البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

October / 16 / 2016  |  1676ماذا يجب أن تفعل البحرين لينتقدها فيليب هاموند؟!

باتريك كوكبرن - Patrick Cockburn ذي إندبندنت - The Independent 8 تموز 2016 - July 8th،2016
ماذا يجب أن تفعل البحرين لينتقدها فيليب هاموند؟!

التحرير: لماذا يصرُّ الكاتب على حشر كلمة النموذج المصري وهو يتحدث عن القمع في البحرين؟ مع أن الوضع مختلف تماماً حيث لم تلجأ المعارضة البحرينية إلى العنف أبداً قياساً مع المعارضة في مصر. أما سكوت بريطانيا وأميركا على تجاوزات حكومة البحرين فيكشف زيف الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.


فيما مضى كانت البحرين تعتبر واحدة من الممالك العربية الأكثر تحرُّراً، ولكنها الآن تتحول الى دولة بوليسية ظالمة وتعسفية مثل مصر.

البحرينيون يصفون قمع حكومتهم المتشدِّد لكل معارضة بـ«الاستراتيجية المصرية»، معتبرين أنه على غرار الحملة الشرسة من قبل قوات الأمن المصرية لسحق حتى أصغر بوادر الانشقاق.

في الأسابيع الأخيرة تعرض دعاة قياديون لحقوق الإنسان في البحرين للسجن في ظروف تستهدف كسرهم جسديّاً وعقليّاً، والبعض الآخر، وهم موجودون في السجن سلفاً، قد حكم عليهم بالسجن لفترة أطول. كما تم إلغاء الجنسية البحرينية للشيخ عيسى قاسم، الزعيم الروحي للغالبية الشيعية في البحرين، كما تم إغلاق مقر حزب المعارضة الرئيسي، الوفاق، وتعليق أنشطته.

البحرين، التي كانت تعتبر واحدة من الممالك العربية الأكثر تحرُّراً، تتحول إلى دولة بوليسية ظالمةً وتعسفية كما في أي مكان آخر في المنطقة. حيث تم قمع الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بوضع حدٍّ لاحتكار أسرة آل خليفة السنية للسلطة بعنف بمساعدة عسكرية ومالية سعودية خلال فترة الربيع العربي في عام 2011. وافقت السلطات على إجراء تحقيق دولي فيما حدث، الأمر الذي  كشف عن استخدام واسع النطاق للتعذيب والسجن الظالم وقتل المتظاهرين. واستمر القمع على مدى السنوات الخمس التالية ولكنه فشل في القضاء تماماً على حركة الاحتجاج، على الرغم من سجن 3500 مواطن بحريني على الأقل.

وزادت الوحشية بحق هؤلاء المعتقلين بشكلٍ ملحوظٍ في الأشهر القليلة الماضية، كإلقاء القبض على نبيل رجب، الداعية الرائد لحقوق الإنسان في مملكة البحرين. وكان قد اعتقل في 13 حزيران على أساس أنه أدلى بتصريحاتٍ  على وسائل التواصل الإجتماعي مدَّعيّاً تعرضه للتعذيب في سجن جاو، كما انتقد الغارات الجوية التي تشنُّها قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن. وكان رجب قد سجن كمعارض في الماضي، ولكن هذه المرة وُضِع في السجن الانفرادي لمدة 15 يوماً.

يبدو أن مركز شرطة الرفاع الشرقي، وبعد ذلك مركز شرطة الرفاع الغربي، الذي تم نقله إليه، تعمد كسر معنوياته، مثل إجباره على استخدام المراحيض القذرة جداً والتي تعج بالحشرات فكان أن حاول تناول القليل القليل من الطعام لكي لا يضْطَّر للذهاب إلى تلك الحمامات.

لقد خسر 8 كغ من وزنه في مدة 15 يوماً في الحبس الانفرادي قبل نقله إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالته بأن لديه عدم انتظام في ضربات القلب. زوجته، سمية رجب، تقول: إن الشرطة لم تسمح للطبيب باستكمال فحصه قبل إعادة زوجها إلى مركز الشرطة نفسه حيث كان محجوزاً. وأضاف جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش أن: «السلطات تنوي بوضوح معاقبة نبيل رجب عن طريق عزله كما لو كان مجرماً خطيراً». رجب يواجه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً عندما يأتي للمحاكمة يوم الثلاثاء.

إنه ليس الضحية الوحيدة لسوء المعاملة الزائدة من قبل قوات الأمن البحرينية. لقد كان الدكتور عبد الجليل السنكيس، ناشط آخر لحقوق الإنسان في البحرين، وهو موجود في سجن جاو منذ عام 2011 بعد أن حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم خلال احتجاجات الربيع العربي وبتهمة المطالبة بقدر أكبر من الديمقراطية. والدكتور عبد الجليل ضحية شلل الأطفال فهو لا يمكن أن يقف سوى على ساق واحدة فقط، ومع ذلك فلقد تم تعذيبه خلال فترة اعتقاله بالضرب والاعتداء الجنسي وإجباره على الوقوف بشكل مستقيم لفترات طويلة بالرغم من إعاقته.

وعدت السلطات البحرينية بتحسين ظروف السجناء عندما كانت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تقوم بعملها في عام 2011، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت أسرة عبد الجليل تشعر بالقلق لأن قوَّات الأمن في البحرين تحرمه من أدويته التي يحتاجها لعلاج العديد من إعاقاته، بما فيها وظيفة متلازمة ما بعد الإصابة بالشلل. ما يلفت النظر حول الحملة الجديدة للحكومة البحرينية لقمع المعارضة ليس فقط قسوتها ولكن تفاهتها وتعطي عائلة الدكتور السنكيس مثلاً على ذلك وهو حرمانه من وسائد المطاط للعكَّازات الخاصة به.

ويقــول زعـــماء المعارضـــة البحرينية في المنفى: إن القرار النهائي من قبل السلطات للقضاء بصورة منهجية على أي معارضة متبقية في البحرين كان قد اتخذ قبل نحو شهرين. تأثَّرت قوَّات الأمن بمثال مصر، حيث هناك ما يقدر بـ 60،000 من السجناء السياسيين. علي الأسود، وهو النائب المعارض السابق، يقول: «لقد قيل لنا من قبل مصدرٍ ما: إن رؤساء الأجهزة الأمنية أرادوا أن يتخذوا موقفاً أكثر تشدداً على أساس أن يجري اتباع ما هو معمول به في مصر لمدة عام».

لكن التحوّل في السياسة البحرينية يبدو أنه كان ناجماً عن رحلة قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى المملكة العربية السعودية. وتعتبر السعودية  أن البحرين  داخل منطقة نفوذها إلى حدٍّ كبير، أكدت ذلك عندما أرسلت قوَّات عبر الجسر إلى البحرين في شهر آذار 2011 للمساعدة في إنهاء احتجاجات الربيع العربي.

وجاء هذا الحدث مشيراً إلى أن النموذج المصري قد أُقِر في نهاية شهر أيَّار عندما كانت عقوبة الشيخ علي سلمان، زعيم حزب الوفاق المعارض، الذي سبق أن حكم عليه بالسجن بتهمة التحريض على الكراهية والعصيان والإساءة إلى المؤسسات الحكومية قد زادت من 4 إلى9 سنوات. وكان هذا مهماً لأن الولايات المتحدة وبريطانيا كانتا تضغطان على الملك حمد لتخفيض العقوبة أو إصدار عفو. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد زار البحرين في شهر نيسان وأثار المسألة مع الملك.

فمن غير المستغرب أن تبحث المملكة العربية السعودية عن إجراء أكثر عدوانية ضد الأغلبية الشيعية في البحرين لأن جيران الجزيرة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية هم أيضاً من الشيعة إلى حدٍّ كبيرٍ. خاصة أن ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان ونفوذه السياسي السائد في المملكة العربية السعودية،  أصبح من أكثر المتشددين في صدِّ ما يدعي أنه هجوم الشيعة المدعومين من إيران ضد السُّنة.

وقد استمرت حملة القمع التي شنتها الحكومة البحرينية على المعارضة بسرعة وقسوة على مدى ستة أسابيع منذ أن تمت مضاعفة الحكم على الشيخ علي السلمان. يوم 14 حزيران أصدرت السلطات تعليمات «عاجلة»   بإغلاق مقر الوفاق، والاستيلاء على أمواله وإنهاء أنشطته. وقبل ذلك بيوم، كان نبيل رجب قد اعتُقل. في 20 حزيران تم إلغاء جنسية الشيخ عيسى قاسم، الزعيم الروحي للشيعة، كما حدث بالفعل لـ 300 مواطن بحريني آخرين. في وقت سابق من شهر حزيران، قام مدافع آخر من المعارضة السلمية، زينب الخواجة، بالهرب إلى الخارج لأنها سمعت أنها كانت على وشك أن يُعاد القبض عليها.

ربما  تعتقد السلطات البحرينية أن ردَّ فعل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حول الإنهاء الفعَّال للحقوق السياسية والمدنية على الجزيرة سوف يكون محدوداً. يتمركز الأسطول الأميركي الخامس هناك وتقدم المملكة المتحدة تسهيلات قواتها البحرية هناك وتقوم البحرين بدفع التكاليف. لقد رفعت الولايات المتحدة الحظر عن مبيعات الأسلحة إلى البحرين في العام الماضي، وكان سارياً منذ عام 2011. كما أشاد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بـ «التزام الحكومة البحرينية بمواصلة الإصلاحات»  وقال: إنَّها «تسير في الاتجاه الصحيح».

البحرين تبرِّر القمع بالقول إن الحقوق المدنية والناشطين السياسيين وكلاء لإيران ولكن التحقيق في عام 2011 كشف زيف هذا. هذا الأسبوع سعى المرشد الأعلى آية اللّه علي خامنئي جاهداً ليريح حكومة البحرين فقال : «إنَّ جمهورية إيران الإسلامية سوف لن تتدخل بأي حالٍ من الأحوال في شؤون البحرين».

إنَّ سلالة آل خليفة ليست تحت أي تهديدٍ لوجودها في الداخل أو في الخارج، ولكن تحوُّلها نحو النموذج المصري في القمعِ الكلَّي هو إضافة مزيد من السُّم إلى الكراهية المذهبية التي تجتاح المنطقة بالفعل.

------------------------------

ذي إندبندنت : جريدة بريطانية تأسست عام 1968 وتحولت إلى جريدة إلكترونية رقمية عام 2016.

باتريك كوكبرن : كاتب صحفي إيرلندي مراسل لجريدة الفاينانشل تايمز ولجريدة الإندبندنت وله ثلاثة كتب حول العراق

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف