البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 7 / 2016  |  1710الجيش الإسرائيلي ينظر إلى حزب الله الآن على أنه جيش بكل المعايير

عاموس هرئيل - Amos Harel هآرتس - Haaretz 4 آذار 2016 - 4 March 2016
الجيش الإسرائيلي ينظر إلى حزب الله الآن على أنه جيش بكل المعايير

التحرير: القدرات العسكرية القيمة التي اكتسبها حزب اللّه من الحرب على سوريا، تحولت إلى هاجس للمخططين العسكريين الإسرائيليين، عاموس هرئيل يكشف هواجس ومعلومات الضباط من جهة، ويهيّئ الرأي العام الإسرائيلي لحرب قاسية من جهة أخرى.


منذ ما يُقارب الثلاث سنوات ونصف، أي منذ صيف العام 2012، وحزب اللّه متورط بفاعلية في الحرب الأهلية السورية. وارتقى عمل المنظمة اللبنانية من حماية مخازن أسلحتها على الأراضي السورية وحراسة المقدرات الأساسية لنظام بشار الأسد ليطال القتال المواقع الأمامية للجبهة. وفي حالات كثيرة، كان المقاتلون الشيعة مَن قادوا هجمات الأسد على المنظمات الثائرة، ودفعوا ثمناً مقابل ذلك. في بداية هذا العام قُدّر في الجيش الإسرائيلي أن ما لا يقلّ عن 1300 مقاتل من حزب اللّه قُتلوا في الحرب في سوريا إضافة إلى 5000 جريح. وفي جميع الأوقات في هذه المرحلة يُبقي حزب اللّه نحو 5000 من مقاتليه داخل سوريا، أي ما يُقارب ربع قوته النظامية.

أمعن مسؤولوا الاستخبارات في إسرائيل لفترة ما في التفكير لتقدير مدى تأثير الحرب على حزب اللّه. فقد أدّى القتال الممتدّ وفداحة الخسائر إلى مشكلة تمثّلت بتعرية المنظمة التي أصبحت عُرضةً لانتقادٍ حادٍّ في الداخل حيال إرسال الشباب الشيعي إلى حتوفهم في سوريا فقط من أجل إنقاذ الطاغية في دمشق. وحزب اللّه لا ينشر العدد الرسمي لقتلاه ودفن بعضاً منهم في جنح الظلام بهدف تفادي التغطية الإعلامية.

وكان لزاماً على زعيم المنظمة، حسن نصر اللّه، التبرير مراراً وتكراراً بأن القتال في سوريا ضروري من أجل حماية العالم الإسلامي في وجه القاعدة والدولة الإسلامية وأمثالهما. ووجد حزب اللّه أنه من الصعب الاستمرار في وصف نفسه المدافع عن لبنان حينما فجّر إرهابيون انتحاريون سُنّة أنفسهم في قلب بيروت رداً على تورط المنظمة في الحرب السورية. وقال رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس في خطابه في حزيران 2013: إن النيران في سوريا تلامس أطراف عباءة نصر اللّه.

ولكن رجحان الكفّة لصالح نظام الأسد بفضل تدخّل روسيا في سوريا يعود بالنفع أيضاً على حزب اللّه. فتُعدّ المنظمة الآن موجودةً إلى جانب صاحب اليد العليا في الحرب. والعمل الوثيق مع القادة الإيرانيين، وإلى حدّ أقل، مع الضباط الروس أيضاً، قد شحذ أيضاً القدرة القتالية لدى حزب اللّه. فأولئك القادة والمقاتلون الذين نجوا من سنيّ الحرب قد راكموا تجربةً قيّمةً للغاية في معارك صعبة. في سوريا، شارك حزب اللّه في مروحة واسعة من العمليات من ضمنها أعمال مشتركة مع الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات بدون طيار والمدفعية والدبابات والقدرات الاستخبارية المتطورة.

ورغم أن المنظمة في الوقت الحاضر لا تملك طائرات أو دبابات، لكن في كل المعايير الأخرى فإن قدراتها توازي تقريباً تلك التي يتمتع بها أي جيش متوسط المستوى. فهي تضم في صفوفها نحو 45000 مقاتل، من بينهم 21000 مقاتل نظامي، وتمتلك أكثر من 100000 صاروخ، من بينها آلاف الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى.

ومن خلال خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الأول الفائت، يمكن الاستنتاج بأن حزب اللّه نجح في تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى لبنان، من بينها صواريخ بر ـ بر دقيقة وصواريخ أس آي ـ 22 المضادة للطائرات وصواريخ ياخونت المضادة للسفن. كما أن التزويد المستمر بالأسلحة العالية النوعية والخبرة التي يكتسبها حزب اللّه في ساحة المعركة السورية مَنَحاه قدرةً مستقلةً في مجالات أساسية مثل قتال القوات الخاصة وتشغيل الطائرات بدون طيار، ومن بينها تلك الهجومية.

في منتصف التسعينيات، عندما أخذ القتال ضد حزب اللّه في المنطقة الأمنية في جنوبي لبنان يتصاعد، كان رئيس هيئة الأركان آمنون لِبكِن شاحاك مَن قرّر أنّ على الجيش الإسرائيلي التعامل مع حزب اللّه على أنه منظمة ميليشياوية لا على أساس أن أفرادها إرهابيون أو أنها تتشكّل من خلايا إرهابية. وفي سياق الحرب السورية، الجيش الإسرائيلي على وشك الاعتراف الآن بأن العدوّ اللبناني قد أصبح جيشاً بكل المعايير.

في مقالة نُشرت قبل عامين في المجلة العسكرية «معرخوت»، سرد ضابط في الاستخبارات العسكرية النوايا المحتملة لحزب اللّه في أي حرب ضد إسرائيل، فقال: هجوم مفاجئ عند الحدود بحيث إنّ قواتٍ خاصةً من المنظمة تحاول مهاجمة مستوطنة ما أو قاعدة عسكرية صغيرة بهدف افتتاح القتال بإنجاز ملموس، من شأنه أن يُخّلف انطباعاً سيصعب على إسرائيل تجاوزه. وهذا، في رأي الضابط، المعنى الحقيقي لتهديدات نصر اللّه حول «احتلال الجليل».

منذ ذلك الحين أصبحت الأمور أكثر جلاءً. واليوم يمكن الافتراض بأن المنظمة تأمل بأن تحظى بالقدرة على تنفيذ هجمات متزامنة ضد عدد من المجتمعات المحلية الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود مع الطلقات الأولى للحرب. وخطة كهذه، في حال كُتب لها النجاح، ستسمح للمنظمة بمحاولة اعتراض حركة وحدات الجيش الإسرائيلي عند الحدود وأيضاً إعاقة التحاق وحدات الاحتياط. والتضاريس الموجودة هناك توفر للمهاجم قدرة هامة على تحقيق عنصر المفاجأة، ما يُلغي تقريباً فكرة الحاجة إلى حفر أنفاق هجومية.

كُتب مرات عدة أن حزب اللّه في الآونة الأخيرة ليس لديه أي حافزية لشنّ الحرب لأن عقل نصر اللّه مشغول بالكامل في مكان آخر، أي في سوريا. لكن فيما يورد تقدير الاستخبارات العسكرية هذا العام عن الشمال أن خطر شنّ حزب اللّه للحرب هو منخفض المستوى، يرفع التقرير أيضاً من منسوب إمكانية اندلاع الحرب نتيجة سوء تقدير بين الجانبين. والجيش يُعدّ العدّة وفقاً لذلك، بدءاً من الأعمال الهندسية الشاملة عند الحدود الرامية إلى إعاقة تسلل القوات المهاجمة، مروراً بالتغطية الاستخبارية المشددة لنشاطات حزب اللّه، ووصولاً إلى تنفيذ المناورات.

في أي حال من الأحوال، تدعو الحاجة إلى القيام بخطوة من أجل تنسيق التوقعات بين الجيش والرأي العام الإسرائيلي. فمن المشكوك فيه أن يهضم المدنيون العاديون ما يُدركه الضباط- أن أي حرب أخرى في الشمال ستكلف الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح وأن عدداً كبيراً من صواريخ حزب اللّه سيسقط على المستوطنات عند الحدود مما سيتطلب إخلاءً جزئياً للسكان وأن الضرر الصاروخي على وسط البلاد سيكون أسوأ بكثير مما شهدناه إبان الحروب السابقة في لبنان وقطاع غزة.

إذا ما اندلعت الحرب، سيكون لزاماً على إسرائيل إرسال قوة غير مسبوقة إلى لبنان. والقصف الكثيف من الجو لن يكفي. بل سيكون الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى تقدّم بري كبير من أجل فرض الثمن على حزب اللّه. في الوقت عينه، تحت ضغط شعبي كبير، على ما يبدو ستأخذ الحكومة بعين الاعتبار تنفيذ هجوم على البنية التحتية للدولة اللبنانية في محاولة لتحقيق وقف سريع لإطلاق الصورايخ على الجبهة الداخلية.

في الشمال ثمة تحدٍّ يتعاظم ولم يتعامل الجيش الإسرائيلي معه في السنوات الأخيرة ـ ومن وجهة نظر إسرائيل هذا سبب آخر للحفاظ على قوة الردع في وجه حزب اللّه وتأجيل الحرب القادمة قدر الإمكان.

----------------------------------

عاموس هرئيل : من كبار المحللين الإسرائيليين في الشؤون العسكرية والأمنية.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف