البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

November / 21 / 2015  |  1225طاولة الحوار اليمني .. بين مملكة الإسلام السني ولعبة الأقنعة المزيفة..

فائق الشمري المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية تشرين الأول 2015
طاولة الحوار اليمني .. بين مملكة الإسلام السني ولعبة الأقنعة المزيفة..

عادت الأطراف السياسية اليمنية المدعومة من مملكة الاسلام السني في السعودية الى لعب لعبة الاقنعة المزيفة  بالجلوس الى طاولة المفاوضات، طاولة غارقة بدم الأبرياء، الذين قضوا بنيران تحالف قريش الذي أحرق الأخضر واليابس لشعب أعزل، فالتقارير الرسمية للأمم المتحدة للأشهر السبعة من الصراع تشير ومن خلال أرقام قابلة للزيادة الى أكثر من 4300 شهيد ونحو 22 ألف جريح، بينهم أكثر من 500 طفل، وتعرض نحو 1.7 مليون آخرين لخطر سوء التغذية الحاد، وتؤكد الحاجة الملحة لـ 15 مليون شخص إلى الخدمات الصحية والمساعدات الضرورية..

200 يوم حرب.. وما زالت لعبة لبس الأقنعة؟

200 يوم من الحرب، قصف يمارس ضد شعب اعزل لايملك سوى حبه لبلده وعقائده والرغبة بعيش كريم، 200 يوم من القصف العنيف لطائرات تحالف قريش الذي أحرق من الذاكرة ما تبقى من عبارة "اليمن السعيد".

هدأت بالامس"عاصفة الحزم" وانطلقت بعدها عملية "إعادة الأمل" حسب طلب ما يسمى بـ"الحكومة الشرعية "، وبعد جولة اولى فاشلة من المفاوضات في جنيف، لوّح ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مستبشرا بجولة أخرى بين اطراف النزاع  لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ألفين ومئتين وستة عشر..

وعلى الرغم من كل هذه السيناريوهات التي تحاول ان ترسم ملامح النصر المفقود لأطراف لعبة الموت على الشعب الأعزل، وعلى الرغم من إتقانهم الدور بلبس الأقنعة، ما زال هدير الطائرات لم يهدأ في سماء اليمن ودوي الإنفجارات تواصل على الأرض، ومازال الموت خبز الفقراء اليومي.

وحسب ما تناقله اليونسيف في موقعه الرسمي، فإن حصيلة ستة أشهر من العنف المتواصل في اليمن قتل 505 أطفال وأصيب 702 على الأقل ، كما بات نحو 1.7 مليون عرضة لخطر سوء التغذية.. علما ان 80 في المائة من سكان اليمن هم دون 18 سنة من بينهم 10 ملايين طفل – بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية.

ممثل اليونيسف في اليمن "جوليان هارنيس" يقول: (مع كل يوم يمر، يرى الأطفال آمالهم وأحلامهم المستقبلية تتحطم.. يتم تدمير منازلهم ومدارسهم ومجتمعاتهم، وتهدد حياتهم بشكل متزايد بسبب الأمراض وسوء التغذية، فقد شهدت الأشهر الستة الماضية تزايدا في عدد الهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحيوية.. وقد تحقق اليونيسف من تعرض 41 مدرسة و 61 مستشفى للاعتداء أو التدمير منذ اندلاع الحرب في مارس آذار 2015، مؤكدا: إن مسألة العثور على المياه الصالحة للشرب يمثل كفاحا يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة لأكثر من 20.4 مليون شخص.. كما فقد أكثر من 15 مليون شخص فرصة الحصول على الرعاية الصحية الأساسية؛ في حين تعطلت العملية التعليمية لأكثر من 1.8 مليون طفل جراء إغلاق المدارس).

الدور السعودي واضح باللعبة من خلال التحالف العربي والذي شكّل محاولة منها بالدخول في معادلة فرض الارادات وتحديد دورها المستقبلي

وفي تقارير مأساوية قدمها موقع اليونسيف الرسمي أوضحت: ( أن نقص الغذاء وتدني القدرة على الوصول إلى الأسواق بسبب الصراع، إلى جانب صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية وخدمات الصرف الصحي، وتعطل فرص كسب العيش، تعد من الأسباب الرئيسية لهذا التدهور.. كما أدى شح الوقود وانقطاع الكهرباء والغاز والمياه والخدمات والمرافق الأخرى إلى تفاقم الوضع).

وعلى الرغم من دور الاب الرحيم الذي يحاول الجلاد تأديته الا ان لعبة الاقنعة المزيفة باتت مكشوفة للجميع فالدور السعودي واضح باللعبة من خلال التحالف العربي والذي شكّل محاولة منها بالدخول في معادلة فرض الارادات وتحديد دورها المستقبلي بالمنطقة وفق رؤية استشرافية يلخصها محرر رويترز "أنجوس مكدوال" بالقول: (الحملة التي تشنها المملكة العربية السعودية لمنع الحوثيين من حكم اليمن والسيطرة عليه قد تحدد دور المملكة في الشرق الأوسط لسنوات ومعالم الخصومة الإقليمية بينها وبين إيران حليفة الحوثيين.

وإذا نجحت الحملة فإنها ستعزز مكانة الرياض كزعيمة فعلية للدول السنية بالمنطقة التي استطاعت جمعها في تحالف للمشاركة في عملية مسلحة معقدة وتشجعها على اتباع نهج أكثر حزما وصرامة في مواجهة ما ترى أنه مطامح توسعية لعدوها اللدود إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.

وأما الفشل فقد يضعف قدرة الرياض على إقناع الحلفاء والجيران بالانضمام إليها في مغامرات في المستقبل وقد يكون نكسة لعاهلها الجديد الملك سلمان وكذلك كبار الأمراء الآخرين في أوائل حكمه ).

لذا يمكن قراءة العنف الكبير الذي يمارسه التحالف السعودي ضد اليمن، هو محاولة لإيجاد نتائج سريعة في الصراع لتحقيق الهيبة للعاهل الجديد من جهة وتقليل تكاليف الحرب من جهة أخرى والتي بدأت ترهق بيت المال الخليجي، فضلا عن المضي قدما في مشوار تحقيق الزعامة "لمملكة الاسلام السني" على حد تعبير نائب رئيس شرطة دبي "الفريق ضاحي خلفان" في حسابه على تويتر.

هكذا دمر السعوديون دور الأمم المتحدة في اليمن

نشر موقع Consortium News الأمريكي مقالاً حصرياً للمراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، جو لوريا، تحدث عن كواليس العملية السعودية العسكرية في اليمن، ودور الأمم المتحدة وبان كي مون. مورداً أن ما وراء الكواليس مسألة مختلفة، فبان كي مون "غاضب جداً" من السعوديين بسبب تجاهلهم للأمم المتحدة.

تجاهل السعوديين وبشكل تام دور الامين العام بان كي مون ودور الأمم المتحدة في الصراع في اليمن.

وكشف جو لوريا، أن اوباما أعطى الحرية المطلقة للسعودية لقصف اليمن، وذلك خوفاً من إخلال السعودية بالاتفاق النووي الإيراني. وأوضح أن العلاقات السعودية مع الأمم المتحدة في الحضيض، وذلك بسبب سلسلة من الحوادث التي ارتكبتها باليمن، واحتقارها قوانيين ومواثيق الأمم المتحدة، مشيراً أن ما يهم الأمم المتحدة هو التوصل إلى حل سلمي للصراع في اليمن وذلك حفاظاً على سمعتها في الحيادية.

ولفت أن بان كي مون لم يكن يهتم للعملية التي تقودها السعودية منذ البداية وفي اليوم الأول من القصف في 26 مارس دعا الدول الى "الامتناع عن التدخل الخارجي" التي تسعى إلى " إثارة الصراع وعدم الاستقرار". ومنذ ذلك الحين تجاهل السعوديين وبشكل تام دور الامين العام بان كي مون ودور الأمم المتحدة في الصراع في اليمن.

ونقل "جو لوريا" عن مسئولين في الأمم المتحدة، أن بان كي مون، كان مستاءً من العملية العسكرية السعودية في اليمن بسبب إفساد المباحثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة عن طريق ممثلها السابق في اليمن "جمال بن عمر".. موردا ما قاله بن عمر في مقابلة سابقة معه: (أن نحو 10 أحزاب يمنية بمن فيها الحوثيون، كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة حتى أسقطت أول قنبلة سعودية على اليمن يوم 26 مارس.. مضيفا: أنه وعلى الرغم من أن جماعة الحوثيين كانت تحتل العاصمة وألقت القبض على الرئيس عبد ربه منصور هادي حتى هروبه إلى عدن، إلى أنها لا تزال تقبل بدوره كرئيس انتقالي.. موضحا: أن الاطراف اتفقت على أن يسحب الحوثيون مقاتليهم من صنعاء لتحل محلها قوة أمنية من وحدة وطنية أعدت من قبل خبراء الأمم المتحدة، على أن يكون في المقابل 20% من حصة الحكومة لهم).

بان كي مون، كان مستاءً من العملية العسكرية السعودية في اليمن بسبب إفساد المباحثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة عن طريق ممثلها السابق في اليمن

وأشار جو لوريا المراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، أن وسائل الإعلام المملوكة للسعودية شنت حملة إعلامية شرسة ضد جمال بن عمر ووصفته بـ”مبعوث الحوثيين”، بسبب أنه أعطى للحوثيين 20% من حصة الحكومة.

ولفت أن بان كي مون لم يكن سعيداً من استقالة المغربي جمال بن عمر وتولي الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مهامه كمبعوث جديد للامم المتحدة إلى اليمن. وبعد يومين من استقالة بن عمر، استجاب السعوديون لنداء الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، وتعهدت بـ 274.000.000 مليون دولار وكان الأمين العام يتوقع أن المساعدات الإنسانية التي تعهدت بها السعودية ستذهب مباشرة إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (OCHA)، لكنه فوجئ بأن السعوديين قالوا بأنهم سيضعونها في مؤسسة الملك سلمان للإغاثة، عندها شعر بان كي مون أن السعوديين سوف يوزعون الأموال فقط على المناطق الموالية لهم، حينها صرح "نحن نريد أن نتأكد من أن المساعدات تذهب إلى جميع المحتاجين".

وحاصر السعوديون الموانئ ومنعوا السفن من دخول المواد الغذائية إلى اليمن، مما اضطرت الأمم الممتحدة الى إعلان المجاعة في اليمن، واستنفر بان كي مون المنظمات والوكالات لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يسببها التدخل العسكري السعودي في اليمن.

وأوضح جو لوريا، أنه يوم 8 مايو، تجاهل السعوديون الأمم المتحدة مرة أخرى، واتفقوا على هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في باريس دون إدخال الأمم المتحدة كطرف معني. ولكن لم تستمر الهدنة من الجانبين.. وقال: إن السعوديين رفضوا رجلهم المفضل، الشيخ أحمد، عندما حاول إجراء المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في موقع محايد، وبدلاً من ذلك عقدوا محادثات من 18-19 مايو في الرياض، حيث كانوا يعلمون أن الحوثيين لن يأتوا أبداً.

مضيفاً أنه لم يذهب بان كي مون إلى الرياض وبعث الشيخ أحمد، وأخطره بتجاهل مؤتمر “الرياض” المشؤوم. وشدد على أن جميع الأطراف يجب أن تشارك في عملية توسطت فيها الأمم المتحدة.

شعر بان كي مون أن السعوديين سوف يوزعون الأموال فقط على المناطق الموالية لهم، حينها صرح "نحن نريد أن نتأكد من أن المساعدات تذهب إلى جميع المحتاجين".

وبعد لقاء الأميركيين مع قادة الحوثيين في عمان يوم 31 مايو، ضغط الأمريكيون على السعوديين، وفي النهاية وافقوا بإجراء محادثات جنيف غير المباشرة. وذهب بان كي مون إلى جنيف 15 يونيو، واجتمع مع الوفود السعودية ووفود هادي. ولكن أين هم الحوثيون؟

ونقل المراسل والصحفي المخضرم في الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة عن دبلوماسي رفيع مطلع قوله، إن الطائرة التي كانت تقل وفد صنعاء والحوثيين قبعت 8 ساعات في مطار جيبوتي بسبب رفض مصر فتح مجالها الجوي. مبيناً أن سبب رفض مصر – التي تعتمد على الأموال السعودية – فتح مجالها الجوي جاءت “بناءً على تعليمات” من الرياض، لمنعهم من لقاء بان كي مون.

وأفاد المراسل المخضرم عن دبلوماسيين، أن الهجوم السعودي في أغسطس بهدف السيطرة على عدن أفشل تسوية تفاوضية كانت قريبة من الحل وتوسطت فيها الأمم المتحدة.

ضغط أمريكي.. يجبر تحالف الموت لاستئناف الحوار مع الحوثيين..

يحاول التحالف الخليجي من خلال حجم القوة الضاربة التي تمارسها آلتها العسكرية الحديثة، المراهنة على سيناريو الحرب السريعة مضمونة النتائج، وكان هذا واضحا في الاسابيع الاولى لبدء الحرب، حيث لاحظ الجميع تسميتها لعملياتها العسكرية بـ "عاصفة الحزم"، ومن ثم بـ "إعادة الامل"بعد الاعلان عن تحقيق الحملة لأهدافها المزعومة.. في إشارة واضحة للتصورات المرسومة في ذهنيات القائمين على هذه العمليات، التي ما لبثت تتلاشى تدريجيا مع واقعية صمود الشعب اليمني المنكوب وعدم الحصول على نتائج يمكن ان تحفظ ماء وجه " أخوة يوسف" وكبيرهم السعودية..

الا ان الراعي الرسمي للعمليات العسكرية المتمثل بالولايات المتحدة وحليفاتها، لا يمكن ان يغض الطرف أكثر من هذا، فبعد قرابة السبعة أشهر من العمليات العسكرية أستخدمت فيها كل صنوف الموت وحتى تلك الاسلحة المحرمة دوليا لم يستطع الحليف المدلل من تحقيق تقدم ملموس على الأرض، وبدأ حجم الدمار وعظم الضحايا يحرج المؤسسات الدولية التي تتحرك بوصاية أمريكية، هذا فضلا عن ان خصمها اللدود – القاعدة- يتربص بها الدوائر في عدن وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض.

الحكومات الغربية تعتقد أن تراجع النفوذ العسكري للحوثيين( الشيعة) وللجيش الذي بات يخضع لهم الآن، لن يكون في صالح المعركة التي يجب ان تستهدف القاعدة وليس الحوثيين).

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي في تصريح نشره موقع "مأرب برس" بالقول : (الشيء الذي لا يمكن تجاهله هو أن الحكومات الغربية تقدم تغطية كاملة لتدخل حليفها القوي: المملكة العربية السعودية، في اليمن وتتفهم جيداً القلق السعودي والخليجي من تنامي نفوذ إيران في بلد يمثل أهمية استراتيجية للسعودية، ولكن الغرب لا يبدو أنه مستعد للمضي قدماً في الاستمرار في تقديم هذا الدعم في ظل المخاوف التي تسيطر عليه من تغوّل نشاط القاعدة ومن إمكانية استفادة هذا التنظيم، من الوضع الراهن، لأن الحكومات الغربية تعتقد أن تراجع النفوذ العسكري للحوثيين( الشيعة) وللجيش الذي بات يخضع لهم الآن، لن يكون في صالح المعركة التي يجب ان تستهدف القاعدة وليس الحوثيين).

من كل هذا تم الاعلان من خلال مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد الذي قال في منشور على صفحته فيسبوك أن هناك: "بارقة أمل تلوح في الأفق بشأن الوضع في اليمن". وأضاف "تكللت المساعي بإقناع الأطراف اليمنية كافة بعقد جولة جديدة من المحادثات والحوار برعاية الأمم المتحدة في جنيف في نهاية شهر اكتوبر الجاري".

وكانت موافقة الحوثيين وصالح بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالوضع اليمني، وخصوصاً قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يتضمن انسحاب انصار عبد الملك الحوثي من المدن الرئيسية وتسليم أسلحتهم إلى حكومة هادي التي تمارس أعمالها من الرياض، حيث أسقط هذا الاعلان من التحالف العربي السعودي وحكومة المنفى كل محاولات التهرب من المفاوضات وأجبرتها أمام المجتمع الدولي للركون الى طاولة الحوار على الرغم من عدم قناعتها بها وحسب ما ينقله المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي بالقول: ( إن الحكومة تذهب إلى جولة مشاورات جديدة، وهي تدرك أن هذه المشاورات لا معنى لها وليست في صالحها أصلاً).. مبينا سبب ذلك برضوخ الرياض للضغوط الأمريكية بالقول: (الأمر يتعلق بالضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والقوى الكبرى، حتى الأمين العام للأمم المتحدة صاغ رسالة التطمينات للحكومة بإيعاز من الحكومات الغربية على ما يبدو).

على ان هذه التطورات اللافتة للموقف الغربي يعزوه سياسيون إلى أمور ثلاثة اوردها موقع الالكتروني للـ BBC :

أولها، تعذر السير إلى ما لا نهاية في الخيارات العسكرية بعد سبعة أشهر من حرب لم تؤد إلى نصر ساحق أو هزيمة كاملة لأي طرف.

ثانيها، الخشية دولياً وإقليمياً من أن يؤدي الانشغال بالحرب إلى اتساع نطاق سيطرة القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" وغيرهما من الجماعات الجهادية على مساحات شاسعة في جنوب البلاد.

ثالثها، الكلفة الضخمة للحرب على الصعيد الإنساني، إذ بلغت معاناة اليمنيين بسببها مستوى يفوق قدرتهم على تحمل المزيد منها.

ويضيف آخرون إلى ذلك أسباباً أخرى من بينها خوف المجتمع الدولي من أن تؤدي الأوضاع المتفجرة في كل من سوريا والعراق والأراضي الفلسطينية وإسرائيل إلى إشعال المنطقة برمتها بحروبٍ وأزمات يستحيل كبح جماحها والسيطرة عليها.

بعد سقوط الاقنعة.. عدن لمن..؟

تشهد مدينة عدن التي تم الإعلان عنها بأنها "عاصمة مؤقتة" للبلاد بعد عودة حكومة هادي اليها قادمة من منفاها في الرياض لفترة وجيزة، حيث أعقبتها مغادرة المدينة مجددا وعودة مخيبة ومذلة نحو المنفى مرة ثانية بعد سلسلة هجمات تبنتها داعش كان أبرزها تفجير الفندق الذي اتخذته الحكومة مقرا لها، لتتوالى محاولات السيطرة على الوضع الامني الهش من قبلها والظهور العلني اللافت لداعش في عدن يجوبون شوارعها براياتهم السود ويرفعونها في مربعات سكنية وعلى مقار بنايات أمنية ومحلية، ليبرز تساؤل كبير هو: (عدن لمن..؟).

عدن اليوم تمثل انتكاسة محرجة للحكومة المنفية، والتي وصفت نجاحها في تأمين عدن في يوم ما انتصاراً كبيراً في حربها على الحوثيين من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.. ، وفي الحقيقة لم تأت بأي نتيجة سوى تدمير البنى التحتية، وقتل الأبرياء من أبناء الشعب اليمني في مختلف مناطق البلاد ..

وفي ورقة جديدة وبعد العجز الكبير لتحقيق شيء على الارض تستعين الرياض مؤخراً بحوالي 300 جندي من السودان نزلوا في ميناء عدن في الجنوب اليمني ، وجاء تصريح وزير الخارجية السوداني حول أن الجيش السوداني سينضم الى قوات التحالف من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن ، لان بغير ذلك لايمكن التوصل الى حل سياسي من خلال التوافق بين القوى السياسية اليمنية ، وهذا ما أثار حفيظة وغضب جزء كبير من الشعب اليمني الذي عانا ماعناه خلال الأشهر الماضية جراء هذه الحرب ولم تجلب أي حل للأزمة في البلاد ، عدا عن ذلك عودة الأصوات التي تطالب بفصل الجنوب عن الشمال مع رغبة سعودية حسب بعض المحللين والمتابعين ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا في حال انشطر الجنوب عن الشمال تحت سيطرة من سيكون والحرب دائرة الأن بين الجيش السوداني وداعش ؟ واذ ماوقع الجنوب بين يدي داعش مالذي ينتظر اليمن في المستقبل القريب ؟

 وفي خضم هذا التخبط السياسي والعسكري حينها من سيرمي طوق النجاة وانتشال السعودية من المأزق اليمني الذي غرقت فيه..؟

----------------------------------------

المصادر:

1. موقع رويترز بالعربي.

2. موقع Consortium News الأمريكي.

3. جو لوريا مؤلف ومراسل الشؤون الخارجية في الأمم المتحدة، يكتب لصحيفة بوسطن غلوب، صحيفة الديلي تلغراف، ستار جوهانسبرغ، جريدة المونتريال، صحيفة وول ستريت جورنال وصحف أخرى.

4. مأرب برس.

5. BBC.

6. سكاي نيوز عربية.

7. اسوشيدت برس.

8. وكالة خبر للانباء.

9. موقع اليونسيف.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف