البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

November / 24 / 2014  |  1104الشيخ النمر وقرار اعدامه، زئير الكلمة وازيز الرصاص

حيدر الكعبي المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية 10 تشرين الأول 2014
الشيخ النمر وقرار اعدامه، زئير الكلمة وازيز الرصاص

لم يمنع الغليان الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط بسبب نشاط الحركات المتطرفة فيها من ان تخفي الضجة الشعبية التي احدثها قرار المحكمة الجزائية السعودية القاضي باعدام الشيخ السعودي المعارض نمر باقر النمر، اثر سلسة من الاعتقالات والمضايقات كان آخرها اعتقاله العنيف الذي قامت به قوات الامن السعودية بتاريخ 8/7/2012.

إذ يعرف الشيخ النمر بانه احد ابرز قادة الحراك الشعبي الشيعي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، إذ لم يرضخ للضغوط الكثيرة التي مارستها الحكومة السعودية من اجل ان تثنيه عن منهجه هذا، مستغلا خطب الجمعة واللقاءات الخاصة والمناسبات الدينية والرسائل المكتوبة منهجا للتحريض على المعارضة السلمية غير المسلحة، حتى عرفت عنه مقولته الشهيرة (زئير الكلمة اقوى في مواجهة أزيز الرصاص).

من هو الشيخ النمر؟

وفقا لموقعه الرسمي على الشبكة الالكترونية، ولد الشيخ نمر باقر النمر في بلدة العوّامية بمحافظة القطيف عام 1959م، أتمّ تعليمه النظامي في بلدته، وتخرج من الثانوية، ثم هاجر لدراسة العلوم الدينية في حوزة الإمام القائم(عليه السلام) في طهران ثم في سوريا حيث انتقل مقر الحوزة، وتولى إدارتها في كلا المنطقتين لسنوات.

أتمّ دراسة الأصول والفقه وعلم الأصول، وحضر دروس وأبحاث البحث الخارج على أيدي بعض مراجع الدين ونال رتبة (الاجتهاد)، ولم ينقطع عن ممارسة نشاطاته التربوية والثقافية والاجتماعية.

يوصف الشيخ النمر بالأب الروحي للحراك السعودي، فقد عمل من على منبره على بث الوعي السياسي مبيناً وموضحاً مطالب الشارع وما تعانيه الناس، وطالب بإطلاق سراح المعتقلين في السجون السعودية، وعمل على ترسيخ أهمية سلمية الاحتجاج، محذراً وفي كثير من المواقف من الإنجرار لاستخدام السلاح وإعانة السلطة الراغبة في عسكرة المطالب لتبرير قمعها داخلياً وخارجياً.

رسالة توثق مطالب النمر:

في سياق مشروعه السياسي المتدرج، بعث الشيخ نمر النمر برسالة مؤرخة في 18/07/2007 الى الحاكم الإداري للمنطقة الشرقية في السعودية، تضمنت خمسا وعشرين مطلبا، تسبقها مقدمة بين فيها انه سيعلن عن مطالبه من دون تقية لأن التقية حسب ما اكد في رسالته - موردها دفع الضرر البالغ والخوف من وقوع الجور والظلم والاضطهاد معربا انه لا يتوقع حدوث شيء من ذلك عليه.

وقد نشر الموقع الرسمي للشيخ النمر نص المطالب تحت عنوان (عريضة العزة والكرامة) بتاريخ 28/6/2013 نورد منها نص المطالب التي وجهها للحكومة:

((1- التدوين والإقرار دستورياً للمذهب الشيعي والاعتراف به، والإعلان عنه رسمياً، والاحترام والإنصاف له عملياً في جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها.

2- يحق لأي إنسان مسلمٍ وغيره أن يعتنق المذهب الذي يرتئيه، فلكلٍّ الحق في اختيار مذهب أهل البيت مذهباً له يعتقد بأصوله وفروعه ويتعبّد بها، ولا يحق لأحد إكراهه على تمذهبه أو إجباره على تركه أو ترهيبه لذلك أو منعه من ممارسة شعائره أو مضايقته.

3- إلغاء كافة القوانين والنظم والتعميمات والإجراءات التي تتعدى أو تنتهك أو تُقصي المذهب الشيعي أو أتباعه.

4- استبدال جميع مناهج الدين في المدارس والجامعات بأحد الخيارات التالية:

أ. وضع منهج دين موحّد يُقتصر فيه على المشتركات بين المذاهب ولا تدوّن فيه أي مسألة خلافية بين المذاهب، وهذا أنسب الخيارات وسيرضي الجميع ما عدى أصحاب العقلية الاقصائية والإلغاء بقوة السلطة أو السلاح، والعجز عن مقارعة الدليل بالدليل والبرهان بالبرهان.

ب. وضع مناهج لكل مذهب، والمتعلم هو الذي يختار المنهج إن كان بالغاً أو وليه إن لم يبلغ.

ج. وضع المناهج حسب الغالبية السكانية، وهذا يعني تدريس المنهج الشيعي في القطيف وما شابهها.

د. وضع المناهج حسب الغالبية من طلبة المدرسة وهذا يعني تدريس المنهج الشيعي في أغلب مدارس القطيف وما شابهها.

5- بناء أضرحة أئمة البقيع عليهم السلام في المدينة المنورة بما يتناسب ومقامهم السامي، لتكون مزارات ومشاهد مشرفة كما هي بقية المزارات والمشاهد للأئمة عليهم السلام في إيران والعراق، بل يجب على الدولة التكفل بجميع تكاليف التشييد والبناء، جبراً لما مضى منها خطئاً وخطيئةً حينما انساقت وانجرت لضغوط شرذمة من أتباع مذهب واحد وسمحت لها بهدم القبب الطاهرة الذي أحدث جرحاً نازفاً في قلب كل المحبين لأهل البيت عليهم السلام فضلا عن الشيعة الموالين لهم، لا يندمل مهما تطاولت الأيام والسنين والدهور إلا بإعادة تشييده وبنائه أحسن مما كان، وهذه الشرذمة لا تمثل عقيدة هذا المذهب فضلاً عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى التي تختلف معها الرأي والموقف والسلوك، ولا أدل على ذلك من موقف هذه المذاهب من هذه الشرذمة وممانعتها هدم قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

6- الإجازة لبناء الحوزات والكليات والمعاهد الدينية التي تُدرس العلوم والمعارف الإسلامية المستوحاة من القرآن وروايات الرسول وأهل بيته عليهم السلام، كما هو الحال في العراق وإيران وسوريا ولبنان وغيرها من دول العالم الإسلامي.

7- الاستقلال الكامل للمحاكم الجعفرية عن المحاكم الشرعية الكبرى، ومنعها عن التدخل في أي شأن من شؤون القضاء الشيعي، وتوسيع صلاحية القضاة الشيعة في محاكمهم بقدر ما يتطلبه المنصب القضائي للحكم والفصل بين الناس، ومتطلباتهم وشؤونهم الشرعية.

8- السماح بتشكيل مجلس للعلماء الشيعة تحت مسمى (مجلس فقهاء أهل البيت) يدخل في عضويته فقط كل من بلغ درجة الفقاهة (الاجتهاد) ومهمته توجيه وترشيد وتطوير كل الخصوصيات والشؤون الشيعية ويسعى لتلبية حاجياتهم الشرعية، ولا بد أن يكون مستقلاً وبعيداً عن التدخلات الخارجية أو الداخلية.

9- الإجازة لبناء المساجد والحسينيات والمراكز والمؤسسات الدينية، وإزالة كل الموانع والعقبات التي تمنع أو تعطل أو تعيق أو تؤخر أو تعقد مسائل البناء.

10- السماح للناس بممارسة جميع شعائرهم الدينية.

11- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم لبيان الأمور الدينية في الإعلام الرسمي بجميع أنواعه.

12- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في إمامة الصلاة في المسجد المكي والمسجد النبوي.

13- فسح المجال للكتاب الشيعي بالدخول من الخارج والطباعة في الداخل.

14- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في المؤسسات التي تشرف عليها الدولة مثل رابطة العالم الإسلامي و كذا أخواتها الأخرى.

15- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في ارتقاء المناصب العليا في الدولة مثل الوزراء وعضوية مجلس الشورى والسلك الدبلوماسي.

16- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في إدارة تعليم البنات بدء بمديرة مدرسة فما فوق.

17- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في إدارة وارتقاء المناصب العليا في شركة أرامكو وغيرها من الشركات العائدة للدولة.

18- إعطاء الشيعة حصة منصفة تتناسب ونسبتهم وكفاءتهم في فرص العمل وإدارته في جميع أجهزة الدولة ومرافقها ومؤسساتها.

19- بناء مدينة جامعية في القطيف شاملة لكل التخصصات المهمة والضرورية التي يحتاج إليها الناس وسوق العمل، وتستوعب جميع الخريجين والخريجات من المرحلة الثانوية حتى الذين تجاوز بهم العمر أو زمن التخرج.

20- إعادة جميع الموظفين والعمال الذين فصلوا من أعمالهم بسبب الاعتقال في عام 1400هـ وما بعده، واسترداد حقوقهم وتعويضهم معنوياً ومادياً جبراً لما مضى وتحسينا لما سيأتي ولتمكينهم من بناء حياة كريمة.

21- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وبالخصوص الذين طال عليهم الأمد في غياهب السجون، فإنهم وأولادهم وزوجاتهم وآباءهم وأمهاتهم وجميع أهاليهم والمجتمع ينتظرون اليوم الذي يفك قيد السجان من معصمهم ويلتئم شملهم ويعودون لممارسة حياتهم الطبيعية الكريمة.

22- حل مشكلة البطالة الوهمية وتوظيف جميع الخريجين من الثانوية فضلاً عن الجامعة برواتب مجزية تمكن صاحبها من العيش الكريم بدء من الزواج وبناء أسرة فاضلة وبناء بيت سكني ختاماً بالوفرة والرفاه المادي، وتحديد أقصى ساعات العمل وأدنى الأجور لكل مستوى علمي ومهني وعملي حتى لا يَستغل أربابُ العملِ الناسَ التي تسعى لتوفير لقمة العيش الحلال ولو بشق الأنفس.

23- فرز الأمور والقضايا عن بعضها وعدم التعامل معها بشكل أمني دائماً فهناك الكثير من القضايا لا ربط لها بالجانب الأمني، ولكن عندما تسيّس ويتعامل معها من منطلق أمني تفرز مشاكل وأزمات ما كانت تحدث لو لم يتعامل معها أمنيّاً.

24- أن تقف الدولة على مسافة واحدة من جميع فئات المجتمع ومذاهبه وأن لا تنحاز لفئة من مذهب واحد وتستعدي بقية الفئات والمذاهب إرضاء لهذه الفئة على حساب الفئات والمذاهب الأخرى، وبالتالي تحجم نفسها في عنق زجاجتها الضيقة.

25- إيجاد مؤسسة أهلية وحكومية لسماع مظالم الناس وشكاويهم التي تقع عليهم من قبل المسئولين أو الموظفين في أجهزة الدولة، والسعي الحثيث لإنصاف المظلوم، ومجازاة المعتدي، ويُفضّل أن يكون موقعها في الأمارة وتعيِّن الدولة بعض أعضائها الذين تثق بهم وتعتمد أقوالهم ويختار خيار الناس خياراً منهم بعدد ما تعينهم الدولة ويتفرع عن هذه المؤسسة لجنة في كل بلدة أعضاؤها من خيار الناس، فالناس الذين وقع عليهم الظلم يتوجهون إلى اللجنة في بلدتهم واللجنة تتوجه للمؤسسة في الأمارة والمؤسسة تتوجه إلى الجهة المعنية بكل شكوى تصل إليها)).

النمر يصعّد نشاطه المعارض:

نشرت الجمعية الأوربية السعودية لحقوق الإنسان تقريرا مفصلا بتاريخ 9/12/2012 أوردت فيه ملامح من النشاط الحقوقي والسياسي المعارض للشيخ النمر، الأمر الذي يؤكد على المنهج المعارض الممنهج الذي يسير عليه، وقد جاء في نص التقرير ما يأتي:

((على الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة السعودية على حرية التعبير، والتي تتمثل في: الاعتقال السياسي والتعذيب... توقيع التعهدات... المنع من السفر... الحرمان من الخدمات الحكومية... الاستدعاءات المتكررة... الاتصالات المتكررة من دوائر المباحث والشرطة للناشطين بهدف الترهيب والحدّ من النشاط...إيكال وسطاء لإيصال رسائل تحذير أو تهديد.

إلا أنّ النمر استمرّ في التعبير عن رأيه في الحكومة السعودية في مناسبات مختلفة، في مواضيع تتعلق بسياساتها الداخلية والخارجية، واتخذت مساعيه الإصلاحية خطوة انتقالية حينما أعلن صراحة في 18 / 01 / 2008، تشكيل (جبهة المعارضة الرشيدة)، قائلاً في خطاب جماهيري مانصه: (أدعو لتشكيل جبهة المعارضة الرشيدة، معارضة النفاق والتردي الاجتماعي، معارضة الكهنوت والاستغلال الديني، معارضة الظلم والاستبداد السياسي، معارضة الاستكبار والجور الدولي. لابد أن نعارض؛ لأنّ هذا فساد، هذا ظلم، هذا جور، هذا منكر، لابد أن نعارضه) ؛ لتقوم الحكومة السعودية بعد ذلك بخطوات تهدف منها احتواء تصاعد مستوى خطاب النمر السياسي، حيث قامت في 27 / 01 / 2008، أي بعد تسعة أيام من الخطاب،بزيارة مفاجئة للشيخ نمر في منزله من قِبل محافظ القطيف الإداري، فُسِرَت من قبل المراقبين أنّها تهدف لاحتواء مواقفه المعارضة.

وفي سياق النقد والدعوة للإصلاح، لوحظ على سلوك النمر السياسي، اتخاذه أسلوب التدرّج في مطالباته السياسية، فقد جاء إعلانه عن (جبهة المعارضة الرشيدة)، بعد ستة أشهر من تقديمه رسالة للحاكم المحلي للمنطقة الشرقية،عُرفت فيما بعد بـ (عريضة العزة والكرامة) ، تضمنت عدة نصائح لدعم الأمن والاستقرار السياسي، ومطالبات بالعدالة والقسط والحرية في مجالات مختلفة، وتفاصيل المطالب في السياسة والفكر والتعليم والتشريع وغير ذلك. لكن - ونظراً لما تفعله الحكومة السعودية مع مثل هذه المطالبات من تجاهل - ، اضطر النمر لتصعيد حراكه السياسي عبر إعلانه جبهة المعارضة الرشيدة)). ومن خلال القاء نظرة فاحصة للكلمات التي اطلقها الشيخ النمر في خطبه ورسائله ان تتبلور صورة واضحة عن منهجه المعارض وآرائه السياسية تجاه الوضع المحلي والاقليمي، وبخاصة فيما يتعلق بالطائفة الشيعية في السعودية بخاصة وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل عام، ونحن ننقل للقارئ الكريم طائفة مختارة من هذه الكلمات نشرها موقع الشيخ النمر بتاريخ 19/1/2014 :

- إن كانوا يظنون أنهم بمحاكماتهم لسجنائنا سنة وشيعة أنهم سيخيفوننا أو أننا سنقف عن مجاهدة الطغاة فهم واهمون، واهم من يظن أننا سنتوقف خوفاً من القتل والاعتقال والتعذيب، بل سنواصل الطريق حتى النصر.

- سأعَبِّد الطريق لغيري من المخلصين لكي يرتقوا زمام قيادة المؤمنين فأرجوا منكم أن تشاركوني في تعبيد الطريق بتخلية القيادة لأهلها المخلصين الذين عجنت كلماتهم وأفعالهم بالتقوى؛ ولا يأخذ منكم الغرور رشدكم، ولا تأخذكم العزة بالإثم فتضيعوا هداكم، وتواضعوا للحق وأهله، وسلموا القيادة لأهلها المخلصين.

- سلاح الكلمة أقوى من سلاح الرصاص، ونحن بين خيارات: إما أن نقاوم أزيز الرصاص بأزيز الرصاص وبالتالي سنغلب.. والخيار الآخر أن السلطة تواجهنا بزئير الكلمة؛ وهي أضعف منا في ذلك، ولا يمكن أن تتحمل زئير كلمتنا، ولو واجهتنا بزئير الكلمة سننتصر.

- المنهج العام في حراكنا في مقارعة الظلم والسلطات الظالمة، ومنهجنا يعتمد على زئير الكمة ومنهج السلطات يعتمد على أزيز الرصاص وعلى الترهيب والتنكيل والقتل والسجن؛ وما إلى ذلك من مفردات تصب في ذات المعنى.

- سلاحنا هو زئير الكلمة، ومستعدون أن ندفع أكبر ضريبة من أجل الثبات على هذا السلاح "زئير الكلمة" مهما كانت التضحيات الثمرة الأخيرة لنا الانتصار لنا الغلبة لنا لأننا بزئير الكلمة ستتغلب القيم.

- نحن لنا حقوق ولن نتنازل عن السعي لتحصيلها، ولكن المنهج العام والأساسي لتحصيل تلك الحقوق هو زئير الكلمة.

- نحن بحاجة إلى أن نجذر زئير الكلمة، ونبعد أزيز الرصاص، أزيز الرصاص تستخدمه السلطة؛ يستخدمه الضعيف، نحن نستخدم زئير الكلمة وسنبقى عليه.

- أنا أوصي الشباب أن يحافظوا على ثباتهم النفسي، وعدم انفعالهم، وهذا الحماس يوجهونه بالكلمة، ولا ينفعل أحداً ويتفاعل مع أزيز الرصاص، لأن هذا يضرنا أكثر مما ينفعنا، والسبب السلطة وليس سبب من يستعملها.

- كلمة الحق محفوظة ولا نتنازل عنها لكن لا نجعلها مطية يستخدمها الظالم لقمع المظلوم، يعني لا يجوز لنا أن نجعل ظهور المظلومين مكشوفة، ونكشف الغطاء عن ظهور أولئك المظلومين وإن اخطئوا، بتعبير الإمام سلام الله عليه يقول: (لا تقُل في المذنبين من أهل دعوتكم إلاّ خيراً) لآن الآخرين من الملل الأخرى تستفيد منه لضربك ولطعنك، لذلك لا تفتح مجال.

- الذي يريد أن يطالب بحقه... لا يلوم الآخرين حينما لا يقفون معه بوسيلته، أي الذي يريد يخرج مظاهرة إذا لم يخرج الآخرين مظاهرة ليس من حقه أن يتكلم عليهم، لا يتكلم لا على مناطق أخرى ولا على أناس آخرين؛ أنت ترى وسيلة المظاهرة، غيرك لا يراها؛ ليس واجباً، أنت تراها غيرك لا يراها واجب، فليس لك حق أساساً لآن تلزم الآخر وتريد تعتدي على حقه وتصادر حقه حينما تلزمه بطريقتك.

- أنتم أيها الأحرار من كل الفئات والطوائف والجماعات والتجمعات لكم حقوق مشروعة دينياً وإنسانياً؛ وقد آن الأوان لرفع سقف مطالبكم بها؛ ولكن المطالبة بالحقوق العامة العليا هي التي ستحقق حقوقكم العامة الكبرى فضلاً عن حقوقكم الخاصة الصغرى.

- البحرين هي بوابة التغيير الحقيقي الشامل والإصلاح الجذري لكل دول الخليج.

- نحن والبحرين شعب واحد ولا يمكن لأحد أن يفصل بين هذين الشعبين رغم آل خليفة وآل سعود ورغم كل طاغي

- ثورة البحرين ثورة قائمة على العدل فلا تظلم، ثورة قائمة على العقل لا الانفعال، ثورة قائمة على الذات لا على القوى الخارجية.

- دماؤنا ليست بأغلى من دماء شعب البحرين، وإن أعراضنا ليست بأشرف من أعراضه، بل إن دماءهم ودماءنا وأعراضهم وأعراضنا سواء.

- شعب البحرين هم شهداء على الناس: بصمودهم وبمدافعتهم ومقاومتهم ولابد أن يردعون الطاغي لأن هذا الطاغي لا يصلح معه السلم.

- موقفنا هو دعم كل الشعوب المستضعفة في سوريا وليبيا واليمن والبحرين، وكل شعوب العالم، وأن القيم لا تتجزأ ولا تحد بالحدود.

- حكم الوراثة هو المأساة؛ نتائجه أن ملكاً فاقداً للقدرة العقلية يَحكمك رغماً عنك! ومن يرثه واحد مثله! أين هذا في الإسلام والشريعة؟!

- أبعث رسالة تطمين لكل مَنْ يتكالب على ارتقاء صهوة الزعامة بغياً وعدواناً ويتقاسم كعكتها ذلاً ومهاناً؛ بأنني أسعى وأتنافس على الأمارة لكي أكون أميراً ولكن على غير إمارتكم الوهمية وإنما أميراً في الجنة بشهادتي دفاعاً عن قيم السماء والكرامة.

- ليكن ترككم للزعامة وفتح الطريق لأهلها تكفيراً لما مضى منكم من تنافس وصراع وحروب وفتن وتسقيطات وصعود على حرق أبناء المجتمع باسم الدين والطائفة والمصلحة العامة كذباً وزوراً؛ والله يعلم وأنتم تعلمون أنكم ما حركتم ساكناً إلا من أجل زعامة وهمية تكالبتم عليها؛ ولم تتذوقوا إلا مرارتها، فهل أنتم مستجيبون أم نيام في غفلة سامدون؟

- ثلاثون ألف رأي معتقل من السنة في سجون آل سعود.

- الذي نقوله للإنسان السني "فكر" ممن أسس الطغيان والجور على هذه الأمة.. معاوية وبني أمية ومروان من بعده طريد الرسول ... ولكني كأني أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم، ويستطعمونهم بما جعل الله لهم فيه لهم فلا يسقون ولا يطعمون لا يُعطي فقط فتات الفتات.

- لا يوجد نظرية هيبة الدولة؛ هذه فكرة جاهلية، الهيبة للقيم، وهي التي تعطيني الأمن؛ فإذا كانت هنالك قيم حاكمة فأنا أعيش بأمنٍ.. لا أتمكن أن أعبر عن رأيي وأتهم ومصيري الإعدام أو 30 سنة سجن)).

السعودية تهاجم والنمر يرد:

اثر نشاطه المتواصل جابهت السلطة السعودية الشيخ النمر بمضايقات واعتقالات متكررة، وقد نشرت الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) نبذة مختصرة من ذلك جاء فيها:

((مر (الشيخ النمر) بعدة مضايقات من قبل رجال الأمن بالدولة لمدد متفاوته، يناوب فيها رجال الأمن من مراقبة سكن الشيخ على مدار الساعة، والتعرض له عن طريق الاستدعاءات المتكررة وبدون إذن مكتوب، ولكنه لم يتجاوب معها.

وفي عام 1424 هـ اعتقل بعد أقامة صلاة الجمعة في (ساحة كربلاء)، واستمرارها لعدة أسابيع، وقد طلبوا منه - بالإضافة إلى ترك إقامة صلاة الجمعة والبرامج المختلفة- إزالة بناء المبني في ساحة كربلاء ليطلق صراحه.

وفي عام 1425 هـ اُستدعي من قبل السلطات من أجل إلغاء مهرجان البقيع "البقيع، حدث مغيب" وقد طوقوا منزله بسيارات رجال المباحث بمرافقة رجال الأمن، وقد رفض مصاحبتهم مفضلاً أن يأتي بسيارته، وقد قاموا بالضغط على لكي يلغيه.

وفي عام 1426 هـ أُستدعي أيضاً من أجل إلغاء مهرجان البقيع (البقيع الخطوة الأولى لبنائه)، وقد استمر بقاءه في المعتقل من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وقد أخذ منهم وعوداً بأن يعطى حقه في المطالبة بالبناء وغيرها من المطالبات.

وفي عام 1427 هـ اعتقل وهو عائداً من البحرين ، واقتيد من على جسر الملك فهد إلى المعتقل، وذلك بسبب التقارير المكذوبة، وقد أهين في المعتقل جسدياً ومعنوياً بسبب جملة من المطالبات في إطار حقوق الطائفة الشيعية منها تدريس المذهب الشيعي في المدارس، وبناء البقيع، والمحاضرات التي يلقيها، وقد استمر اعتقاله قرابة الأسبوع، وبطول الاعتقال خرجت مظاهرة في مدينة العوامية عجلت بخروجه.

وفي عام 1429هـ استدعي إلى محافظة القطيف، لما لم يتجاوب معهم رحل إلى أمارة الدمام ومنها إلى المعتقل وأُجبر على أثرها على التوقيع بعدم إلقاء الخطب - وبالذات الجمعة- والدروس، فرفض الشيخ ذلك، مما أدى لسجن الشيخ سجناً انفرادياً بقرار من وزير الداخلية، أو يتوقف عن إلقاء الخطب حتى مدة مؤقتة لم يحدد مقدارها، فسجن (سجناً على الرأي السياسي) ولم يستمر الاعتقال أكثر من يوماً وليلة)).

واثر المضايقات والاتهامات التي اوكلت اليه في المناسبات المذكورة وغيرها، حرر الشيخ النمر رسالة مطولة بتاريخ في 6/9/2008 نشرها الموقع الرسمي للشيخ النمر نورد مقتطفات منها:

(( وُجِّهتْ لي مجموعة من التُّهم وعلى أساسها مُنعتُ من الخطابة والتدريس مع العلم أنه لا يحق ولا يجوز للحكومة ولا لغيرها أن تصادر رأيي ولا رأي غيري ولا منعي ولا منع غيري من الخطاب والتدريس لأن حرية الرأي خطاباً ودرساً و... حق كَفَلَتْهُ الشريعة لكل الناس. ومصادرته يعتبر جُرْم وتعدٍّ على حقوق العباد وظُلْمٌ لهم؛ ويدل على ضعف ووهن الحكومة لا قوتها. ولكن مع ذلك سوف أناقش في هذه الوريقات هذه التُّهم وأبيِّن وجهة نظري فيها:

أولاً: تهمة التحريض على مظاهرات فلسطين ويرد عليها:

1/ أن المظاهرات من أجل استرداد الحقوق أو من أجل أي حقٍ عملٌ مشروع في الشريعة الإسلامية؛ بل الشريعة هي التي شيَّدت وأسَّست لذلك حينما أمرت بالتظاهر اليومي والمتعدد عبر صلاة الجماعة وبمظاهرة أسبوعية أكبر منها من خلال صلاة الجمعة وأكبر منها مظاهرة صلاة العيد وأكبر من ذلك كله المظاهرة السنوية الكبرى مظاهرة الحج. وهي من فعل الخيرات والعمل الصالح... ومع ذلك كله لم أحرض على التظاهر لمناصرة فلسطين ولم أؤيدها بل كنت مخالفا لها لا لإشكال فيها بل لأن الإشكال في البواعث والأهداف من المظاهرة والتصرف والرد الخاطئ.

اسألوا من لفَّق التُّهمة بي عن مصدر تهمته لي هل رآني في المظاهرات من قريب أو بعيد أم سمع خطاب أو كلمة صدرت مني تدعو للمظاهرات أم سمع أم اعترف أحد علي بأنني شجعته أو دفعته للخروج في المظاهرات.

ثانياً: إقامة منبر في عاشوراء في ساحة كربلاء خلاف المعتاد ومن دون ترخيص في عام 1424هـ. ويرد عليها:

1/ لم يكن إقامة المنبر خلاف المعتاد لأن ساحة كربلاء كانت الموقع الرئيسي لإحياء شعائر الحسين بجميع أصنافها بدءً من الخطابة ومروراً بمواكب العزاء وختاماً بالتمثيل الملحمي لواقعة عاشوراء؛ وما سميت المنطقة بكربلاء إلا بسبب المشاهد الكربلائية - من الخطابة والعزاء والتمثيل - التي تقام عليها...

أما عدم الترخيص؛ فمتى أعطتنا الحكومة ترخيص لممارسة الشعائر الحسينية وهي التي تراها بسلطتها الدينية أنها شرك وبدعة... إن إقامة منبر للحسين عليه السلام وهكذا مثله من ممارسة الشعائر الحسينية والدينية والمحافل الفكرية والاجتماعية وغيرها من أعمال البِر لا تحتاج إلى ترخيص ولا إذن من الحكومة ولا يحق ولا يجوز لها أن تُعلِّق مشروعية ممارستها على ترخيص منها لأنه تعدٍ محرمٍ على حرية الناس التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف بل وحتى النّظُم الوضعية المتحضرة.

ثالثاً: إقامة صيوان في ساحة كربلاء من دون ترخيص في 13/4/1424هـ. ويعرف الرد عليها من بعض الردود السالفة ويضاف لها:

1/ لم يكن الإشكال الحكومي على الصيوان. لأن أغلب الصيوانات المقامة في البلاد غير مرخصة وهي على مرأى من الحكومة ولم تستدعِ ولم تعتقل أصحابها، كما فعلت معي. ولكن الإشكال كان أنه في ساحة كربلاء التي تتحسس منها الحكومة بشكل مفرط جداً، ومن دون مبرر إلا الأوهام والتقارير الكاذبة؛ وأنه أقيم لإقامة وإحياء فريضة صلاة الجمعة التي كانت شبه مغيبة عند الشيعة بسبب الظروف التاريخية والسياسية والشرعية؛ وأن القائم بالصلاة الشيخ نمر الذي تتحسس منه الحكومة كذلك. ولذلك كان الاستنفار الحكومي وليس من أجل صيوان من دون ترخيص...

رابعاً: توزيع نشرة بعنوان البقيع حدث مغيب في 8 /10 /1425هـ ويعرف الرد عليها من بعض الردود السالفة ويضاف لها:

وهل المجلات الماجنة التي تفسد خُلق الناس وتذهب بعفتهم والتي تباع في الأسواق وتوزعها شركات التوزيع للمطبوعات مرخصة من قبل الحكومة فهي مشاركة في فساد خُلق الناس أم غير مرخصة ولكن الحكومة تغض عنها ولكنها تستنفر قواتِها لنشرة تدعُ للتفكير في بناء صرح ديني قد هُدِّم ظلماً وجهلاً...

لم يكن المنشور ذا بال ولم يكن المهرجان للبقيع ذا بال لولا الأصوات الغوغائية التي أطلقها التكفيريون. هذه الأصوات التي دفعت الحكومة مع الأسف الشديد لمنع المهرجان وإخماد الصوت الشيعي إرضاء للتكفيريين وعلى حساب الشيعة مما أدى إلى زيادة الهُوَّة بين الحكومة وبين الشيعة...

خامساً: تهديد الأجهزة الأمنية من خلال بيان حماة الرامس في شهر رمضان 1426هـ. ويرد عليها:

إن لغة البيان بعيدة جداً عن لغتي فلغة البيان ليست لغتي التي أصدع بها. فلغتي هي الرأي والحوار والفكر والتفكير لا القوة ولا الترهيب ولا المدفع ولا التفجير؛ ولغتي وجوب العدالة وحرمة العدوان؛ ولغتي كلمة العقل والوجدان لا الهوى ولا الشيطان..

اسألوا من لفق التهمة بي عن مصدر تهمته لي هل رآني أوَزِعُ البيان من قريب أو بعيد أم سمع خطاب أو كلمة صدرت مني تؤيد البيان أم سمع أم اعترف أحد علي بأنني شجعته أو دفعته للتوزيع أو تبني البيان أو طباعته أو ما شابه ذلك؟...

سادساً: التهجم على رجال الأمن في نقطة التفتيش في شهر رمضان 1426هـ. ويرد عليها:

لم يحدث أبداً أن تهجمت على رجل أمن. وكل ما حدث هو التالي: أن القوات الخاصة في ليلة مظلمة نزلت العوامية؛ وأرهبت الناس وتعدت عليهم في خمسة مواقع، ومن دون مبرر، ولم يكن أحد يعلم لماذا هذا مما استفز الناس؛ واستشاطوا غضباً. وفي حينها اتصلتُ بأحد الوجهاء الأخيار وشرحت له الغليان الذي يعيشه الناس بسبب التصرفات الخاطئة والاستفزازية من الحكومة وطلبت منه أن يتصل بالمحافظ لتدارك الوضع حتى لا يحدث ما لا تُحمد عقباه مما يؤدي بالضرر على الحكومة والمجتمع مما لا يتدارك إلا بضرر آخر...

سابعاً: التهجم على ولاة الأمر ووصفهم بالطغاة في 27 / 5 / 1427هـ ويرد عليها:

1/ أن هذا الزعم لم يكن وهذا الشريط بين أيديكم وباستماعكم له ستجدون بوضوح وجلاء أن التهمة لا وجود لها أصلاً.

2/ إن ولاة الأمر - في العقيدة الشيعية - الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله في العقيدة والسياسة والاجتماع و... هم الأئمة المعصومون من آل النبي وهم علي والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين عليهم السلام، ومن بعدهم الفقهاء الربانيون فقط وفقط وأقصد بالفقهاء العلماء المتقون القادرون على استنباط الأحكام ومعرفة الزمان... نعم للحاكم أمارة على البلاد وعقيدة الشيعة في الأمارة أنها ضرورة لا بد منها ويجب حفظها لانتظام أمر العباد والبلاد في الأمن والاقتصاد و... ومن دونها تتحول البلاد إلى فوضى وحروب وسلب ونهب وكلها محرمات شرعية. ولكن الأمارة شيء والولاية شيء آخر.

ثامناً: التهجم على حكام الدول العربية والإسلامية واتهامهم بإضاعة فلسطين في4 / 6 / 1427هـ. ويرد عليها:

1/ لم أتهجم على حكام الدول العربية والإسلامية ولم أتهمهم بإضاعة فلسطين. وهذا الشريط بين أيديكم؛ مع أني أعتقد أن بعض حكام الدول العربية والإسلامية له دور في ذلك ولكني لم أقله في هذا الشريط... إن نص العبارة التي قلتها هي: [القضية الفلسطينية ضائعة لأن الشعوب الإسلامية، لأن الدول الإسلامية شريكة في ضياع فلسطين] فلاحظ كلمة شريكة والشعوب والدول وأنا وأنت و.. منهم؛ وهذه حقيقة لا غبار عليها وهذا ما قاله وأكد عليه الملك عبد الله في افتتاح القمة العربية في الرياض...

تاسعاً: تقسيم الناس أمام الحق إلى ثلاثة أقسام مناصر ومعارض وساكت وهذا فيه تحريض وتغرير بالشباب في 8 / 1 / 1429هـ ويرد عليها:

1/ إن التحريض على نصرت الحق ليس جُرماً ولا ذنباً ولا خطأ بل هو فضيلة وحث على القيام بفعل أساس الخير ومنبعه؛ وهو واجب على العلماء امتثالاً لقوله تعالى: (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ)

2/ إذا كان التحريض على نصرة الحق وهو أمر بالمعروف جرماً لأنه تغرير بالشباب فهذا يعني أن التحريض لنصرت الباطل وهو منكر فضيلة يسترشد بها الشباب. وهذا ما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوقوع فيه من تقليب المفاهيم بجعل المعروف منكراً والمنكر معروفاً...

عاشراً: الدعوة لتشكيل جبهة المعارضة الرشيدة في 9 / 1 / 1429هـ ويرد عليها:

1/ في البدء أود أن أنقل خلاصة المحاضرة وزبدتها ثم يكون الحكم عليها وإليك النص حيث قلتُ [أدعو لتشكيل جبهة المعارضة الرشيدة، معارضة النفاق والتردي الاجتماعي، معارضة الكهنوت والاستغلال الديني، معارضة الظلم والاستبداد السياسي، معارضة الاستكبار والجور الدولي] وفي مقطع آخر قلت [جبهة معارضة تحت قيادة أهل الخبرة والاستنباط وأعني بهم الفقهاء الربانيون].

وفي مقطع آخر قلت [أنا أدعو لتشكيل جبهة المعارضة الرشيدة؛ والدولة لا بد أن تقبل هذه المعارضة وإلا تتحمل مسؤوليتها وتبعاتها لأنه إن لم تكن هناك معارضة رشيدة ستكون هناك معارضات فوضوية تدمر البلد وما شابه أو معارضات في الخارج عميلة لأولئك أو ما شابه ولذلك لا بد للدولة أن تتعقل وتسلم للواقع الصحيح وتستجيب للمعارضة].

2/ إذا لم يكن المطلوب منا معارضة النفاق والتردي الاجتماعي فهل المطلوب منا أن نباركه؟ وإذا لم يكن المطلوب منا معارضة الكهنوت والاستغلال الديني فهل المطلوب منا أن نتبعه، وإذا لم يكن المطلوب منا معارضة الظلم والاستبداد السياسي فهل المطلوب منا أن نبرر له، وإذا لم يكن المطلوب منا معارضة الاستكبار والجور الدولي فهل المطلوب منا أن نستسلم له.

فأنا لم أدعُ لمعارضة الصدق ولا التسامي الاجتماعي. كما لم أدعُ إلى معارضة التعقل ولا الخدمة للدين. كما لم أدعُ لمعارضة القسط والمشاركة السياسية. كما لم أدعُ إلى معارضة الندِّية والعدل الدولي.

إن المعارضة الرشيدة ستكون خير عون لتقويم الحكومة من أخطائها ولاستتباب الأمن وتجفيف منبع الفوضى والإرهاب والتحرر من تبعية وعبودية واستغلال الخارج؛ وعلى الحكومة أن تدرس موضوع المعارضة الرشيدة بمسؤولية وتهيئ السبل لإيجادها وتشكيلها قبل أن - وحتى لا - تقع في دوامة معارضة فوضوية أو معارضة تحركها أيادي خارجية لا تبصر إلا مصالحها. على كل حال الشريط بين يديك بإمكانك الاستماع إليه.

حادي عشر: معارضة الدولة ودعوة صريحة إلى تهاوي الحكام في9/ 6 / 1429هـ ويرد عليها:

1/ إن الحكومة ليست إلهاً يُعبد من دون الله؛ وعصيانها ليس عصياناً لله. وإذا أخطأ الشعب على الحكومة فطالما أخطأت الحكومة على شعبها بما لا مجال للمقارنة، بل إن خطأ الشعب غالباً ما هو إلا ردُّ فعلٍ على أخطاء الحكومة أو بسببها. وإذا كان عصيان الشعب للحكومة جُرماً يُعاقب عليه فالحكومة أحق بالمعاقبة لعصيانها الله بالأخطاء الجسام على شعبها.

2/ أنا معارض لكل خطأ أو فساد أو ظلم من الحكومة أو من العلماء أو الوجهاء أو ممن كان وهذا واجب عليّ أن أعارض كل ما يخالف العدل والشريعة حسب قدرتي وإمكاناتي ولا يجوز لي السكوت عن الباطل لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. فأنا معارض للحكومة في أخطائها وهي ليست معصومة عن الخطأ حتى يُسكت عنها؛ بل أخطاؤها تفوق أخطاء الشعب مجتمعة...

لم أدعُ إلى تهاوي الحكام والعبارة التي قلتها هذا نصها [من يقرأ التاريخ. لا يمكن لأحد أن يمنع حقوق العباد ويستمر. بل الشعوب تزداد ثقة بنفسها وتزداد مطالبة بحقوقها. الحكومات تتهاوى إذا لم يؤدوا الحقوق إلى العباد. أي حاكم لا يؤدي حقوق رعيته سيتهاوى.] ثم ضربت مثالا بصدام الذي أسفك دماء شعبه فتهاوى. والشريط بين يديك بإمكانك الاستماع إليه.

ثاني عشر: اتهام الدولة بتلفيق التهم للمساجين في 22/7/1429هـ. ويرد عليها:

1/ لم أتهم الدولة في المحاضرة. وكل ما في المحاضرة كان بيان الموارد التي يجوز فيها الاعتقال شرعاً. نعم ذكرت قصة اعتقال نبي الله يوسف عليه السلام في سياق وجود السجون قبل الإسلام وتلفيق التهمة عليه زورا واعتقاله. والشريط بين يديك.

2/ بعد سماعك للأشرطة ألا تعتقد معي أن التهم الموجهة لي ملفقة ولم يتمكن كاتبها من إتقان حبكها.

ثالث عشر: الدعوة إلى نصرة من يحمل راية رفض الاستبداد؛ وأن الانقلابات العسكرية أحد الوسائل لاقتلاع الاستبداد في 7/8/1429هـ. ويرد عليها:

1/ إن الدعوة إلى نصرة من يحمل راية رفض الاستبداد دعوةُ خير وصلاح ويثاب عليها الإنسان وهي من الاستجابة إلى الله حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ 14) ومع ذلك لم أدعُ في هذه المحاضرة إلى ذلك. والشريط بين يديك بإمكانك الاستماع إليه.

2/ وكذلك اتِّهامي بقول أن الانقلابات العسكرية أحد الوسائل لاقتلاع الاستبداد هي أيضاً تهمة باطلة لم أقلها بل كان الحديث كله ضد الانقلابات العسكرية. والشريط بين يديك بإمكانك الاستماع إليه.

3/ وإذا فرضاً جدلاً قلت ذلك ما هو الضير فإن الانقلابات والاستبداد كلاهما منكر؛ نسأل الله حمايتنا منهما معاً.

رابع عشر: التحذير من المصادمات والتقوي بالخارج وخصوصاً إيران في تصريح لإسلام أون لاين في 19/7/1429هـ. ويرد عليها:

1/ لم أحذر من المصادمات ولم أدعُ للتقوي بالخارج وما نَقَلَتْه إسلام أون لاين على لساني ما هو إلا كذب وافتراء عليَّ وقد ردَّيت عليه وقد نُشِر الرد في بعض المواقع مع أنه ليس من عادتي الرد على مثل ذلك وإليك نص الرد الذي يرتبط بهاتين النقطتين [لم أقل أن من حق شيعة السعودية الاستفادة من أي قوة خارجية، بما فيها إيران. والذي قلته هو أن أي طائفة يقع عليها الظلم والضيم ستلجأ إلى قوة تحميها لإزالة الظلم عنها وهذا وضع بشري طبيعي ولا يخص الشيعة. ومثال ذلك الوضع في دارفور السودان وكذلك الكويت حينما احتلها صدام العراق وكذلك دول الخليج في قبال التخويف الذي يهوله الغرب من إيران. وقلت أيضاً أن القوى الخارجية لا تفكر في أي طائفة وإنما في مصالحها فقط. وقلت أنا لا أؤيد التقوي بالخارج لا بأمريكا ولا إيران؛ وإنما التقوي بالله وحده. وقلت أيضاً أن الحل لعدم الارتباط بالخارج هو عدم استفزاز السلطة من جهة ووعي وإدراك المجتمع من جهة أخرى]...

2/ في كثير من محاضراتي أحذر الناس من الارتب

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف