البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

May / 21 / 2016  |  4654قنوات mbc - روتانا أدوات الفسق والرذيلة ومحاربة الدين والفضيلة

الشيخ كاظم الصالحي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية نيسان 2016
قنوات mbc  - روتانا  أدوات الفسق والرذيلة ومحاربة الدين والفضيلة

يواجه شباب العالم الإسلامي تحديًا هو الأقوى من حيث قدرتهم على الحفاظ على هويتهم وعقيدتهم، ولم يواجه الشباب حملة إباحية شرسة مثلما يواجهون هذه الأيام بسبب تداعيات العولمة وانهيار دور الدولة وتراجع دور المساجد، وإبعاد العلماء عن التأثير في حياتهم وتركهم فريسة سهلة بين أنياب موجات المد الإباحي والتغريبي.

ولا يغيب عن أحد مدى شراسة المد التغريبي على العالم الإسلامي، الذي تظهر تجلياته في القنوات الفضائية المخصصة للأفلام، والكليبات، والمنوعات، بهدف إثارة الغرائز ومخاطبة الشهوات، لا لشيء إلا لتخريب عقول الشباب وإفسادهم وصبغهم بصبغة تغريبية تبعدهم عن هويتهم الإسلامية وتجرهم بعيدًا؛ ليكونوا صيدًا سهلاً لهذا المد الإباحي.

ولا يفوتنا الإشارة إلى أن الأمة الإسلامية قد تعرضت لموجة مد إباحي غير مسبوقة في ظل ما يتردد عن تورط عديد من رجال الأعمال العرب - وأغلبهم غير مسلمين - في امتلاك قنوات إباحية على القمر الصناعي الأوروبي وكلاء عن منظمات صهيونية وماسونية ترغب في مسخ هوية شباب الأمة.

فيما يلي نشير بنحو اجمالي الى الدور التخريبي والافسادي الذي تقوم به بعض القنوات المرئية والصوتية العربية ( خاصة قنوات mbc و روتانا الفضائية والاذاعية المؤسستين على ايد سعودية وتحظيان بالتاييد والدعم من دولة الارهاب والفتنة والطائفية) وفق دراستين ميدانيتين تتضمنان ارقاما ومؤشرات خطيرة تدعو الجميع للوقوف بكل قوة امام هذا المد الافسادي المدروس والمخطط له من قبل اعداء الدين والانسانية:

---------------------------------------------

العوامل الاساسية التي تؤدي الى ضياع الشباب[1]   

كثيرة هي الموادّ والبرامج التي تستهدف شريحة الشباب اليوم لإفسادهم وإبعادهم عن الجادّة التي ارتضاها الله لهم، والأعظم إفساداً في ذلك أنّ كل ما يُبثّ ويُعرض ويُثار إنما يُقدّم لعنصر الشباب تحت عناوين برّاقة من الحريات والتمدّن والحضارة، وهي ليست سوى مصاديق للتخلف والتبعية والفساد والرذيلة والتيه والضلال, ونكتفي هنا بذكر بعض الأمور (المفسدة) التي يجب على شبابنا الاحتراز عنها واجتنابها:

1- الإعلام : سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي بأفكاره وصوره ودعاياته وبرامجه، لا سيّما الأكثر رواجاً اليوم كشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الفساد على الإنترنت والاختلاط على هذه المواقع وسواها .

2- الفنُّ المنحرف والموجه : وما أكثر البرامج والأفلام والمسلسلات التي تستهدف قلوب الأحداث لتزرع فيها مفاهيم جديدة وتربّيها على مصطلحات ومعادلات برّاقة وتعدهم الوعود المزيفة, بل ما أكثر القنوات الإعلامية التي تساهم اليوم في تغييرالثَّقافات بطريقة هادئة وساكنة بدون أن يلتفت المجتمع لذلك.

ومن طريف ما يُذكر أنك ترى الكثير من هذه المحطّات تدمج بين برامج السوء وبين برامج الخير والكلمة الطيبة والأخرى الفاسدة والموضوعات التربوية والأخرى اللهوية، وبين قراءة القرآن والأغاني المبتذلة حتى يضيع على الشابّ غير المحصّن تشخيص الجادّة السواء فيحسب كلّ شيء له حلالاً ومباحاً.

3- مراكز الفساد : وهي كلُّ مكان يُعصى الله فيه، ومنها صالات الإنترنت المختلطة، والسهرات اللهوية وحانات اللهو واللغو وصالات الطرب والرقص والفسق والمجون وكلّ ما من شأنه تضييع الوقت وهدر الطاقات وتعمية الشباب عن دورهم وما يجري حولهم.

4- العلاقات غير الشرعية : بين الشباب والفتيات حتى في أبسط صورها لأنها ستكون مقدّمة للوقوع في الحرام، فكثيراً ما يُزيّن الشيطان أنّ العلاقة عبر الهاتف أو الإنترنت أو الحديث مع فتاة مجهولة وأحياناً حتى تحت عناوين الصداقة والأخوّة والإعانة أو الظروف القاسية التي يمر بها الشبّان والفتيات اليوم تشكّل مسوِّغًا وعذراً لإقامة هكذا نوع من العلاقة التي يرفضها الشرع ويعتبرها مدخلاً واسعاً للحرام وللتسيّب والإنحلال شيئا فشيئاً.

5- البيئة الفاسدة : فلينظر كلٌّ منا من يصاحب و يجالس و يسافر وأين يسهر وما هي خصال هؤلاء الأصحاب وسلوكياتهم؟ وقد روي عن رسول الله (ص) : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخينَّ كافراً، ولا يخالطنَّ فاجراً".

6- التشبه بشخصيات أجنبية : وهذه المسألة من الأمور الرائجة في مجتمعاتنا اليوم وتسهم في إفساد الشباب والشابّات الذين يتشبّهون ببعض الممثلين أو الفنانين او.. في الشكل وإن كان مخالفاً للشرع، أو تسريحة الشعر أو تطويله أو طريقة مشيهم وحديثهم واستخدام عباراتهم واتخاذهم قدوة، وهو بالضبط ما تستهدفه الثقافة الغربية لمجتمعاتنا اليوم، وهو برمجة عقول شبابنا بما يتناسب والمفاهيم الثقافية التي يروّجون لها.

التاثير السلبي للفضائيات         

في هذا السياق يقول الكاتب د. فهد الغفيل[2]ي  ان الاطباق الفضائية المثبتة على اسطح المنازل يمكن ان تستقبل الاف المحطات الفضائية من جميع اقطار الدنيا منها اكثر من 700 قناة عربية , وعلى الرغم من ان المشاهد العربي ( والسعودي كنموذج)غالبا لا يلتفت لمعظمها حيث يتابع 26% من الشباب القنوات الرياضية مقابل 25% يتابعون قنوات الافلام و17% للقنوات الغنائية استنادا لما اظهرته دراسة مسحية دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية شملت 1235 شابا (15-25 سنة) والتي كانت تهدف الى قياس التصورات الذاتية لتاثير البث الفضائي على القيم الدينية والاجتماعية والانتماء الوطني , وقياس تاثيره على انحراف الاحداث.

ولو امعنا النظر في تلك الدراسة لوجدنا ان مجموع الشباب ممن يتابعون القنوات التي لا تقدم ما يحتاجه الشباب لاشباع الجانب المعرفي لديهم يتجاوز 68% وهذا مؤشر خطير يدل على ان هذه النسبة من الشباب وان نأوا بانفسهم عما يقدم من مواد هابطة في قنوات الافلام والقنوات الغنائية الهابطة , الا ان ثقافة من يتابع القنوات ا لرياضية وهم 28% ستبقى ضحلة جدا وذلك عائد الى ان تلك القنوات لا تقدم المعلومة الاثرائية التي يحتاجها الشاب في هذا العمر .

ويجدر بنا ان لا ننسى بان تلك القنوات قد صرفت الشاب العربي عن القراءة والاطلاع من خلال ما تقدمه من برامج مسلية وجذابة ومتنوعة في معظمها , وبالطبع فهي تهدف الى التسلية والترويح واللهو بغرض استقطاب اكبر شريحة ممكنة من الجماهير , بل ان احدى الدراسات تشير الى ان نسبة البرامج الترفيهية المستوردة في معظم القنوات العربية تصل الى 88% بينما لا تستورد تلك القنوات سوى 12% من البرامج الثقافية , وهنا يتضح الدور المشترك الذي جذّر ثقافة التسلية والسطحية لدى معظم المتلقين العرب , وتسبب في ضحالة الفكر لدى كثير منهم, ولجعل الفكرة اكثر وضوحا اوجز ما اقول في نقطتين:

أ- ان القائمين على الفضائيات والقنوات التلفزيونية العربية قد استمرؤوا سياسة بث المادة الهشة بقصد استقطاب المجاهدين دون النظر او الالتفات الى المصلحة العامة مع انه يفترض انهم على درجة من الوعي والادراك بان تلك المواد سوف تخرج اجيالا لديها ثقافة سطحية جدا, وليس لديها من مقومات النهوض بمستقبل الامة ولا النزر اليسير , ولا ادل على ذلك من طبيعة المواد التي تبث اوقات الذروة , حيث نلاحظ كلما زادت اهمية ساعة البث وهي الفترة المسائية كلما كانت المادة هشة وضعيفة المحتوى , ولعلنا نتذكر ان ساعة الذروة في التلفزيون السعودي كانت تخصص لتقديم مسلسلات هابطة ولا تعالج هموم ومشاكل المجتمع, بل رسخت ثقافات دخيلة ما كانت مجتمعاتنا تعاني منها, وعلى راسها حساسية النساء تجاه تعدد الزوجات, وقصص الحب والغرام, والخوف من الامتحانات الدراسية, وتقديم مرتكبي جرائم المخدرات والرشوة والاختلاس بطرق محسنة ربما اسهمت في تقبل بعضنا لمرتكبي تلك الجرائم على ارض الواقع , وقد تكون ساعدت اخرين على تقمص ادوار بعض المجرمين في تلك المسلسلات , وهذا ما تؤكده (نظرية الغرس) لـ(جورج غيربنر ولاري غروس) اللذين قاما بدراسة مدى تاثير وسائل الاعلام على المتلقين , وسبب القيام بتلك الدراسة يعود الى تفشي مظاهر العنف والجريمة والاغتيالات في المجتمع الامريكي في ستينات وسبعينات القرن المنصرم , وقد توصل الباحثان الى ان مداومة التعرض للتلفزيون ولمدة طويلة ومنتظمة تنمي لدى المشاهد اعتقادا بان العالم الذي يراه على شاشة التلفزيون ان هو الا صورة من العالم الواقعي الذي يحياه , وان المشاهد بحكم التقاصه ببرامجه يصدق هذا الواقع ويتعامل معه باعتباره حقيقة.

ب- ان كثيرا من تلك الفضائيات عملت على توصيل رسائل هامشية وتافهة ذات مضمون يكرس رؤى الوافد الاجنبي في العديد من المجالات الاجتماعية والدينية الحيوية, ومنها التغريب والازدراء بالقيم والعادات والتقاليد ومحاولات تسطيح الوعي عند الشباب وشغله بامور جانبية, وخلق حاجيات اتصالية واعلامية بعيدة عن الاحتياجات الانسانية لديه من قبيل الفن الهابط, والحب المحرم, والاستهلاك اللامحدود واللامشروط, والاهتمام بتوافه الاشياء.

وترجع الكاتبة حنان صوان[3]  اسباب فساد الشباب والانحلال الخلقي في العراق الى العوامل التالية:           

1- سوء التربية الأسرية للأبناء وفشلها الذريع في تطوير نفسها لتتلاءم مع مراحل عمر الأبناء .

2- غياب القدوة الحسنة داخل الأسرة  مثلا ان كان رب الأسرة غير متمتع بأخلاق عالية وغير متقيد بالآداب العامة والتقاليد وإحكام الإسلام لن نجد أبناءه وبناته ملتزمين بالقيم والمبادئ الأخلاقية والدينية إلا نادرا.

4- عدم اكتراث الأهل لأخطاء الأبناء وعدم إتباع أسلوب عقابي رادع لهم  مما سبب خروج الامور عن السيطرة.

5- غياب التوعية والإرشاد المدروس من قبل الأهل وفقدان لغة الحوار الأسري مع الأبناء, بل نجد أحيانا من يغلب لغة الصراخ والضرب ويتعامل مع الأبناء على أنهم عبيد لديه بدلا من ان يكون صديقا لهم .

6- التفكك الأسري عامل قوي جدا لفساد الأبناء فهو يلقي بهم في فم الذئب دون ان يكترث وتتعاظم المشكلة إلى طلاق كامل بين الوالدين وهنا تقع الكارثة الكاملة وطبعا  تقع على الأبناء.

7- التطور الهائل في التكنولوجيا والاتصالات  حيث أصبح بمقدور الشاب ان يدخل متاهات كثيرة متوفرة كالانترنيت بمغرياتها التي لا تنتهي, والمحطات الفضائية التي لا تحترم الدين والاعراف, والانتشار الهائل للمواقع الإباحية والمحطات الفضائية الإباحية ساهم بقوة في فساد الشباب وللأسف لا رقيب ولا محاسب.

8- الثراء  يعتبر عامل قوي لفساد الشبان والشابات فالثراء يسهل للشاب الحصول على كل ما يرغب به دون بذل أي جهد بل أكثر من ذلك الثراء يسهل دخول الشاب لعالم المغريات الفاسد  وطبعا الأهل لا يريدون حرمان أبنائهم من شيء بل يمدون لهم اليد للنهاية  ولا يدركون أنهم يقودون أبناؤهم إلى الهلاك الأخلاقي

9- الفقر يعتبر عامل فساد قوي حيث يهرب منه الشباب والشابات ويدفعهم لارتكاب الكثير من الأخطاء والانحلال الخلقي

10- فساد المجتمع والبيئة القريبة من الشبان والشابات, فان كان الشاب يعيش في حي فيه الكثير من الشبان المنحرفين الفاسدين لا محال سيتأثر بهم .              

الشباب ومشكلة الافلام الخلاعية

تحت هذا العنوان كتبت مؤسسة ال البيت للمعلومات[4]  :

لقد تطورت وسائل الأتصال في عالمنا المعاصر, وتسارع نقل الأفكار والمعلومات بشكل لم يسبق له مثيل , فهي تُنقل بسرعة الضوء وتغزو العالم في ثوانٍ معدودة !

 وغدت وسائل الأعلام والمعلومات كالتلفزيون وشبكات المعلومات والكمبيوتر والصحافة والراديو والكتاب والمجلة . . هي القوة المهيمنة على التفكير والسلوك لدى عامة الناس وبخاصة الشباب منهم .

 والشباب ــ لاسيما في مرحلة المراهقة ــ مهيؤون أكثر من غيرهم للتأثر بهذه الأمور , وذلك لأنهم في مرحلة تكوين الشخصية .

 وحيث أن الغرائز والمشاعر لاسيما غريزة الجنس هي في قمة القوة والعنفوان والضغط على المراهق , وتبحث عن طريقٍ للتعبير والتفريغ , فإن وسائل الإعلام ساهمت مساهمةً فعالة في إثارة الغريزة الجنسية عن طريق الأفلام والصور الخلاعية .

 ومن خلال دراسة أجريت على ( 252 ) فـتاة منحرفة بين سن ( 14 ــ 18 ) ظهر أن (25%) منهن مارسن العلاقات الجنسية نتيجة مشاهدتهن مشاهد جنسية في السينما .

 وفي بريطانيا تمكنت بعض الدراسات من خلال إستجواب ( 1344 ) شخصية إختصاصية حول العلاقة بين السينما وإنحراف الأولاد دون سن (16) سنة فأجاب (600) منهم بوجود تلك العلاقة .

 وهكذا يتضح لنا أن مشاهدة الأفلام العاطفية ومنها الجنسية هي سبب الإنحراف بالدرجة الأولى.

 وبعد أن أنحل العامل الخلقي في الغرب توجه أرباب الفساد الى بلدان المسلمين بُغية إفساد أهلها . ولذا نقول أنه لا يستطيع أحد إنكار وجود مخططات مشبوهة تستهدف جيل الشباب من الجنسين لتضليلهم وإفسادهم , وفتح آفاق الجريمة والشذوذ في وجوههم , وتشجيعهم على التمادي في الإنحراف , حتى يصبح الشاب ميئوساً من هدايته وإستقامته , وتقع الشابة في منزلق الرذيلة فلا أحد حينئذٍ يستطيع إنقاذها.

 وهذه المخططات لها مؤسساتها وخبراؤها ووسائل تنفيذها , ولها قنوات خاصة لأيصال مفعولها , وقد لاقت من البسطاء والسذج مروجين لها من دون أن يعرفوا حجم المشكلة التي يتسببون في إنتشارها .

 وربما تُستغل الرياضة والفن عموماً , والمدرسة , ودور السينما , والسوق والنادي , ومحلات بيع الأشرطة و الأقراص , والمنتزهات والأماكن العامة , وحافلات نقل الركاب , وحتى محلات الحلاقة والخياطة والإعلانات والصحف , كوسائل وقنوات للوصول الى الشباب حتى تتم عملية التأثير فيهم وتوجيههم الوجهة التي يريدها أصحاب تلك المخططات .

 ولا يغيب عن الذاكرة ما قام به النظام البائد بعد تدمير المنطقة الشمالية التي سماها بعملية تطهير الشمال عام 1975م من بث وعرض الأفلام الخلاعية في المنطقة الشمالية بدعوى غسل أدمغة الشباب المحروم من فرصة متعة المشاهدة . وهذا تعبير مُحرَّف عن عملية إفساد وتدمير شباب المنطقة في الواقع .

 وإلا فبماذا يفسر منع تداول الكتب الدينية والتربية الإسلامية وكتب الدعاء ومشاهدة أشرطة المحاضرات المنبرية والإستماع إليها. وفي المقابل تعج دور السينما ومحلات بيع الأشرطة بالأفلام الساقطة والمسلسلات الخبيثة وتوفير قصص إحسان عبد القدوس وآرنست همنغواي وغيرهما , وشعر نزار قباني الذي يعري المرأة ولايسترها حتى بورقة توت ؟!

 أعزاءنا الشباب :

 هل فكرتم في عمق المأساة وإتساع رقعة هذه المشكلة بعد إنتشارها وتنوع القنوات الفضائية التي فتح قسم منها مع السبق والإصرار من أجلكم , وهو يستهدفكم أولاً وقبل كل شيء . وهذا يعني أن الشيطان أصبح الآن يسكن في بيوت الناس ومع العوائل , ويخالط الجنسين معاً , والباب مفتوح له على مصراعيه يدخل بدون إستئذان في أي وقت يشاء . فالبث على مدار الساعة , والأموال الموظفة في خدمة الإنحراف لا حصر لها , ولا أحد يعرف من هو المموّل الحقيقي لهذه القنوات .

 وأعود وأكرر القول : إنكم دائمأً في دائرة الهدف.

 فمتى تستطيعون إفشال تلك المخططات التي تبث السموم لكم وتستدرجكم من حيث تعلمون أو لا تعلمون ؟ متى نَقدم بشجاعة ونلغي كل قناة تافهة مسمومة من أجهزة الستلايت عندنا ؟ متى نَعِظ إخواننا ونحذرهم من مغبة تداول هذه الأفلام وإستعارتها وشرائها ؟ وبيان المفاسد التي تنشأعنها إضافة الى العقاب الألهي الذي ينتظر هؤلاء المفتونين بها في الدنيا والآخرة .

 إن مشاهدة مثل هذه الأفلام المصدرة خصيصاً الى منطقة الشرق الأوسط لنشر الرذيلة فيها , تورث حالة من التمرد على مفاهيم الإسلام ومبادئه السامية , وتقتل كل بادرة طيبة في نفوس الشباب . فهل تعلمون كم جريمة مخلة بالشرف حدثت جراء مشاهدة أفلام الجنس , وكم بيتاً إنهار شرفه بسبب تلك الأفلام ؟ وربما إمتدت آثار تلك الجريمة الى الأبناء والأحفاد .

 إن شرف الإنسان وهو رصيده الحقيقي في المجتمع , وأن سمعته هي أعز ما يملك بين الناس , فإذا تلوثت السمعة وتدنس الشرف سقط الإنسان إجتماعياً وفقد كل إعتبار . وبالإضافة الى الفشل والسقوط الإجتماعي الذي يحصل في الدنيا , هناك فشل وسقوط أكبر منه في الآخرة .

 قال تعالى : ( يوم تبلى السرائر * فماله من قوة ولاناصر ) , أي يوم تظهر خفايا الأعمال , فليس للأنسان في ذلك اليوم قوة يمتنع بها ولاناصر يمنعه . وإذا كان بالإمكان تغطية الأعمال والتستر عليها في الدنيا ففي دار الآخرة كل شيء مكشوف.

 قال تعالى : ( لقد كنت في غفلة عن هذا فكشنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ). إذن تترتب على هذه الكبائر عقوبات في الدنيا قبل عقوبات الآخرة .

 نقل لي عن شخص كان يشاهد الأفلام الجنسية هو و وزجته قبل عشرين سنة , فرفع الله البركة من بيته , وقتر عليه رزقه ولم يبق لبيته أثر , وضاع كل ما يملك وهو الى حد تاريخ كتابة هذه السطور لا يملك من أرض العراق شبراً واحداً . هذا في الدنيا أما في الآخرة فأن الله أعلم بما أعد له .

 أخواننا الأعزاء إن الحياء إذا زال عن الإنسان زالت عنه الغيرة , وإن الهدى إذا ضعف حل محله الضلال , وأن الشرف إذا أضمحل حلت محله الرذيلة .

لعلَّنا لا نبالغ لو قُلنا: إنَّ الإعلام العربي سهَّل مهمَّة دُعاة الغرب وتلقَّف كل منتن منهم، ليروِّج له في مجتمعاتنا على أنه الطَّبيعي والعادي, ولن نجانب الصَّواب لو قُلنا أيضًا: إنَّ المسلسلات المدبلجة هي من أخطر ما وفد إلينا عبر وسائل الإعلام, والرَّائج في المجتمعات العربية حاليًا هو وجود مسلسلات مدبلجة من تركيا والمكسيك والهند وكوريا وأمريكا.

الفضائيات العربية ومهمة الانحلال الخلقي[5]

نرصد الآن أهم ما تدعو إليه المسلسلات التركية والامريكية و...من قيم دخيلة على مجتمعاتنا المسلمة، والتي تنعكس على مسار تربية المراهق وسلوكه، وما كان هذا ليحدُث لولا وجود كمٍّ معتبر من القنوات التي ديدنها إفساد أخلاق شبابنا وتزيين الباطل لهم وتقريب المنكرات منهم  لأنه باختصار: غزو ثقافي منظَّم يسعى لعلْمنة المجتمع المسلم! ومن هذه القيم الدخيلة:

1- تغريب المرأة المسلمة من خلال تقديم النَّموذج الغربي البرَّاق:

الاختلاط.. الحريَّة المطلَقة... التبرُّج... التملُّص من الواجبات الأسرية، وغير ذلك... جعلها الغرب طريقه لدخول المجتمع الإسلامي، وهي محاولة في طريق تغريب المجتمع المسلم كله فأن المرأة هي نصف المجتمع, ولا يختلف الأمر بالنسبة للمسلسلات التركية التي تُبيِّن المرأة المسلمة بنفس الطريقة، ومما يندرج تحت محاولة تغريب المرأة المسلمة عن طريق بث القيم غير الإسلامية التي تبثها المسلسلات المدبلجة ما يلي:

أ- تشجيع المرأة على المطالبة بالمساواة مع الرجل : فالمسلسلات المدبلجة تعرض المرأة ندَّا للندِّ مع الرَّجل، تفعل ما يفعل، وتسعى إلى ما يسعى إليه، وتُطالب بما هو حقٌّ له ليكون حقًّا لها أيضًا، إنها دعوة غير مباشرة للمرأة المسلمة لتحذو حذوها.

إنهم يريدون إبعاد المرأة عن دورها الأساسي، وتقويض نظام الأسرة التي تُبنى بها المجتمعات، إنهم يودُّون من المرأة المسلمة مُزاحمة الرجال في الوظائف التي لا تستقيم لأنثى ولا تتوافق مع طبيعة المرأة، إنهم يريدون إشاعة روح العِداء والتحدِّي بين المرأة والرجل، دعوةٌ أطلقها الغرب وتلقَّفتها عقول أذيالهم من دُعاة تحرير المرأة في مجتمعاتنا.

ب- تشجيع المرأة على المطالبة بالحرية : تُصوِّر مشاهد كثيرة من المسلسلات المدبلجة وخصوصًا الآتية من المكسيك وأمريكا على أن المرأة يجب أن تكون حرَّة في تصرُّفاتها، تعمل ما تريد دون قيد، ليس لتحرُّكاتها ضوابط، نجدها تضع كل ما يحدُّ من حريَّتها وراء ظهرها غير مبالية به.

ج- تزيين صورة الحضارة الغربية في عيون نسائنا : تعمل المسلسلات المدبلجة على إبراز النَّموذج الغربي بأبهى صوره، وكأنَّ المرأة الغربية في أزهى عهودها، فهل هو فعلا كذلك؟

د- تشجيع الاختلاط : إننا نجد المسلسلات المدبلجة تُزيِّن الاختلاط بين الذُّكور والإناث، وتجعله من روح العصر ومتطلَّباته، فالاختلاط في المنزل، حيث يصير إخوان الزَّوج والأصدقاء والجيران وكل من يدخل المنزل من محارم المرأة! وتصير بنات الخال وبنات العمِّ في عيون الرَّجل مثل الأخوات! والاختلاط في أماكن الدراسة والعمل بكل ميوعةٍ وانفتاح!

إنَّ لمشاهد الاختلاط بين الجنسين مفاسد كثيرة، تتكرَّس أكثر حين يُشاهد المراهق -خصوصًا- أبطاله المزعومين من الجنسين وهم يضحكون ويتبادلون الكلام اللَّطيف دون حياء، فيُهوَّن هذا المنكر العظيم في النُّفوس، ويصير عدم الاختلاط هو الأمر غير العادي، وهنا يكون ما بعد الاختلاط من الإفساد أهون وأسهل!

هـ- تشجيع ثقافة العُري للمرأة بين أفراد الأسرة وتشجيع ثقافة التبرُّج والعري والتعطُّر والزِّينة خارج البيت, فنجد الممثِّلين يتبارون في لبس أجمل الثِّياب، والأجمل في عُرف الغالبية من مصدِّري تلك السُّموم، هو ما يكشِف أكثر مما يُغطي جسم تلك البطلة، وما يتماشى مع الموضة هو الأنسب! فتظلُّ تلك المراهقة مشدودة للبطلة بلباسها وأناقتها، معجبة بها، ولعلَّها تردِّد في سرِّها: ليتني هي!

ولا تتعلَّق ثقافة العُري بالخروج من المنزل، بل نجد اللِّباس القصير والضيِّق وغير اللاَّئق من لوازم أناقة الممثِّلة أمام محارمها أيضًا داخل البيت حسب الدَّور الذي تلعبه في المسلسل.

ولن يكتمل جمال البطلة دون الزِّينة التي تضعها على وجهها، ورشَّات العطر التي عليها أن تفوح وتترك أثرًا خلفها! وبعد كل هذا تخرج وكأنَّ شيئًا لم يحدث! والوجهة جامعة لتدرس أو مكانٍ لأداء وظيفتها، أو ربما مَرقصٍ أو مكانٍ للقاء الحبيب!

و- الدعوة الصريحة لإقامة العلاقات المحرَّمة والتساهل في تكوينها وممارسة الزِّنا : أكاد أجزم أن في كلِّ مسلسل علاقة محرَّمة أو أكثر، بل قد يُبنى المسلسل كلُّه على تلك العلاقة، وليس المسلسل التركي (العشق الممنوع) ببعيد! فموضوع المسلسل الذي تدور حوله 165 حلقة يتحدَّث عن علاقة حبٍّ بين امرأة متزوِّجة وشابٍّ ربَّاه زوجها كبير السنٍّ بعد وفاة والديه!

2- نشر المعتقدات النَّصرانية والبوذية والعادات الغربية:

نجد هذه المعتقدات ماثلة في جُل المسلسلات الوافدة علينا من المكسيك والهند وأمريكا، بشكلٍ يوحي أنها جزء من تفاصيل المسلسل، بيْد أنها ليست بريئة!

مثل ذلك أعياد النَّصارى واحتفالاتهم والنَّتيجة مجاراة الكفَّار والكافرات في أعيادهم، وكم كثرت المناسبات التي يُقلِّد فيها المسلمون غيرهم، سواءً التي تعلَّقت بالدِّين أو بالتَّقاليد، وازدادت العقدة تعقيدًا حينما اعِتُرِف بهذه المناسبات كأعياد، والكثير يردِّد دون استحياء: إنَّه عيد رأس السَّنة، وإنه عيد الحبِّ!

3- الترويج للغناء والموسيقى:

يبدو أن المسلسل لا يكتفي بعرض ما هو سلبي من القيم أثناء سير الأحداث فقط، بل إنه يروِّج للغناء والموسيقى عن طريق شارات البداية والنِّهاية لكل مسلسل، وما قد يتخلَّلُه من الأغاني المناسبة للموقف الرومانسي بين البطلين، حتى يحلو الكلام ويندمج المـُشاهِد مع المشهد!

وماذا لو تابع المشاهد أغنية البداية والنِّهاية مئة مرة بدايةً ومئة مرة نهايةً خلال أيَّام العرض، الأكيد أنَّه سيحفظ الأغنية عن ظهر قلب، وربما حفظ نوتاتها أيضًا وصار يُدندِن بها من غير قصد!

4- التهوين من أمر التدخين والخمور والمخدرات:

كثيرًا ما تكون السيجارة رفيقة رجل الأعمال أو تكون التعبير المباشر عن الغضب والقلق، وكثيرًا ما يُعاقر الرَّجل الخمرة في مشهد خليع، وقد تكون المخدرات السُّلوك الإرادي لنسيان الهموم والمشاكل... فتهون هذه السُّموم في نظر المُتفرِّج مع كثرة تكرارها في مشاهد المسلسل الواحد، فكيف إن تكرَّرت في أغلب المسلسلات!

5- الإجرام:

الإنسان ليس كائنًا يعيش بمعزلٍ عن المجتمع، بل هو جزءٌ منه يتأثَّر به ويؤثِّر فيه سلبًا وإيجابًا، ومن هنا، فقد يتأثَّر المشاهد بما يراه من عنفٍ في محيطه وداخل مجتمعه، أو قد يتأثَّر بما تعْرِضه وسائل الإعلام المختلفة من مشاهد تُروِّج للعنف وتُشجِّع عليه، وهذا ما نلفيه في كثير من المسلسلات المدبلجة خصوصًا الأمريكية منها، فقد "أكَّدت بعض الدِّراسات على وجود علاقة بين وسائل الإعلام والسُّلوك الإجرامي، وذلك من خلال عرضها للصُّور الإجرامية عرضًا مُغريًا مُشوِّقًا، يُسلِّط الأضواء على بعض أنواع الإجرام ويُغري بارتكابها"، فيتولَّد العنف لدى الصَّغير ويكبر معه، أو كبيرًا فيتقبَّله، إلى أن يكون طرفًا فيه.

 وسائل جلب المشاهدين:

يعمد المنتجون وأصحاب القنوات العارضة للمسلسلات إلى اتِّباع وسائل مختلفة من أجل جلب المشاهدين والتَّأثير فيهم، من أهمها:

1- انتقاء الممثِّلين انتقاء يعتمد على جمال الشَّكل والوسامة، فيكون البطل رشيق القدِّ أهيف القامة، وتكون البطلة من ذوات الحُسْن البارع ، بدليل أنَّ مِن الممثِّلات في الدراما التركية مَن هُنَّ ملكات جمال تركيا، ومن الممثِّلين مَن هم مِن عارضي الأزياء! ناهيك عن توظيف المختصِّين في تسريحات الشَّعر وتزيين الوجوه ليزداد جمال النُّجوم جمالًا، ويزداد تعلُّق المشاهد بأنواع الحُسن المصطنع!

2- تطويل عُمْر المسلسل الواحد, فكلَّما طالت عِشرة المشاهد لشخصيات المسلسل الواحد، كلَّما زاد الرِّباط الذي يجمع بينهما، وحتى بعد آخر قطرة سُمٍّ تُبثُّ مُعلنة انتهاء المسلسل تبقى الذِّكريات قائمة تصحب المشاهد في لاوعيه، لتَظهر على تصرُّفاته !

3- دبلجة المسلسلات بلسان اللَّهجة الشَّاميَّة، آخذين بعين الاعتبار انتشار ونجاح الدراما السُّورية عند الجمهور العربي قبل الدراما المدبلجة، مما يُسهِّل مهمة البثِّ من طرف القناة والاستقبال من طرف الجمهور.

4- ومن أجل جلب الجمهور المشاهد أيضًا، غُيِّرت عناوين بعض المسلسلات وأسماء بعض الممثِّلين، فلمَ يُغيَّر عنوان مسلسل تركي مدبلج يحكي قصَّة السُّلطان سليمان القانوني من (القرن العظيم) إلى (حريم السُّلطان) إذا لم يكن لغايةٍ ما؟! لا أرى سببًا غير التركيز على الجانب العاطفي من حياة السُّلطان سليمان، ووضع لمسة أنثوية على أحداث المسلسل لحصد متابِعات أكبر!

وكثير من الأسماء الأجنبية للممثِّلين عُدِّلت إلى أسماء عربية، والهدف أيضًا هو تقريب حياة أبطال المسلسل إلى البيئة العربية، لتلقى قَبولًا من طرف المشاهد العربي.

5- الدعاية للمسلسل الذي يسبق عرضه، ثم يتزامن مع بثِّه أيضًا وبطريقةٍ مُشوِّقة، فيصير العمل الدرامي مُنتظرًا باليوم والسَّاعة والدَّقيقة.

6- اتِّصل.. أجب عن الأسئلة... واربح... تلك طريقةً أخرى للتَّرويج المؤسَّس للمسلسلات المدبلجة، إذ تُقام مسابقات عبر القنوات التي تَعرض لهذه المسلسلات، تدور أسئلتها حول أحداث المسلسل، بُغية كسب الجمهور المتابع، ينال فيها الفائز مبلغًا من المال أو رحلة سياحية، مما يُضيف سببًا آخر للمُشاهد لمتابعة الحلقات المعروضة، وبتركيز أكبر واهتمام أكثر!

 قنوات الـ MBC امريكية المنشأ لنشر القيم الامريكية ومحاربة الدين في المجتمع المسلم[6]             

تعتبر مجموعة قنوات الـ MBC من أقوى القنوات في الفضاء الإسلامي والعربي ومن أقدمها عمراً ، لذا نرى تزايد عدد جمهورها وتفوقها على القنوات الأخرى في خبرتها الإعلامية والمهنية، وهي مع هذا التقدم الحرفي والفني أثارت ضجة واسعة حول أهدافها وطريقة تعددها وانتشارها، وكثير من هذه الآراء تعد انطباعاً عند مشاهدة عابرة ولم تبنَ على دراسة علمية واقعية، وفي هذه الدراسة أردت أن أتعرف على حقيقة هذه القنوات بأسلوب علمي وموضوعي.

بدأ (مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC) بث إرساله من لندن في 18/9/ 1991م كأول قناة عربية مستقلة مملوكة من قبل القطاع الخاص بين المحطات التلفزيونية العربية التي تبث إرسالها عبر الأقمار الصناعية ، وكان رأس ماله عند إنشائه قرابة 300 مليون دولار، وميزانيته السنوية قرابة 60 مليون دولار.

استطاعت مجموعة MBC أن تجذب عدداً كبيراً من مشاهدي منطقة العالم الإسلامي والعربي لأسبقيتها وخبرتها وتعاقدها مع كبار الشركات المنتجة العربية والأجنبية، بالإضافة إلى حرصها على التشويق والإثارة دون اعتبار لمسلَّمات المجتمع المسلم، فلذا استقطبت كثيراً من الشباب والفتيات.

تضم مجموعة mbc اليوم ست قنوات تلفزيونية هـي: mbc1 ، و mbc2 ، و mbc3 ، و mbc4، و MBC Action ، ومحطتـين إذاعيتين هما: mbc FM (للموسيقى الخليجية)، وبانوراما fm (للأغاني العربية الحديثة) ؛ بالإضافة إلى شركة O3 للإنتاج (وحدة الإنتاج المتخصّصة بالبرامج والأفلام الوثائقية)، وشركة "أخبار الشرق الأوسط" MEN (وكالة جمع الأخبار). كما تنبثـق عن المجموعة عدة مواقع إلكترونية رائدة على شبكة الإنترنت تتضمن: www.mbc.net، و www.alarabiya.net، و www.alaswaq.net.

فقد بدأ بث قناة MBC1 مع بدية انطلاق هذه المحطة بتاريخ 18 سبتمبر 1991م وتبث أفلام ومسلسلات وبرامج للفنانين والممثلين العرب.

في عام 1994، أطلقت المحطة الإذاعية MBC FM التي تقدم عالماً من الموسيقى الخليجية والعربية. وفي عام 2002، انتقل مقر mbc مدينة دبي للإعلام. في عام 2003 تم إطلاق MBC 2 وهي متخصصة في عام السينما والأفلام الأجنبية، خصوصاً الأمريكية منها.

وفي نفس العام أطلقت قناة العربية الفضائية الإخبارية, وسرعان ما أطلقت عام 2004 محطة في البرامج والمسلسلات الكرتونية للأطفال وهي mbc3 ، وفي عام 2005 أطلقت قناة mbc4 مخصصة للبرامج والمسلسلات الأجنبية سيما الأمريكية وتعرض  أشهر البرامج الترفيهية مثل أوبرا (Oprah)، والدكتور فل (Dr. Phil). ومسلسلات مثل بيبر دينيس (Pepper Dennis) وميديم (Medium) و غرفة الطوارئ ERومسلسلات كوميدية كمسلسلة فريندز . بالإضافة إلى المسابقات المشهورة مثل جيوباردي (Jeopardy)، وعجلة الحظ (Wheel of Fortune). و"مجلات أخبار الفنانين" مثل ذي إنسايدر (The Insider)، وإنسايد إيديشن (Inside Edition) وحفلات توزيع الجوائز الموسيقية والسينمائية.

وفي نفس العام 2005 أطلقت المحطة قناة إذاعية أخرى وهي بانوراما FM  وهي تستهدف فئة الشباب في الوطن العربي وتبث أحدث الأغاني العربية.

وأطلقت في2007 قناة MBC Action تختص بأفلام ومسلسلات التشويق والمغامرة الأجنبية .

وقد أجريت دراسة على القنوات : MBC2)، MBC4،MBC ACTION )، واخترت هذه القنوات لتقاربها في الوسيلة والطريقة فكلها قنوات مترجمة عن برامج وأفلام أجنبية, وسأضع نتائج الدراسة في ثلاث جداول يحتوي كل منها على نتائج الدراسة لـ 8 ساعات ، ثم أحدد النتيجة التقريبية لكل بند في اليوم والأسبوع والشهر والسنة.

وطلباً للاختصار سأترك التعليق على محتوى هذه النتائج العددية للقارئ الكريم.

نتائج الدراسة:

من خلال التأمل بأرقام كل بند نرى خطورة هذا النوع من القنوات، ونستطيع أن نجيب على السؤال: هل لهذه القنوات اتجاه فكري وسياسي محدد؟

يتضح أن هذه القنوات محل الدراسة "أمريكية الصنع والمنشأ" وتريد "تلميع المجتمعات الأمريكية" و"نشر القيم الأمريكية في المجتمعات المسلمة" (العولمة او الامركة) ففي سنة واحدة تتكرر "كلمة أمريكا أو أحد مدنها"  14040 مرة في mbc2، و39960مرة في mbc4 ، و20520 مرة في mbc action ، وراجع بقية البنود المتعلقة بأمريكا تجد أنها تعبر عن واقع خطير لهذه القنوات.

وتظهر الأرقام السابقة أن هذه القنوات تدعو لـ "الحرية والانفلات عن القيم والاعتقادات الدينية" انطلاقاً من تسليط الضوء على مجتمع يغلب عليه الانحلال الخلقي، ففي سنة واحدة  نشاهد " الخمر" في صور متعددة (44280) مرة في mbc2، و"المراقص الليلية" (31320) مرة في نفس القناة، وتأمل في بقية البنود ذات الصلة تجد أنها حرب على الدين ومظاهر التدين في المجتمع المسلم.

بعد هذا الإجمال سأتحدث عن ثلاث محاور هي:

1.ترويج العقائد والافكار الفاسدة:

تحتوي قنوات mbc على عدد من الانحرافات العقيدية ومن أبرزها:

-تقديس الصليب، واللجوء له في أحلك الظروف، فذلك الجندي الذي يطلب منه التقدم في أرض المعركة وفي نقطة قتل فيها كثير من أصدقائه يقبّل الصليب ثم ينجو من موت محقق، إن المظاهر النصرانية واضحة في هذه القنوات من خلال إظهار كنائسهم وتوديع موتاهم ومقابرهم التي ينتشر فيها الصليب، ففي فيلم City hall يظهر العمدة وهو يقبل تابوت الصغير الذي قتل أثناء تبادل لإطلاق النار بين الجندي وأحد المجرمين، ثم يفعل إشارة الصلاة النصرانية (باسم الآب والابن وروح القدس ).فالدعوة للنصرانية دعوة خفية تبثها هذه القنوات وهي أخطر من الفضائيات التنصيرية التي توجه خطابها بشكل مباشر.

-الدعوة للكهانة والسحر ففي إعلان للمشاركة في فيلم Harry Potter هذا الفيلم يحتوي على دعوة صريحة للسحر والشعوذة وتعلمها ولننظر لنص الإعلان:

"فائزان محظوظان يسافران (للأردن) يقيمان في فندق فاخر سيزوران موقع التصوير والالتقاء بأبطال الفيلم .. للاشتراك أرسل كلمة (عرَّاف) " ثم تعلن أرقام لكثير من دول منها السعودية.

- تعظيم الأصنام وعبادتها والعكوف عندها واعتقاد أنها هي التي تصرف الكون كما في فيلم The Ttiumph of love بل نجد أن الدعوة لإنكار الخالق سبحانه وتعالى نلمسه في بعض الأفلام كفلم Quanfum Leap جاء في مقدمة الفلم قولهم : " وتسير قوة مجهولة لتغير التاريخ نحو الأحسن".

2. أمركة المجتمع :

 كل الأفلام التي تم رصدها هي أفلام أمريكية وتصور حال المجتمع الأمريكي، وتحاول من خلال نشر هذه الأفلام نشر القيم والأخلاق الأمريكية، كما أن تعظيمها للشرطي الأمريكي وقدرته الفائقة والخيالية على الإنجاز وتجاوز الأزمات والنجاح يسبب حالة من الهزيمة النفسية في نفوس المسلمين، وهنا أتساءل هل أصبحت قنوات الـ MBC أداة إعلامية يحركها البنتاغون ؟!.

ونلاحظ في النتائج تكرار العلم الأمريكي، و(كلمة) أمريكا أو أحد مدنها، وكلمة CIA والمباحث والشرطة الفيدرالية، أقول هنا (كلمة) دون صور الجنود ورجال الأمن الأمريكي، وهذا دليل واضح على تعظيم المؤسسات الأمنية الأمريكية وتضخيم دورها، ولا أعلم لمصلحة من يتم هذا التعظيم؟! .

وما تقوم به قنوات الـ MBC من نشر القتل والرعب واستهانتها بروح الإنسان ليستحق من كل مسؤول وولي أمر أن يقف معها وقفة صادقة، فإذا أردت أن تحبب القتل لأبنائك وتجعلهم يستسيغونه ويستسهلونه فما عليك إلا أن تعرضهم لقنوات الـ MBC مدة أسبوع واحد ستلاحظ الروح العدوانية التي اكتسبوها من هذه الأفلام . فمن الإرهابي هل هو المجتمع الأمريكي كما تصوره قنوات الـ MBC أم المجمتع المسلم ؟! ناهيك عن الرعب الذي ينتاب أطفالنا مشاهدة الأفلام المخيفة والمرعبة، فأين مؤسسات حقوق الطفل عن هذه الوسيلة المدمرة؟! .

3. نشر الفاحشة والشهوات :

ان إثارة الشهوات الكامنة ونشر الفاحشة والدعوة الصريحة للزنا هدف واضح في هذه القنوات.

باقة روتانا ... قنوات الرذيلة والقيم الغربية الماجنة

يتربع الإعلام المرئي على القمة من حيث عدد المتابعين لهذه القنوات[7]  ، كذلك من حيث تنوع وسائله من قنوات فضائية وأرضية وغيرها وكذلك وجود البث المباشر وغير المباشر عبر الشبكة العنكبوتية ، وكذلك لتنوع وسهولة المضمون الإعلامي المرئي ووصوله لأكبر شريحة من البشر ، كما يسهل على الجميع متابعته ، كذلك من حيث تنوع شرائح المشاهدين وتنوع اتجاهاتهم من المثقف إلى الإنسان العادي الذي لم يحصل أي نوع من الثقافة .

وترجع خطورة هذا النوع من الإعلام إلى أنه ينقل بالصوت والصورة كل ما يريده المتحكمون في هذه القنوات, وأخطرها القنوات الفضائية التي انتشرت بشكل مخيف ، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن ظهور قناة جديدة ، حيث انتشرت قنوات العهر والغواية بلا ضابط أو رقيب .

فقمر النايل سات الذي تزيد عدد قنواته عن الـ 300 قناة ما بين مشفرة وغير مشفرة ،تمثل هذه القنوات العدد الأكبر من بين عدد قنواته, وتقدم كل ما يدمر الأخلاق وقيم الحياة العفيفة ، من أفلام ومسلسلات وأغان مصورة " فيديو كليب" وغير مصورة، مع العري والابتذال غير المسبوقة في المجتمعات الإسلامية والعربية ، والتي كانت تتصف دوما بالمجتمعات المحافظة.

واستطاعت هذه "الفضائحيات " أن تتسلل إلى كل بيت بلا معارضة أو تحفظ ، و أن تخرج الفتاة العربية من خدرها لتتهتك أمام الملايين وتبرز ما أمرالله أن تخفيه ، معلنة منظومة جديدة وغريبة من القيم والأخلاقيات والسلوكيات لا تمت لديننا ولا لبيئتنا بصلة اللهم إلا تصدير قيم الغرب الماجنة ، والتي تسعى أمريكا ومن ورائها ربيبتها الصهيونية وبمؤازرة دول أوربا أن تصدرها وتقررها في مجتمعاتنا حتى ننسلخ عن ديننا ونسعى لاهثين خلف السيد لنكون له أتباع أذلاء فاستطاعت أن تقدم للعالم العربي والإسلامي أكثر من 120 كليب غنائي جديد استقبلتهم قنوات الأغاني بمختلف اتجاهاتها لمطربين من كافة الجنسيات العربية في العام 2007 فقط وبتكلفة تخطت الـ 50 مليون دولار.

وتتأتى على قمة قنوات الرذيلة "باقة روتانا" خليجية الجنسية ، سعودية الملكية ، من بلد الحرمين ، والتي يملكها الأمير الملياردير الوليد بن طلال وتشمل القنوات : (روتانا سينما ، زمان ، طرب، خليجية ، موسيقى ، كليب) وآخر التقاليع روتانا إسلام " الرسالة" التي تقدم دينا يرضى السادة الأمريكان والتي يسميه البعض الإسلام الأمريكي .

بدأ اهتمام الوليد بوسائل الإعلام أثناء حرب الخليج (1990 –1991), كان بليادير سعودي آخر, الشيخ صالح كامل, منهمكا في بناء إمبراطورية إعلامية . وكان واحدا ممن ساعدوا في إنشاء MBC . وفى 1993 اشترى الأمير الوليد حصة في العربية للإعلام AMC التي تسيطر على شركة راديو وتلفزيون العرب ART التي تبث باقة من خمس قنوات ترضى أذواق المشاهدين العرب وقد حصلت الشبكة على 50%  تقريبا من الشبكة اللبنانية للإرسال (LBC - sat) .

دفع الامير240مليون دولار مقابل 30% من ART وكان مهتما بقناة الموسيقى في الشبكة , وأثناء إشرافه عليها, استمتع بالاختلاط مع كبار الفنانين الذين تعرض المحطة أعمالهم بانتظام والتعرف عليهم. وفى ذلك الوقت , بدأ الوليد يشير إلى أن هذه الخطوة في وسائل الإعلام هي مقدمة لشيء أكبر بكثيرحيث اشترى شركة روتانا للصوتيات والمرئيات . وكانت أكبر اسم تجارى لتسجيل الموسيقى في السعودية, حيث يتعامل معها 100 من كبار الفنانين العرب .

وسرعان ما تطورت قناة روتانا موسيقى كمحطة تبث على الهواء 24 ساعة وتقدم أحدث الأغاني المصورة التي يغنيها فنانون ماجنون من كافة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبرم معهم عقود إنتاجية للأغاني والأشرطة والاسطوانات والـDVD إضافةً إلى التوزيع والحملات الإعلانية والتسويق للإصدارات الجديدة في وسائل الإعلان، هذا ما جعل حصّة روتانا في سوق صناعة الموسيقى العربية تبلغ 75%.

في سنة 2003، أطلقت روتانا شبكة قنواتها التلفزيونية وتضمّ اليوم باقة تتألف من 7 قنوات فضائية غير مشفّرة هي :

روتانا موسيقى : محطة فضائية في مجال الفيديو كليبات ، البرامج الموسيقية ، المهرجانات والحفلات الغنائية، وكذلك تحتوى على المكتبة الموسيقية التي تعتبر أضخم مكتبة عربية موسيقية في العالم.

روتانا كليب : تقدم إضافةً إلى أحدث الفيديو كليبات، أكبر وأحدث مجموعة من النغمات والصور الملونة الأسرع بمرتين.بفضل خدمة الـ Logos والـ SMS

روتانا طرب : تقدم الأغاني الطربية والحفلات الغنائية المسجلة لمطربي العرب. 24 ساعة يومياً...

روتانا خليجية : متخصصة في تقديم الفن الخليجي من أغان ودواوين شعرية وبرامج موسيقية .

روتانا سينما : تحتوي على ما يزيد عن 2000 فيلم سينمائي من الزمن القديم إلى أحدث الأفلام السينمائية.

روتانا زمان :  مخصّصة للأفلام الكلاسيكية العربية القديمة.

روتانا إسلام ( الرسالة) : مقرها الكويت تتحدث عن الإسلام وسط هذا الركام من مواخير الفساد, وتؤدى دورا مكملا لهذه القنوات ، فباقة روتانا تدمر الأخلاق والقيم، والرسالة تدمر الثوابت والعقيدة والمفاهيم بما تشوشه في نفوس المشاهدين من مفاهيم الولاء والبراء والكفر والإيمان والاختلاط والحجاب الشرعي وغيرها ...

وتعتزم "روتانا" افتتاح مصنع لإنتاج الأقراص المدمجة في السعودية هذا العام. وخفضت الشركة أخيرا أسعار أسطواناتها المدمجة بواقع 40 في المائة. وتعمل على تأسيس أضخم شبكة إذاعية في المنطقة من خلال توقيع عقود واتفاقيات مع أبرز الإذاعات العربية ومن خلال إطلاق إذاعات روتانا على الـFM.

مجلة روتانا: للقرّاء الذين يتابعون أخبار المشاهير وآخر الإصدارات، إضافةً إلى دليل الأفلام السينمائية والمقابلات وأحدث المستجدات على الساحة الفنية.

روتانا كافيه: ويعتبر بمثابة موعد يومي للقاء الفنانين ولإطلاق الأسطوانات والإصدارات الجديدة ولتصوير البرامج والعرض المستمر لأحدث الفيديو كليبات، أثناء تناول فنجان من القهوة أو التلذّذ بوجبة خفيفة. وفي وسط هذا الكافيه، خصّصت روتانا جناحاً لبيع البضائع التي تحمل شعار روتانا كافيه إضافةً إلى آخر الإصدارات والأفلام والأسطوانات والـ CDs لحفلات فنانيها.

وتملك روتانا مكاتباً في السعودية ولبنان والكويت ومصر والإمارات حيث تضع في خدمة زبائنها فريق عمل من المتخصصين في عالم الموسيقى والأفلام والإنتاج والتوزيع والإدارة والتسويق والترويج, ولديها 3 مصانع لإصداراتها في السعودية ومصر ولبنان وتساندها أضخم شبكات التوزيع في المنطقة لدعم لبنان ومصر وبلدان الخليج.

روتانا والشراكة اليهودية :

النتيجة والمحصلة الطبيعية لهذا العهر الذي يبث عبر هذه القنوات أن تكون هناك علاقة مع اليهود " بعضهم أولياء بعض " فقد حفز هذا النجاح لقنوات روتانا في إفساد الأمة إمبراطور الإعلام اليهودي (روبرت ميردوخ) للشراكة مع الوليد  ودخل في نقاش معه لتملك حصة في شركة روتانا من خلال "نيوز كورب" التي يمتلك فيها الوليد 6 %. والمعلوم أن "روتانا" انتقلت رسميا إلى الرياض, وهي تعمل حاليا على تقوية وتعزيز قوتها في جميع الدول العربية بالنسبة للراديو والمحطات التلفزيونية.

وجاءت تأكيدات الوليد في أعقاب ما ذكرته مجلة "فاريتي", التي لم تعلن حجم الحصة أو المبلغ الذي سيدفعه ميردوخ. وتعد "روتانا" القوة الإعلامية المهيمنة في الشرق الأوسط, وتمتلك ست قنوات تلفزيونية وذراعا لإنتاج الأفلام .

ومن المعروف عن الوليد أنه يعد ثالث أكبر مساهم في شركة ميردوخ الإعلامية "نيوز كورب" بخلاف امتلاكه حصصاً لا يستهان بها في شركات إعلامية كبرى كتايم وارنير وديزني. ويأمل الأمير أن يستخدم الإعلام كوسيلة لبناء الجسور بين الشرق والغرب.

ويقول الأمير أن تلك الشركات تتشوق إلى بناء جسور مع المجتمعات الإسلامية والعربية والسعودية". ولاشك بعد هذه المعلومات في خطورة الدور الذي تلعبه هذه القنوات خصوصا وباقي الفضائيات عموما فهي تمثل حجر الزاوية في المشروع التغريبي الكبير (العولمة) أو بمعنى أدق (الأمركة) فهي تعمل كتلفزة أو فكر أميركية بتمويل عربي ، لغرض تدمير أخلاق المجتمع و مسح كلمة الحياء من قاموس الكلمات العربية, ومن ثم إغراقه في الشهوات واشغال الشباب بالركض خلف الشهوات.

فقد كشف مؤتمر عقد بالقاهرة عن وجود علاقة كبيرة بين أغاني الفيديو كليب ومحاولات العولمة التي تروج لنمط الحياة الغربي وأظهر مؤتمر "الإعلام المعاصر والهوية الوطنية" الذي عقدته كلية الإعلام جامعة القاهرة في "4-6 مايو 2004 ارتفاع معدلات مشاهدة الشباب لأغاني الفيديو كليب؛ حيث أكد بحث أجراه الدكتور حسن علي بكلية آداب جامعة المنيا أن 100% من الشباب الذين شملتهم العينة يشاهدون نانسي عجرم وإليسا ، في حين أكد 17% فقط من العينة متابعتهم لأغاني هاني شاكر. في الوقت الذي كشفت فيه الدراسة عن أن 40 % ممن شملتهم العينة يتابعون أغاني الفيديو كليب رغما عن أسرهم.

وأكد الدكتور عاطف العبد الأستاذ بكلية الإعلام في كلمته بالمؤتمر أن دراسات ميدانية أجريت على 100 أغنية شبابية احتوت على 7573 لقطة اتضح أنها تتضمن 2056 لقطة بها مشاهد راقصة و1409 لقطات تركز على المناطق المثيرة و2400 لقطة قريبة من مناطق مثيرة و146 لقطة تلامس و126 تشتمل على عناق.

في الوقت نفسه أظهر بحث للدكتور أشرف جلال المدرس بإعلام القاهرة أنه بتحليل 364 أغنية بثتها قنوات مزيكا، وروتانا، وأبو ظبي، ودريم1، والفضائية المصرية، والأولى المصرية بلغت نسبة اللقطات المثيرة 77%، والتي تتمثل في الرقص والحركة بنسبة 51%، وفي الملابس بنسبة 22%، وبإيماءات الوجه بنسبة 10%، وبالألفاظ بنسبة 10%، وفي فكرة الأغنية بنسبة 5% .

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن عينة الأغاني تعكس البيئة الغربية بنسبة 70%، والبيئة العربية بنسبة 30%. وبلغت نسبة الرسائل بين الجنسين على قناة روتانا 76%، والتهنئة الأسرية 20%، والرسائل المتبادلة لنفس النوع 19% .

يذكر أن المؤتمر أصدر توصيات بعمل ميثاق شرف إعلامي جديد للحد من الآثار السلبية التي تخلفها أغاني الفيديو كليب، وإنشاء مرصد إعلامي تكون مهمته متابعة ما تبثه الفضائيات من أغان وتنبيهها بالأخطاء المخالفة لميثاق الشرف الإعلامي .

لقد نجح أعداء الإسلام في حشد مجموعة من فاقدي الدين والحياء والمبادئ تحت دعوى الليبرالية ، فأصبحت هي الموضة التي تسري بين من يدعون أنهم المثقفون العرب ، وأول قيم هذه الليبرالية هي الانحلال الخلقي ، وما نراه على قنوات روتانا وغيرها هو تجسيد لهذه القيم ، فالوليد نفسه عاش وتعلم في أمريكا ، وطاقمه المنحل هم من رواد العولمة ، من الفاسدين وكذلك من نصارى الشام ، فنظرة سريعة لمطربات الكليبات العارية تجد أن النسبة الكبرى منهن من نصارى لبنان بالذات ، فهل هذا الأمر عفوا ، أم أنه مخطط مرسوم بدقة ، ويتم تنفيذه بيد الوليد وإخوانه أصحاب القنوات؟

إن أخطر ما تقوم به تلك القنوات هو أسلوبها المتدرج في إنهاك المعتقدات والأصول لدى المجتمعات الإسلامية ، حيث تبدأ بطريقة مدروسة تربوياً ، ونفسياً، بشكل غير مباشر ، خطوة خطوة في مهاجمة المعتقدات ، ابتداءً من المهم إلى الأهم ، فتهدمها شيئاً فشيئاً.

------------------------------------

[1]  أحمد الشبلي - منتدى الوارث من العتبة الحسينية المقدسة/ 14-11-2015.

[2]  الاعلام الرقمي –ادوات تواصل متنوعة ومخاطر امنية متعددة/ د. فهد بن عبد العزيز الغفيلي.

[3] موقع المربي.

[4]  موقع شبكة كربلاء المقدسة.

[5]  موقع طريق الاسلام.

[6]  دراسة قام بها الباحث الأكاديمي عبدالكريم آل عبدالمنعم .

[7]  شبكة فلسطين للحوار/02-5-2009- محمد كريم.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف