البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

October / 6 / 2016  |  1417هل تستعد إسرائيل للحرب ضد حزب الله ؟

آلاستير كروك - Alastair Crooke نيوزويك - Newsweek 6 تموز 2016 - 6 July 2016
هل تستعد إسرائيل للحرب ضد حزب الله ؟

التحرير: تحليل كلمة هاليفي في مؤتمر هرتسيليا، مفاده أن إسرائيل تستعجل تدخّلاً أميركياً عسكريّاً في سوريا، يجنبها رؤية حرس ثوري إيراني على حدودها الشمالية. إذا أفلحت في إقناع إدارة كلينتون القريبة من هذا الخيار، فإن الحلف مع الدول السنية الداعمة لداعش والنصرة يجعل «الجهاديين السُّنة» في حلف مع إسرائيل وهذا ما يكبر احتمالات الحرب لتفادي الأسوأ.


كيف تقرأ إسرائيل الشرق الأوسط في هذه الأيام؟ قليلة هي التفاصيل التي تخرج بصراحة وإلى العلن حول استراتيجية أمنها القومي. لكن في مؤتمر الأمن السنوي في هرتسيليا منتصف حزيران، كان من الممكن قراءة ما بين سطور كلمات المسؤولين ورسم صورة دقيقة تماماً عن كيفية تفسير أولئك المسؤولين للأحداث في الشرق الأوسط.

خلاصة تحليل الجيش الإسرائيلي أتت على لسان العميد هرتسل هاليفي، رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش. وكمعظم الخطابات السياسية، تكون الزبدة في بضع كلمات غامضة.

قال رئيس مديرية الاستخبارات: «سأقول ذلك بحذر شديد، لكن لا يوجد جيش في العالم يعرف عن عدوّه كما نعرف نحن عن حزب اللّه. بَيْدَ أن الحرب القادمة لن تكون بسيطة، بل لن تكون سهلة».

وكما علّقت صحيفة تايمز أوف إسرائيل باقتضاب، فإن هاليفي «لن يقول: إن الجولة القادمة من الأعمال العنفية مع المجموعة الإرهابية المدعومة من إيران ستؤدي إلى وقوع إصابات هائلة في صفوف المدنيين داخل إسرائيل، لكنه أوشك أن يقول ذلك».

من الواضح للغاية من سياق الكلام أن «الحرب القادمة» تخضع لدراسة إسرائيلية متأنّية. لكن لِمَ؟ ألا يجب للمئة ألف صاروخ أو لتلك الصواريخ المتطورة والخبرة العسكرية التي يكسبها مقاتلو حزب اللّه في سوريا أن تكون رادعاً لأي هجوم إسرائيلي؟

حسناً فلنضع تحليل هاليفي تحت المجهر. هو لا يعتقد بأنه سيتم التوصّل إلى تسوية سياسية لإعادة توحيد سوريا وإحلال السلام فيها ـ حذّر من أن ثمة فرصة «ضئيلة» من حدوث ذلك في بلد «مزّقه سفك الدماء».

الأسوأ، من وجهة نظر إسرائيل وحسب شرح ذا جويش كرونايكل: «حزب اللّه يُقرّب قادة عسكريين إيرانيين أكثر من الحدود الإسرائيلية وثمة وجهة نظر شائعة عند الجيش بأن إسرائيل في نهاية المطاف سترى كتائب بأكملها للحرس الثوري الإيراني من نقاط المراقبة في الجولان».

وهنا يأتي الافتراض الأساسي الثاني، المخفي إلى حدٍّ ما، على أعلى مستويات الاستخبارات في الجيش: إيران تكسب الشرعية الدولية من الاتفاق النووي، مع عدم التخفيف ذرة واحدة من عدائية إيران تجاه إسرائيل. باختصار، بنظر الجيش فإن الأحداث في سوريا لن تؤدي إلى الغاية السياسية التي يرجوها كلّ من الولايات المتحدة وروسيا. بل هو يتوقع رؤية الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط يفيض بالأسلحة.

لكن فرضيتين أكثر أهمية في تفكير الجيش ظهرتا بشكل مخفي تقريباً في تعليقات هاليفي. وكما تورد مجلة ديفنس نيوز:

لم يُقدم هاليفي النتيجة التي تفضلها إسرائيل للحرب التي يدور رحاها ما وراء حدودها الشمالية (سوريا). لكنه عرض سيناريو تجده إسرائيل غير مقبول.

فقــال: «المسألة ليست كيـف نريد لهذه الرواية أن تنتهي، بل كيف لا نريدها أن تنتهي. فلنقل إن داعشاً تم احتواؤها. والقوى العظمى تركت المنطقة وعلقنا نحن هنا مع المحور الإيراني مع مخازن الأسلحة المتطورة».

وأضاف هاليفي: إنه من أجل تفادي نتيجة كهذه يجدر على إسرائيل أن تعمل «بالتنسيق مع القوى العظمى وعبر وسائل أخرى أيضاً».

لذا جزء أساسي من حديث هاليفي هو أن إسرائيل تدرك أن الغرب ينسحب من المنطقة. وهذه حكمة تقليدية إلى حدٍّ كبير الآن. وحسب ذا جويش كرونايكل، فإن ما هو مثير للاهتمام أن «إسرائيل على ما يبدو على مشارف توقيع صفقة خارقة مع مجموعة من الدول العربية السنية». وإذا كان ثمة التقاء مصالح بين إسرائيل والدول العربية السنية، فإنها ستتمحور حول عدائيتهما المشتركة تجاه إيران وحزب اللّه والهلال الشيعي، بما في ذلك الحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن.

أمور أخرى لا بدّ من الإشارة إليها. يُخفّف هاليفي من أهمية التهديد الجهادي، كما يورد ذا جويش كرونايكل، قائلاً فقط: «إن إسرائيل ينبغي عليها أن تتعامل مع التهديد الجهادي على المدى المتوسط». معتبراً التهديد قضية محلية أكثر من كونه خطراً استراتيجياً، عبّر هاليفي عن قلق بسيط تجاه الانعكاسات الاستراتيجية لسلسلة النجاحات الجهادية التي تعصف بالشرق الأوسط.

إذاً التهديد الاستراتيجي ليس داعشاً أو القاعدة. كما أكّد هاليفي، من الواضح للغاية أن حزب اللّه الآن هو التحدي الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل. وبنظر إسرائيل، لا بد من شلّ حزب اللّه أو القضاء عليه؛ أضحت الحرب ضمناً أمراً لا مناص منه.

المسألـة هي مـا إذا كــانت إســرائيل تـوصلت إلى نتيجة مفادها أن الآن ـ مع غرق أميركا في انتخاباتها الرئاسية ـ هي لحظة شنّ الحرب. هل كان ذلك هو السبب وراء تعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للدفاع؟ هل هو الصقر الذي سيقود المهمة؟ يبدو أن استدعاء حزب اللّه لقوات النخبة لديه من سوريا وتحذير أمينه العام بأن الحركة تواجه صيفاً صعباً وخطراً يوحيان بأن حسن نصر اللّه استنتج بأن خطر وقوع ضربة وشيكة هو حقيقي.

وفقاً لمصادر تحدثت مع المراسل الإقليمي إليجا ماغنير: «كان نصر اللّه جدياً حين قال: إن المنطقة تتجه صوب الحرب وسيكون هناك إصابات في الأشهر القليلة المقبلة». وهذا لأن بحوزته معلومات مفادها أن إسرائيل تستعد للحرب. وجراء ذلك، حزب اللّه يستعد لمواجهة مسلحة».

تجدر الإشارة إلى أن هاليفي قال: إن «تحدي إسرائيل الاستراتيجي هو إحداث التغيير» لكن لفعل ذلك «يجب التنسيق مع القوى العظمى». هو استخدم صيغة الجمع لكنه بالتأكيد كان يقصد حصراً الولايات المتحدة- فهل ستكون الولايات المتحدة متقبّلة لهذا العمل؟

كتبت سابقاً عن تقرير 16 أيار الصادر عن مركز لأمن أمريكي جديد، وهو من إعداد فريق عمل من الحزبين يجمع أفراداً كباراً من مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية ونوقش التقرير مع خبراء. بمعنى من المعاني، هو ردّ من الجناحين المتدخلين في السياسة الأمريكية على معتقدات ترامب في السياسة الخارجية. وكما كتب جيم لوب «يمكن القول إن التقرير على الأغلب هو أفضل دليل لغاية اليوم على مسار توجه هيلاري كلينتون في السياسة الخارجية للبلاد».

يناقش التقرير كيفية الحفاظ على هيمنة أميركا ـ أو كيفية الحفاظ وتوسيع «النظام الدولي المستند على القوانين» اليوم ما يعني الحفاظ وتوسيع النظام المالي ـ الجغرافي إضافة إلى السياسي. ويقول التقرير: «من روسيا العائدة إلى الصين الصاعدة هذا يهدد النظام الدولي المستند على القوانين بالتعرض للفوضى واندلاع صراع على السلطة في الشرق الأوسط. إن الولايات المتحدة بحاجة إلى قوة يمكن أن تكون مرنة في مجموعة مهمات مختلفة وتحرز الغلبة». ويُكرر التقرير بلغة أكثر دقة كثيراً من الأفكار التي تقوض مفهوم «القرن الأمريكي» والنظام العالمي أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة.

ويُحاجج معدو التقرير أن الولايات المتحدة بحاجة إلى «تقويض وهزيمة طموحات الهيمنة عند إيران في الشرق الأوسط الأوسع.... سواء في لبنان أو اليمن أو سوريا أو البحرين. ولا بدّ أن تكون تقدمات طهران وطموحاتها على المدى الأطول تُصنف على أنها تهديد للاستقرار تصب مصلحة الولايات المتحدة في مواجهته وردعه».

كما أشرت سابقاً، يُقلّل التقرير من أهمية دور السعودية في الصراعات الإقليمية: «نرفض أيضاً محاولة إيران إلقاء اللوم على الآخرين عبر اتهامهم بأنهم وراء التوترات الإقليمية التي تشعلها، إضافة إلى حملتها العلنية بشيطنة الحكم في السعودية». لكنه كلام مريب للغاية حقاً. فالسعودية التي تنشر الإسلام المتعصب العنفي لا دخل لها بالصراع الإقليمي؟ يبدو أن ملاحظات هاليفي بشأن التنسيق مع قوة عظمة ليس مجرد تأنّق نزوي. هو يستند على مفهوم مصالح وثيقة الارتباط بين إسرائيل ومؤسسة الحزب الديمقراطي الأمريكي، التي بدأت تميل باتجاه رئاسة كلينتون المحتملة.

وأحد أولى خيارات كلينتون لوزارة الدفاع هي ميشال فلورنوي، عضو في فريق عمل مركز لأمن أمريكي جديد الذي أعدّ التقرير. في مؤتمر للمركز في الأسبوع الماضي، وفقاً لموقع ديفنس وان، قالت فلورنوي: إنه منذ أن زادت روسيا تورطها في سوريا، الحقائق على الأرض «لا تدعم نوع الظروف المُفاوض عليها التي نود التوصل إليها». وكما قالت لموقع ديفنس وان في مقابلة معها وبعدها في رسالة، يجدر على السياسة الأمريكية أن تتضمن «استخدام الإكراه العسكري المحدود» ـ ضربات في المقام الأول مع استخدام «أسلحة موجهة عن بعد» ـ لضرب أهداف عسكرية سورية بُغية منع الانتهاكات لوقف الأعمال العدائية وردع القصف الروسي والسوري للمدنيين الأبرياء وجماعات المعارضة التي ندعمها».

ما علاقة كل ذلك بخطاب هاليفي؟ هو بشكل ملحوظ ووثيق (وربما ليس مفاجئاً) ترداد لصدى كيفية نظر المسؤولين الإسرائيليين الكبار إلى الشرق الأوسط اليوم. وربما كلمة هاليفي في مؤتمر هرتسيليا هي المؤشر على أن الجيش الإسرائيلي يعتبر مسار هيلاري إلى البيت الأبيض هو ضربة قاضية؟

لطالما كان الجهاديون السُّنة أداة غربية من أجل تقويض إيران. وتريد الدول السنية الخليجية من جهاديي القاعدة وداعش عدم النجاح بالكامل وعدم الإخفاق بالكامل، لذا سيكون من المنطقي عند إسرائيل أن تعتبر الجهاديين الذين يُهيمنون على القتال في سوريا مفيدين في المواجهة ضد تحالف إيران ـ حزب اللّه.

وكما قال هاليفي في مؤتمر هرتسيليا: «بعض مصالح البلدان السنية البراغماتية تقترب أكثر من مصالحنا. وهذا تطور هام وفيه فرصة». يمكن لإسرائيل أن تعي بأن السعودية تعتبر المجموعات الجهادية في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة أدوات مفيدة في التصدي للنفوذ الإيراني في سوريا، حتى وإن كانت تنعتهم بالجماعات الإرهابية. وعلى ما يبدو حسبما أشار هاليفي، إسرائيل ترى مصالح مشتركة مع السعودية البراغماتية حسب الافتراض في هذا الخصوص. فإسرائيل لا تريد قوات إيرانية عند حدودها.

----------------------------

آلاستير كروك هو مُحلّل في مجلة نيوزويك وعنصر سابق في جهاز الاستخبارات البريطاني ومؤلف كتاب «المقاومة: جوهر الثورة الإسلامية».

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف