البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

April / 3 / 2017  |  1013"ميونخ للأمن" اصطفاف اسرائيلي سني ضد ايران..!

حسين الدغيري المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية شباط 2017
"ميونخ للأمن" اصطفاف اسرائيلي سني ضد ايران..!

استضافت مدينة ميونيخ الألمانية مؤتمرها السياسي السنوي للأمن خلال الفترة من ١٧ إلى ١٩ شباط بمشاركة 500 شخصية بينهم زعماء دول وحكومات و وزراء خارجية ودفاع ، وبحضور كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فوندرلاين ووزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل .. عقد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام وسط إجراءات أمنية مشددة ، وترأسه الدبلوماسي الألماني فولفجانج إشنجر ، وحضره نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس - وكان أول حضور خارجي بارز لإدارة ترامب ..


مؤتمر ميونيخ  او "ميونيخ للأمن" هو مؤتمر سنوي ، أسس عام 1963 على يد الناشر الألماني إيفالد- هنريتس فون كليست – شمينزين ، وكان يطلق عليه آنذاك اسم مؤتمر "الدفاع الدولي" ..  و يعد من أكبر التجمعات السياسية في العالم ، يناقش فيه وبشكل مكثف كبار الشخصيات من 70 بلدًا حول العالم السياسات الأمنية للدول والتحديات الأمنية الحالية والمستقبلية . 

ويُعد مؤتمر ميونيخ للأمن منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمرات العالم ، كونه بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.  

جبهة موحدة.. وتقارب لافت

مثل مؤتمر ميونخ تحولا لافتا في العلاقة الاسرائيلية العربية ، أو قل الاسرائيلية السنية ، من خلال الافصاح عن التطابق في وجهات النظر والعمل المشترك ، بعدما كانت العلاقات بين الاثنين يشوبها نوع من السرية ، وتبرم الاتفاقات فيما بين الاثنين في غرف مغلقة ..

وتستفيد اسرائيل من الاصطفاف الطائفي لتشكيل جبهة موحدة ضد عدوها الاول في المنطقة أيران، حيث أعلنت دعوتها من خلال "ليبرمان" لعقد مؤتمر إقليمي لما سماه بـ (السلام الإقليمي مع الدول العربية المعتدلة ) ، واشارته لإيران واتهامها بزعزعة استقرار وأمن السعودية ، بل الشرق الأوسط كاملا ، مؤكدا دعوته لاجراء محادثات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول السُنية من أجل العمل ضد إيران .

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد عبر في وقت سابق عن فرحه لهذا التطور اللافت ووصف العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية في كلام له نقله عنه  موقع جريدة (التحرير ) الالكترونية ، قائلاً : " إنه للمرة الأولى في حياتي، وللمرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل هناك دول عربية في المنطقة ترى في نفسها شريكة لنا ، وليس أعداءً ، وأنا مؤمن أن هذا التغيير سيؤدي لتعزيز الأمن وتحقيق السلام" على حد تعبيره.

كما نقلت صحيفة القبس الكويتية عن نتنياهو أيضا في خبر نقلته الاذاعة الإسرائيلية ، وصف من خلالها تطور العلاقات الاسرائيلية مع الدول العربية ؛ بانها تمر بمرحلة « تحول جذري ».. حيث قال: ان « هذه الدول باتت تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها بل حليف وسند مهم في وجه التيار الإسلامي المتطرف وإيران اللذين يهددان الجميع».

وأضاف: « إسرائيل اعتقدت في الماضي أن التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين سيتيح لها تحقيق السلام مع العالم العربي .. ولكن يمكن لهذه العملية أن تسير في الاتجاه المعاكس أيضا»، معتبرا أن « توطيد العلاقات مع العالم العربي قد يؤدي إلى سلام واقعي ومستقر مع الجانب الفلسطيني ». 

و تجدر الإشارة إلى ان فكرة التقارب الاسرائيلي العربي (السني) هي فكرة ليست حديثة بل دعا اليها الرئيس الإسرائيلي الأسبق ، شمعون بريس في العام 1994 ، وعاد وكررها في العام 2002، ثمّ في العام  2009 ، فقال أنه " لمواجهة إيران وخطرها علينا أن نتحالف مع السنة العرب"،حيث تحدث بيريس في مذكّراته عن "شرق أوسط جديد تكون فيه للعبقرية اليهودية وللمال الخليجي شراكة تصنع الازدهار" ، ثم طوّر بيريز نظريته ، قائلا: "لمواجهة إيران وخطرها علينا أنْ نتحالف مع السنة العرب".

السعودية تنزع القناع

 مثلت الدعوة التي اطلقتها المملكة العربية السعودية في ميونخ ووافقتها في الطرح إسرائيل لمواجهة إيران ، تناغما لافتا بين الاثنين ، وإشارة بارزة للتوافق المتزايد فيما بين الاثنين والانتقال في علاقتهما من السرية نحو العلن ، ولتمثل بحق مرحلة مهمة لنزع الأقنعة والظهور الى العلن في علاقة سرية امتدت لسنين طويلة.

وكان وزير الخارجية السعودي ، عادل الجبير ، قد وصف طهران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب العالمي والقوة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط .. وأفاد الجبير بحسب "رويترز التي نقلت تصريحه: أن المجتمع الدولي يحتاج إلى وضع "خطوط حمراء" واضحة لوقف تصرفات إيران مطالبا بفرض قيود على المعاملات المصرفية والسفر والتجارة لدفع طهران على تغيير تصرفاتها.

وفي تناغم مع تصريحات الجبير ، قال وزير الأمن الإسرائيلي ليبرمان: إن إيران هدفها تقويض السعودية في الشرق الأوسط ودعا إلى حوار مع الدول العربية السنية لهزيمة العناصر "المتطرفة" في المنطقة .. وقال للمندوبين في المؤتمر: " الانقسام الحقيقي ليس بين اليهود والمسلمين.. ولكن معتدلون في مواجهة متطرفين" في اشارة واضحة الى أيران في كلامه.

ويأتي هذا التناغم تأكيدا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون التي ألقاها أمام المؤتمرين في العام الماضي ، بقوله : " إن الإسرائيليين لديهم قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة ، مشيرًا إلى أنه ليس فقط مصر والأردن ، بل في بعض دول الخليج وشمال أفريقيا - وللأسف هم ليسوا هنا للاستماع لأقوالي ، وبالنسبة لهم أيضًا تعتبر إيران والإخوان المسلمين أعداء ، فإيران هي الرجل الشرير بالنسبة لنا وبالنسبة للأنظمة السنية إنهم لا يصافحوننا علنًا ، ولكن نلتقي في غرف مُغلقة "..

وأضاف يعلون بالقول : "هناك مصالح مشتركة لدى "إسرائيل" مع "الأنظمة السنية"، وعلى رأسها الصراع ضدّ إيران ، نحن نعتبر السعودية زعيمة المعسكر السني ضدّ إيران.

وفي السياق ذاته ، رأت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية أن جبهة موحدة ضد إيران كانت تتشكل في مؤتمر ميونخ من إسرائيل والسعودية بهدف فرض عقوباتٍ على إيران.

ووفقا لتقديرات الصحيفة ، فإن تصريحات كل من وزير الأمن الإسرائيلي ، أفيغدور ليبرمان ، ووزير الخارجية السعودي ، عادل الجبير ، تشير إلى تنسيق متزايد بين الطرفين في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

هذه التصريحات اعتبرتها صحيفة "معاريف" العبرية استمرارًا لتصريحات الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو ، حول العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية التي سمتها معتدلة ، وتشير لإمكانية تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

تركيا تنضم للجبهة

 بالإضافة للسعودية التحقت في ميونخ تركيا ايضا لتشكل جبهة موحدة ضد أيران  لتكريس الاصطفاف الطائفي في المنطقة والمستفيد بالطبع اسرائيل ، فقد انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ما أسماها "سياسة إيران الطائفية التي تهدف إلى تقويض البحرين والسعودية .. وأضاف الوزير التركي: "تركيا تعارض تماما أي انقسام سواء ديني أم طائفي. و من الجيد أن نقوم حاليا بتطبيع علاقاتنا مع إسرائيل".

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن  وزير الخارجية تشاووش أوغلو انه قال خلال مؤتمر ميونخ الأمني: إن "إيران تريد تحويل سوريا والعراق إلى المذهب الشيعي"، مشيرا الى ان تركيا تعارض قيام اية طائفية في المنطقة ، داعية ايران في الوقت ذاته الى الكف عن زعزعة استقرار المنطقة".

وفي محاولة للتخفيف من حدة تلك التصريحات قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إن بلاده لا ترغب في التصعيد مع إيران لكنها لا تستطيع أن تغض الطرف عن محاولات طهران لتوسيع نفوذها في المنطقة، وذلك في إطار سجال بين البلدين بشأن مواقفهما الإقليمية.

وأضاف قالين في تصريحات صحفية أن موقف بلاده واضح جدا من موضوع مكافحة الإرهاب في كل من سوريا والعراق ، داعيا طهران والدول الأخرى إلى تقدير مساعي وتضحيات بلاده التي تقدمها في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت طهران استدعت السفير التركي لديها بسبب التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي اتهم فيها الجمهورية الإيرانية بزعزعة استقرار المنطقة.

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي -في إشارة إلى تصريحات ميونيخ- "سنتحلى بالصبر إزاء مواقفهم، لكن للصبر حدودا".

وعادت وزارة الخارجية التركية لتقول إنه ينبغي لحكومة طهران "مراجعة سياساتها الإقليمية واتخاذ خطوات بناءة بدلا من انتقاد الدول التي تنتقد إيران".

إصطفاف سني

التصريحات المتوافقة في ميونخ من قبل السعودية وتركيا مدروسة ومتعمّدة ومقصودة وليست زلّة لسان .. خصوصاً وأنّ المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو ، دعا الحكومة الإيرانية إلى اتخاذ خطوات بنّاءة وإعادة مراجعة سياساتها الاقليمية ردّاً على التصعيد السياسي الإيراني.. 

كما ان هذه التصريحات أكدها الرئيس التركي خلال جولته الخليجية بعد مؤتمر ميونخ وإعادة إتهام ايران بمحاولة زعزعة إستقرار المنطقة والسعي للتوسّع الفارسي ونشر التشيّع في سوريا والعراق.

وتاتي هذه التصريحات التركية كانعكاس للاصطفاف الطائفي السني والتفاهمات الاستراتيجية الثنائية والإقليمية الواسعة التي ابرمت في الخليج بعد زيارة الرئيس التركي للبحرين والسعودية وقطر ، وما سبقها من تطبيع تركي - إماراتي كامل ختم بزيارة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار إلى الإمارات وإعلان زيادة التنسيق العسكري بين البلدين.

تحول الموقف التركي المفاجئ تجاه إيران - خصوصًا بعد جولة أردوغان الخليجية - حمل العديد من الدلالات، أولها من حيث التوقيت كونه جاء وبشكل شبه منظم وبوتيرة متصاعدة من عدة مسؤولين أتراك على مستوى كبير من التأثير، منذ الجولة الخليجية، مما يعني أن تركيا قدمت دعمًا أكبر لدول مجلس التعاون الخليجي، فيما يتعلق بالوقوف ضد سياسات طهران في المنطقة، وأرادت إظهار ذلك إعلاميًا مقابل تعزيز العلاقات معها، ورفع مستوى التعاون على جميع المستويات، خاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية خلال الفترة المقبلة.

على ان هذا الاصطفاف تُوِّج بتقارب لافت مع الصهاينة ، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية تأييدها لهذا التوجه على لسان الرئيس الأمريكي، حيث أُطلق عليها تسمية "القراءة الإقليمية الجديدة" ، في وقت أكد فيه سفيره الجديد في تل أبيب ديفيد فريدمان أن العرب  والإسرائيليين يجمعهم القلق من إيران.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف