البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

February / 24 / 2016  |  1122اعدام الشيخ نمر باقر النمر ... رسائل موجهة

هاشم محمد الباججي المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية كانون الثاني 2016
اعدام الشيخ نمر باقر النمر ... رسائل موجهة

يلعب التطرف الديني دورا كبيرا في رسم العلاقات الدولية الاقليمية والعالمية ، واضحى هو الورقة الرابحة التي تلعب بها الاطراف الاقليمية والدولية ، فبالأمس القريب اتضح كيف ان الولايات المتحدة الامريكية قد شكلت تحالفا دوليا لاكثر من خمسين دولة لمحاربة التطرف والارهاب الدولي وبالرغم من هذا العدد الكبير لدول قوية ومقتدرة لكنها لم تحقق الاهداف المطلوبة أو انها هي رسمت لها دورا معينا ، وحينما دخلت القوة الروسية في المعادلة وشكلت تحالفا رباعيا كشفت الكثير من الحقائق ازاء النوايا الامريكية وتحالفها، وجاء الدور السعودي الذي كان قد شكل تحالفا عربيا ضد الحوثيين وشكل تحالفا اخرا اطلق عليه التحالف الاسلامي وهو موجه ضد التطرف والارهاب ، اذ يحاول النظام السعودي وحلفائه ان يخلط الاوراق في الداخل والخارج لاسيما وان المنطقة ملتهبة فمن جهة مناداة الشعوب بالتحرر والحكم الديمقراطي ومن جهة ثانية تصاعد ظاهرة التطرف الديني وظهور الجماعات المتشددة داخل البلد الواحد ، وثالثة دخول القوى العظمى في المنطقة ، لذا جاءت قضية اعدام النمر في هذا التوقيت بالذات برسائل موجهة الى جميع الاطراف الداخلية والخارجية ، وقبل البدء بتوجيه الرسائل لابد من التعريف بهذه الشخصية التي أثارت برحيلها الكثير من علامات الاستفهام.

----------------------------------------------------------

من هو نمر باقر النمر؟

نمر باقر النمر ، من مواليد 1379هـ / 1959 م ، سعودي الجنسية ومن محافظة القطيف في العوامية بشرق السعودية ، وهو من علماء ورجال الدين الشيعة في السعودية ، درس في مسقط رأسه العوامية، ثم هاجر بعد ذلك إلى إيران عام 1980 حيث التحق بالحوزة العلمية في قم ، وبقي هناك ما يقارب عشر سنوات قبل أن يتجه إلى سوريا ثم الى السعودية .

والنمر معارض سعودي، رفع الصوت لمحاربة الفساد في المملكة، والكهنوت الديني والظلم السياسي الواقع على المواطنين الشيعة في السعودية. كما حارب الكثير من المعتقدات الدينية المنتشرة في السعودية والتي تكفر أتباع الطائفة الشيعية، قام الشيخ النمر على مدى أعوام عدة مهرجاناً أطلق عليه اسم “البقيع حدث مغيب”، وذلك بهدف إعادة بناء قبور الأئمة في منطقة البقيع في مكة، حيث تمنع العقيدة الوهابية بناء القبور، وتعتبره من “البدع”، ما إعتبر انه احد الاسباب التي حتمت على الرياض إعدامه. وحاول الشيخ النمر توعية الناس في بلدة العوامية الواقعة في المنطقة الشرقية في المملكة، كما عمل على رفع مستوى المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية، كما عمل على رفع مستوى الوعي الديني من خلال افتتاح حوزة “القائم” التي تخرج منها العديد من رجال الدين ، أثارت خطاباته التي انتقد فيها أسرة آل سعود الحاكمة حراكا واسعًا بين الاوساط الشعبية والتي دعى فيها الى الحرية واعطاء الحقوق السياسية والاقتصادية للشيعة وتوجيه الانتقادات للحكومة بسبب أحداث البقيع وطالب بالاهتمام بالمنطقة الشرقية في السعودية واحترام حقوق الأقلية الشيعية ، اعتقل عدة مرات في 2006 و 2008 و 2009 و كان آخرها في الثامن من يوليو عام 2012 و في 15 أكتوبر 2014.

وقد اعتقل أعزلاً بعد أن صدمت الشرطة سيارته لتنحرف مصطدمة بجدار إحدى المنازل ، قبل أن يخرجوه من السيارة ويطلقوا الرصاص على فخذه لتصوير أن المداهمة تمت بتبادل الطرفين لإطلاق النار ، و تمت فبركة الأحداث بدليل تأكيد النمر على ضرورة العمل السلمي ورفض العنف ، وعن طريقة الإعتقال هذه ، ذكر محمد باقر النمر - شقيق نمر - لجريدة السفير اللبنانية «تلقيت خبر اعتقال الشيخ وأنا في مكتبي، فتوجهت لمكان الحادث لأرى بقعة دم على الأرض والسيارة مصطدمة بالحائط، وتخلو السيارة من الداخل من أي دماء وهذا دليل على أن إصابته تمت بعد الاعتقال وبعد سحبه خارج السيارة، كما أنه اصطدم بالحائط لمضايقة الدورية له ولم يصطدم بأي سيارة من سياراتهم».

دعى الشيخ النمر الى الحراك السلمي واعلن بانه غير مرتبط بأي جهة خارجية وقد صرح في خطبه بعضا من توجهاته :

• "لا نرتبط بإيران ولا بغير إيران ولا نرتبط بدول أخرى.. نرتبط بقيمنا وسنبقى ندافع عن قيمنا مهما شوهتم.. ومهما إعلامكم يشوه." (مقطع فيديو نشر في أكتوبر تشرين الأول 2011)

• قال قبل اعتقاله في خطبة بمسجده في العوامية "أنا على يقين من أن اعتقالي أو قتلي سيكون دافعا للحراك".

• بعد وفاة الأمير نايف في 26 يونيو 2012، وقف نمر النمر على منبره في القطيف، ثم تساءل: «بأي حق يعين سلمان ولي عهد ونحن ساكتون نتفرج؟»، في إشارة إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي عينه الملك عبد الله وليًّا للعهد خلفًا للأمير الراحل نايف .

• "آل خليفة (حكام البحرين) ظلمة والسنة بريئة منهم.. هؤلاء (ليسوا) سنة.. هؤلاء طغاة. آل الأسد فى سوريا ظلمة والتشيع برئ منهم. لا ندافع عن ظالم ولا يجوز للمظلوم أن يدافع عن ظالم." (مقطع فيديو نشر في يوليو تموز 2012)

أُعلن عن تنفيذ حكم إعدامه عن طريق بيان وزارة الداخلية السعودية في صباح 2 يناير 2016 مع  إعدام 46 ارهابيا آخرين لاعلاقة له بهم ؟؟؟؟؟  و نفذت الإعدامات في 12 منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية.

ردود الافعال الدولية الغاضبة تجاه اعدام الشيخ النمر

عبرت اوساط محلية وعربية ودولية عن غضبها ازاء حادثة اعدام الشيخ النمر حيث أدانت 144 منظمة دولية واقليمية وعددا من الدول الكبرى و 12دولة عربية، جريمة إعدام السعودية الشيخ نمر باقر النمر، وأعربت عن قلقها لاستخدامها السياسي للإعدام.

الأمم المتحدة: دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التراجع على حكم الأعدام.

الاتحاد الأوروبي: عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن “القلق البالغ” بعد إعدام النمر ومن إشعال التوتر الطائفي.

ألمانيا : عبر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن إعدام نمر النمر يعزز المخاوف حول تزايد التوتر في المنطقة، موضحًا أن عقوبة الإعدام هي عقوبة غير إنسانية ومرفوضة في جميع الظروف.

الولايات المتحدة: عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من إعدام نمر النمر وقالت أنه يمكن أن يفاقم التناحر الطائفي في الشرق الأوسط، ودعت الریاض إلى احترام حقوق الانسان.

فرنسا: دعت فرنسا المسؤولين في الشرق الأوسط إلى تفادي تأجيج التوتر الطائفي والديني” في المنطقة، بعد إعدام النمر.

كندا : عبرت كندا عبر وزير خارجيتها عن شجبها لأحكام الإعدام الصادرة بحق المتهمين بما فيهم النمر.

المملكة المتحدة : عبرت بريطانيا أن أحكام الإعدام خطأ كبير وأدانت تنفيذ الأحكام.

إيران : أدان قائد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي بشدة تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر وقال أنه سيطال الانتقام الإلهي للساسة السعوديين ، وهددت الحكومة الإيرانية الحكومة السعودية بأنها "ستدفع ثمن إعدام النمر باهظاً".

دان حرس الثورة الاسلامية في إيران بشدة إقدام النظام السعودي على إعدام نمر باقر النمر، واعتبره سلوك يماثل ما يقوم به داعش، وأكدت بأن انتقاما شديدا ينتظر هذا النظام.

اقتحم محتجون إيرانيون غاضبون السفارة السعودية في طهران ورشقوها بالزجاجات الحارقة وخربوا بعض محتوياتها قبل أن تتدخل الشرطة.

باكستان: أعلن مجلس وحدة المسلمين في باكستان استنكاره لإعدام النمر وبأنه سيخرج في تظاهرات في مدينة كراتشي.

البحرين: خرجت مظاهرات شعبية منددة بعد يوم من إعدام نمر النمر

السعودية : خرجت مظاهرات في القطيف والمدن الشرقية ذات الغالبية الشيعية بسبب إعدام نمر النمر.

العراق : وصف المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، إعدام نمر النمر في السعودية ب “الظلم والعدوان” وذلك في رسالة بعثها إلى أهالي محافظة القطيف شرق السعودية.

اعتبر حیدر العبادي اعدام النمر صدمة شدیدة.

استنكرت دار إفتاء اهل السنة والجماعة في العراق اعدام النمر،

فلسطين:أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن قرار إعدام النمر إجرامي وأن السعودية تزيد الفتنة.

لبنان : استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان إعدام النمر.

حزب الله : أدان اغتيال نمر النمر. شنّ أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، هجوماً واسعاً على النظام السعوديّ على خلفية جريمة إعدام نمر النمر.

اليمن: قالت جماعة الحوثي أنها عبرت عن معارضتها لإعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر وأخرجت بيان مطول وصفت به نظام آل سعود بالمجرم على حسب قولهم.

ردود الافعال الدولية المؤيدة للسعودية تجاه اعدام الشيخ النمر

الإمارات العربية المتحدة : أعلنت الإمارات العربية المتحدة تأييدها للإجراءت التي اتخذتها السعودية في إعدام نمر النمر مع 47 إرهابي آخريين .

مصر: اعتبر الأزهر الأحكام التي خرجت ضد السبع والأربعون سجين من ضمنهم النمر بأنها أحكام الله وأدان أعمال الشغب في القنصلية والسفارة السعودية في كل من مشهد وطهران.

البحرين : أيدت الحكومة البحرينية خطوات السعودية ضد الإرهاب.

السودان : قامت بقطع علاقتها مع إيران تضامناً مع السعودية

موريتانيا : اكتفت بالتنديد بالاعتداءات الإيرانية على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، وعبّرت عن رفضها التدخلات في الشؤون الداخلية للدول، في إشارة إلى التصريحات الإيرانية ضد السعودية.

الجزائر : أعلنت عن “أسفها على تدهور العلاقات بين إيران والسعودية”، داعية الطرفين إلى “التعقل وضبط النفس”.

الرسائل الموجهة في قضية اعدام الشيخ النمر :

الرسالة الاولى : من محمد بن نايف – وزير الداخلية وولي العهد الى العائلة الحاكمة

بدا الصراع واضحا داخل العائلة الحاكمة في السعودية بين أطراف متعددة تعتبر من الجيل الثاني والثالث من الامراء السعوديين لاسيما وان سلمان هو اخر من تبقى من ابناء ال سعود ، والنوبة يجب ان تحدد لمن ؟ فالكل طامح بالعرش ولكن الغلبة للاقوى والادهى ، هذا ما أراد اثباته ولي العهد السعودي محمد بن نايف لمنافسيه فقد جاء في موقع وطن الالكتروني في 3/1  أن المعارض السعودي سعد الفقيه قد أكد ان ابن نايف هو الذي نفذ الاعدامات حيث صرح قائلا :  ان هذا الاعدام مرتبط بتطورات أوضاع العائلة الحاكمة وتنافس بعض المتصارعين على النفوذ”، “فبعد أن جُرّد محمد بن نايف – وزير الداخلية وولي العهد- من كل نفوذ إلا وزارة الداخلية وجد نفسه بحاجة ماسة لاستعادة نفوذه باستغلال ما تبقى من سلطة له في الداخلية”.

وأن ثقافة آل سعود تقوم على أن “رجل الحكم” هو الذي لا يتردد بقتل من يمثل خطرًا على الحكم، وليس ذلك السياسي المحنك الذي يوازن المصالح ويمتص الأزمات، لافتًا إلى أن “بن نايف” يريد أن يظهر أمام آل سعود بمظهر “رجل الحكم” الذي تستطيع الأسرة أن تعتمد عليه في ضمان مستقبلها واستقرار حكمها فتصطف خلفه عند أي خلاف.

وأشار إلى أن “بن نايف” يريد أن يحظى بمزيد من الدعم الأمريكي في مواجهة بن سلمان بأن يهدي لهم قتلا جماعيا لـ”إرهابيين” حتى يبقى في أعينهم هو “قاهر الإرهاب”.

وأعتبر “الفقيه”، “حشر قليل من الشيعة”، بأنه لإعطاء ذخيرة للمشايخ المنافقين والكتاب المزورين، لإضفاء البطولة على “بن نايف” بتحدي إيران والازدراء بتهديداتها، قائلا: “يظن بن نايف أنه سوف يمتص غضب الشيعة لأن مقابل كل شيعي قتل عشرة من السنة من أشرس أعدائهم (داعش والقاعدة) فيعتقد بذلك أنهم لن يسيئوا الظن به”.

وأضاف: “هكذا يظن بن نايف أنه يشتري بهذه الدماء دعم العائلة وتأييد أمريكا ويستميل بقتل النمر قلوب الحاقدين على إيران ويرضي الشيعة بقتل أضعافهم من السنة”، متسائلا: “هل يتحقق مراد بن نايف وتقف معه العائلة ضد بن سلمان وتعطيه أمريكا الحصانة ويمتص غضب الشيعة ويمنع انتقام سني؟”. واختتم قائلا: “الجواب: كلها تنقلب عليه والله أعلم”.

أما موقع البديل فقد ذكر في مقال نشره في 5/1 بعنوان (بعد إعدام نمر النمر..السعودية هروب إلى الأمام أم هرولة نحو الهاوية ) جاء فيه : إعدام نمر النمر في هذا التوقيت يتعلق بتأزيم الموقف الأمني داخلياً في المملكة، لحساب الصراع المكتوم بين ولي العهد، محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، فالاثنان يديران شئون المملكة بشكل فعلي حتى قبل وفاة الملك عبدالله، والآن يوجد صراع بينهم على النفوذ والمسؤوليات، فلأول مرة على سبيل المثال يُجرد ولي العهد السعودي من أي صلاحيات على المستوى الخارجي، في الوقت الذي يحتكرها بن سلمان بشكل دائم منذ توليته منصبه الجديد، وبالتالي ومثلما حدث في حادثة تدافع مِنى، فإن هناك تأزيم متبادل ومفتعل يديره المحمدين بشكل دوري لكل منهما على المستوى الداخلي والخارجي.

الرسالة الثانية : موجهة الى الشيعة في داخل السعودية

هذه الرسالة بدت واضحة الى شيعة السعودية بالذات فبالرغم من المطالبات العديدة من شخصيات سياسية واجتماعية داخلية وخارجية بالعدول عن هذا القرار الا ان المملكة السعودية ارادت اثبات ارادتها وانها لاتتردد باعدام كل من يقف بوجه سياستها او محاولة انتقادها مهما كان ثقله وصفته وأن هذا المصير سيكون لكل شيعي ينتقد أو يتهجم على النظام ، فالسعودية لاتتردد باتخاذ القرار ولاتأخذها رحمة بكل من يقف بوجه العائلة الحاكمة ، وقد ذكر موقع البديل ذلك في 5/1  ( فاعتقال الشيخ النمر قبل ما يربو عن عامين كان إشارة إلى مدى جنوح حكام الرياض نحو مزيد من القمع والقهر ضد سكان المملكة في المنطقة الشرقية، الواقعين تحت سنوات من الاضطهاد الممارس عليهم حكومياً وشعبياً، ليس فقط لكون معظمهم ينتمي للمذهب الشيعي- الذي هو بنظر النظام السعودي مذهب كفر- لكن لرفضهم مؤخراً هذا الاضطهاد والقهر، والسعي نحو مزيد في الانخراط في المجتمع السعودي سواء في التعليم أو المناصب والوظائف الحكومية، أو حتى فيما يتعلق بأحقيتهم في تدريس مذهبهم والاعتراف به من جانب السلطة، وبالإضافة إلى تقدمية مطالبهم فيما يتعلق بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحقوق الإنسان عامة، وهو ما كان ينادي به الشيخ نمر الذي رأت فيه السعودية إرهابياً طالما يتعرض بالكلام فقط عن نظام الحكم وانتقاده لتعيين سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد آنذاك بقرار منفرد من الملك السابق واستئثار آل سعود بالحكم والثروة والسلطة في المملكة منذ نشأتها، فما كان منهم إلا اعتباره إرهابي يستوجب قتله).

الرسالة الثالثة : الى الشعب السعودي والقاعدة

لاتأخذنا رحمة ولاشفقة في كل من يتطاول على أسياده ، فال سعود هم أسياد الجزيرة ولايجوز معارضتهم أو مناقشتهم او الخروج عليهم حيث سيكون مصيرهم مصير الشيخ النمر ومن اعدموا معه من الارهابيين فكل من يتعرض للنظام السعودي هو في نظر الحكومة ارهابي ويجب تصفيته ، وقد أكد الكاتب اسلام أبو العز في 5/1 على ذلك حيث قال ( هذا ينقلنا أنه في ظل الصراع الدائر داخل البيت السعودي، لم يكن هناك خلاف على سياسة واحدة لكل حكام المملكة منذ نشأتها تجاه شعبها، وهي سياسة كلاسيكية معهودة منذ قدم التاريخ، فضمان طاعة وتطويع الشعب السعودي يتلخص في “سيف المعز أو ذهبه” كما يقول المثل، وبما أن السعودية تشهد ظرف اقتصادي منكمش، في ظل وصول تفاوت الدخول في المملكة إلى مستويات غير مسبوقة، فذلك يعني أن “ذهب سلمان” لم يعد موجوداً بالدرجة التي تعود عليها عموم السعوديين، وبالتالي فإن “سيفه” هو الناجز الفاعل، فكانت الإعدامات الأخيرة وعلى رأسها إعدام نمر النمر رسالة للجميع بثبات بطش وقوة الحكم في المملكة بمنظومته الجديدة، حتى وإن ظهر كثير من أوجه التخبط والضعف على المستويين الداخلي والخارجي).

الرسالة الرابعة : الى المنافس العنيد في المنطقة ايران

لعل من بين أهم الرسائل التي أرادت السعودية ايصالها باعدام الشيخ النمر هي الى ايران ، كرد قوي وعنيف لها للتدخل في الشأن السعودي الداخلي من جهة ومن جهة اخرى للرد عليها في مناطق الصراع الاقليمي في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ، وان السعودية مستعدة الى للعب بالورقة الطائفية والورقة القومية بالمنطقة لتحرق الاخضر واليابس ولاثارة الاكثرية السنية في العالم الاسلامي بوجه الاقلية الشيعية والعرب على الفرس من اجل الحفاظ على أمن ومصلحة العائلة الحاكمة ،واكد ذلك موقع نون بوست في تحليل لحادثة اعدام النمر في 5/1 بقلم احمد التلاوي بعنوان (هل تقود أزمة إعدام النمر إلى حرب إقليمية؟ ) جاء فيه :  فإعدام النمر، يأتي في سياق صراع عميق ما بين الرياض وطهران، دفعت المنطقة كلها ثمنه في السنوات الأخيرة عندما دخل البلدان حروبًا عدة بالوكالة في دولٍ عديدة في المنطقة أبرزها سوريا واليمن، وكان الثمن مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين والنازحين، وضياع مقدرات بالمليارات، وسقوط أمة بأكملها أسيرة لصراعات داخلية لا تخدم سوى النظم المرتبطة بها.

يبدو أن إيران وحلفاءها بالفعل يشعرون بشيء غير يسير من القلق، وهو ما بدا في كلمة حسن نصر الله الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني، في الرابع من يناير، والذي قال فيها إن الأمر ليس مذهبيًّا، ولا يجب أن توضع الأزمة في إطار ثنائية "صراع سُنِّي/ شيعي".

فالإيرانيون وحلفاؤهم في المنطقة، يعلمون أن الصراع مع الرياض بهذا المنطق سوف يقود إلى جحيم لن تكون طهران أو حلفاؤها هم الطرف الرابح فيه بكل تأكيد؛ فالرياض لو أعلنت "نفير الجهاد" ضد الشيعة لن يكون بمقدور أي أحد الحديث عن وجود إيراني مستقر في المشرق الإسلامي، وتضيع مكتسبات عقود طويلة ماضية حاربت فيها طهران لتكريس مناطق نفوذها الحالية، خصوصًا في العراق وسوريا ولبنان.

كما أنه سوف تصبح الأقليات الشيعية في الخليج العربي والمشرق العربي والإسلامي في مرمى استهداف مختلف الجماعات الجهادية، حتى من تناصب منها الرياض العداء، بما في ذلك "القاعدة".

على المستوى السياسي، تضررت وبشكل كبير، جهود إيران التي بذلتها في العامين الأخيرين لتطييع علاقاتها الإقليمية والدولية وكسر حالة العزلة التي عاشتها بفعل العقوبات الغربية عليها بسبب برنامجها النووي، بعد حوادث الحرق والاقتحام التي تمت في المقار الدبلوماسية السعودية في إيران.

فطهران في الفترة الماضية، سعت إلى استثمار الاتفاق النووي مع مجموعة الـ (5 + 1)، من أجل العودة إلى الساحة الإقليمية والدولية كفاعل رئيسي مكتمل الأركان، والتأكيد على أهمية دورها في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، من خلال شعار "مكافحة الإرهاب".

لكن بواعث الرياض كانت في ذلك الوقت وحتى الآن عديدة، على رأسها الاعتبار المذهبي، فهو صراع أصوليات بكل ما في الكلمة من معانٍ، أصولية سُنِّية وهابية في السعودية وشبه الجزيرة العربية، وأصولية شيعية في إيران، ترتكن إلى تاريخ من الصراع القومي والديني المذهبي في المنطقة، حتى قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية وفتح بلاد فارس.

أما موقع  موقع القدس العربي في 12/1  فقد ذكر أن السعودية ستأخذ دورها في مكافحة التمدد الإيراني و محاربة الإرهاب، فانشأت التحالف الإسلامي و اعدمت النمر مع معتقلي القاعدة في رسالة واضحة الى إيران أن من تراهن عليهم لفصل المنطقة الشرقية يمكن ارسالهم بقرار قانوني إلى الآخرة، بحيث لا يبقى اعتقال النمر مبررا لمزيد من التظاهرات ولا يكون الافراج عنه مجالا لمزيد من الدفع نحو مشروع التقسيم الطائفي. من جهة اخرى فان الاتفاق النووي بين طهران ودول 5+1 قد رتب لها دور محوري في المنطقة على حساب الحلفاء التاريخيين والتقليديين من دول الخليج وهذا ما اعتبرته السعودية ضربة لها من قبل امريكا.

الرسالة الخامسة الى الحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة الامريكية

رسالة مهمة حاولت السعودية من خلالها توجيهها الى الحليف التاريخي والاستراتيجي الاقوى في العالم لما تشعر به من مخاوف التقسيم وسقوط الحكم السعودي بعدما تيقنت العائلة الحاكمة أن الدوائر بدأت تدور عليها بعدما كانت في مأمن منها من خلال تصريحات بعض المسئولين السياسيين الامريكان من أن السعودية ذاهبة الى التقسيم لامحالة أو من خلال ما تراه السعودية من اعطاء دور كبير لايران في المنطقة لاسيما بعد الاتفاق النووي أو غيرها من الايحاءات السياسية فأرادت السعودية القول من أنها تتصرف بعيدا عن صانع القرار الامريكي اذا لزم الامر وأن لها شخصيتها الدولية في الوقت نفسه أرادت السعودية اثبات نفسها الحليف الاستراتيجي لامريكا واسرائيل ضد ما يسمّون دول الممانعة ضد المشروع الامريكي في المنطقة وأنها يمكن الاعتماد عليها كحليف مطيع للسياسات الامريكية في المنطقة ضد ايران وحلفائها من الشيعة ، فقد ذكر موقع القدس العربي في 12/1 تحليلا سياسيا جاء فيه :

اول هذه الأطراف التي أرادت العربية السعودية توجيه الرسائل السياسية لها هي الولايات المتحدة،و التي ترى العربية السعودية في سلوكها أمرا يثير مخاوف جدية، حيث كان من السهل على الولايات المتحدة التخلي عن حلفائها التاريخيين في مصر والقبول بتنحي مبارك، رعاية لمصالح وتوجهات جديدة، وتنحية لبعض السياسات التي لم تتحل بالطاعة الكاملة والانضباط المطلوب امريكيا من الحلفاء لحماية المصالح الامريكية في المنطقة، وهو ذات الأمر الذي تتخوف منه السعودية، والذي عبر عن نفسه في انجاز الاتفاق النووي مع طهران وترتيب دور محوري لها في المنطقة على حساب الحلفاء التاريخيين والتقليديين،خصوصا بعد النزوح السياسي الذي تنفذه الادارة الامريكية نحو الشرق الأقصى.

وليس بعيدا من اليوم الخرائط التي نشرتها «نيويورك تايمز»، المحسوبة على الادارة الامريكية، والتي تشير إلى تقسيم العربية السعودية إلى اربع دويلات، دولة مقدسة تمثل مكة والمدينة وستكون على غرار الفاتيكان دولة دينية، وهو ما يفسر التعبئة المذهبية المكثفة للميليشيات الشيعية المحسوبة على إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان بطموحات وخطابات تتحدث وبنفس واحد ومتزامن عن ضرورة السيطرة على الكعبة، واسقاط حكم آل سعود، ولا تعتقد كاتبة هذا المقال ان الأمر يتعلق فقط بنبوءات دينية، بل بتوظيف مبكر للنبوءات الدينية الشيعية،لتوجيه المسلمين الشيعة نحو طموحات السيطرة على الكعبة، وذلك طمعا من إيران في اخذ دور قيادي يحتمه الاشراف الديني على أقدس البقع والشعائر الإسلامية،كما تشير الخارطة إلى دولة سنية في الوسط سيتولى تنظيم الدولة بالطبع انشاءها ،ودولة شيعية في المنطقة الشرقية الغنية بالبترول وذات الأقلية الشيعية الكبيرة والتي ينتمي اليها الشيخ النمر، و الذي تردد مؤخرا انه طالب بانفصال المنطقة الشرقية واعلان دولة شيعية متصلة جغرافيا وديمغرافيا مع البحرين والتي تشهد تحريكا إيرانيا هي الأخرى للشيعة البحرينيين، متزامنا مع تحركات الشيخ النمر في المنطقة الشرقية، كل ذلك تزامنا مع تسريبات عن عروض امريكية قدمت للشيخ النمر تشجعه على الانفصال في المنطقة الشرقية،والتي قيل انه رفضها، اضافة إلى دولة في الجنوب السعودي متصلة باليمن لا يستبعد ان يكون التحرك الحوثي في اليمن احد مقدماتها في مشروع بدت ملامحه تتضح حيث ان ما نراه من صراعات ما هو الا رسم جديد لخرائط المنطقة بالنار تتسابق عليه دول اقليمية على رأسها إيران وتركيا والسعودية ويرسم حدوده وخطوطه الحمر تفاهمات القوى العظمى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا في اكثر من ساحة، فإيران تريد المنطقة الشرقية ودويلة اليمن الجنوبية ومكة والمدينة !! وهذاما صرح به رفسنجاني في رده على الإعدام بأن السعودية ستقسم إلى 4 دول !!.

وإذا كانت الإدارة الامريكية قد منحت غطاء سياسيا للسعودية لعملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن كثمن وترضية مقابل الاتفاق النووي الإيراني،الذي رأت فيه دول الخليج خطرا وجوديا، وقرأت بين أسطره جنوحا امريكيا واضحا نحو إعطاء طهران مفتاح القيادة الإقليمية واعتبارها حليفا، فانه ليس من المستبعد أن يحاول الامريكيون في وقت ما رفع الغطاء السياسي المؤقت، بعد استنزاف السعودية في معارك اليمن، خصوصا وان الولايات المتحدة تضغط على العربية السعودية للتقارب مع طهران دون ردع الأخيرة عن مغامراتها، فجاءت الرسالة مزدوجة للامريكيين بأن السعودية ستأخذ وحدها دور مكافحة التمدد الإيراني و محاربة الإرهاب، فانشأت التحالف الإسلامي دون موافقة أمريكية، وان المشروع الامريكي الإيراني المشترك باستبدال الحكم في السعودية وتقسيم المنطقة ستتصرف حياله السعودية بحزم وانها لا يمكن المزايدة عليها في مكافحة الإرهاب الذي تتهم اقلام اميركية محسوبة على الاختراق الإيراني في مراكز دراسات صنع القرار الأمريكية فيه السعودية بدعم السلفية الجهادية وتشجيع الفكر (الوهابي غير المتسامح)!

الرسالة السادسة الى روسيا التي دخلت في الصراع السوري

لاشك ان دخول روسيا في الصراع السوري الدائر بين أطراف اقليمية ودولية قد قلب الطاولة على اللاعبين الرئيسين داخل هذا الصراع ، فقد كانت السعودية تريد حال انتهائها من المشكلة اليمنية توجه تحالفها الى سوريا لاسقاط نظام الاسد والمتحالفين معه ولكن بعد تعثرها في اليمن من جهة ودخول القوات الروسية في سوريا من جهة اخرى بدد حلمها في تفكيك التحالف الشيعي الذي تراه الاخطر على أمنها الوطني لاسيما وحتى محاولتها من ادراج بعض القوات الشيعية في المنطقة بقوائم الارهاب باءت بالفشل ، وهذا ما أكده موقع القدس العربي في مقاله الذي نشره في 12/1 حيث أكد على أن الرسالة السعودية التي بعثتها الى روسيا التي حاولت ابعاد الميليشيات الشيعية الموالية لحلفائها عن قوائم الإرهاب التي اعدها الاردن، و اغتالت زهران علوش قائد جيش الإسلام المدعوم سعوديا،والذي يشكل قوة وازنة في منطقة ريف دمشق‘ والتي تعمل الآلة الحربية الروسية بالتعاون مع الإيرانيين ونظام الاسد على تطهيرها ديمغرافياومذهبيا، تمهيدا لانشاء دولة الساحل العلوية الممتدة من دمشق وريفها فحمص وريفها فحماة وممرات حلب إلى الساحل، ما يضمن المصالح الروسية وميناء المياه الدافئة الروسي على المتوسط.

واذا كانت التفاهمات الروسية الإسرائيلية قد اعطيت اولوية على التفاهمات بين الروس والإيرانيين بحيث سمح باغتيال القنطار، مع وجود منظومات اس 400 القادرة على رصد اي مقذوف صاروخي أو طائرة في السماء السورية، ورصده في الاراضي الفلسطينية المحتلة قبل دخوله المجال الجوي السوري واسقاطه، فان اغتيال علوش جاء كنوع من الترضية الروسية للحلفاء الإيرانيين بدلا من رأس القنطار، وامعانا في تحطيم اي قوة تقف ضد مشروع دولة الساحل، فردت السعودية التحية للإيرانيين وحلفائهم برأس النمرما يفتح الباب أمام حرب اغتيالات في اكثر من ساحة منها لبنان وسوريا والأحواز.

ومع ذلك لن يؤثر الأمر على محادثات فيينا والتي يأخذ الإيرانيون على الروس فيها استعدادهم للتخلي عن الأسد ورحيله عن السلطة، مقابل بقاء المكون العلوي في مواقع هامة تضمن المصالح الروسية، وقبل الروس بمحادثات مع قوى سنية تراها إيران عقبة،ونوعا من التقارب الروسي على حسابها مع السعوديين،ولهذا بالضبط اكد السعوديون على ان الخلاف مع طهران لن يؤثر على محادثات فيينا،في حين ان الإيرانيين اكدوا العكس، لأنهم يرون ان منتجات فيينا ستكون على حسابهم،ولهذا بالضبط اقدمت السعودية على الإعدام قطعا لمحاولات تعويض الخسارة الإيرانية في سوريا بتفجير مشكلة المنطقة الشرقية عبر النمر أو تنظيم الدولة.

السعودية ماذا تريد ؟؟؟؟

تلعب السعودية اليوم لعبة في غاية الخطورة من خلال قيامها ببعض الاعمال الاستفزازية لجميع اللاعبين الدوليين والإقليمين شعورا منها باقتراب الخطر الذي يهدد العائلة الحاكمة وكما يقول المثل عليّ وعلى أعدائي اذ تحاول السعودية من اشعال الفتنة الطائفية والقومية في المنطقة واغراقها في صراعات تعرف بدايتها ولاتعرف ما ستؤول اليه نهايتها ، لقد استشعر الغرب هذا الخطر القادم فقد نشر المحلل السياسي ليفي مقالا بالفرنسية والانكليزية بعنوان ( أوقفوا السعودية ) نشرته الوكالة الخبرية روسيا اليوم جاء فيه :

أوقفوا السعودية!"، التي أصبح "سعارها الدموي يشكل خطرا ليس على شعبها فقط، بل على السلام في المنطقة والعالم"، وفق تعبيره.

واتهم ليفي في مقاله الرياض أيضا بتأجيج حرب طائفية شعواء بين الشيعة والسنة، وإثارة النزاعات القديمة بين العرب والفرس على حساب محاربة العدو المشترك "داعش".

وهو لذلك يدعو شركاء السعودية الغربيين إلى الامتناع عن بيعها الأسلحة وشراء النفط منها.

------------------------------

المصادر

1- الموقع الاخباري نون بوست - http://www.noonpost.net/

2- الموسوعة الحرة - https://ar.wikipedia.org

3- الهيئة الاخبارية الاعلامية روسيا اليوم - https://arabic.rt.com/

4- مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية - http://rawabetcenter.com/

5- وول ستريت جورنال - newspapers/wall-street-journal-in-arabic

6- القدس العربي - http://www.alquds.co.uk/

7- اخبارك . نت البديل - http://www.akhbarak.net/sources

8- وطن -  http://www.watanserb.com/

9- bbc  عربي - http://www.bbc.com/arabic

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف