البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الصحابي سلمان المحمدي (رض) في كتابات المستشرق ماسينيون - دراسة تحليلية لنظريات المستشرقين

الباحث :  د. ياسين حسين علوان الويسي - قسم الشريعة / كلية العلوم الإسلامية / جامعة سامراء
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  5
السنة :  السنة الثانية - صيف 2015 م / 1437 هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 16 / 2016
عدد زيارات البحث :  8593
الصحابي سلمان المحمّدي (رض)
في كتابات المستشرق ماسينيون
دراسة تحليلية لنظريات المستشرقين

د. ياسين حسين علوان الويسي(*)

المقدمة
لاشك في ان للمستشرقين دوراً هاماً في التنقيب عن تراثنا، ولفت انظار الباحثين الى اهمية ذلك التراث. فقد حقق المستشرق هنري كوربان مؤلفات السهروردي الإشراقي، وكشف اللثام عن مؤلفات الفلسفة الإشراقية في تحقيقه لكتاب حكمة الإشراق ومجموعة في الحكم الإلهية والذي تضمن نصوصاً مهمة في فلسفة الإشراق ثم كتب المستشرق الروسي ايفانوف عن (أم الكتاب) وحقق نصه وهو من تراث الإسماعيلية كذلك المستشرق جولد تسيهر الذي كتب في الشريعة والعقيدة في الإسلام ومن ثم جاء ماسنيون الذي عمل على ابراز تراث الحلاج ونشر اخباره وتحقيق كتاب الطواسين ونشر ديوان الحلاج، وكتب بحوثاً عدة عن هذه الشخصية التي اختلف حولها رأي اصحاب الفكر في الوسط الإسلامي وكي لا نغبط حق احد من المستشرقين الذين لم نذكر اعمالهم فإننا نشكرهم ونعتذر لهم لعدم ذكرهم وذكر اعمالهم لعدم الإطالة اما عن ماسنيون فقد افاض قلمه حول الصحابي سلمان المحمدي لذا اخترنا كتاباته حول سلمان عنواناً لبحثنا الموسوم (الصحابي سلمان المحمدي في كتابات المستشرق ماسينيون، دراسة تحليلية لنظريات المستشرقين) وقد تضمن ثلاثة مطالب : الأول حول : حياة ماسنيون ومؤلفاته والثاني : حول موقف ماسنيون من نظريات المستشرقين حول سلمان والثالث : تحليل ماسنيون لخبر سلمان الخاص بإسلامه وصلته بأهل البيت (ع). ثم ختمت بحثي هذا بخاتمة تضمنت اهم ما توصلت اليه مع توصيات لزملائي الباحثين حول هذا الموضوع المهم.
سائلاً الله العلي القدير أن ينفعنا وينفع بنا ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم انه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلّ اللهم على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

■ المطلب الأول : لويس ماسنيون حياته و اعماله:
يبدو ان علينا قبل الكتابة عن مباحث ماسنيون حول الصحابي سلمان يجب التعرف على ماسنيون ونبذة عن حياته كما يقدمه لنا الدكتور عبد الرحمن بدوي فيقول: "ولد لويس ماسنيون (Louis Massignon) في الخامس والعشرين من شهر يوليو سنة 1883 (الف وثمانمائة وثلاثة وثمانين) في ضاحية نوجان على نهر المارن... احدى ضواحي باريس. وكان ابوه فرناند ماسينيون فنانآ، درس الطب ثم عدل عنه الى الفن واشتهر خصوصا بفن النحت عامة وبنحت الجبس... خاصة وقد اتخذ له في عالم الفن اسما مستعارا هو بير روش (Pierre Roche)، واشتهر في الاوساط الفنية في باريس في الربع الاخير من القرن الماضي وبداية هذا القرن، وكان لهذا اثره في تنشئة ابنه؛ فقد نشأ نشأة عقلية فنية. وبقي تذوق ماسنيون الفن، والإسلامي منه بخاصة من العلامات البارزة في انتاجه الروحي، وله في هذا الباب صفحات رائعة. ولعل هذا الجانب الفني الذي لقنه من ابيه هو الذي وجهه الى العناية بالآثار الاسلامية فاستهل بها نشاطه الروحي)([1])، اما عن نشأته فقد (قضى دراسته الثانوية في ليسيه لوجران Louis Le Gran المشهورة في باريس وهناك التقى في سنة 1896 م وهو بالصف الثالث بهنري ماسبيرو([2]) الذي اصبح فيما بعد من كبار المتخصصين في الدراسات الصينية، فتكون لدى كليهما ميل مشترك للدراسات الشرقية فالتحقا (بالمدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية) وهي التي تخرج فيها اجيال متلاحقة من المستشرقين الفرنسيين والاجانب... وحصل لويس ماسينيون على البكالوريا في 3 اكتوبر 1900م قسم الاداب والفلسفة، وعلى البكالوريا قسم الرياضيات... وقد حرصنا على ذكره لنوضح لماذا ظل طوال حياته مولعا بالرياضيات... سافر في رحلة قصيرة الى الجزائر عام 1901 عاد بعدها الى باريس لمتابعة دراسته الجامعية، فحصل على ليسانس الأداب ... سافر الى مراكش في ابريل 1904 وكتب بحثاً عنها صغيراً)([3])، بعدها بدأ حياته الاستشراقية حيث عين عضوا في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، اما اعماله فقد قدم لنا الدكتور عبد الرحمن بدوي رحمه الله نبذة عن حياة المستشرق الكبير ماسينيون وأعماله حيث اعتبر وفاته خسارة كبيرة للدراسات الاسلامية.
وحينما قارن بينه وبين اقرانه من المستشرقين امثال (نيلدكه)([4]) و(نيلو)([5]) و(جولد تسيهر)([6]) عدّه متميزاً عنهم جميعا: (بنفوذ النظرة وعمق الاستبطان والقدرة على استنباط التيارات المستورة وراء المذاهب الظاهرة والافكار السطحية، ومرد ذلك الى مزاج شخصي خاص جعل حياته الباطنة ثرة عامرة بأعمق المعاني الروحية، ولم يكن ظاهري المذهب في اي بحث طرقه حتى لو كان في صميم المباحث العلمية او الاثرية و بريء من دعاوى النزعة التاريخية (Historicism) التي اصابت ابحاث (نيلدكه) و( جولد تسيهر) بالمغالاة في تلمس الأشباه والنظائر- الخارجية السطحية في الغالب الأعم- ايذاناً بالتأثير.وهو منهج ينطوي على مصادرة و افراط)([7])، كان من بين ما ذكره الدكتور بدوي من فضائل ماسنيون انه (نأى بنفسه جانباً عنها-اي مناهج الاخرين من المستشرقين- ولئن لم يغال في الاستبطان مما يدفع ماسنيون احيانا الى اضفاء روحانية عميقة على ما لم يكن في ذهن اصحابه غير حرفية او وضعية بسيطة، فما كان ذلك الا نتيجة اشتغاله المتواصل بفهم اسرار الصوفية وهي بطبعها ذات معنى (مطلع) اي يدعي الكشف عن الباطن المجهول من الظاهر)([8]).
وما تميز به ماسينيون ايضا: (عمق الايمان الديني بالمعنى الادق الاسمى الواسع الذي يضم بداخله كل المعاني السامية في كل الاديان –كتابية او غير كتابية، سماوية او غير سماوية، موحدة أو غير موحدة- مما جعله اقدر على فهم دقائق الايمان في كل الاديان، و إن كان اختياره الرسمي قد اختار الكاثوليكية منذ ان عاد اليه ايمانه في سن الخامسة والعشرين)، ثم بين الدكتور بدوي اختيارات ماسينيون للموضوعات التي عرضها ومن اهم ما توافر عليه دراسته للتصوف الاسلامي عامة(وفي الحلاج بخاصة، فما كان ذلك في الواقع غير جانب واحد من جوانب فكره المتعدد الاصيل في كل ما تناوله. فقد عني بالآثار الاسلامية واستهل بها نشاطه العلمي، واهتم بكل المشاكل العصرية في البلاد الاسلامية و بتاريخ النظم الاجتماعية في الاسلام، واولى الدراسات الفلسفية والعلمية رعاية تشهد له باليد الطولى فيها. وتوفر على الدراسات الشيعية بكل تطوراتها وفروعها، وخصوصاً المغالية منها كالقرامطة والنصيرية والاسماعيلية، لأنه كانت تستهويه المذاهب المستورة والحركات السرية، الروحية والسياسية، في تاريخ الاسلام، فضلا عن ارتباطها في بعض الاحيان بصاحبه الذي رافقه طول حياته، اعني الحلاج) الذي تأثر به كثيرا وعني بأعماله كثيراً (فنشر سنة 1931م (ديوان الحلاج) مع ترجمة فرنسية رائعة. وعكف على اخباره، فأخرج هو وباول كراوس([9]) كتاب (اخبار الحلاج) مع ترجمة فرنسية ومقدمة، واعيد طبعه مرة ثانية سنة 1957 وكتب دراسة عن (اسانيد) اخبار الحلاج سنة 1946وبحثاً عن (حياة الحلاج بعد وفاته) في السنة نفسها، ودراسة عن (المنحى الشخصي لحياة الحلاج) نشرها في مجلة (الله حي) ... و(كتابات العطار عن الحلاج).. ونشر (قصة الحلاج) سنة 1954م وهي قصة بلغة شعبية وكان قد بدء حياته العلمية مع الحلاج عام 1909م حيث كتب بحثاً بعنوان (عذاب الحلاج) وثنّى عليه ببحث نشر في RMM بعنوان : (الحلاج الشبح المصلوب والشيطان عند اليزيدية).
وارتبطت بذلك دراسة (الكتب المقدسة عند اليزيدية) في RMM عام 1911م وهم عبدة الشيطان في شمال العراق الذين يدعون الانتساب الى يزيد بن معاوية ويقيمون حتى الان في جبل سنجار([10]) وكان اول بحث كبير ينشرعن الحلاج هو كتاب (الطواسين) سنة 1913: النص العربي والترجمة الفارسية تبعاً لمخطوطات في استنابول و لندن مع دراسة جيدة قدم بها بين يدي هذه النشرة. ثم نشرته لأربعة نصوص تتعلق به سنة 1914م. وعهدت اليه دائرة المعارف الاسلامية ان يكتب مادة (حلاج) سنة 1914م وكذلك مادة (حلول) وهي تتصل ايضاً بالحلاج فكتبها. اما عن كتابته حول سلمان المحمدي فإنها كانت نتيجة لزيارته الى قرية سلمان باك على بعد 20 كيلو متر من بغداد، ظل ماسينيون يحتفظ بانطباع عميق عن الصحابي العظيم الذي به انتسب الفرس الى آل بيت رسول الله استناداً الى حديث: "سلمان منا اهل البيت". فنشر بحثا بعنوان: (سلمان باك والبواكير الروحية للإسلام الايراني) في ضمن مجموعة مباحث (جمعية الدراسات الايرانية سنة 1934 وقد ترجمناه الى العربية) فضلاً عن اهتمامه بسلمان اهتم بمذهب الشيعة وما يتفرع عنه بخاصة من مذاهب مغالية، فكتب عن (النصيرية) في دائرة المعارف الاسلامية، وثبت مراجع عن النصيرية سنة 1929م. (وثبت مراجع عن (القرامطة) و(الاسس الشيعية لأسرة بني الفرات)...وشغل خصوصاً بالسيدة فاطمة (ع) بنت الرسول فكتب عن مكانتها عند الشيعة. . .سنة 1928- 1929م و عن (المباهلة في المدينة و فاطمة) باريس سنة 1955م) وكذلك اولى اهتمامه في السنوات الاخيرة (بأهل الكهف. فبعد ان القى عنهم بحثاُ في مؤتمر المستشرقين العشرين المنعقد في بروكسل في سبتمبر سنة 1928 م، ونشر في اعمال المؤتمر سنة 1940م _ص 302-303) عاد اليهم في سنة 1950... ثم كتب بحثا جامعاً عن اهل الكهف نُشر في مجلة الدراسات الاسلامية سنة 1955م، وفي اخر عدد منها سنة 1962؛ استوعب فيه قصة اهل الكهف في الاسلام و المسيحية وجمع وثائق عنها وصوراً واثاراً). ويبدو ان النشاط الفكري الذي كان يتميز به ماسنيون جعله (موفور النشاط والحيوية الى اقصى حد، شاعراً بأن له رسالة روحية تقتضي الحركة الى جانب الهدوء في الدراسة. وظل على هذه الحال من الحيوية والبحث والحركة حتى توفي في 31 اكتوبر سنة 1962 م . ولعله لم يكن يردد في لحظاته الاخيرة غير هاتين الآيتين الكريمتين اللتين كان يرددهما في ليلته بإستمرار، متأثراً بصديق حياته الروحية، الحلاج: )لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ(([11]) – وقوله تعالى: ) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْـحَقُّ(([12])، لم يكن الحلاج يردد هذه الآية الاخيرة في اوج لحظات عمره، اعني في لحظة الاستشهاد في سبيل الحق)([13]). وكانت دراسته المعمقة حول سلمان ومدينة سلمان من اهم ما يعنينا في هذا البحث بالإضافة الى صلة سلمان بآل البيت (ع)، والمباهلة التي خصص لها بحثاً منفرداً ذكرناه اعلاه واهتمامه بالسيدة فاطمة (ع) بنت رسول الله(ص).

■ المطلب الثاني : موقف ماسنيون من نظريات المستشرقين حول سلمان:
لابد من ان نشير الى ان ماسينيون صاحب منهج تحليلي من خلال عرضه وتمحيصه لنظريات المستشرقين حول (سلمان) فقدم نظرته لهذه الشخصية قبل الخوض في تفصيل نظريات المستشرقين حولها حيث قال : (جرى اهل السنة والشيعة معاً على عد سلمان الفارسي، من بين كبار الصحابة، ذا مكانة خاصة: فهو احد الثلاثة السابقين الى الاسلام من غير العرب وهم : سلمان الفارسي، وصهيب الرومي، وبلال الحبشي، والصورة التقليدية لهذا "الاعجمي" ذات ملامح بارزة الرسوم. وُلِدَ في فارس وجذبته الى المسيحية نزعة الى الزهد الحادة، وتنقل وهو لا يزال في موجة الشباب، من شيخ الى شيخ ومن مدينة الى مدينة، مستهدفاً للنفي والرق، وكل هذا ليس فقط من اجل ان يظفر بطريقة في الحياة اشد قساوة، وبتوحيد خالص من نوع ما يبحث عنه الحنفاء([14]) بل وايضا للاتصال برسول من رسل الله وُصِفَ له ووجده اخيرا في محمد (ص) الذي قرب اليه)([15]) ثم يؤكد ماسينيون الدور الريادي لسلمان في الإسلام حيث يذكر انه (هو الذي اشار عليه ـ أي على رسول الله (ص) بحرب الخندق، وبقى بعد موته الصاحب الصدوق لآل البيت، اعني لأتباع علي (ع) ـ والمدافع عن حقوقهم المشروعة المهضومة الى ان توفي بالمدائن في العراق)([16]) قدم ماسنيون نظريات المستشرقين الناقد لحقيقة وجود سلمان في الاسلام واعتبار الاخبار الورادة عنه مجرد اساطير وخرافات وبحسب قراءاته لهذه النظريات يقول ماسينيون (و يلوح من اول وهلة أن الوثائق الخاصة بحياته غير متجانسة. فثمت اولاً : رواية طويلة متصلة تروي سيرته، وخبر عن اسلامه)([17]). وهذا يعني ان هناك رواية متصلة السند يعني ذلك ابتداء ان هناك حقيقة اسمها سلمان وليست اسطورة او خرافة. ثم يتابع المسألة بشيء من الريبة واخفاء عنصري سياسي في المسألة فيقول : "وبعد هذا لا نجد عن بقية حياته غير معالم نادرة متباعدة تدور حول مسألتين جوهريتين :وثاقة الصلة بأهل البيت (ع) (حديث: سلمان منا اهل البيت) ودفاعه السياسي عن احقيته على " قوله : كرديد ونكردير" واذا امعنا النظر برزت لنا مشاكل اخرى، اشار اليها من قبل كثير من المؤلفين المسلمين، وبخاصة من الشيعة، وحاولوا حلها على نحو ظاهرالتلفيق)([18]) ثم يورد دراسة (لكليمان هيوار)([19]) فيها ثلاث روايات لخبر سلمان ينتهي به الى تقرير (عدم صحته من الناحية التاريخية، بيد انه أيّد الخبر القائل بوجود سلمان في غزوة الخندق)([20]). و يذكر ماسنيون رأياً لمستشرق آخر وهو هوروفتس([21]) في رسالة يقول انها موجزة مركزة حادة وفيها حاول (ان يثبت ان اسطورة سلمان ليست الا خرافة تولدت عن بحث اشتقاقي يتعلق باللفظ (خندق) وبدا في هذا من اشياع النظرية التي قال بها ماكس ملر([22]). الذي حاول اكتشاف اصل الخرافات في (مرض اللغة) فيرى هوروفتس ان الاسم (سلمان) وجد في البدء في الاثبات غير الدقيقة التي وضعها المدافعون عن الاسلام وسجلوا فيها اسماء (الشهود الكتابيين) من يهود ونصارى امنوا برسالة النبي في اولها. وهذا الاسم منسوب الى فارسي بطريقة غامضة، قد افاد في تزييف حكاية قصة الخندق، وكلمة (خندق) المعربة منذ زمان قديم، ولكنها من اصل ايراني، وتدل على حيلة حربية يقال منشأها فارسي)([23]) وهذه اللفظة هي التي (اوحت بالفكرة التي جعلت من سلمان "الفارسي" هذا، الذي لم يكن يعرف عنه شيء، مهندساً فارسياً، ومزدكياً اعتنق الإسلام ومستشاراً خاصاً لمحمد (ص) وعن الهاشميين، وابتدأ من هذا الغرض، لم ير هوروفتس في بقية التفاصيل الخاصة بسيرة سلمان غير نتائج عن هذه الخرافة المتوالدة عن الاشتقاق: فإن ذُكر من بين من شاركوا في عملية المؤاخاة (بين المهاجرين والانصار)، فما هذا الّا لتأييد أنه احد الصحابة، واذا ذكر على انه من بين المحاربين في العراق: في القادسية والمدائن والكوفة و بلنجر، فما ذاك الا بوصفه فارسياً)([24]).
هذه الآراء التي سوف نعود الى مناقشة ماسينيون لها وبيان موقفه منها اما ما يتعلق (بصلته الوثيقة بآل البيت، وتبنيه فيهم كما يشهد بذلك مقدار ما كان يصرف له من عطاء من بيت المال في عهد عمر، وتدخله في جانب علي سنة 11 هــ - فتلك اضافات شيعية للصورة الاشتقاقية الاولى. ولا شيء ثابت إذن في كل هذه السيرة غير اسم (سلمان) وهو حرف عربي، واسم معروف، اخترعت له أولاً كنية ـ أبو عبد الله ـ "دون تقدير ان المولى لاحق له فيه" ثم اضيف اليه من بعد اسم فارسي يسبقه، والفرس الذين اسلموا هم الذين اخترعوا بخيالهم كل تلك التفاصيل)([25]) والان نرى كيف بدء ماسينيون بإيراد اعتراضاته على هذا النقد التاريخي ذي النزعة الاسمية كما يقول. و يذكر هذه الاعتراضات مجملاً وتفصيلاً فأما المجمل منها فهي :
اولاً: ان التفسير الخرافي، او بالأحرى الغنوصي([26]) لشخصية ما لا يستبدل بواقعة انسانية حقيقية شبحاً متأخراً غير حقيقي – بل هو يعبر عن حاجة اجتماعية الى التفسير الكلي، وعن رد فعل غالباً ما يكون شبه مباشر، عصري للواقعة الانسانية التي تدعو اليه، والتعبير المتناقض الذي يحاوله هذا التفسير ليس بطبعه باطلاً غير مقبول)([27]) اذن ماسينيون يعترض على النقد من جهة ويعطيه مقبولية من جهة اخرى فهذا تناقض من صاحب النقد، وتناقض من المعترض ايضا. ثانياً: (ان الخرافة القائمة على الاشتقاق لا يمكن ان تنشأ في حضارة ما إلا في مرحلة معلومة من مراحل التطور النحوي، وصورة سلمان قد وضعت في الاسلام العربي قبل هذه المرحلة)([28]) والاعتراض الآخر الذي يسجله ماسينيون يضمنه فيما اجمل من اعتراضات فيقول: (ثالثاً:من الصحيح ان اسطورة سلمان قد نمت و حفظت خصوصا بفضل عناية المسلمين الفرس، لكنها تكونت وتحددت في صورة عربية اولا في الكوفة، ولم تفرض نفسها شيئاً فشيئاً على العناية الشعبية الايرانية إلّا أنَّ ذكرى هذا المولى العجمي من صحابة الرسول قد بقيت، اي ان صورة سلمان لم تخترع بواسطة الاندفاع اللاشعوري للانتقام الشعوبي العنصري عند الفرس)([29]).
ثم يفصل ماسينيون هذه الاعتراضات فيقول: (ولننتقل الى التفصيلات لم يستطع نقد هوروفتس لعله – ان يتجه الى التنافر الجوهري بين هذا المزيج : (سلمان + الفارسي) بين اسم عربي " ذي صبغة آرامية " و نسبة ايرانية، وهذا من الغرابة الظاهرة بحيث لا يمكن ان يكون هذا المزيج قد صنع في عهد متقدم. في حين نجد ان بقية (الشاهدين) على نبوة الرسول، كتابيين وغير كتابيين، ومن عنى الإخباريون بذكرهم حول شخصية النبي (ص) ـ بحيرا سرجيوس وتميم الداري وغيرهما، يبدوان محوطين بالغموض([30]) في صورة باهتة مشكوك فيها ، نرى ان لدينا سلستين ثابتتين تضعان صورة سلمان في الاطار التاريخي للمشاجرات (بين الصحابة)([31]) قدم المناقشات بين فرق الشيعة في الكوفة حول دوره الديني عند الرسول و علي ومحاولة ازدواج شخصيته ـ (مما وافق عليه البخاري وانكره ابن حبان)([32])... اضف الى هذا على سبيل التذكرة ـ المطالب التي تقدم بها منذ مستهل القرن الثالث الهجري اعقاب مزعومون لأخ، او لبنات سلمان ـ قدم الزيارات الى قبره في المدائن)([33]) ثم بعد ان ينتقد ماسنيون آراء هوروفتس نراه في ناحية اخرى يعد هذا النقد مقنعا في كثير من النقاط التفصيلية([34]). و ذهب ايفانوف([35]) الى فرضية هوروفتس من دون ان يكون متأثراً به، حيث بحث في (ام الكتاب) الاسطورة الغنوصية والمكانة الخاصة لسلمان فيها فكان بحث ايفانونف ذا طابع غنوصي ديني مانوي، لا كما يرى هوروفتس من انه اسطورة ذات طابع شعوبي عنصري(ايراني) لذا يرى ماسينيون ان بحث ايفانوف اكثر تنويعا وادعى الى القبول([36]).
ويفصل ماسينيون ذلك ويوضحه فيقول: (ليس من الممكن ان نعزو اختراع صورة سلمان لتأثير حضاري فارسي في الكوفة التي لم تبدأ شوارعها تأخذ اسماء ايرانية الا في سنة 132هــ عندما غزاها جيش العباسيين الخراساني، والثورتان اللتان قام بها الموالي سنة 43 هــ وسنة 67هـ بالكوفة كانتا ايضا ذواتى طابع عربي (يجب ان لا ننسى ان اللغة الفارسية لم تبعث في صورة ادبية وبفضل الشعوبية الا في القرن الثالث)، بيد ان اسلام الحمراء، وهي حاميات فارسية (اصبحت عربية في الحيرة واليمن) في سنة 14وسنة 17 هـ، واستيطانها الكوفة والبصرة (وربما المدائن ايضا) وتقويتها بالموالي من ابناء السبايا الفارسية اللائي اُخِذوا في عين تمر و جلولاء (من سنة 12 الى 17 هـ) حينما يصبحون شباباً، نقول ان هؤلاء كونوا وسطا هجينا، في الكوفة خصوصاً. وفي هذا الوسط حدث غليان فكري هو ما يسمى بأسم "الغنوص"([37]) كان نتيجة للاتصال بالإسلام الناشئ المجرد للتوحيد الذي جاء به ابراهيم ... ويعزو ذلك – الى- مسألة الايمان الحاد بعقيدة جديدة تقوم على الخوارق من جانب وسط ذي حضارة عريقة يتأمل الكون المحسوس – تحت ضوء عقائده الجديدة – من خلال المنشور المضيء لأساطيره القديمة)([38]).
ويرى ماسينيون ان بحثه هنا ليس بخصوص بيان هذا المفهوم اي الغنوص الاسلامي وبيان تكوينه، او عرض الدور الاساسي الذي قامت به الشيعة في هذا التكوين وتوضيح ما اخذته السنة عنه بطريقة مستورة ـ من العقل الاول الى النور المحمدي ـ وانما ليسجل مع ايفانوف حقيقة مفادها ان بعضا من ملامح يزدان (إله الخير عند المانوية) ومن الانسان الاول عند المانوية الشرقية قد انعكس على صورة سلمان التاريخية في ذلك الوسط الهجين لحمراء الكوفة الذين علمهم احلافهم العرب – من تميم و عبد القيس – كيف يعرفون سلمان ويحبوه([39]).

■ المطلب الثالث : تحليل ماسينيون لخبر سلمان الخاص بإسلامه وصلته باهل البيت (ع)
يبدأ ماسينيون تحليله لخبر سلمان بإيراد الروايات السبعة أو الثمانية التي رمز لكل راوٍ من اصحاب الروايات بحرف من الحروف([40]) يقول ماسينيون: (فإذا قارنا روايات هذا الخبر السبع هذه وجدنا ان بعض التعديلات الخفيفة، البارعة، تكفي لتبديل بعض الاخبار، مع بقاء الإطار العام سليماً في مجموعه)([41]) وما يسجله ماسينيون على هذه الروايات ان (العنصر المشترك الوحيد الذي بقي كما هو في كل الروايات(بغض النظر عن مسالة خاتم النبوة). هو التعارض بين الهدية والصدقة. وهو تعارض شاق لقدمه، فضلا عن هذا فلعله ليس شيئا آخر غيّر صورة اولية للاعتراضات الخاصة بالزهد مما وجهه ابو ذر الغفاري ضد عثمان، وعلى كل حال فهذا التعارض يجهل المعنى "العقاري" الذي كانت الكلمة " صدقة " قد اتخذته فعلاً ايام عثمان وفي الدعاوى التي اثيرت بين آل علي([42]) مما ضايق كثيراً من الشراح الشيعة([43]) وبعد اعتناق سلمان، كيف أمكن ضمه، وهو غير عربي الى الجماعة الناشئة في المدينة ؟ ما دام قد اعتقه جماعة، فكان يجب ان يكون معتقاً جميع الذين اسهموا في هذا العمل)([44]).
ويبين ماسينيون اختلاف المؤرخين حول مؤاخاة سلمان له من الصحابة، فيذكر رأياً للبخاري وابن سعد في طبقاته بأنه آخى ابا الدرداء عويمر الأنصاري او حذيفة وهو مهاجر حليف للأنصار وفي كلتا الحالتين يكون سلمان قد عد من بين المهاجرين ويكون قد عرف الرسول في مكة قبل السنة الأولى للهجرة([45]). وهذا الرأي لأهل السنة([46]).
ثم يذكر رأياً آخر أنه أُوخيَ بينه وبين احد المهاجرين ولعله ابو ذر الغفاري أو المقداد حليف بني زهرة([47]) وعلى هذا يكون سلمان قد وضع في نطاق قبيلة جهينة بالمدينة وقد كان فيها عبداً.. وهنا يخالف ما ذهب اليه هوروفتس من ان سلمان لم يشترك في عملية المؤاخاة، واغلب الظن ان هوروفتس اراد انكار قصة مؤاخاة سلمان، لكي ينكر خبر سلمان بالمرة. وهذا مخالف للنقل والعقل معاً فخبر سلمان موثق في كتب التاريخ والطبقات السنية والشيعية، ولا مجال لإنكاره، ويبدو ان المستشرق هوروفتس يشكك حتى في الروايات الخاصة بخبر سلمان مما هدى بماسينيون لإيراد الروايات السبع و إسنادها . وكأن هوروفتس لم يقرأ كتاب النوري الطبرسي "نفس الرحمن في فضائل سلمان" الذي اورد الروايات المتعددة في خبر سلمان بأسانيدها السنية منها والشيعية، واما العقل فإنه يحكم بوجود سلمان وانه ليس بأسطورة أو خرافة لأن العرب معروفة بالإسناد، واسانيد خبر سلمان كثيرة ومعتبرة، ثم أن قبره الموجود في المدائن دليل على وجود خبره فلا مجال لاعتبار سلمان اسطورة وغير حقيقة الا اذا سلمنا لمنهج السوفسطائية التي توهم العقل وتشكك في حقائق الاشياء وهذا ما سعى اليه بعض المستشرقين الذين يطعنون بتراثنا ويشككون في الحقائق التي لا مجال لإنكارها.

حديث سلمان منا أهل البيت :
يذهب ماسينيون الى ان (وثاقة صلة سلمان بالنبي واهل بيته –إبان حياة سلمان – على هذا الحديث: " سلمان منا اهل البيت " الى جانب بعض حكايات ليست بذات اهمية. وهذا الحديث يرويه المحدثون من اهل السنة على ان الرسول نطق به سنة 5هـ اثناء غزوة الخندق، وذلك أن الرسول قد انهى المنافسة بين المهاجرين والانصار، وقد تنازعوا سلمان، بأن الحقه مواليه الشخصيين (ومعنى هذا انه لم يكن يعد مولى له؟). والحديث يقوم على رواية واحدة لراوٍ من المدينة هو كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف الشكري (توفي 89هــ) ولم يعترف به (ويقال) ابن هشام والواقدي بوضوح. والمناسبة التي اتى بها ابن كثير غير كافية، فهي تعلة متخيلة للتخفيف من معنى هذه الكلمة المشهورة)([48]). ثم نلاحظ كيف أن ماسينيون يحاول ان يضرب الحديث من اساسه حيث يقول: (والحق اننا لو عنينا بجميع الاقتباسات الاقدم عهداً، لشاهدنا أن هذه الكلمة مأخوذة من عبارة مسهبة تلخص شمائل سلمان في اربعة فروع، وهي عبارة لا يمكن ان تكون قد قيلت الا بعد موت سلمان، ووضعت على لسان احد الائمة :علي أو الباقر. وها هي ذي:
سلمان إمرؤ منا والينا اهل البيت .
من كلم بمثل لقمان الحكيم. (وفي روايات نادرة يستبدل بها- وكان بحرا لا ينزف ولا يدرك ما عنده).
علم العلم الأول والعلم الآخر(في بعض الروايات أدرك علم الأولين وعلم الآخرين)، ويوجد بدلاً منها احياناً :ادرك علم الأول وعلم الآخر- أو وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر.
(الجنة تشتاق اليه كل يوم خمس مرات)([49]).
ان محاولة انكار هذا الحديث من قبل ماسينيون ونسبته الى الامام علي (ع) او الى الامام الباقر (ع). هي في الأساس أمر يقصد من ورائه جعل طائفة من المسلمين لا تؤمن بهذا الحديث وهم اهل السنة واعتبار أن هذا الكلام هو من نسج الدوائر الشيعية على لسان الائمة المعصومين.
في حين غاب عن ماسينيون ان اهل السنة هم من اورد حديث "سلمان منا اهل البيت" وتعد سلسلة الإسناد لهذا الحديث السلسلة الذهبية لأنها اخذته من الائمة الذين هم أئمة المسلمين سنة وشيعة من علي بن موسى الرضا (ع) عن ابي الكاظم ع عن جده الصادق (ع) عن الإمام الباقر (ع) عن زين العابدين الإمام السجاد علي ابن الحسين 8 عن ابي عبد الله الحسين (ع) عن أخيه الامام الحسن (ع) عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال: (قال رسول الله (ص):- "سلمان منا اهل البيت")([50]) هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ما هي المصلحة الدينية والسياسية للشيعة في عدّ سلمان الفارسي من اهل بيت النبوة غير التوثيق وعدم غبط حقوق الاخرين لأن الله تعالى اوصى عباده بذلك في قوله تعالى )وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ(([51]) وعليه فإنَّ ماسينيون وغيره من المستشرقين انما يذكرون في دراستهم المعمقة اموراً حقيقية من جهة ومن جهة اخرى فهم يسعون لأن يكونوا أكثر مقبولية في كتاباتهم لدى جميع الأوساط في ساحة الفكر الإسلامي. وضرب روايات المسلمين ببعضها ليخرجوا بنتائج مهمة وهي التشكيك بالرواية ومن ثمّ التشكيك في التراث الاسلامي الذي نقل الينا من خلال هذه الروايات ثم تشكيك المسلم في الأصول المعتبرة في دينه وهي كتاب الله وسنة نبيه وسنة الائمة المهديين من بعده (ع). وعلى الرغم من المنهجية العالية التي يتمتع بها المستشرقون في كتاباتهم إلّا أنَّ الدس يبقى غير واضح إلّا للمتفحص الدقيق كما يدرس السم في الدسم.عافنا الله وإياكم من كل أمر فيه شر وضرر والدليل على هذا الكلام ان ماسينيون يجمع الروايات و رواتها ثم يقول: "وكل اختلاف في الروايات هنا مصبوغ بغرض خاص ذي مدلول مذهبي"([52]) في حين يناقض ما يقوله في موضع آخر، فيقول: "فمنذ سنة 128هـ أُخذت الصيغة(انت منا اهل البيت) التي تُعبّر عن تبني النبي لسلمان قيمة دينية لاشك فيها"([53]).
ثم يسعى في أن يضع آل علي (ع) موضع خلاف مع آل سلمان من الخطابية اتباع ابي الخطاب الذي ادعى انه النقيب الموحى اليه والذي كان لقبه في البدء "مولى بني هاشم" حيث ظهر في الكوفة سنة 138هــ، قائلاً ان الإمام جعفر (ع) اعترف له به اي بحقه في ان يكون ذلك النقيب. (وقد انكر الخطابية ان يكون آل علي قد قدر لهم قدراً سابقاً أن يكونوا أئمة بمجرد كونهم من نسله، وقالوا : ان الاختيار الالهي بالتبني الروحي هو وحده المعتبر، وعلى هذا لقبوا سلمان، لا بلقب " المحمدي " و إنما بلقب " ابن الاسلام" كما لقبوا خليفته ابو الخطاب ب "ابو اسماعيل"([54]) ثم يشير الى فرضية أحمد آغا(الخاص بالجماعة السرية ـ التي يقول انها ـ المعارضة لأهل السنةالتي يقال ان سلمان كوّنها من بعض الفرس الذين اعتنقوا الاسلام-وهي نظرية في تماثل مع نظرية سيف "وقد اخذها فريد ليندر وأحمد أمين" وتتصل بالمؤامرة ضد أهل السنة التي دبرها ابن سبأ، أحد اليهود اليمنيين ـ يجب ان نصرح بانه منذ نهاية القرن الأول كانت لتلك العبارة الخاصة بسلمان "سلمان منا اهل البيت" قيمة دينية لدى المتآمرين الشيعة، بمعنى انها تفترض مشاركة سلمان في الوحي المنزل على النبي، وهي قيمة لا تزال محتفظة بها حتى اليوم لدى الاسماعيلية والنقابات الحرفية: فيها ربط وثيق بين سلمان وبين النبي في وقت نزول القرآن)([55]). فمن جهة جعل الخلاف قائماً بين الخطابية احفاد سلمان وبين آل علي (ع)، ومن جهة اخرى جعلهم في حقوق الشيعة المتآمرين على اهل السنة . وتبين من ذلك تضارب في الافكار وتناقض في المنهج.

الخاتمة
ان من اهم القواعد المهمة التي تعلمناها من الفلسفة: ان كل ما له بداية لا بد من ان يكون له نهاية . ومما تعلمناه من نصوص الشرع الشريف: ان الأعمال بخواتيمها وهي النتائج المستخلصة من كل عمل.
وإن أهم النتائج التي استخلصتها من بحثي هذا هي:
ان شخصية الصحابي سلمان المحمدي هي ليست شخصية اسطورية أو خرافة على رأي بعض المستشرقين.
ان شخصية الصحابي سلمان المحمدي هي ليست شخصية قلقة كما يدعي بعض المستشرقين، وإنما هي من الشخصيات التي لا خلاف عليها في ساحة الفكر الإسلامي.
إنَّ خبر اسلام سلمان و صلته بأهل البيت في حديث "سلمان منا اهل البيت" بكل رواياته واسانيدها أمر لا غبار عليه تناقلته الاوساط السنية والشيعية بالقبول على حد سواء.
لم يكن بعض المستشرقين منصفين في تشكيكهم بخبر سلمان واعني بذلك هوروفتس وايفانوف، إذ حاولا نسف خبر سلمان من اساسه.
إن تأرجح ماسينيون في نقده لهم من جهة وتأييده لهم من جهة أخرى يدعونا الى عدم الثقة بنيته ومصداقية طرحه حيث عمل على ابراز بعض القضايا التي تؤدي الى استخدام حديث "سلمان منا أهل البيت" استخداماً سياسياً مؤداه، دق اسفين بين الخطابية وهم احفاد سلمان وبين آل علي (ع) الذين عدّوا الخبر ذا صبغة دينية وليست سياسية.
محاولة جعل هذه الحركات تسعى للتآمر على اهل السنة في حين ان حديث سلمان شائع عند اهل السنة ولم يكن لدى اهل السنة غيره طالما هو موصول السند ومقبول الرواة.
وأخيراً : اوصي زملائي الباحثين ان يهتموا بدراسة هذه المواضيع الخاصة بتراثهم ولا يتركوه عرضة لكل من هبَّ و دبّْ ينظر لهم ويوجههم حيث يشاء.

-------------------------------------------------------------------
(*) قسم الشريعة / كلية العلوم الإسلامية / جامعة سامراء.
* هوامش البحث *
([1]) بدوي، د. عبد الرحمن، شخصيات قلقة في الإسلام ، دار سينا للنشر، القاهرة، ط3، 1995م، ص1.
([2]) لم اعثر له على ترجمة الا انه كان متخصصا في الدراسات الصينية وانه من كبار المستشرقين.
([3]) بدوي، د. عبد الرحمن، شخصيات قلقة في الإسلام، ص2.
([4]) ثيو دورنولدكه: المستشرق الالماني، وهو احد اقطاب الاستشراق الالماني، بل شيخ المستشرقين الالمان الذي جعل مدينة سترانبورغ في نهاية حياته مركز الاستشراق الاوربي، واصبحت حصيلة جهوده في مجال الدراسة في النص القرآني عمدة ومنطلق الدراسات القرآنية في اوربا، واصبحت تبنى عليها اخطر النتائج في مجال الدراسات الإسلامية، ولد سنة 1836 م وتوفي في سنة 1930م، اهم مؤلفاته تاريخ القرآن بثلاثة اجزاء، ترجم الى العربية عام 2004م ترجمه الدكتور جورج المز و طبعه طبعة اولى في دار جورج المز، بيروت- لبنان. ينظر الأفكار المتفككة للمستشرق الألماني نولدكه في صفحات من كتابه تاريخ القرآن (دراسة ونقد) للشيخ مثنى الزيدي، موقع الاوكة على شبكة الانترنت ، 2008 ضمن موقع www.alukah.net.
([5]) كارلو الفونسو نلينو، مستشرق ايطالي ولد في مدينة تورينو الإيطالية 1872 وتوفي 1938م، لغوي، فلكي، مؤرخ، جغرافي، له اهتمام واسع بالدراسات العربية، اقامفي القاهرة واتقن اللغة العربية واللهجة المصرية، كان عضوا في مجامع تهتم بالدراسات الاستشراقية منها المجمع الايطالي وعضو المجمع القاهري بالقاهرة عام 1933م ينظر المعرفة www.almarefa.org.
([6]) إجناتس جولد تسيهر: مستشرق يهودي مجري ولد عام 1850م وتوفي عام 1921 تلقى تعليمه في جامعة بودابست، برلين، واصبح جامعيا فيها سنة 1872م وتحت رعاية الحكومة الهنغارية رحل الى سوريا وفلسطين ومصر، وحضر في الازهر واستمع الى شيوخه وهو اول مستشرق قام بمحاولة واسعة شاملة للتشكيك في الحديث النبوي الشريف ، الّف كتبا وكتب مقالات في ذلك، اهم كتبه العقيدة والشريعة في الاسلام.ينظر الزركلي خيرالدين، موسوعة الإعلام، 1980، حرف الكاف( كولد صهر).
([7]) بدوي: د.عبد الرحمن، شخصيات قلقة في الاسلام، ص9.
([8]) المصدر نفسه، نفس الصفحة.
([9]) بول اليزر كراوس، مستشرق من اصل يهودي. ولد في براغ بتشيكوسلوفاكيا عام 1904 وتوفي منتحرا في القاهرة عام 1944م. علم في برلين وباريس والجامعة المصرية. درس الإسلام وما اتصل به من علوم اليونان. اعتنى بدراسة وتحقيق المخطوطات العربية. ودرس كراوس في الجامعة العبرية بفلسطين، في مدرسة الدراسات الشرقية حيث اتقن اللغة العبرية والعربية، ثم ارتحل الى المانيا والتحق بجامعة برلين عام 1927 وحصل على الدكتوراه برسالة عنوانها (رسائل بابلية قديمة) كتب عن جابر بن حيان والاسماعيلية وعن الرازي والبيروني وابن المقفع. ينظر: www.wakr.net.Kraos.htm
([10]) على ان الدراسات الحديثة حول اصل التسمية للديانة الايزيدية اثبتت ان الأسم ليس (اليزيدية) ولا ينتسبون الى يزيد بن معاوية وان اصح الاقوال في ذلك ان الاسم هو (الايزيدية) نسبة الى اسم الاله (ايزد) فهم اذن اتباع الاله، ينظر :سمو، ازاد سعيد، اليزيدية واشكالية التسمية، دار الزمان، دمشق- سوريا، 2009م.
([11]) سورة، الجن، الآية 42.
([12]) سورة، الشورى، الآية : 42.
([13]) بدوي، د. عبد الرحمن، شخصيات قلقة في الإسلام.
([14]) يذهب ماسينيون الى ان المقدسي يعد سلمان من الحنفاء وقد اشار الى ذلك في هامش ص22 والاشارة الى ما ذكره المقدسي في (البدء، ج5، ص127)
([15]) ماسينيون لوي، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران ضمن كتاب: شخصيات قلقة في الاسلام، ترجمة : عبد الرحمن بدوي ، دار سينا للنشر، القاهرة، ط3، 1995م، ص22.
([16]) المصدر نفسه، ص 22.
([17]) ماسينيون لوي، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران ضمن كتاب: شخصيات قلقة في الاسلام، ترجمة : عبد الرحمن بدوي ، دار سينا للنشر، القاهرة، ط3، 1995م، ص22.
([18]) ماسنيون، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران، ص22-23.
([19]) ماري كليمان إمبول هوار عاش 1854 م في باريس و توفي فيها ايضاً عام 1926م وهو مستشرق فرنسي، تخرج من مدرسة اللغات الشرقية متخصصا في العربية والفارسية والتركية واليونانية الحديثة، وكانت رسالته : ترجمة انيس العشاق لشرف الدين رامي، عمل في وزارة الخارجية الفرنسية التي ارسلته الى دمشق من 1875م – 1878م وكان عضواً في المجمع العلمي العربي، والمجمع العلمي الفرنسي، والجمعية الاسيوية، ومن اعماله نشر مقامات ابن ناقيا، وديوان سلامة بن جندل، و (البدء والتاريخ)لأبن المطهر مع ترجمته الى الفرنسية، ينظر الزركلي خير الدين، الاعلام (هُوازن) كذلك شبكة المعرفة على الانترنت.
([20]) ماسنيون، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران، ص 23 .
([21]) جوزيف هوروفتس : هو مستشرق الماني يهودي ولد في ليبورك، بولندا 1874 م، وتعلم في جامعة هومبولت في برلين... عين مدرساً للغات السامية في جامعة فرانكفورت1914 م حتى وفاته في مدينة فرانكفورت عام 1931 م، من اهم اعماله كتاب المغازي للواقدي وتولى تحقيق جزء من طبقات ابن سعد وكتاب (هامشيات) الكميت بن زيد الاسدي. ينظر عبد الرحمن بدوي، موسوعة اعلام المستشرقين، 1992، (هوروفتس).
([22]) فريدريك ماكس مولر : مستشرق وعالم لغوي الماني، عرف في انكلترا-حيث امضى معظم سنوات حياته- وعالمياً بهذا الاسم. وهو مؤسس فرع البحوث السنسكريتية في جامعة اكسفوردو مؤسس علم الأديان المقارن فيها ايضا، ولد في مدينة ديساو Dessau وتوفي في اكسفورد، ينظر الموسوعة العربية ص101.
([23]) ماسنيون، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران، ص 23.
([24]) المصدر نفسه، ص23-24
([25]) ماسنيون، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران، ص 24.
([26]) الغنوص: هو مصطلح اقترحه بلوشيه (Blochet) على كل المذاهب المستورة الفارسية الاسلامية، ينظر مجلة الدراسات الشرقية RSO ، ج2، ويرى ماسينيون ضرورة تحديد مدلوله .ينظر ماسينيون. المصدر السابق ص28 الهامش رقم (1).
([27]) ماسنيون، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران، ص 24 -25.
([28]) المصدر نفسه، ص 25.
([29]) المصدر نفسه، ص25.
([30]) ارى ان هذا الغموض الذي يشير اليه ماسنيون هو نتيجة قلة الاخبار عنهما بدلالة ان هنالك قس شهد بنبوة محمد 9، وتناولته معظم كتب السيرة، بل هنالك مؤلف مستقل عن شخصية هذا القس وهو ورقة بن نوفل الذي ذكره ابن هشام في السيرة، ج1ص87. كذلك ابن سعد في طبقاته، ج1، ص66. والبلاذري في الانساب ج1، ص47. وابن الاثير في الكامل في التاريخ، ج2، ص7. وجواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، ج4، ص14. وانظر ايضا : الحريري ابو موسى، قس ونبي، بحث في نشأة الاسلام ، (د، ط)، 1979م، ص 7-15.
([31]) يشير ماسنيون الى ما ذكره الكعبري من مناقشات حول دور سلمان ، ص220.
([32]) يقصد بين سلمان الجهني الاصفهاني وهو راوية سني من مدرسة المدينة وبين سلمان (القرضي الاصفهاني) المتصل بالاوساط الشيعية في مدرسة الكوفة والمدائن، ينظر ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، رقم الترجمة 02779 وايضا المزي، تهذيب الكمال، ص129.
([33]) ماسينيون، سلمان الفارسي، ص26.
([34]) المصدر نفسه، ص 27.
([35]) فلاديمير ايفانوف هو مستشرق روسي اكتشف نص ام الكتاب الفارسي في بداية القرن العشرين الى اكتساب مصطلح الغنوص الاسلامي بعدا جديدا، وعلق على حواشيه 1932م تحت عنوان ملاحظات على ام الكتاب على نحو واضح وصحيح 1934 ثم 1937 تحت عنوان (اصل الغنوصية في الاسلام ومعانيها) ينظر صباح يوسف الحلو، الغنوصية في الاسلام ورثها متصوفون وحاربها فقه متشدد، ترجمة رائد الباشل، دار الجمل، المانيا.2003م ، المقدمة.
([36]) ينظر ماسينيون، سلمان الفارسي ، ص27.
([37]) ينظر ماسينيون . سلمان الفارسي ص28 الهامش رقم (1).
([38]) المصدر نفسه، ص 27 -28.
([39]) المصدر نفسه، ص 28.
([40]) الروايات التي اوردها ماسينيون قليلة المصادر اذا ما قورنت مع المصادر التي ذكرها الحاج الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1252هـ) في كتابه : نفس الرحمن في فضائل سلمان، تحقيق: اياد كمالي اصل، قم، ط2، 1431هـ -2010م، ص99-178. مع ان ماسنيون يرجع في بحثه هذا الى ما كتبه الطبرسي و اورده من اسانيد في نفس الرحمن.
([41]) ماسنيون، سلمان الفارسي، ص 31.
([42]) الهدية (وخصوصاً الفيء) شيء نبيل، أما الصدقة فشيء دنيء ... واشار ماسينيون الى قضية فدك التي اثارت منازعات كثيرة حولها.
([43]) إشارة الى الكليني في الكافي ، ج5، ص289، وابن طاووس في الطرائف، ص79.
([44]) ماسنيون، سلمان الفارسي، ص 32.
([45]) لعله أوخي بينه وبين الانصار بوصفه من المهاجرين الذين في مقدمتهم آل بيت النبي 9، وبما ان سلمان صار منهم، فلا بد من أن يؤاخي بينه وبين رجل من الأنصار . ولعله يكون حذيفة لأنه قريب منه في كل أحواله، ومن فضل الله عليهما انه جمعهما حتى في المكان الذي قبرا فيه. والله اعلم.
([46]) ابن سعد، الطبقات الكبرى المسماة بطبقات ابن سعد، ج4، ص60 وكذلك ذكره النوري الطبرسي في نفس الرحمن ، ص399.
([47]) ينسب ماسينيون هذا الرأي الى الغلاة والاسماعيلية، ينظر كذلك الطبرسي النوري، نفس الرحمن، ص399. وقد ذكر الكليني في الكافي بسند الى ابي عبد الله 7. قال آخى رسول الله 9 بين سلمان وابي ذر واشترط على ابي ذر ان لا يعصي سلمان .ينظر روضة الكافي ج8، ص164. وابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة، ج18، ص37. وذكر الحسين بن حمدان ان رسول الله آخى بين سلمان والمقداد كذلك اخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ، ج5، ص251، برقم05146 والذهبي في سير أعلام النبلاء ، ج1 ، ص96- 97 وابن حيان في الثقات، ج1، ص 139-142.
([48]) ماسينيون ، سلمان الفارسي، ص34.
([49]) المصدر نفسه، ص35.
([50]) الصدوق: ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن يابويه القمي، عيون اخبار الرضا 7، تحقيق: الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط1، 1302هــ. /ج2 ، ص64-282، ولعله قرين بحديث المؤاخاة الذي تداولته دوائر الحديث السنية واخذته بالقبول في كتب الحديث المعتبرة لديهم كالبخاري ومسلم ومسند الإمام احمد والطبراني في الجامع الكبير وابن حبان في الثقات وغيرها من كتب الحديث.
([51]) سورة :الأعراف، الآية 85.
([52]) ماسينيون ، سلمان الفارسي، ص38-39.
([53]) المصدر نفسه، ص 37.
([54]) ماسينيون، سلمان الفارسي، ص 38.
([55]) المصدر نفسه، ص 38- 39.

* المصادر والمراجع *
ابن ابي الحديد :المعتزلي (ت: 656هـ)، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، داراحياء الكتب العربية، وعيسى البابي الحلبي وشركاه، بيروت، 1378هــ -1959هــ.
ابن الاثير ابو الحسن محمد بن ابي الكرم (ت:630هـ) الكامل في ألتاريخ، تحقيق: ابي الفدى عبدالله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1407هـ - 1987م.
بدوي، د.عبدالرحمن، شخصيات قلقة في الإسلام، دار سينا للنشر، القاهرة، ط3، 1995م.
بدوي، د.عبد الرحمن، موسوعة اعلام المستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت-لبنان، ط1، 1984 .
والبلاذري :احمد بن يحيى بن جابر بن داود (ت: 279هـ)، الانساب، تجقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت-لبنان، ط1، 1417هـ-1996م .
جواد علي، (ت:1408هـ) المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام، دار الساقي، بيروت، ط4، 1422هـ-2001م.
ابن حبان محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، الثقات، طبعة دائرة المعارف العثمانية، ط1، 1393هـ-1973م.
ابن حجر، ابو الفضل احمد بن علي بن احمد بن حجر العسقلاني (852هـ) الاصابة في تمييز الصحابة، تحقيق عادل عبد الموجود ووعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط1، 1415هـ
الحريري ابو موسى، قس ونبي، بحث في نشأة الاسلام ، (د، ط)، 1979م،
الذهبي، شمس الدين محمد بن احمد (ت:745 هـ)، سير أعلام النبلاء ، تحقيق:شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان ، ط11 ، 1996 م.
الزركلي، خيرالدين بن محمود بن محمد بن فارس الدمشقي (ت: 1893م)، الاعلام، دار العلم للملايين، بيروت-لبنان، ط15، 2002م.
ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزهيري (ت:230هـ)، كتاب الطبقات الكبير، تحقيق الدكنور علي محمد عمير، مكتبة الخانجي، القاهرة - مصر (د، ت).
سمو، ازاد سعيد، اليزيدية وإشكالية التسمية، دار الزمان، دمشق- سوريا، 2009م
صباح يوسف الحلو، الغنوصية في الاسلام ورثها متصوفون وحاربها فقه متشدد، ترجمة رائد الباشل، دار الجمل، المانيا.2003م .
الصدوق: ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن يابويه القمي، عيون اخبار الرضا 7، تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط1، 1302هــ.
ابن طاووس، رضي الدين ابا القاسم علي بن موسى الحلي(ت:664 هـ)، الطرائف في معرفة المذاهب والطوائف، مطبعة الخيام ، قم- ايران ، ط1، 1399هـ.
الطبراني، الحافظ ابي القاسم سلمان بن احمد (ت:360هـ)، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، (د، ت).
الكليني، ثقة الإسلام ابي جعفرمحمد بن يعقوب الاسحاقي الرازي(ت:329هـ)، الكافي، تحقيق: علي اكبر الغفاري ، دار الكتب الاسلامية، مرتضى اخواندى ، تهران ط3، 1388هـ.
ماسينيون لوي، سلمان الفارسي والبواكير الروحية للإسلام في ايران ضمن كتاب شخصيات قلقة في الاسلام، ترجمة : عبد الرحمن بدوي ، دار سينا للنشر، القاهرة ط3، 1995م.
مثنى الزيدي، الأفكار المتفككة للمستشرق الألماني نولدكه في صفحات من كتابه تاريخ القرآن (دراسة ونقد) موقع الاوكة على شبكة الانترنت ، 2008 ضمن موقع www.alukah.net.
المزي، جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي(ت:742هـ)، تهذيب الكمال في اسماء الرجال، تحقيق: د.بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة ، بيروت –لبنان، ط1، 1400هـ - 1980م.
نولدكه، تاريخ القرآن، ترجمه الدكتور جورج المز، دار جورج المز، بيروت- لبنان.، ط1، عام 2004م.
ابن هشام ، ابي محمد عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، المطبعة الخيرية، القاهرة –مصر، ط1، 1329 هـ.
www.almarefa.org
www.wakr.net.Kraos.htm
***
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف