البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

اللغة العربية مؤثرة ومتأثرة، قراءة في مجموعة من دراسات المستشرقين (المنشورة باللغة العربية)

الباحث :  أ. د. حامد ناصر الظالمي، كلية التربية / جامعة البصرة
اسم المجلة :  دراسات إستشراقية
العدد :  4
السنة :  السنة الثانية - ربيع 2015 م / 1436 هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 16 / 2016
عدد زيارات البحث :  2559
اللغة العربية مؤثـّرة ومتأثـّرة
قراءة في مجموعة من دراسات المستشرقين
(المنشورة باللغة العربية)

أ. د. حامد ناصر الظالمي(*)

يُعدّ موضوع التأثّر بين اللغات من الموضوعات المهمة، فهو يُدرَسُ على مستوى البحث اللغوي المقارن أو التأريخي ونجده كذلك في دراسات علم اللغة التقابلي، وللمستشرقين دراسات مهمة في هذا الموضوع. ولاسيما علاقة اللغة العربية بغيرها من اللغات المجاورة و أثرها فيها ، أو أثر تلك اللغات في العربية .وهوأمرٌ يُبيّن لنا قوة بعض اللغات وأثرها في غيرها والعكس صحيح . ومن دراسات المستشرقين التي تناولت هذا الموضوع والتي أفدنا منها هي:
اللغة العربية وسكان الأندلس في القرون الوسطى:
للمستشرق الفرنسي هنري ببريس(1). المنشورة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق في الجزء الأول سنة 1944 ص(393 ـ 408 ).
(2) أثر اللغة العربية في اللغة البرتغالية:
للأستاذ جوزيه بدرو مشادو (2) المنشورة في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة الجزء الأول 18 سنة 1965 ص(65 ـ 68) .
(3) اللغة العربية و مظاهرها في غرب أفريقيا
للأستاذ الدكتور جون هانيوك (3) المنشورة في مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد 24جزء 1 سنة 1978 ص (175 ـ 190)
(4) تأثير العربية في سنغال
الأستاذ مالك إنجاي(4) المنشورة في مجلة اللسان العربي مجلد 8 ص(152 ـ 158).
(5) اللغة العربية في أفغانستان
للمستشرق كارل شتولز(5) المنشورة في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مجلد 30 الجزء الثالث سنة 1955 ص(367 ـ 379)
(6) تأثير اللغة العربية في اللغة الرومانية (دراسة)
للمستشرق الروماني جورج غريغوري(6) المنشورة في مجلة المورد المجلد 32 العدد 2سنة 2005 ص(4 ـ 12)
(7) تأثير اللغة العربية على البولونية
للمستشرق جرزي كوتكوفسكي(7) المنشورة في مجلة مجمع اللغة العربية في دمشق مجلد 25 جزء 1 سنة 1951 ص (147 ـ 150)
(8) اللغة العربية في جورجيا
للمستشرق أ.أركلي توبو ريدزه (8) .المنشورة في مجلة دراسات الترجمة ـ المجلة الفصلية الصادرة عن بيت الحكمة ـ بغداد العدد 1 لسنة 2002 ص(20 ـ 34 )
(9) من الأدب الألباني مع مقدمة في الصِّلات الأدبية العربية الألبانية للمستشرق الألباني محمد موفاكو (9) المنشورة في مجلة التراث العربي الصادرة عن إتحاد الكُتّاب العرب بدمشق سنة أولى عدد 3 سنة 1980 ص(48 ـ 88) .
(10) بعض اصطلاحات يونانية في اللغة العربية للمستشرق بندلي جوزي(10).
هذه الدراسات والمقالات كتبها مستشرقون بارعون ونحن جمعناها هنا . وذكرناها فيما سبق ليس حسب التسلسل الزمني لسنوات النشر بل حسب المناطق بدأ من الغرب حتى الشرق (الأندلس، البرتغال، غرب افريقيا، سنغال، أفغانستان، رومانيا، بولونيا، جورجيا، ألبانيا) وكان البحث العاشر عن تأثّر اللغة العربية باللغة اليونانية . وكما هو واضح فإن جميع هذه الدراسات كانت بأقلام مستشرقين كي نحصل على تصوّر عن دراسات المستشرقين لهذا الموضوع و نقدّمه للقارئ العربي وهو على مباحث:
المبحث الأول
(طرق التأثير)
أولاً ـ الحروب:
في الدراسات التي ذكرناها تناول بعض (المستشرقين) طُرق دخول الكلمات العربية الى اللغات الأخرى و بالعكس وبعضهم لم يتناول تلك الموضوعة. ومن هذه الطُرق (الحرب) فقد ركَّزَ بعضهم على هذا العامل في دخول الأثر اللغوي. فالمستشرق هنري ببريس في دراسته يؤكد على ذلك بعد أن يُعطينا تصوّراً جغرافياً سياسياً عن الأندلس. فيقول: إن جزيرة الأندلس في القرون الوسطى وخصوصاً في القرن الخامس تنقسم الى قسمين: الأندلس النصرانية والأندلس الإسلامية، فالأندلس النصرانية عبارة عن قطعة مستطيلة تمتّد في شمال الجزيرة وتَشَتمل على بعض مقاطعات (كاطولونيا، نابرّة أي: بلاد البشكونش ، وجيليقية ) وأما الأندلس الإسلامية فهي تشتمل على بقية الجزيرة أي: على أكثر من أربعة أخماس الجزيرة... ويحكم فيها ملوك لا يرتبطون بالسلطة المركزية إلاّ بعلائق ضئيلة... وأولئك الملوك استقلّوا استقلالاً تامّاً في جزيرة الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية بقرطبة في بداية القرن الخامس الميلادي فتكونّت نّحوعشرين دويلة يحكم فيها ملوك أُطلقَ عليهم ملوك الطوائف أصلهم عرب أو برابرة أو صقالبة ...
فالمسلمون العرب يحكمون (قرطبة ولاردة و سرقسطة ) والمسلمون البرابرة يحكمون (غرناطة ومالطة ورُندة مورور و قرموطة و طُليطلة وبطليوس والسهلة ) والمسلمون الصقالبة يحكمون (دانية وجزيرتي ميورقة ومنورفة )(11) وأن هذا التنوّع ما بين المسلمين من (العرب و البرابرة والصقالبة ) وكذلك النصارى واليهود تجمعهم آنذاك لغةٌ واحدة رسمية هي اللغة العربية . إذ دَخَلَ المسلمون العرب ومعهم المسلمون البرابرة الى بلاد الأندلس وأنّ مجموعة من اليمانيين المُقيمين بالشام بعث بهم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك الى أفريقيا لإطفاء فتنة حدثت هناك فوصلوا الى سبتة وهي قرب جبل طارق وفيما بعد عبروا الى الأندلس. إذ أقام جُند دمشق بالبيرة أي: (غرناطة) وجُند الأردن في مالقة وجُند فلسطين بمنطقة شدونية والجزيرة الخضراء وجُند حمص بأشبيلية وجُند قنصرين بحيان ، وجُند مصر في باجه ومرسية. ولذلك كان يُطلق على غرناطة دمشق وعلى أشبيليه حمص(12). وبعد الإستقرار الذي شهدته تلك البلاد قَدِمَ عددٌ كبير من الشرقيين إليها بحراً ، إذ كانت موانئ المرية ودانية وبلنسية ترسو فيها السفن المُحمّلة من الشرق بالبشر والثقافات والتي تأتي من مصر والشام. قد خصص المقرّي في كتابه القيّم (نفح الطيب) باباً طويلاً لأهمّ الراحلين الوافدين على الأندلس وهو الباب السادس(13).
وكذلك تَأثرَّت اللغة البولونية باللغة العربية بهذا السبب وهو الحروب ، إذ استمر الاحتلال العثماني لبولونيا لعدة قرون وبما أن اللغة التركية احتوت على ألفاظ عربية كثيرة فقد دخلت العربية الى البولونية بواسطة لغة ثالثة هي التركية، ولطول بقاء العثمانيين هناك ظهر هذا التأثير اللغوي مما أصاب كذلك الألفاظ الداخلة للبولونية بتحويرٍ مضاعف عن حالة دخول تلك الألفاظ مباشرة مابين العربية والبولونية(14). وكذلك الحال مع أثر اللغة العربية في اللغة الرومانية ، إذ دَخَلْت عن طريق لغة ثالثة هي اللغة التركية فالدولة العثمانية كانت قد احتلَّتْ المقاطعات الرومانية الثلاث مدة خمسة قرون فدخلت اللغة العربية عن طريق التركية التي حملتها معها الى رومانيا(15).
ومن الأمم والشعوب التي دخلها العرب والمسلمون شعب جورجيا ،إذ يعود ذلك الى زمن الخليفة عثمان بن عفان الذي بعث القائد العربي حبيب بن مسلمة الى تلك المناطق فطرد البيزنطيين ودخلت جورجيا تحت حكم المسلمين العرب حتى عام 515 هجرية. ومنها كذلك منطقة تفليس ومملكة كارتي وبعد ذلك تصاهر العرب و الجورجيون(16) .
والشعب الألباني من الشعوب التي تأثّرت باللغة العربية عن طريق الإحتلال العثماني لتلك البلاد في القرن السادس عشر الميلادي إذ «حدث الاحتكاك الأول بين العرب والألبانيين ولكن هذا الاحتكاك جاء في إطار عدائي. فالامبراطورية العثمانية كانت تستغل الألبانيين لإخماد الانتفاضات العربية ،كما أنها بالمقابل كانت تستغل العرب لسحق الانتفاضات الألبانية»(17). وكانت الدولة العثمانية تُفيد من القادة الألبان في القمع والحروب لتمتعهم بشهرة قتالية عسكرية ومن أولئك الولاة الألبانيين سنان باشا الذي تولّى مصرعام 1568. وفيما بعد كَلّفه السلطان سليم الثاني بقمع إنتفاضة القبائل العربية في اليمن التي اندلعت عام 1567 وكذلك الوالي الألباني المعروف أحمد باشا الأرنؤودي الذي أرسله السلطان مراد الرابع للقضاء على فخر الدين المعني الذي عمل على استقلال سوريا ولبنان وفلسطين عن الدولة العثمانية. وذلك في معركة فاصلة في البقاع سنة 1634 . وهذا الوالي قُتِلَ بعد فترة قصيرة في العراق عند مواجهة جيش الصفويين هناك .
وهكذا استمر الصراع العربي العثماني واستعملت الدولة العثمانية القادة الألبان في القمع دائما. وبدأ يقل ذلك الاعتماد تدريجياً حتى استقلال ألبانيا في تشرين الثاني عام1912(18).
يتبيّن لنا من ذلك أنّ مؤلفي الدراسات الاستشراقية التي مر ذكرها عالجوا موضوع الحرب وأثره في التداخل اللغوي في الأندلس و بولونيا و رومانيا و جورجيا و ألبانيا، وأن أثر اللغة العربية كان أحياناً بطريق مباشر ما بين العرب المسلمين وتلك الشعوب التي دخلوها وفي أحيان أخرى عن طريق لغةٍ ثالثة ولاسيما هنا اللغة التركية بسبب الاحتلال العثماني لمجموعة من تلك البلدان الذي استمر قروناً عدّة ولكن الأمر يختلف عن المناطق الأخرى في دراسات أولئك المستشرقين .ففي غرب أفريقيا و السنغال وأفغانستان واليونان والبرتغال، كان الأثر اللغوي بسبب الثقافة والحضارة الإسلامية لا بسبب الحروب .
ثانياً ـ الأثر الحضاري:
قد يكون هذا العامل هو الأكثر أثراً في نقل العربية الى غيرها من اللغات .فالمسلمون الذين سكنوا الأندلس و استقروا فيها وهم (عرب و برابرة و صقالبة ) لايكوّنون وحدهم فقط سكان هذه البلاد فهناك النصارى و اليهود وقد «أُطِلقَ على النصارى الأندلسيين اسم مزاراب Mozarabes وهو مشتق من استعرب كأنهم استعربوا بمخالطتهم العرب وسنرى أن ذلك صحيح بدلالة مؤرخيهم أنفسهم. إذ إنّهم يعيشون كسائرأهل الذمة تحت إدارتهم المدنية الخاصة. فواليهم اسمه القوندي Conde يُعينّه الخليفة . وقد اشتهر القوندي سرفاندو Servando بقرطبة و القوندي تودّو Toddo بقمبرية Coimbre » (19) . والنصارى بعد طول معاشرتهم العرب و المسلمين و للتسامح الموجود بين الطوائف أخذوا يتكلمون و يكتبون بالعربية فقد اشتهر النصراني جوان الأشبيلي وهو الذي ورد ذكره بأسم سعيد المطران ، أنه ألّف تفسيراً بالعربية للتوراة و ترجم الأناجيل من اللاتينية الى العربية وكذلك الحال مع رجال دين نصارى آخرين كتبوا بالعربية بل و أبدلوا أساميهم النصرانية الى العربية(20).
أما اليهود فكانوا يعيشون كذلك مع المسلمين والنصارى لاسيما في قرطبة وأسسوا مدرسةً يهودية في قرطبة . وكانوا أكثر نتاجاً علمياً من النصارى وكتبوا نتاجهم باللغة العربية وكان لهم شعراء و أدباء و فلاسفة و تَكاثَر عددُ اليهود في منطقة غرناطة. ومن شخصياتهم يذكر هنري ببريس (21) مجموعةً من الأسماء منها :
(1) ابن جناح النحوي المؤسس الحقيقي للنحو العبري و كتابه الرئيسي التنقيح مكتوب بالعربية.
(2) ابن جبرون الذي يُسَمّيه العرب أبا أيوب سلمان بن يحيى الذي كتب في الفلسفة كتابه (عين الحياة ) بالعربية متأثّراً بأفكار الفيلسوف ابن مسرّة القرطبي ت319هـ .
(3) باهية بن باكودا وهو معاصر لأبن جبرون ألّفَ كتاباً في الفلسفة عنوانه (واجبات القلوب ) وهو بالعربية و متأثّر بالغزالي .
(4) موسى بن عزري الشاعر الغرناطي له كتاب (قلادة الجواهر ) كتبه بالعربية وله "المحاورات والمذكرات " وهو كتاب بالعربية يقارن فيه بين صناعتي الشعر والنثر اليهودي بالأندلس وبين الشعر العربي.
(5) يهودا هالوي النطاسي الطُليطي كان يكتب بأسلوب عربي أنيق و كتابه (الخُزّري ) وهو عبارة عن قصة فلسفية باللغة العربية.
(6) موسى بن ميمون الذي عاش في القرن السادس و له كتب فلسفية عديدة كتبها باللغة العربية وصلت إلينا.
(7) ابن سهل الاسرائيلي الشاعر صاحب الموشحات الذي عاش في القرن السابع الهجري.
(8) ابن سراري المُكنّى بأبي بكر وزير ملك السهلة عبد الملك بن رزين وهو أديب عاش في القرن الخامس كذلك.
(9)ابن القروي وهو كاتب من القرن الخامس .
(10) سموئيل بن نغريلة وزير ملوك غرناطة وقد أَلَمَّ بدقائق العربية عاش في القرن الخامس .
(11) يوسف بن سموئيل بن نغريلة وهو من أدباء القرن الخامس و كُتاّبهم.
(12) ابن حسداي وزير الملكين المقتدر والمستعين اللذين حكما سرقسطة .
ويسأل المستشرق هنري ببريس سؤالاً يقول فيه لماذا لا يستعمل اليهود والنصارى لغتهم الأدبية الخاصة ولهم الحريّة آنذاك في إقامة شعائر دينهم بلغتهم؟ يُجيب قائلاً: إن اللغة العربية في القرن الخامس تظهر للشعوب القاطنة بالأندلس آنذاك أنها اللغة الوحيدة التي تَشفي غِلّة الشاعر والفيلسوف بثروتها و مرونتها، فهي اللغة الوحيدة التي تقدر أن تُعبِّر عن أدق العواطف و الأفكار(22). ومَن يطالع كتب التراجم الأندلسية يُعجب للأعداد الكبيرة من المثقفين والأدباء والكُتّاب... الذين كتبوا باللغة العربية آنذاك إذ ترد أسماء كثيرة غير عربية في كتاب (قلائد العقيان) للفتح بن خاقان (والبديع في وصف الربيع) لأبي الوليد الحميري و(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ) لأبن بسام الشنتريني وهو يقصد جزيرة الأندلس و(الحُلة السيراء) لأبن الآباّرو(نفح الطيب) للمقريّ ومن هذه المؤلفات والتراجم يَتبيّن لنا كيف عاشت وتمازجت تلك الثقافات في لغةٍ واحدة وفي بلدٍ واحد وقَدَّمتْ نموذجاً متسامحاً رائعاً بين الديانات الثلاث لم يكن للطائفية فيه أي أثر .
والدكتور جون هونيك في بحثه عن (اللغة العربية و مظاهرها في غرب أفريقيا) يرى أنّ دخول الإسلام الى بلاد السودان الغربية كان عن طريق التجارة وكأنه يريد أن يقطع الطريق على القارئ منذ أول وهلة ويحدد الدخول بذلك فقط إذ يقول:«ولكن اختلف دخول الاسلام الى غرب أفريقيا عن دخوله الى المغرب بأن دخوله الى بلاد السودان كما عرف عند العرب ، أو بلاد الدكرور بعبارة أخرى كان عن طريق التجارة و بواسطة إحتكاك المسلمين بشعوب بلاد السودان و اختلاطهم معهم عن رضى من الجانبين ، ولهذا السبب فإن الدين الاسلامي قد شاع بين تلك الشعوب مدى القرون إلاّ أنّ اللغة العربية لم تتَمكّن من السيطرة على ألسنتهم فلم يزالوا يتَكلَّمون بلغتهم الوطنية الى يومنا هذا ،أما من ناحية الكتابة فقد أصبحت اللغة العربية في تلك الأقاليم اللغة الوحيدة التي يعبرون بها عن أفكارهم ويكتبون بها رسائلهم ووثائقهم ويسجّلون تواريخهم و متى أقبلوا على كتابة بعض لغاتهم الوطنية مثل اللغة الفلانية واللغة الهوسية في القرن الثامن عشر الميلادي (الموافق للثاني عشر الهجري ) كتبوها بالحروف العربية و أدخلوا عليها كثيراً من المفردات العربية... إنّ استعمال اللغة العربية في الأراضي السودانية كان في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي (الخامس والسادس الهجري ) إلاّ أنه لم تصل إلينا أخبار أي كاتب قبل نهاية ذلك العهد »(23).
وإنّ فترة القرن الخامس عشر والسادس عشر الميلادي «كانت من أهم الفترات بالنسبة الى إنتشار اللغة العربية في السودان الغربي في ساحل البحر الأطلنطي في القرب من شواطئ بحيرة تشاد في الشرق، ففي هذه الفترة صارت اللغة العربية رسمية للمكتبات في دولة مالي ودولة كانم وبرنو »(24) . واتصل ملوك هذه الدول بغيرهم من العرب و أفادوا من الفقهاء العرب والمدارس العربية فبرزت طبقة من العلماء السودانيين لاسيما في منطقة جنى و منطقة كابرا ومدينة تُنبكت ودولة سنغي و قام علماء السودان الغربي بشرح الكتب العربية و اختصارها ونظمها ،وازدهرت تُنبكَت في القرن السادس عشر و ظهر رجال العلم فيها ومنهم وأوسعهم شهرة العلاّمة أحمد بابا (ت 1046 هـ) صاحب كتاب (نيل الإبتهاج) في تراجم أعلام المذهب المالكي وكتب كذلك أربعين كتاباً آخر في اللغة و النحو و الحديث والفقه والتصوف والتأريخ (25)... ومنذ القرن السابع عشر الميلادي حتى بداية القرن العشرين أخذت الحياة الثقافية والعلمية بالفتور مرةً، وبالقوة والظهور مرة أخرى ونذكر من العلماء وكتبهم شطراً مما ذكرة الدكتور جون هانويك (26) :
1 ـ محمد الوالي بن سليمان الفلاني عاش في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي ببلاد برنو له تسعة مؤلفات في الفقه و التوحيد .
2 ـ تلميذه محمد بن محمد الكتناوي متخصص في علم النجوم والحروف والآفاق، حجّ سنة 1730 ونَزَلَ بمصر إذ كان من أساتذته الشيخ حسن الجبرتي والد المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتيّ توفي سنة 1741م .
3 ـ صالح بن محمد العُمري الفُلانيّ ولِدَ في فوتاجلون سنة 1774 و تُوفيّ في المدينة المنورة عام 1804 له خمسة مؤلفات ورَوى عنه كثير من العلماء.
4 ـ الشيخ المجدد عثمان بن محمد فودى «ومعنى فودى باللغة الفُلاّنية: العلاّمة». والشيخ عثمان وأخوه وابنه يشكّلون بيت علم قاوم وجاهد ملوك الهوسا في نيجيريا الشمالية في بداية القرن التاسع عشر، وأسّسوا دولة إسلامية استمرت حتى أوائل القرن العشرين، وألَّف هؤلاء العلماء الثلاثة عدداً كبيراً من الكتب في سائر الفنون الأسلامية إذ تزيد مؤلفاتهم عن مائتي كتاب.
5 ـ الحاج سعيد ، وهو من المؤلفين الفُلانّيين بالأقطار الهوسية في القرن التاسع عشر له مؤلفات كذلك.
6 ـ الحاج عمر بن سعيد الفوتي عاش في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أصبح فيما بعد شيخاً للطريقة التيجانية له مؤلفات عديدة باللغة العربية يبلغ عددها عشرين كتاباً في التصوف والتوحيد.
7 ـ الحاج عمر بن أبي بكر بن عثمان الكنوي تُوفيّ عام 1934 له أكثر من عشرين تأليفاً ومجموعات من القصائد باللغة العربية وهو من بلدة كنو بشمال نيجريا استوطن بلدة صلغا في جمهورية غانا أواخر القرن التاسع عشر .
8 ـ الشيخ موسى گمر بن أحمد الحبيب عالم سنغالي شهير ولِدَ عام 1864 و تُوفيّ عام 1944ألَّفَ حوالي 30 كتاباً منها عشرة كتب في تأريخ بلاده والمناطق المجاورة وهي باللغة العربية. ومن كتبه زهو البساتين في تأريخ السوادين يقع في مجلدين ولم يُطبع النص العربي الى الآن.
هذه الأسماء التي وردت هنا والتي كُتِبتْ باللغة العربية و أسماء غيرها يقول عنها الدكتور جون هونيك: «ولا أظن أني أبالغ إذا قُلت بأنّ العالم العربي لا يكاد يعي وجود هذا التراث العربي العظيم بغرب أفريقيا وأن ماضي هذا الجزء الواسع من العالم الإسلامي لم يَزل مجهولاً للمؤرخ العربي الى حدٍّ كبير»(27).
وفي السنغال شَقَّتْ اللغة العربية طريقها الى هذا البلد بسبب وجود الطُرق الصوفية وهي ثلاث طرق (القادرية و التيجانية و المريدية ) إذ عمل شيوخ هذه الطرق الصوفية على نشر العربية ولاسيما الشيخ (سعد أبيه) والحاج (مالك) والشيخ (الخديم أحمد بمب) إذ كان الناس يطلقون الأسماء العربية على أولادهم تبركاً بالنبي (صلى الله عليه وآله) وآله والصحابة والتابعين وهكذا، ولسعة انتشار هذه الطرق على مستوى البلاد انتشرت الأسماء العربية. وحتى سُميّت المناطق والمنظمات والدوائر والطرق بأسماء عربية كذلك وهي بالمئات . وقادة الطُرق الصوفية هم مَن يختار الأسماء للمناطق والقُرى والطرق(28). وأنا أكتب في هذا المبحث شاهدتُ لقاءً مع الأستاذ محمد حسنين هيكل يوم 20/6/2013 على إحدى القنوات الفضائية المصرية وهي قناة CBC يقول فيها: إنّ الطرق الصوفية تعمل عملها في السياسة. بل إنّ بعض رؤساء الدول الإفريقية مثلاً ينتمون لطرق الصوفية فمثلاً الرئيس (سكتوري) جاء اسمه من (سكه) وهي في اللغة العربية كما هو معروف طريق و(توري) رئيس فيعني الاسم رئيس الطريقة وهذا واضح في أسماء السياسيين الأفارقة و تصرفاتهم.
وقد عمل مالك إنجاي إحصاءً لأسماء الأشخاص في السنغال قال عنه «قُمتُ شخصياً لاختبار سرعة التعريب في أسماء الأشخاص فأعجبتني السرعة التي يتم ويسير بها هذا التعريب . فبينما كانت النسبة المئوية تتردد بين 44 ـ 48 % في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن [العشرين] اعتماداً على القائمتين المئويتين المُعدتين عن قوائم أسماء كثيرة من الجريدة الرسمية لعام 1878 و1879 ارتفع خلال الستين سنة الماضية الى 69% و77% في عام 1966 . أما الطريقة التي سلكناها في هذا التحقيق فهي أننا أعددنا ست عشرة قائمة تتألف كل قائمة من مائة ... على ثلاث مجموعات من القوائم تتألف المجموعة الأولى منها من ثلاث قوائم مصدرها جريدة (دكار متان) اليومية Dakar Matin في عدديها الصادرين يومي الجمعة 22/7/1960 ويوم السبت 23/7/1960 وهي قوائم أسماء النواب المرشحين للانتخاب للحزبين المتنافسين في الحكم في السنة المذكورة و المجموعة الثانية مصدرها الجريدة المذكورة في عددها الصادر يوم الخميس 18/1/1968 وهي قائمة أسماء النواب المرشحين للانتخابات التشريعية للعام المذكور مُكَملة بعشرين اسماً من الوزراء و كبار المسؤولين في الحكومة والمجموعة الثالثة مؤلفة من عشرة قوائم مئوية مصدرها الجريدة المذكورة في عددها الصادر يوم 2/8/1968 وهي أكبر المجموعات الأربعة و أصدقها تمثيلاً للواقع لأنها تمثّل قائمة أسماء الناجحين في إمتحانات الدخول في السنة السادسة عن التعليم الثانوي و أصحاب أسماء هذه القائمة متقاربون في السن لا يتجاوز أكبرهم ثلاث عشرة سنة ولا يقل عمر أصغرهم عن إحدى عشرة سنة ، ويزيد في قيمة هذه المجموعة تمثيلها لجميع أقاليم السنغال السبعة لأنّ الامتحان المذكور يجري في جميع أنحاء سنغال و تظهر نتائجهُ جملةً مترتبة الأسماء فيها بترتيب أبجدي ومن هنا انتفت الإقليمية عن نتائج المجموعة »(29) .
أما عن أثر العربية في الثقافة و اللغة الأفغانية فنجد الأمر يتعدّى أسماء الأشخاص و المناطق ليصل الى أنّ صرف لغة الأردو و الباشتويه و نحوهما ما هما إلاّ تقليد لصرف اللغة العربية ونحوها لدرجة كبيرة (30). بل إنّ كثيراً من الأدباء والشعراء والكتّاب و المفكرين والمؤرخين و الفلاسفة الذين نبغوا في العربية هم من أصول أفغانية إذ يذكر كارل شتولز تلك الشخصيات و منها (31) :
1 ـ أبو الحسن شهيد بن حسين البلخي
2 ـ بشار بن بُرد الذي ولِدَ عام 95 هـ في طخارستان وتُوفيَّ في بغداد 167 هـ.
3 ـ أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي المعروف بالأخفش الأوسط ت210هـ
4 ـ أبو الرجاء قتيبة بن سعيد بن جميل البغلاني الذي ولِدَ عام 148 هـ عالماً بالحديث.
5 ـ أبو مطيع الحَكم بن عبد الله البلخي وهو شارح فقه أبي حنيفة .
6 ـ أبو عثمان عمرو بن عُبيد أحد أقطاب المعتزلة المولود سنة 40هـ والمتُوفّى 142هـ.
7 ـ أبو القاسم عبد الله أحمد محمود الكعبي وهو من المعتزلة ولِدَ في بلخ وتُوفيَّ فيها عام 228هـ.
8 ـ أبو الفضل محمد ابن أبي جعفر المنذري ت 329هـ .
9 ـ أبو المظفر محمد بن آدم الهروي.
10 ـ أبو الفضل محمد أبي جعفر المنذري الهروي وهو معلّم الأزهري صاحب التهذيب.
11 ـ منصور بن محمد بن أحمد بن طلحة الأزهري الهروي ولِدَ في هراة عام 282هـ.
12 ـ محمد بن يوسف الهروي وهو عالم في الحديث .
13 ـ أبو عُبيد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي الذي توُفيّ عام 401هـ .
14 ـ أبو الحسن علي بن محمد الهروي وهو لغوي وخطاط .
15 ـ شهاب الدين أديب صابر بن أديب اسماعيل الترمذي .
16 ـ رشيد الدين الوطواط وهو بلخي واشتهر بشعره الفارسي وكتب مجموعة من الكتب بالعربية توُفيّ عام 578هـ ويُعد من علماء البلاغة عند الفرس وخاصة في كتابة حدائق السحر في دقائق الشعر .
17 ـ أبو الفضل محمد بن حسن البيهقي عاش 39 سنة في حاشية ملوك غرناطة وخاصة عند محمود الغزنوي وكتب عن تأريخ الغزنويين توفي عام 470 هـ .
18 ـ الصوفي أبو اسحاق بن أبي علي عثمان الحلاني الهجويري صاحب كتاب كشف المحجوب توُفيَّ عام 465هـ وله كتب باللغة العربية عديدة .
19 ـ شيخ الاسلام الإمام أبو اسماعيل عبد الله بن أبي منصور محمد بن أبي معاذ علي الهروي المولود سنة 396هـ قرب هراة والمُتوفىّ فيها عام 481هـ وله كتاب مهم في التصوف هو (منازل السائرين ) .
هذا قسمٌ مما ذكره المستشرق كارل شتولز ويتّضح لنا الأثر الكبير الذي تركه الإسلام واللغة العربية في الربوع الأفغانية.
وإذا ما انتقلنا الى ألبانيا فإننا نجد المستشرق محمد موفاكو يوضّح أثر الطريقة الصوفية (البكتاشية) في نشر اللغة العربية في هذا البلد إذ يقول: « دون شك تعتبر الطرق الدينية وخاصة تلك التي كانت مرتبطة بالمناطق العربية كالبكتاشية والسعدية والقادرية والملامية ... إلخ من أهم الجسور التي انتقلت عِبرها المؤثرات العربية للأدب الألباني وخاصة الأدب الشعبي, فدراويش هذه الُطرق وخاصة البكتاشية التي تَسرّبت للمناطق الألبانية منذ القرن الخامس عشر كانوا يتجولون بين الشعب لينقلوا لهم تعاليمهم الدينية وقد كان هؤلاء يحيطون تعاليمهم الدينية بإطار عاطفي وخيالي لتكون أكثر قبولاً.. وعلى رأس هذه الطرق تأتي البكتاشية التي قامت بدور كبير في نقل المؤثرات العربية فالتكايا البكتاشية أُسّست في المناطق العربية قبل المناطق الألبانية بفترة تزيد عن قرنين من الزمن . فقد أُسِسَتْ التكية البكتاشية الأولى في القاهرة بداية القرن الخامس عشر الميلادي, على حين أن الثانية أُسِستْ في كربلاء بداية القرن السادس عشر. وقد تَحوّلت تكية كربلاء الى أحد المراكز الستة الكبرى لنشر البكتاشية. وفي هذا الاتجاه قام الآباء العراقيون بدورهم في نشر البكتاشية في المناطق الألبانية وبشكلٍ خاص عن طريق تكية دور بالي, ومن الطبيعي أن يحمل هؤلاء الأُدباء العراقيون معهم شيئاً من المؤثرات العربية من العراق الى المناطق الألبانية »(32) ووصل عدد التكايا في ألبانيا «عام 1927 الى 200 تكية معظمها تابعة للبكتاشية على حين أن عدد البكتاشيين الألبانيين وصل حينذاك الى 200 ألف , أي: ما يوازي خمس عدد السكان حينذاك »(33).
أما الطريقة السعدية التي أسسها في سوريا سعد الدين الجباوي والتي انتشرت في ألبانيا وكوسوفا فكان عدد تكاياها يصل الى أكثر من سبعين تكية في المناطق الألبانية وأن مشايخ هذه الطريقة لهم ارتباط روحي بالمركز في سوريا وكانت هذه الإجازة تُعطى في اللغة العربية, والطريقة الصوفية الثالثة هي الملامية وكانت منتشرة بين الجنود الألبان الذين دخلوا البلاد العربية أو في الجيش العثماني واليمن(34).
وهذه الطرُق الصوفية كانت من أهم المؤثرات التي نَقَلتْ اللغة العربية الى ألبانيا والبكتاشية خاصة التي تسعى لكمال الإنسان , ومؤسسها الحاج بكتاش الولي الذي ولِدَ في نيسابور عام 1248م وهو من الزُهّاد , بشّر بدعوته عبر المناطق المقدسة في العراق ووصل كذلك الى بلاد الأناضول وأسس أول تكية هناك عام 1282م وبعد أكثر من قرن تقريباً أي: في عام 1389 دخلت البكتاشية الى كوسوفا وانتشرت في المناطق الألبانية على يد شخصية غريبة هي سرسم علي ديدا، وهو من وزراء السلطان سليمان القانوني(35).
يهتم الأدب البكتاشي بالحكايات الشعبية عن الإمام علي وأهل بيته وبطولاتهم وأن الآباء العراقيين للبكتاشية كانوا يأتون الى ألبانيا قادمين من النجف وكربلاء ويمكثون لفترات طويلة في التكايا البكتاشية وكانوا على رأس تلك التكايا ومنهم بابا موسى البغدادي وبابا قاسم البغدادي وبابا أمين من كربلا وبابا زين العابدين من البصرة وبابا سليم البغدادي الذين تناوبوا على رئاسة البكتاشية في ألبانيا من الفترة (1522 ـ 1753)(36), والأدب البكتاشي « شَكَّلَ إضافة مهمة للأدب الألباني وذلك باعتباره تياراً خاصاً من الشعر الصوفي الذي استند الى تقاليد خصبة من الشعر الصوفي المكتوب بالعربية والفارسية إلاّ أن بدايات هذا الأدب التي تعود الى القرن السادس عشر الميلادي ظهرت في وقت لم تكن قد تشكَّلت فيما بعد اللغة الألبانية الفصحى المكتوبة التي تأخر ظهورها حتى القرن التاسع عشر حين تحوّلت فيه هذه اللغة الى لغة أدب قومي ولذا وفي غياب الألبانية المكتوبة كان الشعر البكتاشي يُكتب من قبل الألبانيين باللغات الأخرى العربية والتركية والفارسية وربما يعود السبب في هذا أيضاً الى أن اللغة الألبانية كانت فقيرة في ذلك الوقت وغير قادرة على التعبير عن المفاهيم الصوفية والفلسفية , كما أن الشعراء البكتاشيين كانوا تحت تأثير الأشعار الصوفية التي كانوا يقرأونها في العربية والفارسية »(37), ويذكر المستشرق محمد موفاكو عدداً من الشعراء البكتاشيين الذين كتبوا شعرهم باللغة العربية (38):
1 ـ الشاعر بابا سرسم علي الذي ولِدَ في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي .
2 ـ الشاعر بابا كمال الدين شميمي الذي أدّى دوراً مهماً في نشر البكتاشية في المناطق الألبانية منذ أواخر القرن الثامن عشر والذي أُغتيل في ظروفٍ غامضة بداية القرن التاسع عشر .
3 ـ الشاعر بابا نصيبي طاهر وهو من الشعراء البكتاشيين المهمين , الذي أسس تكية عُرفِتْ باسمه دُفِنَ فيها عام 1852.
4 ـ الشاعر داليب فراشري الذي كتب أضخم عمل شعري بكتاشي باللغة العربية عام 1842 وهي ملحمة شعرية تتألف من 65 ألف بيت وتتناول ملحمة الإمام الحسين (عليه السلام) وبطولاته. وقد اعتمد فراشري في كتابة هذه الملحمة على كتاب حديقة السعادة للشاعر فضولي البغدادي , وهي ما تزال أطول ملحمة , وله أشعار كثيرة يَتغنَّى فيها ببطولات الأئمة .
5 ـ الشاعر بابا محرم محزوني الذي كان يرأس أقدم التكايا في البلقان .
6 ـ الشاعر شاهين فراشري كتب ملحمة عن كربلاء باللغة الألبانية بالحروف العربية في 12 ألف بيت توجد منها نسخ خطية ولم تُطبَع لحد الآن .
7 ـ الشاعر بابا زين العابدين من شعراء القرن التاسع عشر.
8 ـ الشاعر نعيم فراشري (1864 ـ 1900) الذي يُعدّ من أعظم شعراء البكتاشية.
9 ـ الشاعر بابا آدم وجهي (1841 ـ 1927) من مدينة جاكوفا وقد زار في شبابه الأماكن المقدسة في العراق . وكانت له معرفة جيدة باللغة العربية .
وهناك عدد كبير من الشعراء البكتاشيين نظموا شعرهم بالألبانية والعربية ذكرهم المستشرق محمد موفاكو في بحثه .
أما عن أثر اليونانية في العربية فقد كتب المستشرق بندلي جوزي بحثاً قيّماً بهذا الخصوص وذكر فيه مجموعة من الألفاظ اليونانية التي دخلت العربية يزيد عددها على مئة كلمة. وهو عددٌ قليل قياساً لأثر العربية في غيرها من اللغات التي ذكرناها فيما سبق ولذلك يستغرب بندلي جوزي من هذا الأمر فيقول: «من الغريب أن العرب على طول احتكاكهم بالأمة اليونانية واقتباسهم منها كثيراً من العلوم والفنون والصناعات لم يأخذوا عنها من الاصطلاحات إلاّ شيئاً قليلاً يكاد لا يُذكر في جانب ما أخذوه عن الفُرس»(39). ولم يكن التأثرّ بطريق واحد عن اليونانية فقط بل كان عن السُريانية كذلك التي تُرجمت إليها العلوم اليونانية القديمة , ولذلك كانت الألفاظ اليونانية الداخلة للعربية مباشرة قليلة «ومن أسباب قِلةّ المفردات اليونانية في لغتنا أن العرب قبل أن يحتكوا بالأمة اليونانية وآدابها . كانوا قد احتكّوا بالأمة السريانية وأخذوا منها مئات من الاصطلاحات , للتعبير عمّا كانوا يحتاجون إليه من المعاني المادية والروحية .. وأنّ أكثر ـ إنْ لم نقل جميع ـ المفردات اليونانية التي في العربية هي أيضاً في السريانية وأن التحريفات والأغلاط التي نراها في المفردات اليونانية التي في لغتنا هي في السريانية أيضاً »(40) وهذه الحال تشبه حال دخول اللغة العربية الى الرومانية والجورجية والبولونية فقد كانت عن طريق لغة ثالثة هي اللغة التركية وأحياناً عن طريق لغة رابعة .
المبحث الثاني
(التغيّرات الحاصلة على المفردات المنتقلة)
أولاً ـ التغيّرات الصوتية:
لا تحتفظ الكلمات المُنتَقلة ما بين لغتين بكل خصائصها الصوتية دائماً والسبب هو اختلاف طُرق النطق وأنواع المخارج فيما بين اللغتين وعدم وجود أصوات مشابهة ما بين اللغتين فيضطر المتكلم الى نقل اللفظة بأصوات قريبة، مما يؤدي الى تغيّرات تطرأ على الكلمات المنتقلة ما بين لغتين فما هو الموقف إذا انتقلت الألفاظ عبر لغة ثالثة . الأمر سيكون أكثر تعقيداً وابتعاداً عن الأصل . ولذلك يتعذّر أحياناً معرفة أصل اللفظة بسبب الابتعاد الصوتي الذي غَيَّرَ من أصلها . فمثلاً عندما دخلت الألفاظ العربية الى البرتغالية تغيّرت بنيتها الصوتية فـ(أل التعريف ) وهي خارج بنية الكلمات صوتياً وحرفياً ولكنها أصبحت في البرتغالية ضمن بنية الكلمة « فأداة التعريف أل تدخل في بنية الكلمة وحروف الحلق تصبح ابراز حرف f وحروف التفخيم ترُقَقَ وتنتقل النبره من مكانها وهكذا كما في الأمثلة الآتية.
الزيت azeite
الخس alface
الطاحونة atafona » (41) .
وصوت D ديدل على الضاد مثل رمضان Rama Dane وأحياناً على الذال في هذرم Hadsama والصوت t يدل على التاء taj وأحياناً على الثاء ثمرة tamare(42) .
ولعدم وجود اثني عشر صوتاً عربياً في اللغات السنغالية ولاسيما الولفية تَعرَّضَتْ الكلمات العربية الى تغيّرات كبيرة في النُطق ولاسيما في الكلمات التي تحتوي على هذه الأصوات ( ث ح ذ ز س ص ض ط ظ ع غ هـ ) ولذلك يُحِّرف الولفي هذا الصوت فيقول.
زينب نب يحذف (ز).
محمود مود يحذف (الحاء).
فاطمة فات يحذف (الميم والتاء) .
وهكذا أصبحت هذه الألفاظ غير معلومة الأصل عند النُطق بها وكأنها غير عربية بل ويُضاف لها أحياناً حرف مد في آخر اللفظة .
صالح سال سالو
آدم آد آدا
محمود مود مودو
وكذلك تُقَلب أصوات (العين والهاء والحاء ) الى همزة وهي الأقرب لها ولاسيما في بداية الكلمة . وتُحذَف تلك الأصوات من وسط الكلمة .
حبيب أبيب .
حليمة ألمة .
عبد الله أبلاي.
هارون آرون.
محمد ممد.
معاذ ماس.
مهدي مدي (43).
أما الكلمات العربية التي دخلت البولونية (44). فقد أصابها تغيّرٌ صوتي مثال ذلك:
كرسي كزسلو.
قهوه قاوه.
فنجان فلزن.
جهنم جهنه.
فقير فاقر .
ولد ولت .
وهناك كلمات بَقِيتْ على طريقة نُطقها العربية لم تتغيّر مثال ذلك:
حلوى حلوى.
شال شال.
بلسم بلسم.
ديوان ديوان.
الكحول الكحول.
قانون قانون.
أما الكلمات العربية التي دخلت الجورجية (45) . فبعضها بَقيَ على حاله في النطق مثال ذلك خباز , كيس , ورد , سبب , فنجان , بدر , ميدان , دفتر , خير , مرجان , دكان , بيت...
وهناك مفردات عربية تَغيّرت أصواتها ولاسيما المفردات التي تنتهي بتاء إذ قُلِبتْ التاء الى ألف أو واو أو بَقيت التاء وألحقتها ياء , مثال ذلك:
لقمة لقما حذف التاء وإبدالها ألفاً.
بركة بركا حذف التاء وإبدالها ألفاً.
والدة والدا حذف التاء وأبدالها ألفاً .
مغارة مغارو حذف التاء وأبدالها واواً .
زكاة زكاتي إضافة ياء بعد التاء .
صورة صورتي إضافة ياء بعد التاء .
وهناك مفردات جرى تغيير بعض أصواتها بإضافة صوت أو قلب آخر يتلاءم مع طبيعة اللغة الجورجية وهي أصوات (الياءوالألف والكسرة) مثال ذلك:
وكيل وكيلي إضافة صوت الياء.
بلبل بلبلي إضافة صوت الياء.
قلم قلامي إبدال القاف كافاً وإضافة الياء .
قانون كانوني إبدال القاف كافاً وإضافة الياء .
زنجي زانكي إبدال الكسرة ألفاً والجيم كافاً.
بستان بسطاني إبدال التاء طاءً وإضافة ياء .
سرداب سردافي إبدال الباء فاءً وإضافة ياء .
برتقال بوتكال إبدال الراء واواً والقاف كافاً.
غليون كليوني إبدال الغين كافاً وإضافة ياء.
وتُقلب السين في المفردات العربية الى شين أو ألف عند دخولها الجورجية.
سروال شاروال تُقلب شيناً
جاسوس جاشوشي تُقلب شيناً
مسجد ماجاتي تُقلب ألفاً
وتُقلب الهمزة الوسطية أو النهائية كافاً أو ألفاً
مائدة ماكدا
هواء هوا
وتُقلب القاف الى الصوت القريب منه (الكاف)
قانون كانوني
قلم كلامي
بقال باكالي
قمر كمر
قصّاب كاصاب
والمفردات العربية التي تبدأ بحرف العين أو من بين أصواتها عين تُقلَب العين ألفاً أو ياءً.
علم ألمي
جامع جامي
شعر شايري
علبة آلاب
فمن الطبيعي أن يتَغيّر نطق الصوت العربي الى الشبيه باللغة الأخرى والحال معكوسة مع اللفظة اليونانية المنتقلة الى العربية كما نجده في بحث بندلي جوزي(46).
إبليس (العربية): جاء من Diabolos بحذف المقطعين الأولين وزيادة (إ) في أول الكلمة لإبتدائها بحرف ساكن وتحويل o s الى is
إبريسَم: مأخوذة من prosinos ومعناها الحرير الأخضر.
إقليم : من Klima وأصل معناها المُنحدَر ثم اسُتعملت للدلالة على صفة المحل الجغرافية.
إسفنج: من spaggee وتُلفَظ spongee .
أنجر (المرساة): من agkyr ـ a وتُلفظ ankyra .
درهم: من drakhm ـ ee
ثانياً : التحّول الدلالي:
يُصاحب الكلمة العابرة من لغة الى أخرى تغيّر في دلالتها الأصلية التي وُضعِت لها أحياناً . فعند دخول الكلمات العربية الى البولونية تغيّرَت دلالة بعض الكلمات منها(47):
قنطرة (العربية) قنطر (بولونية) وتعني سلسلة
مات (العربية) مات (بولونية) وتعني حجر الشطرنج الميت عند اللعب.
واختلفت دلالات بعض الكلمات العربية الداخلة الى الجورجية (48) . مثال ذلك:
غريب (العربية) تعني فقير في (الجورجية)
خزانة ميزانية
غائم مخفي
نديم مأدبة
وهناك ألفاظ أصابها التغيّر في الصوت والدلالة عندما عبرت الى الجورجية مثال ذلك:
دائرة (العربية) دايرا وتعني في الجورجية طبل
الكمال (العربية) تمامي وتعني شجاع في الجورجية
معركة (العربية) ماراكشي وتعني حوار أو نقاش في الجورجية
مشاة (العربية) مشى وتعني عامل يتحرك في الجورجية
الأسود (العربية) ساودا وتعني حزن في الجورجية
خاتمة
بعد هذه الرحلة مع بحوث المستشرقين المُشار إليها سابقاً نورد بعض المؤاخذات عليها:
1 ـ كان بعض تلك البحوث قصيراً جداً ولم يعطِ تصوراً كاملاً عن أثر العربية في غيرها من اللغات كما في البحث ( تأثير اللغة العربية على البولونية) فهو في أربع صفحات و(تأثير اللغة العربية في اللغة الرومانية) في ثمان صفحات و (أثر اللغة العربية في اللغة البرتغالية) في أربع صفحات. وبحوث آخرى متوسطة الحجم مثل بحث (اللغة العربية في أفغانستان) ويقع في اثنتي عشرة صفحة وبحث (اللغة العربية ومظاهرها في غرب أفريقيا) ويقع في خمس عشرة صفحة وبحث (اللغة العربية في الأندلس). وفي خمس عشرة صفحة كذلك وبحث ( اللغة العربية في جورجيا) ويقع في أربع عشرة صفحة بحث (بعض اصطلاحات يونانية في اللغة العربية) ويقع في ثمان عشرة صفحة . والبحث المطوّل الوحيد هو (من الأدب الألباني مع مقدمة في الصِلات الأدبية العربية الألبانية ) ويقع في اثنتين وأربعين صفحة.
2 ـ لم تذكر بعض البحوث الألفاظ العربية العابرة الى غيرها من اللغات , مثال ذلك بحث (اللغة العربية وسكان الأندلس) و (اللغة العربية ومظاهرها في غرب أفريقيا ) و ( اللغة العربية في أفغانستان) بل درست موضوع التأليف باللغة العربية في هذه المناطق وليس مفردات اللغة العربية تحديداً أي: رَكَّزت على أثر الثقافة العربية الإسلامية في البلدان التي درستها تلك البحوث.
3 ـ ذكرت مجموعة من البحوث الألفاظ العربية العابرة الى غيرها من اللغات فالبحث الموسوم «تأثير اللغة العربية على البولونية» ذكر ستاً وثلاثين لفظة , وعمل جدولاً ثلاثياً يحتوي على (العربية ـ البولونية ـ ملاحظات) والبحث الموسوم (تأثير العربية في اللغة الرومانية) ذكر مئتي لفظة تقريباً , وهذا البحث لم يأتِ بالجديد تماماً قياساً لبحثٍ سابق عليه للمستشرق الروماني الكبير نيقولا دوبريشان الذي أنجزنا كتاباً كاملاً عنه وعنوان بحث نيقولا « الألفاظ ذات الأصل العربي الدخيلة في اللغة الرومانية بواسطة اللغة التركية» وقد نُشِرَ هذا البحث في مجلة مجمع اللغة العربية في القاهرة في الجزء التاسع والعشرين سنة 1972 ص (147 ـ 172) وهو دراسة جيدة لهذا الموضوع. إذ جمع نيقولا دوبريشان أكثر من أربعمئة لفظة , وهو سابق لبحث جورج غريغوري بـ(33سنة) إذ نُشِرَ الأخير كما ذكرنا في مجلة المورد عام 2005.
أما البحث الموسوم (تأثير العربية في سنغال) فقد ذكر مئة وخمسين لفظة تقريباً. ولكنه لم يذكر طريقة نطقها في السنغالية بل وضع قواعد النطق والإبدال وكانت عامة. والبحث الموسوم (أثر اللغة العربية في البرتغالية ). لم يذكر كلمات كثيرة بل ذكر بعض قواعد إبدال وطريقة النطق لمجموعة من الكلمات. والبحث الموسوم (اللغة العربية في جورجيا) ذكر عشرات الألفاظ العربية العابرة الى اللغة الجورجية وذكر مقابلها طريقة نطقها بالجورجية ودلالاتها وكان من هذه الناحية وافياً.
وعلى الرغم من نقدنا لبعض تلك البحوث والدراسات إلاّ أنها تحمل عناصر إيجابية كثيرة وبمجموعها أصبح لدينا تصوّر عن حوار اللغات وحوار الحضارات ولاسيما أثر العربية في غيرها من اللغات . وكان بحثنا هذا مقتصراً على دراسات المستشرقين فقط كي نستطيع تصور تلك الدراسات . وعلى الرغم من ذكرهم أثر الحروب في انتقال اللغة ومفرداتها إلاّ أن العامل المهم الذي اتضح لنا هنا وهو الأقوى والأكثر فاعلية في دخول العربية الى غيرها من اللغات كان الأثر الديني والثقافي الإسلامي وما حملت اللغة العربية من أرثٍ ثقافي واسع وكذلك لسعة العربية وجمالها اذ تجاوزت في ذلك اللغات الأخرى . وهذه البحوث هي وثائق استشراقية بأقلام كُتّاب ليسوا عرباً تؤكد أهمية اللغة العربية وجماليتها وتسامح الاسلام، وحوار اللغات.
* هوامش البحث *
هنري ببريس ولِدَ عام 1890 في الجزائر وبدأ مدرساً في المدرسة الابتدائية العليا ببرج الحواش (النار المربعة) ثم عُيّن أستاذاً في كلية الآداب بالجزائر واشتهر بسعةٍ علمية بالأندلسيات والبلاغة العربية وآدابها وحضارتها . ومن آثاره:
A ـ نشر ديوان كُثيّر عزة في جزئين مع شرح وتعليق (منشورات كلية الآداب بالجزائر (سنة 1927 ـ 1930).
B ـ صَنّف كتاباً في الشعر الأندلسي الفصيح في القرن الحادي عشر خصائصه العامة (باريس سنه 1937 ).
C ـ حقق (البديع في وصف الربيع لأبي الوليد بن حبيب الأشبيلي ( باريس سنة 1940).
E ـ سكان الأندلس في القرون الوسطى وهي محاضرة بالعربية ألقاها في المجمع العلمي العربي بدمشق 1944.
F ـ الأدب العربي والإسلام بالنصوص (الطبعة السادسة في الجزائر سنة 1955).
G ـ أشعار عبد القادر سنة 1932.
H ـ حفاوة الخليفة عمر بن عبد العزيز بالشعراء نقلاً عن ابن القوطية ( المجلة التونسية 1934).
I ـ رواد النهضة في الشرق في القرن التاسع عشر نصيف اليازجي وفارس الشدياق ( حوليات معهد الدراسات الشرقية مجلد الأول سنة 1934).
J ـ كتاب الإمامة والسياسة في نظر ابن قتيبة (المجلة الطرابلسية 1934).
K ـ الحب العذري في أسبانيا المسلمة سنة 1935.
L ـ الرحالة المسلمون الى أوربا في القرنين التاسع عشر والعشرين سنة 1935.
M ـ الجزائر في نظر رحالتين مسلمين عام 1877 ـ 1878 (المجلة الإفريقية مجلد 76 سنة 1935) .
N ـ أحمد شوقي ( حوليات معهد الدراسات الشرقية جزء 2 سنة 1936).
O ـ القصة والرواية والأقصوصة في الأدب العربي الحديث (حوليات معهد الدراسات الشرقية سنة 1937).
P ـ رسالة غير منشورة لدي ساسي ( حوليات معهد الدراسات الشرقية جزء 3 سنة 1937) .
Q ـ الشعر في فاس في عهد المرابطين والموحّدين ( مجلة هسيبريس جزء 18 سنة 1938)
R ـ أصل قصص الأخلاق والنقد الإجتماعي في الشرق العربي (مؤتمر المستشرقين جزء 20 سنة 1938) .
S ـ مقدمات المؤلفين العرب لقصصهم وأقصوصاتهم ( حوليات معهد الدراسات الشرقية سنة 1939) .
T ـ أعمال هنري جيب (نشرة الدراسات العربية عدد 3 سنة 1943) .
U ـ أعمال لويس مارسيه (نشرة الدراسات العربية عدد 5 سنة 1945) .
V ـ حديث عيسى بن هشام ( مجلة الدراسات الشرقية عدد10 سنة 1944) .
W ـ تذكرة الطالب (نشرة الدراسات العربية سنة 1949) .
X ـ النص العربي لرسالة الشفا ( المجلة الأفريقية عدد 94 سنة 1945) .
Y ـ العربية العامية في إسبانيا المسلمة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ( منوعات وليم مارسيه سنة 1950 ) .
Z ـ ليون بيرشه (المجلة الأفريقية عدد 99 سنة 1955).
a ـ ثبت ترجمة مصنفات ابن خلدون ( الدراسات الشرقية لتكريم ليفي دلافيرا سنة 1956).
b ـ معهد مصر وعمل بونابرت في نظر مؤرخين عربيين معاصرين ( أرابيكا عدد 3 سنة 1957 ) .
c ـ بقايا تأريخية عن ملوك الطوائف والمرابطين في قلائد العقيان للفتح بن خاقان ( منوعات . تكريم ج , مارسيه الجزء الثاني سنة 1957.
d ـ الشعر العربي الأندلسي وإمكان صِلاته بشعر الشعراء الجوالّين ( مجلة الاسلام والغرب سنة 1947) .
e ـ القصة التأريخية في الأدب العربي ( حوليات معهد الدراسات الشرقية عدد 15 سنة 1957
f ـ الطبعات المتكررة لحديث ابن هشام تأليف محمد المويلحي ( منّوعات ماسينيون الجزء الثالث سنة 1957.
g ـ بعض ملامح النهضة الفكرية في القرن العشرين في شمال أفريقيا ( مجلة الطاولة المستديرة عدد 126 سنة 1958).
h ـ القصة العربية في الثلث الأول من القرن العشرين ـ المنفلوطي وهيكل (مجلة حوليات معهد الدراسات الاستشراقية عدد 17 سنة 1959 ).
i ـ العناصر القومية لإسبانيا الاسلامية واللغة العربية في القرن الرابع ـ الحادي عشر الميلادي ( مجلة الدراسات الشرقية لتكريم ليفي ـ بروفنسال جزء 2 سنة 1962 ) .
يُنظَر: كتاب المستشرقون لنجيَب العقيقي المجلد الأول ص 286 ـ 287.
(2) المستشرق البرتغالي جوزيه بدرومشادو , كان قد ألقى في مركز الدراسات اللغوي سلسلة محاضرات عن فقه اللغة العربية وفي المؤتمر البرتغالي البرازيلي بريودي جانيرو وألقى مباحث عن دخول المصطلحات العربية في اللغة البرتغالية .
ومن مؤلفاته :
مشكلة الكتابة البرتغالية بالحروف العربية.
تعليق على بعض الصيغ العربية في معجم تاستس.
اللغة الأندلسية في مقدمة أبن خلدون .
يابرة المسلمة .
أثر العرب في المعجم البرتغالي ( مجلد حرف ع ) .
الدراسات العربية في البرتغال ( منوعات لويس سنيغال 1945) .
يُنظَر: المستشرقون لنجيب العقيقي مجلد 2/268 .
(3) جون هانويك مدير وحدة اللغة العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ورئيس شعبه التأريخ بجامعة غانا سابقاً, أَعَدَ معجماً للمؤلفين الذين كتبوا باللغة العربية بأفريقيا الغربية يتَضمَّن سيرة حياتهم وما تيسّر من المعلومات عن مؤلفاتهم مُشيراً الى الخزائن التي تحُفظ فيها المخطوطات والى ما ينُشرَ منها أو تُرجم الى اللغات الأجنبية يُنظر بحثه المذكورة سلفاً .
(4) الباحث مالك إنجاي بحثنا عنه فلم نجد له ترجمة وكل ماوجدنا له على الأنترنيت معلومة أنه كاتب وباحث سنغالي وهو من الكُتاب المسلمين المعروفين وأحد العاملين على الساحة الاسلامية لحد الآن .
(5) كارل شتولز مستشرق نمساوي وكتب بالألمانية لم نعثر على ترجمة له .
(6) المستشرق الروماني جورج غريغوري لم نعثر على ترجمة له وكل ما ورد في بحثه أعلاه أنه باحث في مركز الدراسات العربية في بوخارست في جمهورية رومانيا.
(7) المستشرق جان جرزي كوتكوفسكي ولِد عام 1846 ـ 1922 تَعلّم اللغات الشرقية واقترح إنشاء مركز لدراستها في فرسوفيا , وشَرَع يُصنف كتباً لطلابّه إلاّ أن وفاة ممول المركز الثري كرازنسكي حالَ دون تحقيق اقتراحه فتَقدَّم بمشروع آخر الى المجلس البولوني , ولم يكن حظه أوفر من الأول ولكنه أصدر مجلة التقويم الشرقي فيما بعد ويُعد من مؤسسي الإستشراق في بولونيا ومن مؤلفاته :
A ـ نصوص من القرم (مجلة التقويم الشرقي مجلد 1)
B ـ نصوص تركية تترية بلغة غاليسيا ( فيينا 1903 ).
C ـ سجلات رومي عن حملة فيينا (فيينا 1912).
D ـ فرمانان تركيان من القرن الثامن عشر( الحولية الاستشراقية 1914 ).
E ـ الصِلات التجارية بين بولونيا وتركيا في القرن الثامن عشر ( الحولية الإستشراقية سنة 1917).
يُنظَر: المستشرقون لنجيب العقيقي المجلد 2/499 .
(8) المستشرق آ.أركلي توبوريدزه باحث في معهد الاستشراق في جورجيا وشاركه في بحثه أعلاه الدكتور عامر نايف الهيتي الأستاذ في كلية اللغات جامعة بغداد يُنظر البحث المذكور ولم نحصل على ترجمة له .
(9) المستشرق الألباني محمد موفاكو . أستاذ في فرع الاستشراق جامعة برشتنا ـ يوغسلافيا حصل على الماجستير في التأريخ والدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة كوسوفا ـ يوغسلافيا يعمل منذ عام 1974 في فرع الاستشراق ـ جامعة كوسوفا وله عشرات الدراسات في المجالات العربية واليوغسلافية وترجمات نثرية وشعرية الى اللغة الألبانية واللغة الصربو كرواتية .
مؤلفاته :
اللغة العربية في ألبانيا .
الثقافة الألبانية في الأبجدية العربية سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد68، سنة 1983
تأريخ بلغراد الأسلامية نشرته مكتبة دار العروبة الكويت ضمن سلسلة المكتبة البلقانية ويقع في 149 صفحة سنة 1987 .
بحث ( من الأدب الألباني مع مقدمة في الصلات الأدبية العربية الألبانية ) مجلة التراث العربي الصادرة عن إتحاد الكُتّاب العرب بدمشق سنة أولى عدد 3 سنة 1980 ص(48 ـ 88).
بحث ( ملحمة كربلاء من روائع الأدب الألباني) مجلة الموسم العدد 2 ـ 3 سنة أولى سنة 1089 (ص 566 ـ 589 ).
بحث ( اسكندر بك الألباني الرجل الذي أوقف مدّ الاسلام الى أوربا) مجلة العربي الكويتية عدد 292 آذار سنة 1983 (ص 140 ـ 145) .
عرض كتاب سامي فراشري ( همّة الهُمام في نشر الاسلام ) مجلة العربي العدد 325 سنة 29 سنة 1985 (ص 121 ـ 126).
بحث ( الدين والمسألة الدينية في ألبانيا) مجلة العربي العدد 239 سنة 1978 (129_133).
H ـ بحث ( الألبانيون عدة تسميات لأمةٍ واحدة) مجلة مجمع اللغة بدمشق كانون الثاني جزء1، المجلد 63 سنة 1988 ( ص 677 ـ 684) .
I ـ بحث ( هوية للشعر الألباني في يوغسلافيا) مجلة البيان الكويتية عدد 129 كانون أول سنة 1976 ( ص 15 ـ 19) .
J ـ بحث( حول المخطوطات العربية في جنوب يوغسلافيا ) مجلة معهد المخطوطات العربية (كويت) مجلد 26 جزء 2 سنة 1982 (ص541 ـ 554) .
K ـ (ترجمان القرآن الكريم في يوغسلافيا ) هو بحث للمستشرق فتحي مهدي ترجمهُ د.محمد موفاكو الى العربية مجلة التراث العربي سوريا العدد 37 ـ 38 سنة 1989 ـ 1990 (ص 180 ـ 192).
M ـ بحث (عودة الى معروف الأرناؤوط) مجلة البيان الكويتية عدد 124 سنة 11 تموز 1976 (ص22 ـ 27).
N ـ بحث «أروى العربية وأروى الألبانية) مجلة المعرفة السورية عدد 228 سنة 1980.
O ـ بحث «الألبانيون في سوريا ودورهم في الحياةالسورية» المؤتمر الدولي الثاني لتأريخ بلاد الشام 1516 ـ 1939 الجزء الأول دمشق 1979
P ـ بحث «اللغة العربية في اللغة الألبانية» مجلة المعرفة السورية عدد 178 دمشق سنة 1976.
Q ـ بحث «محاولة لكتابة الألبانية بحروف عربية» مجلة المعرفة عدد 196 دمشق 1978.
هذه المعلومات لم تكن موجودة في مكان محدد بل جمعتها شخصياً .
(10) المستشرق بندلي جوزي , غني عن التعريف فقد صدر عنه كتاب كامل عنوانه (بندلي الجوزي عصره – حياته ـ آثاره للدكتور شوقي أبو خليل عن دار الفكر المعاصر بيروت ودار الفكر سوريا طبعة أولى سنة 1993 ويقع الكتاب بأكثر من ثلاثمئة صفحة ولكننا نذكر ترجمته عند نجيب العقيقي في كتابه (المستشرقون) المجلد الثالث ص 66 ولِد عام 1871 وتُوفّي عام 1942) من مدينة القدس تخصص في قازان باللغات السامية والدراسات الشرقية وتولّى التدريس في معهد الرهبان ثم في جامعة قازان ثم في جامعة باكو الى أن تُوفّي وقد عدّه المستشرقون الروس مرجعاً من مراجعهم وكتب عنه كراتشكوفسكي . ومن مؤلفاته:
A ـ ترجم للعربية كتاب ديكلن( الأمومة عند العرب).
B ـ ترجم للعربية وبمعاونة الدكتور قسطنطين زريق عن الألمانية كتاب نولدكه (الأمراء الغساسنة من بطن جفنة المطبعة الكاثوليكية سنة 1931) .
C ـ وبمعاونة المستشرق كريمسكي ترجم للعربية فقرات من البهائية .
D ـ كتاب ( تعليم اللغة الروسية لأولاد العرب وهو في جزئين وهو أول كتاب من نوعه نشره في قازان عام 1898 ).
E ـ بحث عن المعتزلة ( قازان سنة 1899) .
F ـ تاج العروس في معرفة لغة الروس وهومعجم عربي روسي في جزئين(قازان 1903) .
G ـ الحركات الفكرية في الاسلام (القدس 1928) وهو كتاب مهم .
H ـ علم الأصول في الاسلام .
I ـ أصل الكتابة عن العرب .
J ـ جبل لبنان تأريخه وحاله وحاضره .
K ـ ديوان لغات التُرك لمحمود الكاشغري (سنة 1926).
L ـ قضية المصطلحات العلمية عند العرب المعاصرين (سنة 1930)
M ـ رباعيات أبي العلاء ونقلها الى اللغات الأوروبية (المقتطف سنة 1929 جزء 156).
N ـ كراتشكوفسكي وآثاره مجلة المقتطف (العدد 330).
(11) يُنظر اللغة العربية وسكان الأندلس ص 393 .
(12) ينظر المصدر نفسه ص394.
(13) ينظر المصدر نفسه ص 396.
(14) ينظر تأثير اللغة العربية على البولونية ص 147 .
(15) ينظر تأثير اللغة العربية في اللغة الرومانية ص4.
(16) ينظر اللغة العربية في جورحيا ص 21.
(17) من الأدب الألباني مع مقدمة في الصِلات الأدبية ص 49 .
(18) المصدر نفسه ص53 .
(19) اللغة العربي وسكان الأندلس ص 400.
(20) ينظر المصدر نفسة ص 401 .
(21) ينظر المصدر نفسه ص 403 ـ 404 .
(22) ينظر المصدر نفسه ص 406 .
(23) اللغة العربية ومظاهرها في غرب أفريقيا ص 175.
(24) المصدر نفسه ص 176 .
(25) المصدر نفسه ص 177 .
(26) المصدر نفسه ص 181 .
(27) المصدر نفسه ص 187.
(28) يُنظر تأثير العربية في سنغال ص 153 ـ 154.
(29) المصدر نفسه ص154 .
(30) ينظر اللغة العربية في أفغانستان ص 369 .
(31) ينظر المصدر نفسه ص 369 ـ 374 .
(32) من الأدب الألباني ...ص 54 .
(33) المصدر نفسه ص 55 .
(34) المصدر نفسه ص56 .
(35) ينظر المصدر نفسه ص 59 ـ 63 .
(36) ينظر المصدر نفسه ص 70 .
(37) المصدر نفسه ص 71 ـ 72 .
(38) ينظر المصدر نفسه 72 ـ 80 .
(39) بعض اصطلاحات يونانية في اللغة العربية ص 330 .
(40) المصدر نفسه 336 .
(41) أثر اللغة العربية في البرتغالية ص66 .
(42) المصدر نفسه ص 68 .
(43) ينظر تأثير الغة العربية في سنغال ص 155 – 156 .
(44) ينظر تأثير اللغة العربية على البولونية 148 – 150 .
(45) ينظر اللغة العربية في جورجيا ص 25 – 29 .
(46) ينظر بعض اصطلاحات يونانية في اللغة العربية ص339 – 342 .
(47) ينظر تأثير اللغة العربية على البولونية ص 148 – 150 .
(48) ينظر اللغة العربية ي جورجيا ص 30 .
***
(*) كلية التربية / جامعة البصرة.
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف