البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
كلثوم عودة - فاسيليفا

كلثوم عودة - فاسيليفا

الإسم اللاتيني : 
البلد :  روسيا
التاريخ :  1892م - 1965م
القرن :  19 - 20
الدين : 
التخصص : 

كلثوم عودة- فاسيليفا

(1892-1965)

تحتل البروفيسورة كلثوم عودة- فاسيليفا (1892-1965) مكانة بارزة بين مؤسسي مدرسة الاستعراب الروسية، ويعود اليها الفضل في تعريف الروس بقدر أكبر بالثقافة العربية واقامة جسر حضاري بين روسيا والعالم العربي.

 وكان طريقها في درب البحث العلمي مليئا بالاشواك حيث لاقت الامرين لزواجها من روسي اجنبي ولدخولها معترك الحياة مع زوجها الذي فقدته مبكرا في اصعب فترة من تأريخ روسيا حين قامت الحرب العالمية الاولى واعقبتها الحرب الاهلية بعد ثورة اكتوبر/تشرين الاول 1917 وفترة الحكم الستاليني الدكتاتوري الذي زج بها في سجونه.

ولدت كلثوم في عائلة معروفة في الناصرة مدينة يسوع المسيح في 2 ابريل/نيسان 1892 في دار نصر عودة في حارة الروم وكانت البنت الخامسة لوالدها الذي آمل في ان يرزق بولد.

 وبعد انهاء المدرسة الابتدائية التحقت بالمدرسة الروسية (السمنار) في بيت جالا ، وبعد التخرج منها عادت الى مدينة الناصرة حيث عملت معلمة في مدارس الجمعية الروسية ( المكوسكوبية) في المدينة ومارست نشاطا ادبيا  بنشر مقالات في مجلات عديدة منها" النفتائس العصرية" في حيفا و"الهلال" في القاهرة  و" الحسناء" في بيروت" .

 والتقت كلثوم في الناصرة آنذاك لأول مرة المستشرق الروسي الكبير اغناطيوس كراتشكوفسكي الذي زار فلسطين في فترة (1908 – 1910) ولعب دورا كبيرا في مسيرة حياتها لاحقا.وقد اشار كراتشكوفسكي في كتابه " المخطوطات العربية" الى لقائه معها ، بينما كتبت عقيلته فيرا كراتشكوفسكايا تقول عن زيارة زوجها الى الناصرة الى انه تعرف هناك الى معلمتين فلسطينيتين شاركتا في جولات كراتشكوفسكاي في المنطقة واحداهما كلثوم عودة التي تزوجت عام 1913 من الطبيب الروسي ايفان فاسيلييف الذي كان يعمل في مستشفى الجمعية الروسية في الناصرة.

علما ان والد كلثوم عارض هذا الزواج لولا تدخل عمها نجيب عودة الذي ذهب معها والدكتور ايفان الى القدس حيث تم تسجيل عقد قرانهما في الكنيسة الروسية في مسكوبية القدس. وسافرت كلثوم وزوجها الى روسيا الذي عمل في فترة الحرب العالمية الاولى في الجبهة وتطوعت كلثوم نفسها كممرضة ، وعندما قامت ثورة اكتوبر التحق زوجها بالجيش الاحمر وفي عام 1919 اصيب بالتيفوئد وتوفي تاركا زوجته مع ثلاث بنات صغار بعد خمسة اعوام من الزواج.

فعملت كلثوم فلاحة في اوكرانيا من اجل اعالتهم.

 وبعد هذه الفترة بدأت بتدريس اللغة العربية في كلية اللغات الشرقية في سانكت بطرسبورغ  وحصلت على شهادة الدكتوراه في عام 1928 عن رسالتها حول اللهجات العربية.

وقدم كراتشكوفسكي مساعدة كبيرة لها في مسيرتها العلمية لاحقا.

 ومارست كلثوم في هذه الفترة الترجمة من الروسية الى العربية وبالعكس .

 فترجمت رواية الكاتب العراقي ذوالنون ايوب " الارض واليد والماء" الى الروسية وكتاب كراتشكوفسكي عن محمد عياد الطنطاوي الى العربية.

زارت كلثوم الناصرة في عام 1928 للقاء أهلها وجابت فلسطين والتقت في القدس المفتي امين الحسيني، ولدى عودتها الى موسكو مارست كلثوم التدريس في معهد الاستشراق.

 وكتبت المستشرقة ناتاليا لوتسكايا احدى تلميذاتها عنها تقول:" لقد علمتنا كلثوم عوده الكثير والكثير  فقد غرست في قلوبنا حب الشرق وحب فلسطين.

لقد غرست في قلوبنا محبة شعبكم الذي ناضل وما زال يناضل من اجل حريته واستقلاله. لقد تعلمنا الكثير من كلثوم التي كنت ترى دوما في عينيها الشوق والحنين الى الوطن..".وكتب الشاعر توفيق زياد عنها بعد زيارته للأتحاد السوفيتي يقول:" انها تواصل تدريس اللغة العربية وتعمل في جامعة لينينغراد .

 ان اسم كلثوم عودة معروف على اوسع نطاق في الاوساط السوفيتية ذات الصلة بالاستعراب والعمل الدبلواماسي والادب العربي والبلاد العربية عموما.

ان اعدادا كبيرة من المستعربين قد درست اللغة العربية جيلا بعد جيل على يديها".

وكتب السياسي المخضرم الروسي يفغيني بريماكوف عن دورها في تعليمه اللغة العربية ومساعدتها له في الحصول على زمالة الدراسات العليا بالرغم من وجود مصاعب لديه في تعلم اللغة العربية.

وعانت كلثوم كثيرا لدى اقامة دولة اسرائيل وتوجيهها رسالة الى ستالين تحتج فيها على اعتراف الاتحاد السوفيتي بالدولة العبرية.

وزج بها في السجن ولم ينقذها سوى تدخل كراتشكوفسكي وكبار العلماء الروس للدفاع عنها. وقد منحت كلثوم عودة  الوسام السوفيتي " الصداقة بين الشعوب" كما منحتها منظمة التحرير الفلسطينية " وسام القدس" تقديرا لدورها الثقافي والسياسي في روسيا.

 وكتبت كلثوم عودة سيرة حياتها نفسها بقولها:" لقد استقبل ظهوري في هذا العالم بالدموع . والكل يعلم كيف تُستَقبَل ولادة البنت عندنا نحن العرب، خصوصا إذا كانت هذه التعسة خامسة اخواتها ، وفي عائلة لم يرزقها الله صبيا. وهذه الكراهة رافقتني منذ صغري.

 فلم أذكر أن والديَّ عطفا مرة عليَّ وزاد في كراهة والدتي لي زعمها أني قبيحة الصورة. فنشأت قليلة الكلام كتوما أتجنبُ الناس، ولا همَّ لي سوى التعلم، ولا أذكر أن أحدا في بيتنا دعاني في صغري سوى "يا ستي سكوت" أو "يا سلولة" ، وانكبابي على العلم في بادئ الامر نشأ من كثرة ما كنت أسمع من والدتي "مين ياخدك يا سودة.

 بتبقي طول عمرك عند امرأة أخيك خدَّامة".

وكان ثمة شبحٌ مهولٌ لهذا التهديد، إن عمتي لم تتزوج، وكانت عندنا في البيت بمثابة خادم. فهال عقلي الصغير هذا الأمر، وصرت أفكر كيف أتخلص من هذا المستقبل التعس، لم أر بابا إلاّ بالعلم ولم يكن سوى مهنة التعليم في ذلك الوقت تُباح للمرأة.

وقد كانت العادة قبل الحرب أن من يكون أول تلميذ في المدارس الروسية الابتدائية يتعلم في القسم الداخلي مجانا وبعدها يحصل على رتبة معلم.

فعكفت على العمل وبلغت مُرادي.

 والفضل في هذا لوالدي، إذ إن والدتي المرحومة قاومت بكل ما لديها من وسائل دخولي المدرسة.

 فهل كنت سعيدة في حياتي؟ نعم.

 إني وجدت في نفسي خُصلتين هما من أهم العوامل في هناء عيشي: الإقدام على العمل مع الثبات فيه، والمحبة، محبة كل شيء، الناس والطبيعة والعمل.

هذه الخصلة الثانية هي التي تساعدني دائما في أحرج مواقف حياتي.

 إن تذليل المصاعب لبلوغ المراد هو أكبر عوامل السعادة.

 فإذا اقترنت هذه بسعادة من يحيط بنا أيضا، فهناك هناء العيش حقا.

قضيت خمس سنوات بين أولئك البنات اللواتي كنت أعلمهن.

وقد أحببتهن حبا ساعدني على أن أعيش مع كل واحدة منهن بعيشتها الصغيرة، وأن أساعدهن على قدر طاقتي.

وقد قابلنني بالمثل، فكنت دائما أرى وجوها باسمة ضاحكة وكن يرافقنني في كثير من نزهاتي. وأذكر أني زرت مرَّة إحدى صديقاتي وكانت ابنتها تتعلم عندي ولها اثنتا عشرة سنة من العمر. ووجدت صديقتي في الفراش.

 فأخبرتني في أثناء الحديث بأنها غضبت أمس على ابنتها إذ قالت لأبيها : إذا ماتت أمي فتزوج معلمتي، فهي تكون لي أما... شعرت بسعادة لم أشعر بمثلها من قبل ملأت قلبي، إذ إن أولئك الصغيرات يحببنني كما أحبهن.

وفي وقت فراغي كنت أزور أطراف المدينة، حيث يعيش الفلاحون، وأتفقد أطفالهم الصغار المهملين وقت الحصاد، وكان قلبي يتقطع ألما عندما أرى تلك العيون الملتهبة بالرمد ، فأغسلها بمحلول حامض البوريك، وبعد تنظيفها أنقط محلول الزنك عليها.

 أظن أن بعض الأطباء الذين لم يجعلهم الزمن آلهة بل ظلَّوا بشرا ، يدركون تلك السعادة التي كنت أشعر بها.

 عندما كنت أرى بعد أيام تلك العيون سليمة صافية، وتلك الأيدي الصغيرة تطوق عنقي .

هذا الشعور كثيرا ما كان ينسيني تعبي ، عندما كنت في ساحة الحرب في البلقان وفي روسيا . ألم أكن سعيدة لتعافي كل جندي، أو لتخفيف آلامه ! ألم يرقص قلبي طربا عندما كنت أزور المريض وأراه متجها إلى الصحة، وأرى عائلته سعيدة لشفائه ؟ بلى إني كنت أحب الجميع فأتألم لآلام كل فرد وأفرح لفرحه، ولهذا لم تشعر نفسي أنها غريبة، مع أن لي مدة طويلة في الغربة.

والأمر الثاني، وأهميته لا تقل عن الأول وهو حسباني أن كل عمل شريفا، فلست أخجل من أي عمل كان، ما دام غير ماسِّ بشرفي ولا بشرف غيري.

 ولا أذكر من قال من الروسيين: ينبوع الحياة في داخلنا.

فيا لها من حكمة بالغة.

 نعم، إن ينبوع الحياة فينا، فإذا قدرنا أن نروي جميع مظاهر حياتنا به، صارت حياتنا وردة زاهرة تتغلب برائحتها العطرة وجمالها على الأشواك التي هي كثيرة جدا في طريقنا.

 فلا تؤلمنا هذه الأشواك كما لو كانت وحدها.

ومن لا يرتوي لا بُدَّ له من أن يقف كالعطشان فتجف حياته وتصير صحراء، والسعادة كالسراب فيها يركض وراءه فلا يصل إليه ولو كانت لديه الملايين.

 تعلمت أن أجد الجمال في كل ما يحيط بي، طبيعيا كان أو من صنع البشر، فجمال الطبيعة كان دائما يسَكِّن اضطراب نفسي، لأنه رمز الخلود، وأما صنع البشر فإنه كان يجدد قواي ويكسبني إعجابا بعقل الإنسان، فأنكب على العمل كالنملة.

 فأنا، ولا مبالغة، كنت في جميع أطوار حياتي سعيدة أشتغل راغبة لا مُلزَمَة".

 - من سلسلة مقالات " مبدعون عرب في روسيا"-
المصدر : روسيا اليوم

رابط المصدر :

http://arabic.rt.com/info/46338/ 

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف