البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

April / 3 / 2017  |  1227حرب اليمن .. الهدف غير المعلن

محمد علي سالم المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية شباط 2017
حرب اليمن .. الهدف غير المعلن

لا يخطر على بال عاقل قيام حرب بلا هدف او أهداف ، وقد كادت الحروب التي شهدها العالم على مر السنين تنافس كثرةً أيامَ السلم ، ولم تكن واحدة منها مجردة عن الأهداف ، نعم تتنوع الأهداف بين اقتصادية ودينية وسياسية وحتى شخصية ليثبت هذا الرئيس او ذاك الملك بطولته وتفوقه، لكن بالتالي يكون هناك هدف.

وكذلك "حرب اليمن" ، التي استعرت نارها وتطاير شررها واضطرت "العربية" السعودية الى دفع مليارات الدولارات لشراء ذمم الحكومات لتزج بجيوشها في هذه الحرب المستعرة ، وشراء الأسلحة حتى أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم ، لا تختلف عن غيرها من هذه الجهة ، إلا أن الأهداف الحقيقية وراء هذه الحرب أبعد من الأهداف المدعاة . واليك ابرز الأهداف  المدعاة.

أولاً: دعم الشرعية الدستورية: 

الهدف الأول المدعى هو دعم الشرعية الدستورية في اليمن متمثلة في " الرئيس عبد ربه هادي منصور" الذي (لا يزال رئيس اليمن وفق الأطر القانونية ؛ لأن البرلمان لم يبت في استقالته ، ولأن الانقلاب قوبل برفض المجتمع الدولي الى جانب الوسطين السياسي والشعبي في البلاد).
وهنا دعاوى:

إن هادياً لا يزال وفق الأطر القانونية رئيسا لليمن (لان البرلمان لم يبت في استقالته) 

وهي دعوى تكذب نفسها ، فالبرلمان وبحسب الأطر القانونية نفسها (قد انتهت صلاحية ولايتهم كاملةً منذ العام 2009 حسب الدستور اليمني ، على أن حزب المؤتمر الحاكم (وقتذاك) وأحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) اتفقا على التمديد له "لعامين كاملين"، وقبل انقضاء العامين المقررة بقليل تفجرت الانتفاضة الشبابية في اليمن وتدخلت دول الخليج (دبلوماسياً) مسنودة من الأمم المتحدة والدول الكُبرى بمبادرة لفض الاشتباك بين الأطراف المتنازعة ، ألحقتها بآلية تنفيذية ، فكانتا (المبادرة والآلية) هما المرجعيات الأساسيّة التي حددت شكل المرحلة الانتقالية إلى أن يتم إعداد دستور جديد) وليس البرلمان المنتخب من الشعب . وفقاً للبند رقم (12) من الآلية التنفيذيّة ، فإن المرحلة الانتقالية التي بدأت منذ انتخاب عبد ربه منصور هادي (المرشح الوحيد) رئيساً للجمهورية في 21 فبراير 2012 يفترض أن تمتد لعامين من تاريخ تنصيب الرئيس وتنتهي بإجراء الانتخابات العامة وفقاً للدستور الجديد . كان مقرر لـ"مؤتمر الحوار الوطني" الذي انعقد في صنعاء بعد شهرٍ واحدٍ من انتخاب عبد ربه منصور هادي واستمر لأكثر من عامٍ ، صياغة مواد "الدستور الجديد" وهو ما قد تحقق بالفعل . غير أن الحرب كانت أصدق أنباء من الكتب ، فقطعت كل أوردة السياسة إلى أجلٍ غير مسمى ، ولم تدع مجالاً لاستكمال الإجراءات المطلوبة المتبقية لإقراره كدستور للبلاد) . الأمر الذي يشير صريحاً الى أن عدم ترك المجال لاستكمال تلك الاجراءات وإبقاء الحال على ما هو عليه هو المطلوب، فتكون شرعية هادي المزعومة مستمدة من أصوات قنابل الطائرات السعودية لا أصوات البرلمان اليمني ، فأين من ذلك الأطر القانونية!.

وقد أكد هذا المطلوبَ، جو لوريا المؤلفُ والمراسلُ في الشؤون الخارجية، في مقال له بعنوان "ما الدوافع الحقيقية للسعودية في اليمن؟ " نشرته صحيفة هافينغتون بوست الأمريكية، بقوله: "إن جمال بنعمر، الوسيط السابق للأمم المتحدة في اليمن، أحدث ضجة عندما قال لي مؤخراً: أن نحو 10 أحزاب يمنية بما فيها الحوثيون، كانت قريبة من التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة حتى أسقطت أول قنبلة سعودية على اليمن يوم 26 مارس". وقال بن عمر: "كان هناك اتفاق على جميع النقاط الرئيسة باستثناء دور رئاسة الجمهورية، ولكن الحملة الجوية السعودية عرقلت تلك الجهود المتقدمة". 

ومنه يتضح واحد من أهم الأهداف للحرب. 

وأما (مقابلة الانقلاب برفض المجتمع الدولي) فهو – إن كان – من نسيج حبائل العمالة وموازين المصالح العالمية التي ليس لها – بمنطق الحق – تقرير مصير الشعوب. ورفض (الوسطين السياسي والشعبي في البلاد) مما يضحك الثكلى.

ثانياً: محاولة جدية لاستعادة التوازن في المنطقة والحد من النفوذ الإيراني في البلاد

وهذه الهدف المدعى من نتاج (إيران فوبيا) التي أفقدت أغلب الأنظمة الخليجية رشدها وجعلتها تتورط في حروب في أكثر من بلد "عربي" ، مرة بذريعة الحد من نشر التشيع، وأخرى خطورة الملف النووي، وجديدها (استعادة التوازن في المنطقة والحد من النفوذ الإيراني في البلاد) وكأن اليمن مستعمرة إيرانية وليس بلداً مستقلاً ذا سيادة قبل وجود كثير من دويلات الخليج على خارطة العالم، وهو أمر ليس بالجديد، بل وظف الإعلام العربي لتوجيه حملته المسعورة بإشاعة هذه الذرائع منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بعد فشل الهدف الأمريكي بإسقاط نظام الحكم في إيران، إيران التي كان الخليجيون يعيشون حالة من الرضا بل الخضوع والخنوع لشاهنشاهها الذي لم يكن يقيم لهم وزناً، وليس صعباً معرفة السبب الكامن وراء هذا التحول المفاجئ، فالفرق بين الأمس واليوم هو الرضا الأمريكي وأمان اسرائيل في السابق، وعدمهما في الحاضر، بدلالة وحدة الخطاب الرسمي السعودي والصهيوني بالتركيز على البرنامج النووي الايراني، مما يدلل ليس على وجود تنسيق بين النظامين فحسب، بل توافق المصالح وتطابق الرؤى والسعي لتحقيق أهداف مشتركة.

الهدف غير المعلن

الهدف غير المعلن للحرب على الشعب اليمني – مضافاً الى أهداف أخرى - هو تطويع شعوب المنطقة لقبول السلام مع الكيان الصهيوني، ففي مؤتمر لمجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية جمع مدير عام وزارة الخارجية في حكومة الكيان الصهيوني دوري كولد بأنور عشقي الجنرال السعودي المتقاعد ومستشار رئيس الاستخبارات السابق تركي الفيصل تحدث عشقي في حضرة الإسرائيليين والأمريكيين قائلا: " في الجزيرة العربية هناك حقل نفطي واعد في الربع الخالي سوف يلزم دول مجلس التعاون واليمن ان تتحد لحمايته وحماية مكتسباتها وهذا الاتحاد سوف يكون على شاكلة او يجب أن يكون على شاكلة الدستور الأمريكي ". 

حديثه عن الحقل النفطي الواعد في اليمن كشف الهدف الحقيقي في استهداف اليمن والسعي الى تقسيمه والعدوان عليه خدمة للمطامع الأمريكية الصهيونية في المنطقة .

ولم يقتصر الأمر هنا ، فللمخطط بقية .

فيقول عشقي: " أما حقل أوغادين الواعد في إثيوبيا فسوف يوحد القرن الأفريقي برئاسة إثيوبيا، وسوف يتم بناء جسر بين القرن الأفريقي والجزيرة العربية هو جسر النور، الذي يربط بين مدينة النور في جيبوتي ومدينة النور في اليمن، وهذا يتطلب عدة أمور: 

الأول: تحقيق السلام بين العرب وإسرائيل.

الثاني: تغيير النظام السياسي في إيران.

الثالث: وحدة مجلس التعاون.

الرابع: تحقيق السلام في اليمن وإحياء الميناء الحر في عدن.

الخامس: إنشاء قوة عربية بمباركة أوروبية وأمريكية لحماية الدول الخليجية والعربية والمحافظة على الاستقرار.

السادس: السرعة في إرساء قواعد ديموقراطية بثوابت إسلامية في العالم العربي:

السابع: العمل على إيجاد كردستان الكبرى بالطرق السلمية؛ لأن ذلك سوف يخفف من المطامع الإيرانية والتركية والعراقية.) 

(تَعد كلمة أنور عشقي أيضًا سابقة غير معهودة، فهذا اللقاء بين شخصية سعودية وأخرى إسرائيلية والذي ظهر فيه توافق تام في المصالح بين الطرفين لم يكن من الممكن أن يتم خلال الأعوام الماضية أو حتى خلال الشهور الماضية، وحسب ما أوضحته صحيفة بلومبيرج الأمريكية فإن هذا اللقاء جاء بعد خمسة لقاءات سرية بين السعودية وإسرائيل تم فيها مناقشة قضايا إقليمية أهمها قضية إيران) 

(وترجع أهمية إسرائيل للنظام السعودي إلى حرب 1967، عندما كان جمال عبد الناصر يمثل تهديدًا لكل من السعودية وإسرائيل بإرساله حوالي 70 ألف جندي إلى اليمن لدعم الجمهوريين في اليمن وإعلانه عن عزمه لإشعال الثورة الجمهورية في شمال اليمن لمهاجمة السعودية، ونشأ تحالف سعودي إسرائيلي بريطاني للقضاء على الثورة في اليمن، وكان دور إسرائيل يقتضي إرسال الأسلحة والإمدادات مرورًا عبر الأراضي السعودية لدعم القوات الملكية ضد الجمهوريين.

وفي عام 1981 عندما دمرت إسرائيل البنية التحتية النووية للعراق بالطيران عبر الأردن والسعودية، الأمر الذي أراح السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى من خطر صدام حسين المحتمل إذا ما أصبح يملك أسلحة نووية، وبشكل مشابه تدمير البنية التحتية النووية في سوريا في عام 2007، مزيحًا خطر النظام السوري الذي كان يمثل خطرًا على النظام السعودي) .

ومما تقدم يتبين ان السعودية لم تعد تخفي علاقاتها بإسرائيل ، بل باتت تصرح بالعمل المشترك، وذلك ما أثبته (اجتماع ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير بوزير الدفاع الإٍسرائيلي أفيغدور ليبرمان في ميونيخ قبل أيام، حيث اجتمعا في قاعة واحدة ضمن اجتماعات مؤتمر الأمن المنعقد في ألمانيا، مضافاً الى ما تقدم من كلام عشقي.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف