البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 18 / 2018  |  2144أمريكا صانعة الارهاب، من الرايات السوداء الى الرايات البيضاء

علي لفته كريم المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية نيسان 2018
أمريكا صانعة الارهاب، من الرايات السوداء الى الرايات البيضاء

في تقرير نشره موقع واشنطن فري بيكون الامريكي، في 14/آذار/2018 : أن ما يسمى بمجموعة الرايات البيض وضعت الآن تحت فحص دقيق من قبل وكالات الاستخبارات الامريكية لتحويلها الى منظمة ارهابية جديدة خليفة لداعش.


وذكر التقرير طبقاً لمسؤولي الجيش والاستخبارات الامريكية ان “ما يسمى بالرايات البيضاء هي جماعة مسلحة تعمل في شمال غرب ووسط العراق منذ اواخر العام الماضي وهي اتحاد بين مجاميع كردية ومقاتلي من عناصر داعش السابقين.

وقال مسؤول عسكري امريكي : ان اصحاب الرايات البيض هم مزيج من مجاميع مختلفة من الناس ولديهم شعار عبارة عن علم ابيض عليه صورة اسد  ، مضيفاً ان العلم الابيض يعني انه يتبنى ايديولوجية داعش نفسها.

وتابع المسؤول العسكري الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إن المؤشرات الاولية عن المجموعة تمثل تهديدا لمناطق العراق التي تعمل فيها، بيد أن جماعة العلم الأبيض لا تمتلك حالياً قدرات للقيام بهجمات إرهابية خارج البلاد.

واضاف التقرير أن ” التقديرات الاولية لاعداد الرايات البيض تتراوح من 100 الى 1000 ارهابي ، فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية أن هناك تقارير تشير الى ان اصحاب الرايات البيض هم نسخة ثانية من داعش وصناعة ثالثة بعد تنظيم القاعدة“.

وتابع المسؤول: أن  من غير المرجح أن تتفوق ما تسمى بالرايات البيضاء على داعش لكنها قد تصبح نموذجا للجماعات الارهابية الصغيرة التابعة لداعش.

 هذا أهم ما جاء في هذا التقرير الذي يكشف ما تروّج له أمريكا من صنع نسخة ثانية لداعش التي صنعتها بحسب ما أكّدته  وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في كلمات قليلة مسجلة خلال إحدى كلماتها للإعلام قالت فيها: «نحن من صنعنا الإرهاب، رأينا مصلحة في استخدام المتشددين لمواجهة السوفيات فدفعنا نحو هذا، وأنفقنا مليارات الدولارات لتحقيق هذا الهدف»

وليس هيلاري كلينتون فقط من أفصحت عن صناعة الولايات المتحدة للجماعات الارهابية أو ما يعرف لدى المراقبين الجيش السري للأمريكان. ففي لقاء تلفزيوني أجرته قناة روسيا اليوم مع تشارلز شويبردج ضابط الإستخبارات البريطانية في جهاز مكافحة الإرهاب في 9 /10/ 2014م كشف عن أن وكالة  « CIA» و الاستخبارات البريطانية دفعتا دولاً خليجية لتمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها داعش.

وقال شوبريدج أن الإستخبارات البريطانية والأميركية تقفان وراء كل الأحداث الدراماتيكية التي تعصف بدول في الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وليبيا. ويكشف عن تفاصيل  خطيرة مثيرة حول دور واشنطن ولندن في صناعة الارهاب..

إضافة الى ذلك جاء في كتاب «النوم مع الشيطان» الذي كتبه روبرت باير، الضابط الميداني السابق في» CIA» ، والذي شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة محطة « CIA» في لبنان عام 1983، بالإضافة إلى مناصب أخرى في العراق وأفغانستان يكشف عن شراكة إستراتيجية جرت بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية الهدف منها صناعة «الإرهاب» وتوظيفه للإطاحة بخصوم أمريكا حول العالم، في أفغانستان وغيرها.

ويواصل روبرت الحديث مشيرا إلى أن لجنة التحقيق في أحداث سبتمبر طلبت التحقيق مع عميل لوكالة التحقيقات الفيدرالية FBI ثبت أنه التقى في منتصف التسعينات باثنين ممن خاطفي الطائرات التي استخدمت في أحداث 11 سبتمبر، ولكن الFBI رفضت ذلك وقامت بإخفاء هوية ذلك العميل مدعية بأنه التقى بالخاطفين في محاولة لتجنيدهم لصالحة الوكالة دون أن ينجح في ذلك.

وإن كان روبرت ذكر تفاصيل كثيرة عن العلاقة المباشرة ما بين الاستخبارات الأمريكية والسعودية والباكستانية مع الجماعات الإرهابية وعن دور الولايات المتحدة في صناعة الإرهاب.

ليس غريباً أن تكون هذه المجموعة الارهابية جزءً من مؤامرات الولايات المتحدة لزعزعة الأمن  في العراق لإظهار عدم قدرة الجيش العراقي وعجزه، وخلق الذرائع لكي يتسنى لهم البقاء في العراق أكثر، الغرض منه إن البلد غير مستقر ووجود قواتنا ضروري للقاء.

في حين أن الإعلان عن ظهور جماعة (الرايات البيضاء) الإرهابية في المناطق الجبلية في أربيل وكركوك، أو الهجوم الأخير لقوات تنظيم داعش في الحويجة على قوات الحشد الشعبي، هو أيضاً جزء من مؤامرات أمريكا لإظهار عدم قدرة الجيش العراقي وعجزه وخلق الذرائع لمواصلة وجود القوات الأمريكية في العراق.

فمما يعزز الشكوك ما كشفه أهالي المنطقة من أن مروحيات أمريكية أجلت قادة الرايات البيضاء عندما علمت توجه بعض القطعات العسكرية العراقية متوجه للمناطق التي يتواجدون بها وهذا ما أكده مسؤول منظمة بدر القاطع الشمالي ورئيس مؤسسة انقاذ التركمان والسياسي التركماني مهدي البياتي،  قائلاً :ان تنظيم داعش، وجماعة الرايات البيضاء التي تضم انفصاليين اكراداً، اتحدا في كركوك لتنفيذ عملياتهم «الارهابية» بحق الاجهزة الامنية وقوات الحشد الشعبي والمدنيين، فيما طالب الحكومة بتنفيذ عملية تحرير أسوة بعمليات نينوى والأنبار وصلاح الدين.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن البياتي قوله انه «بعد تبني تنظيم داعش الارهابي إعدام 8 من أفراد الشرطة الاتحادية أثناء وقوعهم في سيطرة وهمية للتنظيم على طريق بغداد ـ كركوك، فإن هذه العملية الإجرامية خير دليل على كلامنا ومناشداتنا السابقة بأن التنظيم مدعوم من الجماعات الرايات البيضاء (الأنفصالية)، ولا يزالون متواجدين وبكثافة في أطراف طوزخورماتو وآمرلي على انحدار سلاسل جبل حمرين، وأيضاً في محافظة كركوك وضواحيها من الحويجة والرياض وغيرها، ينفذون عمليات نوعية بين فترة وأخرى تطال المدنيين وأفراد الشرطة والجيش والحشد الشعبي.

في المقابل، أعرب بعض المسؤولين الأمنيين بمحافظة ديالى في تصريحات صحفية أن عناصر هذا التنظيم هم من بقايا عناصر داعش.

كما كشفوا أن شخصاً كان ينشط ضمن تنظيم داعش اسمه «أحمد حكومة» يقود هذه الجماعة المسلحة التي تتحرك في منطقة جمال حمرين بمحافظة ديالى وبين القرى والبساتين التي كان يسيطر عليها داعش في المحافظة.

من جانبه يقول  السيد صادق الحسيني، رئيس لجنة الأمن في حكومة ديالى المحلية إن المعلومات تشير إلى بدء حزب البعث المنحل بتأسيس قوة مسلحة جديدة، تستقطب موالي الحزب وقياداته في 6 محافظات، حيث يتم نقلهم بشكل سري إلى مراكز تدريب لغرض تشكيل فصائل ومفارز مسلحة.

ويؤكد الحسيني أن «القوة المسلحة الجديدة لا تنشط في ديالى، لكن الجهات الأمنية لا تستبعد أن تنشط في الأيام أو الأشهر القادمة».

أمّا مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبوظبي أوضح من خلال مقال نشر على موقعه الرسمي بعنوان (الإرهاب الهجين: كيف يُشكِّل تنظيم «الرايات البيضاء» تهديدًا للعراق؟)[1]  جعل الكاتب أكثر من سيناريو حول مصدر هذه المجموعات قائلاً :شكّل صعود تنظيم أصحاب «الرايات البيضاء» تحديًا أمنيًّا جديدًا للدولة العراقية، فبعد الهزائم الميدانية التي تعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية، وتقويض نموذج الدويلة التي يمثلها، بدا مستقبل العراق والمنطقة ككل مفتوحًا على سيناريوهات عديدة تتراوح بين استمرار العديد من العناصر الإرهابية التي كانت تنتمي إلى «داعش» في ولائها للتنظيم ولأفكاره في إطار نموذج يفتقر إلى البعد التنظيمي المتماسك، ولكنه -في الوقت ذاته- يعبر عن درجة من الشراكة الفكرية، تتلاقى مع أفكار «داعش»، التي يمكن من خلالها تنفيذ هجمات للذئاب المنفردة.

ثمة سيناريو آخر يفترض إمكانية اندماج عناصر «داعش» في تنظيمات مسلحة هجينة جديدة، تضم أعضاء لهم خلفيات فكرية مختلفة، ويكون لديهم هدف مشترك لمواجهة المؤسسات العراقية في محاولة للثأر من هذه المؤسسات. وفي هذا السياق، يبدو من الصعب- وفقًا للمعطيات الراهنة- الحكم على تنظيم «الرايات البيضاء» على أنه يستنسخ تجربة «داعش»، حيث يبدو أن التنظيم يضم في صفوفه عناصر مختلفة غير تلك التي كانت منضوية تحت «داعش».

فيما أكد الخبير الأمني هاشم الهاشمي، ان “هذه الجماعة ليست من بقايا داعش لأن الجماعات المتطرفة لا تتخذ من اللون الأبيض شعارا لها، كما أنها تعتبر كل ذي روح محرمة صورته.. إضافة إلى أن صورة الأسد لا علاقة لها بالمبادئ والشعارات التي ترفعها الجماعات المتشددة”.

ويعتقد الهاشمي، أن “عناصر هذه الجماعة (كردية متمردة) على الحكومة المركزية، وتقوم بعمليات ضدها بعد استرجاع قواتها لمناطق يطالب الأكراد بضمها إلى إقليم كردستان العراق”.

كما إنّ هذه المجموعات لم تسمِّ نفسها بأصحاب الرايات البيض وإنّما مجموعة من أعضاء مجلس محافظة ديالى وبعض ساسة البرلمان، واسمهم الحقيقي كما هم سمّوا أنفسهم في تويتر بـ ( الحركة القومية الكردية لتحرير كركوك).

وهذا ما أكّده الخبير في الشؤون العسكرية اللواء عبد الكريم خلف، عن وجود جهات كردية تستخدم مجاميع إرهابية مسلحة لزعزعة الامن في مناطق محافظة كركوك وأطرافها.

مبينا انّ قواعد المجاميع الارهابية تحت سيطرة أطراف كردية قريبة من قضاء الحويجة وتقوم بتنفيذ عملياتها ثم تعود الى قواعدها لذلك لم يتم العثور عليهم عندما تنطلق عملية تطهير للمنطقة.

وتابع خلف انّ أساس استخدام هذه المجاميع الإرهابية حتى تثير قلق المجتمع الدولي على ان البيشمركة عندما انسحبت من هذه الأماكن أصبحت الأمور غير مسيطر عليها، مشيراً الى ان من يدير هذه العمليات جهات سياسية داخل الإقليم[2].

----------------------------

[1] المقال للكاتب محمد بسيوني ، نشر بتاريخ  21/ 2/ 2018.

[2] من خلال مقال نشر على موقع عين العراق نيوز، بعنوان : خبير عسكري: جهات كردية تستخدم مجموعات إرهابية لزعزعة امن كركوك، نشر بتاريخ 15/4/2018م.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف