البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 20 / 2017  |  1591التقارب السعودي الإسرائيلي ... تحالف ضد ايران أم تآمر على فلسطين

علي العيساوي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية نيسان 2017
التقارب السعودي الإسرائيلي ... تحالف ضد ايران أم تآمر على فلسطين

التقارب والتطبيع بين المملكة العربية السعودية واسرائيل أصبح واضحاً معلناً من خلال الزيارات المتبادلة للطرفين أو المقالات التي تنشر في الصحافة  الإسرائيلية والعربية أوعلى المواقع الالكترونية والتي تتحدث بكل حرية عن هذا التطبيع كالحوار العلني الذي جرى في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى يوم الجمعة 6/5/2016م. بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق والحديث عن أقامة علاقات دبلوماسية في المستقبل .


كذلك زيارة اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي  يوم 24/7/2016م على رأس وفد من الأكاديميين ورجال الأعمال إلى إسرائيل،وهذه الزيارة أثارت موجة سخط كبيرة لدى المراقبين  والشعوب العربية وفي التواصل الاجتماعي معتبرين هذه الزيارة خيانة للشعب الفلسطيني وتطاول على الدماء التي سالت من أجل تخليص البلد من هذا الكيان الغاصب.

اللواء انور عشقي يشغل حالياً منصب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية والقانونية”، ومقره في جدة، وسبق أن عمل مسؤولًا في الخارجية السعودية لبعض الوقت. علاقة عشقي بإسرائيل ليست جديدة، فقد أزيح الستار عن اتصالاته مع إسرائيل في حزيران/ 2015 عندما ظهر في واشنطن إلى جانب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، دوري غولد، أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمؤهل لاستلام منصب مدير عام لوزارة الخارجية الإسرائيلية. وهذا هو اللقاء الثاني لعشقي مع غولد.

كما نشر موقع بوابة القاهرة بتاريخ 12/10/2016م ومواقع أخرى إن سلمان الأنصاري، رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية، التي تم إنشاؤها حديثًاً في العاصمة واشنطن، التي تعرف اختصارًا بـ”سابراك” كتب في منتصف مارس الماضي في مجلة ذا هيل الأمريكية ، حيث دعا الأنصاري إلى تشكيل تحالف متكامل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، معتبرا أن هذا التحالف ليس من مصلحة البلدين فحسب، ولكن أيضا في مصلحة الشرق الأوسط بشكل أكبر وحلفائهم العالميين.

وأضاف الأنصاري : للتوضيح، تاريخياً، العرب واليهود كانوا من أقوى الشركاء في مجالات التجارة والثقافة والشراكة الأمنية، وكانوا في تعايش سلمي نسبي لعدة قرون، سواءً كانت في الشرق الأوسط أم شمال أفريقيا أم إسبانيا. عندما نتحدث عن التاريخ الحديث، فمن المعروف أن المملكة العربية السعودية وإسرائيل إلتزما بسياسات خارجية عقلانية ومتوازنة على مدى السنوات ال 70 الماضية، فلا أحد منهما سعى إلى أي أعمال استفزازية أو عدائية ضد بعضهما البعض. ومن المهم أيضا أن نلاحظ أن هنالك المئات من اليهود القادمين من أنحاء كثيرة من العالم يعملون حاليا في المملكة العربية السعودية، و يساهمون في المشاريع المالية والبنية التحتية ومشاريع الطاقة..

وحث الكاتب والباحث السعودي زعماء البلدين على عدم “سحق” الفرصة لكليهما في تطوير هذه الأهداف المتبادلة.

كما نشر موقع أمة بوست مقالاً للدكتورة ليلى حمدان بتاريخ 12/8/2016م. بعنوان (التطبيع السعودي الإسرائيلي .. أُزيح الستار) نقلت فيه تصريحات عشقي لإذاعة الجيش الإسرائيلي جاء فيها: إن التطبيع بين إسرائيل والدول العربية متوقف على توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاقية سلام، وأشار إلى أن وضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي سوف يحرم الأطراف الأخرى، وإيران تحديدًا، من إمكانية استغلال القضية الفلسطينية لأهدافها عبر دعم بعض الجماعات والتنظيمات، وذلك في إشارة إلى “حزب الله” اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.

وأوضح  عشقي في إجابة على سؤال إن كان يرى إسرائيل مسؤولة عن الإرهاب قائلا: “إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ليس هو مصدر الإرهاب ولكنه يخلق أرضًا خصبة للهجمات الإرهابية في المنطقة”. ويرى عشقي أن على “إسرائيل” قطع الطريق على إيران، لدعم فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين، حيث قال: “في حال حلّ الصراع، فإن الدول التي تستغل القضية الفلسطينية، وأعني بذلك إيران، لن تكون قادرة على الاستفادة من ذلك”.

إضافة إلى ذلك صحيفة الجزيرة السعودية نشرت خمس مقالات للكاتبة سهام القحطاني تدعو فيها بكل جرأة الى التطبيع والتحاف مع اسرائيل وبالعنوانات التالية (إسرائيل و الأصولية العربية ، العرب وإسرائيل الواقع المر ، العرب وإسرائيل.. أزمة الاعتراف، العرب وإسرائيل.. السلام والحرب الباردة ، العرب وإسرائيل.. التطبيع من أجل الخلاص ).

عشقي ينكر التطبيع واسرائيل من أذاع الخبر!

بعد الرفض والتنديد الذى تعرض إليه اللواءعشقى بعد زيارته إلى إسرائيل، نفى إلى وسائل الإعلام العربية قيامه بهذه الزيارة وأكد أنه يجب على من ينشرون مثل هذه الأخبار تحري الدقّة، فهو لم يزر إسرائيل على الإطلاق، وما حدث أنه ذهب فى زيارة إلى رام الله، بناء على توجيه دعوة إليه من قبل الفلسطينيين.

 ولكنه فيما بعد اعترف بهذه الزيارة، وذلك بعد قيام الصحف الإسرائيلية بتسليط الضوء على هذه الزيارة التى التقى فيها بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية «دورى غولد» والجنرال سيواف مردخاى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالضفة الغربية وقطاع غزة، فضلا عن لقائه بعدد من أعضاء البرلمان الإسرائيلى. وقد حاول «عشقى» تبرير زيارته إلى إسرائيل بزعمه أن هدف الزيارة هم الفلسطينيون وإخبارهم بأننا معهم بقلوبنا وعقولنا وأموالنا، وأن ما تمّ جاء من أجل دعم مبادرة السلام العربية التى كان قد أطلقها الملك السعودى «عبدالله بن عبدالعزيز» عام 2002م.

وفى محاولة إلى تخفيف الاتهامات إليه نتيجة الزيارة يتطرق اللواء عشقي إلى إيران ويؤكد أنها عدو مشترك لكل العرب قائلاً: ففى الوقت الذى قامت فيه السعودية بتقديم الدعم المادى للفلسطينيين من أجل مساعدتهم على البقاء والاستمرار، قامت إيران بتزويد حركة «حماس» بالأسلحة من أجل العمل على تدمير أنفسهم، وإلحاق مزيد من الضرر بهم وزيادة الوضع صعوبة.

 وفى الوقت ذاته لم يندد «عشقى» بالمساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل ولم يطالب بوضع حد لها والتى ينتج عنها مقتل المدنيين الفلسطينيين والعديد من ممارسات العنف بالأراضى الفلسطينية ككل.

الباحث في الشؤون الإقليمية رفعت البدوي يرى أن “الصمت الرسمي السعودي لهو دليل واضح وفاضح على رغبة وموافقة رسمية سعودية بتطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي، وهذا ما يشكل طعنة في الظهر، وخيانة للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم. كما تشكل خرقًا فاضحًا لمفهوم العداء للكيان الصهيوني وتحويله إلى كيان يهودي قابل للعيش في منطقتنا على الرغم من اغتصابه لأرضنا العربية. أما مفهوم العداء فيجري تحويله تنفيذا لرغبات العدو الإسرائيلي إلى أوطان عربية أصيلة حافظت على بوصلتها كما حافظت على الحقوق العربية.

وقد أشار إلى ذلك الكاتب المصري الدكتور خالد سعيد النجار في مقال له بعنوان (عشقي أجهض أحلام ابن سلمان) نشر على موقع البديل جاء فيه :ثم تكتمل الأضحوكة ببيان وزارة الخارجية السعودية المتضمن أن أشخاصًا- من بينهم أنور عشقي-لا يمثلونها، ولا علاقة لهم بأية جهة حكومية، ولا يعكسون نظر الحكومة السعودية، وأن آراءهم تعبر عن وجهات نظرهم الشخصية.

 رغم أن الكل يعلم أن في الخليج كل القضايا مطروحة إلا السياسة وانتقاد الأسرة الحاكمة، وأنه لا تطرف عين أي مواطن تجاه أي شأن سياسي إلا بعد أن يأخذ الضوء الأخضر من زمرة الأمراء.

كما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طلال عتريسي في مقال نشرته قناة العالم على موقعها الرسمي: أن هذه العلاقات السعودية الاسرائيلية التي بدأ الحديث عنها تساهم في التمهيد لكسر الخوف من التطبيع مع العدو الإسرائيلي وكسر حاجز الجدار السابق الذي كان لا يسمح لأي شخصية عربية ان تلتقي علنا بالصهاينة"، ولفت الى ان "الخطورة تتمثل في ما يشاع عن هذه العلاقات لان السعودية تصور نفسها أنها تقود العالم الاسلامي"، وتابع "السعودية تحاول القول للمسلمين عامة ولاهل السنة خاصة ان هذا الجدار مع اسرائيل قد سقط وبالتالي يمكن لاي كان ان يمشي على النهج السعودي وتبرر للعالم الاسلامي ان يفعل ما فعلته السعودية.

على الرغم من نفي عشقي لزيارة اسرائيل وعقد إجتماعات كثيرة لكن مصادر في تل أبيب ما زالت تتحدث عن أهمية الزيارة وعن لقاءات متوقعة قريباً لاستمرار الحوار حول مبادرة السلام العربية، وتعتبر التقارب من السعودية هدفاً استراتيجياً هاماً ليس فقط لإسرائيل، وإنما لدول المنطقة المعتدلة.

في إسرائيل يعتبرون السعودية وقطر ودول الخليج هدفاً لتوسيع العلاقات مع الدول العربية.

النشر في إسرائيل صار علناً أن هنالك علاقات باتت معروفة مع دول عربية عديدة لا تقيم علاقات دبلوماسية معها، والنقاش هو أن الإسرائيليين يريدونها علاقات مكشوفة، بينما العرب يصرون على إبقائها سرية في هذه المرحلة.

حيث نشر أول تصريح إسرائيلي رسمي نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، عن وزارة الخارجية “الإسرائيلية” إن مسؤولًا كبيرًا اجتمع مع لواء سعودي متقاعد يقوم بزيارة لـ”إسرائيل”، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية “الإسرائيلية”، إيمانويل نحشون، إن المدير العام، دوري جولد، التقى اللواء متقاعد أنور عشقي في أحد فنادق القدس، وليس بالخارجية “الإسرائيلية”.

  كما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن عن هذه العلاقات بشكل استفزازي خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف رئيس الوزراء الصهيوني: الآن سأفاجئكم، التغيير الأكبر بالنسبة إلى إسرائيل يجري في العالم العربي، مؤكدًا هذه المرة الأولى في حياتي التي يوجد فيها هذا العدد الكبير من دول المنطقة التي تعترف بأن إسرائيل ليست عدوًا، وإنما ترى فيها حليفًا وذلك في مواجهة إيران وداعش، ولفت نتنياهو إلى أنه في السنوات المقبلة سنعمل معًا وعلنًا من أجل تحقيق هذه الأهداف، معتبرًا أن اتفاقات السلام مع مصر والأردن هي مرساة الاستقرار في الشرق الأوسط غير المستقر.

تصريحات نتنياهو على الرغم من أنها استفزازية بدرجة كبيرة ومثيرة لمشاعر العديد من الدول والشعوب التي لاتزال داعمة للقضية الفلسطينية ومتمسكة بأهميتها، إلا أنها لم تثر مشاعر أو غضب أيّ من زعماء أو رؤساء الدول العربية الذين كانوا حاضرين اجتماع جمعية الأمم المتحدة، فلم يبادر أيًا منهم بالخروج مثلًا من قاعة الاجتماع احتجاجًا على تصريحات نتنياهو، بل حرص العديد منهم على عقد مشاورات بل والتصفيق لكلمة نتنياهو عقب انتهائها، الأمر الذي يؤكد أن الكيان الصهيوني نجح دبلوماسيًا بجدارة في استقطاب العديد من الدول العربية إلى الصفوف الداعمة له.

كما نقلت قناة (124 news ) الاسرائيلية ، وصف عشقي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ، بنيامين نتنياهو بالرجل القوي والواقعي ، مجددا التأكيد على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي العدو ، مع ال التعريف ، و التي ادّت كما قال الى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، بحسب حديثه التلفزيوني .

الموقف الفلسطيني من هذا التقارب

إن زيارة عشقي إلى إسرائيل أثارت غضب الشعب الفلسطيني والحركات المقاومة وخصوصاً بعد تصريحه الجريء خلال مشاركته في برنامج تحت الضوء الذي بثته قناة العالم الفضائية، وتبريراً لزيارته الى الكيان الاسرائيلي ، صرّح قائلاً : ضرورة تعميق العلاقات مع تل أبيب، معتبرا أن مقاومة الكيان الإسرائيلي معناها “أننا ندمر أنفسنا”. وأن “المقاومة ما قتلت ذبابة، هؤلاء يتاجرون بالدماء الفلسطينية، كفى دماء فلسطينية.

مما دعا هذا التصريح الى تنديد  نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في خطبة الجمعة في مسجد فلسطين في غزة نشره موقع القدس العربي : أن إسرائيل باتت اليوم، كأنها ضمن تحالف سني ـــ عربي، فالكل يتهافت لأجل إقامة علاقات معها، في الماضي كان الحديث يدور حول السلام مقابل التطبيع، لكن الآن بتنا أمام واقع يفرض معادلة التطبيع قبل السلام. وأضاف هنية أن العرب كانوا سابقاً يربطون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بنجاح اتفاقات السلام الموقعة معها، لكننا للأسف نجد الآن أن التطبيع أولوية حتى من دون نجاح أي مبادرات.

تقول بعض المصادر المتابعة لطبيعة العلاقة بين الطرفين إن حماس أدركت أن الأنظمة العربية لا تجرؤ على تهريب السلاح إلى غزة كما تفعل إيران، أو حتى غض النظر عن ذلك... المقاومة تحتاج إلى سلاح لتقاتل العدو، أما الأنظمة العربية فهي لا تقدم سوى المشاريع التي يتأخر تنفيذها.

نتاج ذلك، أعلن القائد في حركة حماس موسى أبو مرزوق عبر فضائية «الأقصى» التابعة للحركة : أن ما قدمته إيران من دعم للمقاومة الفلسطينية سواء على صعيد الإمداد أم التدريب أم المال لا يوازيه سقف آخر، ولا تستطيعه معظم الدول، ثم سعت حماس إلى الترويج لتصريح أبي مرزوق، وعدم المرور عليه مرور الكرام كما حدث سابقاً، فنشرت الاقتباس المذكور إلى جانب صور لأبي مرزوق، ونشرته تقريباً كل الوسائل الإعلامية التابعة لها والقريبة منها.

الباحث في شؤون الدول العربية بالشرق الأوسط في جامعة حيفا، دعيران سيجل، أكّد لشبكة رووداو الإعلامية: القيادة السعودية كما أشرت سابقاً تريد أن ترى اتحاداً في الموقف العربي، بل والموقف الدولي أمام إيران، والتي تعتبر خطراً أساسياً، فإيران تُعتبر بالنسبة للسعودية كمن يحفر تحت النظام السعودي، لذلك هي تحاول أن تشكل جبهة واسعة عربية أولاً، وكذلك على الصعيد الدولي، وفي هذا السياق إسرائيل تعتبر كصديق أو حليف مشترك.

إضافة إلى ذلك نشر في موقع عرب تايمز مقالاً للكاتب العربي  عمر الغضنفر من فلسطين مقيم في الناصرة جاء فيه :

لا أحد يستطيع أن ينكر وجود تقارب كبير بين الكيان السعودي والكيان الصهيوني،فكلاهما نشأ بدعم وتخطيط غربي، ويستمد قوته من الغرب الصهيو- صليبي،وهما بالتالي الأكثر قرباً للغرب وللمخابرات الغربية،وهناك دراسات سلطت الضوء على تلك العلاقة، فنقلا عن مذكرات(حاييم وايزمان)والتي قرأتها باللغة العبرية وهو أول رئيس للكيان الصهيوني،قال:إن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الهالك قد قال له:(أريد أن أرى إبن سعود سيداً على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق على أن يتفق معكم أولاً- يا مستر حاييم- ومتى تم هذا عليكم أن تأخذوا ما تريدون منه)

كما نشر باللغة الانكليزية في موقع (( The ELECTRONIC INTIFADA أي (الانتفاظة الالكترونية) مقالاً للصحفى على أبي نعمة، الفلسطينى الأمريكى، ويدور المقال حول التقارب السعودى الإسرائيلى والذى ظهر بوضوح على الساحة وخاصة مع زيارة وفد سعودى إلى إسرائيل بقيادة ضابط المخابرات السعودى السابق اللواء أنور عشقى.

يبدأ أبو نعمة المقال بالإشارة إلى غضب الكثير من النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج ككل وذلك عقب قيام وفد سعودى بزيارة إسرائيل من أجل لقاء مسئولين إسرائيليين.

ويختتم أبو نعمة بنفى «عشقى» قيام الحكومة السعودية بدعم زيارته إلى إسرائيل. وقيام محللى اللوبى الإسرائيلى بالتأكيد على أن هذا الانفتاح من خلال الجانب السعودى تجاه إسرائيل يصب فى مصالح الدولة اليهودية، واعتقد أحد محللى اللوبى «سيمون هِندرسون» أن هذه الزيارة ربما لم تكن الأولى لعشقى.

العلاقات الامريكية السعودية في عهد ترامب

البعض من الكتّاب والمحللين السياسيين العرب رجّحوا أنّ هدف دول الخليج وخصوصاً السعودية من التطبيع  وبناء العلاقات مع إسرائيل  ناتج عن خوف من الرئيس الأمريكي ترامب ،خاصة بعد تصريحاته على المملكة السعودية فيما يخص تعويض ضحايا 11/ايلول.

فقد نشر في موقع البديل المصري مقالاً للكاتب خالد عبدالمنعم بعنوان (فوز ترامب يعزز تقارب الخليج مع الكيان الصهيوني قائلاً :على الرغم من النعوت القميئة التي وصف بها ترامب الدول الخليجية وخاصة السعودية، فإن قادة الدول الخليجية الست (السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان)، هنؤوا الرئيس الأمريكي الجديد.

الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، الذي كان لبلاده نصيب الأسد من انتقادات الرئيس الجمهوري، أشاد في برقيته لترامب بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين، التي يتطلع الجميع إلى تطويرها وتعزيزها في المجالات كافة، لما فيه خير ومصلحة البلدين، وبعد إرسال التهاني الخليجية للرئيس الأمريكي الجديد، يبقى علينا الانتظار، خاصة أن وراء الأكمة ما وراءها.

كما أضاف عبدالمنعم بقوله : تشير تصريحات ترامب ضد السعودية إلى أن ما لم تستطع دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، أخذه من الرئاسي الديمقراطي الحالي، لن تستطيع أن تأخذه في عهد الرئيس الجمهوري المقبل، فترامب كان قد وصف السعودية بالبقرة التي متى جف حليبها سيتم ذبحها، وإذا كانت المصلحة في وقت أوباما تقتضي بأن يستفيد من الحركات الجهادية التي تربيها السعودية، لخدمة مصالح أمريكا في توسعها في بلدان عربية كسوريا والعراق واليمن، فإن مصالح أمريكا في عهد ترامب قد تختلف حول هذه النقطة، فالرئيس الجمهوري يدرك جيدًا أن أحد العوامل التي أوصلته للبيت الأبيض هي الأفكار اليمينية التي تتبنى نهجًا متطرفًا ضد الحركات الإسلامية المتشددة، فضلًا عن أن هجرة المسلمين لأمريكا كانت نتاجًا طبيعيًّا لدعم الدول الغربية لهذه الحركات المتشددة ضد الجيوش العربية، الأمر الذي فرض الهجرة على سكان المناطق الداخلة في الصراع الملتهب بين الطرفين، ما انعكس بالسلب على المجتمع الأمريكي. وبالعودة إلى كلام ترامب عندما كان مرشحًا فقد قال للسعودية “لا تعتقدوا أن مجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم، وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الإنسان وتدمير الحياة، ستقف إلى جانبكم وتحميكم، فهؤلاء لا مكان لهم من الأرض إلا في حضنكم وتحت ظل حكمكم؛ لهذا سيأتون إليكم من كل مكان، وسينقلبون عليكم، ويومها يقومون بأكلكم”، وهو الأمر الذي يشير إلى أن ترامب يسعى للقضاء على المجموعات التي تروج لها السعودية في المنطقة؛ ما سيؤدي إلى صدام مباشر بين السياسة الأمريكية والسعودية. وما سيزيد من صعوبة العلاقة بين الرياض وواشنطن مسألة تدهور أسعار النفط والذي يُدخِل المملكة في حالة تقشف واقتراض للديون غير مسبوقة في تاريخ المملكة، وهى السابقة التي لا يفضلها ترامب، فبهذا الوضع وحسب منظور ترامب، فالسعودية دخلت مرحلة نضوب حليبها، وهو الأمر الذي قد يدفع ترامب لمزيد من التلويح بسكين الذبح.

ومع قلة الخيارات المتوافرة للسعودية سيبقى هناك خيار آخر لا تمانع فيه السعودية من حيث المبدأ وهو إسرائيل، خاصة أن هناك تمهيدًا مسبقًا من الرياض بنقل علاقاتها مع الكيان الصهيوني من مرحلة السرية إلى العلن، عبر دبلوماسييها كأنور عشقي، وتركي الفيصل، اللذين حرصا على ظهورهما في صور وهما يصافحان الدبلوماسيين الصهاينة بين الحين والآخر، وبما أن الكيان الصهيوني هو القائم بأعمال أمريكا في المنطقة، فإن السعودية ستعتبره حلقة الوصل المناسبة لحمايتها من تلويح ترامب بذبحها، ولكن على السعودية قبل كل شيء أن تمتلك الأموال اللازمة، أو أن تكون قادرة على تقديم أي تنازل ممكن؛ لعقد مزيد من الصفقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، فإسرائيل لن تقدم الخدمات المجانية لدول الخليج، وترامب لن يضحي بعلاقته مع روسيا والصين في سبيل إرضاء المملكة.

كما ذكر السياسي الكويتي ناصر الدويلة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيسعى لإجباردول الخليج على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي .  وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "مرحلة ترامب مرحلة فرض التطبيع مع إسرائيل على الدول الخليجية.

هل الملف الايراني وسيلة للتقارب ؟

ببعض التصريحات التي أطلقها اللواء عشقي التي برر من خلالها تطبيع العلاقات مع اسرائيل بحجة الخوف من التوسع والإستحواذ الإيراني في المنطقة معتبراً إن الكيان الصهيوني أقل خطراً من إيران، وهذا ما أكّدته الكاتبة السعودية سهام القحطاني من خلال مقالاتها الخمس التي نشرتها على موقع صحيفة الجزيرة السعودية التي مرّ ذكرها سابقاً حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل ، معللة الكاتبة الدواعي الى التطبيع مع اسرائيل حسب كلامها في المقالة التي جاءت بعنوان (العرب وإسرائيل.. التطبيع من أجل الخلاص) :

لا يخفى على أحد اليوم طبيعة محركات القوى على خارطة المنطقة ،فهي تتوزع على محركين ؛ إيران، وإسرائيل، والدول العربية تقع بين هاتين القوتين وعليها أن تختار نهاية المطاف مع من تصطف مع إيران المدعومة من روسيا وطموحاتها الاستحواذية ،أو إسرائيل المدعومة بلا قيد ولا شرط من أمريكا، والتي أيضا لها طموحات استحواذية من النيل إلى الفرات، وبذا تظل الدول العربية بين سندان إيران ومطرقة إسرائيل، واختيار العرب لإحدى القوتين لمساندتها ضد الأخرى تعتمد على أي القوتين أقل ضرراً للعرب وأكثر فائدة، والكفة فيما أعتقد ستكون نهاية الأمر لإسرائيل؛ فالتحالف مع إسرائيل سيحقق المسوّدة العربية للتفاوض الأرض مقابل السلام حتى لو كان هذا التفعيل في أدنى مستوياته أي؛ أن الفائدة من التحالف مع إسرائيل أفضل حالاً من التحالف مع إيران، كما أن التحالف الإسرائيلي العربي سيكون درع حماية للعرب من الأطماع الاستحواذية لإيران، وبذلك لن تُصبح إيران حليفا مسانداً للعرب؛ لأنها تراهم عرقاً من الدرجة الثانية غير مساوين لها في الوزن والقوة.

وهكذا يُصبح الوضع السياسي للمنطقة من أهم الأسباب التي تدفع الدول العربية إلى التطبيع مع إسرائيل سواء على مهل أم عجلة ،انتهى.

حقيقة وهذا واضح كذلك من خلال تصريحات عشقي لإذاعة الجيش الإسرائيلي  حيث يرى عشقي أن على “إسرائيل” قطع الطريق على إيران، لدعم فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين، حيث قال: “في حال حلّ الصراع، فإن الدول التي تستغل القضية الفلسطينية، وأعني بذلك إيران، لن تكون قادرة على لاستفادة من ذلك”.

كما نشرت قناة الإباء الفضائية على موقعها الألكتروني  بتاريخ10/2/2017 مقالاً بعنوان (لماذا لم تعد مواجهة الكيان الصهيوني أولوية لمعظم الدول العربية؟) جاء فيه :

ولم تعد قضية بناء المستوطنات الصهيونية وتوسيعها في الأراضي الفلسطينية المحتلة أمراً مهماً بنظر الأنظمة العربية الموالية لأمريكا والتي أعرب الكثير منها عن استعداده لتطبيع العلاقات مع هذا الكيان في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية؛ ووصل الأمر إلى حدّ الإعلان عن إمكانية افتتاح سفارات وقنصليات لهذا الكيان في عدد من البلدان العربية لاسيّما الدول الأعضاء في مجلس التعاون.

وبعد اندلاع الأزمة السورية في شباط/فبراير 2011 سارعت بعض الدول العربية وفي مقدمتها قطر والسعودية لدعم الجماعات الإرهابية والمسلحة بهدف إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد. وقد ساهم هذا الأمر إلى حد كبير في إبعاد القضية الفلسطينية عن الواجهة رغم العدوان الصهيوني الواسع على غزة عام 2014 والحصار المتواصل على القطاع حتى الآن.

كما أجرى إحصائيات رصدها معهد السياسات الإستراتيجية التابع لمركز هرتسيليا الإسرائيلي استطلاع للرأي يبين من الأخطر من وجهة نظر السعوديين: إيران، داعش أم إسرائيل ، حقيقة ولا يعرف مدى مصداقية هذا الإجراء.

المهم هذه الإحصائيات أجريت عبر الهاتف داخل السعودية مستعينًا بحالة القلق التي تغذيها تهديدات إيران وتنظيم الدولة الإسلامية وإسرائيل. النتائج أظهرت أن 53% من السعوديين يعتبرون إيران عدوهم الأول والأساسي، فيما يرى 22% منهم أن عدوهم الأول هو تنظيم الدولة الإسلامية، بينما صوت 18% فقط من المشاركين في الاستطلاع لإسرائيل كعدو أول!

التقارب السعودي مع اسرائيل في نظر حزب الله

فقد نبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته في ذكرى القادة الشهداء في 16-2-2016 ان هناك من يسعى لإظهار "إسرائيل" انها حامية لـ"أهل السنة" لتُستغل الظروف والتطورات لتنتقل بعض العلاقات العربية الإسرائيلية من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة...

وسأل السيد نصر الله "كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تُقدّم إسرائيل له على أنها صديق، على أنها حليف، وعلى أنها حامٍ؟"، واضاف : ما هذا التزوير وما هذا الخداع الذي يمارسه إعلام عربي وحكام عرب حاقدون وجهلة وعملاء.. كيف لك أن تقبل أو أن تتخذ إسرائيل صديقاً وحليفاً وحامياً وهي التي فعلت ما فعلت حتى الآن؟.

كما نشر على موقع قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله في لبنان وبعض القنوات الأخرى حديث نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق جاء فيه: إنّ النظام السعودي بسياسة التقارب والزيارات واللقاءات مع العدو الإسرائيلي، إنما يشكل عدوانا على فلسطين والقدس، ويطعن قلب العروبة، ويسيء للحرمين الشريفين، لأن شرف الحرمين الشريفين يأبى التقارب السعودي الإسرائيلي، وبالتالي فإن تقارب النظام السعودي مع إسرائيل أوجب المذلة للعروبة، بينما في المقابل، انتصارات المقاومة في تموز العام 2006، زينت العروبة بالكرامة والانتصار والمجد، وشتان بين نظام سعودي يوجب الإساءة والمذلة للعروبة ومقاومة هي اليوم تزين رأس العروبة بتاج النصر”، داعيا القمة العربية إلى “إدانة النظام السعودي بعد قيامه بأعمال التطبيع مع العدو الصهيوني”.

واوضح خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة كونين الجنوبية ان “قائد ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية كشف قبل أيام عبر وثائق أن النظام السعودي كان شريكا في العدوان على لبنان في تموز العام 2006، وأنه زود إسرائيل بمعلومات استخباراتية في ذلك العدوان، وهذا إنما يؤكد تورط النظام السعودي في عدوان تموز على لبنان لعام 2006، ويؤكد مسؤولية هذا النظام في سفك دماء أهلنا في تلك الحرب، ويكشف حقيقة وقوف هذا النظام إلى جانب إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات، لأنه إذا كان هناك تعاون أمني ضد المقاومة منذ العام 2006، فمعنى ذلك أن العلاقة كانت قبل ذلك، وهذا ما بدأت تكشفه اللقاءات العلنية والزيارات والاتصالات السعودية الإسرائيلية، وبذلك هم يوهنون بالأمة، بينما نحن نعزز قوة الأمة، وهم باتوا يشكلون عبئا ثقيلا على الأمة بسياساتهم الطائفية الحاقدة والعدوانية، بينما المقاومة باتت تشكل اليوم عنوان المنعة والقوة والاقتدار أمام العدوان الإسرائيلي”.

زيارات ولقاءات متبادلة

موقع انتليجانس اونلاين الفرنسي المتخصص بالشؤون الاستخبارية، أكد في تقرير تردد صداه بصورة واسعة في الإعلام العربي، أن العلاقات بين إسرائيل والسعودية إضافة إلى دول خليجية أخرى، متجذرة من عشرات السنين بسرية، وهي علاقات تنامت بعد الاتفاق النووي الإيراني.

ويشير التقرير إلى أن المعلومات المجتمعة لديه، وتلك المسربة حديثاً، تؤكد أن محافل في الاستخبارات السعودية تلتقي وتتعاون كثيرا مع نظيريها في إسرائيل: «الموساد»، و«شعبة الاستخبارات العسكرية» في الجيش الإسرائيلي. لافتا إلى أن هذا التعاون وصل في المدة الأخيرة إلى مستوى الذروة، ولم يكن نشطاً في الماضي كما عليه الآن.

وتجدر الإشارة إلى أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، في (2/3/2016) نقلاً عن موقع العالم، قالت بإن وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى، ضم شخصية إسرائيلية زارت الرياض. لكن القناة اعتذرت حينذاك عن إيراد المزيد من التفاصيل بسبب الرقابة العسكرية التي منعت نشر تفاصيل الخبر، وأشارت القناة إلى أن السعوديين أرادوا دائمًا إخفاء الخبر، لكن السلطات الجديدة والملك سلمان والأمراء المحيطين به لا يخجلون منه، ويضعون المسألة الفلسطينية جانباً. وأكدت القناة آنذاك أن:هناك سخونة استثنائية جداً في العلاقات مع السعودية ومع سائر دول الخليج ، وبين إسرائيل.

وحسب تقارير كثيرة أكّدت أن الزيارات السرية بين الطرفين وملفات التعاون قد انطلقت منذ زمن بعيد ولكن الحكومة السعودية أصبحت أكثر جرأة مؤخرًا في كشف الستار عن هذه الزيارات دون أن تقدم أي تصريح رسمي منددًا أو مرحبًا بها.

 موقع ألأخبار (تايمز أوف إسرائيل) الذي أسسه الصحفي المخضرم البريطاني الاصل دايفيد هوروفيتس عام 2012 ومقره مدينة القدس. يوثق هذا الموقع التطورات في إسرائيل، في الشرق الأوسط والجالية اليهودية حول العالم. فقد أكّد هذه الموقع في مقال بعنوان ( في لقاء علني نادر للغاية، مسؤولون سعوديون وإسرائيليون يصفون إيران بـ’العدو مشترك( جاء فيه :

في خطاباتهم المتعاقبة أمام معهد الأبحاث “مجلس العلاقات الخارجية” ومقره واشنطن، أيد كل من دوري غولد وأنور عشقي السلام الإسرائيلي-السعودي، واعتبر كلاهما إيران تهديدا رئيسا للإستقرار الإقليمي.

 وقد ذكر الموقع إنهما عقدا خمسة اجتماعات سرية على مدى الـ17 شهرا الماضية حول التهديد الذي تشكله إيران. ولم يتم التأكيد رسمياً على المحادثات السرية المطولة بين القدس والرياض..

التقارب في نظر الشعوب العربية

لا شك أن أغلب الشعوب العربية ترفض رفضًا تامًا أي دعوات للتقارب مع إسرائيل، وتعتبر ذلك خيانة صريحة لقضية فلسطين ولدماء الشهداء التي تسيل كل مرة تحت عدوان سافر من الجيش الإسرائيلي.

نشرت احدى اكبرالكاتبات الجزائريات الكاتبة حدة حزام رئيسة تحرير جريدة الفجر الجزائرية بتاريخ 18/3/2017 مقالاً بعنوان (تقارب سعودي إسرائيلي ضد إيران!) جاء فيه :لم تفهم المملكة أن علاقتها بإسرائيل بشأن مبادراتها للسلام في فلسطين كمن يبول في الرمل. ألم تستخلص الدرس بعد من الصفعات المتكررة التي تلقتها من إسرائيل؟ بينما عرض الملك الراحل مبادرة لحل الأزمة وإعطاء فرصة للسلام بين إسرائيل وفلسطين، علق شارون آنذاك أن المبادرة السعودية لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به؟ فمن يضمن أن إسرائيل ستحترم كلمتها وهي التي تراجعت عن كل الاتفاقيات المبرمة وقبرت عملية السلام واتفاق أوسلو، فمن يضمن أنها لن تضحك مرة أخرى على السعودية وتستغل أجواءها وتوجه ضربة لإيران، وضربة أخرى سياسية للسعودية ولن تقدم شيئا كعادتها للقضية الفلسطينية.

ثم لماذا تعرقل السعودية تحول إيران إلى قوة إقليمية؟ ألأن الاتفاق الأوروبي الذي قد يتوصل إليه الاتحاد الأوروبي مع إيران سيسمح بإيجاد إطار عمل قد يعالج الكثير من أزمات الشرق الأوسط مثلما تحدثت عنه “وول ستريت جورنال”؟

هل لأن السعودية المتورطة في الأزمة السورية لا تريد انفراجا لهذه الأزمة بعدما بدأت الرياح تتجه إلى وجهة لا تخدم الخيار السعودي، خاصة بعد زيارة برلمانيين فرنسيين إلى سوريا، يوحي بتقارب فرنسي سوري نحو طرح حلول جديدة للأزمة السورية؟

خيانة لا تغتفر، وعلى المسلمين أن يقفوا ضدها. فكل تقارب مع الدولة الصهيونية هو خيانة لقضايانا وتآمر على مصيرنا؟!

كما ندد المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي السوري زيارة عشقي لإسرائيل في مقال نشر على موقعه الرسمي بعنوان (العلاقات السعودية الإسرائيلية: من السرية إلى العلنية) مؤكداً إنها لم تعد الزيارة الأولى لعشقي حيث قال نقلاً عن موقع (نون بوست (هو موقع عربي مستقل متخصص يضم مجموعة من الصحفيين من مختلف أنحاء العالم العربي يقدم رؤية أعمق للأخبار والتحليلات) أن السعوديين والإسرائيليين عقدا سلسلة من الاجتماعات السرية غير الرسمية بغية وضع الخطط وإيجاد الاستراتيجيات لمواجهة النفوذ الإيراني. وأحد هذه الاجتماعات جرى في لكناو الهندية، وتم تنظيمه من قِبل  مؤسسة فكرية بارزة في دلهي .

 وبعد أن افتضح أمر اللقاءات والعلاقات السرية بين حكام آل سعود والكيان الصهيوني، اضطر الأمريكيون للبحث عن ذرائع تبرر للسعودية هذه العلاقة المشبوهة، لذا أججت العداء المصطنع مع إيران، لتتخذ من تصعيده قاسماً مشتركاً يجمعها مع “إسرائيل” التي تَعتبر هي الأخرى إيران عدواً يهدد وجودها. أما مسوغات التقارب السعودي – الإسرائيلي والعداء السعودي – الإيراني، من وجهة نظر آل سعود، فهي من ناحية أولى تخوفهما المشترك – غير المبرر- من اتساع نفوذ إيران المزعوم في المنطقة. ومن ناحية ثانية معارضتهما برنامج إيران النووي بزعم تهديده لدول الخليج العربي وإسرائيل .

لقد اعتقد حكام مملكة الرمال أن هذين السببين كافيان ليخلقا مبرراً لإقامة علاقات تعاون علنية بينهم وبين قادة الاحتلال لدفع “الأخطار المشتركة المحتملة”. وبموجب هذا التعاون، وحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز “ستسمح السعودية للقوات الجوية الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي لقصف إيران”، لكن الطرفين نفيا هذا الخبر.وفي أحدث نسخة من التعاون السعودي – الإسرائيلي، شارك سلاح الجو الإسرائيلي في قصف مواقع يمنية، حيث كشف الخبير الأمريكي غوردو ندوف في موقع فيترانز توداي الأميركي عن إطلاق طائرة إسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي قنبلة نيوترونيه تكتيكية على جبل نقم في اليمن في مشاركة للعدوان السعودي على اليمن.

كما شنّ المندوب السعودي في الأمم المتحدة، السفير عبدالله المعلمي، هجوما قاسياً، في مقال بارز له ضد من وصفهم بـ"المطبّعين" في موقف قال معلقون إنه يأتي رداً على زيارة اللواء أنور عشقي لإسرائيل وما رافقها من جدل، ففي مقال حمل عنوان (المطبّعون المطبّلون) نشرته صحيفة "المدينة" السعودية قال المعلمي: "الأمة العربية تواجه حفنة من الانهزاميين الذين يدَّعون أنهم يتوشحون برداء العقلانية والاعتدال، ويحاضرون علينا بضرورة قبول الأمر الواقع ومواجهة الحقائق، ونسوا أو تناسوا أن أولى الحقائق هي أن الأيدي التي يمدها الإسرائيليون إلينا مازالت تقطر بدماء الفلسطينيين."

فيما يرى الكاتب الدكتور جاسر الحربش وكيل وزارة التعليم للبعثات ومشرفاَ عاماَ على الملحقيات الثقافية في السعودية حالياً  في مقال له بعنوان (التطبيع.. من المحظور إلى المستباح) نشر على موقع صحيفة الجزيرة السعودية بتاريخ 5/9/2016م. قائلاً :أرجو ملاحظة العنوان، لم أقل من المحظور إلى المباح، بل إلى المستباح.  أنه  لو طبعت الحكومات لن تطبع الشعوب.

 الحكومات قد تطبع علاقاتها مع عدو لدواع أمنية أو حسابات سياسية. الشعوب لا تطبع مع عدو يتسلى جنوده بالتبول على عجوز فلسطينية ملقاة على الرصيف ويتحرشون بالفتيات ثم يطلقون عليهن الرصاص لأنهن قاومن التحرش، ويقتلون الأطفال بعد صلاة الجمعة على أبواب المساجد، ويحرقون الرضع في بيوتهم ويقصفون المدينة بقنابل الفوسفور الحارق.

إسحاق رابين كان يعتبر عند قومه من الحمائم فقتلوه، رغم أنه قال يوما ما: سوف نكسر عظام العرب ونحطم جماجمهم ونريهم النجوم في عز الظهيرة.

وانتقد الحربش مقالاً  نشر في صحيفة سعودية يوم 27-8-2016م يؤيد التطبيع مع إسرائيل بما يشبه الاستسلام، معتمدا على بعض الفقرات التي أوردها كاتب المقال والتي تظهر التطبيع بانه دلالة تعايش.

وأخيراً فقد حذّر مراقبون من أن هذه الجبهات المعادية ، والتحالفات التطبيعية مع 'إسرائيل' تمس بمستقبل القضية الفلسطينية التي يسعي الكثيرون لتصفيتها دون اكتراث بعدالتها ، وبحقوق ملايين اللاجئين المشردين حول العالم لصالح راحة المستوطنين الأغراب.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف