البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 7 / 2016  |  1369الاضطراب الإقليمي يهدد الهدوء في الكويت

جيورجيو كافييرو | سينزيا بيانكو معهد الشرق الأوسط - Middle East Institute 17 آذار 2016 - 17 March 2016
الاضطراب الإقليمي يهدد الهدوء في الكويت

التحرير: ترزح الوحدة الوطنية الكويتية تحت ضغط الصراع الطائفي المحيط بدول الخليج، ويمثل جدول أعمال داعش تحديًّا جوهريًّا لتوازن قامت عليه الدولة منذ أكثر من ربع قرن.

إن اشتداد الخصومة بين المملكة العربية السعودية وإيران يرفع مستوى التوتر الطائفي في بعض الدول الأصغر حجماً في مجلس التعاون الخليجي. فيشهد البرلمان المتعدد الفئات في الكويت ارتفاعاً في مستوى التوتر وحتى المواجهة الجسدية بين أعضائه السنة والشيعة نتيجة التطورات الإقليمية. كما أن التوتر المتزايد في الكويت واضح في وسائل الإعلام الوطنية ومنتديات الانترنت. ومن أجل الحفاظ على التوازن الدقيق الذي يُعد عمود الاستقرار في بلد الخليج الفارسي طوال 25 عاماً، يجدر على حكام آل الصباح السير بحذر بين المطبات الجيوسياسية المتقلبة في الشرق الأوسط.

التعايش السني ــ الشيعي في الكويت

فيما لا توجد إحصاءات رسمية، يُقال: إن الشيعة في الكويت يُمثلون 25 إلى 30 % من نسبة السكان ويؤدون دوراً فريداً في التطورات السياسية. إبان معظم التاريخ المعاصر للكويت، لم تكن العلاقات السنية ـ الشيعية قضية مطروحة. ولكن كان هناك فترة وجيزة من التوتر الطائفي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 عندما تخوّف بعض السُّنّة من أن تُحاول إيران الثورية تحفيز الشيعة في البلاد على تهديد الاستقلال والاستقرار في الكويت. إنما اجتياح العراق في العام 1990 غيّر مفهوم التهديد عند الكويتيين، وبشكل مثير للاهتمام أدى إلى ترميم الثقة والوحدة في صفوف الطائفتين.

اليوم، تندمج العائلات الشيعية والزعماء الشيعة اندماجاً عالي المستوى في المجالات السياسية والاقتصادية داخل الكويت. ويشغل الشيعة 9 من أصل 50 مقعداً في الجمعية الوطنية وأعضاء البرلمان تربطهم بالعائلة الحاكمة علاقة طيبة. كما أن عائلات شيعية بارزة تمتلك شركات تجارية كويتية كبيرة، من بينها الكاظمي إنترناشونال ومعرفي غروب ومراد يوس بهبهاني غروب، ولها مصالح في الشحن واللوجستيك وتوزيع العربات والعقارات والبناء والتجارة والسياحة.

لكن التطورات الأخيرة غيّرت هذه الأحوال. في العام الماضي، اتهمت السلطات عضو مجلس الأمة الشيعي السابق خالد الشطي بارتكاب جرائم مثل «إهانة المملكة العربية السعودية» من خلال إدانة الحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، حيث أن سبعة أعضاء شيعة في مجلس الأمة انتقدوا حكومتهم لانضمامها إلى الحملة. كما إن العضو الشيعي الآخر في مجلس الأمة عبد الحميد الدشتي أثار جدلاً كبيراً في المدة الأخيرة جراء انتقاده التدخّل في اليمن على شاشة المنار التابعة لحزب اللّه، قائلاً إن عملية عاصفة الحزم «ستدمر جميع البلدان الخليجية».

إضافة إلى ذلك، إن الاتهامات على وسائل الإعلام، وما رافقها من اعتقالات وأحكام الإعدام بحق شيعة كويتيين اتُّهموا بالتجسس لصالح إيران، أضرت أكثر بالوحدة الوطنية للكويت. ومن فترة وجيزة، في كانون الثاني، أصدرت محكمة كويتية حكماً بالاعدام بحق شيعيين ـ الأول كويتي والثاني إيراني ـ بعد اتهامهما بالتجسس لصالح إيران وحزب اللّه. رداً على ذلك، أعلن عضو مجلس الأمة صالح عاشور قائلاً: «إن غضب الشيعة الكويتيين بلغ ذروته» واتهم المسؤولين الكويتيين بفشلهم في معاقبة الجهاديين السنة الكويتيين لانضمامهم إلى صفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقاطع عاشور، مع ثمانية أعضاء شيعة في مجلس الأمة، جلسة البرلمان في 13 كانون الثاني ردّاً على أحكام الإعدام.

بؤر التوتر الطائفي والجيوسياسي في الخليج الفارسي

قررت الكويت الوقوف إلى جانب شريكتها في مجلس التعاون الخليجي في المشاحنة السعودية ـ الإيرانية، لكي تسير بحذر وسط عدم الاستقرار الجيوسياسي في المنطقة. أوائل هذا الشهر، انضمت الكويت إلى الدول الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي التي صنفت رسمياً حزب اللّه منظمةً إرهابية. وأتت الخطوة بعد قرار الرياض في الشهر الماضي القاضي بـ «مراجعة» علاقات المملكة ببيروت وإلى أجل غير مسمى تعليق الهبة العسكرية البالغة قيمتها 3 مليار دولار للبنان وإلغاء مبلغٍ بقيمة 1 مليار دولار كان مُقدماً إلى الشرطة في البلاد. بعدها بفترة وجيزة، فرضت الكويت ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي قيوداً على مواطنيها إلى البحر الصغير على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كما أن مقتل ثلاثة كويتيين في لبنان ومحاكمة الإمارات العربية المتحدة سبعة أفراد بتهمة التعامل مع حزب اللّه وإخراج عشر عائلات لبنانية من البحرين، كلها وقعت في الأسبوع الماضي، هي تجليات لموجة التصعيد الأخيرة بين الدول العربية الخليجية وحزب اللّه.

استدعت الكويت سفيرها من إيران بعد ثلاثة أيام على هجمات 2 كانون الثاني التي طالت سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد. لكن الكويت لم تسلك طريق المملكة العربية السعودية في قطع العلاقات مع طهران. باتخاذها قراراً محدوداً، أبقت الكويت الباب مفتوحاً لتحسين العلاقات مع إيران. واحتياج الكويت إلى الطاقة أمر له علاقة إذ كان المسؤولون في طهران والكويت يناقشون خططاً حيث يمكن لإيران ما بعد العقوبات أن تمد الكويت بالغاز الطبيعي. ومن المحتمل أن تكون مصلحة الحكومة في عدم استعداء الأقلية الشيعية في الكويت هي عامل آخر في هذا القرار.

إن ردّ الكويت الأزمة ما بين السعودية وإيران ترددت أصداؤه في أرجاء السلطة التشريعية داخل الدولة الخليجية، حيث إن عدداً من أعضاء البرلمان السنة طالبوا برفع مستوى الإجراءات ضد طهران وحزب اللّه، اللذين يتهمونهما بمحاولة إسقاط الحكومة الكويتية. من جهة أخرى، القلق الأساسي عند الشيعة الكويتيين هو الحركة السلفية المتشددة، التي أصبح لها موطئ قدم في الدولة الخليجية في تسعينيات القرن الماضي. ورغم أن جزءاً من السلفيين الكويتيين امتنع عن الدخول في المعترك السياسي، شارك آخرون في الانتخابات البرلمانية منذ العام 1981. وتحظى الكتلة السلفية الأساسية في البرلمان، التي تأسست عام 1991، بثلاثة مقاعد في البرلمان وأربعة من أصل ستة عشر في مجلس الوزراء. ويحتج أعضاء البرلمان الشيعة أن الإجراء الدبلوماسي للكويت ضد إيران وحزب اللّه يقوي السلفيين الذين يعلنون العدائية لطائفتهم.

أخيراً، لا بدّ أن تدرس القيادة في الكويت التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية على النسيج الوطني في البلاد وأمنه. في حزيران الماضي، مجموعة مرتبطة بالدولة الإسلامية في المملكة العربية السعودية، تدعو نفسها ولاية نجد، أرسلت انتحارياً إلى مسجد الإمام الصادق التابع للشيعة في مدينة الكويت. وأدى الهجوم، الذي وقع على بعد سبعة أبنية فقط من وزارة الداخلية، إلى مقتل 27 وجرح 277 آخرين. زار الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح المسجد بعد فترة قصيرة على وقوع الانفجار ودعا الكويتيين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية لمواجهة جدول أعمال الدولة الإسلامية. لكن يبدو أن الدولة الإسلامية مصممة على اختراق النسيج الوطني وزعزعة الاستقرار في البلاد عبر محاولة إشعال عنف طائفي تماماً كما هو حاصل في المنطقة داخل بلدان مثل العراق وسوريا واليمن.

إن الانعكاسات الجيوسياسية للخصومة السعودية ـ الإيرانية والأزمات المستمرة في كافة أنحاء العالم العربي ستستمر في كونها تمثل تحدياً لحكام الكويت من أجل الحفاظ على موقعها «كفرد فاعل في مجلس التعاون الخليجي» مع الأخذ بعين الاعتبار مخاوف كافة فئات السكان في الكويت، بمن فيهم الأقلية الشيعية. بالفعل، إن الأخطار تحدق بالتوازن الطائفي غير المستقر في الكويت، توازن اعتمد عليه السلام والازدهار والوحدة بناء ًعلى شعار «بلد واحد/شعب واحد».

-----------------------------------

جيورجيو كافييرو : المدير التنفيذي ومؤسس تحليلات الدول الخليجية وهي لجنة استشارية بالمخاطر الجيوسياسية في واشنطن

سينزيا بيانكو : محللة وباحثة تركز في أعمالها على العلاقات الدولية والسياسية والأمن في المنطقة الخليجية.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف