البحث في...
إسم الكتاب
المؤلف
الناشر
التوضيح
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الاستشراق في ميزان الفكر الاسلامي

المؤلف :  محمد ابراهيم الفيومي
الناشر :  المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر
تاريخ إضافة الكتاب :  November / 22 / 2014
عدد زيارات الكتاب :  2337
وضع اللورد كرومر وصفا لمن تشبع بالمجتمعات الغربية من أبناء المسلمين وصاروا يميلون بثقافاتهم وأفكارهم تجاه الغرب وهم ما يطلق عليهم اليوم بالعلمانيين أو الليبراليين , فوصفهم بوصف دقيق جدا فقال فيهم " أنهم مسلمون وليس فيهم خواص المسلمين وهم أوربيون وليس فيهم خواص أوروبية " أنهم بالاختصار قد أصبحوا مسخا مشوها فتحقق فيهم مراد المنصر صموئيل زويمر الذي استهدف ذلك من دعوته تنصير المسلمين فقال في مؤتمر القدس التنصيري عام 1935م : " أنا لا أهتم بالمسلم كإنسان، إنه لا يستحق شرف الانتساب إلى المسيح , لكن فلنغرقه بالشهوات، ولنطلق لغرائزه العنان حتى يصبح مسخاً لا يصلح لأي شيء ".

ومن هنا انطلق الكاتب في كتابه حول ظاهرة الاستشراق التي لم يبحثها كظاهرة سياسية استعمارية فحسب بل أراد بحثها كظاهرة علمية ينظر إليها من مختلف جوانبها وتعدد أطرها ووجوهها ونقدها بمنهج علمي موضوعي يبتعد فيه قدر إمكانه عن التعميم خشية الالتباس حتى يميز عناصرها , وهذه هي نقطة تميز هذا الكتاب .

فتحدث في مقدمة عامة عن تعريف الاستشراق بالمعنى العلمي الأكاديمي وبالمعنى العرقي وعن الجانب التاريخي له وعن المطلب الاستعماري فيه وعن مجالاته .

ثم تحدث عن تصنيف المستشرقين أنفسهم وتقسيمهم إلى أكاديمي معتدل كانت وجهته علمية خالصة ومتطرف مغال جاء خادما للاستعمار الغربي محققا أهدافه وبين متوسط بينهما , وهذا التقسيم رغم نظري أكثر منه واقعي , فلا يلقى قبولا لدى نقاد الدراسات الاستشراقية , ويقسمهم آخرون إلى أربعة اقسام وهم ( الاستشراق الجامعي , الاستشراق المسيحي الغربي أو الديني , الاستشراق المعلمن المبطن , الاستشراق السياسي ) , وتتعدد التقسيمات له لكنها كلها أو معظمها تؤكد ان الاستشراق العلمي النزيه كان قليل الوجود بل ربما كان نادرا .

وكان السمة البارزة التي عرضها الكاتب هي الوعي الجماعي الذي حافظ الاستشراق على تثبيته دوما لدى كل قارئ لكتابة هؤلاء المستشرقين والذي تمثل في إيجاد صورة آثمة للإسلام تذكرهم دوما بفكرة وجود المظاهر الخادعة في مغارة افلاطون والذي عبر عنه بكل وضوح في نص جدير بالتامل والدارسة مرارا وتكرارا الذي قاله الفيلسوف والكاتب الفرنسي إرنست رينان في خطابه الافتتاحي في الكلية الفرنسية في 23 فبراير عام 1862 : " في هذا الوقت المناسب , الشرط الأساسي لتمكين الحضارة الأوروبية هو تدمير كل ما له علاقة بالسامية الحقة , أي تدمير سلطة الإسلام الثيوقراطية , لان الإسلام لا يستطيع البقاء إلا كدين رسمي , وعندما يختزل إلى وضع دين حر وفردي فانه سينقرض , هذه هي الحرب الدائمة , الحرب التي لن تتوقف إلا عندما يموت آخر أولاد إسماعيل بؤسا أو أن يرغمه الإرهاب على ان ينتبذ في الصحراء مكانا قصيا , فالإسلام هو النفي الكامل لأوروبا , الإسلام هو التعصب , الإسلام هو احتقار العلم , هو القضاء على المجتمع المدني , انه سذاجة الفكر السامي المرعبة وهو ضيق الأفق الإنساني " .

وهكذا أراد الاستشراق أن يثبت حقيقة عن الغربيين ان كل من يهاجم الإسلام ويحاربه لابد وان يحصل على تعاطف الغرب وثنائه .

ثم ذكر الكاتب تطورات أساليب الفكرة الاستشراقية التي انتقلت من الجهود الفردية إلى التحركات الجماعية بالمؤتمرات والتي تعمدت الفصل الكامل بين تقدم الغرب وتطوره وبين معارفه على الشرق وعن الإسلام التي لابد لها ألا تتغير وان تظل ثابتة بالفكرة الأساسية والتقليدية وتعمد ترجمة ونشر عدد من الكتب التي ترسخ تلك الفكرة مثل كتاب " ألف ليلة وليلة " .

وشرع الكاتب في فصل أراه من أجمل وأوفى ما في الكتاب وهو فصل بعنوان " لماذا يعادي الغرب الإسلام " , ويخلص بعد دراسته في هذا الفصل لعدة أسباب لعداوة الغرب للإسلام وهي :

- الغرب يعتبر الشرق امتدادا وتابعا له ومسرحا لإظهار سيطرته وقوته ومجالا للتنافس بين دوله ومجتمعاته وجاء الإسلام ليبكون عقبة مستعصية أمام سيطرة الغرب المطلقة .

- يعتبر كثير من الغربيين ان الإسلام كدين يتعارض مع ما يعرفونه عن النصرانية لا يمكن ان يكون فيه خير , ولهذا كان يريدون من الدراسات والكتابات المؤيدة لوجهة النظر هذه وكانوا يتلقفون الكتابات التي تسيئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والى الإسلام ككل .

- يعتبر الغرب الإسلام كما يقول بطرس ساذرن في كتابه ( نظرة الغرب إلى الإسلام في القرون الوسطى ) : " يمثل الإسلام مشكلة بعيدة المدى بالنسبة للعالم النصراني في أوروبا على المستويات كافة .

- التأثير الهائل لوسائل العلام في المجتمع الغربي.

- عدم تفهم الغرب للإسلام من حيث الأصل لأسباب عديدة ومعقدة وتستند لدوافع دينية تاريخية ونفسية وثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية .

ومن مفاهيم الغرب أيضا عن الإسلام كما وضح الكاتب أنهم يعتبرون ان الإسلام أكذوبة وتشويه متعمد للحقيقة الدينية , فكما يقول توما الاكويني والكثيرون غيره بان محمدا – عليه الصلاة والسلام – خلط الحق بالباطل فقال أقوالا سليمة دس فيها سما كفيلا بإفسادها " , وأن الإسلام دين عنف وسيف وانه دين جاء ليطلق شهوات المرء العنان وكرسوا كل هذه الأقوال وضموها بجوار بعضها ليخرجوا بقارئهم إلى تشكيل صورة ذهنية كاملة وواضحة المعالم ويثبتوها لدى الأوروبيين بان سيدنا محمدا – حاش لله – هو المسيح الدجال !!!

ثم في منعطف أخير يبين الكاتب أساليب الاستشراق في ضرب الوحدة الفكرية في العالم الإسلامي من خلال عدة نواح :

- إضعاف الروح المعنوية لدى المسلم وتشكيكه في ذاته.

- تشويه الصورة الجميلة للمسلم العربي عن الفترات الماضية في تاريخه حتى تنقطع الصلات.

- البحث في الحضارات الشعوبية لإحياء نزعاتها ونزاعاتها .

- الطعن في المصادر كلها كالقران والسنة والسيرة النبوية والصحابة وغيرهم

- الطعن في اللغة العربية.
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف