البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

January / 12 / 2016  |  1160التدخل التركي في العراق .. بين الحقيقة والواقع

هاشم محمد الباججي المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية كانون الأول 2015
التدخل التركي في العراق .. بين الحقيقة والواقع

تمتد الحدود العراقية – التركية لمسافة 331 كم وتمتاز بتضاريسها الجبلية الوعرة والتي يصعب السيطرة عليها حتى في زمن قوة الدولة العراقية, فكانت ملاذا للاكراد المعارضين من العراقيين والاتراك ، واليوم ومع ضعف الدولة العراقية وهيبتها وتجزئة سيادتها مع اقليم كردستان أصبح الوضع أسوء بكثير اصبحت طريقا لتوغل الجيش التركي عشرات الكيلومترات داخل الاراضي العراقية بحجة ملاحقة المتمردين الاكراد من جهة, ومن جهة اخرى كانت ممرا امنا للارهابيين المتواجدين في سوريا والعراق الذين عملوا وبالتنسيق مع بعض ضباط الجيش العراقي السابق والبعثيين المتواجدين في الموصل على سقوط المدينة بأيدي الارهابيين, ثم سقطت محافظة صلاح الدين وتبعتها الانبار ، وبعد الجهود الشعبية والوطنية التي توجتها فتوى المرجعية استطاعت القوى الامنية من الحشد الشعبي والجيش والشرطة استعادة الكثير من الاراضي التي احتلتها داعش, ثم حصل تعاون دولي مع العراق لتشكيل تحالف دولي ضد داعش وعقدت اتفاقيات مع بعض دول الجوار للمساعدة في تحرير العراق من داعش, ومنها الاتفاق مع تركيا التي أرسلت مجموعة من العسكريين لتدريب بعض القوات العراقية قرب الموصل, ولكن الامور تجاوزت حدود الاتفاقية الامنية بدخول قوات تركية بعددها وعدتها بحجة التدريب مرة واخرى بحجة المساهمة في تحرير الموصل، وقد تضاربت تصريحات الاطراف ذات العلاقة وكانت هناك تصريحات متضاربة للجانبين, فقد ذكر موقع الموسوعة الحرة الاتي :

في يوم 12 ديسمبر 2015 قام العراق بتقديم إحتجاج رسمي لمجلس الأمن الدولي إحتجاجاً على تواجد القوات المسلحة التركية قرب مدينة الموصل شمال العراق، وقد قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن وجود هذه القوات يمثل إنتهاكا لسيادة العراق على أراضيه من قبل تركيا، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن هذه القوات موجودة منذ زمن ومن إتفاق مسبق وقال بأنه لن يقبل سحب القوات التركية من العراق،  وقال رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني أن هذه القوات كانت موجودة وأشار أن الإقليم ليس مسؤول عن وجود هذه القوات, وأن الإقليم لا يسمح بإنتهاك سيادة العراق على أراضيه من قبل أي دولة.

الموقف العراقي الرسمي

وقد اعلن العراق موقفه الرسمي من هذا التدخل من خلال بيان وزارة الدفاع العراقية وعلى لسان وزير الدفاع العراقي الذي أكد ان دخول القوات التركية ما هو الا هتكا للسيادة العراقية وهذا حسب ما ذكره موقع رووداو 6/12 الذي ذكر خبرا بعنوان : وزارة الدفاع العراقية : التدخل التركي في الأراضي العراقية خرق للسيادة.

اعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم الأحد 6-12-2015، في بيان، وقد أوضح العبيدي بحسب البيان، أن "دخول القوات التركية داخل العراق بهذه الطريقة يعد خرقاً للسيادة العراقية وانتهاكاً لقواعد القانون الدولي ولمبادئ حسن الجوار بين البلدين، سيما وانه تم من دون تنسيق أو علم مسبق مع الحكومة العراقية".

وطالب العبيدي، "بسحب القوات التركية من داخل الأراضي العراقية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار والعلاقات التاريخية بين الشعبين العراقي والتركي".

وأضاف : أن "حجم القوة الداخلة إلى العراق يفوق ما تتطلبه عملية حماية المعسكر وانه وبأي حال من الأحوال ومهما كان حجم القوة الداخلة إلى العراق فهو أمر مرفوض، سيما وأنه لم  يتم بعلم الحكومة العراقية والتنسيق معها، وكان يمكن إجراء مثل هذا التنسيق مسبقاً ومن دون الحاجة إلى خلق ظروف تسهم في تأزيم الموقف بين البلدين".

ومن جانبه قال وزير الدفاع التركي عصمت يلماز بأن "دخول القوة التركية إلى داخل العراق جاء لتأمين المدربين الأتراك داخل معسكر(زلكان) المستخدم لتدريب الحشد الشعبي في نينوى، مشيرا الى أ"ن المنطقة تشهد تهديدات من قبل مجاميع داعش الإرهابية لهذا المعسكر، وان تركيا ليس لها أطماع في الأراضي العراقية".

وكذلك رفضت السلطة التشريعية في العراق رفضا قاطعا هذا التدخل واصدرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي بيانا واصفة التوغل التركي بخرق لسيادة العراق حسب ما جاء للموقع الرسمي لمجلس النواب العراقي في 8/12, اليكم نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم. ترفض لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب دخول قوات تركية الى الاراضي العراقية او التواجد عليها تحت اي ذريعة او مبرر، واننا في الوقت الذي نعد ذلك خرقا صارخا لسيادة العراق وانتهاكا للأعراف والقوانين الدولية وتناقضا واضحا مع مبدأ حسن الجوار، نطالب الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الاراضي العراقية وضرورة احترام سيادة واستقلال العراق ، ومن حق الحكومة العراقية اللجوء الى كافة الوسائل والاجراءات اللازمة في سبيل حماية سيادته وضمان انسحاب تلك القوات.

المرجعية الدينية تطالب تركيا باحترام سيادة العراق

مما لاشك فيه ان للمرجعية دورا كبيرا في التأثير الداخلي الشعبي والخارجي الدولي لما لها من مواقف رصينة وثابتة وهذا ما ظهر جليا من زيارة كبار المسؤولين في العالم لها كالامين العام للامم المتحدة السيد بان كيمون والرئيس التركي اردوغان .. وغيرهم ، ومن موقع المسؤولية أصدرت المرجعية العليا توصياتها عن طريق خطبة الجمعة التي أوردها موقع الحرة في  15/12 جاء فيها :  وقال أحمد الصافي ممثل المرجع السيستاني، في خطبة الجمعة من مدينة كربلاء جنوب بغداد: "ليس لأي دولة إرسال جنودها إلى أراضي دولة أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب" من دون اتفاق مسبق.

وأضاف أن هناك قوانين ومواثيق دولية تنظم العلاقة بين الدول واحترام السيادة، وعدم التجاوز على أراضيها.

وشدد ممثل السيستاني على أن الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات، وأضاف أن على الحكومة اتباع الأساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل لهذا السبب. وطالب ممثل المرجعية السياسيين العراقيين بتوحيد موقفهم بما يخدم مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه.

وقد أكدت شبكة الكفيل العالمية في 15/12 موقف المرجعية الدينية العليا من التوغل التركي ، وهذا ما وضّحته المرجعيّة جليّاً من موقفٍ واضح وصريح في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (28صفر 1437هـ) الموافق لـ(11كانون الأوّل 2015م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف وعلى لسان ممثّلها سماحة السيد أحمد الصافي حيث بيّن قائلاً:

(من المعروف أنّ هناك قوانين ومواثيق دوليّة تنظّم العلاقة بين الدول، واحترام سيادة كلّ دولةٍ وعدم التجاوز على أراضيها هو من أوضح ما تنصّ عليه القوانين والمواثيق الدولية، وليس لأيّ دولةٍ إرسال جنودها الى أراضي دولةٍ أخرى بذريعة مساندتها في محاربة الإرهاب، ما لم يتمّ الاتّفاق على ذلك بين حكومتي البلدين بشكلٍ واضحٍ وصريح، ومن هنا فإنّ المطلوب من دول جوار العراق بل من جميع الدول أن تحترم سيادة العراق وتمتنع عن إرسال قوّاتها الى الأرض العراقية من دون موافقة الحكومة المركزية ووفقاً للقوانين النافذة في البلد، والحكومة العراقية مسؤولةٌ عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أيّ طرفٍ يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبرّرات، وعليها اتّباع الأساليب المناسبة في حلّ ما يحدث من مشاكل لهذا السبب وعلى الفعّاليات السياسية أن توحّد مواقفها في هذا الأمر المهم وتراعي في ذلك مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة أراضيه، وعلى المواطنين الكرام أن يرصّوا صفوفهم في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها البلد، وأن تكون ردود أفعالهم تجاه أيّ تجاوز على السيادة العراقية منضبطة وفقاً للقوانين، وأن تُراعى حقوق جميع المقيمين على الأرض العراقية بصورةٍ مشروعة ولا يُنتهك شيءٌ منها، إنّ العراق يسعى الى أن تكون له أفضل العلاقات مع جميع دول الجوار ويرغب في المزيد من التعاون معها في مختلف الصعد والمجالات، وهذا يتطلّب رعاية حسن الجوار والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال جميع الدول، إنّ المنطقة تشهد مخاطر عديدة وأهمّها خطر الإرهاب الذي يضرب -كما ضرب- كلّ ما يتاح له ولا يستثني أحداً متى سنحت له الفرصة، لذا كان لزاماً على دول المنطقة أن تنسّق خطواتها وتتضامن فيما بينها للقضاء على العدوّ المشترك وهو الإرهاب، وتتفادى التسبّب في أيّ مشاكل تضرّ بتحقيق هذا الهدف المهمّ).

الموقف الدولي ازاء التوغل العسكري التركي في العراق

وقد تصاعدت الاصوات المنددة بالتدخل التركي في العراق من قبل المجتمع الدولي بدوله ومنظماته وحث تركيا على الانسحاب من العراق, فقد اعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية موقفها صراحة و ذكر موقع رووداو في 6/12 وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية بـ "الإجراء الخاطئ"، و أشار إلى أن الدعم من الدول الأخرى لمكافحة تنظيم داعش بحاجة الى تنسيق كامل مع العراق.

فيما اعلنت الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة التوغل التركي في الاراضي العراقية وقد ذكر موقع احداث الساعة في 15/12 تقريرا بعنوان :الجامعة العربية تقرر مناقشة التدخل التركي بالعراق

اعلنت وزارة الخارجية، الاربعاء، ان الجامعة العربية حددت يوم الـ24 من شهر كانون الاول الحالي موعدا لعقد اجتماع طارئ لمناقشة قضية الانتهاك التركي للاراضي العراقية.

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان ، "بناءً على طلب العراق، حددت الجامعة العربية يوم الخميس الموافق 24 كانون الاول الحالي موعدا لعقد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة وعلى المستوى الوزاري". واضاف جمال ان "الهدف من الاجتماع هو لمناقشة قضية الانتهاك التركي للاراضي العراقية".

واكدت وزارة الخارجية الخميس (10 كانون الاول 2015) انها تقدمت بطلب للجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن دخول القوات التركية الى العراق.

فيما اعلن الأمين العام للجامعة العربية وحسب ما اكدته شبكة العراق الثقافية في 7/12: إن الجامعة العربية ليس لديها فعل شيء في هذا الأمر وكل ما نستطيع أن نقوم به هو إصدار بيان إدانة, في حين ذكر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن التدخل التركي في العراق تبرير لممارسات الإرهابيين في الموصل, وأدانت جامعة الدول العربية امس الأحد التدخل التركي في العراق، واصفة إياه بالسافر، فيما أشارت إلى أن هناك موافقة عامة من الأمم المتحدة على اتخاذ كافة الإجراءات لوقف هذه التدخلات.

اما الولايات المتحدة فقد دعت الى احترام سيادة العراق فقد انتقد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي"اختراق القوات التركية للأراضي العراقية"، عاداً إياه بـ"غير المبرر، وفيه انتهاك لسيادة العراق".

وأكد الوفد الأمريكي "دعم التحالف وخاصة الولايات المتحدة في أطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي والتزام الولايات المتحدة في مساعدة العراق في مكافحة الإرهاب ودعم الشرطة العراقية في مجال التدريب ورفع القدرات والِتسليح"

وقد نقل موقع الحزب الشيوعي العراقي في  11/12 بيان لوزارة الداخلية العراقية جاء فيه :

إن "وزير الداخلية محمد الغبان استقبل اليوم، وفداً أميركياً ضم برت ماكورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي والمنسق العام للتحالف الدولي لمحاربة داعش"، فضلاً عن "السفير الأميركي في بغداد، ستيوارت جونز".

وأضاف البيان أن "اللقاء ناقش التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين وأخر التطورات خاصة فيما يتعلق بالاجتياح التركي للأراضي العراقية بكونهم أعضاء في الناتو". وأشار الى أن "الجانبين بحثا ملف الأمن الداخلي ودور وزارة الداخلية وحرصها للارتقاء بأداء الأجهزة الأمنية ومهنية وحيادية الوزارة أمام كل العراقيين"، لافتاً الى "بحث ملفات الضبط والتدريب والجاهزية لحفظ الأمن وهيبة الدولة وفق القانون".

التبريرات التركية

وقد ردت تركيا بأن هذه القوات كانت موجودة منذ أكثر من سنة داخل الاراضي العراقية فلماذا اثير هذا الموضوع الان وفي هذه الظروف بالذات كما ذكره راديو سوا في  15/12 :  وفي أنقرة، قال المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز في اتصال أجراه معه "راديو سوا" إن أطرافا في العراق أخرجت التواجد التركي العسكري هناك عن إطاره الحقيقي خدمة لما وصفها بأجندات أجنبية.

ويؤكد يلماز أن تواجد القوات التركية يخضع لاتفاقيات مبرمة بين بغداد وأنقرة، وإن إلغاء تلك الاتفاقيات لا يمكن أن يتم من طرف واحد من دون موافقة الطرف الآخر، هذا بالاضافة إلى حق تركيا في الدفاع عن أمنها القومي.

أما على الصعيد الحكومي فقد أعلنت الحكومة التركية موقفها ويأتي بيان الخارجية التركية في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا منذ أن نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات في بعشيقة في محافظة الموصل شمال العراق. وتقول إن الهدف هو تدريب عراقيين على قتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لصحافيين أجانب في اسطنبول "هذا ليس عدوانا إنما فعل تضامن"، وأضاف "ننوي تدريب سكان الموصل على محاربة داعش، وننوي حماية من يقوم بتدريبهم". وتابع: "عندما علمنا برد فعل الحكومة العراقية أوقفنا عملية نقلهم".

فيما نقلت وكالة النبأ للاخبار في  6/12 حول دخول القوات التركية في العراق وتعدد التفسيرات والمواقف حولها حيث اكدت مصادر عسكرية تابعة لهيئة الأركان التركية أعلنت مواصلة عناصرها، تدريب وتأهيل قوات البيشمركة في 4 مناطق مختلفة من إقليم شمال العراق وأوضحت مصادر أخرى أنّ القوات التركية تقوم منذ أكثر من عام، بتدريب عناصر البيشمركة، على قتال الشوارع في المناطق المأهولة بالسكان، وكيفية التعامل مع المتفجرات اليدوية، إضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة، والإسعافات الأولية.

وربما هو التفسير الأقرب لحقيقة تواجد هذه القوات، من خلال ما كشف عنه نائب رئيس أركان البيشمركة لشؤون العمليات، اللواء قهرمان كمال عمر، حين تحدث عن مساهمة هذه القوات في  النتائج الإيجابية التي ظهرت خلال العمليات العسكرية، لتخليص منطقة سنجار من عناصر تنظيم الدولة.

الموقف الوطني والعربي غير موحد ازاء التوغل التركي

عندما تتعرض أي دولة لعدوان او أي خطر خارجي تتظافر الجهود وتتوحد من اجل الوقوف بوجه ذلك التهديد الا في العراق, فنرى اصحاب القرار السياسي مختلفين في كل شيء الا مصالحهم الخاصة فانهم متفقون عليها, فنرى مثلا رئيس الحكومة يندد بالتدخل ورئيس البرلمان على الحياد والاقليم واخرون مع التدخل وهكذا تعم الفوضى في كل مفاصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية فقد اورد موقع الحزب الشيوعي العراقي في 15/12 موقف بعض الجهات فقد اعلن نائب عن الائتلاف الكردستاني عن امتلاك وثائق تثبت وجود اتفاق بين بغداد وانقرة حول القوات التركية في الموصل. واوضح عرفات كرم ان "هذا التوغل التركي في العراق وشماله والموصل ليس توغلا جديدا، فهذه القوات كانت موجودة حتى في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ولدينا وثائق تثبت ان هناك اتفاقا بين بغداد وانقرة، وعندما زار العبادي تركيا كان هناك أيضا اتفاق بين الطرفين حول هذا الموضوع".

وتابع ان "الحكومة العراقية وافقت على الدعم من اي جهة تنوي مساعدة العراق للقضاء على عصابات داعش الإرهابية"، منوها بان "بعض النواب والسياسيين ضخموا هذه المسألة واعطوها حجما كبيرا، في وقت نرحب بالمساعدة من اي دولة كانت، لكن شرط عدم المساس بسيادة العراق"، مشيرا الى ان "السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التوقيت بالذات عن التدخل التركي؟ ولكننا نقول ان هذا حصل بعد الصراع الذي حدث بين روسيا وتركيا".

واشار الى انه "بما ان هناك معسكرات تركية اخرى موجودة في العراق لذلك لابد للحكومة العراقية ان تتخذ موقفا بشأنها"، مضيفا ان "المشكلة الاساسية هي ان البعض يتهم اقليم كردستان بانه هو السبب الرئيسي في دخول هذه القوات، لكنها تدخل بموافقة الحكومة الفيدرالية".

فيما نقلت شبكة اخبار النجف في  15/12 قول النائب عن التحالف الوطني عبود العيساوي انه ” لا يوجد موقف عربي موحد مع العراق بشأن التدخل التركي ” .

وقال العيساوي لوكالة {الفرات نيوز} اليوم الاثنين ، أن ” المسؤولية اليوم تقع على وزارة الخارجية بشأن توحيد الموقف العربي مع العراق بشأن التدخل التركي ، بينما اورد موقع رووداو في 5/12  تصريح عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي مثال الالوسي ، الذي أكد ان تواجد القوات التركية على الاراضي العراقية تم وفقا لاتفاقية مبرمة مسبقا بين الجانبين .وتحدث  لشبكة رووداو الاعلامية ان "الحكومة التركية لديها اتفاق مبرم مع الجانب العراقي قبيل 2003 تقضي بتواجد قوات تركية برية وتم تجديد تلك الاتفاقية في زمن نوري المالكي ".

ووصف موقف حكومة العبادي الرافض لتواجد القوات التركية بأنه "تضليل للحقائق" قائلا: "لو كانت الحكومة العراقية جادة برفض تواجد القوات التركية عليها اولا الغاء الاتفاقية من الاصل ".

العلاقات الاقتصادية التركية

العراقية بعد التوغل التركي الى أين ؟

يرتبط العراق وتركيا بعلاقات اقتصادية متينة فقد بلغ قيمة التبادل التجاري بين البلدين الى أكثر من اربعة عشر مليار دولار, وان هذه العلاقة معرضة للاهتزاز في ظل هذه الظروف لاسيما وان تركيا قد تعرضت لضربة اقتصادية من روسيا قبل فترة قصيرة ، أما العراق فيمر بأزمة اقتصادية تكاد تكون خانقة فلابد ان تلقي هذه الظروف بظلالها على البلدين, وهذا ما أورده مركز الجزيرة للدراسات في تقرير له جاء فيه :

أنَّ هناك ثوابت في السياسة التركيَّة تجاه العراق دأبت الحكومة التركية على تأكيدها منذ عام 2003؛ لاسيما ما يتعلق منها بالأمن الجيوسياسي والأمن الاقتصادي للبلاد، وتشير الورقة إلى أنَّ المرحلة الماضية في العلاقات التركية-العراقية رسمت خطوطَها العريضة الخلافاتُ مع حكومة المالكي حول سياسته الطائفية، والموقف من الثورة السورية، والعلاقة مع إقليم شمال العراق.

المفارقة أنَّ تدهور العلاقة بين البلدين سياسيًّا ترافق مع طفرة في العلاقات الاقتصادية، لكنَّ ظهور تنظيم "داعش" كان له انعكاساته السلبية على المصالح التركية في العراق، وترى الورقة أن الحكومة التركية تحاول فتح صفحة جديدة في العلاقات مع العراق مع مجيء حكومة العبادي، وأن هناك معطيات موضوعية دفعت باتجاه التقارب بين الطرفين.

أن هناك مصلحة لدى كلٍّ من واشنطن وطهران في تقارب الحكومة العراقية مع أنقرة؛ فالأولى تُريد أن تدخل تركيا بقوَّة في التحالف ضد تنظيم الدولة، وقد يكون العراق مدخلاً مهمًّا لجرٍّ أنقرة بالنسبة إليها، وأمَّا طهران فهي تُريد احتواء أنقرة في الموضوع السوري، وإبعادها عن التجمُّع الخليجي؛ لذلك من المستبعد أن يكون الانفتاح العراقي على تركيا قد حصل فيما لو كان هناك "فيتو" عليه من قبل طهران، وسنُضطر إلى الانتظار قبل أن نرى كيف ستؤثِّر هذه المعطيات على شكل العلاقة التركية-العراقية خلال المرحلة القادمة.

فيما أورد موقع نون بوست في  15/12  ابعاد زيارة برزاني الى انقرة و الرياض من الناحية الاقتصادية جاء فيه :

أما على صعيد النفط والغاز فإن تركيا تستورد النفط من الإقليم بأسعار جيدة, وقد رفع معدل استيراد النفط إلى مليون برميل شهريًا ومع وجود احتياطات تقدر بـ 45 مليون متر مكعب من الغاز؛ فقد شرعت أنقرة التي وجدت ذلك فرصة لتنويع مصادر طاقتها منذ عدة أشهر في جهود التوصل لاتفاق تمديد الغاز، خاصة مع وجود أزمات مع الجهات التي ما زالت تعتمد عليها أنقرة في هذا القطاع مثل روسيا وإيران، وقد بدأت شركة بوتاش التركية بمد الأنابيب اللازمة لكنها كانت وما زالت تواجه بصعوبات من بغداد.

بالرغم من تعمده إظهار الحياد إلا أن الظاهر أن إقليم كردستان يسير في اتجاه التقارب مع مسار الفريق التركي السعودي القطري وأن قدرة هذا المحور على إقناع الإقليم بالمضي معه على قاعدة المكسب للجميع سيعد إضافة جيدة لهذا المحور وتبقى حدود التعاون هي المؤثرة في نتائج هذا التقارب.

تهديد حكومي وشعبي للقوات التركية في العراق

وبعد تصاعد الغضب الشعبي ضد القوات التركية المتوغلة في العمق العراقي بادرت الحكومة العراقية بتصعيد لهجتها ضد تركيا من اجل سحب قواتها من داخل الاراضي العراقية, فقد اكد رئيس الوزراء حيد العبادي في كلمة له نقلها موقع نهرين.نت الاخبارية في  19/12 : أن بغداد لن تسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، ولديها العديد من الخطوات المتخذة لهذا الامر.

وحذر العبادي السبت، مما أسماها بمحاولات جهات تعمل بـ”أجندات معروفة لإثارة الفتن” في العراق، وفيما أكد أن حكومته لن تسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية، أرجع رفض أنقرة سحب تلك القوات إلى “خشية” المسؤولين الأتراك من الإقدام على ذلك لـ”دواع داخلية”.

وقال العبادي، في كلمة له خلال مؤتمر “العمل التطوعي” الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة: “أننا لن نسمح ببقاء القوات التركية على الأراضي العراقية, ولدينا العديد من الخطوات المتخذة تباعا واليوم الحق معنا والعالم معنا, والبعض يحاول إضعاف العراق بعد أن حصل على احترام العالم من خلال انتصاره على الإرهاب”.

وجدد دعوته لتركيا لـ”الانسحاب من الأراضي العراقية لان المسؤولين الأتراك يبدو أنهم يخشون الإقدام على هذا الأمر لدواع داخلية لكن من يثق بشعبه عليه أن لا يخاف لان هؤلاء يقولون لنا أننا سننسحب وقالوا أيضا للأميركان أنهم سينسحبون لكنهم يتخوفون من إعلانه”.

وفي خطوة اجرائية قدمت الحكومة العراقية شكوى الى مجلس الامن ، يذكر أن مجلس الأمن عقد أمس 18/12 الجمعة، اجتماعاً لبحث شكوى العراق بشأن نشر قوات تركية قرب مدينة الموصل، فيما عد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ذلك بأنه “انتهاك خطير” للسيادة العراقية، داعيا مجلس الأمن إلى استصدار قرار يضمن إدانة “الاحتلال التركي” ومطالبة أنقرة بسحب قواتها “فورا”.

وقد قامت تركيا ازاء هذه الخطوات المتصاعدة باجراءات احترازية كما ذكر ذلك موقع راديو سوا في  9/12 حين طلبت تركيا الأربعاء من رعاياها الموجودين في العراق مغادرته، باستثناء بعض المحافظات في إقليم كردستان، مشيرة إلى مخاطر أمنية، وذلك في بيان للخارجية التركية.

وقالت الوزارة في البيان "إن التحذير يستثني محافظات دهوك وأربيل والسليمانية" الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق.وطالبت الوزارة بعدم زيارة العديد من المحافظات العراقية وبينها البصرة والنجف والأنبار وكركوك مضيفة "ننصح بشدة جميع من إقامتهم غير ضرورية بمغادرة هذه المحافظات بأسرع وقت ممكن". وبررت السلطات التركية نداءها بتنامي التهديد للمؤسسات التركية مؤخرا وتصريحات تشجع "على العنف والترهيب والخطف".

أما على المستوى الشعبي فقد نددت جميع الفصائل المسلحة في العراق بهذا التدخل وطالبت تركيا بسحب قواتها وذكرت وكالة نهرين . نت الاخبارية في 19/12  ان القوات التركية تعرضت في الاسبوع الماضي الى قصف صاروخي نفذته المقاومة الاسلامية كتائب حزب الله ، ادى الى مصرع جنديين تركيين وجرح 10 اخرين حسب مصادر كردية مقربة من الاتراك ، فيما تعهدت بقية فصائل الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية بالزحف الى القوات التركية وسحقها وقال قائد منظمة بدر هادي العامري اننا سندمر دبابات الاتراك فوق رؤوسهم ، وقد جاء ايضا كما اوردته وكالة نون في 5/12 عن كتائب بابليون:

توعدت كتائب بابليون إحدى فصائل الحشد الشعبي، السبت، الحكومة التركية بأنها ستدفع ثمن "استهتارها" بسيادة العراق، مشيرة إلى أن "اوهام الامبراطوية" ولت ولن يعود. وقالت الامانة العامة للحركة المسيحية في العراق "كتائب بابليون" في بيان تلقت وكالة نون الخبرية، نسخة منه، إن "التدخل التركي في العراق استهتار بوضح النهار بسيادة العراق ويهدف الى اجندة تقسيمية"، داعية تركيا الى "منع دخول الدواعش عن اراضيها ومطاراتها بدلاً من التحشيد العسكري في العراق".                                                  

بعد 8 ساعات من رفض رئيس الوزراء التركي سحب قواته من العراق الخارجية التركية تعلن سحب قواتها بطلب امريكي

اعلن رئيس الوزراء التركي داود اوغلو ، ان تركيا لن تسحب قواتها من تركيا حتى ما اسماه ” تحرير الموصل ” ،  وجدد حسب ما اوردته موقع نهرين.نت الاخبارية في 19/12 رفض بلاده سحب قواتها من العراق ، مؤكدا انه لا انسحاب للقوات التركية من بعشيقة حيث تستقر القوات التركية في معسكر – الزلكان – حتى يتم تحرير الموصل .

قامت الولايات المتحدة الامريكية بتصعيد الضغط الممارس من قبلها على الحكومة التركية لسحب قواتها من العراق , فيما يمثل تحولا في الموقف السابق الذي اتخذته الولايات المتحدة , وكان داعما للتواجد التركي بذريعة وجود تنسيق مسبق مع القادة الامريكيين.وقد ذكر موقع عين العراق نيوز في  17/12  في تقرير نشرته وكالة "اسوشيتد برس" , ان مكالمة هاتفية قد تمت البارحة بين نائب الرئيس الامريكي "جو بايدن" ورئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" , حيث شدد بايدن خلال المكالمة على ان الولايات المتحدة تؤيد الموقف العراقي الذي يعتبر وجود القوات التركية على اراضيه في الشمال تجاوزا على سيادته.

واضافت الوكالة , بان بايدن قد اكد كذلك على دعم الموقف العراقي المطالب تركيا حاليا بسحب قواتها , فيما اعلن البيت الابيض وخلال بيان اصدره , بان القوات التركية قد تجاوزت فعلا على السيادة العراقية , حيث ورد فيه "ان دخول القوات التركية , قد حصل بدون تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية".

وبناء على طلب الرئيس الامريكي اوباما من نظيره التركي اردوغان بسحب القوات التركية من العراق لمنع توتر العلاقات بين البلدين ، ذكر بيان لوزارة الخارجية التركية صدر ليلة السبت نقله موقع نهرين.نت الاخبارية في 19/12 :

، أن تركيا إذ تأخذ بعين الاعتبار قلق الجانب العراقي واستجابة لمتطلبات محاربة داعش ستستمر في سحب قواتها التي أصبحت سببا لسوء التفاهم الحالي، من محافظة الموصل.

وجاء في البيان أن تركيا “تؤكد تمسكها بمبادئ وحدة أراضي العراق وسيادته وتعترف بحصول سوء تفاهم مؤخرا مع الحكومة العراقية بشأن نقل قوات الدفاع بغية دعم برنامج تدريب القوات العراقية المناهضة لداعش”.

وجاء هذا البيان بعد 8 ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء داود اوغلو اعلن فيه رفض الانسحاب من الاراضي العراقية وقال متحديا الحكومة العراقية والشعب العراقي بانه لن تنسحب القوات التركية من الاراضي العراقية حتى تحرير الموصل ، على حد زعمه .

وابدى البيان استعداد أنقرة لـ ” التعاون” مع بغداد بهدف مزيد من تنسيق جهودهما المشتركة لتحقيق الانتصار وهزيمة داعش”، مؤكدا تمسك تركيا بتعميق التعاون مع التحالف الدولي المناهض لداعش.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اتصل الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ودعاه إلى اتخاذ هذه الخطوة من أجل تخفيض التوتر بين البلدين الجارين.

وحسب مصادر مطلعة فان السبب وارء تدخل الرئيس الامريكي اوباما المباشر ومطالبة نظيره اردوغان بسحب قوات بلاده من العراق ، يعود الى تقارير الاستخبارات الامريكية التي اكدت للادارة الامريكية، ان المقاومة الاسلامية وفصائل من الحشد الشعبي في العراق ، بداوا استعدادت فعلية لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة ضد القوات التركية من بينها التحضير لاستهداف القوات التركية بصواريخ بمديات كافية تمتلكها المقاومة الاسلامية في العراق بمقدورها ان تصل الى قاعدة الزلكان في بعشيقة باطراف الموصل اذا لم تنسحب القوات التركية من خلال النشاط السياسي والدبلوماسي الذي تبذله الحكومة العراقية لتحقيق هذا الانسحاب.

وتبقى الاجابة عن كثير من الحقائق غامضة بسبب ضعف الحكومة المركزية وتعدد مصادر القرار فيها .

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف