البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

October / 2 / 2016  |  1480هيلاري سوف تنقض تقدم كيري مع إيران

أمير هاندجاني و آريان طبطبائي ناشونال إنترست - nationalinterest.org 12 تموز 2016 - July 12،2016
هيلاري سوف تنقض تقدم كيري مع إيران

التحرير: ما سربته حملة كلينتون حتى الآن عن سياستها الخارجية يشير إلى انحياز واضح للمعسكر الخليجي السني على حساب إيران، يتوقع الكاتبان زيادة في التوتر الطائفي وعدم خضوع إيران للضغوط مما سيمدد الأزمات في المنطقة وقد يقوض الاتفاق النووي.


عندما حدَّد مؤخراً جيك سوليفان كبير مستشاري هيلاري كلينتون للسياسة الخارجية رؤية المرشَّحة لدور أميركا في الشرق الأوسط، اقترح نهجاً مزدوجاً لحرب بالوكالة بين السعودية وإيران: «رفع التكاليف على إيران لسلوكها المزعزع للاستقرار ورفع ثقة شركائنا السُّنة بأن الولايات المتحدة ستكون متواجدة هناك وبذلك نحاول سحب بعض من سلوكهم الأكثر خطورة والغامض. «مراراً وتكراراً كانت ولا زالت تعتمد وزيرة الخارجية كلينتون سياسة خارجية قوية مميزة بمواجهة إيران. سياساتها العدوانية هي جزء من «استراتيجية أوسع لمواجهة العدوان الإيراني في جميع أنحاء المنطقة»، كما شرحت خلال كلمتها أمام «منظمة إيباك». بعيداً عن إبراز القوة الأمريكية وتعزيز المصالح الأميركية، من المرجح أن تُقَوِّض هذه السياسة المقترحة الأمرين معاً.

وزيرة الخارجية كلينتون، التي شغلت منصب وزير خارجية الرئيس أوباما من 2009-2013 تدَّعي تقَليِد إرث السياسة الخارجية للرئيس، والتي محورها هو الاتفاق النووي مع إيران. وعلى الرغم من التركيز الضيق للاتفاق، فهو لم يكن مسألة مفاوضات لمرة واحدة. فقد فتح الباب أمام المزيد من المناقشات في مختلف اهتمامات الأمن القومي الأميركي، بما في ذلك العراق وسوريا ومكافحة داعش.

في الواقع، أشار وزير الخارجية جون كيري مؤخراً أن طهران كانت «عوناً» ضد الجماعة. وزير الخارجية كيري ووزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، هما الآن على اتصال منتظم. وفي شهر كانون الثاني، احتجزت إيران بحارة أميركيين غامرت سفنهم بدخول مياهها الإقليمية. بعد سلسلة من المكالمات الهاتفية بين الوزير كيري والسيد ظريف، تم الإفراج عنهم سالمين خلال خمس عشرة ساعة. هذا لم يكن ممكناً تصوره قبل بضع سنوات.

لو شاءت وزيرة الخارجية كلينتون، أن تعود إلى النموذج القديم من عزل إيران، فإنها سوف تنقض هذا التقدم. خلافاً للرئيس أوباما،  يبدو أنَّ ما يدفع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هو ما أصبح الحكاية المقبولة في دوائر واشنطن: فرض مزيد من العقوبات أفضل لأنها سَتُجْبر إيران على الحضور إلى طاولة المفاوضات. منذ  أن تم توقيع اتفاق إيران قبل عام واحد، تُصِرُّ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على فرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب برنامجها الصاروخي كما تُصِرُّ على زيادة الضغط على سياساتها الإقليمية.

ما تغفله هذه الحكاية هو أن التاريخ يدلّ على أن السياسة الوحيدة الفعّالة حِيال إيران هي معالجة المخاوف الأميركية الأساسية مع الاعتراف بمخاوف إيران الإقليمية. يأخذ هذا النهج بعين الاعتبار مخاوف الحلفاء، بما في ذلك الدول العربية السُّنية، دون أن يضعهم قبل المصالح الأمريكية. على سبيل المثال، تعتقد إيران أن المملكة العربية السعودية وصادراتها من الأيديولوجية السلفية والوهابية هي المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة. من وجهة نظر طهران، القاعدة، جبهة النصرة وداعش ينبثقون في جوهرهم من بترودولارات الرياض.

وقد أدرك الرئيس أوباما المجالات التي تتلاءم فيها مصالح الولايات المتحدة مع دول الخليج العربي، ولا تتلاءم. اليوم، حصة العرب من دول الخليج  من أهداف واشنطن هو التحقق من طهران. لكنهم لا يتشاركون مع أميركا في ضرورة تدمير داعش بشكلٍ فعَّالٍ و محاربة الجماعات الجهادية الأخرى، التي تهدد الأراضي الأميركية وحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا. اعترفت وزيرة الخارجية كلينتون بقدر ما بعد إطلاق النار في أورلاندو في ملهى بالس الليلي ، عندما دَعَت «السعوديين، والقطريين، والكويتيين وغيرهم لأن يمنعوا مواطنيهم عن تمويل المنظَّمات المتطرفة، وأنه يجب أن يتوقفوا عن دعم المدارس والمساجد المتطرفة حول العالم والتي وضعت أعداداً كبيرة من الشباب على الطريق نحو التطرف». لقد كان الرئيس أوباما يسير على حبلٍ مشدودٍ دقيق لإنشاء المساحة الدبلوماسية الضرورية لكي يُبرِم الاتفاق النووي: داعماً الدول العربية لكنه كان واضحاً بأنَّ هذا الدعم ليس غير مشروط.

إن سياسة وزيرة الخارجية كلينتون بشأن إيران سوف تعكس هذا. ومن شأنه أن يضع أمريكا مباشرةً في وسط الحرب الباردة  بين العربية السعودية وإيران كما يضعها إلى جانب الدول العربية السُّنية التي لديها مصلحة راسخة بأن تتأكد من أن إيران والولايات المتحدة لن يُطبِّعا العلاقات بين البلدين أبداً.

يجب أن تستفيد وزيرة الخارجية كلينتون من الفرصة التي وفرتها الكوَّة في أعقاب الاتفاق الإيراني لمواجهة داعش والتصدي لمشكلة سوريا وتحقيق الاستقرار في أفغانستان والعراق كل القضايا التي تتطلب بذل جهدٍ إيرانيٍّ لإدارتها. بدلاً من ذلك، من المحتمل أن تؤدي سياستها المقترحة  إلى تعقيد علاقات العمل مع الإيرانيين، وإشعال الطائفية أكثر، من خلال خلق الانطباع بأن الدول العربية السُّنية على الجانب «المُحِق» في الانقسام المتفاقم.  وأن هذه الدول لم تفعل شيئاً لتُزكي الفوضى التي لحِقت بالشرق الأوسط.

لا تزال سياسات إيران في المنطقة تحدياً للولايات المتحدة: طهران تدعم نظام الأسد في سوريا وتحافظ على تنافسٍ شرسٍ مع حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة. هذا يعني أن واشنطن لا يمكنها تطبيع علاقاتها مع طهران بين عشية وضحاها، وأن القيادة الإيرانية لا تبحث عن شراكة مع الولايات المتحدة أيضاً. إن السياسة المعلنة لوزيرة الخارجية كلينتون حول إيران يمكن أن تنقض التقدم الضئيل الذي أُحرز حتى الآن. فهي لا تعرض المساحة الدبلوماسية الجديدة التي تم إنشاؤها بين البلدين للأذى فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تقوِّض الاتفاق النووي. هذا يعني أن لا ترى إيران تأثيراً لرفع العقوبات ولا يبدأ اقتصادها بالتعافي بعد عقودٍ من العزلة الاقتصادية، وبالتالي لا يكون لها مصلحة في استمرار تنفيذ الاتفاق، ناهيك عن العمل مع واشنطن بشأن قضايا هامة أخرى .

كانت حملة كلينتون قد أعلنت لبعض الوقت أنه يجب على واشنطن طمأنة الدول العربية السُّنية، إلا أنَّها لم ترسم صورة واضحة عن شكل الطمأنينة في الواقع. الولايات المتحدة تبيع بالفعل العتاد العسكري بمليارات الدولارات لجيران إيران العرب. الأسطول الخامس الأميركي قائم في البحرين. كما تحتفظ القيادة المركزية الأمريكية بغرفة متقدمة للعمليات في قطر. وهناك الآلاف من الجنود والنساء الأمريكيين الذين يخدمون في الخليج الفارسي.

مــن الواضــح أن المرشـح الأكثر أهليةً لكي يكون القائد القادم للقوات المسلحة هو وزيرة الخارجية كلينتون. ولكن مناقشة  الشؤون الخارجية في هذه السَّنة الانتخابية تعاني بسبب التصريــحات الغريبة لدونالــــد ترامب، مما جعل العمل على مقترحات سياسة كلينتون الخارجية أمراً صعباً. مبادرتها لزيادة الضغط على إيران في الميادين الأخرى لن تؤدي إلى خضوع إيران لإرادة الولايات المتحدة أو الدول العربية السُّنية في مواضيع إقليمية حرجة.  وحدها الدبلوماسية المتعنِّتة قادرة على أن تفعل ذلك.

----------------------------

* أمير هاندجاني زميل مع مشروع ترومان للأمن القومي كما أنه عضو مجلس الأطلسي.

* آريان طبطبائي، هو أستاذ مساعد زائر للدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون كلية الخدمة الخارجية وزميل في مشروع ترومان للأمن القومي.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف