثقفوا في مدارسها، وترجموا القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتتلمذوا على علماء المسلمين في مختلف العلوم. ومن أول هؤلاء الراهب الفرنسي «جريردوي أورالياك» الذي قصد بلاد الأندلس وتتلمذ على أساتذتها في أشبيلية وقرطبة، حتى أصبح أوسع علماء عصره الأوربيين اطّلاعًا[22]، وقد تقلد في ما بعد منصب البابوية في روما باسم سلفستر الثاني (999-1003م)[23]، فكان أول بابا فرنسيٍّ أنشأ أول مدرسةٍ عنيت بتدريس اللغة العربية و آدابها، وهي مدرسة «Reims» ريمس.[24]

وقد أرجع بعض المؤرخين البداية الفعلية للاستشراق الفرنسي إلى القرن 12، بظهور أول ترجمةٍ لاتينيةٍ للقرآن سنة 1143 م[25]، إضافةً إلى ظهور عملٍ أكاديميٍّ مهمٍّ جدًّا هو أول قاموسٍ لاتينيٍّ عربيٍّ، وتزايد بذلك نشاط الترجمة من العربية إلى اللاتينية،بحيث أحصى «ليكليرك» ثلاثمئة عملٍ مترجمٍ حتى القرن 13[26]. بعد ذلك سيعرف الاستشراق الأوروبي عمومًا والفرنسي خاصةً تطورًا بارزًا، على يد «غوليوم بوستيل[27] (1505-1581)، الذي يعود له الفضل في إنشاء أول كرسيٍّ للغة العربية في باريس في الكوليج دي فرانس، وساهم بنشر العديد من المنجزات والدراسات، وتخرّج على يده تلاميذ مستشرقون متخصصون أمثال جوزيف سكاليجيهن، ومن هنا بدأت البداية الحقيقية لحركة الاستشراق الفرنسي[28].

وفي الحقبة التاريخية للقرنين 16 و17، سيعرف الاستشراق نهضةً علميةً مع ظهور الطباعة وانتشارها، فأصبح أكثر علميةً، بحيث يتناول جميع قواميس اللغة العربية وينشر المخطوطات العربية ويطبعها، ويترجم القرآن الكريم والكتب. ومع القرن 18 سيوطد مراكزه ويستقل بكيانه، بإنشاء الكراسي والمعاهد والمدارس، والإقبال عليها[29]، وستختتم هذه الفترة التاريخية بحملة نابليون على مصر، واحتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 م، ولتونس سنة 1881 م، ثم تواجدها بالمغرب والشام بعد ذلك.

وسيمثّل القرنان 19 و20، عصرًا ذهبيًّا للازدهار الحقيقي لحركة الاستشراق الفرنسي، وذلك بعقد أول مؤتمرٍ دوليٍّ استشراقيٍّ في باريس عام 1873 م، ليتجاوز عدد المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية وحدها (Bibliothèque Nationale) بباريس سبعة آلافٍ، صُنّفت تصنيفًا جيدًا و»حُفظت بأحدث الوسائل العلمية». وستتجه حركة الاستشراق في فرنسا نحو اتخاذ طابعٍ علميٍّ على يد سلفستر دي ساسّي 1838م الذي أصبح إماما للمستشرقين في عصره، وإليه يعود الفضل في جعل باريس مركزًا للدراسات العربية يؤمها التلاميذ والعلماء من مختلف ]أنحاء[ أوربا ليتعلموا على يديه[30].

ومع أن الاستشراق قد ظهر إلى الوجود منذ زمنٍ قديمٍ، فإن المصطلح نفسه «استشراق» ظهر أول مرةٍ في انجلترا عام 1779[31]، وفي فرنسا عام 1799، وأدرجت كلمة «اسشتراق» في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838 م، وأخذت فكرة إيجاد فرعٍ متخصصٍ من فروع المعرفة لدراسة الشرق تلقى المزيد من التأييد. إنّ تأخر ظهور مصطلح الاستشراق لا يعني أنّه لم يكن موجودًا من قبل، بل على العكس من ذلك، إنّ ظهور هذا المصطلح كان تقريرًا وتوصيفًا لأمرٍ واقعٍ وكائنٍ منذ قرونٍ طويلةٍ[32] .

الفقرة الثانية : نشأة الاستشراق الفرنسي في المغرب

بدأ التنافس الأوروبي لاستغلال شعوب الشرق آسيا وإفريقيا، ومع عصر الاستعمار ازدهر الاستشراق الفرنسي  بالدول التي تعلقت آمالها لاحتلالها، وتم تأسيس الجمعيات وتناسلها لتجميع القوى المتفرقة للدراسات الشرقية، لأن الأعمال الكبرى لا تظهر فائدتها إلا بإجماع القوى المتفرقة[33]. ونشطت حركة الدراسات العلمية والميدانية وشراء وسرقة ونقل المخطوطات من البلاد المستعمرة، ومن ثم ترجمتها ودراستها وفهرستها وتحقيقها والتعليق عليها، والاستفادة منها، وبالتالي زادت الحركة الاستشراقية نشاطًا من حيث الأقسام والمعاهد والجامعات والجمعيات العلمية والمؤتمرات الدورية والإصدارات المختلفة، حتى أصبح تتبع حركة الاستشراق نفسها أمرًا يحتاج إلى دراساتٍ مطوّلةٍ وجهدٍ بحثيٍّ كبيرٍ.

وقد شكّل المجتمع المغربي موضوعًا رئيسيًّا للعديد من الدراسات والأبحاث الاستشراقية التي لا يمكن الجدال في مدى قوتها وجودة وغنى المعطيات التي ساهمت في تجميعها وعرضها. والدراسات المذكورة، كما هو معلومٌ، تنتمي لقطاعاتٍ معرفيةٍ وتخصصيةٍ متعددةٍ ومتباينةٍ: كالسوسيولوجيا، والإثنولوجيا، واللسانيات، والأركيولوجيا، والسيكولوجيا، والتاريخ، والأدب. ولا زالت الدعوة مستمرةً إلى المزيد من التساؤل بصدد مناهجها، وإشكالياتها، والخلاصات التي توصّلت إليها بغرض مراجعتها، وتقويمها أو إعادة رسم حدودها[34].

وقد ارتبط مسلسل الدراسات الأولى، التي اتخذت في ما بعد سمة الكولونيالية في المغرب، باحتلال الجزائر سنة 1830. ولربما هذا هو ما حدا بأحد منظّري الاستعمار، «رايمون طوماسي» حين أكد بأن العلم والعلم وحده هو أول سلاحٍ يلزم توظيفه بوصفه العامل الحاسم المعبِّد للأرض التي يتعين الزحف عليها. هكذا لاحت في الأفق، وبالضبط إثر هزيمة المغرب في موقعة إيسلي سنة 1844 سلسلةٌ من النشاطات الاستكشافية بلغت ذروتها سنة 1880 مع الأب شارل دو فوكو[35].

وتمثلت اللحظة الحاسمة التي عاشتها البلاد في احتلال واحة توات سنة 1899[36]، ويمكن القول أنه بدءًا من هذه السنة أعطيت الانطلاقة للقيام بما سيعرف لاحقًا بـ «الدراسات النسقية»  حول طبيعة المجتمع المغربي التي نشطت مع حركة «البعثة العلمية» التي توجت أبحاثها بنشر: المحفوظات المغربية، والمحفوظات البربرية، ومجلة العالم الإسلامي بالإضافة إلى ترجمة ونشر العديد من الوثائق المتعلقة بتاريخ المغرب، والدين الإسلامي. كما اهتمت هذه الدراسات الشمولية بالمخزن، والنسق القبلي، وظاهرة الزوايا المرابطية إلى جانب الاهتمام بالعالم القروي، والتربية، والثقافة السائدة.

وقد كانت البعثة العلمية تابعةً لكرسي سوسيولوجيا العالم الإسلامي بـ Collège de France، وقد أشرف على إدارتها «ألفريد لو شاتليي  Alfred Le Chatelier، وهو أستاذ السوسيولوجيا والسوسيوغرافيا الإسلامية. كان من أبرز مهامها الاعتناء بكل ما يرتبط بما عرف في حينه بالشؤون الإسلامية، وهي البعثة التي سيكون لـ «ليوطي» دورٌ في توجيهها، مستفيدًا في  ذلك مما راكمته تجربة الاحتلال الفرنسي للجزائر. وستشكّل أبرز محطةٍ في تجربة البعثة العلمية هي تلك التي دشنها ميشو بلير (ةdouard Michaux-Bellaire (1857- 1930 الذي تحمل مسؤولية إدارة البعثة سنة 1907، حيث كانت جهوده الشخصية ذاتَ قيمةٍ جوهريةٍ في المشروع الكولونيالي خصوصًا على مستوى إعداد المونوغرافيات. وقد عرفت البعثة تحت إدارته غزارةً في الإنتاج، ويتعلق الأمر هنا بإعداد جملةٍ من المصنفات والمحفوظات من قبيل: مدن وقبائل المغرب، الأرشيفات المغربية، الأرشيفات البربرية، مجلة العالم الإسلامي، التي أسسها Le chatelier  سنة 1906[37]. فقد عمدت البعثة العلمية إلى التعرف عن قربٍ على التنظيم السوسيوسياسي المغربي، وتمكين الاحتلال الفرنسي من معلوماتٍ ووثائقَ على درجةٍ عاليةٍ من الأهمية والدقة، ولم تسع هذه الأبحاث في واقع الأمر سوى إلى تعبيد الطريق لاحتلال المغرب.

إن كل ما سبق يعطينا لمحةً مختصرةً عن مدى قوة وحيوية العلاقة التي قامت بين فرنسا والعالم العربي  والتي لا زالت إلى يومنا، هذا على الرغم من اختلاف أجيال المستشرقين، وكذا اختلاف جماهيرهم ومريديهم واختلاف الظروف العامة المحيطة بهذه العلاقة. فكيف تطورت ظاهرة الاستشراق وما هي مظاهر هذا التطور؟

المطلب الثاني:  تطور نشاط الاستشراق الفرنسي

عرف الاستشراق الفرنسي حركيةً وتطوّرًا تاريخيًّا، جعلت منه مدرسةً أوروبيةً عريقةً، جنّدت المؤسسات العلمية، والكراسي العلمية والجامعات (الفقرة الأولى)، واتسع نفوذه ليشمل العمل الميداني في مناطقَ متعددةِ (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: مظاهر نشاط الاستشراق الفرنسي

 تجلى الاستشراق الفرنسي في مظاهرَ عديدةٍ، ويمكن إجمال المؤسسات العلمية التي أنشأتها فرنسا في الأمور التالية على سبيل المثال فقط:

أولًا: كراسي اللغات الشرقية:

1- مدرسة ريمس بأمر البابا سلفستر الثاني ومدرسة شارتر في القرن الثاني عشر الميلادي[38].

2- أنشأت جامعة باريس كرسيًّا للغات السامية، كما أنشئت المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية في باريس عام 1795م للسفراء والقناصل والتجار.

3-جامعة السوربون: بدأها الأب روب ردي سوربون بهبةٍ منه، ثم جدد بناءها الكاردينال ريشليو، وضمها نابليون إلى جامعة باريس. وعني فيها بدراسة الآداب واللغة وتاريخ الفن الإسلامي المغربي وتاريخ الشعوب الشرقية، والحضارة العربية...[39]

  ولم تقتصر فرنسا في تعليم اللغات السامية على مدارسها وجامعاتها في فرنسا، بل أنشأت مثيلاتٍ لها في الدول العربية، وشمال إفريقيا وغيرهما، ومن تلك المعاهد ما يلي:

- في مصر: أسس نابليون معهد مصر عام 1798م. ثم أنشأ ماسبيرو عام 1880م المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة. والهدف إخضاع عدائية الشعب[40].

- وفي الجزائر: أنشأ فاري عام 1881م مدرسة الآداب العالية، ثم تحولت إلى جامعة عام 1909م، وألحق بها معهد للدراسات الشرقية.

- وفي المغرب: أنشئ معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط سنة [41]1931.

ثانيًا: المكتبات الشرقية:

تكونت في فرنسا مكتباتٌ عديدةٌ عنيت بالمصادر الشرقية والعربية الإسلامية، ويمكن تقسيمها على النحو التالي:

أ- المكتبات الشرقية في فرنسا: أهمها: مكتبة باريس الوطنية، أنشئت عام 1654م. وتحتوي على ستة ملايين كتابٍ ومخطوطٍ، من النفائس العلمية والأدبية والتاريخية والنوادر[42].

ب- مكتبات الجامعات والمعاهد: منها: مكتبة ستراسبورغ، ومكتبة المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية، ومكتبة بلدية أفينيون، ومكتبة الجمعية الآسيوية في باريس[43].

ج- المكتبات الخاصة: لمعظم المستشرقين مكتباتٌ خاصةٌ أوقف بعضها للمكتبات العامة، ومنها: مكتبة فرانك، ومكتبة الكونت رشيد الدحداح،[44]وقد اعتنى الفرنسيون بتلك المكتبات فتمت فهرستها وتصنيفها[45].

د- مكتبات شمالي أفريقيا: فهرس المستشرقون الفرنسيون بعض المكتبات الموجودة في شمال إفريقيا، ومنهم: ريني باس: فهرس مكتبة آل عظوم في القيروان، والمخطوطات العربية في مكتبة فاس، كما فهرس مكاتب الزوايا. وليفي بروفنسال: فهرس المخطوطات العربية في الرباط، ووصف 544 مخطوطًا [46].

ثالثًا: المطابع الشرقية: بدأت الطباعة الشرقية بالعبرية في باريس عام 1519م، ثم أسست فرنسا المطابع الشرقية أسوةً بروما، وأهم المطابع: مطبعة دي بريف[47]. ولم تقتصر المطابع الشرقية على فرنسا وحدها، بل إن نابليون جلب معه مطبعةً وعددًا من الباحثين والعلماء إلى مصر أثناء حملته عليها، ما دعا بعض الباحثين إلى اعتبار الحملة بداية للاستشراق .

رابعًا: الجمعيات الاستشراقية[48]: ومنها: الجمعية الآسيوية الفرنسية، والتي تأسست في باريس عام 1822م[49]. صدر كتابها السنوي عام 1992م، ومن أهم أهدافها تأليف ونشر الكتب النحوية واللغوية وغيرها، التي لها علاقةٌ بدراسة اللغات الشرقية، والحصول على المخطوطات وترجمتها، وجمع تبرعاتٍ دوريةٍ تخصّص للأدب الآسيوي، وآثار الشرق العلمية والشعرية.

خامسًا: المجلات الشرقية: لفرنسا مجلات خاصة بالاستشراق، في باريس وشمال أفريقيا والشرق الأدنى، تصدر عن الجمعيات أو المعاهد أو الإدارات الحكومية أو الهيئات الخاصة. وتعنى بالعرب في تحقيق تاريخهم وجغرافيتهم وأنسابهم، وبحث أديانهم وآدابهم وفنونهم... ومن أشهر تلك المجلات[50]:

المجلة الآسيوية: 1822م، أصدرتها الجمعية الآسيوية الفرنسية في باريس. أصدرت 330 مجلدا تتناول قارة آسيا، ولا سيما العالم العربي والإسلامي.

حوليات الجغرافيا: 1891م. حولية تصدر في باريس[51].

مجلة هسبيريس: 1921م، أصدرها هنري باسمه في باريس بإشراف معهد الدراسات المغربية العليا في الرباط. و مجلة الدراسات الإسلامية[52]: 1927م، صدرت في باريس بإشراف لويس ماسينيون.

سادسًا: المجموعات الشرقية[53]: نهضت المجامع وإدارات الحكومة والهيئات الخاصة بإصدار مجموعاتٍ علميةٍ، ومن أشهرها، مجمع الكتابات والآداب 1663م: أصدر مجموعة مؤرخي الصليبية في ستة عشر مجلدًا، ومجموعة الكتابات السامية 1872م و تقع في خمسة أقسامٍ: النصوص الفينيقية والآرامية والعبرية والحميرية والسبئية.

الفقرة الثانية : مناطق نفوذ الاستشراق الفرنسي

يعتبر الحديث عن مناطق النفوذ السياسي والثقافي لفرنسا، مجالًا أساسيًّا للاستشراق الفرنسي، فمن خلال استعراض الجغرافيا السياسية لمناطق النفوذ الفرنسي نجدها تحتل رقعةً واسعةً ومهمةً من مناطق الوطن الإسلامي، ابتداءً من سواحل شمال إفريقيا (الجزائر، المغرب، تونس، مصر) إلى وسطها الذي يسمى بالسودان الفرنسي بما فيها جيبوتي والسنغال وموريتانيا وتشاد ومالي وغينيا والنيجر وكان ألبرتو والغور والحوصة وسنغاي، ومن غرب آسيا المتمثل ببلاد الشام سوريا ولبنان إلى شبه القارة الهندية.

وقد بدأ الاستشراق الفرنسي عمله الميداني المباشر عندما اكتشف رأس الرجاء الصالح عام 1488م[54]، فتدفق المستشرقون بعناوينهم المتعددة علماء ومنقبين عن الآثار ومبشرين للنصرانية. وسبق هذا الانتشار افتتاح مراكز للتبشير في إفريقيا السوداء، كان أولها في الكونغو عام 1491م، فعملت على التعرف على هذه القارة، والتمهيد بالتعاون مع عصابات تجار الرقيق لدخول فرنسا بوصفها أكبر قوةٍ غازيةٍ ثقافيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا لهذه القارة.

وتحددت مناطق النفوذ الفرنسي خصوصًا في القارة الافريقية، بعد عملية الإخضاع العسكري المباشر للنفوذ الفرنسي بالجزائر عام 1830م، ثم السنغال عام 1851م، ثم تونس عام 1881م، ثم البنين (داهومي سابقًا) عام 1894م، أمّا موريتانيا فقد تمّ احتلالها عام 1903م. كما امتد النفوذ الفرنسي وثبث أقدامه في مسقط، وزنجبار عام 1884م عندما عقدت فرنسا معاهدة مع سعيد بن سلطان، حاكم هاتين المنطقتين. ونافس الفرنسيون الإنجليز على شبه القارة الهندية واشتبكوا معهم في صراعٍ اقتصاديٍّ سياسيٍّ عنيفٍ حتى اضطروا لتأسيس شركة الهند الشرقية الفرنسية في بندر عباس في العام نفسه في مقابل شركة الهند الشرقية البريطانية[55]، وذلك على ضوء مقررات مؤتمر برلين الذي انعقد في عام 1878م،  الذي وضع أسس هذا النفوذ وحاول أن يخفف من أسباب الصراع بين الدول الأوربية، وخصوصًا بين فرنسا وإنجلترا حول القارة الإفريقية[56].

أما مناطق النفوذ الفرنسي في الشام (سوريا ولبنان)، فقد بدأت باحتلالها في مطلع القرن العشرين، حيث كانت علاقاتها بالشام منذ قرونٍ، فنصبت فرنسا نفسها حامية لمسيحيي الدولة العثمانية، وهو توجُّهٌ لم تنكره الجمهورية الثالثة على الرغم من مواجهاتها الداخلية مع الكنيسة الكاثوليكية، إذ في القرن التاسع عشر، جددت الروابط بين فرنسا والشام لتعزيز الدبلوماسية الفرنسية. وبوقوفها إلى جانب تركيا ضد روسيا خلال حرب القرم (1853-1856)، [57] بدأت فرنسا حملةً استفادت منها الإمبراطورية العثمانية: استثمارات اقتصادية ومالية مقابل خصم هذه الاستثمارات من الديون العثمانية.

 و لعبت فرنسا دورًا حاسمًا، في وجود الكيان الذي أصبح لبنان الذي نعرفه اليوم، حيث كان الانتداب الفرنسي على منطقه سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق بفضل اتفاقية سايكس بيكو، وموافقة عصبة الأمم سنة 1920. وحتى بداية الحرب العالمية الثانية، ستحدد فرنسا حقوقها في معارضة الطموحات البريطانية في الشام، بدرجاتٍ متفاوتةٍ، ما سينجم عنه دولتان، هما سوريا ولبنان بحدودهما الحالية إلى أن ينتهي الانتداب اسميًّا سنة 1943 وفعليًّا سنة 1946 أي بعد سقوط فرنسا تحت الاحتلال الألماني وظهور حكومة فيشي[58].

المبحث الثاني:  خصائص ومناهج الاستشراق في  المدرسة الفرنسية

أنجب الاستشراق الفرنسي مستشرقين كبارًا قدموا الكثير للدراسات الشرقية في فرنسا وغيرها من البلدان الغربية، فاستأثرت دراساتهم بمجالاتٍ متعددةٍ ومتخصصةٍ (المطلب الأول)، لكن مع نهاية القرن 19، ارتبط الاستشراق الفرنسي بوضع الأجندات السياسية والاستعمارية، وتجنيد البعثات العلمية للتمهيد للاحتلال وفرض الحماية، خاصةً في مناطق المغرب العربي (المطلب الثاني).

المطلب الأول: خصائص الاستشراق الفرنسي

تأسس الاستشراق الفرنسي بناءً على الخلفية التاريخية والقاعدة الثقافية في الذاكرة الجماعية الفرنسية، ومنها انطلق، واتسم بتنوع دراساته ومجالاته (الفقرة الأولى). وأفرز نماذجَ رائدةً في عدة تخصصاتٍ، أبرزها سيلفستر دي ساسي وهو إمام المستشرقين ورائد الاستشراق السياسي الكولونيالي (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: تعدد مهام وأبعاد الاستشراق الفرنسي

تميز الاستشراق الفرنسي بسماتٍ عديدةٍ، وذلك بتنوع أهدافه حسب المراحل التاريخية وسنذكر بعضًا منها:

تتركز دراسات المستشرقين الفرنسيين حول ثلاثة محاور: المحور الديني، والمحور السياسي، والمحور الاستعماري. كما احتضنت فرنسا أول ترجمةٍ لمعاني القرآن الكريم، وظهرت فيها تسع ترجماتٍ للقرآن الكريم[59].

اهتمام فرنسا بميادين الشرق وشمال إفريقيا وغربها من الناحية السياسية اضطرها إلى دراسة هذه الأصقاع دراسةً علميةً وافيةً تناولت سائر مناحي حياتها توطئةً لاستعمارها، بالإضافة إلى العامل الديني والتبشيري والتنصيري الذي سعت فرنسا إلى تحقيقه في أزمنةٍ موغلةٍ في القدم وحتى الآن.

 امتاز الاستشراق الفرنسي في أولى بداياته بنعرةٍ دينيةٍ قويةٍ تمثّلت في محاولة نشر الكاثوليكية ومنافسة المذاهب المسيحية الأخرى، وخاصةً البروتستانتية.

 لعبت الحملة الفرنسية على مصر دورًا بارزًا في تقدم الدراسات الاستشراقية وازدهارها بما اطلعت عليه من كتبٍ ومخطوطاتٍ وما اكتشفه علماؤها من آثارٍ، كما اهتمت فرنسا بإفريقيا السوداء، وأرسلت رحاليها إلى الأصقاع التي ينتشر فيها الإسلام وأنجزت أبحاثًا بخصوص ذلك.

يمتاز الاستشراق بالتخصص، فإنّ معظم أفراده يتخصص كلٌّ منهم في جانبٍ معينٍ من جوانب البحث والدراسة.

نشأت معظم الجامعات والمعاهد الفرنسية التي تعنى بالدراسات الشرقية بجهود رهبانٍ وقساوسةٍ، كما تولوا إدارتها.

قام الاستشراق الفرنسي بفهرسة الكثير من الكنوز الشرقية من مخطوطاتٍ ووثائقَ وغيرها، سواءً في فرنسا أو في غيرها من البلاد التي استعمرتها.

اهتم كثيرًا بالآثار وتتبعها في مواقعها، وأنشأ لها معاهدَ ومراكزَ خاصةً.

كان لتأسيس المعاهد والمدارس والمراكز الثقافية في بلاد الشرق تأثيرٌ كبيرٌ في فَرنَسة عددٍ من هذه البلاد خاصةً تلك التي استعمرتها فرنسا.

أهم شيءٍ قدّمه الاستشراق الفرنسي هو تطبيق المنهج التاريخي على التراث العربي الإسلامي لأول مرةٍ في التاريخ. ففي السابق كان التراث يدرس بطريقةٍ تبجيليةٍ أو تقليديةٍ ما ورائيةٍ فقط. أما الآن فقد أصبح يدرس بطريقةٍ تاريخيةٍ، سوسيولوجيةٍ، أي من خلال موضعته ضمن الظروف التاريخية والاجتماعية التي شهدت نشأته وتطوره وتحولاته عبر التاريخ[60].

كما يعود الفضل لبعض المستشرقين في بعض الأبحاث الاستشراقية الفرنسية كأمثال رودنسون  بتطبيق المنهجية السوسيولوجية على تاريخ الإسلام والمجتمعات الإسلامية. فهو لا يكتفي بالمنهجية التاريخية الفيللوجية أو اللغوية كما يفعل الاستشراق الكلاسيكي منذ القرن التاسع عشر. وإنما يضيف إليها منهجيات علم الاجتماع وتاريخ الأديان المقارن بل وحتى التحليل النفسي .                                                  

يعد الاستشراق الفرنسي المرجع الأوروبي الأول عن الأبحاث والدراسات الخاصة بالطوارق والبربر، والدراسات الإفريقية. وكان تركّز مستعمراته في إفريقيا عاملًا مساعدًا له على ذلك، واهتمامه بهذا النوع من الدراسات لا يخلو من نوايا استعماريةٍ.

 ترك بصماته الواضحة على التعليم في إفريقيا (وخاصةً في الشمال منها)، وذلك بسبب ما أتيح لأعضائه من فرصٍ في التدريس والتوجيه التربوي وتخطيط المناهج.

ضم بين صفوفه الكثير من ضباط القوات المسلحة الفرنسية، وأتاح لهم عملهم في المستعمرات الفرنسية النبوغ في ميدان الدراسات الشرقية في مختلف جوانبها[61].

 تأثر الأدب الفرنسي بالشرق عمومًا، وبالعرب والإسلام خصوصًا حيث اطلع الآباء اليسوعيون على الثقافة الصينية وترجموا روائعها، وقد تأثر الأدباء الفرنسيون ببعض التيارات والموضوعات السائدة في الأدب الصيني والعربي[62]. فمثلًا: استوحى روسو اعترفاته من الشرق، وكذلك لافونتين في أساطيره، وتسربت أغراض القصص الشرقي إلى المسرح الفرنسي، فكتب لاساج مسرحياتٍ عن: أبي بكر، والجنة ومكة، وقوافل الحج، وتأثر مونتسكيو بالثقافة العربية فجاء كتابه (الرسائل الفارسية) متأثرًا بألف ليلةٍ وليلةٍ مشتملًا على نزعاتها وتعدد احتفالاتها، كما أخذ عن ابن خلدون بعض فلسفته الاجتماعية في كتابه (روح الشرائع).

 في المقابل: يرى بعض الباحثين أن مما يختص به المستشرقون الفرنسيون أنهم أشد المستشرقين تعصبًا ضد الإسلام ورسوله محمدٍ»، إذ من النادر أن تقرأ لمستشرقٍ فرنسيٍّ شيئًا طيّبًّا عن حياة رسول الله»، وحتى لو قال شيئًا حسنًا فإنه يتحفظ في قوله تحفظًا بالغًا[63].

اهتمت المدرسة الفرنسية بدراسة البنيات الاجتماعية بالمغرب، ما أعطى رصيدًا معرفيًّا مهمًّا في ما يخص الأنتروبولوجيا المغربية، فمجمل الدراسات والكتابات كانت تهم القبيلة والزاوية وعلاقتهما بالمخزن بالإضافة إلى أن الأطروحة الكولونيالية كانت تعتمد على التقسيم الثنائي: «عرب/بربر»، و«بلاد السيبة/بلاد المخزن»،  و«البادية/المدينة»، لخدمة برنامجها الاستعماري.

الفقرة الثانية: الاستشراق السياسي  الكولونيالي- نموذج سلفستر دي ساسي          

ارتبطت حركة الاستشراق الفرنسي بمفهوم الكولونيالية / الاستعمار-Colonialism: أي التوسع الإمبريالي لأوروبا في باقي أنحاء العالم أثناء الأربعمائة سنةٍ الأخيرة، وخلالها كانت العلاقة هي علاقةَ سيطرةٍ ونفوذ على المستعمرات. هذه العلاقة نزعت إلى الامتداد إلى التعاملات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والحضارية بشكلٍ عامٍّ. وقد عمل المستشرقون والمستعربون الفرنسيون وهم نخبةٌ من الباحثين والمؤرخين والأكاديميين والعملاء الاستخباراتيين والقادة السياسيين والعسكريين والسفراء، شدّهم الاهتمام بالمنطقة العربية ودراسة الحضارة الشرقية وعاشوا لسنواتٍ في مجتمعاتها خدمةً لأهداف بلدانهم السياسية والاستعمارية وكانوا على صلةٍ مستمرةٍ  بمراكز صنع القرار.

وسنقتصر في هذه الفقرة على دراسة نموذجٍ واحدٍ فقط من المستشرقين الفرنسين والوقوف عند أهم إنجازاته العلمية، وهو المستشرق «سلفستر دي ساسي»، شيخ المستشرقين.

يعد سلفستر دي ساسي من أهم المستشرقين الفرنسيين، وقد تتلمذ على يديه مشاهير المستشرقين من فرنسيين وألمانٍ وبريطانيين. [64]ولد في باريس عام 1758م، وفقد أباه وعمره سبع سنواتٍ. بدأ دروسه في المنزل بدراسة الأدب اللاتيني واليوناني، ثم درس الديانة على يد أحد الآباء. ودرس اللغة العربية والعبرية والفارسية والتركية، وأحسَن من اللغات الأوروبية: اللاتينية والألمانية والإسبانية والإيطالية والإنجليزية[65].

أما عن أعماله ومناصبه، ففي عام 1778م عينه الملك عضوًا في جمعية كنوز المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس الوطنية، فوضع بحثين في تاريخ قدماء العرب وأصل آدابهم، وحقق أربعة كتبٍ عربيةٍ عن فتح اليمن، وعلق عليها وحل الكتابات الصعبة فيها. ولما بلغ الثانية والثلاثين من عمره كان في طليعة المستشرقين العالميين، ومن أعضاء مجمع الكتابات والآداب.

 وقد انتدب أستاذًا للعربية في مدرسة اللغات الشرقية، فكتب (التحفة السنية في علم العربية) بعد أن رجع إلى مدرستي الكوفة والبصرة اللغويتين. فطبع وترجم إلى لغاتٍ أوروبيةٍ عدةٍ، وتهافت عليه المستشرقون. ثم عين أستاذًا للفارسية في معهد فرنسا. ونال لقب بارون عام 1808م بأمرٍ إمبراطوريٍّ، لجهوده وخدماته، وألف الجمعية الآسيوية[66]، وأنشأ مجلتها ورأس تحريرها ست عشرة سنةً وعين مديرًا لمدرسة ديوان فرنسا عام 1823م، ومديرًا لمدرسة اللغات الشرقية عام 1833م[67].

ومن مؤلفاته: 

- تلخيص كتاب الخطط للمقريزي

- ترجمة تاريخ الساسانيين عن الفارسية لميرخوند.

- أخرج جزئين من كتابه (ديانة الدروز)، وتوفي قبل أن يتم جزءه الثالث عام 1838م.

- الأنيس المفيد للطالب المستفيد (مختارات من أدب العرب للهمذاني)

- ترجمة البردة للبوصيري، وأصل الأدب الجاهلي عند العرب،

- كليلة ودمنة (تحقيق).

- وغيرها الكثير من المختصرات والمترجمات والكتب التي كانت مرجعًا للدوائر الاستشراقية العالمية حتى اليوم[68].

لقد خلّف سلفستر دي ساسي إرثًا ثقافيًّا ولغويًّا كبيرًا، حيث جمع كثيرًا من المخطوطات العربية والإسلامية في باريس[69]. فكل متخصصٍ في الثقافة العربية في أوروبا إبان القرن التاسع عشر ينسب الأصول في أفكاره إلى دي ساسي، وكانت الجامعات والأكاديميات في فرنسا وإسبانيا والنرويج والسويد وخصوصًا في المانيا حافلةً بالتلاميذ الذين ساروا على خطاه[70]. لذلك سمي بشيخ المستشرقين الفرنسيين[71]، ويرجع له الفضل في جعل باريس مركزًا للدراسات العربية[72]. غير أن هناك من يرى أن دي ساسي بعيدٌ عن الإنصاف، وليس إلا وجهًا للاستشراق الاستعماري في المنطقة، والأسباب الداعية لتبني هذا الرأي ما يلي:

1- أنه أول مستشرقٍ أوروبيٍّ في العصر الحديث يمثل الاستشراق كمؤسسةٍ سياسيةٍ تعمل لخدمة الاستعمار الغربي وتثبيت أركانه في العالم الإسلامي، حيث كان حلقة الوصل بين الاستشراق والسياسة الفرنسية الخاصة بالمسلمين.

2- وكان يستشار بانتظامٍ من قبل وزارتي الخارجية والحربية الفرنسيتين.

3- كان في طليعة جيوش الاحتلال، وكان من مهامه أن يترجم نشرات الجيش الفرنسي للمسلمين. وقد قام فعلًا بترجمة الإعلان الفرنسي إلى الجزائريين باحتلال فرنسا للجزائر عام 1830م، وكذلك عند احتلال مصر من قبل حملة نابليون عام 1797. [73]

4. وكان معجبًا بالأدب اليهودي، حيث وصف الشعر العبري بأنه (شعرٌ مقدسٌ حقيقةً)، بسبب ثقافته الأصلية التي تلقاها في الدير، حيث كانت ثقافةً لاهوتيةً عميقةً تعتمد على العهدين القديم والجديد.

5. ساهمت كتاباته في تكوين صورةٍ سلبيةٍ عن الشرقي (العربي/المسلم)، وكانت تحط من شعوب شمال إفريقيا غير المؤهلة لحكم نفسها، والتي يجب أن توضع تحت أي نوعٍ من الوصاية أو الحماية أو الانتداب.

ولعل تلك الأسباب تكفي لترجيح الرأي الثاني الذي يقول بعدم إنصاف هذا المستشرق للعرب والمسلمين، فإن دراسة اللغة العربية لا تكفي للحكم على شخص بالإنصاف، فأكثرهم يتعلمها ليخدم بها بلده عبر أي طريقةٍ يستطيع بها خدمته. يقول دي ساسي: «إن دراسة الآثار الأولى للدين كانت الهدف الأول الذي دعا بعض العلماء إلى تكريس جهودهم للغة العربية التي كتبت بها أقدم الوثائق من العصور الأولى للعالم... (إلى أن يقول): فلما دعيت إلى تدريس اللغة العربية في المدرسة الجديدة (مدرسة اللغات الشرقية الحية)، كان عليَّ أن أكرّس كل نفسي -بدافع الواجب- لعلمٍ كنت حتى ذلك الوقت أشدوه عن تذوقٍ»[74].

المطلب الثاني: صور المغرب في الاستشراق الفرنسي

شكّل المجتمع المغربي موضوعًا للعديد من الدراسات والأبحاث التي لا يمكن الجدال في مدى قوتها وجودة وغنى المعطيات التي ساهمت في تجميعها وعرضها. والدراسات المذكورة، كما هو معلومً، تنتمي لقطاعات معرفية وتخصصية متعددة ومتباينة: كالسوسيولوجيا، والاثنولوجيا، واللسانيات، والأركيولوجيا، والسيكولوجيا، والتاريخ، والأدب [75]، ولعل أبرزها نموذج السوسيولوجيا الكولونيالية التي دشنها ميشو بلير (الفقرة الأولى)، ونموذج جاك بيرك في إطار نقد الاستشراق التقليدي/ الكولونيالي (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: السوسيولوجيا الكولونيالية - نموذج ميشو بلير

قبل استعمار المغرب، كان هناك إصرارٌ على مسألة تجنيد المعرفة لفهم المغرب، وبالتالي تم تأسيس مجموعة بعثاتٍ علميةٍ أهمها البعثة العلمية الشهيرة حول السوسيولوجيا الكولونيالية بقيادة ألفريد دو لاشاتيل، ويعتبر توجه المدرسة الفرنسية التوجه الغالب على هذه البعثات. لقد وجد الاستعمار الفرنسي نفسه أمام معطًى لا يمكن القفز عليه وتجاوزه هو القبيلة، وبالتالي كان المدخل للسيطرة على المغرب هو تفكيك بنية هذه القبيلة، فكانت الأسبقية لاستفهاماتٍ عدةٍ: من يحكم في المغرب؟ مع من يمكن أن يتواجه المستعمر في المغرب؟ وهو ما سعت إليه دراسات السوسويولوجيا الكولونيالية.

حاول التوجه الاستعماري لهذه الدراسات الكولونيالية أن يزاوج بين إرادة المعرفة وإرادة السلطة، إرادة المعرفة وإرادة الغزو والاختراق[76]. والهدف هو تعبيد الطريق لاحتلال المغرب، وشرعنة التدخل باسم الحضارة والتمدن كما قال الجنرال المقيم العام اليوطي: «إننا فقط محضِّرون».

وقد بدأت عمليات اكتشاف المغرب عن طريق استعمال المعرفة، إذ يعد كتاب: (المغرب المجهول) لـ: مولييراس الذي ظهر منه الجزء الأول سنة 1895، أول بحثٍ إثنولوجيٍّ تناول جزءًا كبيرًا من العادات والتقاليد التي كانت سائدةً في المجتمع المغربي[77]. ومثلت مدرسة الآداب بالعاصمة الجزائر، والتي تأسست سنة 1879، تحت إدارة René Basset، المختبر الرئيسي للفكر الكولونيالي حول المغرب العربي عامةً. في حين سوف يتم تأسيس بعثةٍ علميةٍ خاصةٍ بالمغرب، بعد أقل من ثلاثين سنةً من تأسيس مدرسة الجزائر وتحديدًا في سنة [78]1904. و كانت هذه البعثة العلمية تابعةً لكرسي سوسيولوجيا العالم الإسلامي بـ: Collège de France وقد أشرف على إدارتها Alfred Le Chatelier وهو أستاذ السوسيولوجيا والسوسيوغرافيا الإسلامية.

 وسوف يتغير اسم البعثة العلمية سنة 1920 ليصبح شعبة سوسيولوجيا الشؤون الأهلية Section Sociologique des Affaires Indigènes. هذه البعثة سوف يصبح لها في ما بعد، وتحديدًا سنة 1925، اسمٌ آخرُ هو: معهد الدراسات العليا المغربية (L’Institut des Hautes ةtudes Marocaines (IHEM، وهو المعهد الذي توحدت فيه (البعثة العلمية) و(المدرسة العليا للغة العربية واللهجات البربرية) و(القسم السوسيولوجي).

 لقد تم تجنيد البعثات العلمية والاستعانة فيها بكوادرَ فرنسيةٍ، تمثّلت في مجموعةٍ من رواد السوسيولوجيا على رأسهم «ميشو بلير Michaux-Bellaire [79]»(1857-1930). هذا الأخير، تحمل مسؤولية إدارة البعثة سنة 1907، حيث كانت جهوده الشخصية ذاتَ قيمةٍ جوهريةٍ في المشروع الكولونيالي خصوصًا على مستوى إعداد المونوغرافيات. وقد عرفت البعثة تحت إدارته غزارةً في الإنتاج، ويتعلق الأمر هنا بإعداد جملةٍ من المصنفات والمحفوظات، كما كان له الفضل في رسم السياسات الأهلية للحماية والتي سيتم اعتمادها حتى ما بعد مرحلة الحرب العالمية الثانية.

كانت مقاربة ميشو بلير للمجتمع المغربي عبارةً عن رصدٍ إثنولوجيٍّ دقيقٍ يعتني بجينيالوجيا الساكنة وتنقلاتها، وتنوع عاداتها وأعرافها وسلوكها الاقتصادي، وخاصةً ما يتعلق بالتدبير الضريبي والعقاري، كما اعتنت أبحاثه بما يسمى الممرات السرية في التاريخ والذاكرة المغربية للعناصر الما-قبل-إسلامية، وخصوًصا الممارسات الوثنية التي يعتقد أن الإسلام عجز عن تدميرها والقضاء عليها كليةً. بالإضافة إلى ذلك عمدت بحوث ميشو بلير إلى صياغة المبررات الأخلاقية لتواجد الاحتلال الفرنسي كالتزامٍ حضاريٍّ على عاتق فرنسا إزاء المغرب، لأنها ستجلب له الحضارة والتمدّن والتقدم والحداثة[80].

وفي مقالٍ لـ ميشو بلير تحت عنوان «السوسيولوجيا المغربية» يتحدث عن ثلاثة تصنيفاتٍ للسوسيولوجيا الخاصة بالمغرب، منها سوسيولوجيا المخزن والتي تهتم بدراسة مناطق سيطرة المخزن (التي تسمى بلاد الشرع)، والسوسيولوجيا الإسلامية وهي خاصةٌ بالبحث في التعبيرات والأشكال الدينية الرسمية، ثم أخيرًا السوسيولوجيا المغربية، والتي تأخذ على عاتقها مهمة الاعتناء بالقبائل البربرية مع رصد البقايا التعبدية الوثنية في الممارسة الدينية[81].

من جهة أخرى، انبنت أطروحة ميشو بلير على نظرية التقسيم الثنائي، وهو أول من وظّفها في تفسير المجتمع المغربي، هذه الثنائية تقوم على تقسيم المغرب إلى  العرب والبربر – المخزن والسيبة - المدينة والبادية، وقد دعا إلى المحافظة على هذه الثنائية في السياسة الكولونيالية، لما لها من نتائجَ عميقةٍ ومؤثرةٍ في عمليات السيطرة الفرنسية على المجتمع وإضعاف الدولة وإنهاك قواها[82]، وتلك الأطروحة عرفت أوج تبلورها مع صدور الظهير البربري سنة 1930، كوسيلة للهيمنة الكولونيالية.

 في ما يخص دراسات ميشو بلير حول القبيلة المغربية، يمكن القول أن نظرته للقبيلة لا تتحدد من خلال عامل القرابة (الأصل العائلي المشترك) بل اعتبرها كوحدةٍ تقوم على التملك الجماعي لنفس الحاجيات والمصالح والأهداف والوسائل واقتسام نفس الرموز الثقافية من أعرافٍ وعاداتٍ ومعتقداتٍ، إنه يحدد القبيلة بـ «ما هو مشتركٌ بين الأفراد بما اعتادوا تملّكه جماعيًّا»[83].

لقد أفاض ميشو بلير في وصف مظاهر العنف والصراعات القبلية دون تبيينٍ وتفسيرٍ لوظائفها على مستوى ضمان البقاء والاستمرار الاجتماعي، ولا بعدها الدينامي كردود فعلٍ أو كتنافسٍ على امتلاك الأرض والموارد، وكأن الغرض الرئيسي من تضخيم أشكالها ونتائجها هو تبرير التدخل الاستعماري كعمليةٍ ضروريةٍ في نظره للقضاء على «الفوضى» القبلية وإعطاء المجتمع المغربي ما «افتقده» من وحدة التماسك والالتحام[84].

لقد تميزت تجربة ميشو بلير، سواءً في مرحلة البعثة العلمية أو في مرحلة سوسيولوجيا الشؤون الأهلية بعد إدماجها للبعثة العلمية، تميّزت بالريادة لهذا الباحث في دراسة المجتمع المغربي من مختلف الجوانب السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والتاريخية، وكان حصيلة ذلك العشرات من المؤلفات والدراسات التي انطلق منها العديد من المؤرخين السوسيولوجيين لتطوير السوسيولوجيا المغربية وعلى رأسهم روبير مونتاني[85]. غير أن السوسيولوجيا المغربية عامةً وحالة ميشو بلير خاصةً تميزت بانحرافها عن الهدف العلمي المفترض فيها إلى أهدافٍ أخرى تستند إلى التصور العرقي، وإلى رؤيةٍ ستمثل إيديولوجيا البعثة العلمية في إنجاح المخطط الاستعماري الفرنسي.

الفقرة الثانية: نموذج جاك بيرك ونقد الاستشراق التقليدي/ الكولونيالي

من جانبٍ أخرَ، يمكن استحضار نموذجٍ أخرَ من السوسيولوجيا المغربية، وهو نموذج جاك بيرك (1910-1995)، إذ يعتبر عن حقٍّ من أعلام الفكر الاستشراقي البارزين على الصعيد العالمي. درس في جامعة الجزائر والسوربون، و تخصص في الدراسات العربية والإسلامية، وألف في مجال تخصصه العديد من الكتب القيمة، والدراسات الجادة المفيدة، كما شغل على أمد ربع قرنٍ كرسي التاريخ الاجتماعي للإسلام في الكوليج دي فرنس[86]. ولا شك في أن انضمام الأستاذ بيرك إلى هذا المحفل العلمي العريق وتخصصه كعالم اجتماعٍ وعالم أجناسٍ ومؤرخٍ للدراسات العربية والإسلامية، سوف تجعل من الرجل صاحب مشروعٍ فكريٍّ متميزٍ، وقف حياته كلها من أجل إنجازه[87].

من أهم المجالات التي أبدع فيها جاك بيرك، والتي وضع فيها بصماته الخاصة، الدراسات القرآنية [88]، فكانت ترجمته التفسيرية للقرآن الكريم، التي تعتبر آخر أعماله المنجزة، فإنها تدخل في إطار مشروعه الفكري العام، الذي يعطي للثقافة العربية والإسلامية بعدها الكوني والحضاري. ومن ثم فإن هذه الترجمة كما يرى الأستاذ علال سي ناصر، ربما تكون الأولى، في اللغة الفرنسية، التي تتطرق لقضايا أكثر اتساعًا، وشمولًا، مثل مكانة الإسلام في العالم، والعلاقات مع العالم، طبقًا لأحكام القرآن والشريعة[89]. إلا أن ترجمته للقرآن (سنة 1990) أثارت ضجةً واسعةً وانتقادًا لاذعًا من قبل المتخصصين لاحتوائها على نواقصَ وانحرافاتٍ سواءً في اللفظ أو في المعنى، ما جعل جاك بيرك يعيد ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية وفق نسخةٍ تصحيحيةٍ وذلك في آخر سنة من حياته (1995). وهذه الترجمة، كغيرها من الترجمات الأوروبية، معرضةٌ للخلل والنواقص الكثيرة إلا أنها في الآن نفسه تسهم في نقل بعض معاني الخطاب القرآني إلى الناطقين باللغة الفرنسية.

 يعتبر بيرك من أبرز المستشرقين الفرنسيين الذين تخصصوا في الدراسات الاجتماعية في العالم العربي بدأها بدراسته حول العادات والعقليات المغربية، وانتهى بمعالجة القضايا الحضارية والسياسية للعالم العربي، حيث كان يرى أن أهم تحوّلٍ عرفته منطقة المتوسط يكمن في التمازج بين الحضارتين اللاتينية والعربية-الإسلامية، ومن ثمة كان يعتقد، بضرورة الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط، وكذلك بوضع أسسٍ للتعاون الخلّاق، بل كان يتطلع إلى أبعد من ذلك: قيام كتلة متوسطية لمواجهة الهيمنة الأمريكية العالمية، وذلك عبر دعوته للحوار المثمر والبناء، من أجل دعم الوحدة المتوسطية[90].

وفي ما يتعلق بالدراسات الكولونيالية، أظهر جاك بيرك تمرده الدفين على نمط الحياة الاستعمارية، بحيث تأتي كتاباته في مفترق الطرق بين السوسيولوجيا الوطنية المغربية والسوسيولوجيا الفرنسية، فقد كان أول من انتقد السوسيولوجيا الكولونيالية وانتقد نظرية «التقسيم الثنائي» التي اعتمدها ميشو بلير وروبير مونتاني» خدمةً لأهدافٍ استعماريةٍ، والتي لا تستند على أسسٍ ماديةٍ واقعيةٍ، إذ يمكن اعتبار البحث الذي أنجزه تحت عنوان: «البنيات الاجتماعية في الأطلس الكبير»، ردًّا على الأبحاث الكولونيالية ونوعًا من التبرؤ من «تدنيس السوسيولوجيا» الذي قام به سوسيولوجيو الاحتلال الفرنسي.

لقد توصل جاك بيرك في دراساته على العمل القبلي لفهم البنية الاجتماعية لقبيلة «سكساوة»، - العاصمة الحضرية والبقعة البربرية، هذا المدشر الجبلي بين المدينة والقبيلة ذات اللهجة العربية أو البربرية،[91] توصّل إلى إدراك وجود نسقٍ قبليٍّ قائمٍ بذاته، بل أيضًا وجود تطابقٍ بين المستوى الطبيعي والبنية الاجتماعية، كما لاحظ انعدام اللف في سكساوة، مفندًا كل خلاصات وفرضيات السوسيولوجيا الكولونيالية انطلاقًا من إعادة صياغة مفهوم القبيلة وانتماءاتها القرابية) مفهوم الجد المشترك كمفهومٍ وهميٍّ)، وانطلاقًا أيضًا من علاقة الاقتصادي بالاجتماعي، نافيًا بذلك مركزية السياسي كما كانت تدعي السوسيولوجيا الكولونيالية[92].

وتجدر الإشارة إلى أن دراسات جاك بيرك المنتقدة للاستشراق الكولنيالي، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تجديد الدراسات الاستشراقية، وخاصةً الفرنسية منها، وذلك بتطبيق مناهج العلوم الإنسانية، في دراساته العديدة، التي تتناول السوسيولوجيا الحضرية، واللسانيات، وعلم النفس، والتاريخ... فقد تنبأ لأزمة الاستشراق التقليدي كخطابٍ وممارسةٍ، وكان يرى أن الاستشراق التقليدي الكولونيالي ظل عاجزًا عن مواكبة التطور المنهجي الذي عرفته العلوم الإنسانية، الأمر الذي أدى بالدراسات الاستشراقية إلى التحول إلى عملية إسقاطٍ إيديولوجيٍّ ترمي إلى الانتقاص، وازدراء كل انجازات الثقافة العربية الإسلامية. فلم ينظر الاستشراق التقليدي والكولونيالي (الفرنسي)، إلى العرب والمسلمين، على أنّهم قوةٌ بشريةٌ حضاريةٌ، وثقافيةٌ، فاعلةٌ في التاريخ.

وبالتالي، انصبّ اهتمامه على مظاهر اليقظة، والنهضة، والتحرر الوطني في مختلف الأقطار العربية. لذلك، فعند دراسته للمجتمع العربي وخاصةً المغربي، أثار إشكالية النهضة والحداثة عند العرب[93]، بحيث دعا إلى ضرورة أن يخرج العرب من حالة العزلة والرفض (الجمود والتخلف)، والآخذ بأسباب التطور والرقي. وحتى يتسنى لهم ذلك عليهم أن ينخرطوا في معارك الحضارة الحديثة، من أجل الانتماء الفاعل الخلّاق إلى العالم المتطور[94]. وبالتالي فقد ارتبطت عنده إرادة التغيير بالدور الذي سيأخذه الإسلام في مسيرة الحداثة الشرقية، وبتعبيرٍ آخر بالعلاقة بين الصيرورة التاريخية والأصول[95].

استنتاجات:

نستنتج مما سبق، أن حركة الاستشراق الفرنسي عرفت غزارةً في الإنتاج سواءً في مستواه الفردي أو المؤسساتي/الرسمي، فشمل الأدب والدين والاجتماع واللغة والقرآن، وعلم الاجتماع... فارتبط الاستشراق بالمصالح السياسية الفرنسية، وازدهرت الدراسات الشرقية مواكبةً للتوسع الاستعماري والإمبريالي، بحيث اقترنت فيه المعرفة بإنتاج القوة/ السلطة. 

وانطلاقًا من تتبعنا لمسار حركة الاستشراق الفرنسي، وتطورها في مجال دراسات المناطق وتجنيد المعرفة لخدمة الأجندات السياسية والإستراتيجية، يمكن القول أن جل الدراسات الاستشراقية، خاصةً تلك المرتبطة بالتراث الكولونيالي، أصبحت تشكّل اليوم جزءًا من ثقافتنا،(شئنا أم أبينا)، فبقدر ما مثل هذا الإرث الكولونيالي رصيدًا معرفيًّا ضخمًا في كل المستويات، كان إعاقةً لتشكّل مدرسةٍ سوسيولوجيةٍ مغربيةٍ، تعيد فهم تلك الأبحاث الكولونيالية، ليبقى سؤال القطيعة المعرفية قائمًا إزاء المعرفة الكولونيالية، وليبقى الأفق مفتوحًا أمام الأبحاث  لمعرفة الذات (العربية - المغربية - الشرقية - الإسلامية).

لكن هذه الذات توجد في مرآة الغرب، كتب عنها الكثير، ولإعادة تأطير الصورة المكونة عنها، ووضع الاستشراق في إطاره التاريخي الثقافي، نحتاج إلى مؤسسات ذات إمكاناتٍ كبيرةٍ للإسهام في هذا النشاط العلمي، ولِمَ لا محاولة تأسيس توجهاتٍ علميةٍ جديدةٍ تدخل في حقل دراسات المناطق، تخدم قضايانا الاستراتيجية والوطنية ذات الأولوية (قضية الصحراء والوحدة الوطنية، وأيضًا لا ننسَ قضيتيْ سبتة ومليلية السليبتين والمنسيّتيْن (خارج الأجندة السياسية الوطنية)، خاصةً في علاقتنا بدول الجوار (المغرب العربي) ودول ساحل الصحراء (ٌفريقيا) ومنطقة البحر الأبيض المتوسط (الإتحاد الأوروبي). فلا يمكن التحرر من الرواسب السلبية التي تركها الموروث الكولونيالي إلا إذا كشفنا عن جذورها التاريخية العميقة. وهذه هي المهمة الأساسية المطروحة على الفكر العربي عامةً والمغربي خاصةً. وكما قال جاك بيرك أن الاستشراق سوف ينتهي من تلقاء نفسه عندما تتجاوزه دراسات الشرقيين معرفةً، وعمقًا، ودقةً، وجديةً، ويؤكد أن هذا الأمر ليس صعبًا، لأن إمكانات ابن البلد أفضل من غيره لدراسة مجتمعه.

المراجع

الكتب:

1. جواد كاظم النصر الله  شهيد كريم الكعبي: الاستشراق الفرنسي والبعثات اليسوعية ولقاء الاستشراق والتبشير، المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية، العراق، مجلة دراسات استشراقية، العدد 4،2015.

2. إسماعيل علي محمد: الاستشراق بين الحقيقة والتضليل، دار الكلمة للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية،الطبعة السادسة 2014.

 3. زكاري لوكمان: تاريخ الاستشراق وسياسته،: ترجمة شريف يونس»دار الشروق،القاهرة ، مصر، الطبعة الأولى  2007.

4.  إدوارد سعيد، ترجمة محمد عناني. الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق، رؤيا للنشر والتوزيع، القاهرة،  الطبعة الأولى 2006.

5. الهادي الهروي: « القبيلة والإقطاع والمخزن»، مقاربةٌ سوسيولوجيةٌ للمجتمع المغربي الحديث 1844-1934 إفريقيا الشرق 2005.

6. بنسالم حميش، في معرفة الآخر، ط2، 2003، دار الحوار.

7. محمد البشير مغلي: مناهج البحث لدى المستشرقين وعلماء الغرب، (الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية)، ط1: 2002.

8. محمد نجيب بوطالب : سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي ، سلسلة أطروحات الدكتوراه العدد 41 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الأولى يونيو 2002.

9. محمد فتح الله الزيادي: الاستشراق أهدافه ووسائله ، دمشق دار قتيبة، الطبعة الثانية، 2002م.

10. يوهان فوك: تاريخ حركة الاستشراق، ترجمة عمر لطفي العالم،دار المدار الإسلامي،بيروت، لبنان،الطبعة الثانية 2001.

11. أحمد سمايلوفتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي،دار الفكر العربي ، القاهرة، 1998.

12. الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: إشراف ومراجعة: د. مانع الجهني. (الرياض: دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع). ط4: 1420ه. 2.

13. القاموس المحيط، مجد الدين الفيروزآبادي، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت ، ط 1٬1417 ه/ 1997.

14.  عبد الله محمد الأمين: الاستشراق في السيرة النبوية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، 1997.

15.  محمود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، دار المعارف، القاهرة 1997.

16. أحمد درويش: الاستشراق الفرنسي والأدب العربي، الهية المصرية العامة للكتاب، دراسات أدبية، طبعة 1997.

17. مازن بن صلاح مطبقاني: الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي، الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنية، طبعة1995.

 18. عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، بيروت- دار العلم للملايين، الطبعة الثالثة 1993.

19.  محمود المقداد: تاريخ الدراسات العربية في فرنسا، سلسة عالم المعرفة،الكويت ، العدد 162، نونبر 1992.

20. نذير حمدان: مستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، (الطائف: مكتبة الصديق)، ط1-1988.

21. روبير منتران: «الاستشراق»، سلسلة الثقافة المقارنة، الجزء الثاني، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1987.

22. نذير حمدان: الرسول  في كتابات المستشرقين، جدة: دار المنارة ، ط2: -1986م.

23. المختار الهراس» القبيلة والسلطة، تطور البنيات الاجتماعية في شمال المغرب»، المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث العلمي والتقني،1986.

 24. جرمان عياش: دراساتٌ في تاريخ المغرب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الطبعة الأولى 1986.

25. نجيب العقيقي: المستشرقون،(موسوعة في ثراث العرب) مصر،دار المعارف، الطبعة الثالثة،1964.

26. نور الدين الزاهي، المدخل لعلم الاجتماع المغربي , دفاتر وجهة نظر، مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى.

التقارير:

 Le Coran, essai de traduction de l’arabe annoté et suivi d’une étude exégétique par jacques Berque ed surdbad- Paris 1997.

Med A- sinaceur Lire le Coran Manière de le Monde diplomatique / N 24 / Nov/1994/P49.

المقالات

عبد الرزاق بن اسماعيل هرماس: الاستشراق الفرنسي المعاصر والدراسات القرآنية، مقالٌ منشورٌ بتاريخ 30-06-2014 من طرف مركز تفسير القرآن.

أحمد بابانا العلوي: جاك بيرك شيخ الدراسات العربية والاسلامية ، مقالٌ منشورٌ بتاريخ 2نونبر 2012 على الموقع التالي: http://www.globalarabnetwork.com/

يوسف زروق: القبيلة في الدراسات الأنتروبولوجية و السوسيولوجية، مقالٌ منشورٌ بالمدونة الإلكترونية  www.sociomaroc.blogspot.com   بتاريخ  الاثنين، 11 مارس، 2013.

مفيد الزيدي: «الاستشراق والمستشرقون: نحو رؤيةٍ منهجيةٍ»، مجلة شؤون عربية، (القاهرة، عدد 147 خريف 2011).

محمد الغيلاني: السوسيولوجيا الكولونيالية في المغرب... أصولها واتجاهاتها، جريدة المساء، بتاريخ 2 شتنبر 2008.

محمد الغيلاني: تجرية البعثة العلمية ميشو بلير و روبير مونتاني: مقالٌ منشورٌ بالموقع الالكتروني مغرس  بتاريخ03-09-2008 http://www.maghress.com/almassae

هاشم صالح: الاستشراق الفرنسي في القرن العشرين، مقالٌ منشورٌ بموقع البيان  www.albayan.ae/ بتاريخ 19 -2- 2007

فؤاذ كاظم مقدادي: إسلام وشبهات المستشرقين: مقتطف من الكتاب من ص101 على 104 منشورٌ على الموقع التالي http://library.tebyan.net

أحمد كامل: مقالٌ مدوّنٌ لتقريرٍ مسجلٍ تحت عنوان «تاريخ العلاقات الفرنسية اللبنانية»، منشورٌ على موقع الجزيرة نت بتاريخ: http://www.aljazeera.net /2005/4/23

أنور محمد زناتي: مدارس الاستشراق... المدرسة الفرنسية، مقالٌ منشورٌ على ىشبكة الألوكة، بتاريخ 31-12-2012، أنظر الرابط التالي:

 http://www.alukah.net/sharia/0/48499/

 حمود عبد الكريم،: الاستشراق الفرنسي والترجمة في الجزائر، منتدى المنشاوي للدراسات والبحوث:

http://www.minshawi.com/vb

والموسوعة الحرة ويكيبيدي:

http://ar.wikipedia.org.

عبد القادر بوباية: المستشرقون وكتابة التاريخ الإسلامي: إ. ليفي بروفنسال نموذجًا، مقالٌ منشورٌ بمجلة مركز ودود للمخطوطات، http://wadod.org/vb/showthread.php

مريم الشايع: المستشرق ماسينيون، مقالٌ منشورٌ في المدونة الالكترونية،» مناهج الاستشراق» بتاريخ 20 دجنبر 2014.

http://estshrac.blogspot.com   

مازن بن صلاح مطبقاني: الأسئلة الأكثر تداولًا حول الاستشراق، مقالٌ منشورٌ بشبكة صيد الفوائد.

 www.philopress.net  

------------------------------


[1] باحثة في العلوم السياسية والقانون العام – كلية الحقوق، أكدال، جامعة محمد الخامس الرباط.

mariajaouhari@gmail.com

[2] الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، 2/687. 

[3] محمد فتح الله الزيادي: الاستشراق أهدافه ووسائله ، دمشق دار قتيبة، الطبعة الثانية، 2002م، ص17.

[4] القاموس المحيط، مجد الدين الفيروزآبادي، دارإحياء التراث العربي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت ، ط 1٬1417 ه/ 1997 م،مادة شرق.  ص1158.

[5] مازن بن صلاح مطبقاني: الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي، الرياض، مكتبة الملك فهد الوطنية، طبعة1995، ص 3.

[6] مفهوم الاستشراق في المعاجم الغربية : East   شرق -  Orient  شرق -  Oriental  شرقي-  Orientalist  مستشرق -  Orientalism  استشراق. وتعني Orienter  «توجيه الحواس نحو اتجاهٍ أو علاقةٍ ما في مجال الأخلاق أو الاجتماع أو الفكر أو الأدب نحو اهتماماتٍ شخصيةٍ في المجال الفكري أو الروحي» المرجع : مازن بن صلاح مطبقاني : المرجع السابق، ص 3.

[7] عبد الله محمد الأمين: الاستشراق في السيرة النبوية، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة، 1997

[8] محمود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، دار المعارف، القاهرة 1997 ص 18.

[9]- أحمد سمايلوفتش: فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي، دار الفكر العربي ، القاهرة، 1998، ص...

[10]- إدوارد سعيد، ترجمة محمد عناني. الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق، رؤيا للنشر والتوزيع، القاهرة،  الطبعة الأولى 2006م ، ص44.

[11]- مفيد الزيدي. “الاستشراق والمستشرقون: نحو رؤيةٍ منهجيةٍ”، مجلة شؤون عربية، (القاهرة، عدد 147 خريف 2011)، ص 110.

[12] أحمد درويش: الاستشراق الفرنسي والأدب العربي،  دار غريب، القاهرة – جمهورية مصر العربية، الطبعة الاولى ، سنة 2004 1997،ص 8.

[13] جواد كاظم النص الله: الاستشراق الفرنسي والبعثات اليسوعية لقاء الاستشراق والتبشير، مجلة دراسات استشراقية، العدد 4، السنة الثانية - ربيع 2015 م - المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية.انظر الرابط التالي: /www.m.iicss.iq تاريخ إضافة البحث 11-08-2015

[14] أحمد درويش: الاستشراق الفرنسي والأدب العربي،  دار غريب، الطبعة الأولى ، سنة 2004 ، ص 18

[15] إسماعيل علي محمد: الاستشراق بين الحقيقة والتضليل، دار الكلمة للنشر والتوزيع ، جمهورية مصر العربية، الطبعة السادسة 2014، ص 14.

[16] محمود المقداد: تاريخ الدراسات العربية في فرنسا، سلسة عالم المعرفة، الكويت ، العدد 162، نونبر 1992 ص12

[17] محمود المقداد: تاريخ الدراسات العربية في فرنسا، المرجعٌ سابقٌ ، ص13.

[18] ابتدأ فتح المسلمين لبلاد الأندلس في شهر شعبان سنة ٩٢ هجرية 711 م  بقيادة طارق بن زياد، تاريخ الإسلام السياسي والديني والاجتماعي،وقد ظلت الأندلس تحت حكم المسلمين حتى القرن الثالث عشر الميلادي ، حين استرّ ملوك قشتالة معظمها ، ولم تبق إلا مملكة غرناطة  العربية التي سقطت في يد الملوك الكاثوليك سنة 1492 ميلادية.

[19] إسماعيل علي  محمد: الاستشراق بين الحقيقة والتضليل ، مرجعٌ سابقٌ ،ص 14

[20] محمد المقداد: تاريخ الدراسات العربية في فرنسا،مرجعٌ سابقٌ، ص 14

[21] أحمد سمايلوفيتش: فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي ،مرجعٌ سابقٌ ، ص 68

[22] الرأي نفسه يذهب إليه برنارد لويس في حديثه عن النشأة الأولى للاستشراق، حيث يركز كثيرًا على الاحتكاك التاريخي بين الغرب المسيحي والأندلس وحواضرها وأثر البعثات المتعاقبة من الطلاب المسيحيين إلى طليطلة وقرطبة والزاهرة وغرناطة وغيرها من المدن الأندلسية التي لم تخل واحدةٌ منها من علمٍ غزيرٍ حمله هؤلاء الطلاب معهم إلى بلدانهم ، حاملين فيه أسباب نهضة ٍتجلت في ما بعد ذلك بزمنٍ غيرِ يسيرٍ. انظر أحمد سمايلوفتش، مرجعٌ سابقٌ، ص 57 و58. 

[23] أحمد سمايلوفيتش: مرجعٌ سابقٌ ، ص60

[24] وجاء بعده «قسطنطين الإفريقي» المتوفى عام 1087، وبعده « أوجودي سانتالا» وغيرهم حتى الأسقف «جويستنياني» المولود عام 1470م و « ليون الإفريقي1494-1552 ». نجيب العقيقي:  المستشرقون،(موسوعة في ثراث العرب) مصر،دار المعارف، الطبعة الثالثة، 1964 ، ص 110

[25] إسماعيل محمد علي : الاستشراق بين الحقيقة والتضليل ، مرجعٌ سابقٌ ، ص 16

[26] أحمد درويش: الاستشراق الفرنسي والأدب العربي، مرجعٌ سابقٌ، ص 21.

[27] غليوم بوستيل (1505-1581)، أول فرنسيٍّ مستشرقٍ داع صيته في اللغات اليونانية والعبرانية والكلدانية والأرامية والسريانية والعربية، فعينه فرانسوا الأول سفيرا لدى الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان. أنظر أحمد سمايلوفيتش: مرجعٌ سابقٌ ،ص 60.

[28] أحمد سمايلوفيتش: مرجعٌ سابقٌ ،ص61

[29] في شهر مارس 1795م أنشأت الحكومة الفرنسية مدرسة اللغات الشرقية الحية، وتأسست أول جمعيةٍ آسيوية ٍفي باريس عام 1822م

[30] أكد بعض الباحثين أن كتاب الدكتور عبد الرحمن بدوي « المستشرقون” احتوى على أكثرمن خمسين اسمًا لمستشرقين فرنسيين، في حين اقتصر عدد الإنجليز منهم على بضعٍ وثلاثين اسمًا، وهذا يدل على الحضور القوي لواحدة من أكبر المدارس الاستشراقية قديمًا وحديثًا .

[31] أحمد سمايلوفتش:فلسفة الاستشراق واثرها في الادب العربي، مرجعٌ سابقٌ، ص 24

[32] إسماعيل علي  محمد: الاستشراق بين الحقيقة والتضليل ، مرجعٌ سابقٌ، ص 18.

[33] لاحظ فيكتور هيغو(1829) في مقدمته «الشرقيات» :»سيل الدراسات الشرقية لم يندفع من قبل مثل هذه الدرجة، ففي عصر لويس 14 كان الجميع هيلينين، أما الآن فالجميع مستشرقون... ولدينا الآن عالمٌ متخصصٌ في كلٍّ من مأثورات الشرق من الصين إلى مصر...» انظر أحمد سما يلوفتش ، مرجعٌ سابقٌ، ص.82.

[34] المقترب الانقسامي للمجتمع القروي بالمغرب: التحليل والحدود (إرنست غيلنر نموذجًا)/ دراسة منشورة بالمركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية” http://arab-csr.org/

[35] جرمان عياش: دراساتٌ في تاريخ المغرب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الطبعة الاولى ، 1986،ص 14.

[36] المقترب الانقسامي للمجتمع القروي بالمغرب: التحليل والحدود (إرنست غيلنر نموذجا)/ دراسة منشورة بالمركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية” http://arab-csr.org/

[37] محمد الغيلاني: تجرية البعثة العلمية ميشو بليروروبير مونتاني: مقالٌ منشورٌ بالموقع الالكتروني مغرس  بتاريخ03-09-2008 http://www.maghress.com/almassae

[38] نجيب العقيقي:  المستشرقون،(موسوعة في ثراث العرب)، مرجعٌ سابقٌ، ص151.

[39] نجيب العقيقي: المرجع السابق، ص 152.

[40] نجيب العقيقي: المرجع السابق، ص154.

[41] نجيب عقيقي: المرجع السابق، ص 155.

[42] ويوجد في المكتبة قطعٌ من المصحف مكتوبةٌ منذ القرون الأولى للهجرة النبوية. كما تضم المكتبة نوادر النقوذ والأوسمة والأختام والخرائط (نجيب عقيقي: المستشرقون، مرجعٌ سابقٌ ، ص 157.

[43] جواد كاظم النصر الله و شهيد كريم الكعبي: الاستشراق الفرنسي والبعثات اليسوعية ولقاء الاستشراق والتبشير، المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ، العراق ،مجلة دراسات استشراقية ، العدد 4، ربيع 2015، ص 99.

[44] ومكتبة فلوريان فرعون، ومكتبة خليل غانم، ومكتبة جان طرازي، جميعها في باريس. ومكتبة عبد الله مراش في مرسيليا، ومكتبة حبيب زيات في نيس.

[45] نجيب عقيقي: المرجع السابق، ص 158

[46] نجيب عقيقي: المرجع السابق، نفس الصفحة.

[47] نجيب عقيقي: المستشرقون، مرحع سابق، نفس سابق.

[48] أحمد سمايلوفتش:فلسفة الاستشراق واثرها في الادب العربي، مرجعٌ سابقٌ، ص 81.

[49] جواد كاظم النصر الله و شهيد كريم الكعبي: الاستشراق الفرنسي والبعثات اليسوعية ولقاء الاستشراق والتبشير، المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ، العراق ،مجلة دراسات استشراقية ، العدد 4، ربيع 2015، ص 98.

[50] نجيب عقيقي: المستشرقون، مرجعٌ سابقٌ، ص161.

[51] نجيب عقيقي: المستشرقون، مرجعٌ سابقٌ، ص 163

[52] نجيب عقيقي: المستشرقون، مرجعٌ سابقٌ، ص163

[53] نجيب عقيقي: المستشرقون، مرجعٌ سابقٌ، ص164 و165.

[54] فؤاذ كاظم مقدادي : اسلام وشبهات المستشرقين: مقتطف من الكتاب من ص101 على 104 منشور على الموقع التالي http://library.tebyan.net/ar/Viewer/Text/101903/25 تاريخ الزيارة 27-1-2015

[55] https://ar.wikipedia.org/wiki

[56] فؤاذ كاظم مقدادي : اسلام وشبهات المستشرقين: مقتطف من الكتاب من ص101 على 104 منشور على الموقع التالي http://library.tebyan.net/ar/Viewer/Text/101903/25

[57] أحمد كامل: مقالٌ مدونٌ لتقريرٍ مسجلٍ تحت عنوان» تاريخ العلاقات الفرنسية اللبنانية» منشورٌ على موقع الجزيرة نت بتاريخ: http://www.aljazeera.net/programs/fromeurope/2005/4/23 تاريخ الزيارة 9-2-2016

[58] أحمد كامل: مقالٌ مدونٌ لتقريرٍ مسجلٍ تحت عنوان» تاريخ العلاقات الفرنسية اللبنانية» مرجعٌ سابقٌ.

[59] محمود حمدي زقزوق: الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، القاهرة: دار المنار للطباعة والنشر، الطبعة الثانية -1989 م،  ص78.

[60] هاشم صالح : الاستشراق الفرنسي في القرن العشرين، مقالٌ منشورٌ بموقع البيان   www.albayan.ae/ بتاريخ 19 فبراير 2007

[61] محمد فتح الله الزيادي: الاستشراق أهدافه ووسائله، دمشق، دار قتيبة، الطبعة الثانية :2002م، ص85 وما بعدها.

[62] فمثلا: استوحى روسو اعترفاته من الشرق، وكذلك لافونتين في أساطيره، وتسربت أغراض القصص الشرقية إلى المسرح الفرنسي، فكتب لاساج مسرحيات عن: أبي بكر، والجنة ومكة، وقوافل الحج، وتأثر مونتسكيو بالثقافة العربية فجاء كتابه (الرسائل الفارسية) متأثرًا بألف ليلةٍ وليلةٍ مشتملًا على نزعاتها وتعدد احتفالاتها، كما أخذ عن ابن خلدون بعض فلسفته الاجتماعية في كتابه (روح الشرائع).

[63] نذير حمدان: الرسول  في كتابات المستشرقين، جدة: دار المنارة ، ط2: 1406ه-1986م، ص37.

[64] يوهان فوك: تاريخ حركة الاستشراق،ترجمة عمر لطفي العالم،دار المدار الإسلامي،بيروت ، لبنان،الطبعة الثانية 2001،ص 142.

[65] نجيب عقيقي، مرجعٌ سابقٌ، ص 179.

[66] زكاري لوكمان: تاريخ الاستشراق وسياسته،: ترجمة شريف يونس»دار الشروق،القاهرة ، مصر، الطبعة الأولى  2007، ص 130

[67]  زكاري لوكمان: تاريخ الاستشراق وسياسته ، مرجعٌ سابقٌ،ص 130 

[68]  عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، بيروت- دار العلم للملايين، ط3: 1993، ص334 وما بعدها.

[69] يوهان فوك: تاريخ حركة الاستشراق، مرجعٌ سابقٌ، ص 147 وما بعدها.

[70] يوهان فوك: تاريخ حركة الاستشراق، مرجعٌ سابقٌ، ص 142 وما بعدها.

[71] عبد الرحمن بدوي: مرجعٌ سابقٌ ص 334.

[72] يوهان فوك: تاريخ حركة الاستشراق، مرجعٌ سابقٌ، ص 147 وما بعدها.

[73] نذير حمدان: مستشرقون سياسيون جامعيون مجمعيون، (الطائف: مكتبة الصديق)، ط1: 1408ه-1988، ص60، حيث ذكر من أعماله: مراقب ملكي، ومكلف بمهمة رسمية عام 1805.

[74] عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين، مرجعٌ سابقٌ، ص334-335.

[75] المقترب الانقسامي للمجتمع القروي بالمغرب: التحليل والحدود (إرنست غيلنر نموذجا)/ دراسةٌ منشورةٌ بالمركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية” http://arab-csr.org/

[76] يوسف زروق: القبيلة في الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية، مقالٌ منشورٌ بالمدونة الإلكترونية  www.sociomaroc.blogspot.com بتاريخ  الاثنين 11 مارس 2013.

[77]  محمد الغيلاني: السوسيولوجيا الكولونيالية في المغرب.. أصولها واتجاهاتها، جريدة المساء، بتاريخ 2 شتنبر 2008. ومنشورٌ أيضًا على الموقع الإلكتروني التالي: Echo de Zouakin

[78] محمد الغيلاني: السوسيولوجيا الكولونيالية في المغرب ، مرجعٌ سابقٌ.

[79] من قبيل: مدن وقبائل المغرب - الأرشيفات المغربية - الأرشيفات البربرية - مجلة العالم الإسلامي، التي أسسها Le chatelier سنة 1906.

[80] محمد الغيلاني: تجرية البعثة العلمية ميشو بلير و روبير مونتاني: مرجعٌ سابق

[81] محمد الغيلاني: تجرية البعثة العلمية ميشو بلير و روبير مونتاني: مرجعٌ سابقٌ.

[82] محمد الغيلاني: تجربة البعثة العلمية ميشو بلير و روبير مونتان: يجريدة المساء بتاريخ 3 شتنبر 2008

[83] الهادي الهروي: «القبيلة والإقطاع والمخزن»، مقاربةٌ سوسيولوجيةٌ للمجتمع المغربي الحديث 1844-1934 إفريقيا الشرق، المغرب،ص 56. مذكورٌ في مقالٍ للعبيدي لصفر تحت عنوان القبيلة المغربية من منظور الباحثين الكولونياليين، منشورٌ على الموقع التالي: //www.philopress.net –

[84] المختار الهراس “القبيلة والسلطة، تطور البنيات الاجتماعية في شمال المغرب»، المركز الوطني لتنسيق وتخطيط البحث العلمي والتقني،1986،ص27 -: مذكورٌ في مقالٍ للعبيدي لصفر تحت عنوان القبيلة المغربية من منظور الباحثين الكولونياليين، منشورٌ على الموقع التالي: //www.philopress.net –

[85] روبير مونتانيي (Robert Montagne (1893-1954، والذي كان مشرفًا على القسم السابع المتخصص في الإثنولوجيا والسوسيولوجيا المغربية التابع لـ «معهد الدراسات العليا»، عمل مستشارًا لدى الجنرال اليوطي «المقيم العام» ، فكان له الدور في بلورة الظهير البربري سنة 1930، كوسيلةٍ للهيمنة الكولونيالية. كما كان له إسهامٌ نظريٌّ مهمٌّ في كتابه «البربر والمخزن»، الذي عمل على تفكيك مفهوم القبيلة من خلال توظيف «نظرية اللف». 

[86] من أعماله: «دراسات في التاريخ الريفي المغربي»- «الشرق الثاني» 1970 «الإسلام يتحدى» - «ترجمة معاني القرآن الكريم» - «مصر والامبريالية والثورة (1967) -  «العرب بين الأمس والغد» سنة 1969.

[87] أحمد بابانا العلوي: جاك بيرك شيخ الدراسات العربية والإسلامية ، مقالٌ منشورٌ بتاريخ 2 نوفمبر 2012 على الموقع التالي: http://www.globalarabnetwork.com/

[88] Le Coran, essai de traduction de l’arabe annoté et suivi d’une étude exégétique par Jacques Berque, ed surdbad- Paris 1997.

[89] Med A- sinaceur Lire le Coran Manière de le Monde diplomatique / N 24 / Nov/1994/P49. 

[90] المصدر نفسه.

[91]- محمد نجيب بوطالب ، ”سوسيولوجيا القبيلة في المغرب العربي“ ، سلسلة أطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الأولى يونيو 2002

[92]نور الدين الزاهي, المدخل لعلم الاجتماع المغربي , دفاتر وجهة نظر, مطبعة النجاح الجديدة ,الطبعة الأولى ، الصفحتين 64 ,67.

[93] أحمد بابانا العلوي: مرجعٌ سابقٌ.

[94] بنسالم حميش، في معرفة الآخر، ط2، 2003، دار الحوار، ص 46.

[95] بنسالم حميش، في معرفة الآخر، ط2، 2003، دار الحوار، ص 48

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف