البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

العِفَّة والحجاب

الباحث :  السَّيِّد علي سادات فخر
اسم المجلة :  مجلة المنهاج
العدد :  24
السنة :  السنة السادسة شتاء 1422هجـ 2002 م
تاريخ إضافة البحث :  February / 15 / 2015
عدد زيارات البحث :  2510

العِفَّة والحجاب

السَّيِّد علي سادات فخر

يحرص بعض الباحثين على التَّفكيك بين الحجاب والعفاف من خلال الفصل بين القيم وبين أسلوب تجسيدها على الأرض وفي الواقع، لينتهي، عبر ذلك ، إلى أنَّ الحجاب غير ضروري، وأنَّه من الممكن حفظ العفَّة من دون حجاب.
هذا البحث يدور، أساساً، حول تحليل هذه الرؤية وتقويم محتواها.
العَفاف: المعنيان اللُّغوي والاصطلاحي
1ـ المعنى اللُّغوي: العَفاف- بفتح العين- من العِفَّة، وقال الرَّاغب الأصفهاني في معناها: «العِفَّة حصول حالة للنَّفس تمتنع بها عن غلبة الشَّهوة» (1).
وقال عنها الطُّريحي في (مجمع البحرين): «كفّ عن الشيء، أي امتنع عنه، فهو عفيف» (2).
أمَّا ابن منظور فكتب في (لسان العرب): «العفَّة: الكفّ عمَّا لا يحلّ ولا يجمل» (3).
وذكر صاحب (أقرب الموارد): «عفّ الرَّجل: كفَّ عمَّا لا يحلّ ولا يجمل قولاً أو فعلاً وامتنع» (4).
فأساس العفاف، إذاً، هو الكفّ والامتناع، من دون أن يتضمَّن المعنى اللُّغوي اختصاص المعنى بجنسٍ معيَّنٍ، كالمرأة مثلاً من دون الرَّجل.
2- المعنى الاصطلاحي: العفاف، في منظومة الفكر الإسلامي، مصطلحٌ له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الرَّاغب الأصفهاني، معجم مفردات القرآن، ص 350.
(2)الطريحي، مجمع البحرين، ج‏5، ص 101.
(3)ابن منظور، لسان العرب، ج‏9، ص 253.
(4)الشرتوني، أقرب الموارد، ج‏2، ص 803 .

[الصفحة - 237]


حمولة معنويَّة خاصَّة منبثقة عن الآيات والرِّوايات، ومن ثمَّ فهو تعبير عن حالةٍ تترافق مع نسقٍ خاصٍّ في القول والسّلوك.
العَفاف في القرآن
توفَّر القرآن على استخدام الجذر اللُّغوي للمصطلح وما يحفّ به من اشتقاقات، في أربعِ سورٍ، هي :
1- سورة البقرة، الآية 273، حيث قوله سبحانه: {يَحسبُهمُ الجاهلُ أغنياءَ منَ التَّعففِ } . العفاف في هذه الآية ضرب من السُّلوك ينمّ عن السموّ والرِّفعة، ويومئ إلى كفّ النَّفس والامتناع عن مدِّ يد الحاجة إلى الآخرين عن عزّة نفس.
2- سورة النِّساء، الآية السَّادسة الّتي تنظِّم مقاربة أموال اليتامى، وهي تسجّل في إحدى هذه الحالات: {ومَنْ كانَ غنيّاً فليَسْتعففْ } ، فقد أطلق وصف العفاف على الكفِّ والامتناع في هذه الآية أيضاً.
3- سورة النُّور، الآية 33، حيث قوله سبحانه: {وليَستَعْفِفِ الّذين لا يجدونَ نِكاحاً حتّى يُغنيهمُ اللهُ مِنْ فضلهِ } . فاستُخْدم (الاستعفاف) هنا بمعنى كبح جماح القوَّة الجنسية والسَّيطرة عليها.
4- سورة النُّور، الآية 60، حيث قوله سبحانه: {والقواعدُ منَ النِّساءِ اللاَّتي لا يرجُونَ نِكاحاً فليسَ عليهنَّ جُناحٌ أنْ يضعنَ ثيابهنَّ غيرَ متبرِّجاتٍ بزينةٍ، وَأنْ يستَعْففْنّ خيرٌ لهنَّ، واللهُ سميعٌ عليمٌ } .
العفاف هو مطلق الكفّ والامتناع كما يتَّضح من الاستعمال القرآني في الآيات المذكورة، إذ تراه يشمل أيضاً التَّعفُّف في المضمار الاقتصادي والمالي.
على ضوءِ ذلك كلّه، سيكون السؤال: هل العفاف هو حالة باطنيَّة نفسيَّة محض، ما يعني أن لا علاقة له بالصِّيغة الّتي تتمظهر فيها هذه الحالة خارجياً، ولا صلة تربطه بالشّكل الذي تكتسبه اجتماعيَّا ؟لا يقرّ القرآن الكريم مثل هذه الرُّؤية، بل هناك تركيز على الصِّيغة الأدائيَّة والتَّعبيريَّة للحالة، تومئ إلى الأهميَّة الّتي يوليها لكيفية تجلِّي العفاف. ففي الآية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[الصفحة - 238]


الأولى،عُني المشهد القرآني بإبراز سلوك المسلم الفقير، وبيان مدى حرصه في التَّصرُّف على نحو عفٍّ كريم لا يوحي بالعوز والحاجة.
أمَّا الآية الثانية فقد وصفت النَّزو على أموال اليتامى بعدم العفَّة، في حين عدَّت الآية الثالثة السَّيطرة على الغريزة الجنسيَّة وعدم الانزلاق إلى هوَّة الشَّهوات الجنسيَّة استعفافاً. أمَّا الآية الرَّابعة فقد أوصت النِّساء المسنَّات بالعفاف وعدم التَّبرُّج فساوقت العفاف بـ (الحجاب).
في ضوء ما سبق، يتَّضح أنَّ للعفاف، من منظور الفكر الإسلامي، تعبيرَين: داخلي وخارجي. ففي التَّعبير الدَّاخلي يعدّ العفاف حالة نفسيَّة للسَّيطرة على الشَّهوة وضبطها، أمَّا في التَّعبير الخارجي فهو علامات ودلالات تظهر في السّلوك والقول لتشير إلى الحالة الدَّاخلية الّتي ينطوي عليها الإنسان العفيف.
هذه الدَّلالة المزدوجة الّتي تعطي للعفاف معنىً يشمل الكفّ والامتناع، ويبرز على مستوى المظاهر السّلوكية والقولية، لها ما يؤيِّدها في الرِّوايات الإسلامية.
يكتب الشَّيخ عبَّاس القمّي عن المصطلح في (سفينة البحار): «ويُطلق، في الأخبار، غالباً، على عفَّة الفرج والبطن وكفّهما عن مشتهياتهما المحرَّمة» (5).
وعن الإمام أمير المؤمنين (عليه ‏السلام) قوله: «العفاف زهادة» (6). وكذلك: «العفَّة تُضعف الشَّهوة» (7).
بين العفَّة والشَّهوة
يشير المحتوى القرآني والرِّوائي إلى أنَّ العلاقة الّتي تنتظم العفَّة والشَّهوة هي علاقة تقاطع حادّ، وعليه تمَّ تحذير المتديِّنين بأنَّ الشَّهويِّين ليسوا أعفّاء. لكن يبدو أنَّ نظرة بعض المتديِّنين اقتصرت على جزء من النِّطاق الذي يشمله معنى الشَّهوة.
المعنى اللُّغوي: يسجِّل الرَّاغب الأصفهاني في (المفردات): «اصل الشَّهوة نزوع النَّفس إلى ما تريده، وذلك في الدُّنيا ضرْبان صادقة وكاذبة. فالصَّادقة ما يختلّ البدن من دونه كشهوة الطَّعام عند الجوع، والكاذبة ما لا يختلّ من دونه» (8).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5)الشيخ عباس القمي، سفينة البحار، ج‏2، ص 207.
(6)ميزان الحكمة، ج‏6، ص 359، الحديث 12824.
(7)نفسه، ج‏6، ص 363، الحديث 12861.
(8)الرَّاغب الأصفهاني، معجم مفردات القرآن، ص 276.

[الصفحة - 239]


أمَّا الطُّريحي في (مجمع البحرين) فقد قال: «الشَّهَوات بالتَّحريك جمع شهوة، وهي اشتياق النفس إلى شيءٍ آخر» (9).
وجاء في قاموس (دهخدا) الفارسي: إنَّها الميل والرَّغبة والاشتياق، وشوق النَّفس وحصول اللَّذة والمنفعة (10), وعرَّفها محمد فريد وجدي بما يأتي:«الشَّهوة حركة النَّفس طلباً للملائم» (11)؛ حيث يلحظ على هذا التَّعريف احتواؤه الجانب العملي أيضاً، ما يكشف عن أنَّ للشَّهوة معنىً عامّاً.
عندما نصل إلى القرآن الكريم نراه قد استعمل (الشَّهوة) بالمعنى العام أيضاً، كما في قوله، سبحانه: {زُيّن للنَّاسِ حبّ الشَّهواتِ من النِّساءِ والبنينَ والقناطيرِالمقنطرةِ من الذَّهبِ والفضَّةِ والخيلِ المُسوَّمةِ والأنعامِ والحَرثِ ذلكَ متاعُ الحياةِ الدُّنيا } (12).
المعنى الاصطلاحي: يُطلق لفظ الشَّهوة في الاستخدام الاصطلاحي على طلب اللَّذة الجنسيَّة وحالة الاشتياق الجنسي عند الإنسان. وبذلك، فإنَّ هذا الاستخدام يحدّ الشَّهوة في اتِّباع شطر ضئيلٍ من الميول النَّفسية، على حين يفضي بها التَّحليل القرآني والرِّوائي إلى معنىً عام يقابل العفَّة في معناها العام أيضاً. الشَّهوة، في المعنى العام، هي ميل النَّفس والسَّعي إلى إشباع ذلك الميل، في مقابل الامتناع والكفّ عن الاستجابة للميول النَّفسانيّة.
الإنسان الشَّهوي واضحٌ في حركته وطبيعة سلوكه ونمط حديثه، وكذلك الإنسان العفّ الذي يحظى بالمروءةِ والأصالةِ، إذ هو الآخر تبرز آثار عفَّته على سلوكه وتطفح على كلامه، ولا غروَ فكلّ إناءٍ بالذي فيه ينضح. يكتب الشَّهيد مرتضى مطهَّري، في كتابه: (التَّربية والتَّعليم في الإسلام) ما نصّه: «العفاف هو تلك الحالة النَّفسانيَّة، وهو يعني كبح جماح القوَّة الشَّهويَّة ووضعها تحت سلطة العقل والإيمان. معنى العفاف أن لا يقع المرء ضحيَّة الشَّره، ولا يكون تحت سلطة القوَّة الشَّهويَّة، ولا يكون في عداد المستسلمين الذين يخضعون بالكامل عند مواجهة شهوة من الشَّهوات بحيث يسلِّمون أزِمَّة أنفسهم ويصيرون ضحيَّة هذه الغريزة.هذا هو معنى العفاف».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9)الطريحي، مجمع البحرين، ج‏1، ص 252.
(10)قاموس دهخدا، ج‏9، ص 13894 (بالفارسية).
(11)فريد وجدي، دائرة معارف القرن العشرين، ج‏6، ص 515.
(12)القرآن الكريم، سورة آل عمران، آية: 14.

[الصفحة - 240]


خصائص مفهوم العَفَاف
يدخل العَفَاف، بمعنى الكفّ والامتناع، في علاقة تضادّ مع حالة الميل الشَّهوي والنُّزوع النفسي، وهو ينطوي على الخصائص الآتية :
1- إنَّه تعبيرٌ عن خصلة إنسانيَّة.
2- إنَّه تعبيرٌ عن حالة داخليَّة باطنيَّة.
3- إنَّ له مظاهر خارجيَّة تعبِّر عنه.
4- تبرز المظاهر تلك من خلال النَّسق السّلوكي ونمط الحديث والكلام.
5- لا ينسجم العَفَاف مع حالة السّلوك المضطرب، ولا يتَّسق مع الدَّلالات المتناقضة.
6- ينطلق الالتزام بالعفَّة من موقع العزَّة والاقتدار، وليس من موقع الضَّعف والعجز.
يرتبط العفاف، إذاً، بدلائل سلوكية، ويقترن بنمطٍ خاصٍّ من الكلام والحديث، فلا معنى لوجوده من دون وجود تلك الدَّلائل والعلامات، ومن ثمَّ لا سبيل إلى حفظ العفاف من دون الالتزام بتلك الدَّلائل ورعاية تلك العلامات. فالعفَّة ليست أمراً داخليَّاً وباطنيَّاً صرفاً، بحيث لا تكون لها علامة تدلّ عليها في الخارج.
عند النَّظر إلى المفهوم، من خلال أفق الحياة الإنسانية، يلحظ أنَّ جزءاً من الاختلاف، في دلالات العفَّة بين المرأة والرَّجل، يعود إلى التَّفاوت الموجود في الخلقة بين الإثنين، وأنَّ الحجاب هو إحدى علامات العفاف، حيث لا يمكن تصوُّره من دون الحجاب. إنَّ المرأة او الرَّجل، اللَّذين يظهران عاريين أو نصف عاريين أمام النُّظَّار، لا يستحقَّان وصف العفَّة، ولا يمكن نعتهما بـ (العفاف)، وهما على هذه الصِّفة. هذا على الرّغم من أنَّ الاختلاف في ضروب السّلوك الإنساني والحيواني له مناشئ في اختلاف الفطرة والخلقة من جهة، وفي الميول والأنماط السّلوكية من جهةٍ أخرى. وفي المنظار السّلوكي الإسلامي يعدّ الحجاب الإسلامي إحدى الدَّلالات البارزة للعفاف (13).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(13)الشهيد مطهري، تعليم وتربيت در إسلام (التَّعليم والتَّربية في الإسلام)، منشورات الزهراء، ص 106 (بالفارسية).

[الصفحة - 241]


يكتب الشَّهيد مطهَّري، في كتابه (قضية الحجاب): «عندما تخرج المرأة من البيت، وهي محجَّبة ومتسربلة بالوقار، تكون قد راعت جانب العفاف، فإنّ الأفراد الفاسدين والمتهتِّكين لا يجرؤون على التعرُّض لها» (14).
عند تفسير الآية (61) من سورة (النور) يقول الشَّهيد مطهَّري: «يمكن استنباط قانون عام من جملة: {وإنْ يَسْتَعْفِفْنَ خيرٌ لهنَّ } مفاده: كلَّما التزمت المرأة برعاية جانب الستر والعفاف أكثر، كان ذلك أرضى من منظور الإسلام الّذي منح نظامه التَّشريعي رخصاً تسهيليَّة وإرفاقية حيال حكم الوجه والكفَّين وغيره لها حكم الضَّرورة. هذا أصل أخلاقي عام لا ينبغي أن يغيب عن الذَّاكرة» (15).
في الحقيقة إنَّ (الحجاب) هو دلالة لا محيص عنها على (العفاف)، وهو علامة العفاف. يكتب الشَّهيد مطهَّري: «العفَّة والحياء خصلتان لا ينال منهما التَّاريخ، فقدآمنت بهما الإنسانية جمعاء منذ البدء حتّى الآن، كما حرصت عليهما الأديان السَّماوية جميعاً، ودعت للالتزام بهما الشَّخصيات البارزة، على مرّ التَّاريخ . من جهتها، حثَّت الشَّريعة الإسلامية على العفَّة والحياء وركَّزت عليهما كثيراً، ولا غروَ فإنَّ هاتين الخصلتين الإنسانيتين تؤلِّفان بعداً من أبعاد فلسفة السِّتر الإنساني» (16).
أمَّا عن الباعث إلى ارتباط السِّتر بالحجاب، فإنَّ الشَّهيد مطهَّري يوضِّح ذلك بقوله: «العفاف والحياء هما من الخصائص الباطنيَّة للإنسان، والحجاب يرجع بدوره إلى الشّكل الذي يتموضع به السِّتر ونوعه وطبيعته. وفي هذا السِّياق يمكن مقاربة المسألة بالتَّفاوت الموجود بين الباطن والظَّاهر، وبين الرُّوح والجسد، أو الجوهر والصدف. هذان الاثنان هما في نظرنا تعبير عن حقيقتين تحتاج معرفة طبيعة الارتباط في ما بينهما إلى الفحص والتَّأمُّل» (17).
يذهب الشَّهيد مطهَّري إلى أنَّ الحجاب والسِّتر هما علامة للعفاف دالَّة عليه، كما هو واضح من الأمور الآتية:
1ـ عندما يبلغ الآية (59) من سورة (الأحزاب) التي أمر الله فيها النَّبيّ (صلى‏ الله ‏عليه ‏و ‏آله ‏و سلم) أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين أن يلتزمنَ بالحجاب وأن {يدنينَ عليهنَّ منْ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(14)الشهيد مطهري، مسأله حجاب (مسألة الحجاب)، ص 177 (بالفارسية).
(15)نفسه، ص 168.
(16)حجاب (الحجاب), مهريزي، ص 39، (بالفارسية).
(17)الشهيد مطهري، مسألة الحجاب، ص 52- 57.

[الصفحة - 242]


{جلابيبهنَّ } ، تراه يكتب: «توفَّر هذا المقطع على عرض قاعدة عامَّة تفيد أنَّ على المرأة المسلمة أن تتحرَّك بطريقة بحيث تبدو علائم العفَّة والوقار واضحة على محيَّاها» (18).
2- كما يكتب أيضاً: «السِّتر والحجاب هما تكليف فحسب، وعلامة على خصلةٍ إنسانيَّةٍ هي العفاف» (19).
3- كذلك: «الحجاب والسِّتر هما علامة العفَّة» (20).
4- وكتب أيضاً: «يتحدَّث القرآن عن عفَّة بنات شعيب(عليه ‏السلام) ، وهنَّ في حال رعي الأغنام وسقيها بين الرِّجال، كما يثني على عفَّة مريم(علیها السلام) في معبد يقصده النِّساء والرِّجال للعبادة» (21). أليست عفَّة بنات شعيب والسِّيدة مريم(علیها السلام) هي الاحتراز عمَّا ينافي العفاف، والتَّوفُّر على الالتزامات الدَّالَّة عليه في السّلوك وفي نمط القول والحديث ؟
5- أخيراً قوله: «إنَّ تمثُّل الوقار في السّلوك الظَّاهري، وفي انتخاب الحجاب، ينبئ عن العفاف الباطني» (22).
في الحقيقة، ما لم يتمّ الجزم قطعياً بالعلاقة ما بين الحجاب والعفاف لا يمكن الحديث عن الارتباط بين (الدَّالَّة) و(الواقع) في الاستدلال على الحجاب .
فصل العفاف عن الحجاب
ذكرنا أنَّ للسِّتر علاقة أساسية وثيقة بالعفاف، ومن ثمَّ لا يجوز لإنسان أن يكون منحازاً للعفاف والحياء، ويكون مخالفاً للحجاب في الوقت نفسه. فالحجاب الإسلامي هو الصِّيغة الأكمل في التَّعبير عن الإلتزام بالعفاف. أمَّا إذا أردنا أن نفصل ما بين الحجاب والعفاف فسيفضي ذلك إلى بروز مشكلتين أساسيتين (23)، هما:
الأولى: إلى أيّ مدى يمكن الإذعان إلى حالة الفصل ما بين العفاف والحجاب ؟ ثمَّ ما هو ملاك هذه القطيعة ؟ وما هو المعيار الذي تقوم عليه ؟ وفي حال تجريد العفاف عن الحجاب فما هي طبيعة السِّتر الذي ينبغي الالتزام به حفظاً لحالة العفاف ؟ أجل، يمكن أن نقرّ بوجود أفراد أعفّاء وملتزمين لكنَّهم لا يراعون الحجاب بالصِّيغة الّتي أمر بها الشَّارع، بيدّ أنَّ الأمر المهم الذي ينبغي الالتفات إليه: ما هو المدى الذي يمكن أن تبلغه حالة الانفصال هذه والتَّفكيك ما بين الاثنين ؟ (24).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(18)نفسه.
(19)نفسه.
(20)نفسه.
(21)نفسه.
(22)نفسه.
(23)نفسه.
(24)نفسه.

[الصفحة - 243]


الثَّانية: إذا ما تمَّ القبول بحالة القطيعة بين الاثنين والقول بانفصال العفاف عن الحجاب، بحيث لا يكون الحجاب شرطاً في العفاف، فعندئذٍ لا يبقى دليل لوجوب الحجاب على النِّساء غير تهتُّك الرِّجال وأهوائهم ونزوعاتهم: «إذا ما كانت النِّساء عفيفات من دون حجاب، فهل الرِّجال كذلك ؟ وهل سيمتنعون عن التَّهتُّك ويكفُّون عن الابتذال ؟» (25).
لقد نهض الشَّارع بعملية التَّشريع لضوابط ستر جسم المرأة من خلال مراعاة طبيعة الرِّجال وتكوينهم النفسي، كما حثَّ الاثنين على التزام جانب العفاف انطلاقاً من رؤيته الشَّاملة إلى كينونة المرأة والرَّجل ونظرته السَّامية إليهما، ليتحوَّل الحجاب إلى أحد ثوابت أحكام الإسلام، بحيث لا يمكن تصوُّر انفصال الحجاب عن العفاف بلحاظ النَّظرة إلى الآيات والرِّوايات.
التَّبرُّج وإثارة الرِّجال
في أجواء مفعمة بالانحياز الجنسي والتَّركيز على الفوارق الجسميَّة بين النِّساء والرِّجال، هل يعدّ الحضور الأنثوي للمرأة في مجتمع الرِّجال عن طريق التَّبرج وإظهار المفاتن الجسديَّة، باعثاً لشيوع نظرة إنسانية حيال المرأة ؟ ثمَّ هل يمكن أن يتحوَّل لهاث المرأة وراء إظهار مفاتنها والتَّظاهر بجمالها في مجتمع الرِّجال وانكفاؤها على نفسها وعزوفها عن ذلك في البيت، إلى دالٍّ يومئ إلى العفاف ؟ لا ريب في أنَّ الرؤية التي تقول بإمكان تحقيق المرأة لحضورها الإنساني (وليس الجنسي) في المجتمع من دون الحجاب وبالارتكان إلى التبرُّج، وأنَّها تبقى مع ذلك في إطار العفَّة وضابطتها، لهي أقرب للسُّخرية منها إلى الكلام الجادّ الذي يمكن الدِّفاع عنه!
لا يمكن للمرأة أن تبذل قصارى جهدها في إبراز مفاتن أنوثتها للآخرين وتدعوهم إلى صفاتها الجنسية بأقصى ما تستطيع، ثمَّ هي مع ذلك تطلب من الآخرين ألاَّ يلتفتوا إلى ظاهرها، بل يركِّزوا على باطنها فحسب، ويروا أنَّها امرأة عفيفة! إنَّ مثل هذه المرأة لو عادت إلى نفسها وفكَّرت بالأمر قليلاً لحكمت بعدم عفَّتها، لأنَّ الظَّاهر هو علامة الباطن، وللحقِّ والباطل دلالاتٍ متفاوتة. أو يمكن وشم جبهة الحقّ الوضَّاءة بعلامة الباطل ؟ أو هل يمكن أن نبحث عن الحقِّ بالباطل! ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(25)نفسه.

[الصفحة - 244]


خداع الرُّجولة.. عبوديَّة الأنوثة!
في عصور ليست بعيدة حُبست المرأة في البيت بجريرة أنَّها امرأة، وربما كانت التَّضيِّيقات تلك وضروب التَّشديد هي الباعث إلى موقف التَّساهل واللامبالاة الذي راح يواجه البشرية حاضراً، ويدفع بالمرأة للظُّهور في سوق المزاد العلني. في السَّابق كان جسد المرأة أسير شهوة الرَّجل ونزعته لممارسة العنف واستخدام القسوة، أمَّا اليوم فقد أضحت روحها هي الأسيرة، أسيرة أحابيل رجال تماميِّين ملأت ميولهم الشَّهوية والتَّسلُّطية الغرب وراحت تهدِّد الشَّرق. فحتى لو لم يعد جسم المرأة رهيناً في الحبس فقد صار لعبة تتقاذفها أحضان الرِّجال المتهتِّكين وتتلاعب بها أهواؤهم، فيما غدت روحها وفكرها رهيني سجون أكبر تمثِّلها ملذات الرِّجال الفاسدين.
هل ثَمَّ ما يثير الشَّفقة والسُّخرية أكثر من أن نطلق على هذا الأسر عنوان (حرِّية المرأة) ؟ في الحقيقة أنَّ (الفمينيسم) (Feminism)، أو النَّزعة النِّسوية، ما هي سوى تهمة (وليست واقعاً قائماً) أخذت بأكاليل المرأة الغربية المعذَّبة وراحت تسطو على النِّساء الشَّرقيَّات لتستوعبهنَّ في مداها. وإلاَّ متى كان الرَّجل مستعداً للتَّخلّي عن جميع مزاياه الجنسية، ومتى حصل ذلك على مدار التَّاريخ ؟ ألم يسطُ الرَّجل الحديث على قوَّة عمل النِّساء ويستنزف استعداداتهن الخلاَّقة بالخداع والحيلة،عندما رأى أنَّ قوَّة عمل الرِّجال لم تعد تفي بمتطلَّبات تقدُّمه الصِّناعي؟ أليس هذا هو ما فعله الرَّجل الحديث !؟
يكتب الشَّهيد مطهَّري: «حيث استطاع الرَّجل أن يزيل هذا الحاجز الآن عبر مسمَّيات خدَّاعة كالحرِّية والمساواة، فقد وضع المرأة في مقدِّمة أسوأ مقاصده وأكثرها هبوطاً وخبثاً. إنَّ عبودية المرأة لتبدو للنُّظار اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى» (26).
الأسس الفلسفيَّة للعفاف
1- الرؤية الإنسانيَّة للإنسان: الإنسان موجودٌ حرٌّ ومختار يستطيع أن ينال بنيّته وإرادته أعمالاً الباعث إليها الحبّ أو العبوديَّة، وأن يبادر إلى فعاليَّات بدافع التَّوجُّه إلى الله وملامسة الفطرة والحسّ الأخلاقي والنُّزوع إلى الآخر. بيدَ أنَّ هذا الموجود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(26)نفسه.

[الصفحة - 245]


الحرّ واقع تحت تأثير قوى داخلية وخارجية تؤدِّي دوراً أساسياً ومصيرياً في قراراته. لقد رُكَّزت في الإنسان القوَّة العاقلة، والقوَّة الشَّهوية والقوَّة الغضبية، بحيث يستطيع أن يستفيد على نحوٍ أفضل من جميع النِّعم الإلهية والاستعدادات الإنسانية المركوزة فيه من خلال منهجيةٍ ذكيَّةٍ وعبر الارتكان إلى الوسطيَّة والاعتدال.
إنَّ بمقدور الإنسان أن يصعد ويرقى حتّى يصير عقلانياً كبيراً، كما له أن يهوي ويسقط حتى يكون ضِلّيلاً راتعاً في الملذَّات، أو أن تتبدَّل هويَّته آخر المطاف إلى حيوانٍ ضارٍ. ينظر الإسلام إلى الإنسان نظرة سامية، ويطلّ عليه من منطلقٍ عقلانيٍّ كريمٍ، ومن منظورٍ ربانيٍّ عزيزٍ، كما يبغي أن لا تقع نظرتي لك تحت تأثير مكوِّنات أخرى غير المساواة الإنسانية والتَّقوى. فلا ينبغي النَّظر إلى الآخر في مقاييس الرؤية الإسلامية مطلقاً من خلال الجنس أو العنصر أو اللّون أو الانتماء القومي وما شابه. فالإسلام يواجه جميع الأدوات التي تدخل في الأغلب في منافع النّزوع الشَّهوي القائم على اللّذَّة أو التَّفوّق العنصري ويعدّها غير إنسانية.
يُعَدّ العفاف أذكى حالة للسَّيطرة على النَّفس وأفضل إطار لاستعمال القدرة في نطاق الدَّائرة الشَّخصية، من خلال الدَّور الذي ينهض به في إبراز إنسانيَّة الإنسان والحؤول دون التَّبرُّج والتَّهتُّك الجنسي.
2- تكامل الإنسان: ينبغي الحفاظ على العفاف بوصفه خصلةً إنسانيَّة خاصَّة، وإنَّ أبرز أبعاد الفلسفة المعنويَّة للسِّتر والحجاب بين الأمم والشّعوب، وعلى صعيد الأديان والحضارات، يتمثَّل في حفظ الخصلة الإنسانية المتمثِّلة بالعفَّة والحياء. لا يخفي الإسلام انحيازه إلى هذه الخصلة الإنسانية، وهو يدعو المرأة والرَّجل لرعايتها على السَّواء بلوغاً لحالة الكمال وتحقيقاً للفضيلة. كما يحثّ الزَّوجين على التزام السّلوك الإنساني، حيث تأتي في السِّياق نفسه دعوته إلى الممارسة الجنسيّة واللَّذَّة المشروعة، ما بين الزَّوج والزَّوجة.
يمنع الإسلام النَّظرات المريبة غير الإنسانية، ويوصي المؤمنين من النِّساء والرِّجال بغضِّ النَّظر ويدعوهم إلى النَّظرة العفيفة، يقول الله سبحانه وتعالى: {قلْ للمؤمنينَ يغضُّوا منْ أبصارهمْ } (27): {وقلْ للمؤمناتِ يغضضنَ منْ أبصارهنَّ } (28).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(27) النور: 30 .
(28) النور: 31 .

[الصفحة - 246]


معطيات العفاف
يَهَبُ العفاف الإنسان طاقةً روحيةً متميّزةً لكي يَثبُت في مواجهة أعاصير الهوى، ولا يضعف أمام الميول الهابطة، ويواصل من ثمَّ مساره في منعطفات الحياة حتى يبلغ الكمال. إنَّ الإنسان الذي يعتقد بالأصول والقيم يؤمن، في الحقيقة، بالنَّبع الذي تنبثق منه أنواع المحبَّة جميعها، وتتفجَّر منه العواطف كافَّة، وتصدر عنه صنوف الجمال وضروب الحبّ، وألوان الفنون والإبداعات. وإيمان ركين مستقرّ كهذا يجعل الإنسان كالبنيان المرصوص (29)ثابتاً لا تزعزعه العواصف ولا تنال منه رياح الحرص والطمع، ولا يخضع لنزعات العنف والقسوة.
يا لجلال هذا الإنسان وعزّ وقاره، سيلبث شامخاً كالجبل، يندّ عن قلبٍ وضَّاءٍ طهورٍ هو كالماء الزّلال المتحدِّر عن عينٍ صافيةٍ وسط الجبال. هذه السَّكينة الباطنيَّة والوداعة الظَّاهريَّة تفضي إلى العفاف الإنساني.
ثمَّ بركات أخرى للعفاف، هي:
1 - السَّكينة الرُّوحية للفرد والمجتمع (الصحَّة النَّفسية): يمكن الحفاظ، من خلال العفاف، على المواهب والحؤول دون هدر الطَّاقات وتضيِّيع الإمكانات، وبالعفاف تتمّ صيانة المُثُل والقيم، ويُصار إلى إعلائها: «حصر اللَّذَّة الجنسيَّة، من منظور الإسلام، في النِّطاق العائلي وممارستها من خلال الزِّيجات المشروعة، يسهم في إرساء الصحَّة النَّفسية للمجتمع ويساعد عليها من زاويةٍ روحيةٍ» (30).
في المقابل، يقود التَّبرُّج إلى ضرب مرتكزات استقرار الأسرة والمجتمع، ويفضي إلى إشعال فتيل الاضطراب: «من منظور الاجتماع العائلي تكمن فلسفة السِّتر ومنع اللَّذَّة الجنسيَّة عن غير طريق الزِّيجة الشَّرعية، في أنَّ الزَّوج القانوني للإنسان يتحوَّل على المستوى النَّفسي إلى عنصر إسعاد له، في حين يتبدَّل هذا الموقع في نظام اللَّذَّة المفتوحة، حيث يتحوَّل الزَّوج القانوني على الصَّعيد النَّفسي إلى رقيب ومنافس وسجَّان، ما يؤدِّي إلى أن تقوم أركان مؤسَّسة الأسرة على أساس العداوة والبغضاء» (31).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(29) الصف: 4 .
(30)الشهيد مطهري، مسألة الحجاب، ص 83 .
(31)نفسه، ص 89 .

[الصفحة - 247]


2- استقرار نظام الأسرة: تفضي رعاية العفَّة في القول والسّلوك إلى حفظ الأسرة وبقائها سليمة معافاة. هل استطاع أولئك الّذين رفعوا مكراً شعار حرِّية المرأة وعمدوا إلى فصل الحجاب عن العفَّة أن يحافظوا على نظام الأسرة واستقرارها عبر جرّ النِّساء في الغرب إلى التَّهتُّك ودفع الرِّجال نحو التَّحلُّل والفساد ؟
3- إصلاح المرأة (المُتَشَيِّئة): للإمام الخميني الرَّاحل(قدس سره) تعبير جميل في بيان الرؤية الغربية للمرأة بوصفها بضاعة، يقول فيه: «بخصوص المرأة، لم يعارض الإسلام حرِّيتها مطلقاً، بل على العكس ترى الإسلام يعارض مفهوم (تَشَيُّؤ المرأة) والتَّعامل معها كشيء، ومن ثمَّ- فإنَّ هذا الدِّين- قد أعاد لها شرفها وحيثيتها» (32).
4- العفاف منشأ الثَّقافة والأدب: يمكن اختزال جميع ما تزخر به حياة الإنسان من ضروب الجمال ومن جلال الحضارة والثَّقافة، بكلمةٍ واحدةٍ هي الحبّ ! إنَّ الحبّ ليستند إلى أساطير قلَّما يمكن بلوغها. فلغة المحبّين هي لغة الشّعر متوهّجة كتوهُّج قلب العاشق. لغة ملتهبة لا تعرف الجسد، معطاءة تضحِّي بالحياة، بيدَ أنَّها تفيض حناناً وعطفاً، تثير الرَّحمة وتجذب إليها حتّى قلب المعشوق على قسوته وتبعث على الثَّناء والاعجاب.
هذه القمم الشَّاهقة، في الثَّقافة الشَّرقية، وبخاصَّة في الأدب الشَّرقي، وهذه الذُرى السَّامقة التي تتضوَّع بالعطاء العرفانيّ والإسلاميّ، هي رصيد جيل أصيل عفيف ومتحضِّر ينظر إلى الآخر ويتعاطى معه من زاوية العفَّة.
تعيش المرأة في إيهاب الحشمة والجلال، والرَّجل ينشدّ على الدَّوام إلى هذه الحشمة وذاك الجلال اللَّذين لا يتأتيَّان بسهولة ولا يتحصَّلان ببساطة ويسر. في أجواء هذه الحالة، قلَّما كانت المرأة ألعوبة بيدِ أهواء الرَّجل وأحابيله، ومن ثمَّ كانت تحظى بقيمةٍ أعلى وبمنزلةٍ أكبر.
يطرح الشَّهيد مطهَّري هنا السؤال: «هل يصل هذا الاستعداد {الكمالي} إلى حالة الفعلية على نحوٍ أفضل في ظلّ مجموعة من الضَّوابط الأخلاقية التي تهيمن على روح الرَّجل والمرأة بعنوان العفَّة والتَّقوى، حيث تكون المرأة في إطار هذه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(32)الإمام الخميني، زن وآزادي در كلام إمام خميني (المرأة والحرية في أحاديث الإمام الخميني)، منظمة الطبع ‏والنشر التابعة لوزارة الإرشاد، ص 32 (بالفارسية) .



[الصفحة - 248]
الحالة شيئاً ثميناً لا يناله الرَّجل، أو يتحقَّق ذلك أفضل في ظلِّ أجواء لا تعيش فيها روح الرَّجل والمرأة من خلال رادع عنوانه العفَّة والتَّقوى، ولا وجود فيها لمثل تلك الضَّوابط أساساً، حيث تكون المرأة بيد الرَّجل في غاية الابتذال ؟» (33).
إنَّ المرأة لتفقد هذا الجمال الشَّاعري الغامض بغياب العفَّة والسِّتر، وتتحوَّل إلى سلَّة مهملات لشهوة الرِّجال المتهتِّكين، رجال ليسوا شعراء، بل مجرمون!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(33)الشهيد مطهري، أخلاق جنسي (الأخلاق الجنسية)، ص 84 (بالفارسية).

[الصفحة - 249]

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف