البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

December / 31 / 2015  |  822أسباب عدم هزيمة داعش من خلال طرح خمسة أسئلة

أفضال أشرف المعهد الملكي للخدمات المتحدة 29 يونيو 2015
أسباب عدم هزيمة داعش من خلال طرح خمسة أسئلة

التّحرير: لا توجد إرادةٌ سياسيّةٌ دوليّةٌ لمواجهةٍ حاسمةٍ مع داعش، وهذا يفاقم الخطر ويعمّم المشكلة، ويزيد من أعداد المهاجرين، ممّا يضع أوروبا أمام هزّاتٍ اجتماعيّةٍ واقتصاديّةٍ على المدى المنظور. يحاول أفضال أشرف هنا أن يحذّر من التّمادي في هذه السّياسة..


إنّ الأسئلة الخمسة التّالية تعالج الدّور الحاليّ لداعش، والخطر الّذي تشكّله على باقي العالم، وتطرح أسباب عدم هزيمتها، والطّرق الممكنة لهزيمتها. يبدو واضحًا، من خلال متابعة الأحداث الأخيرة في فرنسا وتونس بشكلٍ خاصٍّ، أنّ داعش قويّةٌ، وأنّه إن لم يتمّ القضاء عليها فلن يستطيع أحدٌ أن يأمل بترسيخ السّلام والإستقرار.

1. لماذا تحقّق داعش تقدّمًا في سوريا والعراق؟ 

هل التّحالف الدّوليّ يفشل في تحقيق أهدافه؟

استطاعت داعش التقدّم لأنّ إيقافها لا يتمّ بشكلٍ فعّالٍ. إنّ السّبب يكمن في أنّ المجتمع الدّوليّ لا يضع خطر داعش في أعلى سلّم أولويّاته كما يجب. عندما اجتاح صدام الكويت، جمعت الولايات المتّحدة أكبر تحالفٍ في التّاريخ، وأخرجته من هناك خلال ستة أشهر. الأسبوع المنصرم، اجتمع الرّئيس أوباما بقادة الخليج في واشنطن لمناقشة الصّراع في اليمن، ولكن لم يحصل أيّ اجتماعٍ مماثلٍ للتّباحث حول داعش، إنّ اليمن يُشكّل مشكلةً، وقد تمّ احتواؤها حاليًّا، بينما تشكّل داعش خطرًا على الغرب وعلى جميع المسلمين، سنّةً وشيعةً. إنّ هذا الأمر يُظهِر غياب الأولويّة الإقليميّة والدّوليّة.

إن غياب الأولويّة هذا يعني أنّه ليس هناك أحدٌ يريد أن يتحمّل المسؤوليّة الشّاملة. إنّ أحد المبادئ الأساسيّة في الأعمال الحربيّة هو وجود قيادةٍ وتنسيقٍ واضحَيْن للقوّات المسلّحة، لأنّ أحاديّة القرار تقود أيّ استراتيجيّةٍ أو خطّةٍ بطريقةٍ واضحةٍ. لا يبدو أنّه يوجد شيءٌ من هذا القبيل في العراق. هذا عدا عن الوضع في سورية. إنّ الإستراتيجيّة الفعليّة المتّبعة من قبل القوّات البرّيّة العراقيّة الّتي يدرّبها التّحالف، ويدعمها بالقوّة الجويّة التّابعة له، تحتوي على خَلَلَيْن بنيويَيْن، هما:

إن الحركات المتمرّدة تبرع في تكييف طرق قتالها مع مرور الوقت. أمّا القوات التّقليديّة فهي بارعةٌ في الرّدّ السّريع على الأخطار واستغلال الفرص. إنّ النّسق البطيء للعمليّات ضد داعش يلعب الدّور الأكبر في نقاط القوّة لتمرّد داعش، في حين لا يتمّ استغلال نقاط قوّة القوّات التّقليديّة الوطنيّة للدّول.

تملك القوّة الجوّيّة قدرةً هائلةً على تعطيل وتدمير قدرة العدوّ، ولكنّ مفعولها معرّض للزّوال. إنّ أي قوّةٍ جوّيّةٍ من المستبعد أن تحقّق نجاحًا دون وجود قوّاتٍ بريّةٍ فعّالةٍ قادرةٍ على استغلال الفائدة منها.

2. تدعم كل من تركيا وقطر والسّعودية الثّوار الّذين يقاتلون ضدّ الأسد. هل هذا يساعد داعش على النّجاح؟

إنّ أيّ شيءٍ يُضعِف نظام الأسد سيؤدّي حتمًا إلى تقوية داعش، حيث أنّ قوات الأسد هي القوّة الوحيدة الّتي تواجه داعش على الأرض. إنّ هذا يُشكّلُ أحد أعراض مرض التّرتيب السّيّء للأولويّات عند القوى الإقليميّة، كما أنّه أحد أسباب إطالة أمد الصّراع. إنّ قوّات الثّوار الأخرى مجتمعةً تسيطر فقط على أراضٍ تعادل بمساحتها الأراضي الّتي تسيطر عليها داعش تقريبًا، وذلك على الرّغم من الدّعم الّذي تقدّمه القوى الخارجيّة لها، ممّا يشير إلى عدم جدوى الاستراتيجيّة المتّبعة حاليًّا. سيكون من الأفضل لو يتمّ تجميد الحديث بموضوع الأسد حتّى يتمّ القضاء على داعش؛ إذ تُشكّلُ داعش على المدى البعيد خطرًا على عددٍ من النّاس أكبر بكثير من العدد الّذي يُشكّل الأسد خطرًا عليه.

3. ما هو دور نظام طهران في هذا الصّراع القائم؟

يبدو واضحًا أنّ الإيرانيين كانوا ولا يزالون يقدّمون التّدريب والدّعم للميليشيات الشّيعيّة، بينما كانت ولا تزال الولايات المتّحدة تركّز في الأساس على إعادة تدريب الجيش وتقديم بعض الدّعم للبشمركة. كما قام الإيرانيون بتقديم بعض الطّائرات والطّيّارين لسلاح الجوّ العراقيّ. يبدو أنّ الإيرانيين يزيدون من الدّعم في ساحات القتال بناءً على عدد الضّباط الإيرانيين الذين يقتلون، بعكس المدرّبين الأميركيين.

وبينما يبدو أنّ الميليشيات الّتي تدرّبها إيران تقوم بعملٍ أفضل من الجيش في بعض العمليّات، إلّا أنّ استخدامها على المدى الطّويل من الممكن أن يضعف سلطة الحكومة ويزيد من الإنقسامات المذهبيّة الكبيرة الموجودة أصلًا في البلاد. لذلك، من الأفضل أن يُدعّم الجيش العراقي بقوّاتٍ سنّيّةٍ من بلدان أخرى من أن يتمّ الإعتمادُ على ميليشياتٍ مذهبيّةٍ. 

4. ما الخطر الذي تشكّله داعش على أوروبا؟

لقد عانَت أوروبا من عددٍ من الهجمات الإرهابيّة المستوحاة من طريقة عمل داعش، مثل الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الباريسيّة في يناير 2015. لقد بدأت هذه الهجمات تصبح أكثر جرأةً وأكثر صعوبةً من أن يتمّ إيقافها. يوجد تدفّقٌ مستمرٌّ للمقاتلين ومن يدعمهم، من ضمنهم نساء أطفال، من أوروبا إلى سوريا. إنّ من يتمّ إيقافهم عن الذّهاب إلى سورية يشكّلون خطرًا لأنّهم قد يتمنّون القيام بالإعمال العنفيّة الّتي يتوقون إليها على أراضي أوروبا بدل الشّرق الأوسط. كما أنّ أولئك الّذين يستطيعون الوصول إلى سوريا يشكّلون تهديدًا للمصالح الغربيّة الإقتصاديّة في الشّرق الأوسط، كما أنّهم قد يشكّلون خطرًا حقيقيًّا إذا ما عاد أيٌّ منهم إلى أوروبا، وهم متطرّفون ومدرّبون على التّكتيكات الإرهابيّة. في غضون ذلك، إنّ زيادة حجم المراقبة والرّصد من قبل الوكالات الأمنيّة والشّرطة بدأ يشكّل ضغطًا على الموارد لكلّ الدّول الأوروبيّة تقريبًا.

إنّ الهجمات الأخيرة في تونس تؤشّر إلى أنّ طيف التّهديدات المباشرة للجمهورَيْن البريطانيّ والأوروبيّ يتطوّر سريعًا.  لعلّ الضّرر الأكبر على الازدهار الاقتصاديّ واللّحمة الاجتماعيّة والاستقرار السّياسيّ سنشعر به لعدّة سنواتٍ من الآن إذا ما استمرّت أزمة المهاجرين إلى أوروبا. حيث أنّ الأزمة يشعلها في نِسبتها الكبرى اللّاجئون الهاربون من الصّراعات النّاتجة عن ظواهر مثل القاعدة وداعش. هرب 4 ملايين لاجئٍ، من بين 12 مليون لاجئٍ، من سوريا إلى خارجها، وهؤلاء مصمّمون على الانتقال إلى أوروبا، كما أنّ عدد الهاربين من العراق بنفس الطّريقة أقلّ من عدد السّوريين، ولكنّه لا يزال ضخمًا. وبالتّالي، فقط عندما يتمّ القضاء على داعش يمكن لآمال السّلام والاستقرار أن تظهَرَ في هذه الدُّوَل.

5. ما الّذي يجب أن تقوم به إدارة أوباما لكي تهزم داعش؟

يجب على الإدارة الأميركية أن تدرك أنّ داعش تُشَكِّلُ خطرًا وجوديًّا على جميع دُوَل وشعوب المنطقة. كما أنّها تُشَكِّلُ خطرًا على الولايات المتّحدة وأوروبا من خلال النّشاطات الإرهابيّة الّتي يقوم بها مؤيّدو داعش في هذه البلدان. إنَّ داعش مسؤولةٌ عن الزّيادة الأكبر في التّطرّف العابر للحدود الّتي تمّ تسجيلَها حتّى الآن كما أنّها ساهمت في أكبر عمليّة نزوح للبشر على مرّ التّاريخ.

إنّ مجموع هذه المشاكل يجب أن يجعل من داعش الخطر الأكبر للمصالح الأميريكيّة ممّا يضعها على أعلى سُلَّم الأولويّات.  وستظهر القيادة المناسبة والاستراتيجيّة الضروريَّة لمحاربة داعش داخل كلّ من المجتمع الدّوليّ والقوى الإقليميّة فقط عندما يتمّ وضعها بحقّ على أعلى سُلّم الأولويّات باعتبارها الخطر الأكبر والدّاهم الذي يواجه الولايات المتّحدة.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف