البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

December / 7 / 2014  |  1148انتقال اليمن من ضفة إلى أخرى: هل سيكون هناك معقل إيراني بالقرب من المنفذ على البحر الأحمر

جاكوس نارييه مركز القدس للشؤون العامة 7 تشرين الأول 2014
انتقال اليمن من ضفة إلى أخرى: هل سيكون هناك معقل إيراني بالقرب من المنفذ على البحر الأحمر

في الشهر المنصرم، انتقلت عاصمة اليمن صنعاء إلى ضفة أخرى. كان يُفترض ليوم 26 أيلول أن يسجل السنوية الـ52 لثورة العام 1962 التي أسقطت، بعد 8 سنوات من الحرب الأهلية الدامية، الإمام الزيدي محمد البدر. كان محمد البدر الملك الأخير للمملكة المتوكلية في اليمن والتي تأسست في العام 1918 وتُعرف على نحو واسع بـ"الإمامة".

بدلاً من ذلك، في تطور ثوري، قام الشيعة الزيديون من جماعة الحوثي ويُعرفون أيضاً بأنصار الله بالسيطرة على صنعاء. وجماعة الحوثي، من شمالي اليمن، ليسوا مدعومين من قبل الزيديين كلهم.

يمثل الزيديون فرعاً من المذهب الشيعي لكن يختلفون عن الأغلبية في الإسلام الشيعي. ففيما الأغلبية تتبع الإمام الإثنى عشر الذي يُعد الحفيد الإثنى عشر لعلي (ابن عم النبي محمد وصهره)، تقيد الزيديون بخط مختلف لخلافة الإمامة واختاروا زيد بن علي كقائد لهم بعد رحيل الإمام الرابع.

في العام 2009، أرسل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح القوات اليمنية إلى منطقة صعدة لقمع النشاط الحوثي واحتواء قوة الحركة. وشارك آلاف الجنود اليمنيين إضافة إلى الدبابات والطائرات الحربية. لكن وقفاً لإطلاق النار بوساطة قطرية لم يُطبق فشُنت عمليات عسكرية يمنية جديدة. وبحلول العام 2010، بدا أن الحكومة اليمنية سائرة في اتجاه قمع التمرد.

في السنوات الأخيرة، عانت الحكومة اليمنية من الاستياء الشعبي واسع الانتشار بعد أن أخفقت في معالجة قضية ارتفاع أسعار الوقود والعجز والفقر. وفي هذا الصيف، بعد أن رفعت الحكومة الدعم على المحروقات، ارتفعت أسعار الوقود بنسبة 90%. فأحيى عبد الملك الحوثي قوة الحركة الحوثية بضربات منظمة ومظاهرات سلمية وحتى مناوشات مسلحة من أجل زعزعة استقرار الحكومة المركزية. واعتمد الحوثي على دعم السكان ونجح في نزع الشرعية عن أي تدخل للجيش. واستطاعت قواته اقتحام العاصمة صنعاء والسيطرة عليها في 23 أيلول بدون أي معارضة كبيرة. وبالفعل، ادعت مصادر يمنية أن قيادة الجيش تآمرت مع الحوثيين وأصدرت الأوامر بالانسحاب والامتناع عن المقامة وتسليم المعسكرات للحوثيين.

وفي تحرك سريع شبيه لسيطرة الدولة الإسلامية على مدينة الموصل العراقية، سيطر الحوثيون على المنشآت الحكومية الحيوية، وأحكموا السيطرة على المطار الدولي واقتحموا منازل المسؤولين الحكوميين والعسكريين واستبدلوا أئمة المساجد المحلية التي تدفع لهم الحكومة الأجور بأئمة تابعين لهم. وعلى الرغم من أن الحوثي وقّع صفقة مع الحكومة، لا يزال آلاف الحوثيين المسلحين في العاصمة، يُقيمون الحواجز ويُسيطرون على مداخل المباني الحكومية ويقبضون على المؤسسات الحكومية وأموالها.

بالنتيجة، استقال رئيس الوزراء محمد باسندوه، ووفقاً للتقارير فإن لجان شعبية تشرف على الوزارات خصوصاً وزارة المال. وبالإكراه، وافق رئيس اليمن عبد ربو منصور هادي على تعيين الحوثي صالح الصماد كمستشاره الرئاسي الجديد. ووافقت الحكومة على تخفيض أسعار المحروقات بنسبة 25%، وتراجعت عن القرار الذي اتخذته بخصوص رفع أسعار الوقود وهو ما عارضه الحوثيون في الأصل.

 

خلفية صعود الحركة الحوثية

وُلد الزعيم الحالي للحوثيين، عبد الملك الحوثي، في العام 1982 في محافظة صعدة الشمالية. وكان الولد الأصغر بين ثمانية أخوة وترعرع في ظل والده، بدر الدين الحوثي، وهو عالم ديني مشهور في الطائفة الشيعية الزيدية التي تُعد أقلية في اليمن (يُشكل الزيديون حوالى 30% من نسبة السكان).

وأُطلقت الحركة الحوثية في الأغلب كحركة دينية يدعو خطابها فعلاً إلى السلام والتسامح في أوائل التسعينيات. وكان الحوثيون في الأصل يحملون رؤية تعليمية وثقافية متسامحة إلى حد معقول. وكمجموعة دينية تتفرع من الطائفة الزيدية للإسلام الشيعي، يُسيطر الحوثيون اليوم على محافظة صعدة في الشمال.

انقسمت الحركة إلى فئتين داخليتين: الأولى دعت إلى مزيد من الانفتاح، فيما الثانية حثت على التشبث بالإرث التقليدي للطائفة الشيعية

حملت الحركة السلاح في العام 2004 للدفاع عن نفسها حين وقعت الحرب الأولى مع الحكومة. واندلعت التوترات بين القوى الأمنية اليمنية والحوثيين حين تظاهر مناصرون للمجموعة في مساجد العاصمة، صنعاء. فاعتبر الرئيس علي عبد الله صالح حينذاك أن المظاهرات تحدياً لحكمه. وأصدر أمراً باعتقال بعض أفراد المجموعة وحث قائدهم حسين بدر الدين الحوثي على منع المتظاهرين من إزعاج المصلين.

كان حسين بدر الدين الحوثي، قائد المجموعة في العام 2004 وعضو في البرلمان، معارضاً علناً للرئيس صالح وموقفه الملموس المؤيد للأمريكان بعد 11 أيلول. واتهمت الحكومة الزعيم الحوثي بأنه يبني المراكز الدينية غير المرخصة ويحاول نشر الدين الشيعي في شمالي البلاد. وخُصصت مُكافأة بقيمة 55000 دولار مقابل القبض على حسين الحوثي ثم شُنت عملية عسكرية لقمع تمرده المزعوم في الشمال. وبعدها قُتل الحوثي في العام 2004.

بعد مقتل حسين، طُلب من عبد الملك الحوثي قيادة الحملة العسكرية ضد الحكومة. وأثبت ابن الـ23 عاماً أنه قائد ميداني قوي وبارع في التكتيك الحربي. فلمعرفته بجبال صعدة والعواصف الرملية، استطاع الحوثي وقف هجمات القوات الحكومية. وفي العام 2005، أصبح قائد الحركة، لكن استغرق الأمر لغاية اندلاع اضطراب الربيع العربي في العام 2011 حتى بدأ الحوثي بممارسة دوره كقائد.

يُشبه الحوثي في أغلب الأحيان بقائد حزب الله وصاحب الكاريزما، حسن نصر الله. ويجمع الحوثي حوله مجموعة كبيرة من الشباب والرجال الثوريين الذين يرونه شخصية دينية وسياسية. في الوقت نفسه، هو يناصر الشكاوى الاجتماعية والطائفية الناتجة عن التمييز. والمظلة الأساسية للأقلية الزيدية الشيعية هي اقتناع الحوثيين بأن الهوية الدينية الزيدية تتعرض للتهديد جراء تمدد السلفية في اليمن. وفي السنوات العشر الأخيرة، أصبح الحوثيون أكثر تطرفاً، وربما نتيجة للوقت الذي قضاه الزعيم الحوثي الراحل حسين في قم في منتصف التسعينيات. فبعد عودته إلى اليمن، قاد نشاطاته بمستوى أكثر عدائية.

 

البعد الدولي للصراع في اليمن

الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يعتبر نفسه زيدياً، شن ست حروب ضد الحوثيين منذ العام 2004 مما أدى إلى انعكاسات كارثية على السكان الزيديين في شمالي اليمن، وخصوصاً في معقل الحوثيين في صعدة. وهذا أدى إلى زيادة في دعم الحوثيين حتى من قبل بعض اليمنيين السنة. كما أن صالح تعاون مع السلفيين والجهاديين السابقين الذين يحقدون على المذهب الشيعي، ما سمح بنمو جيوب التطرف وهو لم يتصد جدياً لصعود القاعدة في اليمن.

أما الحوثيون فقد جمعوا الزخم كقوة قتالية وكحركة سياسية على حد سواء في السنوات الثلاث الماضية. واستفادوا من الفراغ الأمني الذي أنتجته الاضطرابات في البلاد عام 2011 في سياق الربيع العربي واستغلوا الجمود السياسي الذي أعقبه. ولكن، في مسار مواجهتهم مع النظام، تراكم الأعداء ضد الحوثيين في اليمن، خصوصاً بين القوى السلفية/الإسلامية السنية والجيش والعشائر اليمنية.

والخصم السياسي للحوثيين، حزب الإصلاح، يتهم الحوثيين بأنهم أتباع لإيران وأنهم يحاولون إرجاع الإمامة الزيدية التي حكمت اليمن لغاية العام 1962. ويتهم حزب الإصلاح مراراً وتكراراً الحركة بأنها تقف وراء الاضطراب في عمران والمناطق الأخرى كجزء من خطة السيطرة على العاصمة صنعاء.

منذ تشرين الأول 2013، هذه العداوة المتنامية بين الزيديين والسنة ظهرت عبر حرب محدودة، ما أدت إلى اندلاع صراع مسلح بين الحوثيين والسلفيين في دماج، بلدة يمنية في منطقة صعدة فيها مدرسة سلفية مهمة. وانتشر القتال في كافة المناطق في الشمال وانجرت إليه العشائر والعائلات البارزة وأعضاء حزب الإصلاح، بالإضافة إلى القوات الحكومية. والسيطرة الحوثية على العاصمة اليوم والاستيلاء على المؤسسات السلفية الأساسية من قبل الحوثيين، إضافة إلى السيطرة على مقرات حزب الإصلاح وجامعة الإمام التي تُعد معقلاً لرجل الدين السلفي المتشدد عبد المجيد الزنداني ومقر الفرقة المدرعة الأولى بقيادة اللواء علي محسن الأحمر وتفجير منازل القادة البارزين، كلها إشارات واضحة على من يُسيطر على المعركة في العاصمة.

إن صعود الحوثيين يُعد نقطة تحول في تاريخ اليمن والقضية بالتأكيد لا ترتبط فقط بالشأن اليمني. وفعلاً، الحدث هو من النوع الذي يهم المجتمع الدولي لأن أهميته تتعدى مستقبل اليمن. فمع وجود القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل اليمن ونمو الحركة الانفصالية الجنوبية وإعادة توزيع السلطة، كلها قضايا لها انعكاسات دولية. ومع مزيد من إضعاف الدولة، التي لديها فقط سيطرة محدودة خارج العاصمة، من شأنه إفساح المجال أمام القاعدة في شبه الجزيرة العربية لضم مزيد من المناطق في البلاد.

كما أن للحرب الباردة بين السعودية وإيران وحلفائها وإعادة توزيع السلطة بين السنة والشيعة في البلاد انعكاسات إقليمية، على الرغم من أن تاريخ اليمن يخلو من الاقتتال الطائفي الذي يمزق حالياً سوريا والعراق إلى أشلاء.

 

اليمن والبحر الأحمر

للصراع اليمني بُعد إستراتيجي مهم أيضاً. ففيما انصب الاهتمام الدولي في السنوات القليلة الماضية على التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، الذي يربط الخليج الفارسي بالمحيط الهندي، لم ينصب الاهتمام العام في المجتمع الدولي على مضيق باب المندب جنوبي اليمن، والذي يُعد منفذ البحر الأحمر على المحيط الهندي. وإيران تبذل كل ما بوسعها لسنوات من أجل أن يكون لها حضور في منطقة البحر الأحمر. واليمن تحت سيطرة الحوثيين قد يشكل معقلاً إيرانياً واسع النطاق في المستقبل ويهدد حرية الحركة ضمن طرق بحرية حيوية بين أوروبا والشرق الأقصى.

ويُحذر وزراء الداخلية في مجلس التعاون الخليجي من أن المنظمة لن تقف مكتوفة الأيدي وتراقب الأحداث في اليمن. وقد أكدوا في السابق على أن أمن جمهورية اليمن هو جزء من أمن مجلس التعاون الخليجي، لكن بعيداً عن خيار الذهاب إلى الحرب يبقى الخيار الوحيد أمام المجلس مساعدة ودعم القوات المعادية للحوثيين. ولكن، البلدان الخليجية التي تريد مساعدة اليمن هي عاجزة نسبياً. فهي لا تحظى بتواجد على الأرض وليس لها أي وكيل في خدمتها. وهي لا تستطيع شن حرب على الحوثيين، شبيهة بتلك التي شنتها على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

إن وضع مجلس التعاون الخليجي في اليمن صعب على وجه التحديد لأنه لعقود اعتمد على الدوام على المساعدة السياسية والاقتصادية وحدها من أجل أن يكون له نفوذ هناك. والدول الخليجية اختارت الاستماع إلى المطالب الشعبية وأقنعت الرئيس علي عبد الله صالح حينذاك بالتنحي بعد اضطرابات العام 2011، بعد حكم جائر استمر 33 عاماً. وهي نجحت في منع وقوع الفوضى السياسية وعمليات القتل المتبادل من قبل الأحزاب المختلفة، وهي دعمت مشروع تشكيل حكومة انتقالية لغاية أن يصبح بمقدور الشعب اليمني اختيار قادته.

لكن مع سيطرة الحوثيين، أصبحت خيارات مجلس التعاون الخليجي محدودة. فالتدخل العسكري المباشر ليس مطروحاً والخيارات الأخرى محدودة. ويبقى الحل السياسي هو الخيار الأفضل عبر تجميع القوى اليمنية المختلفة مع بعضها البعض وتوحيدها في وجه الحوثيين والقاعدة من خلال اعتماد مشروع سياسي يقضي باستبعاد المتمردين وأنصارهم ومعاقبتهم اقتصادياً. أما الخيار الثاني الذي يمكن أن يكون مُتمماً للأول فهو من خلال دعم الجيش اليمني عبر إعادة بنائه وتسليحه والسماح له بإعادة السيطرة على المدن التي وقعت بقبضة الحوثيين.

لقد تلقى المجتمع الدولي الأنباء عن الانقلاب الأخير في اليمن بنوع من اللا مبالاة. فباستثناء بعض الصحافة التي تصدر في البلدان الغربية وتنذر بخطورة الوضع على الأرض، قوبلت السيطرة على صنعاء بهدوء فاتر. فالولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤهما مشغولون كثيراً بمحاربة الحركات الجهادية في العراق وسوريا، فيما أوكرانيا ووباء إيبولا يجذبان الانتباه العالمي.

ولكن على الأرض، يبدو أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي المجموعة الوحيدة القلقة جدياً من تمدد الحوثيين. وفي 28 أيلول، استهدف انتحاري مجموعة من الحوثيين بالقرب من مستشفى في مأرب، ما أدى إلى قتل 15 شخصاً وجرح ما لا يقل عن 50 آخرين. وقبله بأسبوع، استهدف انتحاري منزل أحد القياديين الحوثيين في صعدة. وادعت القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤوليتها عن كلا الهجومين.

 

السيناريوهات المختلفة لليمن

في تحليل للسيناريوهات أمام مستقبل اليمن، اقترح عبد الباري عطوان، محرر صحيفة الرأي اليوم الصادرة بالانكليزية والعربية، أربعة خيارات:

      - سيطرة الحوثيين على السلطة وإعادة الحكم الإمامي، تماماً كما كان عليه الحال قبل ثورة العام 1962.

      - انتهاء المطاف باليمن مع حكم ديني على غرار الموجود في إيران: يكون فيه عبد الملك الحوثي مرشداً أعلى كما هو علي الخامنائي في إيران. وهذا السيناريو يعكس الارتباط القوي المزعوم بين إيران والحوثيين. فقد اتُهم الإيرانيون بأنهم يُقدمون الأسلحة والأموال وحتى يُدربون الحوثيين.

      - تحوّل الرئيس الفعلي عبد ربو منصور هادي إلى رئيس دمية بيد الحوثيين، فيُحافظ على منصبه الرسمي لكن يتلقى الأوامر من الحوثيين الذين يُصبحون صناع القرار الفعليين.

      - انتشار الفوضى وتفكك الدولة. الحوثيون لا مصلحة لهم في حكم الجنوب وسط حركة انفصالة متنامية، لذا سيضمن الحوثيون وفقاً لهذا السيناريو استقلال الجنوب والتركيز على الشمال والمنطقة التي تحد شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر. ومن بين السيناريوهات الأربعة، الأخير هو الأكثر احتمالاً.

بالفعل، رغم أن اليمن لا تاريخ طائفي له كغيره من البلدان العربية في المنطقة، قد يلحق بمسار البلدان الأخرى التي اجتاحها الربيع العربي مثل سوريا والعراق وليبيا. والصراع الحالي في اليمن هو تعبير آخر عن الصراعات الطائفية الأوسع التي تدمر مؤخراً الدول المتنوعة في الشرق الأوسط وقد يُنذر بصعود كيانات سياسية جديدة بالاستناد على الإسلام السياسي وفي بعض الحالات وفقاً لخطوط عرقية وطائفية.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف