البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 25 / 2015  |  1468سوريا (2011-2015): هي ونحن: اِستراتيجية الديمقراطية ومقاومة الصهيونية معا

أأ‌. د. عادل بالكحلة/ باحث اجتماعي - تونس.
سوريا (2011-2015): هي ونحن: اِستراتيجية الديمقراطية ومقاومة الصهيونية معا

سوريا (2011-2015):
هي ونحن: اِستراتيجية الديمقراطية ومقاومة الصهيونية معا

أ‌.    د. عادل بالكحلة/ باحث اجتماعي - تونس.

بدأ الحراك السياسي في سوريا عام 2011 سِلْمِيِّا – نِسْبيًّا، وفجأة في مدة لا تتجاوز الشهر طغى التسلح على السِّلْمية، وطغت أصوات التكفير للنظام "العلماني" تارة و«النصيري»( ) تارة أخرى على أصوات الإصلاح السياسي.
ألم نمارس الصبر بتونس لمّا كان التزوير لانتخابات عام 1981، ثم عام 1989، ثم لما كان قمع إضرابات قطاع الفسفاط بولاية قفصة عام 2008، ولما بدأ اجتثاث الإسلاميين شاملا في بداية تسعينات القرن الماضي؟ أم دخلنا مع "النظام" في دوامة التسلح والعنف العسكري والتكفير ؟

1.    مؤتمر لأصدقاء سِلْيَانة أم «مؤتمر لأصدقاء سوريا» ؟
لمّا لم تستطع حكومات «الثورة» (قايد السبسي ومنْ قبله، والترويكا) وبعض متدينينا تجاوز مشكلات التشغيل والتفاوت الجهوي كانت التعبئة الواسعة لكثير من الشباب التونسي للقتال بالتنسيق مع السلفية العالميّة وتركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي للإطاحة بالنظام «الكافر»/ «النصيري» في سوريا والمشاركة في «مؤتمر أصدقاء سوريا» بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية. فلقد كان التخلّص من الشباب الذي أراد الثورة وأطاح ببن علي، إمّا بإغراقه في الطريق البحري إلى إيطاليا أو بإغراقه في «جهاد» بسوريا، لتجنّب إمكانية تهديده لحكومات «ثورة» ليست بثوريّة.
هل سوريا أهم من سليانة وسيدي بوزيد والقصرين وجندوبة؟ بأي معايير نحدّد الأولويات؟ لماذا لم نعقد «مؤتمرا لأصدقاء سليانة» نعبئ فيه المستثمرين من قطرنا ومن خارجه؟ أليس ذلك أولى؟ ثم لماذا لم تكن هناك تعبئة ميليشياوية شاملة من القُطر وخارجه للإطاحة بنظام بن علي حتى نفكر فيها بسوريا؟
ألم يكن «نظام» الأردنيّ يستأهل تلك التعبئة، وكذلك قلاع السيلية والظهران والمنامة التابعة للقوات الأمريكية، والجُزُر السعودية (التي احتلتها إسرائيل منذ عقود بخليج العقبة) وكذلك «نظام» الإسرائيلي؟ 
من ناحية أخرى، كانت الحكومة التونسية تسهّل سلبيا وإيجابيا مرور المقاتلين التونسيين، طمعا في رضا أمريكي ودعم مالي قطري وسعودي دون جدوى. واتُّهم بحري العرفاوي، الشاعر والمناضل، في عقيدته، لدى بعضهم لأنه كان ضد ذلك، كما اتهم غيره بالاتهام نفسه نظرا لموقفهم السياسي الرافض لموقفي الحكومة وحركة النهضة.
لقد كانت سوريا اقتصاديّا، بين اقتصاد اكتفائي إلى حدّ كبير حتى عام 2010( )، وبين اكتشاف الثروات باطنية هائلة بالبحر المتوسط. ذلك ما عمّق التربصّ الأمريكي بسوريا التي ساندت المقاومتين الفلسطينية اللبنانية وأكثر من أي نظام عربي وبأقل الخطيئات، ممّا جعل الكيان الصهيوني أكثر قلقًا.

2.    ضرب الدولة السورية لا النظام السوري يؤدي إلى تراجع مَكَاسِب المقاومة العربيّة:
احتل الصليبون سنة 1099 القدس، وكان صلاح الدين الأيوبي في طريق سالكة لاقتلاع كل القلاع الصليبية، بفضل التحالف السنّي –الشيعي، فقد كان حسام الدين بشارة العاملي( ) أحد قادته العسكريين الكبار في معركة حطّين، وهو من الطائفة الإثني عشرية.
ولكن من سوء الحظ، أن علماء الدين من الجيل الثاني إسلاما استطاع إقناع الأيوبيين ثم المماليك أن تطهير الشام لا يبدأ بالسواحل الصليبية وإنما يبدأ بتطهير البر من «الكفار» «الشيعة».
ولقد توقف ابن قلاوون المملوكيّ عن الزحف على الصليبيين، بادئا بزحوف سهلة على "المرتدين" الشيعة، فاستغل الصليبيون الفرصة ليستمروا في العيش خمسين سنة أخرى. ولمّا تفطن ابن قلاوون لخطئه، زجّ بالشيخ ذي الجيل الثاني (أحمد بن تيميّة) بالسجن مدى الحياة لأنه عرف أنه خَدَعَهُ( )، ووجد أن الصليبيين أصبحوا في وضعية أفضل بكثير مما تركهم عليها.
فلقد خسرنا لحظة حطّين وبقينا ننتظر نهاية الأيوبيين( )، بل كدنا ننتظر نهاية المماليك، دون استرجاع القدس، حتى وجدنا الظاهر بيبرس (1260 م) – أي بعد أكثر من عقد من الاحتلال و73 سنةً خسارةً للحظة حطين. وكان قد ظهر، حين استطاعت الحركة التصوفيّة أن تتجاوز الانقسامات الطوائفية المقيتة، فكان أبو الحسن الشاذلي يطارد الصليبيين من المغرب إلى المشرق.
هل نحن بصدد استراتيجية لخسارة لحظة الاقتراب من القدس (حطّين الجديدة) بتأجيج الاستعجال في القضاء على النظام "العلماني" بوسائل غير أخلاقية وبوسائل «علمانية» وبمخالفة: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ (النساء، 141). والكافر قرآنيا ليس المخالف في الدين، بل هو الذي يحاربنا في ديننا ويخرجنا من ديارنا: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة، 8). بل هو كل من يقاتل الآخر في دينه ويخرجه من دياره اقتصاديّا وأمنيا وحِمَويّا، سواء هذا المقاتل وهذا المُخْرِج، من المسلمين أو من غير مسلمين: "كاد الفقر أن يكون كفرًا".

3.    "ثورة" من "ثوار" أجانب: 
آلاف المقاتلين من تونس وليبيا والسعودية واليمن وشيشانيا وداغستان وأفغانستان والصومال وفلسطين وباكستان والهند... هل نحن في مواجهة "النظام" الإسرائيلي؟ أم إن المرور إلى الكيان الإسرائيلي يتطلب المرور بدمشق؟ وما الدليل على ذلك في العقلانية العسكرية؟ أليس اسقاط النظام الأردني «أسهل» نسبيا إن كانت هناك ضرورة لإسقاط «نظام» ليكون ذلك الإسقاط قنطرة نحو «صهيون»؟
و«علمانية» الأردن وقمعيتها أليستا أقل شدّة من مثيلتها بسوريا؟ أليس المكان الوحيد بالعالم العربي حيث الفلسطيني يحمل جنسية دولته ويشتغل ما يريد ويرتقي أرقى الوظائف في الدولة هو سوريا؟ وإذا كان رأس "النظام" بسوريا «نصيريّا» جدلا، فهل رأس النظام بالأردن أقل "نصيرية" (أي "ارتدادية" في اصطلاحهم)؟ ثم أليست «النصيرية» تأويلا للإسلام مَثَلُهَا مَثَلُ الوَهَابيّة أو الماتُرِيدِية؟؟
هذه ثورة عجيبة، أكثر من نصف ثوارها ليسوا من أهل البلد فلأول مرّة في التاريخ تكون ثورة بثوّار أجانب. إننا لم نسمع برئيس أو ملك يعيّنه أهل البلد من الأجانب إلا في الحكاية( ).
ثم ماذا يريد المقاتلون؟ هل يريدون الديمقراطية؟ ولقد ذهبوا بعد أقل من شهر من الاحتجاج السلمي إلى التسلح، فكم صبر الرسول(ص) وأصحابه على تعذيب المكيين وهم يقولون له "ألا تستنصر لنا؟ ألا تستصرخ لنا؟ وهو يقول: ﴿كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ لقد ضرب "جهاديو" الأرض السورية، الأجانب، بوصايا الإسلام بالمسيحيين والصّابئة، وغير المسلمين، بل اعتبروا كلّ منْ هو غير سلفي هو غير مسلم، بل يستحقّ القتل. فكانت الخاسرة الكبرى هي الطائفة السنيّة، ديمغرافيّا وحمويّا.

4.    دولة طالبان أخرى بعد إسقاط الدولة القائمة:
هل يريدون «حكما إسلاميا»؟ وماذا يقصدون بهذا الاصطلاح؟ اختلاف رهيب في الإجابات وغموض وجهل بالنص والواقع المعقّد. هل هو «إمارة طالبان» المختلفة حتّى عن العصر الوسيط الغني والمزدهر؟ أم هل هو «سعودية» أخرى؟ هل هو «قطر» أم «سعوديّة» أخرى؟ هل يريدون إسلام الدولتين الداعمتين تحت السيف؟
لقد كانت معركة بدر بهدف ضرب «الدُّولَة المعاشية» (الاحتكار الاقتصادي القرشي) فجاراهم اللّه تعالى بأن ضربوا "الشوكة" العسكرية. وكانت معاركه (ص) دفاعا لا قمعا وكانت رحمة لا انتقاما، وحتى أطروحة "الإسلام أو الجزية أو الحرب" كانت قمة التسامح: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ (البقرة، 208)، إذ تعفو عن قتله المسلمين إذا أسلموا أو إذا دفعوا الجزية. أمّا الخراج فهو ليس صِغَارًا لغير المسلم، بل فخار ومساهمة في صلاح دولة السّلم كافة( ). فغير المسلم، المواطن بدولة الإسلام لا يدفع الجزية، وإنما يدفع الخراج كالمواطن المسلم.
وجهل السلفيّة يتجلّى في الاعتداء على الكنائس والنّحوت السابقة. ولم يحطّم الرسول (ص) صنمًا واحدًا (باستثناء داخل الكعبة، وهي فضاء غير عمومي)، بل كان يحطّم الأصنام في الاذهان، فإذا اقتنعت القبيلة بالإسلام حطّمت الصنم الأصلي (الصنم الذهني)، ثمّ انبرت لتحطّم بنفسها الصنم الخارجي. ولم يكن الإسلام ضدّ النحت في حدّ ذاتّه، بل ضدّ النحت بمتعلقاته غير الإسلاميّة ففنّانو سليمان: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ...﴾.
ليس الأمر إسلامية، بل عصبية جاهليّة ملتحفة بالإسلام، كما كانت تفعل قريش بإبراهيميتها مقاتلة الرسول الإبراهيمي وأتباعها الإبراهيميين فعلا... وأهل الأديان الأخرى مؤمنون حسب القرآن الكريم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (البقرة، 62). وهو أَمْرٌ بعدم إخافتهم وإحزانهم إذا لم يكونوا من المعتدين علينا.
ليس "النظام" السوري أقل ديمقراطية، ولا أقل إسلامية من "النظام" السعودي أو القطري أو الإماراتي أو الأردني، أو "النظامين" التونسي والمصري قبل الإطاحة برأسيهما فلماذا هو بالذات ينبغي الإطاحة به سريعا؟ ولماذا الدعوة لذلك من "النظامين" السعودي والقطري؟ إن في ذلك خدمة للمصالح الخاصّة، الحزبيّة الضيّقة أو خدمة مِنْ يربُضُ بالظهران والسّيليّة وعُملائه، أو هما معا.
ثم لماذا هذا الكرم مع المقاتل "للنظام" السوري وهذا الشح مع الفلسطينيين (موظفا برام اللّه أو مقاتلا بغزة أو فقيرا معدما أو مريضا عليلا أو طالبًا بمصر وغيرها أو تلميذا مهدّدا بالانقطاع على طول الأرض الفلسطينية؟!)
ولقد وَجَدَتْ حماس ملاذا ودعما مع الدولة السورية، في حين أنها وجدت صدّا وأحيانا قمعا وتشويها لدى كل الدول العربية.
ولقد لجأ الكثير من إسلاميي تونس (الحاكمين بعد 23 أكتوبر 2011) إلى سوريا فدْرُسُوا فيها وبقوا امنين أحرارا في صلاتهم وتدينهم وتفكيرهم، ثم "عاقبوا" نظامها بمساندة إسقاطه بالقوة العسكرية وتسهيل مرور "الجهاديين" إليه بعد تمكنهم، إنه جزاء سَنِمّار!

5.    أخطاء حركة الإخوان المسلمين في التحالف مع الوهّابية:
كان خطأً استعداءُ الحركة للقوميين بتونس. لقد كانوا مع المستقلين من النقابيين في مقدمة الحراك الشعبي بسيدي بوزيد والقصرين في ديسمبر 2010 دون غيرهم. وكان استعداء الحركة القبيلةَ عليهم لعبا بالنار بعد 14 جانفي 2010، إذ استغل غيرهم الفرصة للعبها جيدا، مستعيدا الهرمية القبلية في عهد المخلوع.
ثم كانت اللحظة الفارقة: سوريا، بتعلة أن القوميين أقلية سياسية: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ﴾ (التوبة، 25). والكثير من القوميين وقعوا في المرادّة الغرائزية، أي كان ردّهم إقصاءً بإقصاءٍ. وكانت تونس هي الخاسرة، وكان أهل الفتنة يتربصون لمزيد إيغال الشرخ بين القوميين والإسلاميين.   
وهل إن إسلاميينا أكثر إسلامية وسنيّة من محمد سعيد البوطي وأحمد بدر الدين حسّون بعد حسن البنّا ومصطفى السباعي وزينب الغزالي، الذين كانوا يرفضون إسقاط الحكومات بالقوة العسكرية، بل يريدونها بالتعبئة السلمية؟
أليس علينا أن نُراجع إمارة حماة عام 1982 لما كانت بيروت تٌحْتَلُّ من الصهاينة؟ هل كان الوقت مناسبا لإمارة لا تعترف بالوطن وإرباك الجيش السوري؟ ألم يكن ذلك في صالح "النظام" الإسرائيلي استراتيجيا وربما دون قصد، أي بغباء استراتيجي؟
هل كان من حق أبي ذر الغفاري الانشقاق المسلح بسوريا الأموية بتعلة عدم اتفاقه مع الدولة أو مع الوالي ؟ أليس ذلك في صالح بيزنطة لو فَعَلَها؟ ولذلك كان يناضل بالكلمة وبالسّلمِ كافّة.
إن المناداة بالخريطة الطوائفية يجعلنا في توافق (واع أو غير واع) بخريطة الشرق الأوسط الجديد الذي يقترحه رالف بيتزل (شعبة الاستخبارات العسكرية) ذات القاعدة العرقية والطوائفية معا. فليس الانتماء المذهبي إلا مجرد قراءة اجتهادية في السلام، فلاحق لي في قتل الأخر - رمزيا أو جسديا - بحجة أنه يختلف في قراءته أو اجتهاده عنّي.
نحن المسلمون علينا أن ندخل ﴿فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾. ولقد أكد ذلك المتفلسف المغربي إدريس هاني، والشاعر بحري العرفاوي، وهاشم منقارة، وفتحي يكن، وإمام المسجد الأقصى، ومحمد سعيد رمضان البوطي، والأب حنا عطاء اللّه، وغيرهم...
لقد بدأتْ حركة الإخوان المسلمين مع حسن البنّا، حركة بالمجتمع المدني، عقلانيّة العقيدة، أمميّة التوجه، لتنتهي شيئا فشيئا إلى كيان متخالفٍ مع غول السلفيّة العالميّة، ما لعب معه متحالفٌ إلاّ قتلَهُ أو سَلّفهُ، وكلاهما إعدامٌ.
لم يكن مصطفى السباعي تكفيريا وفتاواه واضحة وفي ذلك. ولكنّ الوهابية سرقت منظمة الإخوان المسلمين إلى حدّ كبير، إمّا إيديولوجيّا أو تنظيميا أو تمويليا أو توجيها للسياق، أو كل ذلك معا تدريجيا.
خاتمة: سوريا الممكنة: سوريا ديمقراطية مقاومة:
سوريا أول بلد عربي نال استقلاله التام بعد مدة استعمارية هي الأصغر بالعالم العربي. لقد وضع مختصّو القانون فيها نصوص الدستور، وأضاف المندوب السامي الفرنسي: «لا يعتبر هذا الدستور نافذ المفعول إلا بعزيمة من المندوب السامي». فقام شكري القوتلي المنهك بالمرض برفض ذلك مع المتظاهرين، وكان لهم ما أرادوا، وخرج المحتل ذليلا.
ولكن فَجْأة كان الاحتلال الصهيوني، فكان السوريون هم الأوائل من العرب في مقاومته. فأول شهيد عربي بفلسطين عام 1948 كان الملازم: إحسان أمازر (الكردي)، ثم فتحي الأتاسي وعيسى شويخة (سنيّان)، وبترت ساق العقيد حسن مهنار (علوي)، وكان الشبان المسلمون بزعامة مصطفى السباعي بالقدس، وكذلك القوميون الاجتماعيون....
هذه هي سوريا الممكنة، وليست: «العلوي بالتابوت والمسيحي لبيروت». كما رفع في شعارات المسلّحين، المتظاهرين عام 2011.
المطلوب: سوريا أخرى (بل أمة عربية أخرى)، ديمقراطية متماسكة وطنيّا، عداليّة، اقتصاديّا، وأَمْضَى في الممانعة دون خطيئات في حلف الممانعة العربية الإسلامية. فالديمقراطية الحقيقية (وليست التي خَلْفَهَا الولاياتُ المتحدة الأمريكية أو رضاها) أكثر تعبئة للجماهير ضدّ الاحتلال الصهيوني.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف