البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

April / 30 / 2020  |  2121أمية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين تعددية النص و المعاني وبين الانحراف المعرفي دراسة في الرؤية الاستشراقية في دائرة المعارف الإسلامية

جواد كاظم النصر الله - نزار ناجي محمد المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية خريف 1441هـ / 2019م
أمية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين تعددية النص و المعاني وبين الانحراف المعرفي دراسة في الرؤية الاستشراقية في دائرة المعارف الإسلامية

ملخّص البحث

تعدّ دائرة المعارف الإسلاميّة أكبر عمل قام به المستشرقون؛ إذ شارك في كتابتها عدد كبير من المستشرقين، وهي خلاصة الفكر الاستشراقيّ، قصدوا منها كتابة موسوعة إسلامية متخصّصة بتاريخ الحضارة الإسلاميّة التي هي وليدة البعثة النبويّة، وأرادوا بهذا العمل جمع كلّ ما يتعلّق بالحضارة الإسلاميّة والبلدان الإسلاميّة، بحيث يتمّ تبويبها بشكل مقالات مرتبة على حروف الهجاء، متبعين في ذلك منهج القواميس والمعاجم؛ ليسهل الرجوع إليها، وقد أُعدّت هذه الموسوعة لتكون مرجعًا للعديد من الدراسات الغربيّة تجاه الشرق، وكُتبت بلغات متعدّدة منها (الإنجليزيّة والفرنسيّة والألمانيّة)، وهذا دلالة على الانتشار الواسع لهذا العمل، وعلى أهمّيّته بالنسبة للباحثين الغربيّين ليتعرّفوا على جوانب من الحضارة الإسلاميّة بطريقة سهلة وسريعة، وعلى الرغم من أنّ هذا العمل أُعدّ على أسس علميّة ومنهجيّة، إلّا أنّنا نجد في بعض المقالات رؤى غير منصفة أو دقيقة تجاه الرسول والرسالة الإسلاميّة.

ومن جملة ما دوّنه المستشرقون حول السيرة النبويّة هو مصطلح أمّيّة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، واختلافهم في بيان معنى الأمّيّة عند النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، أو كمصطلح وصف به العرب المسلمون، واعتمادهم في تلك الرؤى على ما ورد في المصادر الإسلاميّة.

لذا ستقتصر هذه الدراسة على ما ورد في دائرة المعارف الإسلاميّة في الطبعات المعرّبة وغير المعرّبة منها، وقسم هذا البحث حسب المصطلحات الواردة في القرآن الكريم وتفسير المسلمين لتلك النصوص القرآنية بعد بيان المعاني اللغويّة لهذه المفاهيم في معاجم اللغة، وبعدها تمّت مناقشة رؤى المستشرقين الواردة في دائرة المعارف الإسلاميّة.

أمّيّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)

بين تعدّديّة النصّ و المعاني والانحراف المعرفيّ

دراسة في الرؤية الاستشراقيّة في دائرة المعارف الإسلاميّة

عكف الفكر الاستشراقيّ على دراسة مسألة أمّيّة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) دراسة مستفيضة، فلا تجد مستشرقًا يتناول السيرة النبويّة إلّا وتعرض لها بالبحث والتحليل[1]، ولم يكن المستشرقون مجمعين على إثبات علمهِ بالقراءة والكتابة، ولا على عدم علمه بها ( أمّيّ)، وراحوا يطرحون حلًّا وسطيًّا وهو أنّ النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) كان أمّيًّا (أي يجهل القراءة والكتابة) قبل تلقّيه الوحي لا بعده. وفي الواقع لم يكن الفكر الاستشراقيّ رائدًا في هذه الآراء، بل هي نتاج الفكر الإسلاميّ الذي سبقهُ في دراسة هذا المفهوم القرآنيّ[2]، وكان سبب هذا الاختلاف والائتلاف في الرؤى يعود إلى تعدّد النصوص القرآنيّة وتعارضها مع النصوص الروائيّة، فوُلد نوع من الانحراف المعرفيّ في بعض تلك الآراء، مما ولّد نوعًا من الفوضى في الخطاب الاستشراقيّ فيما يخصّ هذا المفهوم.

فقد ورد في المقال الذي كتبه ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret[3] حول كلمة (أمّيّ) فقال: «أمّيّ لقب محمّد في القرآن، وهو لقب يرجع من بعض الوجوه إلى كلمة أمَّة، ولكن يظهر أنّه ليس مشتقًّا منها مباشرة؛ لأنه لم يظهر إلّا بعد الهجرة[4]، ويختلف معناه عن معنى كلمة أمّة التي كانت شائعة قبل الهجرة، وفي سورة آل عمران الآية  [5] 20 يدعو محمّد أهل الكتاب والأمّيّين إلى اعتناق الإسلام، ومعنى كلمة الأمّيّين هنا (المشركون)، وهي تدلّ على هذا المعنى بعينه في الآية الخامسة والسبعين من السورة نفسها[6]، وذلك على لسان أهل الكتاب، والآية الأخيرة تجعل من المحتمل أن كلمة أمّيّ أو أمّيّين وضعها أهل الكتاب (وربما كان واضعوها هم اليهود) للدلالة على الوثنيّين، ويزيد في تأييد هذا الرأي أنّ هورفتز[7] بيّن أنّ لها مقابلًا في العبريّة هو (اموُّت ها عو لام)، (ويقابلها في اليونانيّة χόσµουτουέφνητά)[8]، وفي سورة الجمعة الآية 2[9] ما ينصّ على أنّ الله بعث رسولًا في الأمّيّين، ولما كانت هذه الآية تدلّ دلالة لا تقبل الشكّ على أنّ محمدًا رسول من الأمّيّين إلى الأمّيّين، فلا غرو أن نقول إنّه يسمّي نفسه النبيّ الأمّيّ أيضًا (سورة الأعراف الآيتان 157، 158)[10]، ويتقدّم لليهود على هذا الاعتبار (رنبي أمّوت ها عو لام) (ينظر: هورفتز، ويُنظر سورة الأعراف الآية 157) ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾[11]، ويصعب الجزم بالمعاني المختلفة التي كان يقصدها محمّد من كلمة أمّيّ، ولو أنّنا وازنّا سورة الأعراف الآية 157 بما امتدح به محمّد أمّته في سورة آل عمران الآية 104، [12]110، فلا يسعنا إلّا أن نظنّ أنّ النبيّ ربّما تصرّف في المعنى الأصليّ لكلمة (أمّيّ)، وعلى أيّ حال فلم يكن يرى منقصة في لقب النبيّ الأمّيّ، وذهب (بول(Frants Buhl[13]  أخيرًا إلى أنّ كلمة أمّيّ معناها (الذي لا يكتب ولا يقرأ)، (ςλαίχό)، وليس معناها (الوثنيّ) (έφιχός)[14]، ورغم أنّ هذا الرأي مطابق لنصّ الآية الثامنة والسبعين من سورة البقرة[15]، فإنّ ما عليه أكثر مما له، ويمكن أن يدلّ لفظ الأمّيّين في هذه الآية على الوثنيّين من غير شكّ، عند من لا يريد البحث عن معنى آخر، ومن جهة أخرى، فإنّ كلمة أمّيّين في سورة آل عمران الآية 75[16]  لا يمكن بالنظر إلى سياق الكلام تفسيرها «بالذي لا يكتب ولا يقرأ»، وإن كانت تدلّ في هذا الموضع على الوثنيّين، وهناك عوامل لغويّة تجعل من الصعب أن نقول إنّ كلمة أمّيّ معناها «الذي لا يكتب ولا يقرأ»، فلا الكلمة العربيّة «أُمَّة» ولا العبريّة «أُمَّا» ولا الآراميّة «أميثا» تدلّ على الأُمّة في حالة الجهالة، واعتراض بولBuhl  على تسمية محمّد نفسه (النبيّ) الأمّيّ بمعنى الوثنيّ) يفقد قيمته، إذا عرفنا أنّ محمّدًا ربّما لم يكن على بيّنة مما تدلّ عليه كلمة أمّيّ عند اليهود، وأنّه كما أشرنا إليه آنفًا ربّما جعل لهذه الكلمة معنى جديدًا.

وهناك من استدلّ بإطلاق لفظ الأمّيّ على محمّد بأنّه لم يكن يقرأ ولا يكتب، والحقيقة أنّ كلمة (الأمّيّ) لا علاقة لها بهذه المسألة، لأنّ الآية 78 من سورة البقرة[17] التي تدعو إلى هذا الافتراض، لا ترمي الأمّيّين بالجهل بالقراءة والكتابة، بل ترميهم بعدم معرفتهم بالكتب المنزلة»[18].

وذكر المستشرقان كاتبًا مقال محمّد(صل الله عليه وآله وسلم) حول كلمة (أمّيّ) فقالوا: «كثيرًا ما دار النقاش حَوْلها وهي كلمة (أمّيّ)، فحين تشير الآية 157 من سورة الأعراف[19] إلى محمّد (صل الله عليه وآله وسلم) على أنّه النبيّ الأمّيّ، فالظاهر أنّها تعني (الشخص الذي لم يبلَّغ من قبل بكتاب الله)، أي عكس أهل الكتاب الذين سبق أن تلقّوا كتاب الله بلسانهم، وقد كان محمّد(صل الله عليه وآله وسلم)  أمّيًّا قبل تلقّيه الوحي لا بعده، ولا يؤثّر هذا التفسير في نتيجة التساؤل عما إذا كان بمقدور محمّدP أن يقرأ وأن يكتب، اللهم إلّا إنْ كانت كلمة (أمّيّ) تحمل في طيّاتها معنى عجزه عن قراءة الكتب المقدّسة لليهود والنصارى، ولا بدّ أنّ اشتغاله بالتجارة كان يستلزم قدرًا من الإحاطة بقراءة العربيّة وكتابتها، وتشير الآيات 4-6 من سورة الفرقان إلى اتهام الكفّار له بالافتراء ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا 4 وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ
عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا 5 قُلۡ أَنزَلَهُ ٱلَّذِي يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾. ولم تكتسب كلمة (أمّيّ) معناها الشائع الآن (وهو الجهل بالقراءة والكتابة) إلّا فيما بعد وفي الدوائر الدينيّة، كتدليل على معجزة تلقّي محمّد(صل الله عليه وآله وسلم) الوحي من الله عن طريق جبريل (عليه السلام)»[20].

ويذكر المستشرق إريك جوفروي (جيوفروي): [21]Eric Geoffroy، أن «الأمّيّين تعني الذين لم يبلّغوا بكتاب، وتظهر هذه الصفة الدينيّة خمس مرات في القرآن الكريم[22]، وتمّ استخدامها مرّة واحدة فقط في صيغة المفرد فيما يتعلّق بالنبيّ[23]، وقد جذبت عبارة النبيّ الأمّيّ المفسرين بدرجات متفاوتة، وتشير صفة الأمّيّ أو الأمّيّين في بعض السياقات إلى اليهود الذين يعرفون التوراة بصورة غير تامّة (البقرة الآية: 78)[24]، وتشير في غيرها إلى العرب المشركين (سورة آل عمران الآية: 20) (سورة الجمعة الآية: 2)[25]، وهذه الأخيرة تشير إلى الذين ليس لهم كتاب سماويّ مقدّس على العكس من اليهود و النصارى، وهذا القول الأخير يؤيّد ما ورد في سورة (آل عمران الآية: 75)[26]، وعلى الأرجح  أنّه تمّ وضع مصطلح الأمّيّين من قبل اليهود في المدينة لوصف غير اليهود الوثنيّين (الوثنيّون)، وفي نفس الوقت يؤكد البعض على أنّ الأمّيّين تعني عدم المعرفة بالقراءة والكتابة، لأنّ قلّة منهم كانوا يعرفون كيف يكتبون، ويؤكّد ذلك الحديث الذي قدمه البخاري ومسلم نحن أُمة أمّيّة لا نكتب ولا نحسب[27].

 إن مصطلح (أمّيّ) في الواقع مذكور بشكل عام على أنهُ من أُمّ ويعني أساسًا الأُمّ، وفي اللغات الساميّة الشخص الأمّيّ هو الذي يبقى على ما ولدته أُمُّه، وفي اثتنين من الآيات المهمّة في (سورة الأعراف الآيتان: 157-158)[28] ينطبق على محمّد الأمّيّة (الأمّيّ)، إن معظم المفسرين المسلمين يشير إلى أن القرآن في (سورة العنكبوت الآية: 48)[29] يشير إلى عدم قدرته على قراءة أيّ كتاب ولا يخطّ بيده؛ لذا فالأمّيّة هي معجزة من النبيّ، علاوة على ذلك تثبت هذه الأمّيّة أنّ محمّدًا لم يكن لديه أيّ معرفة مباشرة بالكتب المقدّسة اليهوديّة والمسيحيّة، وبالتالي فلا يمكن أن يكون قد أخذ منها، ويرى ابن خلدون[30] أن أمّيّة محمّد هي كمال في حقّه وليست نقصًا فيه كما هو الحال مع بقيّة البشر، ومن جانبه يشير الآلوسيّ[31] إلى أنّ نعت أمّيّ عند إطلاقها على النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) لا يوجد فيه أيّ مسحة تحقير على الإطلاق، ولا ينظر إلى أمّيّة النبيّ محمّد P على وجه اليقين من قبل المستشرقين، ولا حتى من قبل المؤلّفين المسلمين، ويعتقد المؤرّخ والوزير الفارسيّ رشيد الدين فضل الله[32] (ت 718هـ/1318م) أنّ من غير المحتمل أن يكون أفضل الكائنات لم يكن قد عرف فنّ الكتابة[33]، والمتصوّفون يعتبرون هذا السؤال نقاشًا عقيمًا؛ لأنّ النبيّ محمّدًا (صل الله عليه وآله وسلم)، باعتباره تاجرًا مكّيًّا، كان يعرف على الأقلّ كيف يقرأ ويكتب... ويرى بعض المستشرقين في النبيّ الأمّيّ (نبيّ الوثنيّين)، أي الشخص الذي أرسل إلى شعب لم يكن لديهم كتاب، وهذه الفرضيّة تتطابق مع ما سبق ذكره عن الأمّيّين، ولا تتعارض مع النبيّ الأمّيّ، والمؤلفون المسلمون أنفسهم ينسبون عددًا من الحواس إلى عبارة النبيّ الأمّيّ، ويمكن للمرء إن يستشهد على سبيل المثال بمعنى أمّيّ أي القادم من مكّة (أمّ القرى)، بالنسبة لبدويّ فإنّ الأمّيّ هي صفة نسبيّة من أُمّة (أُمم) (الأُمم والشعوب)، وهو تفسير يمكن تبريره نحويًّا[34]، ووفقًا لهذا الرأي الذي يتوافق بشكل واضح مع القرآن الكريم، كانت رسالة النبيّ بذلك المقصود هي للبشريّة جمعاء وليس للعرب فقط، وكان التفسير الروحيّ لأمّيّة النبيّ كما صاغها المتصوّفون المسلمون هو تحديد نوع شيخ الأُمّة، وهذا الأخير يتلقّى المعرفة مباشرة من الله الإلهام الإلهيّ (العلم اللدنيّ)[35]، وبالتالي يحلّ إلى درجة طفيفة الاعتراف بالوحي النبويّ»[36]

وردت لفظة (الأمّيّ) في القرآن الكريم ست مرات[37]، وقد وردت بصيغتها المفردة (أمّيّ) للدلالة على أمّيّة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)  مرتين[38]، وقد وردت بصيغة الجمع مرفوعة (أمّيّون) مرة واحدة[39]، ومنصوبة (الأمّيّين) ثلاث مرات[40].

ولمعرفة الجذر والمعنى اللغويّ لكلمة الأمّيّ تذكر معاجم اللغة أنّها من (أمم)، فقيل الإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين، وفي التنزيل العزيز: ﴿إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ﴾[41]، وقيل والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ كما في قوله تعالى: ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ﴾[42]، أي كانوا على دينٍ واحد، يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له، والأَمُّ: القَصْد، والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ، وأُمَّةُ كلّ نبيّ: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ، وكلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام، أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له، يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس، والأُمَّة: العالِم،  وأُمَّةُ الرجل: قومُه، والأُمَّةُ: الجماعة، وأُم القُرَى: مكّة، وقيل: سُمِّيَت بذلك لأَنها كانت أَعظم القُرَى شأْنًا، وفي التنزيل العزيز: ﴿لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا﴾[43]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبۡعَثَ فِيٓ أُمِّهَا رَسُولٗا﴾[44]، وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من القُرَى، والأمّيّ: الذي لا يَكْتُبُ، والأمّيّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه، وفي التنزيل العزيز: ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ﴾[45]؛ وقيل: معنى الأمّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ، فهو في أَنه لا يَكتُب أمّيّ؛ لأَن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ، فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه، أي على ما وَلَدَته أُمُّه عليه، وقيل لنبيّنا محمّدٍ(صل الله عليه وآله وسلم)، الأمّيّ لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ، وبَعَثَه الله رسولًا وهو لا يَكْتُب ولا يَقْرأُ من كِتاب، وكانت هذه الخَلَّة إحْدَى آياته المُعجِزة؛ لأَنّه(صل الله عليه وآله وسلم) تَلا عليهم كِتابَ الله مَنْظُومًا، تارة بعد أُخْرَى، بالنَّظْم الذي أُنْزِل عليه فلم يُغَيِّره ولم يُبَدِّل أَلفاظَه، وكان الخطيبُ من العرب إذا ارْتَجَل خُطْبَةً ثم أَعادها زاد فيها ونَقَص، فحَفِظه الله على نَبيِّه كما أَنْزلَه، وأَبانَه من سائر مَن بَعَثه إليهم بهذه الآية التي بايَنَ بَينه وبينهم بها، ففي ذلك أَنْزَل الله تعالى: ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾[46]، ولَقالوا: إنه وَجَدَ هذه الأَقاصِيصَ مَكْتوبةً فَحَفِظَها من الكُتُب، وقالوا: إِنّ معرفةَ الكِتابَة بعد أمّيّتِهِ لا تُنافِي المُعْجِزَة؛ بل هي مُعْجِزَةٌ أُخْرَى بعد مَعْرِفَة أمّيّته وَتَحَقُّقِ مُعْجِزَته، فإنّ مَعْرِفَتَه من غير تَقَدُّمِ تَعْلِيمٍ مُعْجِزَة[47]، الأمّيّة: الغفلة والجهالة، فالأمّيّ منه، وذلك هو قلّة المعرفة، وقيل النبيّ الأمّيّ منسوب إلى الأُمّة الذين لم يكتبوا، ولكونه على عادتهم  كقولهم عامّيّ لكونه على عادة العامّة[48].

وذكر المستشرق ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret، في تعريفة لمعنى كلمة (أُمّةُ) فقال: (هي الكلمة التي وردت في القرآن للدلالة على شعب أو جماعة، وهي ليست مشتقّة من الكلمة العربيّة (أمّ)؛ بل هي كلمة دخيلة مأخوذة من العبريّة (أُمَّا) أو من الآراميّة (أميثا)، ولذلك فلا صله بينها وبين كلمة أمّة التي تدلّ على معانٍ أخرى... وقد تكون الكلمة الأجنبيّة دخلت لغة العرب في زمن متقدّم بعض الشيء، ومهما يكن من شيء، فإن محمدًا أخذ هذه الكلمة واستعملها، وصارت منذ ذلك الحين لفظًا إسلاميًّا أصيلًا»[49].     

وتبين لنا دائرة المعارف الكتابيّة المتخصّصة في بيان معاني كلمات الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، أنّ معنى كلمة (أمم) في الكتاب المقدّس: مفردها في العبريّة جوي، والجمع جوييم[50] وفي اليونانيّة (أثنوس) ومعناها شعب أو أمّة، وهي تطلق عادة على الشعوب غير الإسرائيليّة، ولكنّها تستخدم أحيانًا في الإشارة إلى الإسرائيليّين أيضًا[51]، وفي العهد الجديد (الإنجيل) نجد كلمة (أثنوس) اليونانيّة تقابل كلمة جوييم العبريّة في العهد القديم (التوراة) وتترجم (أمم)[52].

وسنحاول دراسة كلّ صورة من صور النصوص التي ذكرها القرآن بصورة منفصلة لمعرفة مقاصد النصّ القرآنيّ، وبيان آراء المفسرين في تلك النصوص، وبعدها نتعرّض لما ذكره المستشرقون في بيان معاني هذه النصوص.

أولًا: الأمّيّ

وردت الصيغة المفردة لكلمة (الأمّيّ)، مرتين متتاليتين في القرآن الكريم وهي في قولهِ تعالى:

1 - ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾[53].

2 -  ﴿فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾[54].    

وقد اختلف المفسرون في بيان المراد من معنى كلمة (الأمّيّ) في الآيتين أعلاه، فقيل: معنى الأمّيّ الذي لا يقرأ ولا يكتب[55]، وقيل هو الذي على خلقة أُمّهِ لم يتعلم الكتابة وهو على جبلته[56]، وذكر أن أصلها أُمّتي، فسقطت التاء من النسبة، وقيل لأنّه منسوب لأمّ القرى وهي مكّة[57]، وكونه أمّيًّا بهذا التفسير كان من جملة معجزاته وبيانه من وجوه منها: أنّه(صل الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ عليهم كتاب الله منظومًا مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته، والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنّه لا بدّ وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ومع أنّه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير، لو كان يحسن الخطّ والقراءة لصار متّهمًا في أنّه ربما طالع كتب الأوّلين، فحصّل هذه العلوم من تلك المطالعة، فلمّا أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلّم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات، وأن تعلم الخط شيء سهل فإنّ أقلّ الناس ذكاء وفطنة يتعلّمون الخطّ بأدنى سعي، ثم إنّه آتاه علوم الأوّلين والآخرين وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ومع تلك القوّة العظيمة في العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلّم الخطّ الذي يسهل تعلّمه على أقلّ الخلق عقلًا وفهمًا، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادّتين جاريًا مجرى الجمع بين الضدّين، وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجار مجرى المعجزات[58].

لا نجد رؤية واضحة عند المفسّرين، وهذا ما دفع  بعض المستشرقين لاستغلال هذه الصورة المضطربة عن هذا المفهوم أو المصطلح القرآنيّ، فكانت مصادرنا الإسلاميّة هي سبب ذلك الاضطراب كي نكون دقيقين في تحديد سبب المشكلة، ووجب مناقشة مصادرنا الإسلاميّة، وبعدها ننتقل إلى ما ذكره المستشرقون، ولنبدأ في المصدر الأوّل والأصدق للسيرة النبويّة، وهو القرآن الكريم، فالخطاب القرآنيّ في الآيتين السابقتين من سورة الأعراف التي ورد فيها مصطلح النبيّ الأمّيّ، الأولى تتحدث عن اتّباع بعض اليهود والنصارى لهذا النبيّ الأمّيّ المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل سواء أكانت هذه الكتابة بالاسم أم بالإشارة إلى ذلك النبيّ بصفته، أمّا الآية الثانية، فهي تأمر النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) بالقول إنّه رسول الله إليكم جميعًا، وجميعًا تدلّل على عدم اقتصار الدعوة على فئة أو جماعة دون أخرى، ويطلب منهم الإيمان بالله ورسوله الذي أعلن هذه الرسالة العالميّة، ولا وجود لأيّ إشارة لعدم معرفة الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) القراءة والكتابة، فما الذي دفع المفسرين إلى تفسير الأمّيّ بعدم معرفة القراءة والكتابة؟

اعتمد بعض الباحثين على مجموعة من الآيات القرآنيّة، واستدلوا بها على عدم معرفة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) القراءة والكتابة، ومنها قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾[59]، فذكروا أنّ ما كنت تتلو يعني تقرأ من قبله، ولا تخطّهُ بيمينك أي لم تكن تكتب، ولو كنت تقرأ أو تكتب إذًا لارتاب المبطلون، فقيل كان أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب، ولو كان كذلك لقال أهل الكتاب أنّ الذي نجده في كتبنا أمّيّ لا يكتب ولا يقرأ، وذكروا وهذا القرآن ممن لم يكتب ولم يقرأ عين المعجزة، وقيل الآية معطوفة على قوله تعالى: ﴿وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا﴾[60] [61].

وقد علّق الشيخ الطوسيّ (ت460هـ) على مثل تلك الأقوال التي تدّعي عدم معرفته القراءة والكتابة من خلال هذه الآية (سورة العنكبوت، 48)، فقال: (والآية لا تدلّ على ذلك؛ بل فيها أنّه لم يكن يكتب الكتاب وقد لا يكتب الكتاب من يحسنه، كما لا يكتب من لا يحسنه، وليس ذلك بنهي، لأنّه لو كان نهيًا لكان الأجود أن يكون مفتوحًا...، ولو أفاد أنّه لم يكن يحسن الكتابة قبل الإيحاء، لكان دليله يدلّ على أنّه كان يحسنها بعد الإيحاء إليه، ليكون فرقًا بين الحالتين)[62].

فعدم القراءة والكتابة لا تعني نفيها كما ذكر الطوسيّ، والآية في صدد بيان الجاحدين بآيات الله بأنّ الذي أُنزل عليه هذا الكتاب لم يكن يتلو من قبلهِ من كتاب من الكتب السماويّة السابقة لهذا الكتاب الذي أُنزل، ولا كان يخطّهُ بيمينه، ولو كان يتلو ويخطّ من تلك الكتب السماويّة السابقة، لقالوا إنّ هذا الذي يتلوه قد أخذهُ من تلك الكتب السابقة، والآيات بصدد مجادلة أهل الكتاب، كما أنّ إشارة الآية 157 من سورة الأعراف لا تدلّ على عدم المعرفة بالقراءة والكتابة، بل الآية أريد بها معنى آخر، ولا توجد ولو إشارة واحدة في التوراة والإنجيل أنّ النبيّ الموعود كان لا يقرأ ولا يكتب، أمّا أنّ الآية معطوفة على ما ورد في سورة الفرقان الآية الخامسة[63]، فالآية في سورة الفرقان على العكس من ذلك تمامًا، فهي تدل على معرفة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) بالقراءة والكتابة، وإلا كيف يُتهم بكتابة الأساطير وهو لا يعرف الكتابة؟!.

واعتمدوا أيضًا على الأحاديث النبويّة، فقد نسب للنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إنّا أمّة أمّيّة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعنى تمام ثلاثين»[64].

ورد هذا الحديث في باب رؤية الهلال لصوم شهر رمضان؛ لأن العرب لم يكونوا يدوّنون ذلك؛ بل كان اعتمادهم على الرؤية بالعين المجرّدة، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾[65]، والحديث يقصد به حساب سير النجوم بالاعتماد على رؤية الهلال، وهذا يدلّ على عدم اتباع منهج معلوم محسوب ومدروس في التوقيت[66]، إلّا أنّهم استندوا عليه في بيان عدم معرفة العرب للقراءة والكتابة، وبالتالي فالنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) من تلك الأُمّة، لكن هل كلّ العرب لا تعرف القراءة والكتابة؟.

كيف لا يعرفون وقد ورد في القرآن الكريم أطول آية في سورة البقرة[67] تطلب من الناس تسجيل كافّة المعاملات والتصرّفات وكتابتها نقدًا أو دينًا صغيرة كانت أم كبيرة، فكيف تطلب هذه الآيات من الناس تحقيق كلّ ذلك دون وجود قسم من المتعلّمين في صفوفهم يكتبون ويدوّنون عن أنفسهم أو عن الآخرين[68]، كما أنّ مكّة بيئة تجاريّة، فتحتاج إلى معرفة القراءة والكتابة، وقد وردت كلمات الكتابة ومشتقّاتها في القرآن الكريم أكثر من ثلاثمئة مرة[69]، والقراءة ومشتقّاتها نحو تسعين مرة[70]، وبأساليب متنوّعة مما يدلّ على أنّ الكتابة والقراءة كانت معروفة على نطاق واسع في مكّة، وأنّ قلّة المعلومات المكتوبة التي وصلت إلينا لا تعدّ دليلًا على جهل العرب بالكتابة والقراءة، أو على قلّة انتشارها بينهم[71]، وقد عُثر في خزانه المأمون العباسيّ (198-218هـ) على كتاب بخطّ عبد المطلب بن هاشم في جلد أدم فيه ذكر حقّ عبد المطلب على رجل حميريّ[72]، وقد ورد عند البلاذريّ (ت279هـ) قوله: «دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلًا كلّهم يكتب»[73]، فضلًا عن وجود عدد من النساء يعرفن القراءة والكتابة[74]، وعدّد أحد الباحثين مئة وأربعة عشر من الكتبة من أهل مكّة قبل الإسلام، وفي عصر النبيّ[75](صل الله عليه وآله وسلم)، ولعل هذه الإشارة لمن عُرف منهم وليس جميعهم، وهناك إشارات لعدد من الصحف منها صحيفة (كتاب) المقاطعة لبني هاشم في مكّة[76]، وصحيفة المدينة (دستور المدينة) بعد هجرة الرسول إليها[77]، كما أنّ الأسرى الفقراء من قريش الذين وقعوا في قبضة المسلمين في معركة بدر الكبرى في العام الثاني للهجرة، والذين لم يستطيعوا أن يقدّموا فدية نقديّة لإطلاق سراحهم، كلّف كلّ واحد منهم -ممن يجيد القراءة والكتابة- تعليم عشرة من أطفال المسلمين في المدينة القراءة والكتابة لقاء إطلاق سراحهم[78]، وهذه الأدلة التي تدلّ على معرفة العرب بالقراءة والكتابة قبل البعثة وبعدها، لكنّها لا تعني نفي وجود الذين لا يجيدونها، لكنها تثبت على الأقلّ وجود طبقة في المجتمع الجاهليّ كانت تجيد القراءة والكتابة، فكيف يصف أمّة العرب جميعها بأنّها  أُمّة أمّيّة لا تعرف القراءة والكتابة؟!. وأنّ هذه الأدلّة تفيد أن القراءة والكتابة كانت موجودة وبنسبة لا بأس بها، حيث وجود عدد من المتعلّمين، ووعي بأهمّيّة القراءة والكتابة؛ لذا فتسمية العرب بالأمّيّين لعدم معرفتهم القراءة والكتابة تسمية لا تطابق الواقع[79].

واعُتمد على عدم معرفة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) القراءة والكتابة على بعض النصوص الروائيّة، ومنها روايات نزول الوحي، فقد شكّلت رواية (ما أقرأ أو ماذا أقرأ)[80]، أو (كيف أقرأ)[81]، و(ما أنا بقارئ)[82]، الصورة الرئيسيّة لبيان عدم معرفته(صل الله عليه وآله وسلم) بالقراءة والكتابة، ولعلّ رواية (أقرأ - ماذا أقرأ - كيف أقرأ - ما أنا بقارئ) هي إحدى المرويّات الإسرائيليّة التي دُسّت في السيرة النبويّة لما ورد في التوراة (أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له إقرأ هذا، فيقول لا أعرف الكتابة)[83]، وصيغت بصورة إسلاميّة على منوالها، أمّا ما يقال إنّ عدم معرفته القراءة والكتابة من معجزاتهِ، فالقرآن الكريم وحده معجز لا غير.

وقيل إنّه منسوب لأهل مكّة وهي أمّ القرى، وقد جاءت هذه النسبة على اعتبار أنّ النسبة في الكلمات المركّبة تكون للجزء الأول، وهذا موضع خلاف بين اللغويّين[84]، إذ إنّ من الكلمات من تنسب إلى الجزئين، ومنها ما ينسب إلى الجزء الأوّل، ومنها ما ينسب للجزء الثاني، ويُذكر أنّ النسبة في الكلمات المركّبة إن كان المضافُ أبًا أو أمًّا أو ابنًا طرحت المضاف، ونسبت إلى المضافِ إليه، فنقول في أبي بكرٍ وأمّ كلثومٍ وابن عباسٍ (بكريّ وكلثوميّ وعباسيّ)[85]، وعلى هذا تكون النسبة في كلمة أمّ القرى إلى الجزء الثاني (قرويّ)، ولم يعرف عن سكان مكّة مثل هذا اللقب أو النسب لأمّ القرى، وما ينطبق على  مكّة يمكن أن ينطبق على غيرها، فكلّ مدينة هي أُمّ ما حولها من القرى.

ويرى الباحثان أنّ معنى النبيّ الأمّيّ دلالة على الذي لا نظير له، فهو النبيّ الأُمَـمْيّ، أي المبعوث لكلّ الأُمم، وحرف الميم في كلمة (الأمّيّ) من الحروف المشدّدة، وهو عبارة عن حرفين من جنس واحد، فالأصل هو (النبيّ الأُمَـمْي)، وهما حرفان أُدغما، أحدهما ساكن، والآخر متحرّك، فصارت الكلمة (النبيّ الأمّيّ) بتشديد الميم، وهذا ما ورد في الجذر اللغويّ للكلمة، فهي مأخوذة من (أمم)، جمع لكلمة أُمّة، وعبارة النبيّ الأُمَـمْي تدلّ على عالميّة الدعوة الإسلاميّة، فهو خاتم الرسالات السماويّة، وهذا ما بان واضحًا في قولهِ تعالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾[86]، فالقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ﴾ خطاب يتناول الجميع، المؤمن والكافر، الكتابيّ والوثني، وهذا يقتضي أنّهُ مبعوث لجميع الناس، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾، ففي كلمة ﴿جَمِيعًا﴾ دلالة على أنّ النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) كان مبعوثًا إلى الخلق أجمع، فليس فيها دلالة على غيره من الأنبياء (عليهم السلام) كان مبعوثًا إلى كلّ الخلق[87]، كما ورد في قولهِ تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾[88]، وهو رحمة للخلق أجمعين كما ورد في قولهِ تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾[89]. وقد ذهب إلى مثل هذا الرأي عبد الرحمن بدويّ[90].

ثانيًا:  أمّيّونَ. 

جاء في القرآن الكريم كلمة (أمّيّونَ) مرة واحدة في سورة البقرة في قوله تعالى: ﴿ وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾[91]، واختُلف في تفسير كلمة أمّيّونَ، فقالوا: أمّيّون هم اليهود، وقيل العرب، وقيل هم المنافقون واليهود، والأمّيّون هم من لا يحسنون القراءة والكتابة، وقيل هم من لا يقرّ بكتاب ولا رسول، وقيل هم الذين لا يعلمون معاني الكتاب، يعلمونه حفظًا وقراءة بلا فهم ولا يدرون ما فيه، وذكر أنهم الأُمم الذين لم ينزل عليهم كتاب، وسموا أمّيّين لجحودهم كتاب الله، وقيل هم غير العالمين بمعاني الكتاب، يعلمونها حفظًا وتلاوة، لا رعاية ودراية وفهمًا لما فيه[92].

والمتتبع لآيات القرآن الكريم السابقة لهذه الآية يجد أنها تتحدّث عن الجدل والتعنّت اليهودي لنبيّ الله موسى (عليه السلام) ونكرانهم نعم الله التي أنعمها على بني إسرائيل، ثم يصف قلوبهم، بأنّها كالحجارة أو أشدّ قسوة منها[93]، وفي الآيات الثلاث السابقة للآية ثمان وسبعون من سورة البقرة، ينتقل الخطاب إلى المسلمين بعد أن كانوا يطمعون أن يؤمن هؤلاء اليهود بما أنزل الله، وبعد أن كان اليهود يسمعون كلام الله ويحرّفونه من بعد ما عقلوا وفهموا مراد الله، ثم يفضح الله سرّهم إذا لقوا الذين آمنوا، فيبطنون الكفر ويقولون آمنّا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض يلوم بعضهم بعضًا لأنّهم يحدّثونهم بما أنزل الله عليهم بما موجود في التوراة؛ لذلك خاطبهم الله بأنه يعلم سرّهم وما يعلنون[94]، ثم يأتي الخطاب بأنّ منهم (أمّيّون)، أي من اليهود، استنادًا لسياق الآيات السابقة لها واللاحقة، وكلمة (أمّيّونَ) هنا لا تشير إلى العرب؛ بل تشير إلى اليهود، وترميهم بعدم معرفتهم الكتاب المنزل، أي لا يعلمون ما فيه، ولا يدرون ما أودعه الله إيّاه من الحدود والأحكام والفرائض، والكتاب المعني هنا التوراة، وقيل: إلا أماني أي يتخرّصون الكذب، ويقولون الباطل والتمنّي في الوضع هو تخلّق الكذب وتخرّصه، ويقوّي ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾، فبيّن أنّهم يختلقون الكذب ظنًا لا يقينًا[95]، ولا تعني كلمة (أمّيّونَ) عدم معرفتهم القراءة والكتابة -أي اليهود-؛ لأنّهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولوا هذا من عند الله[96]، لذا فهؤلاء الأمّيّونَ يجيدون الكتابة، ولا تعني الأمم الذين لم ينزل عليهم كتاب، لأنّ اليهود من أهل الكتاب والخطاب القرآنيّ كان يعنيهم بذلك الخطاب، ولا تعني من لا يقرّ بكتاب ولا رسول؛ لأنّهم كانوا يقرّون بالتوراة وأنبياء بنبي إسرائيل، لذا فكلمة (أمّيّونَ)  تعني عدم المعرفة بالكتاب المنزل عليهم (التوراة)  إلا تخرّصًا و كذبًا وما يتبعون إلا الظن.

ثالثًا: الْأمّيّينَ.

1 -   ﴿فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾[97].

ذكر المفسرون في معنى (الْأمّيّينَ) في هذه الآية، فقيل هم العرب والذين لا كتاب لهم، وقيل هذه الآية تشمل جميع المخالفين لدين محمّد(صل الله عليه وآله وسلم)؛ وذلك لأنّ منهم من كان من أهل الكتاب، سواء أكان محقًّا في تلك الدعوى كاليهود والنصارى، أو كان كاذبًا فيها، ومنهم من لم يكن من أهل الكتاب وهم عبدة الأوثان، إنّما وصف مشركي العرب بأنّهم أمّيّون لوجهين؛ الأوّل: أنّهم لما لم يدعوا لكتاب إلهيّ وُصِفوا بأنّهم أمّيّون تشبيهًا بمن لا يقرأ ولا يكتب والثاني: أن يكون المراد أنهم ليسوا من أهل القراءة والكتابة، فهذه كانت صفة عامّتهم، وإن كان فيهم من يكتب فنادر من بينهم[98].

بيّنا في ما سبق أنّ كلمة (أمّيّونَ) لا تعني عدم معرفة القراءة والكتابة، والآية لا تشير إلى العرب؛ بل إلى أهل الكتاب، كذلك هنا (الْأمّيّينَ) لا تعني عدم معرف القراءة والكتابة، لأنّها ليست بصدد بيان عدم معرفتهم لها، وهي في بيان المحاججة مع المعاندين للرسالة الإسلاميّة، وحسب ما ذكر المفسرون أنّها تشير إلى الذين لا كتاب سماويّ لهم، وقيل هم العرب، والمتتبّع لآيات سورة آل عمران السابقة لها يجدها تتحدّث عن اختلاف أهل الكتاب، رغم أنّ الرسالات السماويّة ذات هدف واحد، وأنّ الدين عند الله الإسلام بمعناه العامّ لا الخاصّ، وعرف عن أهل الكتاب كثرة المحاججة والجدل مع الرسول(صل الله عليه وآله وسلم) ومع أنبيائهم من قبلهِ، وهذه الآيات مدنيّة متعلّقة بقدوم وفد نجران[99] إلى المدينة[100]، فيقول الله جادلوك بالأقاويل المزوّرة والمغالطات، فأسند أمرك إلى ما كلفت من الإيمان والتبليغ وعلى الله نصرك، لذا فإنّه أعرض عن المحاجة؛ لأنّه(صل الله عليه وآله وسلم) كان قد أظهر لهم الحجّة على صدقه قبل نزول هذه الآية مرارًا وأطوارًا، فهذه السورة مدنيّة، وكان قد أظهر لهم المعجزات بالقرآن، بمعنى إنّا بالغنا في تقرير الدلائل والبينات، وإن أعرضتم فإن الله بالمرصاد، فهذا الطريق قد يذكره المحتجّ المحقّ مع المبطل المصرّ في آخر كلامه[101]، لذا أراد إلزامهم -أي وفد نجران- على ما أقرّوا به من أن الله خالقهم، فلذلك قال (أسلمت وجهي لله) أي انقدت لأمره في إخلاص التوحيد له؛ لذا فهو ذكر الأصل الذي يلزم جميع المكلفين الإقرار به[102]، فالخطاب كان في الآية مع الذين أُوتُوا الكتاب، والمحاجّة والجدل كان معهم، فكيف أشرك العرب أو الذين لا كتاب سماويّ لهم في تفسير الآية كما ذكر المفسرون؟ وهل من وجود لمن لا دين سماويّ لهم أو مشركي العرب في مدينة الرسول (المدينة المنورة) بعد فتح مكّة، وفي العام الذي عرف بعام الوفود في السنة التاسعة من الهجرة[103]؟، باعتبار أنّ الآية تطلب من النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) مخاطبتهم بالقول ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾([104])، فكيف يخاطب من هو غير موجود من الذين لا كتاب سماويّ لهم أو مشركي العرب كما ذكر المفسرون؟، إلّا إذا كان الخطاب يشمل الوفود من غير أهل الكتاب التي وفدت إلى المدينة، ولم يثبت محاجّة أيّ وفد قدم للنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) سوى وفد نجران، والآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية المعنيّة تتحدّث عن جدل أهل الكتاب لا غير، ولعلّ المقصود بكلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ هم أهل الكتاب (النصارى) غير العارفين بمعاني الكتاب يعلمونه حفظًا وقراءة بلا فهم، ولا يدرون ما فيه كما في ما سبق في كلمة (أمّيّون)، أو يعلمون بعض ما في الكتاب، وقد أشار الباري في الآيات اللاحقة في معرض الذمّ إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب في قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ﴾[105]، فقد ضرب بهم مثلًا لأنّهم يعلمون بعض ما في الكتاب[106]، وهي تشير إلى حادثة سابقة لحادثة وفد نجران؛ لذا ضرب بهم مثلًا، ولا يوجد ما يدلّ في الآية على أنّ المقصود بكلمة  ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ هم مشركو العرب أو الذين لا كتاب سماويّ لهم، لأنّ الخطاب في الآيات متعلّق بأهل الكتاب، ونزول الآيات في السنة التاسعة من الهجرة في العام الذي عرف بعام الوفود  وقدوم وفد نجران إلى المدينة في ذلك العام.

2 - ﴿وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾[107].

قال المفسرون في تفسير الآية أعلاه وبيان كلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ فيها، فذكروا إنّ اليهود قالت ليس فيما أصبنا من أموال العرب سبيل، وقد أحلّها الله لنا أي ذكرها موجود في التوراة، وقيل إنّ الْأمّيّينَ هم الذين ليس معهم كتاب، وقيل الذين ليس على ديننا فأموالهُم لنا حلال، وكانوا يستحلّون من خالفهم في دينهم، ويدّعون أنّ الله لم يجعل لهم في كتابهم حرمة، وقيل إنّهم يفعلون ذلك لأنّهم مبالغون في التعصب لدينهم، فلا جرم يقولون بحلّيّة قتل المخالف وأخذ ماله بأيّ طريق كان، فاليهود قالوا ﴿نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾[108] والخلق لنا عبيد، فلا سبيل لأحد علينا إذا أكلنا أموال عبيدنا، وقيل لأنّ اليهود إنّما ذكروا هذا الكلام لا مطلقًا لكلّ من خالفهم، بل للعرب الذين آمنوا بالرسول(صل الله عليه وآله وسلم)، وقيل إنّ اليهود كانوا قد استدانوا من الأعراب أموالًا، فلما أسلم أرباب الحقوق، قالت اليهود ليس لكم علينا شيء لأنّكم أسلمتم، وذكر إنّ اليهود كانوا إذا بايعوا المسلمين يقولون: ليس علينا في الأمّيّين سبيل -أي حرج في ظلمهم- لمخالفتهم إيّانا. وادعوا أن ذلك في كتابهم، فكذّبهم الله بقوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾[109].

بعد بيان أقوال المفسرين في الآية القرآنيّة يتضح أنّ المقصود بكلمة الْأمّيّينَ هنا بكلام المفسرين هم العرب أو الذين ليس لديهم كتاب سماوي يتبعونه، أو المخالفين لليهود، وبما أنّ القول هو قول أهل الكتاب كما هو واضح في الآية القرآنيّة، وبما أنّ المفسرين متفقون على أنّ أصحاب القول هم اليهود؛ لذا يتوجب علينا تفسير هذه الكلمة وفق التفسيرات التوراتيّة لهذه الكلمة، ومعنى الأُمم هي تطلق عادة على الشعوب غير الإسرائيليّة[110]؛ لذا كلمة الْأمّيّينَ هنا تفسيرها يختلف عما سبق من تفسير؛ لأنّ هذا القول هو قول أهل الكتاب ونقل على لسانهم في هذه الآية الكريمة، وذُكر أنّهم قالوا: إنّ جواز الخيانة مع المخالف مذكور في التوراة، وكانوا كاذبين في ذلك، وكانوا يعلمون بكذبهم فيه، ومن كان كذلك كانت خيانته أعظم وجرمه أفحش وهم يعلمون أنّ الخيانة محرّمة[111]؛ لذا خاطبهم الله بقوله:  ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾[112]، لذا فقد فضح تزويرهم وكذبهم وتحريفهم للتوراة، وفضح بعدها كذبهم بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾[113]، وتبيّن لنا الأساليب اليهودية في تحريف التوراة والكذب على الله مع علمهم بأنّ ما يقولون  ليس من الكتاب.

2 -  ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾[114].

ذكر في تفسير كلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ في هذه الآية أنّها تعني العرب الذين لا يقرأون الكتاب ولا يكتبون بأيديهم، وقيل هذا الحي من العرب أُمّة أمّيّة ليس فيها كتاب، فبعث الله نبيه رحمة وهدى يهديهم، وإنّما سمّيت أُمّة محمّد(صل الله عليه وآله وسلم) ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾؛ لأنهُ لم ينزل عليهم كتاب، وقيل الأمّيّة هي الغفلة والجهالة وقلّة المعرفة، وذكر أنّ كلمة ﴿ ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ هم أهل مكّة؛ لأنّها تسمى أمّ القرى، والأمّيّ منسوب إلى ما ولد من أمّة لا يحسن الكتابة ووجه النعمة في جعل النبوة في أمّيّ موافقة لما تقدّمت البشارة به في كتب الأنبياء السالفة، وقيل بعث رجلًا أمّيًّا في قوم أمّيّين، وقيل نسب إلى أُمّة العرب لأنهم أمة أمّيّون لا كتاب لهم، ولا يقرأون كتابًا ولا يكتبون[115].

وهكذا نجد أنّهم غير متفقين على معنى كلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ في الآية الكريمة، فإن قلنا إنّهم الذين لا يقرأون الكتاب ولا يكتبون بأيديهم، وقد مرّ بنا فيما سبق أنّ العرب كانت تقرأ وتكتب أو على الأقلّ كانت هناك فئة من المجتمع الجاهليّ تجيد القراءة والكتابة، أمّا إذا كان المقصود قراءة الكتاب المقدّس من توراة أو إنجيل، فهذا ورقة بن نوفل[116] كان يكتب الكتاب بالعبرانيّة من الإنجيل ما شاء أن يكتب[117]، وأخت ورقة بن نوفل[118] قرأت الكتب، وكذلك فاطمة بنت مر الخثعميّة[119]، وهذا ضمام بن ثعلبة[120] يقول قرأت الكتب والتوراة والإنجيل والزبور[121]، وعبيد الله بن جحش[122] كان قد قرأ الكتب فمال إلى النصرانية[123]، فحمل العرب بعدم القراءة والكتابة أو عدم قراءة الكتب السماويّة السابقة لا يمكن تعميمهُ على العرب.

أمّا بالنسبة إلى ما ورد من أنّ أمّة العرب أمّة أمّيّة لا كتاب سماويّ لهم، فنقول إنّ مكّة هي مركز الديانة الحنيفيّة، ولا شكّ أن دعوة إبراهيم (عليه السلام) ورسالة الأنبياء من بعده هي دعوة واحدة، وإن اختلف في الكتاب التشريعيّ السماويّ، وقد قرن الله صحف إبراهيم وموسى (عليه السلام) في القرآن الكريم[124]، وقد وصّى إبراهيم (عليه السلام) بنيه من بعده باتباع هذه الرسالة السماويّة[125]، وإسماعيل (عليه السلام) هو ابن النبيّ إبراهيم (عليه السلام)، والنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) من هذه الذرية الطاهرة، فالكتاب السماويّ عند العرب هو صحف إبراهيم (عليه السلام)(عليه السلام)، ولم يكن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط هودًا أو نصارى كما ورد في القرآن[126]، حتى يمكن القول إن العرب لم يكن لهم كتاب سماويّ يتّبعونه، ولا يمكن حصر الرسالات السماويّة بأُمّة دون أخرى، فالكتب السماويّة هي كتب هداية لكلّ الأمم بغض النظر عن الأُمة التي قد يبعث فيها ذلك الرسول، كما لا يمكن حصر الرسالة الإسلاميّة التي جاء بها نبيّنا (صل الله عليه وآله وسلم) بالعرب أو بالْأمّيّينَ كما يحلو للمفسرين تسميتهم، وهذا ما ذهب إليه ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret عندما قال «كان محمّد في أوائل رسالته يعتبر العرب عامّة أو مواطنية من أهل مكّة أمّة قائمة بذاتها، كما أنّ الله أرسل رسله ومنذريه إلى الأمم السالفة، فهو قد أرسل محمدًا ليبلّغ رسالة الله إلى الأمّة العربيّة، وبيّن لها طريق النجاة، ولم يكن قد بعث فيهم رسولًا من قبل، وقد كُذّب وأوذي أشد الإيذاء، شأن من سبقه من الرسل»[127]، لذا يعتقد المستشرقون أنّ الرسالة النبويّة تأخذ بعدًا عرقيًّا أو متعصّبًا للقوميّة العربيّة، وهذا الرأي لا يمكن أن يقبل على أيّ حال؛ لأنه قائم على فرضيّة خاطئة تمامًا، وهي أنّ محمدًا(صل الله عليه وآله وسلم) مرسل إلى الأمة العربيّة فقط، كما يعتقدون أنّ موسى (عليه السلام) كان مرسلًا إلى شعب إسرائيل، وعيسى (عليه السلام) مرسلًا إلى أمّة فلسطينيّة ولا يعرف أحد ما هي هذهِ الأمّة[128]، حتى ذهب المستشرق نيللنو: [129]Nallino، إلى أنّ كلمة أمّيّ مشتقة من الأمّة العربيّة[130]، وهذا خلافًا لما أورده القرآن الكريم من عالميّة الدعوة الإسلاميّة.

وذكر أنّ الْأمّيّينَ هم أهل مكّة لأنّها تسمى أمّ القرى، وهذا ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) بعد أن سئل «إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله(صل الله عليه وآله وسلم) لم يكتب ولا يقرأ، فقال كذبوا لعنهم الله، أنّى يكون ذلك وقد يكون وقد قال الله عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾، فكيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب، قال قلت فلم سمّي النبيّ الأمّيّ قال لأنّه نسب إلى مكّة وذلك قول الله لتنذر أمّ القرى ومن حولها، فأمّ القرى مكّة، فقيل أمّيّ لذلك»[131]، وقد ورد عن الإمام الجواد (عليه السلام)، مثله[132]. ولعلّ التشابه في الكنية بين الإمامين، سبب في نسبة القول لهما.

ويبدو أن هذا الحديث منسوب لآل البيت، أو لعل بعض الأحاديث المنسوبة إلى النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) وآل البيت(عليهم السلام) تعكس لنا ثقافة الراوي الذي نسبها لهم، لأنّ اقتصار بعث الرسول(صل الله عليه وآله وسلم) في أهل مكّة فقط ليتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة تقييد في عالميّة الدعوة الإسلاميّة ما دمنا نؤمن بعالميّة الرسالة الإسلاميّة، مع تأخّر نزول سورة الجمعة حتى العهد المدنيّ.

ومثل هذا القول يتعارض مع قول نسب إلى الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ﴾، قال: «كانوا يكتبون، ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله، ولا بعث إليه مرسولًا، فنسبهم الله إلى الأمّيّين»[133]، أي الذين ليس لهم كتاب سماويّ.

فإذا كان المراد بالأمّيّين كلّ أهل مكّة مسلمهم وكافرهم، فذلك لا يناسب مذاق القرآن كون السورة مدنيّة وضمير ﴿وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ﴾ راجع إلى المسلمين لا إلى الكافرين، ولا منافاة من كونه مبعوثًا إلى الجميع[134]، وكلُّ مدينة هي أُمُّ ما حَوْلها من القُرَى، فمن الممكن أن يكون ما ينطبق على مكّة منطبقًا على غيرها، وقد ورد على لسان نبي الله إبراهيم وإسماعيل L قولهما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ﴾[135]، فبعد دعائهم بطلب أن يكون من ذريتهما أمّة مسلمة طلبا بعدها أن يبعث فيهم رسولًا، وهو ما ورد في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾[136]، فقد تقدّم إسلامهم على بعث الرسول فيهم ليتلو عليهم آياته ويعلّمهم ويزكّيهم، وعودة الضمير إلى أهل مكّة بعيد[137]، فبهذا تكون كلمة الأمّيّين أعم من أهل مكّة، فهي تشمل كلّ ذرية نبي الله إبراهيم وإسماعيل L، ولا يوجد رسول من نسل إسماعيل وإبراهيم L سوى محمّد(صل الله عليه وآله وسلم).

   كذلك ورد قوله تعالى في تغيير القبلة في المدينة قوله تعالى: ﴿كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولٗا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ﴾[138]، فكلمة منكم تدلّ على المسلمين من المهاجرين والأنصار، ومن أنفسكم أي من بينهم كما ورد في قوله تعالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾[139]، رغم أسبقيّة إيمانهم بعث لهم رسولًا من أنفسهم، فكلّ هذه الآيات تدلّ على البعث في المؤمنين أو المسلمين الغرض هو ﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ بعد تسليمهم لله، ومن قبل هذا كانوا ﴿مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ - لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾، فالرسول(صل الله عليه وآله وسلم) يحملهم كتاب الله ومعارف دينه أحسن تحميل، هم ومن يلحق بهم أو يخلفهم من بعدهم من المؤمنين، وليحملوا ذلك أحسن الحمل[140]، ثم يحذّرهم الله من أن يحذوا حذو اليهود بحملهم كتاب الله دون معرفتهم ما في هذا الكتاب المنزل، ولا ومعارف دينه، ولا يدرون ما أودعه الله  من الحدود والأحكام والفرائض؛ لذا خاطبهم الله في سورة الجمعة بقوله تعالى: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾[141]،  والمراد بالذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها اليهود الذين أنزل الله التوراة على موسى (عليه السلام) وعلّمهم ما فيها من المعارف والشرائع، فتركوها ولم يعملوا بها، فحملوها ولم يحملوها، فضرب الله بهم مثلًا كالحمار يحمل أسفارًا وهو لا يعرف ما يحمل، ولا يعرف ما فيها من المعارف والحقائق، فلا يبقى له من حملها إلا التعب بتحمّل ثقلها، ووجه اتصال الآية بما قبلها أنّ الباري لما افتتح الكلام بما نَّبه الله على المسلمين من بعث نبيًا يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة، ليخرجهم من الظلمات إلى نور الهداية ومن حضيض الجهل إلى أوج العلم والحكمة[142].

لذا يرى الباحثان أنّ كلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾ تدلّ على عدم المعرفة بالكتاب المنزل وعدم العمل بما في الكتاب، وعدم المعرفة بما أودعه الله إياه من الحدود والأحكام والفرائض؛ لذا كان دور الرسول(صل الله عليه وآله وسلم) هو إخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو من بين هذه الأمة المؤمنة، ولا يمكن حصرها -أي كلمة ﴿ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ﴾- بالعرب أو بأهل مكّة وحدهم، فهي تشمل كلّ الأُمم والرسالات السماويّة السابقة للرسالة الإسلاميّة كونه(صل الله عليه وآله وسلم) خاتمها فهو، رحمة ورسول لكلّ الأُمم كما مرّ بنا في  وصفه بالنبيّ الأمّيّ (الأُمـمي).

وبعد بيان معاني الأمّيّة في القرآن الكريم والمصادر الإسلاميّة، نتناول ما مرّ من كلام المستشرقين حول بيان معاني الأمّيّة، فيرى المستشرق ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret، كغيره من المستشرقين عدم صدق الرسالة التي جاء بها النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، وهذ ما بدا واضحًا وجليًا في المقالين اللذين تكفّل بكتابتهما عن كلمة (أَمة) وكلمة (أمّيّ)، فهو يرى أن كلمة أَمة لم تكن مشتقّة من اللغة العربيّة؛ بل هي كلمة مأخوذة من العبرية أو الآرامية، وقد أقتبسها النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) واستعملها حتى صارت لفظًا إسلاميًّا، أو أنّه ربّما تصرّف في المعنى الأصليّ للكلمة، أو أنّه لم يكن على بيّنة مما تدلّ عليه كلمة أمّيّ عند اليهود، لذا فهو ينكر نبوّة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) ويرى أنّ القرآن ما هو إلا نتاج فكر النبيّ محمّد(صل الله عليه وآله وسلم)، وعلى الرغم من أنّ اللغة العربيّة هي جزء من اللغات الساميّة كما هي اللغات العبريّة والآرامية، وهذا ما ذكره المستشرق إسرائيل ولفنسون[143] الضليع باللغات الساميّة[144]، ويقول في هذا الجانب يجب ألا يبالغ في مسألة تأثير الآرامية والعبريّة في العربيّة؛ إذ ينبغي أن يتحرّز من الخطأ في تسمية بعض الكلمات العربيّة إلى إحدى أخواتها الساميّة ظنًّا منها أنّها منقولة منها، فقد يوجد عدد كبير من الألفاظ له صيغة آرامية أو عبريّة، وهو في الواقع كان يستعمل عند العرب قبل أن يحدث الاتصال بين هذه اللغات[145].

     أمّا عن كلمة (أَمة) و(أُم) في العربيّة ومثيلاتها في اللغات العبريّة والآرامية، وهي تؤكد الأصل الواحد لهذه اللغات، نورد ما ذكره المستشرق إسرائيل ولفنستون في رسم  (أَمة) و(أُم) في اللغات الساميّة[146].

فكلمة أمة مشتقّة من أمم، وهي جمع للكلمة في اللغة العربيّة كما في اللغة العبريّة (أمة - جوي) وجمعها (أمم- جوييم)، كما بيّنا في ما سبق[147]، وهي ليست مشتقّة من (أُمّ) العربيّة[148]، ويرى ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret، أنّ مصطلح الأُمّة لم يظهر إلّا بعد الهجرة، ولعلّ مقصوده كان أنّ ظهوره كان في وثيقة المدينة، أو ربما أنّ ظهور المصطلح في القرآن لم يكن إلّا بعد الهجرة، إلا أنّ بعض آيات سورة الأعراف هي مكّيّة كما أشار معلّقو دائرة المعارف الإسلاميّة إلى ذلك[149]، ولم يبيّن لنا عن معنى كلمة أُمّة التي كانت شائعة قبل الهجرة كما ذكر، وهل هي مختلفة عن معناها بعد الهجرة كما يعتقد؟!.

ويرى ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret أنّ (الآية 20 من سورة آل عمران) يدعو فيها أهل الكتاب والأمّيّين لاعتناق الإسلام، وذكر أنّ الأمّيّين هنا هم المشركون (الوثنيّون)، وقد بيّنا أنّه لم يكن هناك جدل أو محاجّة مع المشركين (الوثنيّين) في السنة التاسعة من الهجرة؛ لأن الآيات متأخّرة النزول ونزلت في جدل أهل الكتاب مع النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، وقال إنّها تدلّ على المعنى نفسه في (الآية 75 من سورة آل عمران)، رغم أنّ الآية الأخيرة تبيّن نظرة أهل الكتاب إلى الأُمم الأخرى، فهي نظرة استعلائيّة، كما ورد ذلك بقوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ﴾[150]، فيعتقد أهل الكتاب بتمايزهم وتعاليهم على الأمم الأخرى وحتى الكتابيّة منها، ولا يمكن تعميم تلك الرؤية على غيرها من النصوص التي وردت فيها كلمة الأمّيّين، فقد كانت هناك الديانة الحنيفيّة، وهي ديانة ليست شركيّة، ولهم كتاب سماويّ وهو صحف إبراهيم(صل الله عليه وآله وسلم)، وقد قرن بصحف موسى (عليه السلام) بالقرآن الكريم[151]، ومركزها الديني مكّة المكرمة؛ لذلك لا يمكن تعميم كلمة الأمّيّين التي فسّرها بالمشركين (الوثنيّين)، وأراد تعميمها على الأمم غير الإسرائيليّة؛ لذلك أعتقد بعدها أنّ من المحتمل أنّ كلمة الأمّيّين قد وضعها اليهود (أهل الكتاب)، وأستند فيها على ما ذكره المستشرق هورفتز بعد أن وجد لها الأخير مقابلًا في العبريّة[152]، فقد كان هورفتز يرى أنّ أمّيّ تعني وثنيّ، لكن كيف يمكن أن يقدّم النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) نفسه إلى أهل الكتاب على أنّه النبيّ الوثنيّ أو المشرك، فهذا لا يقبله عقل!!، وردّ عبد الرحمن بدوي[153] على ما ذكره المستشرق هورفتز بالقول: ترجم هورفتز التعبير العبريّ (أمة ها عو لام) بمعنى (شعوب العالم في مقابل شعب إسرائيل)، لكن من السهل تفنيد هذا الرأي (فأمّيّ) لا تعني الوثنيّ؛ لأن الله وصف نبيّه بأنّه أمّيّ وهو يجادل اليهود (أهل الكتاب) ومن المستحيل والمخالف للواقع أن يصف الباري نبيّه بأنّه أمّيّ وهو يقصد كافرًا أو وثنيًّا لأنّ بهذا المعنى تكون صفة الأمّيّ فيها نوع من الإهانة.

وذهب بعدها إلى أنّ ما ورد في (سورة الجمعة، الآية 2) من أنّ محمّدًا رسول من الأمّيّين إلى الأمّيّين، وبعد بيانه أنّ كلمة الأمّيّين تعني الوثنيّين (المشركين)، فأراد القول إنّ محمّدًا رسول من الوثنيّين إلى الوثنيّين، ثم بعدها وقف عاجزًا عن فهم المعاني المختلفة التي قصدها القرآن الكريم من كلمة أمّيّ وأمّيّين، وأمّة  فقال لو وازنّا (سورة الأعراف، الآية 157) التي أعتقد أن معناها الوثنيّ، مع ما امتدح به أُمّته في (سورة آل عمران، الآيات 104، 110)، قال بعدها ربما تصرّف النبيّ في المعنى الأصليّ لكلمة (أمّيّ)؛ لأنه لم ير منقصة في لقب الأمّيّ.

وتناول ما ذهب إليه بول (بوهل) من أنّ الأمّيّ هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس معناها الوثنيّ، ويرى أنّ رأي بول (بوهل) مطابق لنص (الآية 78 من سورة البقرة)، بالرغم من أنّ هذه الآية الأخيرة أشارت إلى اليهود لا إلى العرب؛ لأنّهم لم يعلموا بما في التوراة، جاهلين ما فيها من أحكام وتشريعات، وإذا أردنا تعميمها، فتشمل كلّ أصحاب الكتاب، فمن المسلمين من لا يعرف ما في الكتاب من أحكام وتشريعات فهم أمّيّون، لكن سياق الآيات السابقة لها تدلّ على أنّها نزلت في اليهود؛ لذا كان ذلك سببًا في بعث النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) ليبيّن لهم ما خفي عنهم في التوراة ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة، وما ذكر من أنّ (الآية 75 من سورة آل عمران) لا تدلّ على الذي لا يقرأ ولا يكتب بل الوثنيّ، رغم أنّ الآية تشير بما لا يقبل الشكّ أنّ هذا هو قول أهل الكتاب، وقيل اليهود تحديدًا؛ لأنّهم قالوا إنّ حرمان الناس حقوقهم من المخالفين لنا مذكور في التوراة، فقالوا الكذب على الله وهم يعلمون، وقد بيّناه سابقًا، وتعني الأمّيّين الأمم من غير الإسرائيليّين حسب التعبير الكتابيّ، ولم يذكر أنّهم المشركون أو الوثنيّون، مع أنّها أطلقت في التوراة أحيانًا على الأمم  الإسرائيليّة.

ونؤيّد ما ذكره المستشرق ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret في أنّ الكلمة العربيّة (أُمة)، والعبريّة (أُما) أو (أَمَه)، والآرامية (أمّيّتا ) أو (أَمْتَا)، لا تدلّ على الأمّة في حالة الجهالة، ونؤيد ما ذكره من أنّ (الآية 78 من سورة البقرة) لا ترمي الأمّيّين بالجهل بالقراءة والكتابة؛ بل ترميهم بعدم معرفتهم بالكتب المنزلة، لكن نختلف معه في أنّ المعني منهم في الآية هم اليهود وليس العرب كما يظن، ومن الممكن أن يكون العرب هم المعنيّون لو كان الخطاب القرآنيّ يعنيهم، فليس كلّ العرب تعلم بكلّ ما هو موجود بالكتاب أو بالكتب المنزلة.

أما ما ذكره كاتبا مقال محمّد(صل الله عليه وآله وسلم) من أنّ (الآية 175 من سورة الأعراف) تشير إلى الذي لم يبلّغ بكتاب من قبل، نعم لم يبلّغ بكتاب لأنه حامل الكتاب، والمبلغ به لجميع الأمم، فهو نبيّ منذ ولد كما بيّنا سابقًا، وحاولوا إيجاد حلّ وسطيّ بالقول إنّه كان أمّيًّا قبل تلقّيه الوحي لا بعده، رغم ذلك وقعوا في تناقض كلامهم عندما ذكروا أنّ اشتغاله بالتجارة يستلزم قدرًا من الاإاطة بقراءة العربيّة وكتابتها، رغم أنّ احترافه التجارة كان قبل البعثة النبويّة لا بعدها، وما ذكر من أنّ اكتساب كلمة أمّيّين معناها الشائع، وهو الجهل بالقراءة والكتابة في الدوائر الدينيّة، وأنّ هذا يعدّ دليلًا على معجزة تلقّيه الوحي، فلم تكن تلك مسألة قطعيّة، بل مستندها ظواهر واخبار آحاد صحيحة، غير أنّ العقل لا يحيلها. وليس في الشريعة قاطع يحيل وقوعها[154]، لذا اعتبروا الجهل بالقراءة والكتابة للنبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) ونزول الوحي عليه من المعجزات، رغم أنّ القرآن الكريم وحده من أكبر وأصدق المعجزات على نبوّتهِ؛ لذا فعندما لم يجدوا تفسيرًا واضحًا لهذه المصطلحات فسّروا الآيات القرآنيّة على ظاهرها.

    أما ما ذكره إ. جوفروي (جيوفري): E. Geoffroy، فهو ترديد لما سبق من آراء للمستشرقين، غير أنّه ذكر الآية 78 من سورة البقرة التي تشير إلى اليهود الذين يعرفون التوراة بصورة غير تامّة، وهي تأكيد لما ذكرناه بأنّ الآية لا علاقة لها بالعرب، وردّد أغلب الآراء التي ذكرها بعض المفسرين المسلمين في عدم معرفة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) القراءة والكتابة، وذكر بالمقابل الآراء التي تؤيّد معرفته لها، ذاكرًا بعض الآراء الصوفيّة لمعرفته الواسعة في هذا الجانب، ولم يعطِ رأيًا، لكنه مال في بعضها إلى القول إنّ النبيّ الأمّيّ هو نبيّ الوثنيّين أو الذين ليس لهم كتاب سماويّ، أو نسبة إلى أمّ القرى، رغم ذلك كانت رؤيته لهذا المفهوم أو المصطلح القرآنيّ أكثر علميّة من سابقةِ، ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت): R.Paret، وهذا يبيّن تطوّر المنهج  المتّبع في الدراسات الاستشراقيّة، وتخلّصها من بعض الرؤى القروسطيّة المتحاملة على الرسول والرسالة.

خلاصة الكلام أنّ تعدّد الرؤى في مصطلح الأمّيّة يدلّ على وجود عدّة زوايا لهذا المفهوم القرآنيّ، وأنّ قراءة الأخير ليست قراءة واحدة أو ثابتة، نظرًا لأنّ النصّ يتضمّن دلالات أو معاني عديدة يمكن اكتشافها من خلال هذه الزوايا، فكلّ قارئ في مرحلة معيّنة يكتشف جانبًا من معنى النصّ الظاهر أو الكامن وفقًا للظروف الثقافيّة، والنفسيّة، والاجتماعيّة، باعتبار أنّ النصّ نصّ مفتوح الدلالة و المعاني والأفكار، فلا يمكن تعميم معنى أو دلالة واحدة لهذا المفهوم على هذه النصوص المتعدّدة المعاني.

الخاتمة

أظهرت دراسة أمّيّة النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) الاختلاف في تفسير النصوص الواردة في القرآن الكريم حول مفهوم الأمّيّة عند النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) والمسلمين، ومن خلال هذه الدارسة تبيّن أنّ مصطلح (النبيّ الأمّيّ) مختلف عن مفهوم (الأمّيّون) (الأمّيّين)، الواردة في القرآن الكريم، وأنّ الدراسات القرآنيّة وتفسير نصوص القرآن تختلف من زمان لآخر، وأنّ بعض الموضوعات سواء أكانّ في القرآن الكريم أم في مجال السيرة النبويّة، تتغيّر فيها رؤى الباحثين، ولو كتبت مصادرنا الإسلاميّة من جديد وفي هذا الزمان، لكانت أدق وأوفى من الذي هي عليه الآن، فلا غرابة من وجود اختلاف في الرؤى في المصادر الإسلاميّة في العهود الإسلاميّة في ما يخصّ هذا المفهوم، لما شهده العالم الإسلاميّ من صراعات سياسيّة وعقائديّة بين الفرق الإسلاميّة منذ القرن الأول الهجريّ، واستغلال المستشرقين لهذا الاختلاف في تفسير هذا المصطلح القرآنيّ من أجل الطعن بالرسولP والرسالة الإسلاميّة، فتعدّد النصوص ودلالاتها دلالة على تعدّد زوايا قراءة هذا المفهوم (المصطلح) القرآنيّ، فكلّ باحث في الدراسات القرآنيّة أو السيرة النبويّة يمكنه قراءة هذا المفهوم بصورة مختلفة عن الآخر، وفقًا للبيئة والظروف المحيطة بهذا القارئ أو ذاك، وهذا ما استغلّه المستشرقون لإسقاط بعض الرؤى غير المنصفة تجاه الرسولP والرسالة الإسلاميّة، وتجاه المسلمين جميعًا، وشهدت دراسة أمّيّة النبيّP من خلال دائرة المعارف الإسلاميّة وجود بعض التغيير في رؤى المستشرقين تجاه أمّيّة النبيّP، بين الطبعة الأولى والطبعة الثانية (الجديدة)، وهذا ما يدلّ على تخلّص الدراسات الاستشراقيّة الحديثة من بعض الرؤى القروسطيّة المتحاملة على الإسلام والمسلمين بصورة عامّة.

قائمة المصادر والمراجع

ـ القرآن الكريم.

ـ الكتاب المقدّس.

المخطوطات:

1 - الهمذانيّ، رشيد الدين فضل الله  (718هـ/ 1318م)، مخطوط المجموعة الرشيديّة، المكتبة الوطنيّة في فرنسا قسم المخطوطات العربيّة، باريس، رقم المخطوط 2324.

المصادر الأوّليّة:

2 - ابن الأثير، عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد الشيبانيّ (630 هـ / 1232م)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، (د.ط.، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت.).

3 - الآلوسيّ، شهاب الدين محمود  (ت1270هـ/ 1853م)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (بلا معلومات).

4 - البخاريّ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل  (256هـ /869 م)، صحيح البخاري، (د.ط.، القاهرة، دار الفكر، 1981م) .

5 - البلاذري ّ أحمد بن يحيى بن جابر(279هـ / 892م)، أنساب الأشراف، تحقيق:  محمد حميد الله (د.ط.، مصر، دار المعارف، 1959م).

6 - فتوح البلدان، (د.ط.، القاهرة، النهضة المصرية، د.ت.).

7 - البيهقيّ، أبو بكر أحمد بن الحسن  (458هـ / 1065م)، دلائل النبوّة، تحقيق وتعليق: عبد المعطي قلعجيّ، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1985م).

8 - الثعلبيّ، أحمد بن محمد بن إبراهيم  (427هـ / 1035م)، الكشف والبيان في تفسير القرآن (تفسير الثعلبيّ)، (ط1، لبنان، دار إحياء التراث العربيّ، 2002م).

9 -الجاحظ،  أبو عثمان عمر بن بحر  (255هـ/ 868 م)، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، (ط7، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1998م).

10 - الجوهريّ، إسماعيل بن حماد  (393هـ/1002م)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربيّة، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، (ط4، لبنان، دار العلم، 1987م).

11 -  ابن حبيب، محمد بن حبيب البغداديّ (245 هـ/ 859م)، المنمّق في أخبار قريش، تصحيح وتعليق: خورشيد أحمد فاروق، (د.ط، د.م، عالم الكتب، د.ت).

12 - ابن حجر، شهاب الدين أحمد بن علي العسقلانيّ (852 هـ/ 1448م)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل احمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1995م).

13 - ابن حنبل، أحمد بن محمد بن حنبل (241هـ/855م)، مسند أحمد بن حنبل، (د.ط.، بيروت، دار صادر، د.ت.).

14 - ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد  (ت808هـ/ 1405م)، تاريخ ابن خلدون المسمى (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، (ط4، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، د.ت.).

15 - الذهبيّ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان  (ت 748 هـ/ 1347م)، سير أعلام النبلاء، تحقيق وتقديم: شعيب الأرنؤوط وحسين الأسد، (ط9، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1993م).

16 - الراغب الأصفهانيّ، الحسين بن محمد بن المفضل  (502هـ/ 1108 م)، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داودي، (ط2، قم، طليعة النور، 2006م).

17 - الزبيديّ، محب الدين أبو الفيض السيد مرتضى الحسينيّ (ت 1205 هـ/ 1790م)، تاج العروس في جواهر القاموس، تحقيق: علي شيري (د. ط، بيروت، دار الفكر، 1994).

18 - الزمخشريّ، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر (538 هـ/ 1143م)، الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، (د.ط، مصر، مصطفى البابي الحلبي، 1966م).

19 - ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزهري (230هـ/ 941م)، الطبقات الكبرى، (د.ط.، بيروت، دار صادر، د.ت).

20 - السمرقنديّ، أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم  (383هـ/ 993م)، تفسير السمرقنديّ، تحقيق: محمود مطرجي (د.ط.، بيروت، دار الفكر، د.ت.).

21 -السهيلي،ّ عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن ابي الحسن الخثعميّ  (581 هـ/1185م)، الروض الآنف، قدّم وعلّق عليه: طه عبد الرؤوف سعد، (د.ط، بيروت، دار الفكر، 1989م).

22 -السيوطيّ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ/ 1505م)،  الدر المنثور في التفسير بالمأثور، (د.ط.، بيروت، دار المعرفة، د. ت.).

23 - الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ (381هـ/894م)، علل الشرايع، تحقيق وتقديم: محمد صادق بحر العلوم، (د.ط، النجف، المكتبة الحيدريّة، 1966م).

24 - معاني الأخبار، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، (د.ط، قم، مؤسسة النشر الإسلاميّ، 1959م).

25 - الطبرسيّ، أبوعلي الفضل بن الحسن (548هـ/ 1153م)،  مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: لجنة من العلماء، (ط1، بيروت، مؤسسة الأعلميّ، 1995م).

26 - الطبريّ، أبو جعفر محمد بن جرير  (310هـ/ 922م)، تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الرسل والملوك ) (تاريخ الطبريّ)، تحقيق: نخبة من العلماء، (ط4، بيروت، مؤسسة الأعلميّ، 1983م).

27 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن، قدم له: خليل الميس، ضبط: صدقي جميل العطار (د.ط، بيروت، دار الفكر، 1995م).

28 - الطوسيّ،  أبو جعفر محمّد بن الحسن (460هـ/ 1067م)، التبيان في تفسير القرآن، تح: أحمد حبيب العامليّ، (ط1، د.م.، الإعلام الإسلاميّ، 1989م).

29 - ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمّد (463هـ / 1070م)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تح: علي محمّد البجاوي، (ط1، بيروت، دار الجيل، 1992م).

30 -ابن عربي، أبو عبد الله محمّد بن علي المعروف بابن عربي (ت638هـ/ 1240م)،  الفتوحات المكّيّة، (د.ط.، بيروت، دار صادر، د.ت.).

31 - ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعيّ  (571هـ/ 1175م)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، (د.ط، بيروت،  دار الفكر، 1996م).

32 - الفخر الرازيّ، محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن  (604هـ/ 1208م)، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي)، (ط1، بيروت، دار الفكر،1981م).

33 - الفراهيديّ، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد  (175هـ/ 791م)، كتاب العين، تح: مهدي المخزوميّ وإبراهيم السامرائيّ، (ط2، إيران، دار الهجرة، 1990م).

34 - القرطبيّ، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاريّ القرطبيّ (671هـ/ 1272م)، الجامع لأحكام القرآن، تح: أحمد البردوني (د.ط، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، 1985م).

35 - القمّيّ، أبو الحسن علي بن إبراهيم (329هـ/ 940م)،  تفسير القمّيّ، تصحيح وتعليق: طيب الموسوي الجزائري، (د.ط، النجف، منشورات مكتبة الهدى، 1967م).

36 - ابن كثير، أبو الفداء اسماعيل الدمشقي (774هـ/ 1372م)، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، (ط1، بيروت،  دار احياء التراث العربيّ، 1988م).

37 - المجلسيّ، محمد باقر  (1111هـ/ 1699م)،  بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، تحقيق: إبراهيم الميانجي ومحمد الباقر البهبودي، (ط2، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1983م).

38 -  المسعوديّ، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي  (346هـ/ 957م)، مروج الذهب ومعادن الجوهر، (ط2، قم، دار الهجرة، 1984م).

39 -  مسلم، أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوريّ (261هـ/ 874م)، الجامع الصحيح (صحيح مسلم)، (د.ط.، بيروت، دار الفكر، د.ت.).

40 - المفيد، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد (413هـ/ 1022م)،  أوائل المقالات، تحقيق: إبراهيم الأنصاري، (ط2، بيروت، دار المفيد، 1993م).

41 - مقاتل بن سليمان (150هـ/ 767م)،  تفسير مقاتل بن سليمان، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 2003م).

42 - ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم  (ت711هـ/ 1311م)،  لسان العرب، (د.ط.، قم، ادب الحوزة، 1985م).

43 - ابن النديم، أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب بن إسحق الورّاق  (ت438هـ/ 1046م).

الفهرست، تحقيق: رضا تجدد (بلا معلومات)، ابن هشام، أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميريّ  (ت 218 هـ/ 833م).

44 - السيرة النبويّة، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، (ط1، القاهرة، مطبعة المدني، 1963م).

45 - الهيثميّ، نورالدين علي بن أبي بكر (ت 807هـ/ 1404م)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (د.ط.، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1988م).

46 -ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله البغداديّ (626هـ/1228م)،  معجم البلدان، (د.ط.، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، 1979م).

47 - اليعقوبيّ، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح  (حيا في 292هـ/ 904م)، تاريخ اليعقوبي (د.ط.، بيروت، دار صادر، د.ت.).

المراجع الثانوية:

48-  الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، (د.ط.، بيروت، دار التعارف، د.ت.).

49- بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين (ط3، بيروت، دار العلم للملايين، 1993م).

50- الطباطبائيّ، محمد حسين  (1402هـ/ 1982م)، الميزان في تفسير القرآن، (د.ط.، قم، مؤسسة النشر الإسلاميّ، د.ت.).

51- عبد الباقي، محمد فؤاد، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، (د.ط، القاهرة، دار الكتب المصريّة، 1939م).

52- العسليّ، خالد، مفهوم الجاهلية والأمّيّة دراسة في الكتابة عند أهل مكّة، ضمن كتاب دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام والعهود الإسلاميّة المبكرة، (ط1، بغداد، دار الشؤون الثقافيّة العامة، (آفاق عربيّة)، 2002م).

53- العقيقيّ، نجيب، المستشرقون، (ط4، القاهرة، دار المعارف، د.ت.).

54- الغلايينيّ، مصطفى، جامع الدروس العربيّة، (ط 30، بيروت، المكتبة العصريّة، 1994م).

55-  مجموعة من علماء اللاهوت، دائرة المعارف الكتابيّة، (ط1، القاهرة، دار الثقافة، د.ت).

56- اليوسفي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلاميّ، (ط1، قم، مؤسسة الهادي، 1996م).

الكتب المعرّبة:

57 - آرمسترونغ، كارين، سيرة النبيّ محمد، ترجمة: فاطمة محمد ومحمد عناني، (ط2، القاهرة، دار سطور، 1998م).

58 - بدوي، عبد الرحمن، دفاع عن القرآن ضد منتقديه، ترجمة: كمال جاد الله، (د.ط، د.م، الدار العالميّة، د.ت.).

59 - نولدكه، تيودور، تاريخ القرآن، تعديل فريديريش شفالي، ترجمة: جورج تامر (ط1، بيروت، دار نشر جورج المز، هيلدس هايم –زيورخ- نيويورك، بإذن دار نشر ومكتبة ديتر شفيس بادن، د. ت.).

60 - وات، مونتغمري، محمّد في مكّة، ترجمة: عبد الرحمن الشيخ وحسين عيسى، (د.ط، القاهرة، الهيئة المصريّة للكتاب، 2002م).

61 - ولفنسون، إسرائيل، تاريخ اللغات الساميّة، ترجمة: لجنة التأليف والترجمة والنشر، (ط1، مصر، مطبعة الاعتماد، 1929م).

الموسوعات

62- ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت)، مادة (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، (ط1، القاهرة، د. نا، 1933م).

63- مادة (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، (ط2، القاهرة، دار الشعب، 1969م).

64-  بول. ب. و. ولت، ت، مادة (محمّد)، موجز دائرة المعارف الإسلاميّة، ترجمة: حسين أحمد أمين، (ط1، الشارقة، مركز الشارقة، 1998م).

الدوريّات العربيّة :

65- النصر الله، جواد كاظم منشد، الجاهليّة فترة زمنيّة أم حالة نفسيّة؟ مجلّة أبحاث البصرة (العلوم الإنسانيّة)، العدد 31، البصرة، 2006م، ص 5- 43.

الكتب الأجنبيّة:

66-Buhl, Frants – Hans HeinrSchaeder, Das LebenMuhammeds, Leipzig, Quelle&Meyer, 1930.

67- Buhl, F. – OA, Welet T,  (Muhammad), The Encyclopaedia of Islam, 2 nd. ed., Leiden- New York, E. J. Brill, 1993, V.VII, P.P. 360 - 376.

68- Geoffroy, E, (Ummi), The Encyclopaedia of Islam, 2 nd. ed., Leiden, Brill, 2000, V.X, P.P.863- 864.

69 -Horovitz, Josef, KoranischeUntersuchungen, Berlin and Leipzic, Walter de Gruyter, 1926.

الدوريّات الأجنبيّة :

70-   Lammens, Henri, Qoran et Tradition Comment Fut Compose La Vie de Mahomet, Recherches de Science Religieuse, Paris, 1910.

شبكة الإنترنت :

71-   https://en.wikipedia.org/wiki/%C3%89ric_Geoff

---------------------------------

[1]    ينظر علي سبيل المثال: تيودور نولدكه، تاريخ القرآن، تعديل فريديريش شفالي، ترجمة: جورجتامر (ط1، بيروت، دار نشر جورجالمز، هيلدسهايم- زيورخ- نيويورك، باذندار، نشر: مكتبة ديترش فيسبادن، د. ت)، 1/10 - 17؛ مونتغمري وات، محمد في مكّة، ترجمة: عبد الرحمن الشيخ وحسين عيسى، (د.ط، القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب،2002م)  ص112- 113؛ كارين آرمسترونغ، سيرة النبيّ محمّد، ترجمة: فاطمة محّمد ومحمّد عناني، (ط2، القاهرة، دار سطور، 1998م)، ص 135 - 136؛

 Josef Horovitz, KoranischeUntersuchungen, Berlin and Leipzic, Walter de Gruyter, 1926, P.P.51- 53; Frants  Buhl - Hans HeinrSchaeder, Das LebenMuhammeds, Leipzig, Quelle&Meyer,1930, P.P.56, 131.; Henri Lammens, Qoran et Tradition Comment Fut Compose La Vie de Mahomet,  Recherches de Science Religieuse, Paris, 1910, P.P.21 - 22 .

[2]    ينظر على سبيل المثال: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ت(255هـ)، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، (ط7، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1998م)، 4/ 32 – 34؛ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد، (ت413هـ)، أوائل المقالات، تحقيق: إبراهيم الأنصاريّ، (ط2، بيروت، دار المفيد، 1993م)، ص135- 137؛ محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن فخر الدين الرازيّ (ت604هـ)، التفسير الكبير المعروف بمفاتيح الغيب، (ط1، بيروت، دار الفكر،1981م)، 15/27 - 32؛ أبو عبد الله محمّد بن أحمد الأنصاريّ القرطبيّ (ت671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد عبد العليم البردونيّ (د.ط.، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، 1985م)، 13/351 - 353؛ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبيّ (ت 748 هـ) سير أعلام النبلاء، تحقيق وتقديم: شعيب الأرنؤوط وحسين الأسد، (ط9، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1993م)، 14/90 - 191. وانقسمت هذه الآراء إلى ثلاث أقوال، عدم معرفته القراءة والكتابة طيلة حياته الشريفة، والرأي الثاني يذهب إلى معرفته لها بعد البعثة، والرأي الثالث إلى معرفته القراءة والكتابة قبل البعثة وبعدها.

[3]    ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت ):) Rudi Paret1901–1983م) مستشرق المانيّ، ولد في (Wittendorf) بنواحي (Freudenstadt) في جنوبي ألمانيا من أسرة يكثر فيها القساوسة المسيحيّون، دخل جامعة توبنجن وتتلمذ في الدراسات العربيّة، وحصل على الدكتوراه الأولى في سنة 1924م، ثم على دكتوراه التأهيل للتدريس في الجامعة في سنة 1926م، وفي إثر ذلك عُيّن مدرّسًا مساعدًا في قسم الدراسات الشرقيّة في جامعة توبنجن، ثم شغل كرسي علوم الإسلام والساميّات في جامعة بون، أمّا نتاجه العلميّ، فالعمل الأساس الذي ارتبط به اسم رودي ﭘارت هو ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانيّة في مجلّد، والتعليق على الترجمة في مجلّد ثانٍ، وهو شرح فيلولوجي لنصوص القرآن الكريم (وهي دراسة تبحث عن أصل الكلمات واشتقاقاتها)، وكتب رسائل صغيرة عن القرآن منها رسالة بعنوان (محمّد والقرآن)، ورسالة (الإسلام والتراث الثقافيّ اليونانيّ) سنة (1950م). ينظر: عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، (ط3، بيروت، دار العلم للملايين، 1993م)، ص 62 - 63.

[4]    وقد ذكر أحمد محمد شاكر الذي علّق على المقال في الدائرة، بأن ما ذكره المستشرق من أنّ كلمة أمّيّ لم تظهر إلّا بعد الهجرة، وأنّ الكلمة مما أطلقه اليهود على العرب، وأنّهم يريدون بـ(الأمّيّين) الوثنييّن، وبيّن أن آيات سورة الأعراف مكّيّة خلافًا لما ذكر المستشرق، ينظر: ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت)، مادّة (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، (ط1، القاهرة، د. نا، 1933م)، 2/645؛ ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت)، مادة (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ( ط2، القاهرة، دار الشعب، 1969م)، 4/427. ولعل المستشرق قصد أن مصطلح (أُمّة) لم يظهر إلا بعد الهجرة في وثيقة المدينة ينظر: أبو محمّد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميريّ (ت 218 هـ)، السيرة النبويّة، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، (ط1، القاهرة، مطبعة المدنيّ، 1963م)، 2/348. 

[5]    ﴿فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾.

[6]    ﴿وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾.

[7]    جوزيف هورفتس (هورفتز): Joseph Horovits  (1874-1931م) وهو مستشرق ألمانيّ يهوديّ، وُلد في لاونبرج، وتعلم في جامعة برلين، وعُيّن مدرّسًا فيها، وعمل في الهند (1907-1914م)، حيث كان يعمل مدرسًا للغة العربيّة في إحدى الكلّيّات، عاد إلى ألمانيا وعُيّن مدرّسًا للغات الساميّة في جامعة فرانكفورت سنة (1914م) حتى وفاته، وكانت رسالة الدكتوراه عن كتاب المغازي للواقديّ (1898م) وحقّق جزأين من طبقات ابن سعد بإشراف زاخاو (ليدن 1904-1918م)، مباحث قرآنيّة سنة (1926م)، الصلات العربيّة اليهوديّة في الجاهليّة سنة (1929م). ينظر: بدوي، موسوعة المستشرقين، ص621 - 622؛ نجيب العقيقيّ، المستشرقون، (ط4، القاهرة، دار المعارف، د.ت.)، 2/ 432 - 433. 

[8]     J.Horovitz, KoranischeUntersuchungen, P.52.

[9]    ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾.

[10]  ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾ الآية: 157، ﴿فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ الآية  158.

[11]    J. Horovitz, KoranischeUntersuchungen, P.P.51-53 .

[12]  ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ الآية 104، ﴿ كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾ الآية: 110.

[13]  ف. بول (بوهل):Fr. Buhl(1850-1932م)، مستشرق دنماركيّ وُلد في كوبنهاجن، وبدأ حياته الجامعيّة بدراسة اللاهوت، ودرس اللغات الشرقيّة، التحق بجامعتي فيينا وليبزيج (1876-1878م)، نال درجة الدكتوراه عام (1878م)، وسمّي استاذًا للعهد القديم بجامعة كوبنهاجن، في سنة (1885م)، رحل إلى الشرق فزار مصر وفلسطين والشام ولبنان وتركيا، وعاد بعدها إلى وطنه، وضع كتابًا في وصف جغرافية فلسطين حاول فيها تحديد موقع الأماكن المذكورة في الكتب القديمة، انهمك في دراسة القرآن وتاريخ النبيّP ومنها كتاب حياة محمّد باللغة الدنماركيّة سنة (1903)، ونقله شايدر إلى اللغة الألمانيّة عام (1930م)، ودعوة محمّد إلى الإسلام كما ورد في القرآن (1924م)، ونقل عدة أجزاء من القرآن إلى اللغة الدنماركيّة، وعُني بتاريخ الشيعة، ولديه مؤلف بعنوان نهضة الشيعيّين في الدولةالأمويّة سنة (1910م)، وله كتاب بعنوان عليّ مدّعيًا وخليفة سنة (1921م)، وكتب عدّة مقالات في دائرة المعارف الإسلاميّة. ينظر: العقيقيّ، المستشرقون، 2/522- 523 .

[14]    F.  Buhl – H. H.Schaeder, Das LebenMuhammeds, P.P.56, 131.

[15]  ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.

[16] ﴿وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾.

[17]  ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.

[18]  ر. ﭘاريه  (ر. ﭘارت)، مادة (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط1، 2/643 - 645. وينظر: ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت)، (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط2، 4/426-427 .

[19]  ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾.

[20]  ف. بول و ت. ولت، مادّة (محمّد)، موجز دائرة المعارف الإسلاميّة، ترجمة: حسين أحمد أمّيّن، (ط1، الشارقة، مركز الشارقة، 1998م)، 29/9120 - 9121. وينظر:

F. Buhl - OA, T. Welet) Muhammad- The Encyclopaedia of Islam, 2 nd. ed., Leiden- New York, E. J. Brill, 1993 V.VII, P.363.

[21]  إريك  جوفروي (جيوفروي) : Eric Geoffroy، مستشرق فرنسيّ، وُلد عام (1956م)، في مدينة بلفور، وهو باحث وكاتب في الدراسات الصوفيّة، ومدرّس في جامعة ستراسبورغ منذ فترة طويلة، وواحد من أشدّ منتقدي فكرة وجود صراع الحضارات. له العديد من المؤلّفات منها: الصوفيّة في مصر وسوريا تحت الحكم المملوكيّ وأوائل العهد العثمانيّ (1995م)، والجهاد والتأمّل الحياة وتدريس الصوفيّة في زمن الحروب الصليبيّة (باريس 1997م)، وأعيدت طباعته عام (2003م)، حكمة الأساتذة الصوفيّين (باريس، 1998م)، أسند إليه في هذا الجزء من دائرة المعارف الإسلاميّة خمس مقالات هي: تجلّي (ص60-61)، طائفة (ص116-117)، طريقة (ص243-246)، أم الكتاب (ص 854)، أمّيّ (ص863 - 864 ). ينظر:

The Encyclopaedia of Islam, 2 nd. ed., Leiden-Brill, 2000, V.X /P.VI . and P.P. 60-61,116-117, 243-246, 854, 863-864.  https://en.wikipedia.org/wiki/%C3%89ric_Geoff .

[22]  وقد وردت ست مرات ينظر: سورة البقرة، الآية: 78؛ سورة آل عمران، الآيتان: 20، 75؛ سورة الأعراف، الآيتان:  157، 158؛ سورة الجمعة، الآية: 2.

[23]  وقد وردت مرتين يُنظر: سورة الأعراف الآيتان 157، 158.

[24]  ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾.

[25]  سورة آل عمران ﴿وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ﴾، سورة الجمعة ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ ﴾.

[26]  ﴿بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّ‍ۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾.

[27]  ينظر: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاريّ (256هـ)، صحيح البخاريّ، (د. ط، القاهرة، دار الفكر، 1981م)، 2/230؛ أبو الحسين مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيريّ النيسابوريّ (ت261هـ)، الجامع الصحيح (صحيح مسلم)، (د.ط، بيروت، دار الفكر، د.ت.)، 3/124.  

[28]  ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ﴾، ﴿فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾.

[29]  ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾.

[30]  عبد الرحمن بن محمد (ت808هـ)، المقدمة (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم  من ذوي السلطان الأكبر) (تاريخ ابن خلدون)، (ط4، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، د.ت.)، 1/419.

[31]  شهاب الدين محمود (ت1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، (بلا معلومات)، 9/79.

[32]  رشيد الدين فضل الله الهمذاني، طبيب ووزير السلطان غازان خان وأخيه الجايتو خربندا محمد خان المغولي، ولد في مدينة همذان سنة (645هـ / 1247م) على الأرجح، كانت صلة رشيد الدين بغازان في أول أمرها صلة علميّة بحتة، وبعد أن جلس غازان على تخت السلطنة استوزره سنة 697هـ، ولما توفي سنة 703هـ، جلس على تخت السلطنة أخوه الجايتو خربندا، وأبقى على رشيد الدين فضل الله في منصب الوزارة، وبعدها تسلطن ابنه أبو سعيد بن الجايتو عزل رشيد الدين من الوزارة وقتله سنة 718هـ، ودفن في قلعة رشيديّة في تبريز، بعد اتهامه بدسّ السمّ إلى السلطان، وقتل مع ابنه البالغ من العمر السادسة عشرة بتهمة أنّه هو من ناول الدواء للسلطان المغوليّ، بلغت تصانيف رشيد الدين اثنين وخمسين مجلدًا، كان المدرّسون يدرّسون فيها، ومنها ترجمة للتوراة، وبنى في تبريز القلعة الرشيديّة المعروفة بربع رشيد وعيّن لها أوقافًا كثيرة وأموالًا، بلغ من العمر عند مقتله ثلاث وسبعون سنة. ينظر: محسن الأمين، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، (د.ط، بيروت، دار التعارف، د.ت)، 8/401 - 402 .

[33]  مخطوط المجموعة الرشيديّة، المكتبة الوطنيّة في فرنسا قسم المخطوطات العربيّة، باريس، رقم المخطوط 2324، ص 227.

[34]  عبد الرحمن بدويّ، دفاع عن القرآن ضدّ منتقديه، ترجمة: كمال جاد الله، (د.ط.، د.م، الدار العالمية، د.ت.)، ص18-19.

[35]  أبو عبد الله محمّد بن علي المعروف بابن عربيّ (ت638هـ)، الفتوحات المكّيّة، (د.ط، بيروت، دار صادر، د.ت.)، 2/ 644 - 645.

[36]    E. Geoffroy)Ummi(The Encyclopaedia of Islam, 2 nd. ed., V.X /P.P. 863-864.

[37]  سورة البقرة، الآية 78؛ سورة آل عمران، الآيتان 20، 75؛ سورة الأعراف، الآيتان 157، 158؛ سورة الجمعة، الآية 2.

[38]  سورة الأعراف، الآيتان 157، 158.

[39]  سورة البقرة، الآية 78.

[40]  سورة آل عمران، الآيتان 20، 75؛ سورة الجمعة، الآية 2.

[41]  سورة الزخرف، الآيتان 22، 23.

[42]  سورة البقرة، الآية 213.

[43]  سورة الشورى، الآية 7.

[44]  سورة القصص، الآية 59.

[45]  سورة البقرة، الآية 78.

[46]  سورة العنكبوت، الآية 48 .

[47]  أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيديّ (ت175هـ)، كتاب العين، تحقيق: مهدي المخزومّي وإبراهيم السامرائيّ، (ط2،إيران، دار الهجرة، 1990م)، 8/426- 428؛ إسماعيل بن حماد الجوهريّ (ت393هـ)، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، (ط4، لبنان، دار العلم، 1987م)، 5/1863 - 1867؛ جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور (ت711هـ )، لسان العرب، (د.ط.، قم، أدب الحوزة، 1985م)، 12/22-34؛ محب الدين أبو الفيض السيد مرتضى الحسيني الواسطيّ الحنفيّ الزبيديّ (ت 1205 هـ)، تاج العروس في جواهر القاموس، تحقيق: علي شيري (د. ط، بيروت، دار الفكر، 1994)، 16/ 26-31.

[48]  الحسين بن محمّد بن المفضل الراغب الأصفهانيّ (ت425هـ)، مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داودي، (ط2، قم، طليعة النور، 2006م)، ص87.

[49]  ر.ﭘاريه  (ر. ﭘارت)، مادة (أُمة)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط1. 2/630-631. وينظر: ر. ﭘاريه (ر. ﭘارت)، مادة (أُمة)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط2. 4/411-412.

[50]  ينظر: سفر التكوين، 14: 1، 9.

[51]  ينظر: سفر التكوين، 12: 2؛ سفر التثنية، 32: 28؛ سفر صموئيل الثاني، 7: 23؛ سفر إشعياء، 1: 4؛ سفر صفنيا، 2: 9.

[52]  مجموعة من علماء اللاهوت، دائرة المعارف الكتابيّة، (ط1، القاهرة، دار الثقافة، د.ت). 1/417.

[53]  سورة الأعراف، الآية 15 .

[54]  سورة الأعراف، الآية  158.

[55]  مقاتل بن سليمان (ت150 هـ)، تفسير مقاتل بن سليمان، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 2003م)، 1/418؛ أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ (ت310هـ)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، قدم له: خليل الميس، ضبط: صدقي جميل العطار (د.ط، بيروت، دار الفكر، 1995م)، 9/109؛ أبو الليث نصر بن محمّد بن إبراهيم السمرقنديّ (ت383هـ)، تفسير السمرقنديّ، تحقيق: محمود مطرجي، (د.ط، بيروت، دار الفكر، د.ت). 1/569؛ أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبيّ (ت427هـ)، الكشف والبيان في تفسير القرآن (تفسير الثعلبيّ)، (ط1، لبنان، دار إحياء التراث العربيّ، 2002م)، 4/291.

[56]  السمرقنديّ، تفسير السمرقنديّ، 1/569؛ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسيّ (ت460هـ)، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: أحمد حبيب قصير العامليّ، (ط1، د.م، الإعلام الإسلاميّ، 1989م). 2/421، 4/559.

[57]  الثعلبيّ، الكشف والبيان، 4/ 292 .

[58]  الفخر الرازيّ، التفسير  الكبير، 15/23.

[59]  سورة العنكبوت، الآية 48.

[60]  سورة الفرقان، الآية 5.

[61]  الطبريّ، جامع البيان، 21/7؛ أبو الحسن علي بن إبراهيم القمّيّ (ت329هـ)، تفسير القمي، تصحيح وتعليق: طيّب الموسويّ الجزائريّ، (د.ط، النجف، منشورات مكتبة الهدى، 1967م)، 2/151؛ الثعلبيّ، الكشف والبيان، 7/285-286؛ الطوسيّ، التبيان في تفسير القرآن، 8/216؛ أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشريّ (ت538 هـ)، الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، (د.ط، مصر، مصطفى البابي الحلبي، 1966م)، 3/208؛ الفخر الرازيّ، التفسير الكبير، 25/77؛ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيّ (ت911هـ)، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، (د.ط، بيروت، دار المعرفة، د. ت.)، 5/148.

[62]  التبيان في تفسير القرآن، 8/216.

[63]  ﴿وَقَالُوٓاْ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٱكۡتَتَبَهَا فَهِيَ تُمۡلَىٰ عَلَيۡهِ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا﴾.

[64]  أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، (د.ط، بيروت، دار صادر، د.ت.)، 2/43؛ البخاريّ، صحيح البخاريّ، 2/230؛ مسلم، صحيح مسلم، 3/ 124

[65]  سورة البقرة، الآية 189.

[66]  خالد العسليّ، مفهوم الجاهليّة والأمّيّة دراسة في الكتابة عند أهل مكّة، ضمن كتاب دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام والعهود الإسلاميّة المبكرة، (ط1، بغداد، دار الشؤون الثقافيّة العامّة، (افاق عربية)، 2002م)، ص 208.

[67]  سورة البقرة، الآية 282.

[68]  محمد هادي اليوسفيّ، موسوعة التاريخ الإسلاميّ، (ط1، قم، مؤسسة الهادي، 1996م)، 1/ 78.

[69]  محمد فؤاد عبد الباقي، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، (د.ط، القاهرة، دار الكتب المصريّة، 1939م)، ص591 - 595.

[70]  عبد الباقي، المعجم المفهرس، ص539 - 540.

[71]  العسليّ، مفهوم الجاهلية والأمّيّة، ص 208.

[72]  أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب بن اسحق الورّاق ابن النديم (ت438 هـ)، الفهرست، تحقيق: رضا تجدد (بلا معلومات)، ص8. وينظر كذلك إلى أوّل من تعلّم الخطّ والعربيّة من العرب العاربة من أبناء إسماعيل (عليه السلام)، ابن النديم، الفهرست، ص 7-8.

[73]  أحمد بن يحيى بن جابر، فتوح البلدان، (د.ط، القاهرة، النهضة المصريّة، د.ت)، 3 /580.

[74]  البلاذري، فتوح البلدان، 3/580 -581.

[75]  العسليّ، مفهوم الجاهليّة والأمّيّة، ص219 - 227.

[76]  ابن هشام، السيرة النبويّة، 1/234، 251؛ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقيّ (ت774هـ)، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، (ط1، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1988م)، 3/108.

[77]  ابن هشام، السيرة النبويّة، 2/ 348 - 351؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 3/ 273 -276.

[78]  ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، 1/247؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 3/397- 398؛ اليوسفي، موسوعة التاريخ الإسلاميّ، 1/ 79.

[79]  للمزيد من التفاصيل. ينظر: جواد كاظم النصر الله، الجاهليّة فترة زمنيّة أم حالة نفسيّة؟، مجلّة أبحاث البصرة (العلوم الإنسانيّة)، العدد 31، البصرة، 2006م، ص5- 8. العسليّ، مفهوم الجاهليّة و الأمّيّة، ص211 - 227.

[80]  ابن هشام، السيرة النبويّة، 1/155؛ أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ (ت310هـ)، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: نخبة من العلماء، (ط4، بيروت، مؤسسة الأعلميّ، 1983م)، ج2/ص 48- 49؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 3/18.

[81]  أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقيّ (458هـ)، دلائل النبوّة، تحقيق وتعليق: عبد المعطي قلعجي، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1985م)، 2/142؛ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبه الله بن عبد الله الشافعيّ المعروف بابن عساكر (ت571هـ)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، (د.ط، بيروت، دار الفكر، 1996م)، 63/8؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 3 /19.

[82]  ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، 6/233؛ البخاري، صحيح البخاريّ، 1/3؛ 6/88؛ 8/67؛ مسلم، صحيح مسلم، 1/ 97؛ البيهقيّ، دلائل النبوة، 2/ 135.

[83]  سفر إشعياء، 29: 12.

[84]  النصر الله، الجاهليّة فترة زمنيّة أم حالة نفسيّة؟، ص 8.

[85]  مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربيّة، (ط30، بيروت، المكتبة العصريّة، 1994م)، 2/79- 80.

[86]  سورة الأعراف، الآية 158.

[87]  الفخرالرازيّ، التفسير الكبير، 15/23 - 28.

[88]  سورة سبأ، الآية 28.

[89]  سورة الأنبياء، الآية 107.

[90]  دفاع عن القرآن ضدّ منتقديه، ص 18.

[91]  سورة البقرة، الآية 78.

[92]  ينظر: الطبريّ، جامع البيان، 1/527-530؛ الراغب الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، ص87؛ الثعلبيّ، الكشف والبيان، 1/223؛ الطوسيّ، التبيان في تفسير القرآن، 1/317- 318؛ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت548هـ)، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: لجنة من العلماء، (ط1، بيروت، مؤسسة الأعلميّ، 1995م)، 1/275-276؛  الفخر الرازي، التفسير الكبير 3/139؛ القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن، 2/5.

[93]  سورة البقرة، الآيات 47 - 74.

[94]  سورة البقرة، الآيات 75 - 77.

[95]  ينظر: الطبرسي، مجمع البيان، 1/ 276 - 277.

[96]  سورة البقرة، الآية 79.

[97]  سورة آل عمران، الآية 20.

[98]  مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان، 1/162؛ الطبري، جامع البيان، 3/290-291؛ الثعلبي، الكشف والبيان، 3/35- 36؛ الطوسيّ، التبيان في تفسير القرآن، 2/420- 421؛ الزمخشريّ، الكشاف، 1/419؛ الطبرسي، مجمع البيان، 2/261؛ الفخر الرازيّ، التفسير الكبير، 7/ 227- 228؛ القرطبّي، الجامع لأحكام القرآن، 4/45.

[99] نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكّة، سُمّي بنجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرف بن قحطان؛ لأنه كان أوّل من عمرها ونزلها. ينظر: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبدالله الحمويّ الروميّ البغداديّ (ت626 هـ)، معجم البلدان، (د.ط، بيروت، دار إحياء التراث العربيّ، 1979م)، 5/266.

[100]  ينظر: ابن هشام، السيرة النبويّة، 2/412 -417.

[101] الفخر الرازي، التفسير الكبير، 7/225، القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن، 4/ 45.

[102] الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، 2/420 - 421؛ الطبرسيّ، مجمع البيان، 2/261.

[103] أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبيّ (ت292هـ)، تاريخ اليعقوبيّ، (د.ط، بيروت، دار صادر، د.ت.)، 2/82؛ ابن كثير، البداية والنهاية 5/63. وقيل إنّ هذه السورة مدنيّة، وقيل إنّ من أوّلها إلى رأس ونيف وستين آية نزلت في قصّة وفد نجران لما جاؤوا يحاجون النبيّP، في السنة التاسعة من الهجرة. ينظر: الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، 2/388؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، 7/ 165. 

[104] سورة آل عمران، الآية 20.

[105] سورة آل عمران، الآية 23.

[106] ينظر: الطبريّ، جامع البيان، 3/295؛ السمرقنديّ، تفسير السمرقنديّ، 1/228؛ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، 2/425؛ الزمخشريّ، الكشّاف، 1/420؛ الطبرسيّ، مجمع البيان،2/265؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، 7/231-232؛ القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن، 4/50.

[107] سورة آل عمران، الآية 75.

[108] سورة المائدة، الآية 18.

[109] ينظر، الطبريّ، جامع البيان 3/430- 433؛ القمّيّ، تفسير القمّيّ 1/106؛ السمرقنديّ، تفسير السمرقنديّ 1/249؛ الثعلبيّ، الكشف والبيان 3/94- 97؛ الطوسيّ، التبيان في تفسير القرآن 2/504-505؛ الزمخشريّ، الكشّاف 1/438؛ الطبرسيّ، مجمع البيان 2/326؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير 8/106-110؛ القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن 4/115-119.

[110] مجموعة من علماء اللاهوت، دائرة المعارف الكتابيّة، 1/417.

[111] الفخر الرازي، التفسير الكبير 8/ 109.

[112] سورة آل عمران، الآية 75.

[113] سورة آل عمران، الآية 78.

[114] سورة الجمعة، الآية 2.

[115] مقاتل، تفسير مقاتل بن سليمان 3/359-360؛ الطبريّ، جامع البيان 28/119 - 120؛ القمّيّ، تفسير القمّيّ 2/266؛ السمرقنديّ، تفسير السمرقنديّ 3/424؛ الراغب الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن ص87؛ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن 10/4؛ الزمخشريّ، الكشّاف، 4/103؛ الطبرسيّ، مجمع البيان، 10/6-7؛ الفخر الرازي، التفسير الكبير، 30/3-4؛ القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن 18/91- 92.

[116] ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشيّ، وهو ابن عم السيدة خديجة زوج النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، ذكر أنّه كان شاعرًا في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبرانيّ ويكتب من الإنجيل ما شاء، ذكر في من تركوا عبادة الأصنام في الجاهليّة، واختلف هل دخل الإسلام أو توفّي قبل ذلك، وقيل أدرك البعثة النبويّة ومات بعدها، وقيل قد تنصّر ومات على النصرانيّة بعد أن عمي، له ذكر في روايات بدايات نزول الوحي في مكّة، فتذكر الروايات ذهاب السيدة خديجة زوج النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) إلى ورقة حتى طمأنها وأكّد لها أنّ هذا الذي يأتي النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) هو الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى (عليه السلام)، مات ورقة ولم يعقّب، واختلف في مكان وفاته، قيل خرج إلى الشام وتوفّي هناك، وقيل مات في مكّة بعد البعثة. ينظر: محمد بن سعد بن منيع الزهري (ت230هـ)، الطبقات الكبرى، (د.ط، بيروت، دار صادر، د.ت.)، 1/195؛ أحمد بن يحيى البلاذريّ (ت279هـ)، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد حميد الله (د.ط، مصر، دار المعارف، 1959م)، 1/106، 9/457؛ عزّ الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيبانيّ المعروف ابن الأثير (ت630 هـ)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، (د.ط، بيروت، دار الكتاب العربيّ، د.ت.) 5/88-89، 436؛ شهاب الدين أحمد بن علي ابن حجر العسقلانيّ (ت852 هـ)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد وعلي محمد، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1995م)، 6/474 - 477.  

[117] البخاريّ، صحيح البخاري 1/3؛ ابن الأثير، أسد الغابة 5 /436.

[118] واختلف في اسمها فقيل قتيلة بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وقيل هي رقيقة، وذكر أنها هي المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب والد النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) بعد أن توسّمت ما كان بين عيني عبد الله قبل أن يجامع آمنة من النور، فودّت أن يكون ذلك متصلًا بها لما كانت تسمع من أخيها من البشارات بوجود محمّد (صل الله عليه وآله وسلم)، وأنّه قد أزف زمانه فعرضت نفسها عليه، وقيل ليست هي بل هي فاطمة بنت مر الخثعميّة. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/95-96؛ عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعميّ السهيليّ (ت581 هـ)، الروض الآنف، قدّم وعلق عليه: طه عبدالرؤوف سعد، (د.ط، بيروت، دار الفكر، 1989م)، 1/180 - 181؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 2/322.

[119] فاطمة بنت مر الخثعميّة، قيل هي من أهل تبالة، وقيل هي كاهنة متهوّدة، وذكر أنّها من أجمل الناس وأشبّهم وأعفهم، قد قرأت الكتب، وكان شباب قريش يتحدّثون إليها، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله بن عبد المطلب والد النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) فعرضت عليه نفسها، وقيل لم تكن هي بل أخت ورقة بن نوفل. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/95 - 96؛ وينظر: محمد بن حبيب البغداديّ (ت245 هـ)، المنمق في أخبار قريش، تصحيح وتعليق: خورشيد أحمد فاروق، (د.ط، د.م، عالم الكتب، د.ت.)، ص221؛ الطبريّ، تاريخ الطبريّ، 2/6؛ السهيليّ، الروض الأنف، 1/180؛ ابن كثير، البداية والنهاية 2/308.

[120] ضمام بن ثعلبة  السعديّ، قدم على النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم) سنة خمس، وقيل في سنة سبع، وقيل في سنة تسع من الهجرة، بعثه بنو سعد بن بكر وافدًا على النبيّ(صل الله عليه وآله وسلم)، فسأله عن الإسلام وفرائضه فريضة فريضة حتى أسلم، ثم رجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، فأسلموا، له حديث في وصف الإسلام ودعائمه، وأنّه من أتى بها دخل الجنة. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/299؛ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر (ت463م)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، (ط1، بيروت، دار الجيل، 1992م)، 2/751 - 753؛ ابن الأثير، أسد الغابة، 3/42-43؛ ابن حجر العسقلانيّ، الاصابة، 3/395 - 396.

[121] نور الدين علي بن أبي بكر الهيثميّ (ت 807هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (د.ط، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1988م)، 9/370.

[122] عبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير (كثير) بن غنم بن دودان الأسدي، وهو أخو عبد الله بن جحش، وعبد بن جحش (أبا أحمد)، أسلم في مكّة في بداية الدعوة الإسلاميّة، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية كما يقال مع زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وذكر أنّها ولدت له حبيبة فكنيت بها، تنصر عبيد الله بن جحش بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيًّا، وكان يعيب على المسلمين إسلامهم بأرض الحبشة. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/89؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/877 - 878.

[123] أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعوديّ (ت346هـ)، مروج الذهب ومعادن الجوهر، (ط2، قم، دار الهجرة، 1984م)، 1/89.

[124] سورة النجم، الآية 36؛ سورة الأعلى، الآيتان 18 - 19.

[125] سورة البقرة، الآية 132.

[126] سورة البقرة، الآية 140.

[127] ر.ﭘاريه  (ر. ﭘارت)، (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط1، 2/633؛ وينظر: ط2، 4/413.

[128] بدوي، دفاع عن القرآن ضد منتقديه، ص 1.

[129] كارلو ألفونسو نللينو (نلّينو): Carlo Alfonso Nallino (1872 - 1938م)، مستشرق إيطاليّ، وُلد في مدينة تورينو، أتمّ دراسته الابتدائيّة والثانويّة في مدينة أودنه، كان له منذ طفولته ولع شديد بالجغرافيا ودراسة اللغات الأجنبيّة، ولما كانت اللغة العربيّة أوسع اللغات انتشارًا في الأجزاء شبه المجهولة من الأوربيّين، فاندفع إلى دراسة هذه اللغة، فبدأ بتعلّمها دون أستاذ، ولم يقتصر تعلّمه على اللغة العربيّة وحدها من بين اللغات الساميّة، وإنّما درس أيضًا العبريّة والسريانيّة، ثم دخل جامعة تورينو وأصبح خبيرًا في تاريخ الفلك عند العرب، دعته الجامعة المصريّة القديمة في عام 1909م، وطلبت منه أن يلقي محاضرات في تاريخ علم الفلك عند العرب باللغة العربيّة، تمخّض عنه كتاب تحت عنوان (علم الفلك تاريخه عند العرب في القرون الوسطى طبع في روما (1911-1912م)، ولم تكن عنايته بعلم الفلك إلّا جانبًا واحدًا من جوانب نشاطه العلميّ العديد والمتنوّع، كتب مقالًا وهو في الثالثة والعشرين من عمره عن (نظام القبائل العربيّة في الجاهليّة)، أخرج كتابًا رتّب فيها سور القرآن ترتيبًا تاريخيًّا، وأضاف إليها تعليقات ومعجمًا بأهمّ ما فيها من ألفاظ قارنها بمقابلاتها في اللغات السامية، كتب العديد من المقالات في دائرة المعارف الإيطاليّة، ودائرة المعارف الإسلاميّة، وله العديد من المؤلّفات يصعب حصرها في هذه الأسطر القليلة. للمزيد من التفاصيل ينظر: بدوي، موسوعة المستشرقين، ص583 - 587؛ العقيقيّ، المستشرقون، 1/432 - 434.

[130] بدوي، دفاع عن القرآن ضد منتقديه، ص17.

[131] أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت381هـ)، علل الشرايع، تحقيق وتقديم: محمد صادق بحر العلوم، (د.ط، النجف، المكتبة الحيدريّة، 1966م)، 1/125؛ محمد باقر المجلسيّ (1111هـ)، بحار الأنوار الجامعة لدرر اخبار الأئمة الأطهار، تحقيق: إبراهيم الميانجي ومحمد الباقر البهبوديّ، (ط2، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1983م)، 16/ 133.

[132] الصدوق، علل الشرائع،1/124-125؛ معاني الأخبار، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، (د.ط، قم، مؤسسة النشر الإسلاميّ، 1959م )، ص53 - 54؛ المجلسي، بحار الأنوار، 16/132 - 133.

[133] القمّيّ، تفسير القمّيّ، 2/ 366؛ المجلسي، بحار الأنوار، 16/ 132.

[134] محمد حسين الطباطبائيّ (1402هـ)، الميزان في تفسير القرآن، (د.ط، قم، مؤسسة النشر الإسلاميّ، د.ت)، 19/264 - 265.

[135] سورة البقرة، الآية 128.

[136] سورة البقرة، الآية 129.

[137] الآلوسي، روح المعاني، 1/386.

[138] سورة البقرة، الآية 151.

[139] سورة آل عمران، الآية 164.

[140] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، 19/263.

[141] سورة الجمعة، الآية 5.

[142] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، 19/266.

[143] إسرائيل ولفنسون :Y.  Wolfensohn، الملقّب أبو ذؤيب، مستشرق ألمانيّ، مدرس للغات الساميّة بدار العلوم، ثم بالجامعة المصريّة، من آثاره: تاريخ اليهود في بلاد العرب في الجاهليّة وصدر الاسلام، بالعربيّة، وقد قدم له الدكتور طه حسين (القاهرة، 1927م)، وتاريخ اللغات الساميّة بالعربيّة (القاهرة، 1930م)، وموسى بن ميمون حياته ومصنفاته بالعربيّة (القاهرة 1937م)، وكعب الأحبار (بالألمانيّة). ينظر: العقيقيّ، المستشرقون، 2/460.

[144] إسرائيل ولفنسون، تاريخ اللغات الساميّة، (ط1، مصر، مطبعة الاعتماد، 1929م)، ص20.

[145] ولفنسون، تاريخ اللغات الساميّة، ص163.

[146] ولفنسون، تاريخ اللغات الساميّة، ص283- 284.

[147] ينظر إلى اشتقاق كلمة أمة في اللغة العربيّة: الفراهيديّ، كتاب العين، 8/426-428؛ الجوهريّ، الصحاح، 5/1863-1867؛ ابن منظور، لسان العرب، 12/32-34؛ الزبيديّ، تاج العروس 16/26-31. وينظر في اللغة العبريّة: مجموعة من علماء اللاهوت، دائرة المعارف الكتابية،1/417.

[148] ويبدو أنّ هناك خطأ قد وقع في الترجمات العربيّة لكلمة (أَمة) في العبريّة والآرامية، وولفنسون يترجمها بالعبريّة (أَمَه) وفي والآرامية (أَمْتَا)، خلافًا لما ورد في دائرة المعارف الإسلاميّة (أمّا) بالعبريّة (أمّيّتا) والآرامية، وولفنسون خبير في اللغات الساميّة، فقوله الاكثر ترجيحًا للقبول لأن اللغات الساميّة تتشابه في رسم الكلمات واشتقاقاتها.

[149] وقد ذكر أحمد محمد شاكر الذي علق على المقال في دائرة المعارف الإسلاميّة، بأن ما ذكره المستشرق من أنّ كلمة أمّيّ لم تظهر إلا بعد الهجرة، وأنّ الكلمة مما أطلقه اليهود على العرب، وأنّهم يريدون بـ(الأمّيّين) الوثنيّين، وبين أنّ آيات سورة الأعراف مكّيّة خلافًا لما ذكر المستشرق، ينظر: ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت)، ( أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط1، 2/645؛ ر.ﭘاريه (ر. ﭘارت)، (أمّيّ)، دائرة المعارف الإسلاميّة، (بدون اسم مترجم المقال)، ط2، 4/427. ولعلّ المستشرق قصد أنّ مصطلح (أُمة) لم يظهر إلّا بعد الهجرة في وثيقة المدينة ينظر: ابن هشام، السيرة النبويّة، 2/348؛ ابن كثير، البداية والنهاية 3/273. 

[150] سورة المائدة، الآية 18.

[151] سورة النجم، الآية 36؛ سورة الأعلى، الآيتان 18 - 19.

[152]   J. Horovitz, KoranischeUntersuchungen, P.52.

[153] دفاع عن القرآن ضد منتقديه، ص16. (وقد ذكر بدوي أن النبيّ وصف نفسه بالأمّيّ، في حين أنّ الباري هو من وصفه بهذا الوصف وقد تصرّفنا بالنصّ).

[154] القرطبيّ، الجامع لأحكام القرآن 13/353.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف